نجاة عتابو 'نامبر وان' في الفن الشعبي

من طرف said الأربعاء 25 مارس 2009 - 16:25

نجاة عتابو، الفنانة الظاهرة، بصوتها الشجي الذي يسافر بك إلى أحضان الخميسات, أحبت وعشقت الفن الشعبي في سن مبكرة.
فنانة الأطلس التي ترعرعت بين ثنايا الفلكلور
الأمازيغي لتتشبع بصيحات ممزوجة بعبق ثراثي آت من عمق جبال الأطلس, وصدى
صخر ألبس صوتها حنجرة ذهبية استثنائية . حققت مسيرة ناجحة, منذ أن أصدرت
ألبومها الأول "جوني مار", الذي شكل انطلاقة مسارها الفني, فكان خيطا
نابضا, ربط سلاسلها بمحطات متألقة, جعلت الجمهور يحبها ويتحدث عنها ويلح
على حضورها في كل الملتقيات الفنية.

تلقائيتها وعشقها للفن الشعبي
جعلاها "نامبر وان" كما صرحت بذلك في حفل التكريم, الذي خصصه لها أحد
الببرامج الوطنية, فكان هذا الأخير فرصة ذهبية, تعرف من خلالها الجمهور
على نجاة عتابو الفنانة والزوجة والأم والمرأة المناضلة, المدافعة عن حقوق
المرأة، هذا الموضوع الذي جعلتها المحور الرئيسي في كل أغانيها الجديدة
والقديمة.

ذاع صيتها وأصبحت لها شهرة في البلاد الأوروبية, خصوصا
لدى الجالية المغربية المتعطشة لمثل هذا الفن الذي يذكرها "بريح لبلاد"
وينسيها في زمن معين قساوة الغربة القاتلة.. نجاح تلو الآخر جعل صوتها
يتغلغل في شريان جمهورها الواسع والعريض, الذي يحفظ أغانيها ويرددها.

محطات
وأحداث وطرائف غيرت مسار المحامية المستقبلية إلى مغنية من الطراز الرفيع,
لتتحول إلى محامية من نوع خاص تتناول قضايا الرجل والمرأة, سلاحها في ذلك
الكلمة واللحن والمغنى.

نجاة عتابو لم تهرب من أجل الفن, بل هربت
بعد مآمرة حيكت ضدها من صديقتها, التي فضلت عدم ذكر اسمها, إذ قامت هذه
الأخيرة بدعوتها إلى أحد الأعراس خفية عن أهلها، وهناك أصر مجموعة من
رفقائها من ضمنهم صديقتها أن تتحف المعروضين بصوتها الشجي, لكن بعد مضي
أيام قليلة, تفاجأت نجاة بسماع إحدى الأغنيات التي أدتها في الحفل بأحد
محلات بيع شرائط الكاسيط, حينها اكتشفت الخدعة التي أسقطت فيها, بعد أن
استفسرت عن كيفية تسجيل هذا الشريط, فأخبرها صاحب المحل بالقصة كاملة..
فكان هذا سبب انقطاع صلة الرحم بينها وبين أسرتها, التي رفضت بشكل قاطع
هذا المسار, ما اضطرها إلى الهرب إلى مدينة الدارالبيضاء, حيث التقت
المغني الحاج الحسين, الذي أعجب بصوتها وقدمها للجمهور المغربي.

من
هنا, كانت الانطلاقة الحقيقية لنجاة, لكن وبعد غياب طويل دام سنوات عادت
من جديد إلى أحضان الخميسات لتلتقي والدها, الذي طلبت منه السماح, فأعيد
لها الدفء الأسري من جديد, الذي افتقدته طوال مسيرتها.

وما زال
العطاء متواصلا رفقة زوجها, الذي قدم لها حبه وتشجيعه فكان معها في السراء
والضراء, في السعادة والفرح, فحبه الصادق ورعايته الخاصة لها في كل
الأشواط التي قطعتها رفقته في قلب الحدث قريبة من عدسات كاميرا ومن أضواء
الشهرة. فوزها بالجائزة الأولى في إحدى أكبر المسابقات العالمية, التي ضمت
أعظم أشهر فناني هوليود, دليل مقنع على عظمة هذه الفنانة, وأنها فعلا
تستحق لقب "نامبروان" في الفن الشعبي.

أكدت نجاة في مجموعة من
الملتقيات أنها متشبثة بالفن الشعبي حتى النخاع, وأنها لن تعتزل الفن
مطلقا, إذ أن الموت وحده سيكون الحد الفاصل بينها وبينه.

"ماعندي
زهر" "كذبة باينة" "المدونة", أغاني لن تطويها حقب الزمان ولن يلفها
الغبار, بل ستظل حية يرددها الجمهور كل ما كان على موعد مع نجاة عتابو.

13.03.2009

الدارالبيضاء: خديجة النجمي (متدربة) | المغربية