الحياة في ظلال الإيمان مُتعة الابتعاد عن رحاب الله ذل وخسارة!/ السيد العزاوي
صفحة 1 من اصل 1
الحياة في ظلال الإيمان مُتعة الابتعاد عن رحاب الله ذل وخسارة!/ السيد العزاوي
في حياتنا المعاصرة.. تقع بعض الجرائم التي تشير إلي اختفاء الوازع الديني
وتواري الايمان في قلوب كثير من أبناء المجتمع الاسلامي. رغم ان الحياة في
ظلال الايمان متعة "الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن
وهم مهتدون".
هناك نموذجان من هذه الوقائع التي تمتليء بها صفحات الحوادث بالصحف
المختلفة أب يمثل بجسد فلذة كبده. وآخر يتخلص من أسرته كما ان أسرة
بالكامل راح أفرادها ضحية النزاع علي قطعة أرض بمحافظة المنيا.. وهناك
وقائع أخري تكشف بلا مواربة ان لعنة حب المال سيطرت علي النفوس ولم يلتفت
أحد من هؤلاء إلي التذرع بالصبر عندما تهب رياح الشر نتيجة هموم الحياة
ونوازعها المتعددة مما جعل الشيطان يسيطر علي القلوب أما النموذج الثاني
فيتمثل في ابن تجرد قلبه من الرحمة فذبح أمه. وآخر تركها في دار المسنين.
ارضاء لزوجته والتفرغ لحياته الخاصة ضاربا عرض الحائط بحقوق هذه الأم. وقد
نبه ربنا إلي الحقيقة في سورة الحج "ومن الناس من يعبد الله علي حرف فان
اصابه خير اطمأن به وان أصابته فتنة انقلب علي وجهه خسر الدنيا والاخرة
ذلك هو الخسران المبين" ثم يقول سبحانه: "يدعو لمن ضره أكثر من نفعه ذلك
هو الضلال البعيد"الايتان 11. 13 سورة الحج.
نموذجان مختلفان أشد الاختلاف فالنموذج الثاني- للاسف الشديد- تواجده
كثيراً علي أرض الواقع في عالم "العصر الواحد والعشرين" جرائم قتل لأتفه
الأسباب وتمثيل أشد بشاعة بفلذات الأكباد. وتدمير للعلاقات الطيبة بست
الحبايب التي تلقي معاملة قاسية من الابن الذي أنجبته وقاست أشد الالام من
أجل ان تراه سعيداً وبلغ من قسوة القلب ان ابنا طرد أمه من الشقة وآخر
ذبحها وثالثا أهانها ارضاء لزوجته. وتارة لرفضها تلبية رغباته.
الاكثر غرابة ان قلب الام مملوء بالحنان والحب. ومازالت تلك الصورة
التي شاهدتها في ساحات القضاء عن أم أقامت دعوي ضد ابنها ووقفت ضده بكل ما
تملك لكن خانتها شجاعتها حينما عرفت ان حكما سوف يصدر ضد ابنها لان نصوص
القانون تستجيب لندائها في هذه اللحظة خفق قلبها بالحب. وتقدمت منصة
القضاء وطلبت من القاضي ان يعفو عن ابنها. لكنه سألها قائلاً: هل انت
متنازلة عن الدعوي؟ قالت والدموع تنهمر علي خديها: نعم سامحته وهنا قال
الحاضرون في نفس واحد.. "هكذا قلب الأم"!!
الأكثر غرابة ان طبيعة العصر المادية طغت علي قلوب أبناء عصر
الفضائيات وبات لدي البعض انه لا وجود للايمان في نفوسهم فاقبلوا يرتكبون
الجرائم التي امتلأت بها صفحات الحوادث بالصحف وفاضت بها احصائيات مختلف
الاجهزة وناهيك عن أولئك النفر الذين تشاجروا في احدي قري صعيد مصر ففقدت
القرية أسرة بالكامل حيث راح أفرادها ضحية النزاع علي قطعة أرض ولعب حب
المال ولعنة اقتناص الفرصة من الآخرين برءوس هؤلاء فأداروا المعركة وخرج
الجميع خاسراً.. المشاكل كثيرة والاسباب أشد تفاهة يومئذ لا يفيد الندم.
ورغم انني قد أشرت إلي ذلك في كلمة الاسبوع الماضي في هذا المكان الا
أنني لن أمل من تكرار ان اختفاء الايمان في النفوس هو الذي دفع هذا البعض
إلي الاقدام علي هذه الحماقات والاعمال التي عصفت بحياتهم وحياة أسرهم
ولعلي لا أكون مبالغا اذا قلت ان هؤلاء قد تواري الوازع الديني في قلوبهم
فطار منها الاطمئنان وحل القلق والاضطراب وفسدت العلاقات بصورة أكبر في
عصرنا رغم ان الجريمة وجدت مع بدء حياة الانسان علي كوكب الارض.
أكرر ان عنصر الوازع الديني هو صمام الامان لحماية البشر من أنفسهم
وأكبر وسيلة تنتزع الشر من النفوس فما هو سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
قد نبه إلي حقيقة يغفل عنها كثير من الناس. فعن عطاء بن يسار عن أبي سعيد
ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "ان أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح
الله لكم من زهرة الدنيا" قالوا: وما زهرة الدنيا يا رسول الله؟ قال:
"بركات الارض" وفسرها قتادة والسدي بزينة الحياة وقد ألهب حب زينة الدنيا
الجشع في قلوب الذين ضاع الايمان من قلوبهم وصدق الشاعر الباكستاني محمد
اقبال حين قال:
اذا الايمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحي دنيا
ولا شك ان الايمان هو الذي يعصم البشر من الوقوع في الخطأ وقد تمسك
الانبياء والصالحون بهذا الايمان قلم تلعب بهم زخارف الحياة ولهوها فسيدنا
أيوب عليه السلام مسه الضر فذهبت صحته بأمور لا تتنافي مع العصمة وراح
أولاده وثروته تشبث بالايمان حتي عندما بدا من زوجته ما يضايقه أقسم ان
يضربها مائة ضربة بعصاه وثبت علي ايمانه وجأر من أعماقه قائلاً: "اني مسني
الضر وانت أرحم الراحمين" كما حكي القرآن الكريم ذلك عنه في سورة الأنبياء
وفي سورة "ص" قال ربنا: واذكر عبدنا أيوب اذ نادي ربه أني مسني الشيطان
بنصب وعذاب" وظل علي ايمانه حتي جاءه الفرج من عند رب العالمين وجاءته
البشريات تسري عنه عذاب الايام وحملت له حلولا لكل مشاكله ذهب الألم وعاد
المال مضاعفا وكذلك الابناء وحتي لا يحنث في اليمين قال له رب العالمين
"وخذ بيدك طغثاً فاضرب به ولا تحنث" وامتدحه الله "إنا وجدناه صابراً نعم
العبد إنه أواب".
هذه الأمثلة نقدمها أمام أجيال هذه الأيام لانه لا عاصم من هموم
الحياة ومنغصاتها سوي تمسك الانسان بالايمان والصبر في مواجهة الشدائد
مهما تكن قوتها اذ لا سبيل أمام أي انسان سوي هذا الطريق اذا أراد أن ينجو
من براثن هوي النفس وجشعها. وغواية الشيطان. والله يهدي من يشاء إلي صراط
مستقيم.
وتواري الايمان في قلوب كثير من أبناء المجتمع الاسلامي. رغم ان الحياة في
ظلال الايمان متعة "الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن
وهم مهتدون".
هناك نموذجان من هذه الوقائع التي تمتليء بها صفحات الحوادث بالصحف
المختلفة أب يمثل بجسد فلذة كبده. وآخر يتخلص من أسرته كما ان أسرة
بالكامل راح أفرادها ضحية النزاع علي قطعة أرض بمحافظة المنيا.. وهناك
وقائع أخري تكشف بلا مواربة ان لعنة حب المال سيطرت علي النفوس ولم يلتفت
أحد من هؤلاء إلي التذرع بالصبر عندما تهب رياح الشر نتيجة هموم الحياة
ونوازعها المتعددة مما جعل الشيطان يسيطر علي القلوب أما النموذج الثاني
فيتمثل في ابن تجرد قلبه من الرحمة فذبح أمه. وآخر تركها في دار المسنين.
ارضاء لزوجته والتفرغ لحياته الخاصة ضاربا عرض الحائط بحقوق هذه الأم. وقد
نبه ربنا إلي الحقيقة في سورة الحج "ومن الناس من يعبد الله علي حرف فان
اصابه خير اطمأن به وان أصابته فتنة انقلب علي وجهه خسر الدنيا والاخرة
ذلك هو الخسران المبين" ثم يقول سبحانه: "يدعو لمن ضره أكثر من نفعه ذلك
هو الضلال البعيد"الايتان 11. 13 سورة الحج.
نموذجان مختلفان أشد الاختلاف فالنموذج الثاني- للاسف الشديد- تواجده
كثيراً علي أرض الواقع في عالم "العصر الواحد والعشرين" جرائم قتل لأتفه
الأسباب وتمثيل أشد بشاعة بفلذات الأكباد. وتدمير للعلاقات الطيبة بست
الحبايب التي تلقي معاملة قاسية من الابن الذي أنجبته وقاست أشد الالام من
أجل ان تراه سعيداً وبلغ من قسوة القلب ان ابنا طرد أمه من الشقة وآخر
ذبحها وثالثا أهانها ارضاء لزوجته. وتارة لرفضها تلبية رغباته.
الاكثر غرابة ان قلب الام مملوء بالحنان والحب. ومازالت تلك الصورة
التي شاهدتها في ساحات القضاء عن أم أقامت دعوي ضد ابنها ووقفت ضده بكل ما
تملك لكن خانتها شجاعتها حينما عرفت ان حكما سوف يصدر ضد ابنها لان نصوص
القانون تستجيب لندائها في هذه اللحظة خفق قلبها بالحب. وتقدمت منصة
القضاء وطلبت من القاضي ان يعفو عن ابنها. لكنه سألها قائلاً: هل انت
متنازلة عن الدعوي؟ قالت والدموع تنهمر علي خديها: نعم سامحته وهنا قال
الحاضرون في نفس واحد.. "هكذا قلب الأم"!!
الأكثر غرابة ان طبيعة العصر المادية طغت علي قلوب أبناء عصر
الفضائيات وبات لدي البعض انه لا وجود للايمان في نفوسهم فاقبلوا يرتكبون
الجرائم التي امتلأت بها صفحات الحوادث بالصحف وفاضت بها احصائيات مختلف
الاجهزة وناهيك عن أولئك النفر الذين تشاجروا في احدي قري صعيد مصر ففقدت
القرية أسرة بالكامل حيث راح أفرادها ضحية النزاع علي قطعة أرض ولعب حب
المال ولعنة اقتناص الفرصة من الآخرين برءوس هؤلاء فأداروا المعركة وخرج
الجميع خاسراً.. المشاكل كثيرة والاسباب أشد تفاهة يومئذ لا يفيد الندم.
ورغم انني قد أشرت إلي ذلك في كلمة الاسبوع الماضي في هذا المكان الا
أنني لن أمل من تكرار ان اختفاء الايمان في النفوس هو الذي دفع هذا البعض
إلي الاقدام علي هذه الحماقات والاعمال التي عصفت بحياتهم وحياة أسرهم
ولعلي لا أكون مبالغا اذا قلت ان هؤلاء قد تواري الوازع الديني في قلوبهم
فطار منها الاطمئنان وحل القلق والاضطراب وفسدت العلاقات بصورة أكبر في
عصرنا رغم ان الجريمة وجدت مع بدء حياة الانسان علي كوكب الارض.
أكرر ان عنصر الوازع الديني هو صمام الامان لحماية البشر من أنفسهم
وأكبر وسيلة تنتزع الشر من النفوس فما هو سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
قد نبه إلي حقيقة يغفل عنها كثير من الناس. فعن عطاء بن يسار عن أبي سعيد
ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "ان أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح
الله لكم من زهرة الدنيا" قالوا: وما زهرة الدنيا يا رسول الله؟ قال:
"بركات الارض" وفسرها قتادة والسدي بزينة الحياة وقد ألهب حب زينة الدنيا
الجشع في قلوب الذين ضاع الايمان من قلوبهم وصدق الشاعر الباكستاني محمد
اقبال حين قال:
اذا الايمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحي دنيا
ولا شك ان الايمان هو الذي يعصم البشر من الوقوع في الخطأ وقد تمسك
الانبياء والصالحون بهذا الايمان قلم تلعب بهم زخارف الحياة ولهوها فسيدنا
أيوب عليه السلام مسه الضر فذهبت صحته بأمور لا تتنافي مع العصمة وراح
أولاده وثروته تشبث بالايمان حتي عندما بدا من زوجته ما يضايقه أقسم ان
يضربها مائة ضربة بعصاه وثبت علي ايمانه وجأر من أعماقه قائلاً: "اني مسني
الضر وانت أرحم الراحمين" كما حكي القرآن الكريم ذلك عنه في سورة الأنبياء
وفي سورة "ص" قال ربنا: واذكر عبدنا أيوب اذ نادي ربه أني مسني الشيطان
بنصب وعذاب" وظل علي ايمانه حتي جاءه الفرج من عند رب العالمين وجاءته
البشريات تسري عنه عذاب الايام وحملت له حلولا لكل مشاكله ذهب الألم وعاد
المال مضاعفا وكذلك الابناء وحتي لا يحنث في اليمين قال له رب العالمين
"وخذ بيدك طغثاً فاضرب به ولا تحنث" وامتدحه الله "إنا وجدناه صابراً نعم
العبد إنه أواب".
هذه الأمثلة نقدمها أمام أجيال هذه الأيام لانه لا عاصم من هموم
الحياة ومنغصاتها سوي تمسك الانسان بالايمان والصبر في مواجهة الشدائد
مهما تكن قوتها اذ لا سبيل أمام أي انسان سوي هذا الطريق اذا أراد أن ينجو
من براثن هوي النفس وجشعها. وغواية الشيطان. والله يهدي من يشاء إلي صراط
مستقيم.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» المسيح عليه السلام
» الامتلاك أو الوجود في الحياة اليومية: التعلم، التذكر، التخاطب، القراءة، المعرفة
» صراع الأديان والثقافات وحوارها :رضوان السيد الحياة - 22/11/08//
» السيد أحمد كرم الزروالي في ذمة الله
» السيد قاسم د عايشة في ذمة الله.
» الامتلاك أو الوجود في الحياة اليومية: التعلم، التذكر، التخاطب، القراءة، المعرفة
» صراع الأديان والثقافات وحوارها :رضوان السيد الحياة - 22/11/08//
» السيد أحمد كرم الزروالي في ذمة الله
» السيد قاسم د عايشة في ذمة الله.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى