قبر طواه النسْيان - محمد عنيبة الحمري

من طرف izarine السبت 22 يناير 2011 - 15:05

فجأة :

دلفَ الطفلُ قلبَ الوطنْ
حينَ سارَ إلىَ حيّهمْ
لمْ يجدْ سَكنهْ
وجدَ الثكنة
سيّجُوا كلَّ شبْر
فلمّا استحالَ العبورْ
صَنَعُوا في الهواءِ ممرْ
رسَمُوا فوقه جمْجُمة
كتبوا تحتها بالعظام:ِ
انتبهْ للخطرْ

هكذا :
سقط الطفلُ فوْق الرصيفْ
فتجمَّعَ حشد
وصَاغوا حَكايا الوفاةِ
وغدْرَ الظروفْ
حينما فتحوا صدرهُ
وجدوا حفنة
من ترابْ:
ـ كان من طبعهِ
أن يدافع عن نفسهِ
بالحجرْ
فطوَى حزنه
ثم صافح أحجارهُ
ثم سدَّدَ للقلبِ
حتى انشطرْ
ثم ماتْ

بعدها :
سقط الشيخ ُخلفَ الوطنْ
فتقوَّسَ قوم
ولم يسألوا
فتشوا جيبهُ

وجدوا فسحا
من ثقوبْ
عندما فتحوا صدرهُ
وجدوا حفنة من رخامْ
بعدما حفروا قبرهُ
ورموا نعشهُ
سمعوا لغطا واحتجاجْ
سحبوا جثة
لاتطيق الزحامْ
تركوا الريح تحملهُ
ربما يتذكره أهلهُ
هكذا تركوهْ

حينما رجعوا
سُئلوا
عن قتيل الظلامْ
زعمُوا أنهم فقدوهْ

مرة :

فكروا أن يزوروا المكانْ
علهم يعثرون على جثة
أو عظامْ
فامتطوا خيلهمْ
وسروا في أمانْ
فتراءى لهمْ
ظل قبر بعيدْ
وصلوا عند شاهدة
نسجوا قلبَهَا
غصْنَ زيتونة وحمامْ
كتبوا تحتها :
لاأحد ـ

-العلم الثقافي14/1/2011

محمد عنيبة الحمري