الصويرة Mogador
+5
bab lem7aj
binoo
ندى
said
عبدالبارئ بوهالي
9 مشترك
صفحة 2 من اصل 3
صفحة 2 من اصل 3 • 1, 2, 3
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
نوارس المدينة/الى الصديق بوهالي
صوت النوارس بمدينة الصويرة يجعلك أكثر إحساسا بهذه الجزيرة الصغيرة المسورة بالبحر والأسرار. ريشها النقي المفرود تحت سماء خفيضة يجعلك أكثر إحساسا بريح المدينة الناعمة التي تدفع الزوارق الشراعية، فوق بساط الماء، بكل شاعرية. الزرقة المفتوحة القادمة من كل الجهات تجعلك قريبا من الينابيع التي تمنح إنسان المدينة شفافية، عبرها يتجلى الجمال والسحر مقرونا ببساطة موغلة في محبة الحياة، والسعي إليها ما استطاع الانسان إلى ذلك سبيلا، على حد تعبير شاعر العربية الكبير محمود درويش.
النوارس، في هذه المدينة، تقوم مقام الديكة: هي التي تتكفل بإيقاظك في الصباح، بعد أن تكون قد نمتَ نومة هنية على صوت البحر. الصباح قريب، ويكفي أن يصيح نورس مجاور لبيتك لكي تجد أمامك مدينة مستيقظة، فتحتْ أبواب مقاهيها وساحتها، لتستقبل رجلا مثلك يبحث عن استئناف الجمال واللوعة والهدوء العابق بتساكن اللغات والأجناس والألوان. هكذا من حوض النوم ترتمي في أحضان صباح ظافر، ناغل بالمجاز الحي، المنبثق من عيون الناس والأسماك والنوارس وقطط الميناء، التي عرف الفنان التشكيلي الإيطالي روجيرو جيانجياكومي كيف يجعل منها أحد أسرار فنه، الشاهدة على عبقرية تفتَّقت، ذات يوم، تحت سماء الصويرة الفاتنة.
المدينة القديمة هي ككل المدن الشاطئية التاريخية، تسند ظهرها إلى البحر بوداعة، فيما تتفرع أزقتها الضيقة كالشرايين باتجاه الداخل العميق. وعلى امتداد هذه الشرايين تتراص حوانيت وأروقة ومقاه وأبواب بيوتات مغلقة على أسرارها. بنايات المدينة تتقاسم مع البحر الملحَ وأنفاس الحياة المختلطة بهديره الذي يشق الأسوار العالية، حيث تنتصب مدافع تحمي المدينة الآن من غارات القبح والرتابة، بعدما كانت، ربما، تحميها في زمن غابر من قراصنة الليل. وخلف الأسوار تجلجل أمواج عاتية، تصطدم بصخور كبيرة مسننة، تقف، في تناثرها، شاهدة على جدل القوة والضعف الذي يسم، في العمق، حياة كل إنسان.
من هذا الجدل ينحدر، بشكل خاص، فنان المدينة الكبير سعيد ورزاز. ولعل الفطرة، التي حبتْ هذا الرجل الاستثنائي بتفجرات لونية حارة، هي التي جعلته يسعى، بكل استماتة، إلى تفريغ تلك الطاقة على قماش اللوحة، التي وُلدت وهي تضيق بالتفاصيل، دون أن تشبع من الجمال أبدا. لوحة لم يعرف الفنان، في البداية، كيف امتدت يدُه لتحرك الحياة اللونية بداخلها، مع أن داخل الفنان كان ممتلئا بما يسعى إلى التفجر، ورؤية النور، بعدما حُرمت يده الكريمة من مداعبة الأبجدية وتفكيك أسرارها.
لم يدخل سعيد ورزاز مدرسة، لكنه دخل مدينة الصويرة، من باب التشكيل طبعا، فنانا عصاميا، يُدوِّن حياته الداخلية، التي لا تخلو من صخب، باللون وأسراره التي صار يحدس تفاصيلها بضربة فرشاته القادمة من دياجيره البحرية الخاصة. ولوحته تملك، بالتأكيد، القدرة على جعلك تقف لحظات طويلة مندهشا من قوة هذه العاطفة التي تتفجر حية أمامك، بسحر غامض لا هو بالتجريدي المحض ولا بالتشخيصي المعلن. سحر يتمترس بالسر الشخصي الذي يجعل من الفنان فنانا لا غبار عليه. وما ذلك الغموض الشفاف إلا لحظة تجل للاستثنائي، في إنسان بسيط يعيش بين الناس، فيما يروم فنه العزلة والتميز الخلاق.
عندما تُجالس الفنان سعيد ورزاز وصديقيه الفنانين عزالدين سنانة وعبد الحق بلهاك تنبسط أمامك أكثر أسرار مدينة الصويرة. تقرؤها في حديثهم الأقرب إلى المناجاة، كما تقرؤها في كلامهم العالق بالجوارح. هناك نسيم جريح في صمت هؤلاء الفنانين، الذين استضافوا إنسان المدينة وحيوانها ومعمارها في مغامرة تشكيلية تعيد خلق خامة الحياة، بعد أن استقطرتها من خالص الألم. مغامرة تكشف، بحق، عن فنان يتألم ليُبدع فرحا تشكيليا، ينتظر العين المضيافة التي تنظر إليه بمحبة وتعاطف وامتنان.
إن جمال الصويرة يحتاج دائما إلى ضربة فرشاة، حتى يكتمل السر. وهذا ما يفعله بالتأكيد هؤلاء النوارس القادمون من أصقاع مجاورة، والذين يفاجئون المدينة، في الصباحات المباركة، بهبات فنية من صنع أيديهم.
النوارس، في هذه المدينة، تقوم مقام الديكة: هي التي تتكفل بإيقاظك في الصباح، بعد أن تكون قد نمتَ نومة هنية على صوت البحر. الصباح قريب، ويكفي أن يصيح نورس مجاور لبيتك لكي تجد أمامك مدينة مستيقظة، فتحتْ أبواب مقاهيها وساحتها، لتستقبل رجلا مثلك يبحث عن استئناف الجمال واللوعة والهدوء العابق بتساكن اللغات والأجناس والألوان. هكذا من حوض النوم ترتمي في أحضان صباح ظافر، ناغل بالمجاز الحي، المنبثق من عيون الناس والأسماك والنوارس وقطط الميناء، التي عرف الفنان التشكيلي الإيطالي روجيرو جيانجياكومي كيف يجعل منها أحد أسرار فنه، الشاهدة على عبقرية تفتَّقت، ذات يوم، تحت سماء الصويرة الفاتنة.
المدينة القديمة هي ككل المدن الشاطئية التاريخية، تسند ظهرها إلى البحر بوداعة، فيما تتفرع أزقتها الضيقة كالشرايين باتجاه الداخل العميق. وعلى امتداد هذه الشرايين تتراص حوانيت وأروقة ومقاه وأبواب بيوتات مغلقة على أسرارها. بنايات المدينة تتقاسم مع البحر الملحَ وأنفاس الحياة المختلطة بهديره الذي يشق الأسوار العالية، حيث تنتصب مدافع تحمي المدينة الآن من غارات القبح والرتابة، بعدما كانت، ربما، تحميها في زمن غابر من قراصنة الليل. وخلف الأسوار تجلجل أمواج عاتية، تصطدم بصخور كبيرة مسننة، تقف، في تناثرها، شاهدة على جدل القوة والضعف الذي يسم، في العمق، حياة كل إنسان.
من هذا الجدل ينحدر، بشكل خاص، فنان المدينة الكبير سعيد ورزاز. ولعل الفطرة، التي حبتْ هذا الرجل الاستثنائي بتفجرات لونية حارة، هي التي جعلته يسعى، بكل استماتة، إلى تفريغ تلك الطاقة على قماش اللوحة، التي وُلدت وهي تضيق بالتفاصيل، دون أن تشبع من الجمال أبدا. لوحة لم يعرف الفنان، في البداية، كيف امتدت يدُه لتحرك الحياة اللونية بداخلها، مع أن داخل الفنان كان ممتلئا بما يسعى إلى التفجر، ورؤية النور، بعدما حُرمت يده الكريمة من مداعبة الأبجدية وتفكيك أسرارها.
لم يدخل سعيد ورزاز مدرسة، لكنه دخل مدينة الصويرة، من باب التشكيل طبعا، فنانا عصاميا، يُدوِّن حياته الداخلية، التي لا تخلو من صخب، باللون وأسراره التي صار يحدس تفاصيلها بضربة فرشاته القادمة من دياجيره البحرية الخاصة. ولوحته تملك، بالتأكيد، القدرة على جعلك تقف لحظات طويلة مندهشا من قوة هذه العاطفة التي تتفجر حية أمامك، بسحر غامض لا هو بالتجريدي المحض ولا بالتشخيصي المعلن. سحر يتمترس بالسر الشخصي الذي يجعل من الفنان فنانا لا غبار عليه. وما ذلك الغموض الشفاف إلا لحظة تجل للاستثنائي، في إنسان بسيط يعيش بين الناس، فيما يروم فنه العزلة والتميز الخلاق.
عندما تُجالس الفنان سعيد ورزاز وصديقيه الفنانين عزالدين سنانة وعبد الحق بلهاك تنبسط أمامك أكثر أسرار مدينة الصويرة. تقرؤها في حديثهم الأقرب إلى المناجاة، كما تقرؤها في كلامهم العالق بالجوارح. هناك نسيم جريح في صمت هؤلاء الفنانين، الذين استضافوا إنسان المدينة وحيوانها ومعمارها في مغامرة تشكيلية تعيد خلق خامة الحياة، بعد أن استقطرتها من خالص الألم. مغامرة تكشف، بحق، عن فنان يتألم ليُبدع فرحا تشكيليا، ينتظر العين المضيافة التي تنظر إليه بمحبة وتعاطف وامتنان.
إن جمال الصويرة يحتاج دائما إلى ضربة فرشاة، حتى يكتمل السر. وهذا ما يفعله بالتأكيد هؤلاء النوارس القادمون من أصقاع مجاورة، والذين يفاجئون المدينة، في الصباحات المباركة، بهبات فنية من صنع أيديهم.
نبيل منصر
المساء
03/9/2008
ربيع- عدد الرسائل : 1432
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 04/07/2008
برج باب مراكش بالصويرة يتحول إلى أكبر رواق للعروض التشكيلية
احتضنت مدينة الصويرة حفل
الافتتاح الرسمي لرواق العرض باب مراكش في بمناسبة المعرض الجماعي المغربي
الاسباني (ستة تشكيليين مغاربة وستة تشكيليين أندلسيين) الذي تنظمه مؤسستي
أمبري مغرب و الثقافات الثلاث بدعم من عمالة الصويرة ومندوبية وزارة
الثقافة بالصويرة طيلة الفترة الممتدة من 8 ماي إلى فاتح يونيو 2008 .
فضاء العرض الجديد أتى ثمرة لمشروع إعادة تهيئة الفضاء التاريخي لبرج باب
مراكش (البرج الجنوبي) الذي دام مدة أربعة أشهر، بتكلفة وصلت إلى 140 ألف
درهم دون احتساب الدعم العيني لعمالة الصويرة، حيث استلزم الأمر إرادة
جماعية ورؤية واضحة وخصوصا كثيرا من الجرأة، إذ تم فتح باب بالبرج الجنوبي
من اجل تمتيع الرواق بالاستقلالية عن مجمع الصناعة التقليدية الذي كان
يشكل معه وحدة عمرانية في السابق، كما وضع نظام خاص للإنارة مع إعادة
تأهيل مختلف مرافق البرج وتجهيزه .
يقع برج باب مراكش بالجنوب الغربي للمدينة العتيقة للصويرة، في الجانب
الشرقي من منطقة السور التي تحتوي الباب التاريخي الذي يحمل نفس الاسم.
وقد صنف البرج الجنوبي على غرار باقي أجزاء المبنى معلمة تاريخية بمقتضى
ظهير 30-08-1924 . والبرج الجنوبي من المباني الدفاعية الأكثر أهمية
بالممكلة. وبالرجوع إلى المنحوتات التي لازالت راسخة بإطارات فتحات الرمي
المبنية من الحجر المنجور ، يتبين أن تاريخ تشييد البرج يعود إلى سنة 1262
هجرية الموافق لسنة 1844 ميلادية، غير أن بعض الوثائق التاريخية تشير
بالمقابل إلى تواجده قبل ذلك التاريخ أي منذ سنة 1809 .
يقع البرج على شكل بطارية دائرية الشكل، تمت تهيئته لأجل احتواء 12 مدفعا
تم توزيعها على زاوية 270 درجة، مما جعل جميع مداخل المدينة العتيقة على
مرمى قذائفها. يصل قطر البرج إلى 35 متر، فيما تصل مساحتها إلى 980 متر
مربع، وقد كان يستخدم داخل البرج كمخزن للبارود والذخيرة، فيما يحتل
مدخلها المهيأ على شكل ممرات مزدوجة متعرجة ومتماثلة فضاء ثلاث قباب.
بفضل انجاز المشروع الحالي الذي يهدف إلى الحفاظ على مقومات المدينة
العتيقة للصويرة وتثمين تراثها لمعماري، مع خلق فضاء للإبداع والعرض
الفني، يمكن أن يشكل ملتقى للتكوين وتبادل التجارب بين الفنانين المحلين
والوطنيين والأجانب وتشجيع الثقافة والفن المحليين مع تحسين المدارات
السياحية للمدينة العتيقة، أصبح لمدينة الصويرة رواق للعرض الفني يضاعف في
قدرته الاستيعابية فضاء باب دكالة بمراكش خمسة مرات، وأربع مرات فضاء باب
الرواح بالرباط، زيادة على قدرته على استقبال لوحات من الحجم الكبير .
عبد العالي خلاد
قبل
بعد
الافتتاح الرسمي لرواق العرض باب مراكش في بمناسبة المعرض الجماعي المغربي
الاسباني (ستة تشكيليين مغاربة وستة تشكيليين أندلسيين) الذي تنظمه مؤسستي
أمبري مغرب و الثقافات الثلاث بدعم من عمالة الصويرة ومندوبية وزارة
الثقافة بالصويرة طيلة الفترة الممتدة من 8 ماي إلى فاتح يونيو 2008 .
فضاء العرض الجديد أتى ثمرة لمشروع إعادة تهيئة الفضاء التاريخي لبرج باب
مراكش (البرج الجنوبي) الذي دام مدة أربعة أشهر، بتكلفة وصلت إلى 140 ألف
درهم دون احتساب الدعم العيني لعمالة الصويرة، حيث استلزم الأمر إرادة
جماعية ورؤية واضحة وخصوصا كثيرا من الجرأة، إذ تم فتح باب بالبرج الجنوبي
من اجل تمتيع الرواق بالاستقلالية عن مجمع الصناعة التقليدية الذي كان
يشكل معه وحدة عمرانية في السابق، كما وضع نظام خاص للإنارة مع إعادة
تأهيل مختلف مرافق البرج وتجهيزه .
يقع برج باب مراكش بالجنوب الغربي للمدينة العتيقة للصويرة، في الجانب
الشرقي من منطقة السور التي تحتوي الباب التاريخي الذي يحمل نفس الاسم.
وقد صنف البرج الجنوبي على غرار باقي أجزاء المبنى معلمة تاريخية بمقتضى
ظهير 30-08-1924 . والبرج الجنوبي من المباني الدفاعية الأكثر أهمية
بالممكلة. وبالرجوع إلى المنحوتات التي لازالت راسخة بإطارات فتحات الرمي
المبنية من الحجر المنجور ، يتبين أن تاريخ تشييد البرج يعود إلى سنة 1262
هجرية الموافق لسنة 1844 ميلادية، غير أن بعض الوثائق التاريخية تشير
بالمقابل إلى تواجده قبل ذلك التاريخ أي منذ سنة 1809 .
يقع البرج على شكل بطارية دائرية الشكل، تمت تهيئته لأجل احتواء 12 مدفعا
تم توزيعها على زاوية 270 درجة، مما جعل جميع مداخل المدينة العتيقة على
مرمى قذائفها. يصل قطر البرج إلى 35 متر، فيما تصل مساحتها إلى 980 متر
مربع، وقد كان يستخدم داخل البرج كمخزن للبارود والذخيرة، فيما يحتل
مدخلها المهيأ على شكل ممرات مزدوجة متعرجة ومتماثلة فضاء ثلاث قباب.
بفضل انجاز المشروع الحالي الذي يهدف إلى الحفاظ على مقومات المدينة
العتيقة للصويرة وتثمين تراثها لمعماري، مع خلق فضاء للإبداع والعرض
الفني، يمكن أن يشكل ملتقى للتكوين وتبادل التجارب بين الفنانين المحلين
والوطنيين والأجانب وتشجيع الثقافة والفن المحليين مع تحسين المدارات
السياحية للمدينة العتيقة، أصبح لمدينة الصويرة رواق للعرض الفني يضاعف في
قدرته الاستيعابية فضاء باب دكالة بمراكش خمسة مرات، وأربع مرات فضاء باب
الرواح بالرباط، زيادة على قدرته على استقبال لوحات من الحجم الكبير .
عبد العالي خلاد
قبل
بعد
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
رد: الصويرة Mogador
معرض باب مركش
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
رد: الصويرة Mogador
النورس
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
منصور- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1943
العمر : 44
Localisation : loin du bled
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
المتبولون على التاريخ! .. المواقع الأثرية بمدينة الصويرة: فضاءات «ملائكة» لقضاء الحاجات الطبيعية!
يوم
دافئ لا كباقي أيام هذه المدينة الزاحفة رمالها. تئن أمواج البحر اللعوب
تحت وطأة قوارب الصيد العابثة بصفاء صفحة مياه هذا الساحل الساحر. وأسراب
النوارس المتنطعة تلاعب الصيادين الذين عادوا من إبحار راهنوا على حصيلته
بحياتهم الصعبة... تنازعهم حصاد أيام ركوب المجهول على بركة الله. قد شحت
مياه الصويرة المالحة حتى عزت الأسماك في مدينة البحر والميناء والمراكب،
يعبر الزمن موكادور الحالمة الصموت جيئة وذهابا، وتتعاقب الملامح الباسمة
ثناء وانتشاء... لا تذر إلا نزرا من أمان عن الجوع والعري، وكثيرا من
الصور للذكرى، للتفاخر، والخجل... كذلك.
صباح جميل على ساحة مولاي الحسن التي تستفيق بهدوء وتثاقل لتعانق يوما
جديدا، هواء منعش يهب ناحية " بحر كلوب" على الشريط الساحلي المفضي إلى
برج الميناء، ومشهد النوارس تتسيد الصخور لحظة الجزر يغري بلحظات استكانة
لحديث الروح تتوحد مع جمالية هذا المشهد الذي تمتزج فيه رائحة ملوحة البحر
بعبق التاريخ يلفك ناحية سور المدينة العتيقة.
بالكاد تخطو خطوتين في اتجاه الحائط المطل على البحر، حتى تزكم انفك
رائحة البول والنتانة تنبعث نفاذة من الجهات الأربع،آثار " البوالة" تدل
عليهم، رائحتهم اشد نتانة من أن يسترها الهواء الصباحي والشاطئي العليل.
بوقاحة وكثير من " قلة العفة والترابي" يتعاقبون الواحد تلو الآخر على
جانب "الحيط القصير" يتبولون عليه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولا من رادع
أو ناه لهذا السلوك الهمجي المستهجن دينيا، تربويا وحضاريا. مواطنون من
مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، وجوههم إلى سور المدينة الذي يستحيي
ولا يستحيون، يعملون أحماض أجسادهم تلويثا وتعرية في تراث حضاري قل نظيره.
المشهد نفسه قرب باب مراكش، باب دكالة، السقالة، ساحة المنزه وغيرها،
تتباين الملامح والملابس والوضعيات، ويبقى السلوك شاهدا على جريمة تمارس
عشرات المرات في حق التراث المعماري لموكادور ، هؤلاء «البوالة» يتبولون
بكل ازدراء على تراث إنساني يأتي السياح من مختلف أصقاع العالم ويتسابقون
لالتقاط صور تذكارية مع حجر من أحجاره. والأكيد أنهم التقطوا بالمناسبة
صورا يستدلون ويتندرون بها في بلدانهم حول الأسلوب الخاص الذي يصون به
المغاربة ثراءهم وموروثهم الثقافي والحضاري!
والحال أن مدينة الصويرة لا تعوزها المراحيض العمومية، ففي الحدادة، باب
دكالة، باب المنزه، على الشاطئ، توجد مجموعة من المرافق الصحية المهيأة
لتفي بالحاجة البيولوجية للمواطنين والسياح على حد سواء، مع أن الجودة
تبقى دائما موضع نقاش. وبالتالي فعادة التبول على أسوار المدينة تبقى
سلوكا مسيئا للمشاعر العامة، ومخربا للتجهيزات والفضاءات والبنيات
العمومية، ناهيك عن تسويقه لصورة بشعة عن مجتمعنا المغربي الإسلامي الذي
ترفض أعرافه وقيمه هذا النوع من "المشهدية" المقرفة.
صحيح أن حال مدينة الصويرة من حال مجموعة من المدن المغربية التي تعرف
شيوع هذه الظاهرة، لكن خصوصية مدينة الصويرة تكمن في القيمة التاريخية،
الحضارية، الثقافية والاقتصادية للتراث المعماري الذي يتم التبول عليه
طوال ساعات النهار، فمدينة الصويرة تسوق سحر شاطئها، وتفاصيل تاريخها ،
إيقاعاتها الكناوية، وأحجار مدينتها العتيقة المصنفة تراثا عالميا من طرف
اليونسكو منذ 2001 قصد استقطاب السياح الأجانب، والاستثمارات لإنعاش
اقتصادها المرهون بنشاطها السياحي، وبالتالي ، ما لايعرفه هؤلاء «
البوالة» هو أنهم يدمرون الثروة الحقيقية والرأسمال الأساسي لمدينتهم التي
كانت ولاتزال واجهة حضارية مشرقة في التاريخ المغربي. مجرد الخوض في
الحديث عن هذه الظاهرة يثير التقزز ، لكن تقع على مجموعة من المصالح
مسؤولية التعبئة الجماعية للضرب على أيدي هذه الفئة من المتبولين على
التاريخ، بداية بوزارة الثقافة المسؤولة عن حماية المآثر والمواقع
التاريخية،ووزارة السياحة لما يحمله الأمر من إساءة إلى المنتوج السياحي
للمدينة، والفرقة الأمنية السياحية لما يمثله السلوك من إساءة للمشاعر
العامة وإخلال بقواعد الحياء مع الإضرار بمباني ومنشآت عمومية محمية بظهير
شريف .
لكن الوزارة الوصية تجد نفسها في مواجهة فئة أخرى من «المتبولين» على
القيمة التاريخية والثقافية وحتى التنموية للتراث المعماري للمدينة
العتيقة للصويرة، لوبي من المتربصين بالمباني والمواقع والساحات بل وحتى
التحف التاريخية بما فيها المدافع. بالنسبة لهؤلاء الذين لا يدركون فداحة
الجرم الذي يرتكبونه بالتطاول على معالم ومواقع تاريخية ذات قيمة حضارية
وعلمية وتغيير معالمها، يبقى الأساسي هو تحويل كل الضجيج المحيط بخصوصيات
مدينة الصويرة إلى أرقام في أرصدتهم البنكية، وليأتي الطوفان. في صمت
يغتصبون هذه السيدة الجميلة، ينتهكون حرمتها، يقطعونها ككعكة في عيد قضاء
المآرب...
وهؤلاء هم أخطر فئات "البوالة"، يدوسون على قيمة التراث الإنساني بقوة
المال والجاه والنفوذ. يمتهنونه، يستهلكونه ، وبالتالي فهم أحقر ، وأخطر
«المتبولين» على التاريخ.
عبد العالي خلاد-الاتحاد الاشتراكي
دافئ لا كباقي أيام هذه المدينة الزاحفة رمالها. تئن أمواج البحر اللعوب
تحت وطأة قوارب الصيد العابثة بصفاء صفحة مياه هذا الساحل الساحر. وأسراب
النوارس المتنطعة تلاعب الصيادين الذين عادوا من إبحار راهنوا على حصيلته
بحياتهم الصعبة... تنازعهم حصاد أيام ركوب المجهول على بركة الله. قد شحت
مياه الصويرة المالحة حتى عزت الأسماك في مدينة البحر والميناء والمراكب،
يعبر الزمن موكادور الحالمة الصموت جيئة وذهابا، وتتعاقب الملامح الباسمة
ثناء وانتشاء... لا تذر إلا نزرا من أمان عن الجوع والعري، وكثيرا من
الصور للذكرى، للتفاخر، والخجل... كذلك.
صباح جميل على ساحة مولاي الحسن التي تستفيق بهدوء وتثاقل لتعانق يوما
جديدا، هواء منعش يهب ناحية " بحر كلوب" على الشريط الساحلي المفضي إلى
برج الميناء، ومشهد النوارس تتسيد الصخور لحظة الجزر يغري بلحظات استكانة
لحديث الروح تتوحد مع جمالية هذا المشهد الذي تمتزج فيه رائحة ملوحة البحر
بعبق التاريخ يلفك ناحية سور المدينة العتيقة.
بالكاد تخطو خطوتين في اتجاه الحائط المطل على البحر، حتى تزكم انفك
رائحة البول والنتانة تنبعث نفاذة من الجهات الأربع،آثار " البوالة" تدل
عليهم، رائحتهم اشد نتانة من أن يسترها الهواء الصباحي والشاطئي العليل.
بوقاحة وكثير من " قلة العفة والترابي" يتعاقبون الواحد تلو الآخر على
جانب "الحيط القصير" يتبولون عليه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولا من رادع
أو ناه لهذا السلوك الهمجي المستهجن دينيا، تربويا وحضاريا. مواطنون من
مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، وجوههم إلى سور المدينة الذي يستحيي
ولا يستحيون، يعملون أحماض أجسادهم تلويثا وتعرية في تراث حضاري قل نظيره.
المشهد نفسه قرب باب مراكش، باب دكالة، السقالة، ساحة المنزه وغيرها،
تتباين الملامح والملابس والوضعيات، ويبقى السلوك شاهدا على جريمة تمارس
عشرات المرات في حق التراث المعماري لموكادور ، هؤلاء «البوالة» يتبولون
بكل ازدراء على تراث إنساني يأتي السياح من مختلف أصقاع العالم ويتسابقون
لالتقاط صور تذكارية مع حجر من أحجاره. والأكيد أنهم التقطوا بالمناسبة
صورا يستدلون ويتندرون بها في بلدانهم حول الأسلوب الخاص الذي يصون به
المغاربة ثراءهم وموروثهم الثقافي والحضاري!
والحال أن مدينة الصويرة لا تعوزها المراحيض العمومية، ففي الحدادة، باب
دكالة، باب المنزه، على الشاطئ، توجد مجموعة من المرافق الصحية المهيأة
لتفي بالحاجة البيولوجية للمواطنين والسياح على حد سواء، مع أن الجودة
تبقى دائما موضع نقاش. وبالتالي فعادة التبول على أسوار المدينة تبقى
سلوكا مسيئا للمشاعر العامة، ومخربا للتجهيزات والفضاءات والبنيات
العمومية، ناهيك عن تسويقه لصورة بشعة عن مجتمعنا المغربي الإسلامي الذي
ترفض أعرافه وقيمه هذا النوع من "المشهدية" المقرفة.
صحيح أن حال مدينة الصويرة من حال مجموعة من المدن المغربية التي تعرف
شيوع هذه الظاهرة، لكن خصوصية مدينة الصويرة تكمن في القيمة التاريخية،
الحضارية، الثقافية والاقتصادية للتراث المعماري الذي يتم التبول عليه
طوال ساعات النهار، فمدينة الصويرة تسوق سحر شاطئها، وتفاصيل تاريخها ،
إيقاعاتها الكناوية، وأحجار مدينتها العتيقة المصنفة تراثا عالميا من طرف
اليونسكو منذ 2001 قصد استقطاب السياح الأجانب، والاستثمارات لإنعاش
اقتصادها المرهون بنشاطها السياحي، وبالتالي ، ما لايعرفه هؤلاء «
البوالة» هو أنهم يدمرون الثروة الحقيقية والرأسمال الأساسي لمدينتهم التي
كانت ولاتزال واجهة حضارية مشرقة في التاريخ المغربي. مجرد الخوض في
الحديث عن هذه الظاهرة يثير التقزز ، لكن تقع على مجموعة من المصالح
مسؤولية التعبئة الجماعية للضرب على أيدي هذه الفئة من المتبولين على
التاريخ، بداية بوزارة الثقافة المسؤولة عن حماية المآثر والمواقع
التاريخية،ووزارة السياحة لما يحمله الأمر من إساءة إلى المنتوج السياحي
للمدينة، والفرقة الأمنية السياحية لما يمثله السلوك من إساءة للمشاعر
العامة وإخلال بقواعد الحياء مع الإضرار بمباني ومنشآت عمومية محمية بظهير
شريف .
لكن الوزارة الوصية تجد نفسها في مواجهة فئة أخرى من «المتبولين» على
القيمة التاريخية والثقافية وحتى التنموية للتراث المعماري للمدينة
العتيقة للصويرة، لوبي من المتربصين بالمباني والمواقع والساحات بل وحتى
التحف التاريخية بما فيها المدافع. بالنسبة لهؤلاء الذين لا يدركون فداحة
الجرم الذي يرتكبونه بالتطاول على معالم ومواقع تاريخية ذات قيمة حضارية
وعلمية وتغيير معالمها، يبقى الأساسي هو تحويل كل الضجيج المحيط بخصوصيات
مدينة الصويرة إلى أرقام في أرصدتهم البنكية، وليأتي الطوفان. في صمت
يغتصبون هذه السيدة الجميلة، ينتهكون حرمتها، يقطعونها ككعكة في عيد قضاء
المآرب...
وهؤلاء هم أخطر فئات "البوالة"، يدوسون على قيمة التراث الإنساني بقوة
المال والجاه والنفوذ. يمتهنونه، يستهلكونه ، وبالتالي فهم أحقر ، وأخطر
«المتبولين» على التاريخ.
عبد العالي خلاد-الاتحاد الاشتراكي
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
صفحة 2 من اصل 3 • 1, 2, 3
صفحة 2 من اصل 3
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى