حركة التنصير بالمغرب..أهداف باطلة وأهداف باطنة /بقلم : أحمد الريسوني
صفحة 1 من اصل 1
حركة التنصير بالمغرب..أهداف باطلة وأهداف باطنة /بقلم : أحمد الريسوني
لم يعد خافيا وجود حركة تنصيرية نشطة بالمغرب، يقوم بها ''المبشرون'' الإنجيليون، الامريكيون بصفة خاصة. لم يعد خفيا ولا متخفيا، لأن سياسة هؤلاء الدعاة الأمريكيين الجدد، هي نفسها ترمي إلى الخروج من طور الخفاء والتكتم إلى طور العلانية والتطبيع والترسيم. وما المدرسة الكبيرة التي فتحوها بالدارالبيضاء إلا عنوان من عناوين هذه المرحلة.
لقد أصبح لزاما على المغاربة عموما -وعلى العلماء والدعاة خصوصا- مواجهة هذه الحركة والعمل على تحصين مجتمعنا وشبابنا من إغراءاتها واختراقاتها، وفتح الحوار المباشر مع دعاتها وضحاياها على حد سواء. وهذا يقتضي قبل كل شيء فحص الأطروحات والأهداف التي ترمي إليها هذه الحركة وهذه الأنشطة، ما ظهر منها وما بطن.
وأول ما يجب تسجيله عن الحركة التبشيرية البروتستانتية الإنجيلية، هو تلاحمها التام مع الحركة الصهيونية العالمية، إلى درجة أنها أصبحت تسمى عند كثير من الدارسين الغربيين بالصهيونية المسيحية.
ما أريد التطرق إليه في هذه الكلمة، هو تقديم أهدافها المعلنة وغير المعلنة.
- فأما أهدافها المعلنة، فهي أهداف باطلة ساقطة، لا معنى لها في المغرب وفي أي بلد مسلم، ومع أي شخص مسلم.
1 ـ فهي تدعو إلى الإيمان بعيسى ابن مريم وبنبوته ومقامه عليه الصلاة والسلام، وهذا أمر مسلم عند المسلمين. فالنصارى واليهود، وغير المسلمين عموما، هم من يحتاجون إلى ذلك. أما المسلمون، فإن الإيمان بعيسى ونبوته ومقامه، يعد من أوليات الإسلام والإيمان عند كل مسلم.
2 ـ وهي تدعو إلى الإيمان بالتوراة والإنجيل، والمسلمون كذلك في غنى عن هذا، لأن أول شيء في الإسلام هو الإيمان ''بالله وكتبه ورسله''، وفي مقدمة كتبه القرآن والتوراة والإنجيل، وإذا كان الثبوت التفصيلي لنصوص التوراة والإنجيل هو محل شك ونظر -أو طعن ورفض أحيانا- فإن هذا الأمر نفسه موجود عند اليهود والنصارى أنفسهم. وفي الجانب الآخر، فإن قضايا دينية أساسية كثيرة، توجد في الكتب الثلاثة، فنحن نؤمن بها ونتمسك بها دونما حاجة إلى مبشرين ولا إلى منصرين ولا إنجيليين ولا توراتيين
3 ـ وبناء عليه، فإن ما قد يدعونا إليه هؤلاء الإنجيليون من معتقدات صحيحة، أو أخلاق وفضائل حميدة، وأحكام رشيدة، هي موجودة عندنا في الإسلام على أكمل وجه وبأصح سند.
4 ـ وإذا كان المنصرون الإنجيليون يقاومون النزعات والموجات الإلحادية المادية اللادينية، فأحسن لهم أن يوفروا جهودهم لبلدانهم ولأهل ملتهم. وحتى إذا أرادوا أن يفعلوا ذلك في أوساط المسلمين، فأقرب طريق هو حث المسلمين على التمسك بدينهم، لأن الإسلام يمثل اليوم أقوى مقاومة للإباحية واللادينية والإلحاد والمادية. أما المسيحية فقد انهارت أمام هذه الموجات منذ مدة طويلة.
فإذا صح أن هذه هي أهداف الحركة التنصيرية بالمغرب، فإنها كلها أهداف لا معنى لها، ولا جدوى منها، في مجتمع مسلم، بل هي عبارة عن جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب!
بقيت الأهداف الباطنة، غير المعلنة، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
1 ـ التلاحم بين الحركة الإنجيلية والحركة الصهيونية، يجعل حركة التبشير الإنجيلية تشتغل -بشكل مباشر أو غير مباشر- في خدمة الصهيونية والتطبيع والاختراق ''الإسرائيلي''. فجميع المكاسب والإنجازات، تصب هنا.
2 ـ الدولة الأمريكية، التي تتحول أكثر فأكثر إلى دولة مسيحية صهيونية متطرفة، هي أيضا تستفيد من الدور الطلائعي التمهيدي الذي تؤديه الحركة التبشيرية، وخاصة على صعيد الشعوب والمجتمعات.
3 ـ وتبعا للهدف السابق، تسعى الدولة الأمريكية، إلى إيجاد أقليات (جزر) في البلدان الإسلامية التي تتمتع بوحدة دينية منيعة، مثل المغرب، فإذا ''ظهرت'' في المغرب ''طائفة مسيحية'' فستصبح موجبا للتدخلات والإملاءات، ومحلا للعناية والرعاية و''الحماية''، وسيصبح ''المغاربة المسيحيون''، بمثابة جالية أمريكية... والبقية معروفة لا سمح الله.
4 ـ هناك من ''المبشرين'' من لا يهمهم دخول المسلمين في المسيحية بقدر ما يهمهم خروجهم من الإسلام، وليسوا حريصين على إيمان المسلمين بعيسى المخلص بقدر حرصهم على أن يكفر المسلمون بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولا يهمهم الالتزام بالإنجيل بقدر ما يهمهم عدم الالتزام بالقرآن.
لقد أصبح لزاما على المغاربة عموما -وعلى العلماء والدعاة خصوصا- مواجهة هذه الحركة والعمل على تحصين مجتمعنا وشبابنا من إغراءاتها واختراقاتها، وفتح الحوار المباشر مع دعاتها وضحاياها على حد سواء. وهذا يقتضي قبل كل شيء فحص الأطروحات والأهداف التي ترمي إليها هذه الحركة وهذه الأنشطة، ما ظهر منها وما بطن.
وأول ما يجب تسجيله عن الحركة التبشيرية البروتستانتية الإنجيلية، هو تلاحمها التام مع الحركة الصهيونية العالمية، إلى درجة أنها أصبحت تسمى عند كثير من الدارسين الغربيين بالصهيونية المسيحية.
ما أريد التطرق إليه في هذه الكلمة، هو تقديم أهدافها المعلنة وغير المعلنة.
- فأما أهدافها المعلنة، فهي أهداف باطلة ساقطة، لا معنى لها في المغرب وفي أي بلد مسلم، ومع أي شخص مسلم.
1 ـ فهي تدعو إلى الإيمان بعيسى ابن مريم وبنبوته ومقامه عليه الصلاة والسلام، وهذا أمر مسلم عند المسلمين. فالنصارى واليهود، وغير المسلمين عموما، هم من يحتاجون إلى ذلك. أما المسلمون، فإن الإيمان بعيسى ونبوته ومقامه، يعد من أوليات الإسلام والإيمان عند كل مسلم.
2 ـ وهي تدعو إلى الإيمان بالتوراة والإنجيل، والمسلمون كذلك في غنى عن هذا، لأن أول شيء في الإسلام هو الإيمان ''بالله وكتبه ورسله''، وفي مقدمة كتبه القرآن والتوراة والإنجيل، وإذا كان الثبوت التفصيلي لنصوص التوراة والإنجيل هو محل شك ونظر -أو طعن ورفض أحيانا- فإن هذا الأمر نفسه موجود عند اليهود والنصارى أنفسهم. وفي الجانب الآخر، فإن قضايا دينية أساسية كثيرة، توجد في الكتب الثلاثة، فنحن نؤمن بها ونتمسك بها دونما حاجة إلى مبشرين ولا إلى منصرين ولا إنجيليين ولا توراتيين
3 ـ وبناء عليه، فإن ما قد يدعونا إليه هؤلاء الإنجيليون من معتقدات صحيحة، أو أخلاق وفضائل حميدة، وأحكام رشيدة، هي موجودة عندنا في الإسلام على أكمل وجه وبأصح سند.
4 ـ وإذا كان المنصرون الإنجيليون يقاومون النزعات والموجات الإلحادية المادية اللادينية، فأحسن لهم أن يوفروا جهودهم لبلدانهم ولأهل ملتهم. وحتى إذا أرادوا أن يفعلوا ذلك في أوساط المسلمين، فأقرب طريق هو حث المسلمين على التمسك بدينهم، لأن الإسلام يمثل اليوم أقوى مقاومة للإباحية واللادينية والإلحاد والمادية. أما المسيحية فقد انهارت أمام هذه الموجات منذ مدة طويلة.
فإذا صح أن هذه هي أهداف الحركة التنصيرية بالمغرب، فإنها كلها أهداف لا معنى لها، ولا جدوى منها، في مجتمع مسلم، بل هي عبارة عن جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب!
بقيت الأهداف الباطنة، غير المعلنة، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
1 ـ التلاحم بين الحركة الإنجيلية والحركة الصهيونية، يجعل حركة التبشير الإنجيلية تشتغل -بشكل مباشر أو غير مباشر- في خدمة الصهيونية والتطبيع والاختراق ''الإسرائيلي''. فجميع المكاسب والإنجازات، تصب هنا.
2 ـ الدولة الأمريكية، التي تتحول أكثر فأكثر إلى دولة مسيحية صهيونية متطرفة، هي أيضا تستفيد من الدور الطلائعي التمهيدي الذي تؤديه الحركة التبشيرية، وخاصة على صعيد الشعوب والمجتمعات.
3 ـ وتبعا للهدف السابق، تسعى الدولة الأمريكية، إلى إيجاد أقليات (جزر) في البلدان الإسلامية التي تتمتع بوحدة دينية منيعة، مثل المغرب، فإذا ''ظهرت'' في المغرب ''طائفة مسيحية'' فستصبح موجبا للتدخلات والإملاءات، ومحلا للعناية والرعاية و''الحماية''، وسيصبح ''المغاربة المسيحيون''، بمثابة جالية أمريكية... والبقية معروفة لا سمح الله.
4 ـ هناك من ''المبشرين'' من لا يهمهم دخول المسلمين في المسيحية بقدر ما يهمهم خروجهم من الإسلام، وليسوا حريصين على إيمان المسلمين بعيسى المخلص بقدر حرصهم على أن يكفر المسلمون بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولا يهمهم الالتزام بالإنجيل بقدر ما يهمهم عدم الالتزام بالقرآن.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» مولاي أحمد الريسوني
» أحمد الريسوني و حرب العدوان والشيطان
» مولاي أحمد الريسوني، ثعلب قبيلة جبالة
» حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب/سعد الدين العثماني
» أحمد الريسوني: يجب التحاور مع من يخالفنا في المذهب أو الملة وليس اعتقاله ومحاكمته
» أحمد الريسوني و حرب العدوان والشيطان
» مولاي أحمد الريسوني، ثعلب قبيلة جبالة
» حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب/سعد الدين العثماني
» أحمد الريسوني: يجب التحاور مع من يخالفنا في المذهب أو الملة وليس اعتقاله ومحاكمته
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى