لماذا لا نقرأ؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لماذا لا نقرأ؟
للإجابة عن هذا السؤال سأترك جانبا ما أؤمن به من أن القضية تتصل بالجينات، بمعنى أن العرب لا "يملكون" الجينات التي تدفعهم للقراءة..
الأميركي يقرأ 11 كتابا في العام والإنجليزي يقرأ 6 كتب أما العربي فيقرأ ربع صفحة في العام
الأميركي يقرأ 11 كتابا في العام والإنجليزي يقرأ 6 كتب أما العربي فيقرأ ربع صفحة في العام
لأنوجهة النظر هذه لن يصدقها القراء، لذلك سأركز على ما أعتقد أنه يمثلأسباباً موضوعية، مع الترك جانباً مقولة إننا أمة "اقرأْ" الواردة فيالقرآن، لأن هذه الكلمة تعني بمفهوم ذلك الزمان "ردِّد"، وليس من فعلالقراءة التي نعرفها اليوم ولا نمارسها في حياتنا اليومية. تواردتالأنباء أن الأميركي يقرأ 11 كتابا في العام، والإنجليزي يقرأ 6 كتب، أماالعربي فيقرأ ربع صفحة في العام (بالمناسبة نتحدث عن صحيفة وليس عن كتاب)،ولن أضع علامة تعجب، لأنه أمر طبيعي في العالم العربي. أولاً وقبلكل شيء يجب أن يعلم القارئ أن فعل القراءة أمر متعب ومزعج، فيما لو تخيلناوضع القارئ وهو يقلِّب الصفحات، بعد قراءة لا تخلو من أناة ومكابدة عقليةللفهم والاستيعاب والتساؤل ووضع الملاحظات في بعض الأحيان. وفي مقابل ذلكسهولة أن يمسك الإنسان بالقلم، طبعا دون الإحساس بالمسؤولية الأدبية،ويكتب كل ما يخطر على باله. وقديماً قيل "لكي تكتب صفحة، تحتاج إلى قراءةكتاب". إذن يمكن القول إن من أسباب عزوف الإنسان العربي عن القراءة حبهللكسل والتكاسل العقلي. ذلك أن القراءة عمل مجهد، لا يتلاءم والطبيعةالكسولة للنفسية العربية. والدليل على الكسل نشاهده في كل شيء في حياتنااليومية. فالطالب كسلان والموظف كسلان والوزير كسلان، لأن كل واحد منهم لايريد القيام بواجباته المطلوبة منه، فما بالك بما ليس مطلوباً منه:القراءة؟ ثانيا، كيف نفسر كثرة الأسئلة وقلة القراءة؟ بمعنى أنكثرة القراءة تُغني عن السؤال. هل نستشهد بكثرة الأسئلة في رمضان؟ أم كثرةالمتصلين لتفسير الأحلام؟ أم كثرة المستمعين للمحاضرات والبرامج الدينية،التي لا يقدم جميعها من المعلومات ما يستفيد منه الإنسان في ما لو قضى بعضالوقت مع الكتاب، وعلى رأي الشاعر المتنبي: أعزُّ مكان في الدنى سرج سابح *** وخير جليس في الزمان كتابُ الثقافةالشفهية دليل قوي على حب الكسل عند العرب. وللحق لابد من الاعتراف بأنالثقافة الشفهية تراث أصيل ومتأصل في تربة الحياة الثقافية. وللأسف أن هذهالثقافة أصبحت أعشاباً ضارة اليوم لهذه التربة. وإذا وجدنا العذر للأقدمينفي الماضي بسبب كثرة الأميين وقلة المتعلمين، وعدم توفر الكتب، لأن عمليةالنسخ طويلة ومملة، فضلاً عن كونها مهينة لمن يقوم بها، وقد ورد في التراثالعربي أن أصحاب المقامات العالية في الدولة لا يحترمون أصحاب هذه المهنة(انظر كتاب "الإمتاع والمؤانسة" لأبي حيان التوحيدي). لكن ما هو عذر العرباليوم وقد انتشرت المدارس والتعليم المجاني وكثر حاملو الشهادات العلمية؟لقد غلب الطبع التطبُّع، كما تقول العرب في أمثالها الشعبية. وما يزالالعرب يسعون إلى الثقافة الشفهية، لأنهم كسالى للقيام بفعل القراءة،ولرغبتهم في ثقافة "التيك أوي" أو "السفَري " بلغة أهل الطعام والمطاعماليوم. ومن المعروف أن الأكل الجاهز وإن كان أقل جودة، إلا أنه أوفر للجهدوالوقت، حتى وإن كان غير لذيذ، لكنه يشبع المعدة والسلام. كذلكيمكن القول إن البيئة العربية بيئة طاردة للثقافة وقاتلة للمثقفين. لننشير إلى القوانين المحلية التي تهدد حرية التعبير، سواء في الصحف أوتأليف الكتب ومنعها حتى من العرض، بل يمكن أن نشير إلى النبذ الاجتماعيللمثقف، الذي يحاول نقد النص الديني أو السلوك الاجتماعي (العاداتوالتقاليد). خلاصة القول إنه لو أمكن للقراءة النطق، لقالت للعربي: لستُ منك ولستَ مني فدعْني *** وامض عني مفارق بسلام. 14.09.2010 أحمد البغدادي / مفكر كويتي | المغربية |
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
رد: لماذا لا نقرأ؟
والله اننا نلتهم كل ما نجده امامنا
alyamani- عدد الرسائل : 265
العمر : 69
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى