التعاون علي البر والتقوي

في حديث جامع يقول الرسول صلي الله عليه وسلم كما رواه مسلم عن أبي رقية تميمه بن أوس الداري: "الدين النصيحة. قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
والنصح لله تعالي هو الإيمان به واحداً أحداً له الجلال والكمال والجمال. والنصح لكتابه هو حسن تلاوة القرآن. واقامة أحكامه. وصفاء الفهم لآياته. والنصح لرسوله هو إحياء سنة النبي صلي الله عليه وسلم والتخلق بأخلاقه وصدق الولاء لرسالته. والنصح لأئمة المسلمين هو التعاون معهم علي البر والتقوي. وتذكيرهم بالحق والعدل. وإرشادهم إلي الخير ومصالح العباد. والنصح لعامة المسلمين هو تعليم جاهلهم. وتأديب سفيههم. وتربية أخلاقهم. وستر عوراتهم والسعي في حوائجهم.
ومسألة السر والجهر بالنصيحة تختلف من موقف لآخر ومن شخص لآخر. فما كان من النصيحة متعلقاً بالدعوة إلي الله تعالي وإصلاح الأمة وقضايا المجتمع فالجهر واجب والإعلان ضروري. كما قال تعالي: "فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين" الحجر .94
وقد سمي الله الدعوة إلي الحق والجهر بالشرع نصيحة علي لسان أنبيائه عليهم السلام. فقال تعالي علي لسان نوح عليه السلام: "قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين ? أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون?" الاعراف 61 - .62 وقال جل شأنه علي لسان هود عليه السلام: "قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين ? أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين?" الاعراف 67 - .68
وما كان من النصيحة متعلقاً بسلوكيات الناس الشخصية فالسر فيها مطلب شرعي حتي لا تشيع الفاحشة في المجتمع وحتي ندع لصاحب السلوك المنحرف فرصة العودة إلي الله تعالي. ولهذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا".