قصة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام
| |||||
سأل إبراهيم الخليل عليه السلام ربّه أن يهبه ولدا صالحا، وذلك عندما هاجر من بلاد قومه، فبشّره الله عز وجل بغلام حليم، وهو إسماعيل عليه السلام، الذي ولد من هاجر، بينما كان إبراهيم الخليل عليه السلام، في السادسة والثمانين من عمره، فهو أي إسماعيل، أول ولد لإبراهيم عليه السلام وهو الولد البكر يقول الله : عز وجل "وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين، ربّ هب لي من الصالحين، فبشّرناه بغلام حليم" وعندما كبر إسماعيل عليه السلام، وشبّ، وصار بمقدوره، أن يسعى ويعمل كما يعمل ويسعى أبوه عليه السلام، رأى إبراهيم الخليل عليه السلام، في المنام أن الله ." عز وجل يأمره أن يذبح ولده، ومعلوم أن "رؤيا الأنبياء وحي : يقول الله تعالى "فلما بلغ معه السّعى قال يابنيّ إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى" . إنه لأمر عظيم، واختبار صعب، للنبي إبراهيم عليه السلام، فإسماعيل هذا الولد العزيز البكر، والذي جاءه على كبر، سوف يفقده بعدما أمره الله عز وجل أن يتركه مع أمه السيدة هاجر، في واد ليس به أنيس، ها هو الآن يأمره مرة أخرى . أن يذبحه ولكنّ إبراهيم الخليل عليه السلام، امتثل لأمر ربه واستجاب لطلبه وسارع إلى طاعته. ثم اتجه إلى ابنه إسماعيل، وعرض الأمر عليه، ولم يرد أن يذبحه قسرا، فماذا كان ردّ الغلام إسماعيل عليه السلام؟ "قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" إنه ردّ يدل على منتهى الطاعة وغايتها للوالد ولرب العباد، لقد أجاب إسماعيل بكلام فيه استسلام لقضاء الله وقدره، وفيه امتثال رائع لأمر الله عز وجل، وأيّ أمر هذا! إنه ليس بالأمر السهل، وحانت اللحظة الحاسمة بعد أن عزم إبراهيم عليه السلام على ذبح ابنه، انقيادا لأمر الله عز وجل، فأضجعه على الأرض، : والتصق جبين إسماعيل عليه السلام بالأرض، وهمّ إبراهيم أن يذبح ابنه فلما أسلما وتلّه للجبين، وناديناه أن يا إبراهيم، قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي" المحسنين، إن هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم، وتركنا عليه في ." الآخرين، سلام على إبراهيم، كذلك نجزي المحسنين ولكنّ السكين لم تقطع، بإرادة الله عز وجل، عندها فداه الله عز وجل، بكبش عظيم . من الجنة، ابيض الصوف ذي قرنين كبيرين |
صدورعبد العظيم- عدد الرسائل : 317
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 21/03/2008
دعوة إبراهيم عليه السلام
جادل
سيدنا إبراهيم عليه السلام قومه بالتي هي أحسن، معتمدا الحجّة والدّليل
العقليين والكونيين الواضحين. وكان أعظم مسلك سلكه في مجادلته إيّاهم
السعي إلى إيقاظ عقولهم، وتنبيه قلوبهم إلى حقيقتين أساسيتين:
الحقيقة
الأولى أن هذا الصّنع المتقن البديع لا يمكن إلا أن يكون مخلوقا لخالق
مبدعٍ واحدٍ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فكل هذه المبدَعات الإلهية
مصيرها الأفول [كل من عليها فان ويبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام]
(الرحمان: 25). وبما أنها مخلوقة، فقيرة، تستمد وجودها وبقاءها من خالقها
الذي يمدها بهما، دلّ ذلك على أنه وحده مدبّر أمرها، القيّوم الذي به قامت
هذه المبدَعات، الغنيّ عنها غنى سرمديا ذاتياً.
الحقيقة الثانية أنّ
الله تعالى يستحق وحده العبادة من خلقه، لأنه وحده الإله الخالق القادر
الغنيّ الماجد المتفضل على خلقه بنعمتي الإيجاد والإمداد.
ولذلك نجد
إبراهيم عليه السلام يستند إلى هاتين الحقيقتين في هداية قومه، في كثير من
سور القرآن الكريم، ومنها سورة الشعراء حيث نقرأ قول الله سبحانه في معرض
بيان المجادلة الإبراهيمية والتنويه بحجّتها الباهرة، ومنطقها السّليم،
النّابع من صفاء الفطرة الإنسانية، ونور البصيرة المتفتٍّحة الجليّة:
[واتل عليهم نبأ إبراهيم، إذ قال لأبيه وقومِه ما تعبدون؟! قالوا نعبد
أصناماً فنظل لها عاكفين، قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو
يضرّون، قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون، قال أفرأيتم ما كُنتم تعبدون
أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدوٌّ لي، إلا ربّ العالمين الذي خلقني فهو
يهدين، والذي هو يُطعمني ويسقين، وإذا مرضتُ فهو يشفين، والذي يُميتني ثم
يُحيين، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يومَ الدين] (الشعراء: 96/82).
لقد
أقام إبراهيم الدّليل، في هذه الآيات البيّنات، على أمريْن كان جديراً
بقومه أن ينتبهوا إليهما، لولا الغفلة والتقليد الأعمى، والجهل وحبّ
الشّهوات، والعناد:
الأمر الأول أن معبوداتهم المزعومة (الأصنام) لا
تملك لهم نفعا ولا ضراً، ولا تسمع دعاءهم إذ يدعون. وبالتالي فهي عاجزة،
صماء بكماء، جماد لا يتحرك، فكيف يجوز لعاقلٍ أن «يظل لها عاكفاً»؟!
الأمر
الثاني أن الله الواحد رب العالمين يدبّر وحده شأن هذه الأكوان المخلوقة.
وهذا دليل العناية الربانية. وأقرب شيء إلى المرءِ - من المخلوقات - نفسه.
ولذلك استدلّ إبراهيم بما يجده في نفسِه من آثار هذه العناية الكريمة (إلا
ربّ العالمين الذي خلقني فهو يهدين، والذي هو يُطعمني ويسقين. وإذا مرضتُ
فهو يشفين. والذي يميتني ثم يُحيين. والذي أطمعُ أن يغفر لي خطيئتي يوم
الدين] (الشعراء: 82/78).
ودليل العناية لا يقتصر تجليه على هذه الدار،
بل يشمل الدار الآخرة، حيث تجلّيه الأعظم الأفخم على المؤمنين خاصة، بينما
تجلّيه الدنيوي يعم المؤمن والكافر لأن الله تعالى يمد كليهما بأسباب
الوجود والبقاء بل بكمالات مادّية [كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك، وما
كان عطاء ربك محظورا] (الإسراء: 20)، لكي يتأمل الإنسان في هذا الكرم
الإلهيّ، ويستدل بالنِّعم على وجود المنعم وعنايته. فإذا لقي ربّه
مُوحِّداً قد عمل الصالحات، استمرت العناية في حقه سرمداً، وتوالت عليه
النِّعم الأخروية أبدا. وإلا فلا.
ولذلك لما استدل إبراهيم بعناية ربّه
به في هذه الآيات الكريمات لم يُقصر الاستدلال على ما يتّصل بدار الدنيا
من هداية، وإطعام وشفاء من المرض، وكل مقوّمات الحياة الدنيوية والدّينية،
التي بها يكمل الابتلاء، ويتحقق مقتضى الاستخلاف؛ بل مدّ الاستدلال
بالعناية إلى ما بعد الحياة الدنيا حيث قال: [والذي يميتني ثم يُحيين.
والذي أطعم أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين] (الشعراء: (82/81).
وإحياء
المؤمن بعد موته هو بحدّ ذاته بداية العناية الربّانية الأخروية به،
ومغفرة ذنوبه تعني الرضا الإلهي عنه، ودخوله الجنة حيث تتوالى عليه
النِّعم الدّائمة دليلاً على العناية الإلهية الخاصّة بالمؤمنين في الآخرة.
ولما
كان الدّعاء أعظم أبواب خيري الدّنيا والآخرة، بما يصحبه من انكسار
واضطرار وافتقار، بادر إبراهيم عليه السلام - بعد أن أقام الأدلّة على
الوحدانية واستحقاق الله وحده للعبودية، وعجز المخلوقات الفانية، وعناية
الرّحمان بها في الدنيا والآخرة، بادر إلى سؤال ربه الكريم أن يهبه حكما
ويلحقه بالصّالحين، وأن يجعل له لسان صدقٍ في الآخرين، وهو محمد سيد
المرسلين صلى الله عليه وسلم، الذي ختم الله به دعوة النبيئين إلى
الإسلام، وكان لهم لسان صدقٍ وبرهانا ساطعاً - بما أوتي من معجزات وأوّلها
وأعظمها القرآن الكريم - على صدقهم، وربّانية نبوّاتهم، وربّانية رسالات
الرّسل أجمعين. [ربّ هَبْ لي حُكْماً وألحقني بالصّالحين واجعَل لي لسان
صِدق في الآخرين] (الشعراء: 84/83).
وطلبا للعناية الإلهية المستمرة في
الآخرة، قال إبراهيم عليه السلام: [واجعلني من ورثة جنّة النّعيم]
(الشعراء: 85). وهو في مناجاته، واسترسال دعائه، لم ينس أباه، بل بلغ من
شفقته عليه أن سأل له المغفرة من الله تعالى: [واغفر لأبي إنه كان من
الضالين] (الشعراء: 86).
ويعطف السّياق القرآني، عوداً على بدء، ببيان
مصير المشركين، بعد أن بيّن، بالحجج الدامغة، تهافت ما هم عليه من ضلالات:
[ولا تُخزني يوم يُبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب
سليم. وأُزلفت الجنّة للمتقين، وبرّزت الجحيم للغاوين، وقيل لهم أين ما
كنتم تعبدون من دون الله، هل ينصرونكم أو ينتصرون؟ فكبكبوا فيها هم
والغاوون. وجنود إبليس أجمعون. قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي
ضلال مبين إذ نُسوّيكم بربّ العالمين. وما أضلنا إلا المجرمون. فما لنا من
شافعين، ولا صديق حميم، فلو أن لنا كرّة فنكون من المؤمنين. إن في ذلك
لآية. وما كان أكثرهم مومنين. وإن ربك لهو العزيز الرّحيم] (الشعراء
104/87)،
فكان هذا المشهد الأخروي الذي يفوز فيه المتقون بالجنة، ويصلى
فيه المشركون المجرمون الجحيم، موعظة بليغة، تضمنت وعداً كريما، ووعيداً
شديداً، وهي تنضاف إلى تلك الأدلّة الإبراهيمية العقلية والكونية
والنفسية، ليهتدي بها مَن كتب الله الهداية، ولا تزيد الظالمين إلا خساراً.
سيدنا إبراهيم عليه السلام قومه بالتي هي أحسن، معتمدا الحجّة والدّليل
العقليين والكونيين الواضحين. وكان أعظم مسلك سلكه في مجادلته إيّاهم
السعي إلى إيقاظ عقولهم، وتنبيه قلوبهم إلى حقيقتين أساسيتين:
الحقيقة
الأولى أن هذا الصّنع المتقن البديع لا يمكن إلا أن يكون مخلوقا لخالق
مبدعٍ واحدٍ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فكل هذه المبدَعات الإلهية
مصيرها الأفول [كل من عليها فان ويبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام]
(الرحمان: 25). وبما أنها مخلوقة، فقيرة، تستمد وجودها وبقاءها من خالقها
الذي يمدها بهما، دلّ ذلك على أنه وحده مدبّر أمرها، القيّوم الذي به قامت
هذه المبدَعات، الغنيّ عنها غنى سرمديا ذاتياً.
الحقيقة الثانية أنّ
الله تعالى يستحق وحده العبادة من خلقه، لأنه وحده الإله الخالق القادر
الغنيّ الماجد المتفضل على خلقه بنعمتي الإيجاد والإمداد.
ولذلك نجد
إبراهيم عليه السلام يستند إلى هاتين الحقيقتين في هداية قومه، في كثير من
سور القرآن الكريم، ومنها سورة الشعراء حيث نقرأ قول الله سبحانه في معرض
بيان المجادلة الإبراهيمية والتنويه بحجّتها الباهرة، ومنطقها السّليم،
النّابع من صفاء الفطرة الإنسانية، ونور البصيرة المتفتٍّحة الجليّة:
[واتل عليهم نبأ إبراهيم، إذ قال لأبيه وقومِه ما تعبدون؟! قالوا نعبد
أصناماً فنظل لها عاكفين، قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو
يضرّون، قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون، قال أفرأيتم ما كُنتم تعبدون
أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدوٌّ لي، إلا ربّ العالمين الذي خلقني فهو
يهدين، والذي هو يُطعمني ويسقين، وإذا مرضتُ فهو يشفين، والذي يُميتني ثم
يُحيين، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يومَ الدين] (الشعراء: 96/82).
لقد
أقام إبراهيم الدّليل، في هذه الآيات البيّنات، على أمريْن كان جديراً
بقومه أن ينتبهوا إليهما، لولا الغفلة والتقليد الأعمى، والجهل وحبّ
الشّهوات، والعناد:
الأمر الأول أن معبوداتهم المزعومة (الأصنام) لا
تملك لهم نفعا ولا ضراً، ولا تسمع دعاءهم إذ يدعون. وبالتالي فهي عاجزة،
صماء بكماء، جماد لا يتحرك، فكيف يجوز لعاقلٍ أن «يظل لها عاكفاً»؟!
الأمر
الثاني أن الله الواحد رب العالمين يدبّر وحده شأن هذه الأكوان المخلوقة.
وهذا دليل العناية الربانية. وأقرب شيء إلى المرءِ - من المخلوقات - نفسه.
ولذلك استدلّ إبراهيم بما يجده في نفسِه من آثار هذه العناية الكريمة (إلا
ربّ العالمين الذي خلقني فهو يهدين، والذي هو يُطعمني ويسقين. وإذا مرضتُ
فهو يشفين. والذي يميتني ثم يُحيين. والذي أطمعُ أن يغفر لي خطيئتي يوم
الدين] (الشعراء: 82/78).
ودليل العناية لا يقتصر تجليه على هذه الدار،
بل يشمل الدار الآخرة، حيث تجلّيه الأعظم الأفخم على المؤمنين خاصة، بينما
تجلّيه الدنيوي يعم المؤمن والكافر لأن الله تعالى يمد كليهما بأسباب
الوجود والبقاء بل بكمالات مادّية [كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك، وما
كان عطاء ربك محظورا] (الإسراء: 20)، لكي يتأمل الإنسان في هذا الكرم
الإلهيّ، ويستدل بالنِّعم على وجود المنعم وعنايته. فإذا لقي ربّه
مُوحِّداً قد عمل الصالحات، استمرت العناية في حقه سرمداً، وتوالت عليه
النِّعم الأخروية أبدا. وإلا فلا.
ولذلك لما استدل إبراهيم بعناية ربّه
به في هذه الآيات الكريمات لم يُقصر الاستدلال على ما يتّصل بدار الدنيا
من هداية، وإطعام وشفاء من المرض، وكل مقوّمات الحياة الدنيوية والدّينية،
التي بها يكمل الابتلاء، ويتحقق مقتضى الاستخلاف؛ بل مدّ الاستدلال
بالعناية إلى ما بعد الحياة الدنيا حيث قال: [والذي يميتني ثم يُحيين.
والذي أطعم أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين] (الشعراء: (82/81).
وإحياء
المؤمن بعد موته هو بحدّ ذاته بداية العناية الربّانية الأخروية به،
ومغفرة ذنوبه تعني الرضا الإلهي عنه، ودخوله الجنة حيث تتوالى عليه
النِّعم الدّائمة دليلاً على العناية الإلهية الخاصّة بالمؤمنين في الآخرة.
ولما
كان الدّعاء أعظم أبواب خيري الدّنيا والآخرة، بما يصحبه من انكسار
واضطرار وافتقار، بادر إبراهيم عليه السلام - بعد أن أقام الأدلّة على
الوحدانية واستحقاق الله وحده للعبودية، وعجز المخلوقات الفانية، وعناية
الرّحمان بها في الدنيا والآخرة، بادر إلى سؤال ربه الكريم أن يهبه حكما
ويلحقه بالصّالحين، وأن يجعل له لسان صدقٍ في الآخرين، وهو محمد سيد
المرسلين صلى الله عليه وسلم، الذي ختم الله به دعوة النبيئين إلى
الإسلام، وكان لهم لسان صدقٍ وبرهانا ساطعاً - بما أوتي من معجزات وأوّلها
وأعظمها القرآن الكريم - على صدقهم، وربّانية نبوّاتهم، وربّانية رسالات
الرّسل أجمعين. [ربّ هَبْ لي حُكْماً وألحقني بالصّالحين واجعَل لي لسان
صِدق في الآخرين] (الشعراء: 84/83).
وطلبا للعناية الإلهية المستمرة في
الآخرة، قال إبراهيم عليه السلام: [واجعلني من ورثة جنّة النّعيم]
(الشعراء: 85). وهو في مناجاته، واسترسال دعائه، لم ينس أباه، بل بلغ من
شفقته عليه أن سأل له المغفرة من الله تعالى: [واغفر لأبي إنه كان من
الضالين] (الشعراء: 86).
ويعطف السّياق القرآني، عوداً على بدء، ببيان
مصير المشركين، بعد أن بيّن، بالحجج الدامغة، تهافت ما هم عليه من ضلالات:
[ولا تُخزني يوم يُبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب
سليم. وأُزلفت الجنّة للمتقين، وبرّزت الجحيم للغاوين، وقيل لهم أين ما
كنتم تعبدون من دون الله، هل ينصرونكم أو ينتصرون؟ فكبكبوا فيها هم
والغاوون. وجنود إبليس أجمعون. قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي
ضلال مبين إذ نُسوّيكم بربّ العالمين. وما أضلنا إلا المجرمون. فما لنا من
شافعين، ولا صديق حميم، فلو أن لنا كرّة فنكون من المؤمنين. إن في ذلك
لآية. وما كان أكثرهم مومنين. وإن ربك لهو العزيز الرّحيم] (الشعراء
104/87)،
فكان هذا المشهد الأخروي الذي يفوز فيه المتقون بالجنة، ويصلى
فيه المشركون المجرمون الجحيم، موعظة بليغة، تضمنت وعداً كريما، ووعيداً
شديداً، وهي تنضاف إلى تلك الأدلّة الإبراهيمية العقلية والكونية
والنفسية، ليهتدي بها مَن كتب الله الهداية، ولا تزيد الظالمين إلا خساراً.
الصديق بوعلام-العلم
6/11/2009
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» سيدنا سـُليمان عليه السلام
» قصص الانبياء :محياوي عبد الغني
» ابراهيم عليه السلام
» عـُــــــــــــزًيــــــــــــر عليه السلام
» سيدنا ابراهيم عليه السـلام
» قصص الانبياء :محياوي عبد الغني
» ابراهيم عليه السلام
» عـُــــــــــــزًيــــــــــــر عليه السلام
» سيدنا ابراهيم عليه السـلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى