أمة الأخلاق/محمد الحافظ التجاني
صفحة 1 من اصل 1
أمة الأخلاق/محمد الحافظ التجاني
الأمة التي تحمل دعوة الحق والخير والتوحيد والتنزيه في معرفة الله.
والعدل والأحسان كما قال تعالي: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" "النحل:9"
في معاملة العالم. أراد الله لها أن تنطبع فيها أصول مكارم الأخلاق وهي.
الشجاعة: للدفاع عن الحق. وقد جاء الرسول صلي الله عليه وسلم والعالم
كله غريق في الوثنية والظلم والانحلال. وقد كان هناك من يدعي أنه يغفر
ذنوب المذنبين. وفي هذا تسهيل لارتكاب الجريمة. وقد قال تعالي "ومن يغفر
الذنوب إلا الله" "آل عمران: 135" وعندما استقر الإسلام في جزيرة العرب
هاجم أعداء الإسلام الرسول صلي الله عليه وسلم فجرد الروم جيشا من الروم
والمنتصرة من أحلافهم لإطفاء نور الله من الجزيرة العربية. ولم تكن النسبة
متكافئة في العدد والعدة فقد كان عدد الرومان أضعاف أضعاف المسلمين ولكن
الله نصرهم بفضله.
وقد هيأ الله الأمة العربية للدفاع عن الحق. فعاش كل رجل منهم سيد
نفسه. يعتز بسلاحه وجواده. يذود به عن شرفه وكرامته وأهله وجاره. رباهم
الله في هذه البادية أعزاء يحمون الذمار. فحملوا الراية الربانية بالإيمان
اليقيني والأخلاق الفاضلة وبلغوا بها الخافقين.
العفة: الأسرة الفاضلة الكريمة الطاهرة. هي أساس المدنية الفاضلة
والمجتمع الفاضل. وقد كانت الأمة العربية مضرب المثل في العفاف وصيانة
الأعراض والتحفظ عما يجلب العار.
العدل: وكانوا إذا اختلفوا اتفقوا علي من يقضي بينهم. وإذا اتفق
الخصمان علي إنسان. فلابد أن يطمئن كل من الخصمين إليه. وهذا يقتضي أن
تتوفر ثقة كل منهما فيه أنه ذو رأي وأنه لا ينحرف بمؤثر عليه. وهذا الذي
يقع اختيار الخصوم عليه لا يليق به إلا أن يثبت كفايته. وأن يترفع عن
مواطن التهمة. فلا يكون هذا القاضي المختار كقاض مفروض علي الخصوم كما في
الأمم الأخري.
الكرم: الكرم طبيعة في العرب. يتنافس فيه كبيرهم وصغيرهم. المرأة
والرجل. الفتي والفتاة. وكتب التاريخ مشحونة بالسجايا العربية الكريمة.
وهذا الحق الذي جاء به المصطفي صلي الله عليه وسلم لابد أن تحمله
قلوب لا تعرف الجبن لنصرته. قلوب لا تبالي بالدنيا في سبيل حمل راية هذا
الدين. فلا تعرف الشح قال تعالي: "ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"
"التغابن:16" قلوب لها أخلاق وسجايا ورأي.
عن مزيدة جد هود العبدي قال: بينما رسول الله صلي الله عليه وسلم
يحدث أصحابه. إذ قال: يطلع عليكم من هذا الفج ركب من خير أهل المشرق. فقام
عمر بن الخطاب فتوجه في ذلك الوجه. فرأي ثلاثة عشر راكبا. فرحب وقرب وقال:
من القوم؟
قالوا: قوم من عند عبد القيس. قال: فما أقدمكم لهذه البلاد؟ التجارة؟
قالوا: لاقال: فتبيعون سيوفكم هذه؟ قالوا: لا. قال فلعكم إنما قدمتم في
طلب هذا الرجل؟ قال: أجل. فمشي معهم يحدثهم حتي نظر إلي رسول الله صلي
الله عليه وسلم. فقال: هذا صاحبكم الذي تطلبون. فرمي القوم بأنفسهم عن
رواحلهم. فمنهم من سعي سعيا. ومنهم من هرول هرولة. ومنهم من مشي حتي أتي
رسول الله صلي الله عليه وسلم.
فأخذوا بيده يقبلونها. وقعدوا إليه. وبقي الأشج وهو أصغر القوم.
فأناخ الإبل وعقلها. ثم أقبل يمشي علي تؤدة. حتي أتي رسول الله صلي الله
عليه وسلم. فأخذ بيده فقبلها فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم إن فيك
خصلتين يحبهما الله ورسوله. قال: وما هما يا رسول الله؟ الأناة والتؤدة.
قال: أجبلا جبلت عليه أو تخلقامني؟ قال: بل جبل. قال الحمد لله اذي جبلني
علي ما يحب الله ورسوله. رواه الطبراني وأبو يعلي ورجالهما ثقات.
ونقل ابن عبد البر أن الأشج بن المنذر بن عائذ كان سيدهم وقائدهم إلي الإسلام.
وسئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن خير الأمة: قال: خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا. رواه البخاري عن أبي هريرة.
وذلك لأن العرب ماكانوا يسودون أحداً إلا لمعني: شجاعة لحماية القبيلة
أو رأي لأن بالرأي تكون النصرة. ومن فقد الرأي فشجاعته لا تفيده. والكرم:
لأنه مجد القبيلة.
ومزايا الأمة العربية وأمجاد الأمة العربية. وكونها هي التي سبقت إلي
حمل رسالة الإسلام. أمر يقيني لا شك فيه. وقد قال تعالي: "لا يستوي منكم
من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد
وقاتلوا وكلا وعد الله الحسني والله بما تعملون خبير" "الحديد: 10" أولئك
فطرهم الله علي أصول المكارم.
وليس لأحد أن يتكل علي أمجاد أولئك السابقين. ويهمل نفسه من النور
الذي حملوه. والمكارم التي تحققوا بها. بل علي أبنائهم في الدم أو الروح
أن ينصروا الحق كما نصروه. ويسلك سبيل النور الذي سلكوه. وإلا انقطعت صلته
بهم. وقد قال تعالي: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" "الحجرات:13" وقال رسول
الله صلي الله عليه وسلم: ألا لا فضل لعربي علي أعجمي ولا لأحمر علي أسود
إلا بالتقوي.
وأمامنا معركة الحياة أو الموت معركة فلسطين ومعارك أعداء الإسلام
وأعداء العروبة. وأقوي سلاح فيها القوة الروحية والأسلحة المعنوية الإيمان
والأخلاق ويتبعها الأسلحة المادية.
والعدل والأحسان كما قال تعالي: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" "النحل:9"
في معاملة العالم. أراد الله لها أن تنطبع فيها أصول مكارم الأخلاق وهي.
الشجاعة: للدفاع عن الحق. وقد جاء الرسول صلي الله عليه وسلم والعالم
كله غريق في الوثنية والظلم والانحلال. وقد كان هناك من يدعي أنه يغفر
ذنوب المذنبين. وفي هذا تسهيل لارتكاب الجريمة. وقد قال تعالي "ومن يغفر
الذنوب إلا الله" "آل عمران: 135" وعندما استقر الإسلام في جزيرة العرب
هاجم أعداء الإسلام الرسول صلي الله عليه وسلم فجرد الروم جيشا من الروم
والمنتصرة من أحلافهم لإطفاء نور الله من الجزيرة العربية. ولم تكن النسبة
متكافئة في العدد والعدة فقد كان عدد الرومان أضعاف أضعاف المسلمين ولكن
الله نصرهم بفضله.
وقد هيأ الله الأمة العربية للدفاع عن الحق. فعاش كل رجل منهم سيد
نفسه. يعتز بسلاحه وجواده. يذود به عن شرفه وكرامته وأهله وجاره. رباهم
الله في هذه البادية أعزاء يحمون الذمار. فحملوا الراية الربانية بالإيمان
اليقيني والأخلاق الفاضلة وبلغوا بها الخافقين.
العفة: الأسرة الفاضلة الكريمة الطاهرة. هي أساس المدنية الفاضلة
والمجتمع الفاضل. وقد كانت الأمة العربية مضرب المثل في العفاف وصيانة
الأعراض والتحفظ عما يجلب العار.
العدل: وكانوا إذا اختلفوا اتفقوا علي من يقضي بينهم. وإذا اتفق
الخصمان علي إنسان. فلابد أن يطمئن كل من الخصمين إليه. وهذا يقتضي أن
تتوفر ثقة كل منهما فيه أنه ذو رأي وأنه لا ينحرف بمؤثر عليه. وهذا الذي
يقع اختيار الخصوم عليه لا يليق به إلا أن يثبت كفايته. وأن يترفع عن
مواطن التهمة. فلا يكون هذا القاضي المختار كقاض مفروض علي الخصوم كما في
الأمم الأخري.
الكرم: الكرم طبيعة في العرب. يتنافس فيه كبيرهم وصغيرهم. المرأة
والرجل. الفتي والفتاة. وكتب التاريخ مشحونة بالسجايا العربية الكريمة.
وهذا الحق الذي جاء به المصطفي صلي الله عليه وسلم لابد أن تحمله
قلوب لا تعرف الجبن لنصرته. قلوب لا تبالي بالدنيا في سبيل حمل راية هذا
الدين. فلا تعرف الشح قال تعالي: "ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"
"التغابن:16" قلوب لها أخلاق وسجايا ورأي.
عن مزيدة جد هود العبدي قال: بينما رسول الله صلي الله عليه وسلم
يحدث أصحابه. إذ قال: يطلع عليكم من هذا الفج ركب من خير أهل المشرق. فقام
عمر بن الخطاب فتوجه في ذلك الوجه. فرأي ثلاثة عشر راكبا. فرحب وقرب وقال:
من القوم؟
قالوا: قوم من عند عبد القيس. قال: فما أقدمكم لهذه البلاد؟ التجارة؟
قالوا: لاقال: فتبيعون سيوفكم هذه؟ قالوا: لا. قال فلعكم إنما قدمتم في
طلب هذا الرجل؟ قال: أجل. فمشي معهم يحدثهم حتي نظر إلي رسول الله صلي
الله عليه وسلم. فقال: هذا صاحبكم الذي تطلبون. فرمي القوم بأنفسهم عن
رواحلهم. فمنهم من سعي سعيا. ومنهم من هرول هرولة. ومنهم من مشي حتي أتي
رسول الله صلي الله عليه وسلم.
فأخذوا بيده يقبلونها. وقعدوا إليه. وبقي الأشج وهو أصغر القوم.
فأناخ الإبل وعقلها. ثم أقبل يمشي علي تؤدة. حتي أتي رسول الله صلي الله
عليه وسلم. فأخذ بيده فقبلها فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم إن فيك
خصلتين يحبهما الله ورسوله. قال: وما هما يا رسول الله؟ الأناة والتؤدة.
قال: أجبلا جبلت عليه أو تخلقامني؟ قال: بل جبل. قال الحمد لله اذي جبلني
علي ما يحب الله ورسوله. رواه الطبراني وأبو يعلي ورجالهما ثقات.
ونقل ابن عبد البر أن الأشج بن المنذر بن عائذ كان سيدهم وقائدهم إلي الإسلام.
وسئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن خير الأمة: قال: خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا. رواه البخاري عن أبي هريرة.
وذلك لأن العرب ماكانوا يسودون أحداً إلا لمعني: شجاعة لحماية القبيلة
أو رأي لأن بالرأي تكون النصرة. ومن فقد الرأي فشجاعته لا تفيده. والكرم:
لأنه مجد القبيلة.
ومزايا الأمة العربية وأمجاد الأمة العربية. وكونها هي التي سبقت إلي
حمل رسالة الإسلام. أمر يقيني لا شك فيه. وقد قال تعالي: "لا يستوي منكم
من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد
وقاتلوا وكلا وعد الله الحسني والله بما تعملون خبير" "الحديد: 10" أولئك
فطرهم الله علي أصول المكارم.
وليس لأحد أن يتكل علي أمجاد أولئك السابقين. ويهمل نفسه من النور
الذي حملوه. والمكارم التي تحققوا بها. بل علي أبنائهم في الدم أو الروح
أن ينصروا الحق كما نصروه. ويسلك سبيل النور الذي سلكوه. وإلا انقطعت صلته
بهم. وقد قال تعالي: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" "الحجرات:13" وقال رسول
الله صلي الله عليه وسلم: ألا لا فضل لعربي علي أعجمي ولا لأحمر علي أسود
إلا بالتقوي.
وأمامنا معركة الحياة أو الموت معركة فلسطين ومعارك أعداء الإسلام
وأعداء العروبة. وأقوي سلاح فيها القوة الروحية والأسلحة المعنوية الإيمان
والأخلاق ويتبعها الأسلحة المادية.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» سيدي أحمد التجاني.. وَلِيٌّ تتنازع بركته «الأهواء السياسية»
» مكارم الأخلاق
» إنما الأمم الأخلاق
» الأخلاق الرياضية/عبداللطيف فايد
» النــقــد، النــقــد الـــذاتــي، نقد النقد .. تأملات في التربية على الأخلاق النقدية
» مكارم الأخلاق
» إنما الأمم الأخلاق
» الأخلاق الرياضية/عبداللطيف فايد
» النــقــد، النــقــد الـــذاتــي، نقد النقد .. تأملات في التربية على الأخلاق النقدية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى