الكرة الجزائرية في مفترق الطرق
صفحة 1 من اصل 1
الكرة الجزائرية في مفترق الطرق
شكّلت الهزيمة النكراء التي تلقّاها الفريق الوطني، يوم السبت، بمراكش بداية النقاش حول مستقبل ''الخضر'' بصفة خاصة وكرة القدم الجزائرية بصفة عامة.
وسيبعث
هذا الإنهزام المرّ من جديد التساؤلات المطروحة حول الفائدة من الإستعانة
باللاعبين المحترفين ومدى قدرتهم على تمكين الفريق الوطني من البقاء دائما
في هرم الكرة الإفريقية، خاصة وأن الجميع يعرف أن الجزائر لا تمثل
الإستثناء في مجال الإعتماد على اللاعبين الذين ينشطون في البطولات
الأوروبية، وأن مجرد التفكير في قطع الإمداد الإحترافي عن ''الخضر'' يعد في
نظر الإختصاصيين خطأ فادحا بسبب ضعف بطولاتنا الوطنية بمختلف مستوياتها
وهي التي عجزت منذ الثمانينيات والتسعينيات عن خلق نخبة أخرى من اللاعبين
الدوليين الذين يمكن الإعتماد عليهم، وذلك لأسباب يعرفها الجميع والراجعة
بالأساس إلى سياسة البريكولاج والترقيع التي ميّزت تسيير الكرة الجزائرية
منذ مشاركتنا في كأس العالم 1986 والتي كانت بمثابة النهاية لجيل ذهبي من
اللاعبين سجلوا اسم الجزائر بأحرف من ذهب في مختلف المحافل الدولية
الكروية. ولا زال الوضع الكارثي لكرتنا مستمرا في ظل عجز المسيرين عن إيجاد
حلول ناجعة، إلى درجة أن كل الذين تعاقبوا على الفاف في السنوات الأخيرة
أداروا ظهرهم نهائيا للاعبين المحليين الذين يستعان بهم فقط لبعث منتخبات
الآمال والأواسط وينتهي مشوارهم الدولي بمجرد حل هذه الأخيرة. وأكثر من
ذلك، فإن الإتحادية ذهبت إلى حد تطليق سياسة التكوين التي شكّلت في الماضي
القاعدة المتينة التي صنعنا بها أمجادنا في كرة القدم، واختفت القيم التي
كانت تتحلى بها هذه الرياضة بعدما استولى عليها أناس لم تكن لهم في السابق
أي علاقة مع كرة القدم واستغلوا نفوذهم المالي لتحويل البطولة الوطنية إلى
سوق لم يبق فيها واقفا إلا من يمتهن الرشوة والممارسات المنافية للأخلاق
الرياضية.
الآن
أصبح من الضروري أن نلتفت إلى الوراء قليلا ونقيّم ما صنعناه من أشياء
إيجابية وسلبية، ونبتعد عن الحلول السريعة التي تجلّت بشكل واضح في تطبيق
الاحتراف الذي لا زال يراوح مكانه وربما لن يعرف النجاح بسبب السهولة في
اختيار ميكانيزمات تسييره التي لن تجدينا نفعا في حال ما إذا لم نتوصّل إلى
ضبطها حسب المقاييس التي تسير عليها البطولات العالمية، وسنبقى لا محالة
مجبرين على إمداد الفريق الوطني بلاعبين من وراء البحر لسنوات أخرى، ونحطم
بذلك أجيالا كثيرة من لاعبي كرة القدم في بلادنا، لأن المنتخب الوطني يجب
أن يكون في المستقبل المرآة الحقيقية لأنديتنا الموجودة حاليا في حاجة ماسة
إلى وضعها في مصف الأندية العالمية الكبيرة.
وعلى
عكس ما تردده بعض الأطراف الرافضة للإستعانة باللاعبين المحترفين، فإنه لا
يمكن تحميل زملاء بو?رة بمفردهم ما حدث في مراكش ونذهب إلى حد التشكيك في
وطنيتهم التي عبّروا عن تمسكهم بها في عدة مناسبات، ولنا أن نستدل
بالمباراة البطولية التي صنعوها بأم درمان في ظروف صعبة للغاية ومكّنت
الجزائر من المشاركة في كأس العالم.
لكن
لا ينبغي أن تضم التشكيلة الوطنية كل من هب ودب من اللاعبين المحترفين،
فقد كان من الأجدر إعادة النظر في تعداد الفريق وهو ما لم يقم به المدرب بن
شيخة، الذي استلم العارضة الفنية دون التفكير في إعطاء دم جديد للخضر،
وبقي معتمدا بنسبة كبيرة على اللاعبين الذين دربهم رابح سعدان.
وإذا
قدّر الله أن نغيب عن نهائيات كأس أمم إفريقيا ,2012 فذلك لن يشكّل نهاية
العالم بالنسبة للكرة الجزائرية التي تنتظرها مواعيد عالمية أخرى تأتي في
مقدمتها تصفيات كأس العالم .2014
ع.اسماعيل
المساء الجزائرية
وسيبعث
هذا الإنهزام المرّ من جديد التساؤلات المطروحة حول الفائدة من الإستعانة
باللاعبين المحترفين ومدى قدرتهم على تمكين الفريق الوطني من البقاء دائما
في هرم الكرة الإفريقية، خاصة وأن الجميع يعرف أن الجزائر لا تمثل
الإستثناء في مجال الإعتماد على اللاعبين الذين ينشطون في البطولات
الأوروبية، وأن مجرد التفكير في قطع الإمداد الإحترافي عن ''الخضر'' يعد في
نظر الإختصاصيين خطأ فادحا بسبب ضعف بطولاتنا الوطنية بمختلف مستوياتها
وهي التي عجزت منذ الثمانينيات والتسعينيات عن خلق نخبة أخرى من اللاعبين
الدوليين الذين يمكن الإعتماد عليهم، وذلك لأسباب يعرفها الجميع والراجعة
بالأساس إلى سياسة البريكولاج والترقيع التي ميّزت تسيير الكرة الجزائرية
منذ مشاركتنا في كأس العالم 1986 والتي كانت بمثابة النهاية لجيل ذهبي من
اللاعبين سجلوا اسم الجزائر بأحرف من ذهب في مختلف المحافل الدولية
الكروية. ولا زال الوضع الكارثي لكرتنا مستمرا في ظل عجز المسيرين عن إيجاد
حلول ناجعة، إلى درجة أن كل الذين تعاقبوا على الفاف في السنوات الأخيرة
أداروا ظهرهم نهائيا للاعبين المحليين الذين يستعان بهم فقط لبعث منتخبات
الآمال والأواسط وينتهي مشوارهم الدولي بمجرد حل هذه الأخيرة. وأكثر من
ذلك، فإن الإتحادية ذهبت إلى حد تطليق سياسة التكوين التي شكّلت في الماضي
القاعدة المتينة التي صنعنا بها أمجادنا في كرة القدم، واختفت القيم التي
كانت تتحلى بها هذه الرياضة بعدما استولى عليها أناس لم تكن لهم في السابق
أي علاقة مع كرة القدم واستغلوا نفوذهم المالي لتحويل البطولة الوطنية إلى
سوق لم يبق فيها واقفا إلا من يمتهن الرشوة والممارسات المنافية للأخلاق
الرياضية.
الآن
أصبح من الضروري أن نلتفت إلى الوراء قليلا ونقيّم ما صنعناه من أشياء
إيجابية وسلبية، ونبتعد عن الحلول السريعة التي تجلّت بشكل واضح في تطبيق
الاحتراف الذي لا زال يراوح مكانه وربما لن يعرف النجاح بسبب السهولة في
اختيار ميكانيزمات تسييره التي لن تجدينا نفعا في حال ما إذا لم نتوصّل إلى
ضبطها حسب المقاييس التي تسير عليها البطولات العالمية، وسنبقى لا محالة
مجبرين على إمداد الفريق الوطني بلاعبين من وراء البحر لسنوات أخرى، ونحطم
بذلك أجيالا كثيرة من لاعبي كرة القدم في بلادنا، لأن المنتخب الوطني يجب
أن يكون في المستقبل المرآة الحقيقية لأنديتنا الموجودة حاليا في حاجة ماسة
إلى وضعها في مصف الأندية العالمية الكبيرة.
وعلى
عكس ما تردده بعض الأطراف الرافضة للإستعانة باللاعبين المحترفين، فإنه لا
يمكن تحميل زملاء بو?رة بمفردهم ما حدث في مراكش ونذهب إلى حد التشكيك في
وطنيتهم التي عبّروا عن تمسكهم بها في عدة مناسبات، ولنا أن نستدل
بالمباراة البطولية التي صنعوها بأم درمان في ظروف صعبة للغاية ومكّنت
الجزائر من المشاركة في كأس العالم.
لكن
لا ينبغي أن تضم التشكيلة الوطنية كل من هب ودب من اللاعبين المحترفين،
فقد كان من الأجدر إعادة النظر في تعداد الفريق وهو ما لم يقم به المدرب بن
شيخة، الذي استلم العارضة الفنية دون التفكير في إعطاء دم جديد للخضر،
وبقي معتمدا بنسبة كبيرة على اللاعبين الذين دربهم رابح سعدان.
وإذا
قدّر الله أن نغيب عن نهائيات كأس أمم إفريقيا ,2012 فذلك لن يشكّل نهاية
العالم بالنسبة للكرة الجزائرية التي تنتظرها مواعيد عالمية أخرى تأتي في
مقدمتها تصفيات كأس العالم .2014
ع.اسماعيل
المساء الجزائرية
ادريس- عدد الرسائل : 539
العمر : 59
Localisation : سلا الجديدة
Emploi : نشيط مشتغل
تاريخ التسجيل : 17/03/2008
مواضيع مماثلة
» لا تحملِ الكرة الأرضية على رأسِك
» حرب الطرق
» حرب الطرق
» مخاطر آثار سادس كارثة تهدد الكرة الأرضية
» وردة الجزائرية
» حرب الطرق
» حرب الطرق
» مخاطر آثار سادس كارثة تهدد الكرة الأرضية
» وردة الجزائرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى