في القطار ثمة أشياء تحدث/منصف بندحمان
صفحة 1 من اصل 1
في القطار ثمة أشياء تحدث/منصف بندحمان
أحمل الجريدة بين يدي . امرأة تقتل زوجها بمعية عشيقها ، يخفيان آثار الجريمة. تمكنت الشرطة من وضع اليد على المجرمين. رائحة الجرائم تفوح .تطلعت من حولي ، جالسة أمامي بهذا البهاء بجانبها رجل خمسيني يحمل قارورة ماء، وأنا غائب عنها. عفوا هي التي تتجاهلني. لم تعر وجودي اهتماما . حركت رجلي ، وقفت متفقدا حقيبتي، غادرت المقصورة ، دندنت لحنا خفيفا ، تعمدت إثارتها ، وهي لا تقيم لي وزنا.خرجت من صوته حشرجة كأنه ابتلع شوكة . فتح قارورة ماء ، جرعة جرعة .ثم واصل غفوته.في ريعان نضجها. بشرة بيضاء ناعمة وعيناها تحرضان.فستانها يفسح المجال لرغبة نهديها في التعبير. تتحدى الاخرين بجموحها . لم أحظ بعد بنظرة منها .الكهولة دبت في أركاني . خيوطها تلتف حولي .فضحتني البهية . لعنت حظي والقطار . لا أستحق هذا الإهمال . في شبابي كان لي حضوري ، جاذبيتي ، وكبريائي أيضا .زوجتي تقول لي :- لا زلت في نضارتك . ما شاء الله . سأضع تميمة على عنقك.أعرف أنها تجاملني . أنا الآن في الامتحان. أقيس درجة جاذبيتي. أهنت. وضعتني صاحبة الصدر الجامح في الرف.تساقط أوراقي وتذبل . تلاشت نضارتي وإلى الأبد.زوجتي ما زالت تتمتع بحيويتها . مسحة الجمال على وجهها بادية رغم التجاعيد وفعل الزمن. لها أيضا بعض الجموح لم تشخ بعد . وأنا أيضا لم أشخ. لكن صاحبة الصدر حكمت علي بالسقوط. رمتني في المزابل لتسطع رائحتها . سامحها الله، و ليسمح لي أيضا على تهوري ونزقي ونزواتي. أنا أيضا كنت أنظر شزرا للنساء المسنات . تستفزني التجاعيد ، أشمئز من اهتراء الجلد . أتأفف أكثر من نظراتهن المحطمة ووقفتهن المنحرفة كبناء يتداعى . تحمل بين يديها مرآة تحركها، وهي تنظر نحوي بغلظة. وقحة، سافلة. تتحداني أمام الملأ بالدليل. تجاهلت قصدها . اعتبرت الأمر مداعبة ماكرة. يكفيني أنها رفعت عينيها نحوي . هو الدليل على الاعتراف. فلترمني بالحجارة لو شاءت أهون علي .تنحنح صاحب القارورة . مرة أخرىشرب جرعة ، جرعتان وتظاهر بالنعاس.هذه المرة أوقدت اللعينة ناري. خففت من لباسها أكثر . عارية ترقص أمام الملأ، وصاحب القارورة يضرب الدف. تتعالى الزغاريد في القطار . يسحب منديلا من جيبه ثم يمسح عرقه . يواصل الإيقاع والبسمة أشرقت اخيرا على وجهه. تتلذذ عرينا ،عاشقة للفضائح، تنتقم للشهوة، تسحق الحياء .خرجت الى المرحاض ، رجعت، ما زلت أتلذذ بأحلامي ، جلست في مقعدها ، نظرت نحو الرجل صاحب القارورة نظرة ذات مغزى.حرك رأسه كأنه فهم قصدها.فتح القارورة مرة أخرى، هم بالشراب ، جرحه الفراغ . بقيت قنينته بيده واجمة. حمل المنديل من الأرض ماسحا وجها خاليا من العرق ورأسا مثقلا بالأحزان.خرجت من المقصورة . تركت عيوننا معلقة.كان الرجل صاحب القارورة يمد عنقه من زجاج النافدة، منديله يتدلى في يده وقارورته تتطلع بفضول .استأنف القطار سيره وهو ما زال معلقا. | ||
12/17/2009 جريدة الاتحاد الاشتراكي المغربية |
kaytouni- عدد الرسائل : 162
العمر : 64
Localisation : li 3la balak
Emploi : 9adi haja
تاريخ التسجيل : 07/07/2006
مواضيع مماثلة
» تحدث في المغرب فقط !
» كيف تحدث الزلازل؟
» معارك ضارية حول القرآن
» خمسة أشياء قبل النوم
» 10 أشياء تبقيك سمينة
» كيف تحدث الزلازل؟
» معارك ضارية حول القرآن
» خمسة أشياء قبل النوم
» 10 أشياء تبقيك سمينة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى