عبد الله حمودي يفصل بين المفاهيم الثقافية ويبدد وهم القطائع في 'الرهان الثقافي وهم القطيعة'
صفحة 1 من اصل 1
عبد الله حمودي يفصل بين المفاهيم الثقافية ويبدد وهم القطائع في 'الرهان الثقافي وهم القطيعة'
من بين أهم الكتب التي تعززت بها المكتبة المغربية، كتاب "الرهان الثقافي وهم القطيعة: تجربة المسافة في مقاربة الزمن والتغير" للباحث الأنثربولوجي المغربي عبد الله حمودي، الصادر، حديثا، عن "دار توبقال للنشر" بالدارالبيضاء.
وذلك بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس -
أكدال الرباط، الذي يضم مجموعة من الدراسات، التي يفصل فيها عبد الله
حمودي في المفاهيم الثقافية، أو ما يطلق عليه مفاهيم "الرهان الثقافي"، من
بينها: الزمن، والممكن، والمسافة، والتأويل، والقطيعة، التي يبدد مجموعة من
النظريات السائدة حولها، ويقر بوهم القطائع، ويظهر مواقع استحالاتها
وسياقاتها، وينبه إلى أن بعض التصورات حول القطيعة قد تكون وهمية، أو مجرد
مفعول خطابي، أو في أحسن الأحوال ترجمة لاختيارات سياسية تسلطية أريد
لتبريراتها أن تظهر في صورة معرفة، لكنها ليس كذلك.
ويضم كتاب"
الرهان الثقافي وهم القطيعة"، الذي أعده للنشر، وقدم له، وترجم دراساته
المنجزة أصلا باللغة الفرنسية أو الإنجليزية إلى اللغة العربية، الباحث
المغربي محمد زرنين، تقديما للمترجم، وآخر للمؤلف، وأربعة أقسام، يتعلق
الأول منها بـ"الإصلاح وأزمنة العالم"، ويضم مواضيع: في مطلب الإصلاح،
وقضايا المجموعة المغاربية والشرق أوسطية في ضوء انتخاب باراك أوباما رئيسا
للجمهورية الأميركية، والذاكرة والتاريخانية والتأسيس، والإصلاح والتنوير.
ويضم القسم الثاني المعنون بـ "الإصلاح وأزمنة المغارب" مواضيع: المغرب
الكبير كحلم مفارق، والمجتمع المدني في المغارب، والمجتمع المدني ومنهج
المقارنة المتشائمة. فيما يضم القسم الثالث المعنون بـ "تاريخانية الإصلاح
وأفقه المغربي" مواضيع: الخروج من التسلط، المغرب يبحث عن مخرج، والخروج من
التسليط ودور المثقف، وسبل المواطنة ودور النساء، والرباط وسلا أي مستقبل
للمدينة، والمجتمع المغربي المتحول عناصر استشرافية.
أما القسم
الرابع فيضم مجموعة من الحوارات أجريت مع الباحث الأنتربولوجي المغربي عبد
الله حمودي، مدير معهد الدراسات عبر الإقليمية بجامعة برينستون بالولايات
المتحدة الأمريكية، منها حوار أجراه معه الصحافي عادل حجي في مجلة "كلمة"
ضمن ملف متكامل حول الثقافة المغربية سنة 1988، وحوار آخر لحسن نجمي ولحسن
لعسيبي في جريدة "الاتحاد الاشتراكي" سنة 1997، وحوار لجون بيير توكوا
بجريدة "لوموند" الفرنسية سنة 2001، وحوار محمد زرنين مع الباحث عبد الله
حمودي ضمن ملف حول العنف نشر بمجلة "فكر ونقد" في عددين 55 و56 سنة 2004،
وحوار أوليفي مونجان، أحد أعضاء هيئة تحرير مجلة "إسبري" ضمن ملف خاص حول
"أنثربولوجي بمكة" سنة 2005.
وفي تقديمه لهذا الكتاب، ذكر المترجم
محمد زرنين أن القارئ سيكتشف فيه حركية فكرية متميزة بيقظتها، حيث يرجع
الفكر باستمرار إلى ذاته عبر توسط موضوعاته في مختلف حالات اشتغاله عليها
)الافتراض، التقصي، الوصف، المقارنة، النقد، الشك، التحليل، المراجعة،
الاستقراء، الخ(، مشيرا إلى أن الدراسات، التي يضمها الكتاب، "تظهر بوضوح
معالم مسار فكري متميز استهدف التعرف على مواقع التناقضات، وتربة الممكنات،
إضافة إلى ذلك فهي تحيل، ومن مواقع مختلفة، إلى الإنجاز العلمي والفكري
لصاحبها، منذ أبحاثه الأولى حول السقي والسكن بوادي درعة بجنوب المغرب،
والنظام الغذائي للفلاحين بالشياظمة، ونقده لكل من النظرية الكولونيالية
للدين والتدين، والنظرية الانقسامية، وصولا إلى كتبه: "الضحية وأقنعتها"
1988، و"وعي المجتمع بذاته" 1998، و"الشيخ والمريد" 199، و""مصير المجتمع
المغربي" 2004، و"موسم حج في مكة" 2005، ومؤلفات أخرى باللغتين الإنجليزية
والفرنسية، سبقتها ورافقتها عشرات المقالات في المجلات المغربية
والعالمية".
وبالرجوع إلى بعض النظريات والمفاهيم، التي ساهم الباحث
عبد الله حمودي في دحضها، من خلال اشتغاله على ما يطلق عليه "الرهان
الثقافي"، ذكر أن نظرية "القطيعة" المبنية على ثنائية: تقليد / حداثة، كما
يرددها البعض، هي بمثابة وهم أو أدلوجة، كما أن القطيعة المنهجية بين الذات
والموضوع مستحيلة على عدة مستويات، وجوديا، ومعرفيا، وقيميا، مادامت
العلاقة بينهما، كما يقول، مشروطة ومخدومة في عمقها مهما بدا سطحها هادئا.
أما
مفهوم الثقافة كما يحدده حمودي فهو مركب يجمع بين الثقافة العالمة
والثقافة المعاشة، التي تعد الوسيط الفعلي المتضمن للأولى، وهو ما يعطي
للثقافة الشعبية، التي يحتقرها البعض، مساحة مهمة في التحليلات
الأنثربولوجية لهذا الباحث، الذي يلح على "المنابع الحية لإبداع ثقافي قائم
على الجهد الوحيد، والمجسد في تمثيل الذات لذاتها وتقويمها لها. إنه
الطابع الأدبي لحيوات الناس، من الميلاد حتى الممات، الذين يعيشون مع
أغيارهم وباقي الكائنات، ما بين السماء والأرض، ويقاربون ممكناتهم بمواردهم
وآفاقهم الخاصة، التي وإن كانت بعيدة عن الثقافة العالمة، فإن بعدها هذا
لا يحجب عنها أفقها الكوني من حيث أفق شاعرية وأدبية كل وجود بشري".
راهن
حمودي في مساره الفكري، كما أشار إلى ذلك محمد زرنين في مقدمته لهذا
الكتاب، الذي يقع في 327 صفحة من الحجم المتوسط، على ثلاث غايات كبرى يمكن
تلخيصها في الأنثربولوجيا كميدان معرفي أساسي، أعاد ترتيب أولوياته للتخلص
من إرثه الكولونيالي وأغناه بمكتسبات جديدة من البحث التاريخي والفلسفي،
والمجتمعي. ثانيا، دراسة الدين كدين أولا، بمختلف تجلياته ومستويات
ممارساته، باعتباره ممارسة اجتماعية – ثقافية – تاريخية، ودعوته إلى إعادة
ترتيب العلاقة مع الدين بما يفيد بناء المجتمع. وتتمثل الغاية الثالثة في
عملية بناء المعرفة العلمية والأدبية بالمجتمع، التي يجب أن يراعى فيها
كيفيات اشتغال المجتمع على ذاته كوعي.
15.04.2011 سعيدة شريف | المغربية
وذلك بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس -
أكدال الرباط، الذي يضم مجموعة من الدراسات، التي يفصل فيها عبد الله
حمودي في المفاهيم الثقافية، أو ما يطلق عليه مفاهيم "الرهان الثقافي"، من
بينها: الزمن، والممكن، والمسافة، والتأويل، والقطيعة، التي يبدد مجموعة من
النظريات السائدة حولها، ويقر بوهم القطائع، ويظهر مواقع استحالاتها
وسياقاتها، وينبه إلى أن بعض التصورات حول القطيعة قد تكون وهمية، أو مجرد
مفعول خطابي، أو في أحسن الأحوال ترجمة لاختيارات سياسية تسلطية أريد
لتبريراتها أن تظهر في صورة معرفة، لكنها ليس كذلك.
ويضم كتاب"
الرهان الثقافي وهم القطيعة"، الذي أعده للنشر، وقدم له، وترجم دراساته
المنجزة أصلا باللغة الفرنسية أو الإنجليزية إلى اللغة العربية، الباحث
المغربي محمد زرنين، تقديما للمترجم، وآخر للمؤلف، وأربعة أقسام، يتعلق
الأول منها بـ"الإصلاح وأزمنة العالم"، ويضم مواضيع: في مطلب الإصلاح،
وقضايا المجموعة المغاربية والشرق أوسطية في ضوء انتخاب باراك أوباما رئيسا
للجمهورية الأميركية، والذاكرة والتاريخانية والتأسيس، والإصلاح والتنوير.
ويضم القسم الثاني المعنون بـ "الإصلاح وأزمنة المغارب" مواضيع: المغرب
الكبير كحلم مفارق، والمجتمع المدني في المغارب، والمجتمع المدني ومنهج
المقارنة المتشائمة. فيما يضم القسم الثالث المعنون بـ "تاريخانية الإصلاح
وأفقه المغربي" مواضيع: الخروج من التسلط، المغرب يبحث عن مخرج، والخروج من
التسليط ودور المثقف، وسبل المواطنة ودور النساء، والرباط وسلا أي مستقبل
للمدينة، والمجتمع المغربي المتحول عناصر استشرافية.
أما القسم
الرابع فيضم مجموعة من الحوارات أجريت مع الباحث الأنتربولوجي المغربي عبد
الله حمودي، مدير معهد الدراسات عبر الإقليمية بجامعة برينستون بالولايات
المتحدة الأمريكية، منها حوار أجراه معه الصحافي عادل حجي في مجلة "كلمة"
ضمن ملف متكامل حول الثقافة المغربية سنة 1988، وحوار آخر لحسن نجمي ولحسن
لعسيبي في جريدة "الاتحاد الاشتراكي" سنة 1997، وحوار لجون بيير توكوا
بجريدة "لوموند" الفرنسية سنة 2001، وحوار محمد زرنين مع الباحث عبد الله
حمودي ضمن ملف حول العنف نشر بمجلة "فكر ونقد" في عددين 55 و56 سنة 2004،
وحوار أوليفي مونجان، أحد أعضاء هيئة تحرير مجلة "إسبري" ضمن ملف خاص حول
"أنثربولوجي بمكة" سنة 2005.
وفي تقديمه لهذا الكتاب، ذكر المترجم
محمد زرنين أن القارئ سيكتشف فيه حركية فكرية متميزة بيقظتها، حيث يرجع
الفكر باستمرار إلى ذاته عبر توسط موضوعاته في مختلف حالات اشتغاله عليها
)الافتراض، التقصي، الوصف، المقارنة، النقد، الشك، التحليل، المراجعة،
الاستقراء، الخ(، مشيرا إلى أن الدراسات، التي يضمها الكتاب، "تظهر بوضوح
معالم مسار فكري متميز استهدف التعرف على مواقع التناقضات، وتربة الممكنات،
إضافة إلى ذلك فهي تحيل، ومن مواقع مختلفة، إلى الإنجاز العلمي والفكري
لصاحبها، منذ أبحاثه الأولى حول السقي والسكن بوادي درعة بجنوب المغرب،
والنظام الغذائي للفلاحين بالشياظمة، ونقده لكل من النظرية الكولونيالية
للدين والتدين، والنظرية الانقسامية، وصولا إلى كتبه: "الضحية وأقنعتها"
1988، و"وعي المجتمع بذاته" 1998، و"الشيخ والمريد" 199، و""مصير المجتمع
المغربي" 2004، و"موسم حج في مكة" 2005، ومؤلفات أخرى باللغتين الإنجليزية
والفرنسية، سبقتها ورافقتها عشرات المقالات في المجلات المغربية
والعالمية".
وبالرجوع إلى بعض النظريات والمفاهيم، التي ساهم الباحث
عبد الله حمودي في دحضها، من خلال اشتغاله على ما يطلق عليه "الرهان
الثقافي"، ذكر أن نظرية "القطيعة" المبنية على ثنائية: تقليد / حداثة، كما
يرددها البعض، هي بمثابة وهم أو أدلوجة، كما أن القطيعة المنهجية بين الذات
والموضوع مستحيلة على عدة مستويات، وجوديا، ومعرفيا، وقيميا، مادامت
العلاقة بينهما، كما يقول، مشروطة ومخدومة في عمقها مهما بدا سطحها هادئا.
أما
مفهوم الثقافة كما يحدده حمودي فهو مركب يجمع بين الثقافة العالمة
والثقافة المعاشة، التي تعد الوسيط الفعلي المتضمن للأولى، وهو ما يعطي
للثقافة الشعبية، التي يحتقرها البعض، مساحة مهمة في التحليلات
الأنثربولوجية لهذا الباحث، الذي يلح على "المنابع الحية لإبداع ثقافي قائم
على الجهد الوحيد، والمجسد في تمثيل الذات لذاتها وتقويمها لها. إنه
الطابع الأدبي لحيوات الناس، من الميلاد حتى الممات، الذين يعيشون مع
أغيارهم وباقي الكائنات، ما بين السماء والأرض، ويقاربون ممكناتهم بمواردهم
وآفاقهم الخاصة، التي وإن كانت بعيدة عن الثقافة العالمة، فإن بعدها هذا
لا يحجب عنها أفقها الكوني من حيث أفق شاعرية وأدبية كل وجود بشري".
راهن
حمودي في مساره الفكري، كما أشار إلى ذلك محمد زرنين في مقدمته لهذا
الكتاب، الذي يقع في 327 صفحة من الحجم المتوسط، على ثلاث غايات كبرى يمكن
تلخيصها في الأنثربولوجيا كميدان معرفي أساسي، أعاد ترتيب أولوياته للتخلص
من إرثه الكولونيالي وأغناه بمكتسبات جديدة من البحث التاريخي والفلسفي،
والمجتمعي. ثانيا، دراسة الدين كدين أولا، بمختلف تجلياته ومستويات
ممارساته، باعتباره ممارسة اجتماعية – ثقافية – تاريخية، ودعوته إلى إعادة
ترتيب العلاقة مع الدين بما يفيد بناء المجتمع. وتتمثل الغاية الثالثة في
عملية بناء المعرفة العلمية والأدبية بالمجتمع، التي يجب أن يراعى فيها
كيفيات اشتغال المجتمع على ذاته كوعي.
15.04.2011 سعيدة شريف | المغربية
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» سوسيولوجـــــــيا .....
» نقد المفاهيم عند العروي: مهمة إبستمولوجية / محمد وقيدي
» القطيعة مع الماضى ؟؟
» فتاوى واراء..
» العولمة الثقافية
» نقد المفاهيم عند العروي: مهمة إبستمولوجية / محمد وقيدي
» القطيعة مع الماضى ؟؟
» فتاوى واراء..
» العولمة الثقافية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى