"إن اللـه وملائكته يصـلون علي النبي"
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
"إن اللـه وملائكته يصـلون علي النبي"
يقول الله تعالي في محكم تنزيله: "إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً" الأحزاب:.56
يقول المفسرون: إن الله تعالي يرحم نبيه محمداً ــ صلي الله عليه وسلم
ــ ويعظِّم شأنه. ويرفع مقامه. وأن ملائكته الأبرار يدعون للنبي ــ صلي
الله عليه وسلم ــ ويستغفرون له ــ رغم أنه ــ صلي الله عليه وسلم ــ
معصوم من الخطأ ومنزه عن الزلل» وكذلك جميع الأنبياء والمرسلين.
وعلاوة علي أن إمام الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ــ صلي الله عليه
وسلم ــ معصوم من الخطأ ومنزه عن الزلل» فقد غفر الله تعالي له ما تقدم من
ذنبه وما تأخر. ونحن المسلمين حينما نصلي علي سيدنا محمد ــ صلي الله عليه
وسلم ــ تكون صلاتنا عليه لرفعة مقامه الشريف عند الله تعالي فقد روي
الإمام مسلم في صحيحه ان رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ قال.... ثم
صلوا عليَّ فإنه من صلَّي عليَّ صلاة صلَّي الله بها عليه عشراً. ثم سلوا
الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله.
وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلَّت له الشفاعة.
بخلاف سائر مخلوقات الله ــ تعالي ــ فالعمل الصالح يرفع العبد درجة
ويحط عنه خطيئة ويكتب له حسنة فقد أورد الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه
فتح الباري شرح صحيح البخاري عن سعيد بن المسيب عن رجل من الأنصار مرفوعاً
ــ والحديث المرفوع كما يقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين في كتابه
شرح المنظومة البيقونية: هو ما أضافه الصحابي أو التابعي أو من بعدهما إلي
النبي ــ صلي الله عليه وسلم ــ سواء كان قولاً أو فعلاً أو تقريراً أو
وصفاً. تصريحاً أو حكماً» متصلاً إسناده أولاً: وسمي مرفوعاً لارتفاع
رتبته بإضافته إلي النبي ــ صلي الله عليه وسلم ــ إذا توضأ أحدكم فأحسن
الوضوء ثم خرج إلي المسجد لم يرفع قدمه اليمني إلا كتب الله له حسنة ولم
يضع قدمه اليسري إلا حط الله عنه سيئة.
وأورد الحافظ زكي الدين المنذري في كتابه الترغيب والترهيب ــ عاش
بين عامي "581 ــ 656" هجرية ــ أن أبا ذر الغفاري ــ رضي الله عنه ــ
قال: سمعت رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ يقول: من سجد لله سجدة كتب
الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة.
وورد في صحيح الإمام مسلم أن رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ قال: أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟
فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟
قال يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة.
والرسول ــ صلي الله عليه وسلم ــ كان الأسوة والقدوة لأصحابه يفعل
فيقتدون به ويفعلون مثله. ويمتنع فيمتنعون. فقد كان ــ صلي الله عليه وسلم
ــ يحبب لأصحابه فعل الخير وهو يفعله قبلهم فها هو ــ صلي الله عليه وسلم
ــ يدعوأصحابه لقيام الليل فيقوم ويصلي بالليل حتي تتورم قدماه وقد أورد
الإمام البخاري عن أم المؤمنين السيدة عائشة ــ رضي الله عنها ــ أن رسول
الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ كان يقوم من الليل حتي تتفطر قدماه فقالت
أم المؤمنين السيدة عائشة ــ رضي الله عنها ــ: لم تصنع هذا يا رسول الله
وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
قال: أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً.
وعند الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً.
وكذلك في حديث الشفاعة الذي رواه الشيخان البخاري ومسلم... اذهبوا إلي
محمد. فيأتون ــ سيدنا ــ محمداً ــ صلي الله عليه وسلم ــ فيقولون: يا
محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما
تأخر اشفع لنا إلي ربك ألا تري إلي ما نحن فيه. فانطلق فآتي تحت العرش
فأقع ساجداً لربي ــ عز وجل ــ. ثم يفتح الله عليّ من محامده وحسن الثناء
عليه شيئاً لم يفتحه علي أحد قبلي. ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك سل تعطه
واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول: أمتي يارب أمتي يارب... والملائكة يطلبون من
الله ــ تعالي ــ أن يمجِّد عبده ورسوله سيدنا محمداً ــ صلي الله عليه
وسلم ــ وينيله أعلي المراتب.
ويقول الإمام القرطبي في تفسيره: والصلاة من الله رحمته ورضوانه ومن
الملائكة الدعاء والاستغفار. ومن الأمة الدعاء والتعظيم لأمره ــ صلي الله
عليه وسلم ــ .
ويقول الإمام الصاوي في حاشيته علي تفسير الجلالين ــ جلال الدين
السيوطي وجلال الدين المحلي ــ... وهذه الاية فيها أعظم دليل علي أنه ــ
صلي الله عليه وسلم ــ مهبط الرحمات. وأفضل الأولين والاخرين علي الإطلاق.
إذ الصلاة من الله ــ تعالي ــ علي نبيه ــ صلي الله عليه وسلم ــ رحمته
المقرونة بالتعظيم. ومن الله ــ تعالي ــ علي غير النبي مطلق الرحمة كقوله
سبحانه: "هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلي النور وكان
بالمؤمنين رحيماً" الأحزاب:.43
أي: هو جل وعلا يرحمكم علي الدوام. ويعتني بأمركم. وبكل ما فيه
صلاحكم وفلاحكم. والملائكة يصلون علي المؤمنين أي: بالدعاء والاستغفار
وطلب الرحمة. وقال الإمام ابن كثير: الصلاة من الله علي عباده ثناؤه عليهم
عند الملائكة.
وبذلك يكون رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ منبع الرحمات ومعين
التجليات وعن ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ أن معني صلاة الله ــ تعالي
ــ الرحمة. وصلاة الملائكة الاستغفار.
وقال المبرد: الصلاة من الله الرحمة. ومن الملائكة رقة تبعث علي استدعاء الرحمة.
والمبرد هو: أبوالعباس محمد بن يزيد بن عبدالأكبر ينتهي نسبه بثمالة.
وهو عوف بن أسلم من الأزد. ولد سنة "210" هجرية. كان المبرد واحداً من
العلماء الذين تشعبت معارفهم. وتنوعت ثقافاتهم لتشمل العديد من العلوم
والفنون. وإن غلبت عليه العلوم البلاغية والنقدية والنحوية. فإن ذلك ربما
كان يرجع إلي غيرته الشديدة علي قوميته العربية ولغتها وآدابها في عصر
انفتحت فيه الحضارة العربية علي كل العلوم والثقافات. وظهرت فيه ألوان من
العلوم والفنون لم تألفها العرب من قبل ــ وهذا الكلام منذ أكثر من ألف
ومائتي عام فما بالنا اليوم.
وفي تل الأيام حلَّت بالناس ضائقة كبري ومجاعة عظمي فجاءوا زرافات
ووحداناً إلي عالمهم وإمامهم يشكون» قائلين: لقد استبطأنا المطر يا إمام
طالبين منه الدعاء ليرفع الله عنهم الغمة وسوء الحال. فقال لهم: أنتم
استبطأتهم المطر وأنا استبطأت الحجارة.
إنه يقول لهم: إن الذنوب والمعاصي والموبيقات التي ترتكبونها تستدعي
ليس فقط حرمانكم من المطر فحسب بل رجمكم بالحجارة. ولكن رحمة الله واسعة.
ونحن نقول: فما بالنا اليوم؟!
.....
بقلم: فؤاد الدقس
كاتب سوري
يقول المفسرون: إن الله تعالي يرحم نبيه محمداً ــ صلي الله عليه وسلم
ــ ويعظِّم شأنه. ويرفع مقامه. وأن ملائكته الأبرار يدعون للنبي ــ صلي
الله عليه وسلم ــ ويستغفرون له ــ رغم أنه ــ صلي الله عليه وسلم ــ
معصوم من الخطأ ومنزه عن الزلل» وكذلك جميع الأنبياء والمرسلين.
وعلاوة علي أن إمام الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ــ صلي الله عليه
وسلم ــ معصوم من الخطأ ومنزه عن الزلل» فقد غفر الله تعالي له ما تقدم من
ذنبه وما تأخر. ونحن المسلمين حينما نصلي علي سيدنا محمد ــ صلي الله عليه
وسلم ــ تكون صلاتنا عليه لرفعة مقامه الشريف عند الله تعالي فقد روي
الإمام مسلم في صحيحه ان رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ قال.... ثم
صلوا عليَّ فإنه من صلَّي عليَّ صلاة صلَّي الله بها عليه عشراً. ثم سلوا
الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله.
وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلَّت له الشفاعة.
بخلاف سائر مخلوقات الله ــ تعالي ــ فالعمل الصالح يرفع العبد درجة
ويحط عنه خطيئة ويكتب له حسنة فقد أورد الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه
فتح الباري شرح صحيح البخاري عن سعيد بن المسيب عن رجل من الأنصار مرفوعاً
ــ والحديث المرفوع كما يقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين في كتابه
شرح المنظومة البيقونية: هو ما أضافه الصحابي أو التابعي أو من بعدهما إلي
النبي ــ صلي الله عليه وسلم ــ سواء كان قولاً أو فعلاً أو تقريراً أو
وصفاً. تصريحاً أو حكماً» متصلاً إسناده أولاً: وسمي مرفوعاً لارتفاع
رتبته بإضافته إلي النبي ــ صلي الله عليه وسلم ــ إذا توضأ أحدكم فأحسن
الوضوء ثم خرج إلي المسجد لم يرفع قدمه اليمني إلا كتب الله له حسنة ولم
يضع قدمه اليسري إلا حط الله عنه سيئة.
وأورد الحافظ زكي الدين المنذري في كتابه الترغيب والترهيب ــ عاش
بين عامي "581 ــ 656" هجرية ــ أن أبا ذر الغفاري ــ رضي الله عنه ــ
قال: سمعت رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ يقول: من سجد لله سجدة كتب
الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة.
وورد في صحيح الإمام مسلم أن رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ قال: أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟
فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟
قال يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة.
والرسول ــ صلي الله عليه وسلم ــ كان الأسوة والقدوة لأصحابه يفعل
فيقتدون به ويفعلون مثله. ويمتنع فيمتنعون. فقد كان ــ صلي الله عليه وسلم
ــ يحبب لأصحابه فعل الخير وهو يفعله قبلهم فها هو ــ صلي الله عليه وسلم
ــ يدعوأصحابه لقيام الليل فيقوم ويصلي بالليل حتي تتورم قدماه وقد أورد
الإمام البخاري عن أم المؤمنين السيدة عائشة ــ رضي الله عنها ــ أن رسول
الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ كان يقوم من الليل حتي تتفطر قدماه فقالت
أم المؤمنين السيدة عائشة ــ رضي الله عنها ــ: لم تصنع هذا يا رسول الله
وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
قال: أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً.
وعند الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً.
وكذلك في حديث الشفاعة الذي رواه الشيخان البخاري ومسلم... اذهبوا إلي
محمد. فيأتون ــ سيدنا ــ محمداً ــ صلي الله عليه وسلم ــ فيقولون: يا
محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما
تأخر اشفع لنا إلي ربك ألا تري إلي ما نحن فيه. فانطلق فآتي تحت العرش
فأقع ساجداً لربي ــ عز وجل ــ. ثم يفتح الله عليّ من محامده وحسن الثناء
عليه شيئاً لم يفتحه علي أحد قبلي. ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك سل تعطه
واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول: أمتي يارب أمتي يارب... والملائكة يطلبون من
الله ــ تعالي ــ أن يمجِّد عبده ورسوله سيدنا محمداً ــ صلي الله عليه
وسلم ــ وينيله أعلي المراتب.
ويقول الإمام القرطبي في تفسيره: والصلاة من الله رحمته ورضوانه ومن
الملائكة الدعاء والاستغفار. ومن الأمة الدعاء والتعظيم لأمره ــ صلي الله
عليه وسلم ــ .
ويقول الإمام الصاوي في حاشيته علي تفسير الجلالين ــ جلال الدين
السيوطي وجلال الدين المحلي ــ... وهذه الاية فيها أعظم دليل علي أنه ــ
صلي الله عليه وسلم ــ مهبط الرحمات. وأفضل الأولين والاخرين علي الإطلاق.
إذ الصلاة من الله ــ تعالي ــ علي نبيه ــ صلي الله عليه وسلم ــ رحمته
المقرونة بالتعظيم. ومن الله ــ تعالي ــ علي غير النبي مطلق الرحمة كقوله
سبحانه: "هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلي النور وكان
بالمؤمنين رحيماً" الأحزاب:.43
أي: هو جل وعلا يرحمكم علي الدوام. ويعتني بأمركم. وبكل ما فيه
صلاحكم وفلاحكم. والملائكة يصلون علي المؤمنين أي: بالدعاء والاستغفار
وطلب الرحمة. وقال الإمام ابن كثير: الصلاة من الله علي عباده ثناؤه عليهم
عند الملائكة.
وبذلك يكون رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ منبع الرحمات ومعين
التجليات وعن ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ أن معني صلاة الله ــ تعالي
ــ الرحمة. وصلاة الملائكة الاستغفار.
وقال المبرد: الصلاة من الله الرحمة. ومن الملائكة رقة تبعث علي استدعاء الرحمة.
والمبرد هو: أبوالعباس محمد بن يزيد بن عبدالأكبر ينتهي نسبه بثمالة.
وهو عوف بن أسلم من الأزد. ولد سنة "210" هجرية. كان المبرد واحداً من
العلماء الذين تشعبت معارفهم. وتنوعت ثقافاتهم لتشمل العديد من العلوم
والفنون. وإن غلبت عليه العلوم البلاغية والنقدية والنحوية. فإن ذلك ربما
كان يرجع إلي غيرته الشديدة علي قوميته العربية ولغتها وآدابها في عصر
انفتحت فيه الحضارة العربية علي كل العلوم والثقافات. وظهرت فيه ألوان من
العلوم والفنون لم تألفها العرب من قبل ــ وهذا الكلام منذ أكثر من ألف
ومائتي عام فما بالنا اليوم.
وفي تل الأيام حلَّت بالناس ضائقة كبري ومجاعة عظمي فجاءوا زرافات
ووحداناً إلي عالمهم وإمامهم يشكون» قائلين: لقد استبطأنا المطر يا إمام
طالبين منه الدعاء ليرفع الله عنهم الغمة وسوء الحال. فقال لهم: أنتم
استبطأتهم المطر وأنا استبطأت الحجارة.
إنه يقول لهم: إن الذنوب والمعاصي والموبيقات التي ترتكبونها تستدعي
ليس فقط حرمانكم من المطر فحسب بل رجمكم بالحجارة. ولكن رحمة الله واسعة.
ونحن نقول: فما بالنا اليوم؟!
.....
بقلم: فؤاد الدقس
كاتب سوري
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: "إن اللـه وملائكته يصـلون علي النبي"
اللهم صل وسلم على المصطفى
nezha- عدد الرسائل : 6218
العمر : 61
Localisation : s/a/g
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
يا أيها الذين آمنوا صلوا... بقلم: فؤاد الدقس -كاتب سوري
يقول الله تعالي في محكم تنزيله: "يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً" "الأحزاب: من الآية 56".
الخطاب الرباني خاص بالمؤمنين يأمرهم فيه رب العالمين بالصلاة علي
رسول الله صلي الله عليه وسلم. ولكنهم لا يعلمون كيف يصلون عليه صلي الله
عليه وسلم. فما أن نزلت الآية الكريمة حتي توجهوا إلي رسول الله صلي الله
عليه وسلم يسألونه يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك. فكيف نصلي عليك
قال: قولوا: اللهم صل علي محمد. وعلي آل محمد.
أورد ذلك الإمام البخاري في صحيحه والإمام مسلم في صحيحه والإمام ابن
حبان في صحيحه. كما ورد بلفظه في مسند الامام أحمد وفيه موطأ الامام مالك
واورده ايضاً من إصحاب السنن الأئمة الترمذي والنسائي وابن ماجه وأبوداود
وكذلك الدارقطني والبيهقي.
ولكننا تأدباً مع رسول الله صلي الله عليه وسلم نقول: اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي آل سيدنا محمد.
وإذا قال قائل: نحن نلتزم بالنص كما نطق به رسول الله صلي الله عليه
وسلم وكان اللفظ النبوي اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد فلما تضيفون عبارة
"سيدنا" ونحن نقول لهم: إن الادب النبوي اقتضي أن يقول صلي الله عليه وسلم
اللهم صلي علي محمد. فمن غير المعقول أن يقول عن نفسه "سيدنا محمد" وهو
سيدنا وسيدهم وسيد الخلق أجمعين شاءوا أم أبوا!!.
وعلي جانب الآخر فهو صلي الله عليه وسلم يعطي لكل ذي حق حقه فهو يقول
لرهط الصحابي سعد بن معاذ رضي الله عنه قوموا لسيدكم وهو سيد الأوس من
الأنصار. استشهد متأثراً بجراحه من غزوة الأحزاب بعد أن أصدر حكمه علي
حلفائه من يهود بني قريظة. وكان ذلك في السنة الخامسة من الهجرة النبوية
الشريفة.
ويقول صلي الله عليه وسلم عن سبطه الحسن بن علي رضي الله عنهما: إن ابني هذا سيد.
والخطاب من المؤمنين لرسول الله صلي الله عليه وسلم مشوب بالأدب
والاحترام دائماً كانوا بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا تحدث
كأنما علي رؤوسهم الطير.
علاوة علي أن الحق سبحانه طلب من المؤمنين أن يحسنوا الأدب مع الحبيب الأعظم صلي الله عليه وسلم فقال جل شأنه:
"لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً" "النور: من الآية 63".
يقول المفسرون: أي: أيها المؤمنون يا أتباع رسول الله صلي الله عليه
وسلم لا تنادوا رسول الله صلي الله عليه وسلم باسمه كما ينادي بعضكم بعضاً
باسمه. بل قولو ا يا رسول الله. يا نبي الله تفخيماً لمقامه. وتعظيماً
لشأنه.
وقال الإمام أبو حيان التوحيدي في تفسيره "البحر المحيط": لما كان
التداعي بالأسماء علي عادة البداوة أمروا بتوقير رسول الله صلي الله عليه
وسلم ومناداته بأحسن ما يدعي به نحو يا رسول الله. يا نبي الله. ألا تري
إلي بعض جفاة من الأعراب أسلموا منهم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس جاءوا
إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فلم يجدوه فذهبوا إليه في حجرات أزواجه
وراحوا ينادونه: يا محمد اخرج إلينا. فأنزل الله تعالي في حقهم قرآناً
يتلي إلي قيام الساعة تعليماً وإرشاداً لهم ولمن يأتي بعدهم من المسلمين.
"إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون" "الحجرات: 4".
والإمام مالك بن أنس صاحب المذهب المالكي "93179" هجرية. كان إذا جلس
في المسجد النبوي ليحدث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم يغتسل ويضع الطيب
ويلبس أجمل ثيابه تأدباً مع رسول الله صلي الله عليه وسلم. وكان يمشي في
طرقات المدينة المنورة حافي القدمين أدباً مع رسول الله صلي الله عليه
وسلم. وكان يقول لمن يسأله في أمر: كلنا يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذه
الروضة الشريفة صلي الله عليه وسلم قال: عندما جادله الخليفة العباسي أبو
جعفر المنصور حكم بين عامي "136 158" هجرية وكان ذلك في المسجد النبوي
أمام الحجرة الشريفة: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد. فإن
الله تعالي أدب قوماً فقال:
"يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له
بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون" "2" الحجرات.
ومدح قوماً فقال تعالي:
"إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوي لهم مغفرة وأجر عظيم" "3" الحجرات.
وذم قوماً فقال سبحانه:
"إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون" "4" الحجرات.
وإن حرمته صلي الله عليه وسلم ميتاً كحرمته حياً فاستكان الخليفة أبو
جعفر المنصور أي خضع وخشع لمقالة الإمام مالك رحمهم الله تعالي.
وقال الإمام ابن كثير في تفسيره: روي أن ثابت بن قيس رضي الله عنه
خطيب رسول الله صلي الله عليه وسلم كان جهوري الصوت فلما نزلت الآية قال:
أنا الذي كنت أرفع صوتي أمام رسول الله صلي الله عليه وسلم. أنا من أهل
النار. لقد حبط عملي. وجلس في أهله حزيناً. فافتقده رسول الله صلي الله
عليه وسلم فانطلق بعض القوم إليه فقالوا له تفقدك رسول الله صلي الله عليه
وسلم مالك؟
فقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت رسول الله. لقد حبط عملي وأنا
من أهل النار. فأتوا النبي صلي الله عليه وسلم فأخبروه بما قال: فقال
النبي صلي الله عليه وسلم: لا. بل هو من أهل الجنة.
وورد في صحيح الإمام ابن حبان: قعد ثابت بن قيس بن شماس في بيته
وقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي وأجهر له بالقول وأنا من أهل النار فه النبي
صلي الله عليه وسلم فأخبروه فقال: بل هو من أهل الجنة.
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: كما نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم
أنه من أهل الجنة. فما كان يوم اليمامة وكان ذلك الانكشاف لبس ثيابه وتحنط
وتقدم فقاتل حتي قتل.
وأورد الإمام الطبري أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لثابت بن قيس: ألا ترضي أن تعيش حميداً. وتقتل شهيداً. وتدخل الجنة؟
فقال: رضيت ببشري الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم ولا أرفع صوتي أبداً علي صوت رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وإذا كان من الأدب أن لا يخاطب المرء أباه باسمه المجرد. فمن سوء
الأدب خطاب رسول الله صلي الله عليه وسلم باسمه مجرداً من التعظيم
والتفخيم.
وقال قتادة: أمر الله تعالي أن يهاب نبيه صلي الله عليه وسلم وأن يجل وأن يعظم وأن يسود.
وقال مقاتل: لا تسموه إذا دعوتموه يا محمد ولا تقولوا: يا بن عبدالله. ولكن شرفوه فقولوا: يانبي الله يا رسول الله وهكذا.
فمن الأدب مع الله تعالي ومع رسوله الكريم صلي الله تعالي عليه وسلم أن نخاطبه بأدب فهو سيدنا وسيدهم وسيد العالمين أجمعين.
فهو صلي الله عليه وسلم السيد بلا منازع ففي صحيح الإمام البخاري أنه صلي الله عليه وسلم قال: أنا سيد القوم يوم القيامة.
وفي صحيح الإمام مسلم أنه صلي الله عليه وسلم قال: أنا سيد الناس يوم القيامة.
وهو صلي الله عليه وسلم سيد ولد آدم فقد أورد الإمام مسلم في صحيحه أن
رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة. وأول من
ينشق عنه القبر. وأول شافع وأول مشفع.
وقد أورد الإمام ابن حبان في صحيحه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال: إن الله اصطفي كنانة من ولد اسماعيل واصطفي قريشاً من كنانة واصطفي
بني هاشم من قريش. واصطفاني من بني هاشم. فأنا سيد ولد آدم ولا فخر. وأول
من تنشق عنه الأرض. وأول شافع. وأول مشفع.
والإمام ابن حبان هو: شيخ خراسان أبوحاتم محمد بن حبان التميمي
الدارمي البستي توفي سنة "354 هجرية. من أشهر كتبه صحيح ابن حبان. ومن
أشهر شيوخه محمد بن خزيمة السلمي النيسابوري صاحب صحيح ابن خزيمة المتوفي
سنة "311" هجرية.
علاوة علي أن الله سبحانه وتعالي أمر عباده بتوقيره وتعظيمه: فقال جل
شأنه "لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً"
"الفتح:9".
قال ابن عباس رضي الله عنهما:... : وتعزروه أي: تفخموه وتعظموه
"وتوقروه" من التوقير وهو الاحترام والإجلال والإعظام فقال تعالي لرسوله
تشريفاً له وتعظيماً وتكريماً "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله"
"الفتح: من الآية 10".
وقال جل شأنه وهو يقرن طاعة رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم بطاعته
تبارك وتعالي: "من يطع الرسول أطاع الله ومن تولي فما أرسلناك عليهم
حفيظاً" "النساء: 80".
وقال الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين في كتابه "الصلاة علي النبي
صلي الله عليه وسلم": اعلم علمنا الله تعالي وإياك أن من جملة المقامات
والمراتب التي خص الله تعالي بها سيدنا محمداً صلي الله تعالي عليه وسلم:
أنه سبحانه وتعالي أعطاه مقام السيادة العامة ولذلك كان صلي الله عليه
وسلم يذكر بقية الخصائص والمقامات التي خصه الله تعالي بها متحدثاً بنعمة
الله تعالي من غير فخر لأن الله تعالي أمره بذلك حيث قال له: "وأما بنعمة
ربك فحدث" "الضحي: 11".
وعند الإمام الترمذي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: أنا أول
الناس خروجاً إذا بعثوا. وأنا خطيبهم إذا وفدوا وأنا مبشرهم إذا أيسوا.
لواء الحمد يومئذ بيدي. وأنا أكرم ولد آدم علي ربي ولا فخر.
ومما تقدم نقول: يقتضي أن يقرن اسمه الكريم صلي الله عليه وسلم بالسيادة فنقول: اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آل سيدنا محمد..".
وفي الختام نقول: اللهم ارزقنا الأدب مع رسولك الكريم صلي الله تعالي
عليه وسلم. وارزقنا الادب مع آل بيته الطيبين. وارزقنا الأدب مع صحابته
الطاهرين. إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
الخطاب الرباني خاص بالمؤمنين يأمرهم فيه رب العالمين بالصلاة علي
رسول الله صلي الله عليه وسلم. ولكنهم لا يعلمون كيف يصلون عليه صلي الله
عليه وسلم. فما أن نزلت الآية الكريمة حتي توجهوا إلي رسول الله صلي الله
عليه وسلم يسألونه يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك. فكيف نصلي عليك
قال: قولوا: اللهم صل علي محمد. وعلي آل محمد.
أورد ذلك الإمام البخاري في صحيحه والإمام مسلم في صحيحه والإمام ابن
حبان في صحيحه. كما ورد بلفظه في مسند الامام أحمد وفيه موطأ الامام مالك
واورده ايضاً من إصحاب السنن الأئمة الترمذي والنسائي وابن ماجه وأبوداود
وكذلك الدارقطني والبيهقي.
ولكننا تأدباً مع رسول الله صلي الله عليه وسلم نقول: اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي آل سيدنا محمد.
وإذا قال قائل: نحن نلتزم بالنص كما نطق به رسول الله صلي الله عليه
وسلم وكان اللفظ النبوي اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد فلما تضيفون عبارة
"سيدنا" ونحن نقول لهم: إن الادب النبوي اقتضي أن يقول صلي الله عليه وسلم
اللهم صلي علي محمد. فمن غير المعقول أن يقول عن نفسه "سيدنا محمد" وهو
سيدنا وسيدهم وسيد الخلق أجمعين شاءوا أم أبوا!!.
وعلي جانب الآخر فهو صلي الله عليه وسلم يعطي لكل ذي حق حقه فهو يقول
لرهط الصحابي سعد بن معاذ رضي الله عنه قوموا لسيدكم وهو سيد الأوس من
الأنصار. استشهد متأثراً بجراحه من غزوة الأحزاب بعد أن أصدر حكمه علي
حلفائه من يهود بني قريظة. وكان ذلك في السنة الخامسة من الهجرة النبوية
الشريفة.
ويقول صلي الله عليه وسلم عن سبطه الحسن بن علي رضي الله عنهما: إن ابني هذا سيد.
والخطاب من المؤمنين لرسول الله صلي الله عليه وسلم مشوب بالأدب
والاحترام دائماً كانوا بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا تحدث
كأنما علي رؤوسهم الطير.
علاوة علي أن الحق سبحانه طلب من المؤمنين أن يحسنوا الأدب مع الحبيب الأعظم صلي الله عليه وسلم فقال جل شأنه:
"لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً" "النور: من الآية 63".
يقول المفسرون: أي: أيها المؤمنون يا أتباع رسول الله صلي الله عليه
وسلم لا تنادوا رسول الله صلي الله عليه وسلم باسمه كما ينادي بعضكم بعضاً
باسمه. بل قولو ا يا رسول الله. يا نبي الله تفخيماً لمقامه. وتعظيماً
لشأنه.
وقال الإمام أبو حيان التوحيدي في تفسيره "البحر المحيط": لما كان
التداعي بالأسماء علي عادة البداوة أمروا بتوقير رسول الله صلي الله عليه
وسلم ومناداته بأحسن ما يدعي به نحو يا رسول الله. يا نبي الله. ألا تري
إلي بعض جفاة من الأعراب أسلموا منهم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس جاءوا
إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فلم يجدوه فذهبوا إليه في حجرات أزواجه
وراحوا ينادونه: يا محمد اخرج إلينا. فأنزل الله تعالي في حقهم قرآناً
يتلي إلي قيام الساعة تعليماً وإرشاداً لهم ولمن يأتي بعدهم من المسلمين.
"إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون" "الحجرات: 4".
والإمام مالك بن أنس صاحب المذهب المالكي "93179" هجرية. كان إذا جلس
في المسجد النبوي ليحدث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم يغتسل ويضع الطيب
ويلبس أجمل ثيابه تأدباً مع رسول الله صلي الله عليه وسلم. وكان يمشي في
طرقات المدينة المنورة حافي القدمين أدباً مع رسول الله صلي الله عليه
وسلم. وكان يقول لمن يسأله في أمر: كلنا يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذه
الروضة الشريفة صلي الله عليه وسلم قال: عندما جادله الخليفة العباسي أبو
جعفر المنصور حكم بين عامي "136 158" هجرية وكان ذلك في المسجد النبوي
أمام الحجرة الشريفة: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد. فإن
الله تعالي أدب قوماً فقال:
"يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له
بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون" "2" الحجرات.
ومدح قوماً فقال تعالي:
"إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوي لهم مغفرة وأجر عظيم" "3" الحجرات.
وذم قوماً فقال سبحانه:
"إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون" "4" الحجرات.
وإن حرمته صلي الله عليه وسلم ميتاً كحرمته حياً فاستكان الخليفة أبو
جعفر المنصور أي خضع وخشع لمقالة الإمام مالك رحمهم الله تعالي.
وقال الإمام ابن كثير في تفسيره: روي أن ثابت بن قيس رضي الله عنه
خطيب رسول الله صلي الله عليه وسلم كان جهوري الصوت فلما نزلت الآية قال:
أنا الذي كنت أرفع صوتي أمام رسول الله صلي الله عليه وسلم. أنا من أهل
النار. لقد حبط عملي. وجلس في أهله حزيناً. فافتقده رسول الله صلي الله
عليه وسلم فانطلق بعض القوم إليه فقالوا له تفقدك رسول الله صلي الله عليه
وسلم مالك؟
فقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت رسول الله. لقد حبط عملي وأنا
من أهل النار. فأتوا النبي صلي الله عليه وسلم فأخبروه بما قال: فقال
النبي صلي الله عليه وسلم: لا. بل هو من أهل الجنة.
وورد في صحيح الإمام ابن حبان: قعد ثابت بن قيس بن شماس في بيته
وقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي وأجهر له بالقول وأنا من أهل النار فه النبي
صلي الله عليه وسلم فأخبروه فقال: بل هو من أهل الجنة.
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: كما نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم
أنه من أهل الجنة. فما كان يوم اليمامة وكان ذلك الانكشاف لبس ثيابه وتحنط
وتقدم فقاتل حتي قتل.
وأورد الإمام الطبري أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لثابت بن قيس: ألا ترضي أن تعيش حميداً. وتقتل شهيداً. وتدخل الجنة؟
فقال: رضيت ببشري الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم ولا أرفع صوتي أبداً علي صوت رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وإذا كان من الأدب أن لا يخاطب المرء أباه باسمه المجرد. فمن سوء
الأدب خطاب رسول الله صلي الله عليه وسلم باسمه مجرداً من التعظيم
والتفخيم.
وقال قتادة: أمر الله تعالي أن يهاب نبيه صلي الله عليه وسلم وأن يجل وأن يعظم وأن يسود.
وقال مقاتل: لا تسموه إذا دعوتموه يا محمد ولا تقولوا: يا بن عبدالله. ولكن شرفوه فقولوا: يانبي الله يا رسول الله وهكذا.
فمن الأدب مع الله تعالي ومع رسوله الكريم صلي الله تعالي عليه وسلم أن نخاطبه بأدب فهو سيدنا وسيدهم وسيد العالمين أجمعين.
فهو صلي الله عليه وسلم السيد بلا منازع ففي صحيح الإمام البخاري أنه صلي الله عليه وسلم قال: أنا سيد القوم يوم القيامة.
وفي صحيح الإمام مسلم أنه صلي الله عليه وسلم قال: أنا سيد الناس يوم القيامة.
وهو صلي الله عليه وسلم سيد ولد آدم فقد أورد الإمام مسلم في صحيحه أن
رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة. وأول من
ينشق عنه القبر. وأول شافع وأول مشفع.
وقد أورد الإمام ابن حبان في صحيحه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال: إن الله اصطفي كنانة من ولد اسماعيل واصطفي قريشاً من كنانة واصطفي
بني هاشم من قريش. واصطفاني من بني هاشم. فأنا سيد ولد آدم ولا فخر. وأول
من تنشق عنه الأرض. وأول شافع. وأول مشفع.
والإمام ابن حبان هو: شيخ خراسان أبوحاتم محمد بن حبان التميمي
الدارمي البستي توفي سنة "354 هجرية. من أشهر كتبه صحيح ابن حبان. ومن
أشهر شيوخه محمد بن خزيمة السلمي النيسابوري صاحب صحيح ابن خزيمة المتوفي
سنة "311" هجرية.
علاوة علي أن الله سبحانه وتعالي أمر عباده بتوقيره وتعظيمه: فقال جل
شأنه "لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً"
"الفتح:9".
قال ابن عباس رضي الله عنهما:... : وتعزروه أي: تفخموه وتعظموه
"وتوقروه" من التوقير وهو الاحترام والإجلال والإعظام فقال تعالي لرسوله
تشريفاً له وتعظيماً وتكريماً "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله"
"الفتح: من الآية 10".
وقال جل شأنه وهو يقرن طاعة رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم بطاعته
تبارك وتعالي: "من يطع الرسول أطاع الله ومن تولي فما أرسلناك عليهم
حفيظاً" "النساء: 80".
وقال الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين في كتابه "الصلاة علي النبي
صلي الله عليه وسلم": اعلم علمنا الله تعالي وإياك أن من جملة المقامات
والمراتب التي خص الله تعالي بها سيدنا محمداً صلي الله تعالي عليه وسلم:
أنه سبحانه وتعالي أعطاه مقام السيادة العامة ولذلك كان صلي الله عليه
وسلم يذكر بقية الخصائص والمقامات التي خصه الله تعالي بها متحدثاً بنعمة
الله تعالي من غير فخر لأن الله تعالي أمره بذلك حيث قال له: "وأما بنعمة
ربك فحدث" "الضحي: 11".
وعند الإمام الترمذي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: أنا أول
الناس خروجاً إذا بعثوا. وأنا خطيبهم إذا وفدوا وأنا مبشرهم إذا أيسوا.
لواء الحمد يومئذ بيدي. وأنا أكرم ولد آدم علي ربي ولا فخر.
ومما تقدم نقول: يقتضي أن يقرن اسمه الكريم صلي الله عليه وسلم بالسيادة فنقول: اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آل سيدنا محمد..".
وفي الختام نقول: اللهم ارزقنا الأدب مع رسولك الكريم صلي الله تعالي
عليه وسلم. وارزقنا الادب مع آل بيته الطيبين. وارزقنا الأدب مع صحابته
الطاهرين. إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» يسرا
» فوائد زيت الزيتون Les bienfaits de l'huile d'olive
» نوستالجيا
» صدق او لا تصدق
» "الجزيرة" تسمح لباحث قبطي بالتطاول على الشريعة الإسلامية
» فوائد زيت الزيتون Les bienfaits de l'huile d'olive
» نوستالجيا
» صدق او لا تصدق
» "الجزيرة" تسمح لباحث قبطي بالتطاول على الشريعة الإسلامية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى