الخنزير نجس
صفحة 1 من اصل 1
الخنزير نجس
تحدث القزويني في كتابه "عجائب المخلوقات" وكذلك الدميري في كتابه "حياة
الحيوان الكبري" والجاحظ في كتابه "الحيوان" عن الخنزير الذي يسميه العامة ب "الحلوف". واتفق الثلاثة علي أنه حيوان سمج له نابان يشبهان ناب
الفيل يضرب بهما. ورأسه تشبه رأس الجاموس. وله ظلف كما للبقر والغنم. فهو
جامع في خلقته بين "السبعية" و"البهيمية". ففيه من خصائص السباع: الناب
المشبه لناب الفيل. وفيه منها أكل الجيف. وفيه من سمات البهائم: الظلف
وأكل العشب والعلف. والخنزير من أكثر الحيوانات نسلاً. ولذلك جاء في
الأمثال الخرافية أن الخنزيرة افتخرت ذات يوم علي اللبوءة بكثرة الإنجاب.
فقالت لها اللبوءة: إن كنت أكثر مني ولداً. فأنت تلدين خنزيراً وأنا ألد
أسداً. والناس يعرفون الفرق بين الخنزير والأسد. فالخنزير خنزير والأسد
أسد. وتعد القاذورات والنجاسات أشهي غذاء للخنازير فهو - طبيعته - حيوان
قذر ونجس يعشق الأماكن الموبوءة والنجسة. وأماكن القمامات والقاذورات
ليعيش عليها. ويسير وراء الماشية والبهائم وبقية الحيوانات لكي يأكل مما
يتساقط منها دمناً وبرازاً.
ولقد نص القرآن الكريم علي هذه الحقيقة في قول الله تعالي: "قل لا
أجد فيما أوحي إلي محرماً علي طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً
مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقاً أهل لغير الله به فمن اضطر غير
باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم" الأنعام .145
ففي الآية تحريم لأكل الميتة والدم المسفوح "المهراق" ولحم الخنزير
وما هو مستقبح حسا أو معني فيسمي النجس رجساً ويسمي الضار رجسا.. الأمر
الذي يفهم منه أن التعليل الوارد في الآية 145من سورة الأنعام يشمل
النجاسة المادية "الذاتية والعينية" كما يشمل النجاسة المعنوية وهذا من
ايجاز القرآن الكريم الذي لا يصل الناس إلي شرحه وتفصيله إلا باتساع دائرة
علومهم وتجاربهم.
وإذا كانت نجاسة الكلب تصل إلي الحد الذي لا يطهر الإناء الذي ولغ
فيه إلا بغسله سبع مرات إحداهن أو أولاهن بالتراب كما جاء في الحديث الذي
رواه البخاري ومسلم بسنديهما فإن الخنزير أسوأ حالا من الكلب وأشد نجاسة
من الكلب.. وتصل نجاسة الخنزير إلي الحد الذي لا يطهر جلده بالدباغ وإلي
الحد الذي لا يجوز بيعه ولا يضمن بالاتلاف وما هذا إلا لنجاسته فنجاسة
الخنزير الذاتية "العينية" ليست فقط لأنه يتغذي علي النجاسات والقاذورات
بل لأنه ايضاً خنزير سواء كان وحشيا أو مستأنساً وسواء تغذي علي النجاسات
أو لم يتغذ بها وهذا نادر جداً بل يكاد يكون منعدما.. فالخنزير في جميع
الحالات رجس ونجس لأنه خنزير.
وقد اتفق الفقهاء علي أن لحم الخنزير حرام أكله سواء ذبح الخنزير أو
لم يذبح واتفقوا علي أن لحمه يشمل شحمه وغضاريفه وغيرها وقد ذكر الله هذا
التحريم في المكي والمدني من القرآن الكريم كقوله تعالي في سورة الأنعام:
"قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً علي طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما
مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس.." وقوله تعالي في سورة البقرة: "إنما حرم
عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله" وإذا كانت جميع
أجزاء الخنزير محرمة فقد خص الله تعالي اللحم بالذكر لأنهم- أي أكلة لحوم
الخنازير- يستطيبون ذلك ويفضلونه علي سائر اللحوم ويستبعدون تحريمها!!
وقد جاء في بعض التفاسير- كتفسير ابن كثير- أن داود الظاهري قال: "إن
ماعدا اللحم من الخنزير غير محرم" والحقيقة ان ابن حزم الذي احاط بمذهب
داود الظاهري لم يذكر هذه المخالفة لجمهور الفقهاء من داود بل قال ابن حزم
في كتابه "المحلي ج7 ص388 ط المنيرية 1947ه" ما نصه: "لا يحل أكل شيء من
الخنزير: لا لحمه ولا شحمه ولا جلده ولا عصبه ولا غضروفه ولا حشوته ولا
مخه ولا عظمه ولا رأسه ولا أطرافه ولا لبته ولا شعره.. الذكر والأنثي..
الصغير والكبير سواء" وقال ابن حزم مثل هذا في كتابه "مراتب الاجماع ص149
مكتبة القدس 1357 ه".. الأمر الذي يؤكد ان الفقهاء المسلمين- بمن فيهم
داود الظاهري- أجمعوا علي تحريم الخنزير بجميع أجزائه.
ولا تقف الحرمة عند أكل لحم الخنزير وبقية أجزائه إنما تمتد ايضاً
إلي استعمال المصنوعات التي تحتوي علي مواد دهنية مستخرجة من شحوم
الخنازير مثل بعض انواع الصابون ومعجون الأسنان فعلي رأي جمهور الفقهاء
الذين يقولون بنجاسة الخنزير يحرم استخدام ماسبق ذكره ومن المناسب للمسلم
الابتعاد عن مواطن الشبهة ومواقع الضرر خاصة ان هناك أنواعاً كثيرة من
الصابون والشامبو والمعجون خالية من شحوم الخنازير يمكن استعمالها في
التنظيف ومن اتقي الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في
الحرام كما اخبرنا بذلك الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم.
وهكذا الأمر بالنسبة للمأكولات والمشروبات المستوردة من الدول
الاجنبية والممزوجة بالخنزير فعلي المسلم ان يحترس منها وان يقرأ محتويات
المعلبات المستوردة فيختار ما هو حلال ويبتعد عما هو حرام وعلي المسلم ان
يتأكد من صحة المأكول والمشروب.. ذلك أنه يرمز لدهن الخنزير بأسماء
وتعبيرات مختلفة مثل لارد "Lard" وهذا الدهن يباع في الأسواق الأمريكية
بشكل سمن يشبه السمن النباتي في الشكل واللون وهذا السمن يمزج في الخبز
والبسكويت والحلويات كما أنه يوضع في اللحوم والمعلبات.. وكثير من الشركات
الاجنبية تكتفي بذكر عبارة "دهن حيواني" دون الاشارة إلي نوع الحيوان وهنا
لابد من تحليل هذه الأنواع للتأكد من خلوها من دهون الخنازير أو الابتعاد
عنها تماماً والاكتفاء بالمصنوعات الوطنية في بلاد المسلمين ويجب علي
المستوردين لهذه الانواع في الدول الإسلامية ان يفرضوا كتابة المحتويات
بالتفصيل.
الحيوان الكبري" والجاحظ في كتابه "الحيوان" عن الخنزير الذي يسميه العامة ب "الحلوف". واتفق الثلاثة علي أنه حيوان سمج له نابان يشبهان ناب
الفيل يضرب بهما. ورأسه تشبه رأس الجاموس. وله ظلف كما للبقر والغنم. فهو
جامع في خلقته بين "السبعية" و"البهيمية". ففيه من خصائص السباع: الناب
المشبه لناب الفيل. وفيه منها أكل الجيف. وفيه من سمات البهائم: الظلف
وأكل العشب والعلف. والخنزير من أكثر الحيوانات نسلاً. ولذلك جاء في
الأمثال الخرافية أن الخنزيرة افتخرت ذات يوم علي اللبوءة بكثرة الإنجاب.
فقالت لها اللبوءة: إن كنت أكثر مني ولداً. فأنت تلدين خنزيراً وأنا ألد
أسداً. والناس يعرفون الفرق بين الخنزير والأسد. فالخنزير خنزير والأسد
أسد. وتعد القاذورات والنجاسات أشهي غذاء للخنازير فهو - طبيعته - حيوان
قذر ونجس يعشق الأماكن الموبوءة والنجسة. وأماكن القمامات والقاذورات
ليعيش عليها. ويسير وراء الماشية والبهائم وبقية الحيوانات لكي يأكل مما
يتساقط منها دمناً وبرازاً.
ولقد نص القرآن الكريم علي هذه الحقيقة في قول الله تعالي: "قل لا
أجد فيما أوحي إلي محرماً علي طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً
مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقاً أهل لغير الله به فمن اضطر غير
باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم" الأنعام .145
ففي الآية تحريم لأكل الميتة والدم المسفوح "المهراق" ولحم الخنزير
وما هو مستقبح حسا أو معني فيسمي النجس رجساً ويسمي الضار رجسا.. الأمر
الذي يفهم منه أن التعليل الوارد في الآية 145من سورة الأنعام يشمل
النجاسة المادية "الذاتية والعينية" كما يشمل النجاسة المعنوية وهذا من
ايجاز القرآن الكريم الذي لا يصل الناس إلي شرحه وتفصيله إلا باتساع دائرة
علومهم وتجاربهم.
وإذا كانت نجاسة الكلب تصل إلي الحد الذي لا يطهر الإناء الذي ولغ
فيه إلا بغسله سبع مرات إحداهن أو أولاهن بالتراب كما جاء في الحديث الذي
رواه البخاري ومسلم بسنديهما فإن الخنزير أسوأ حالا من الكلب وأشد نجاسة
من الكلب.. وتصل نجاسة الخنزير إلي الحد الذي لا يطهر جلده بالدباغ وإلي
الحد الذي لا يجوز بيعه ولا يضمن بالاتلاف وما هذا إلا لنجاسته فنجاسة
الخنزير الذاتية "العينية" ليست فقط لأنه يتغذي علي النجاسات والقاذورات
بل لأنه ايضاً خنزير سواء كان وحشيا أو مستأنساً وسواء تغذي علي النجاسات
أو لم يتغذ بها وهذا نادر جداً بل يكاد يكون منعدما.. فالخنزير في جميع
الحالات رجس ونجس لأنه خنزير.
وقد اتفق الفقهاء علي أن لحم الخنزير حرام أكله سواء ذبح الخنزير أو
لم يذبح واتفقوا علي أن لحمه يشمل شحمه وغضاريفه وغيرها وقد ذكر الله هذا
التحريم في المكي والمدني من القرآن الكريم كقوله تعالي في سورة الأنعام:
"قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً علي طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما
مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس.." وقوله تعالي في سورة البقرة: "إنما حرم
عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله" وإذا كانت جميع
أجزاء الخنزير محرمة فقد خص الله تعالي اللحم بالذكر لأنهم- أي أكلة لحوم
الخنازير- يستطيبون ذلك ويفضلونه علي سائر اللحوم ويستبعدون تحريمها!!
وقد جاء في بعض التفاسير- كتفسير ابن كثير- أن داود الظاهري قال: "إن
ماعدا اللحم من الخنزير غير محرم" والحقيقة ان ابن حزم الذي احاط بمذهب
داود الظاهري لم يذكر هذه المخالفة لجمهور الفقهاء من داود بل قال ابن حزم
في كتابه "المحلي ج7 ص388 ط المنيرية 1947ه" ما نصه: "لا يحل أكل شيء من
الخنزير: لا لحمه ولا شحمه ولا جلده ولا عصبه ولا غضروفه ولا حشوته ولا
مخه ولا عظمه ولا رأسه ولا أطرافه ولا لبته ولا شعره.. الذكر والأنثي..
الصغير والكبير سواء" وقال ابن حزم مثل هذا في كتابه "مراتب الاجماع ص149
مكتبة القدس 1357 ه".. الأمر الذي يؤكد ان الفقهاء المسلمين- بمن فيهم
داود الظاهري- أجمعوا علي تحريم الخنزير بجميع أجزائه.
ولا تقف الحرمة عند أكل لحم الخنزير وبقية أجزائه إنما تمتد ايضاً
إلي استعمال المصنوعات التي تحتوي علي مواد دهنية مستخرجة من شحوم
الخنازير مثل بعض انواع الصابون ومعجون الأسنان فعلي رأي جمهور الفقهاء
الذين يقولون بنجاسة الخنزير يحرم استخدام ماسبق ذكره ومن المناسب للمسلم
الابتعاد عن مواطن الشبهة ومواقع الضرر خاصة ان هناك أنواعاً كثيرة من
الصابون والشامبو والمعجون خالية من شحوم الخنازير يمكن استعمالها في
التنظيف ومن اتقي الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في
الحرام كما اخبرنا بذلك الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم.
وهكذا الأمر بالنسبة للمأكولات والمشروبات المستوردة من الدول
الاجنبية والممزوجة بالخنزير فعلي المسلم ان يحترس منها وان يقرأ محتويات
المعلبات المستوردة فيختار ما هو حلال ويبتعد عما هو حرام وعلي المسلم ان
يتأكد من صحة المأكول والمشروب.. ذلك أنه يرمز لدهن الخنزير بأسماء
وتعبيرات مختلفة مثل لارد "Lard" وهذا الدهن يباع في الأسواق الأمريكية
بشكل سمن يشبه السمن النباتي في الشكل واللون وهذا السمن يمزج في الخبز
والبسكويت والحلويات كما أنه يوضع في اللحوم والمعلبات.. وكثير من الشركات
الاجنبية تكتفي بذكر عبارة "دهن حيواني" دون الاشارة إلي نوع الحيوان وهنا
لابد من تحليل هذه الأنواع للتأكد من خلوها من دهون الخنازير أو الابتعاد
عنها تماماً والاكتفاء بالمصنوعات الوطنية في بلاد المسلمين ويجب علي
المستوردين لهذه الانواع في الدول الإسلامية ان يفرضوا كتابة المحتويات
بالتفصيل.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى