وفاة الفنان عبد اللطيف بنمنصور
صدى الزواقين Echo de Zouakine :: المنتدى الفني :: " مشموم " الاغنية المغربية :: " زهرة " طرب الملحون والطرب الاندلسي
صفحة 1 من اصل 1
وفاة الفنان عبد اللطيف بنمنصور
انتقل إلى عفو الله تعالى ورحمته، مساء أول أمس الثلاثاء 6 أبريل الجاري، بأحد مستشفيات الرباط، الأستاذ عبد اللطيف بنمنصور، عن سن 84 عاما، ويُعد الراحل، واحدا من أبرز أعلام فني المديح والسماع في المغرب ومن رواد الموسيقى الأندلسية، ومن المجددين في هذه الفنون التراثية المغربية، حيث استحق عن جدارة واقتدار أن يلقب بشيخ المادحين والمسمعين والمنشدين المغاربة. واعتبر الزميل إدريس اكديرة، في الورقة التعريفية بأعمال الراحل، أن عبد اللطيف بن محمد بنمنصور (وهو من مواليد سنة 1926 بحاضرة الرباط)، كان من حسن حظه أن يلازم متصوفا رفيع الطبقة، غزير السر، كامل الذوق، وهو جده لأمه الفقيه عبد السلام اكديرة المنتسب للطريقة الحراقية الدرقاوية ومقدمها وشيخها بالرباط، وعلى هذا الشيخ تتلمذ، وعنه أخذ، و به اعتمد، ومنه استمد ليظهر أثر ذلك عليه فيما بعد؛ وعن ذلك قال الفقيد بنمنصور في إحدى الأحاديث الصحفية التي أجريت معه "إن نشوئي في أسرة وبيئة تتنفس المديح والسماع كان السبب المباشر في تعلقي وولعي بهذا الفن الراقي، ذلك أن جدي لوالدتي هو الفقيه عبد السلام اكديرة مقدم الزاوية الحراقية الدرقاوية بمدينة الرباط في إبانه، ووالدي محمد بنمنصور كان من أوفى مريدي هذه الزاوية وخادم مقدمها، وضمن هذه البيئة الصوفية الربانية تربيت ونشأت أتنسم أريج مجالس الذكر والسماع بكرة وعشيا، فكان أن وقر هذا الفن في سويداء قلبي واحتل الصدارة في مسار اهتماماتي وانشغالاتي، سيما وأن جدي رحمه الله كان يرعاني ويهذبني ويحدثني بحديث أهل المديح والسماع، وبعد أن اشتد عودي أخذ جدي يصحبني معه إلى الزاوية الدرقاوية حيث تشربت نفسي أصول المديح والسماع على يد فطاحل المسمعين والمادحين آنذاك". وساعد هذا الطفل النجيب آنذاك فضوله وإقباله على علوم اللغة والقرآن والحديث وتذوقه للقصيد والدواوين الشعرية، إلقاء وترنيما وغناء، وولعه بجميل الشعر وبديع النغم، مما أهله ليقارب كل ظاهرة فنية متشبعا بثقافة أصيلة عميقة الأثر، وعن بدايته تعليمه يقول الراحل "حفظت القرآن على يد الفقيه الشيخ الحاج إدريس برادو، وكان حافظا متقنا زاوجت فيه بين ميزتي الحفظ والفهم، حتى أني كنت وما أزال معروفا لدى أصدقائي وجلسائي بسرعة بديهتي في استحضار الشواهد من آي القرآن الكريم على الوقائع والأحداث . وبعد ذلك درست الألفية وبقية علوم الآلة على يد الأستاذ عبد الله الجراري، كما انتسبت إلى مجالس الشيخ محمد بن المدني الحسني لسنوات، وبعد الإحاطة بحظ وافر من العلوم الشرعية وغيرها انخرطت في خطة العدالة بعد اجتياز اختبار دقيق سنة 1984". وشارك الفقيد عبد اللطيف بنمنصور في مجال النظم بمجموعة من القصائد والموشحات ضمنها ديوانه بعنوان "نفحات العرف والذوق في مدح طه سيد الخلق"، بالإضافة إلى ذلك نسق بنمنصور برامج للسماع والمديح في مناسبات شتى. إلا أن إسهامه المتميز كان إصداره سنة 1977 لمجموع الأشعار والأزجال والبراول المعروف بـ"كناش الحائك" متضمنا، إلى جانب المتن الشعري المصحح والمنقح، أهم نظراته النقدية لأساليب أداء النوبة في هذا العصر، كما اختير المرحوم عبد اللطيف بنمنصور، ما بين سنتي 1989 و1992، عضوا في اللجنة الوطنية المكلفة بالإشراف على تسجيل "أنطولوجية الآلة" وحصل بفضل ذلك على وسام العرش من درجة فارس سنة 1992، وأنجز أيضا، لوزارة الثقافة، تحت إشرافه وبحضور نخبة من المسمعين من مختلف مدن المملكة، تسجيلات لقصائد "البردة" و"الهمزية" و"الفياشية" و"المنفرجة" والغوثيات وحصص من فن السماع صدرت كلها في أقراص مدمجة (أسطوانات لايزر) ما بين 1994 و1998، وتعتبر هذه التسجيلات حاليا أساسا لمعرفة الطبوع والإيقاعات والإنشادات ومدرسة للأداء الأصيل. وقد أقيمت للراحل عبد اللطيف بنمنصور عدة حفلات تكريمية منها تكريمه في أكتوبر 1998 بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، وكان آخرها تكريمه في مارس 2010 في إطار ملتقى تطوان لفني المديح والسماع الذي أقيم تحت شعار "الشيخ عبد اللطيف بنمنصور رائد المدرسة السماعية الحراقية. |
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
صاحب الجلالة يعزي في وفاة الفنان عبد اللطيف بنمنصور
بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد أسرة الفنان عبد اللطيف بنمنصور، الذي وافته المنية، مساء أول أمس الثلاثاء، بأحد مستشفيات الرباط، عن سن 84 عاما، بعد معاناة مع المرض.
وعبر جلالة الملك، في هذه البرقية، لأسرة الفنان والمنشد الكبير، الأستاذ
عبد اللطيف بنمنصور، ومن خلالها لكافة أهلها وذويها، وللأسرة الفنية
الوطنية عموما، ولعشاق الطرب الأندلسي والسماع الصوفي والمديح النبوي، على
وجه الخصوص، عن أحر تعازي جلالته، وأصدق مواساته، في فقدان المغرب لأحد
أعلام تراثه العريق في فن الآلة الأندلسية، وفنون الإنشاد الروحية.
وقال
جلالة الملك إن الفقيد "كان له الفضل الكبير في الحفاظ على هذا التراث
الفني والحضاري المغربي الأصيل، الذي يمتزج فيه الطابع الروحي والديني
بالثقافة الموسيقية وموروثها الغني بالطبوع والميازين، كما كان له، رحمه
الله، دور بارز في جمع التراث وتجديده وتسجيله وتخليده في مؤلفات قيمة،
والتعريف به وطنيا ودوليا، على مدى عقود من السنين".
ومما جاء في
برقية جلالة الملك لأسرة الفقيد: "فالله تعالى نسأل، أن يجزي فقيدكم
المبرور خير الجزاء وأوفاه، عما أسدى لدينه ولوطنه ولملكه من جليل
الأعمال، وأن يشمله بمغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنانه، مع النبيئين
والصديقين والشهداء والصالحين".
وأضاف جلالة الملك: "وإذ نشاطركم
مشاعر الحزن في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، فإننا
نسأله عز وجل أن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء، مشمولين بسابغ عطفنا
ورضانا".
| 08.04.2010 الرباط (و م ع) | المغربية
وعبر جلالة الملك، في هذه البرقية، لأسرة الفنان والمنشد الكبير، الأستاذ
عبد اللطيف بنمنصور، ومن خلالها لكافة أهلها وذويها، وللأسرة الفنية
الوطنية عموما، ولعشاق الطرب الأندلسي والسماع الصوفي والمديح النبوي، على
وجه الخصوص، عن أحر تعازي جلالته، وأصدق مواساته، في فقدان المغرب لأحد
أعلام تراثه العريق في فن الآلة الأندلسية، وفنون الإنشاد الروحية.
وقال
جلالة الملك إن الفقيد "كان له الفضل الكبير في الحفاظ على هذا التراث
الفني والحضاري المغربي الأصيل، الذي يمتزج فيه الطابع الروحي والديني
بالثقافة الموسيقية وموروثها الغني بالطبوع والميازين، كما كان له، رحمه
الله، دور بارز في جمع التراث وتجديده وتسجيله وتخليده في مؤلفات قيمة،
والتعريف به وطنيا ودوليا، على مدى عقود من السنين".
ومما جاء في
برقية جلالة الملك لأسرة الفقيد: "فالله تعالى نسأل، أن يجزي فقيدكم
المبرور خير الجزاء وأوفاه، عما أسدى لدينه ولوطنه ولملكه من جليل
الأعمال، وأن يشمله بمغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنانه، مع النبيئين
والصديقين والشهداء والصالحين".
وأضاف جلالة الملك: "وإذ نشاطركم
مشاعر الحزن في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، فإننا
نسأله عز وجل أن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء، مشمولين بسابغ عطفنا
ورضانا".
| 08.04.2010 الرباط (و م ع) | المغربية
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: وفاة الفنان عبد اللطيف بنمنصور
عبد اللطيف بنمنصور
ولد
الأستاذ عبد اللطيف محمد أحمد بنمنصور بالرباط سنة 1926م، كان جده لأمه
الفقيه العلامة سيدي عبد السلام اكديرة Guedira المنتسب للطريقة الحرافية
و مقدمها و شيخها، و على هذا الشيخ تتلمذ و عنه أخذ الكثير و اكتنز على
علوم اللغة و القرآن و الحديث، مما أهله ليقارب كل ظاهرة فنية متشبعا
بثقافة عميقة الأثر.
في
سنة 1985م كان مع زمرة من الأساتذة الذين أسسوا جمعية هواة الموسيقى
الأندلسية بالمغرب، و في سنة 1962م سجل للإذاعة الوطنية مع جوق الموسيقى
بها، تأليفا شعريا و نغميا اختار له اسم "الكواكب اليوسفية" . و حظي
بتنسيق برامج دينية صوفية في حضرة الملك الحسن الثاني سنة 1965م، ثم
إسهامه في تأليف مجموعة من الأشعار في كتاب "الحايك" متضمنا إلى جانب
المتن المصحح، و أهم نظراته النقدية لأساليب أداء النوبة المغربية في
عصره، ثم أبرز للوجود مجموعة من الأدراج في النوبات الإحدى عشر، و ضمنها
طبوعا لم يسبق استعمالها في الرصيد المألوف و هي من قبيل "الزريكة" و
"النهاوند" و "الحصار" و "السيكا" . و قد استحق الأستاذ عبد اللطيف
بنمنصور لقب "شيخ المداحين و المسمعين" .
اختير
سنة 1989م عضوا بالإشراف على تسجيل أنطلوجيا الآلة الأندلسية. و أنجز في
سنة 1994م تسجيلات البردة و الهمزية و الفياشية و المنفرجة و حصص من فن
السماع، و ذلك على أسطوانات ليزر، حيث تعتبر هذه التسجيلات أساسا لمعرفة
الطبوع و الإيقاعات و الإنشاد و مدرسة الأداء الأصيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن كتاب: ضروب الغناء و عمالقة الفن، للإعلامي أبو بكر بنور
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
عبد اللطيف بنمنصور .. الحجة في فني المديح والسماع ومبدع مجدد في مجال الفنون التراثية
( إدريس اكديرة ) الرباط 7-04-2010 يعد الأستاذ عبد اللطيف بنمنصور، الذي لبى داعي ربه مساء أمس الثلاثاء بأحد مستشفيات الرباط عن سن 84 عاما، واحدا من أبرز أعلام فني المديح والسماع في المغرب ومن رواد الموسيقى الأندلسية، ومن المجددين في هذه الفنون التراثية المغربية، حيث استحق عن جدارة واقتدار أن يلقب بشيخ المادحين والمسمعين والمنشدين المغاربة.
ولد عبد اللطيف بن محمد بنمنصور سنة 1926 بحاضرة الرباط، وكان من حسن حظه أن يلازم متصوفا رفيع الطبقة، غزير السر، كامل الذوق، وهو جده لأمه الفقيه عبد
السلام اكديرة المنتسب للطريقة الحراقية الدرقاوية ومقدمها وشيخها
بالرباط، وعلى هذا الشيخ تتلمذ، وعنه أخذ، و به اعتمد، ومنه استمد ليظهر
أثر ذلك عليه فيما بعد.وعن ذلك قال الفقيد بنمنصور
في إحدى الأحاديث الصحفية التي أجريت معه "إن نشوئي في أسرة وبيئة تتنفس
المديح والسماع كان السبب المباشر في تعلقي وولعي بهذا الفن الراقي، ذلك
أن جدي لوالدتي هو الفقيه عبد السلام اكديرة مقدم الزاوية الحراقية الدرقاوية بمدينة الرباط في إبانه، ووالدي محمد بنمنصور
كان من أوفى مريدي هذه الزاوية وخادم مقدمها، وضمن هذه البيئة الصوفية
الربانية تربيت ونشأت أتنسم أريج مجالس الذكر والسماع بكرة وعشيا، فكان أن
وقر هذا الفن في سويداء قلبي واحتل الصدارة في مسار اهتماماتي وانشغالاتي،
سيما وأن جدي رحمه الله كان يرعاني ويهذبني ويحدثني بحديث أهل المديح
والسماع، وبعد أن اشتد عودي أخذ جدي يصحبني معه إلى الزاوية الدرقاوية حيث
تشربت نفسي أصول المديح والسماع على يد فطاحل المسمعين والمادحين آنذاك". وساعد
هذا الطفل النجيب آنذاك فضوله وإقباله على علوم اللغة والقرآن والحديث
وتذوقه للقصيد والدواوين الشعرية، إلقاء وترنيما وغناء، وولعه بجميل الشعر
وبديع النغم، مما أهله ليقارب كل ظاهرة فنية متشبعا بثقافة أصيلة عميقة
الأثر.وعن بدايته تعليمه يقول الراحل "حفظت القرآن على يد الفقيه
الشيخ الحاج إدريس برادو، وكان حافظا متقنا زاوجت فيه بين ميزتي الحفظ
والفهم، حتى أني كنت وما أزال معروفا لدى أصدقائي وجلسائي بسرعة بديهتي في
استحضار الشواهد من آي القرآن الكريم على الوقائع والأحداث . وبعد ذلك
درست الألفية وبقية علوم الآلة على يد الأستاذ عبد
الله الجراري، كما انتسبت إلى مجالس الشيخ محمد بن المدني الحسني لسنوات،
وبعد الإحاطة بحظ وافر من العلوم الشرعية وغيرها انخرطت في خطة العدالة
بعد اجتياز اختبار دقيق سنة 1984". في سنة 1958 كان بنمنصور
ضمن الأعضاء المؤسسين لجمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب، التي كان
يترأسها المرحوم الحاج إدريس بنجلون التويمي، وقد تبوأ مكانة مميزة في هذا
المحفل بفضل ما عرف عنه من إلمام عملي وعلمي بالموسيقى الأندلسية مع تميزه
عن غيره بنظرة شمولية للتراث الموسيقي العربي وقدرته على الاستفادة مما
كان يسمعه ويحفظه من طرب غرناطي وسماع وأغان وموشحات وأدوار وقدود مشرقية.وأسهم
بحظ وافر في تجديد عدد من الميازين الأندلسية وإثرائها، وتشذيب عدد من
القصائد وتصحيحها، وأبرز للوجود مجموعة من ميازين الأدراج التي لم تكن
موجودة في النوبات الإحدى عشرة للموسيقى الأندلسية، وضمنها طبوعا لم يسبق
استعمالها في الرصيد المألوف وهي من قبيل الزريكة والنهاوند والحصار
والسيكة.كما أخرج عددا من الإنشادات التي كانت مفقودة مثل الحصار
ومختصر الاستهلال، مع العلم أن كل درج من الأدراج التي لحنها يتضمن ما
ينيف على 20 صنعة، حيث وضع في هذا الإطار أكثر من ألف تلحين موزع بين
مختلف الميازين والصنائع.في سنة 1962 سجل للإذاعة الوطنية مع جوق
الموسيقى الأندلسية بها تأليفا شعريا ونغميا رائدا اختار له من الأسماء
"الكواكب اليوسفية"، وأتبع ذلك بقصيدة "الفياشية" وأدراج في طبوع الرصد
وغريبة الحسين والعشاق.
وحظي الأستاذ عبد اللطيف بنمنصور
رحمه الله بشرف تنسيق برامج دينية صوفية في الحضرة الملكية، وكان ذلك من
سنة 1965 إلى سنة 1970 ومن خلال مناسبتي المولد النبوي وذكرى العاشر من
رمضان ذكرى وفاة جلالة المغفور له محمد الخامس، كما تم تكليفه بالإشراف
على حصتي الأمداح النبوية اللتين يترأسهما أمير المؤمنين صاحب الجلالة
الملك محمد السادس ليلة المولد النبوي وفي ذكرى التاسع من شهر ربيع الثاني
ذكرى رحيل جلالة المغفور له الحسن الثاني.ومن مؤلفاته "الرائية
الفارضية في الأمداح النبوية" المسماة "الكواكب اليوسفية" التي صدرت سنة
1970 وهي عبارة عن جولة في رائية الشيخ شرف الدين أبي حفص عمر الشهير بابن
الفارض استعرض فيها أنغام النوبات ال`11 يدار كل بيت منها على نغمة مستقلة
اختار لها إنشادات ومواويل مراعيا فيها شرط المناسبة معقبا على ذلك بتغطية
مناسبة للمقام، وكذا "تهذيب الأذواق في جيمية الشيخ الحراق" سنة 1962 الذي
عمد فيه إلى جيمية الشيخ العارف بالله سيدي محمد الحراق فطبق عليها كذلك
أنغام نوبات طرب الآلة ومن ضمنها نوبة الحصار المفقودة لكون الجيمية تشتمل
على 12 بيتا شعريا يدار كل بيت منها على نغمة مستقلة. وشارك الفقيد عبد اللطيف بنمنصور في مجال النظم بمجموعة من القصائد والموشحات ضمنها ديوانه بعنوان "نفحات العرف والذوق في مدح طه سيد الخلق"، بالإضافة إلى ذلك نسق بنمنصور برامج للسماع والمديح في مناسبات شتى.إلا
أن إسهامه المتميز كان إصداره سنة 1977 لمجموع الأشعار والأزجال والبراول
المعروف ب`"كناش الحائك" متضمنا، إلى جانب المتن الشعري المصحح والمنقح،
أهم نظراته النقدية لأساليب أداء النوبة في هذا العصر، حيث وضع عقب هذا
المجموع، كما يقول هو نفسه في مقدمته، "ملحقا ذكرت في مدخله عامة
الملاحظات التي استنبطتها من ملازمتي الطويلة لكناش الحائك ثم أتبعته بأهم
الملاحظات تحقيقا وتصرفا في معظم المقطوعات التي تراءى لي فيها خلل خلته
لا يوافق الذوق السليم والنظام النغمي"، وأفرد فيه تراجم معززة بالصور
للتعريف بأعلام الموسيقي الأندلسية المغربية وأعلام المسمعين والمنشدين
وكذا جردا بأسماء الشعراء والوشاحين والزجالين (حوالي 58 اسما) الذين يشكل
نظمهم الهيكل الشعري لطرب الآلة.وتألق الراحل عبد اللطيف بنمنصور،
على الخصوص، في المهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية بفاس سنة 1982 بتقديمه
للجمهور ميزان الدرج من طبع عراق العجم، وفي مهرجان شفشاون لسنة 1986 حيث
قدم تنسيقا رائعا لميزان الدرج من طبع الحجاز الكبير، بالإضافة إلى
مشاركته في العديد من الندوات العلمية حول الموسيقى الأندلسية المغربية.وقام
الفقيد بالتنسيق الفني لدورات العديد من ملتقيات المديح والسماع، وفي ذلك
يقول "أتشرف بأن كان لي حجر السبق، بدعم من جمعيات وطنية رائدة، في الخروج
بصنائع المديح والسماع، وخاصة جانب السماع، من بين جدران الزوايا،
وتقريبها إلى جمهور المهتمين عبر إقامة سهرات مشهودة للمديح والسماع بأكبر
المسارح ضمن فعاليات مهرجانات ولقاءات خاصة بهذا الفن الراقي، ولقد كانت
تجربة المهرجان الوطني لجمعية أبي رقراق بسلا من 1981 إلى 1994 رائدة في
هذا المجال، وتبعتها مهرجانات فاس وتازة ومراكش والدار البيضاء وغيرها،
وهي محطات كان لها الأثر البالغ في نشر ثقافة السماع الصوفي بين الناس". واختير المرحوم عبد اللطيف بنمنصور،
ما بين سنتي 1989 و1992، عضوا في اللجنة الوطنية المكلفة بالإشراف على
تسجيل "أنطولوجية الآلة" وحصل بفضل ذلك على وسام العرش من درجة فارس سنة
1992.وأنجز الفقيد لوزارة الثقافة، تحت إشرافه وبحضور نخبة من
المسمعين من مختلف مدن المملكة، تسجيلات لقصائد "البردة" و"الهمزية"
و"الفياشية" و"المنفرجة" والغوثيات وحصص من فن السماع صدرت كلها في أقراص
مدمجة (أسطوانات لايزر) ما بين 1994 و1998، وتعتبر هذه التسجيلات حاليا
أساسا لمعرفة الطبوع والإيقاعات والإنشادات ومدرسة للأداء الأصيل.وأقيمت للراحل عبد اللطيف بنمنصور
عدة حفلات تكريمية منها تكريمه في أكتوبر 1998 بالمسرح الوطني محمد الخامس
بالرباط، وكان آخرها تكريمه في مارس 2010 في إطار ملتقى تطوان لفني المديح
والسماع الذي أقيم تحت شعار "الشيخ عبد اللطيف بنمنصور رائد المدرسة السماعية الحراقية".
عبداللطيف بنمنصور رحمه الله
المصدر :
وم ع
ولد عبد اللطيف بن محمد بنمنصور سنة 1926 بحاضرة الرباط، وكان من حسن حظه أن يلازم متصوفا رفيع الطبقة، غزير السر، كامل الذوق، وهو جده لأمه الفقيه عبد
السلام اكديرة المنتسب للطريقة الحراقية الدرقاوية ومقدمها وشيخها
بالرباط، وعلى هذا الشيخ تتلمذ، وعنه أخذ، و به اعتمد، ومنه استمد ليظهر
أثر ذلك عليه فيما بعد.وعن ذلك قال الفقيد بنمنصور
في إحدى الأحاديث الصحفية التي أجريت معه "إن نشوئي في أسرة وبيئة تتنفس
المديح والسماع كان السبب المباشر في تعلقي وولعي بهذا الفن الراقي، ذلك
أن جدي لوالدتي هو الفقيه عبد السلام اكديرة مقدم الزاوية الحراقية الدرقاوية بمدينة الرباط في إبانه، ووالدي محمد بنمنصور
كان من أوفى مريدي هذه الزاوية وخادم مقدمها، وضمن هذه البيئة الصوفية
الربانية تربيت ونشأت أتنسم أريج مجالس الذكر والسماع بكرة وعشيا، فكان أن
وقر هذا الفن في سويداء قلبي واحتل الصدارة في مسار اهتماماتي وانشغالاتي،
سيما وأن جدي رحمه الله كان يرعاني ويهذبني ويحدثني بحديث أهل المديح
والسماع، وبعد أن اشتد عودي أخذ جدي يصحبني معه إلى الزاوية الدرقاوية حيث
تشربت نفسي أصول المديح والسماع على يد فطاحل المسمعين والمادحين آنذاك". وساعد
هذا الطفل النجيب آنذاك فضوله وإقباله على علوم اللغة والقرآن والحديث
وتذوقه للقصيد والدواوين الشعرية، إلقاء وترنيما وغناء، وولعه بجميل الشعر
وبديع النغم، مما أهله ليقارب كل ظاهرة فنية متشبعا بثقافة أصيلة عميقة
الأثر.وعن بدايته تعليمه يقول الراحل "حفظت القرآن على يد الفقيه
الشيخ الحاج إدريس برادو، وكان حافظا متقنا زاوجت فيه بين ميزتي الحفظ
والفهم، حتى أني كنت وما أزال معروفا لدى أصدقائي وجلسائي بسرعة بديهتي في
استحضار الشواهد من آي القرآن الكريم على الوقائع والأحداث . وبعد ذلك
درست الألفية وبقية علوم الآلة على يد الأستاذ عبد
الله الجراري، كما انتسبت إلى مجالس الشيخ محمد بن المدني الحسني لسنوات،
وبعد الإحاطة بحظ وافر من العلوم الشرعية وغيرها انخرطت في خطة العدالة
بعد اجتياز اختبار دقيق سنة 1984". في سنة 1958 كان بنمنصور
ضمن الأعضاء المؤسسين لجمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب، التي كان
يترأسها المرحوم الحاج إدريس بنجلون التويمي، وقد تبوأ مكانة مميزة في هذا
المحفل بفضل ما عرف عنه من إلمام عملي وعلمي بالموسيقى الأندلسية مع تميزه
عن غيره بنظرة شمولية للتراث الموسيقي العربي وقدرته على الاستفادة مما
كان يسمعه ويحفظه من طرب غرناطي وسماع وأغان وموشحات وأدوار وقدود مشرقية.وأسهم
بحظ وافر في تجديد عدد من الميازين الأندلسية وإثرائها، وتشذيب عدد من
القصائد وتصحيحها، وأبرز للوجود مجموعة من ميازين الأدراج التي لم تكن
موجودة في النوبات الإحدى عشرة للموسيقى الأندلسية، وضمنها طبوعا لم يسبق
استعمالها في الرصيد المألوف وهي من قبيل الزريكة والنهاوند والحصار
والسيكة.كما أخرج عددا من الإنشادات التي كانت مفقودة مثل الحصار
ومختصر الاستهلال، مع العلم أن كل درج من الأدراج التي لحنها يتضمن ما
ينيف على 20 صنعة، حيث وضع في هذا الإطار أكثر من ألف تلحين موزع بين
مختلف الميازين والصنائع.في سنة 1962 سجل للإذاعة الوطنية مع جوق
الموسيقى الأندلسية بها تأليفا شعريا ونغميا رائدا اختار له من الأسماء
"الكواكب اليوسفية"، وأتبع ذلك بقصيدة "الفياشية" وأدراج في طبوع الرصد
وغريبة الحسين والعشاق.
وحظي الأستاذ عبد اللطيف بنمنصور
رحمه الله بشرف تنسيق برامج دينية صوفية في الحضرة الملكية، وكان ذلك من
سنة 1965 إلى سنة 1970 ومن خلال مناسبتي المولد النبوي وذكرى العاشر من
رمضان ذكرى وفاة جلالة المغفور له محمد الخامس، كما تم تكليفه بالإشراف
على حصتي الأمداح النبوية اللتين يترأسهما أمير المؤمنين صاحب الجلالة
الملك محمد السادس ليلة المولد النبوي وفي ذكرى التاسع من شهر ربيع الثاني
ذكرى رحيل جلالة المغفور له الحسن الثاني.ومن مؤلفاته "الرائية
الفارضية في الأمداح النبوية" المسماة "الكواكب اليوسفية" التي صدرت سنة
1970 وهي عبارة عن جولة في رائية الشيخ شرف الدين أبي حفص عمر الشهير بابن
الفارض استعرض فيها أنغام النوبات ال`11 يدار كل بيت منها على نغمة مستقلة
اختار لها إنشادات ومواويل مراعيا فيها شرط المناسبة معقبا على ذلك بتغطية
مناسبة للمقام، وكذا "تهذيب الأذواق في جيمية الشيخ الحراق" سنة 1962 الذي
عمد فيه إلى جيمية الشيخ العارف بالله سيدي محمد الحراق فطبق عليها كذلك
أنغام نوبات طرب الآلة ومن ضمنها نوبة الحصار المفقودة لكون الجيمية تشتمل
على 12 بيتا شعريا يدار كل بيت منها على نغمة مستقلة. وشارك الفقيد عبد اللطيف بنمنصور في مجال النظم بمجموعة من القصائد والموشحات ضمنها ديوانه بعنوان "نفحات العرف والذوق في مدح طه سيد الخلق"، بالإضافة إلى ذلك نسق بنمنصور برامج للسماع والمديح في مناسبات شتى.إلا
أن إسهامه المتميز كان إصداره سنة 1977 لمجموع الأشعار والأزجال والبراول
المعروف ب`"كناش الحائك" متضمنا، إلى جانب المتن الشعري المصحح والمنقح،
أهم نظراته النقدية لأساليب أداء النوبة في هذا العصر، حيث وضع عقب هذا
المجموع، كما يقول هو نفسه في مقدمته، "ملحقا ذكرت في مدخله عامة
الملاحظات التي استنبطتها من ملازمتي الطويلة لكناش الحائك ثم أتبعته بأهم
الملاحظات تحقيقا وتصرفا في معظم المقطوعات التي تراءى لي فيها خلل خلته
لا يوافق الذوق السليم والنظام النغمي"، وأفرد فيه تراجم معززة بالصور
للتعريف بأعلام الموسيقي الأندلسية المغربية وأعلام المسمعين والمنشدين
وكذا جردا بأسماء الشعراء والوشاحين والزجالين (حوالي 58 اسما) الذين يشكل
نظمهم الهيكل الشعري لطرب الآلة.وتألق الراحل عبد اللطيف بنمنصور،
على الخصوص، في المهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية بفاس سنة 1982 بتقديمه
للجمهور ميزان الدرج من طبع عراق العجم، وفي مهرجان شفشاون لسنة 1986 حيث
قدم تنسيقا رائعا لميزان الدرج من طبع الحجاز الكبير، بالإضافة إلى
مشاركته في العديد من الندوات العلمية حول الموسيقى الأندلسية المغربية.وقام
الفقيد بالتنسيق الفني لدورات العديد من ملتقيات المديح والسماع، وفي ذلك
يقول "أتشرف بأن كان لي حجر السبق، بدعم من جمعيات وطنية رائدة، في الخروج
بصنائع المديح والسماع، وخاصة جانب السماع، من بين جدران الزوايا،
وتقريبها إلى جمهور المهتمين عبر إقامة سهرات مشهودة للمديح والسماع بأكبر
المسارح ضمن فعاليات مهرجانات ولقاءات خاصة بهذا الفن الراقي، ولقد كانت
تجربة المهرجان الوطني لجمعية أبي رقراق بسلا من 1981 إلى 1994 رائدة في
هذا المجال، وتبعتها مهرجانات فاس وتازة ومراكش والدار البيضاء وغيرها،
وهي محطات كان لها الأثر البالغ في نشر ثقافة السماع الصوفي بين الناس". واختير المرحوم عبد اللطيف بنمنصور،
ما بين سنتي 1989 و1992، عضوا في اللجنة الوطنية المكلفة بالإشراف على
تسجيل "أنطولوجية الآلة" وحصل بفضل ذلك على وسام العرش من درجة فارس سنة
1992.وأنجز الفقيد لوزارة الثقافة، تحت إشرافه وبحضور نخبة من
المسمعين من مختلف مدن المملكة، تسجيلات لقصائد "البردة" و"الهمزية"
و"الفياشية" و"المنفرجة" والغوثيات وحصص من فن السماع صدرت كلها في أقراص
مدمجة (أسطوانات لايزر) ما بين 1994 و1998، وتعتبر هذه التسجيلات حاليا
أساسا لمعرفة الطبوع والإيقاعات والإنشادات ومدرسة للأداء الأصيل.وأقيمت للراحل عبد اللطيف بنمنصور
عدة حفلات تكريمية منها تكريمه في أكتوبر 1998 بالمسرح الوطني محمد الخامس
بالرباط، وكان آخرها تكريمه في مارس 2010 في إطار ملتقى تطوان لفني المديح
والسماع الذي أقيم تحت شعار "الشيخ عبد اللطيف بنمنصور رائد المدرسة السماعية الحراقية".
عبداللطيف بنمنصور رحمه الله
المصدر :
وم ع
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» وفاة الفنان الكوميدي عزيز العلوي
» ملف : المرحوم الشيخ الحاج محمد العروسي
» عبد اللطيف الخمسي
» عبد اللطيف الثاني (قصة قصيرة)
» الحلويين : عبد اللطيف الغيام في ذمة الله
» ملف : المرحوم الشيخ الحاج محمد العروسي
» عبد اللطيف الخمسي
» عبد اللطيف الثاني (قصة قصيرة)
» الحلويين : عبد اللطيف الغيام في ذمة الله
صدى الزواقين Echo de Zouakine :: المنتدى الفني :: " مشموم " الاغنية المغربية :: " زهرة " طرب الملحون والطرب الاندلسي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى