شيخ الأزهر احمد محمد الطيب

• شيخ الأزهر «مودرن» أي بلغة العصر، يتحدث الفرنسية والانكليزية، رجل أكاديمي، يؤمن بالعلم كرسالة وكدور، ذهب الى السوربون ليتعلم ويعلم ثم أكمل جولته الى سويسرا ثم جامعات قطر والامارات والسعودية وباكستان، تميز بجرأته وانفتاحه، ساهم بترجمة الكتب من الفرنسية الى العربية.. رجل دين مستنير معتدل متسامح.
• رسم «بوثيقة الأزهر» مستقبل مصر، دولة دستورية حديثة تعتمد النظام الديموقراطي، تلتزم بالحريات السياسية، تحترم حقوق الانسان والمرأة، تؤيد استقلال وانتخاب «شيخه» من قبل كبار هيئة العلماء.. وبذلك يكون الدكتور أحمد الطيب أرسى نموذجا اسلاميا مصريا مستنيرا اعاد لهذه المؤسسة دورها الوطني واستقلاليتها اللذين افتقدتهما كثيراً، واعتبرت ذلك بمكانة ثورة تصحيحية على الموروث الجامد والخامل لأن الاسلام لم يعرف في تشريعاته الدولة الدينية، على حد تعبير الدكتور احمد الطيب.
• شيخ منفتح يشغله بناء دولة عصرية مدنية لا تعرف الكهنوت، يعمل على مشروع استقلال مؤسسة الأزهر وقيام هيئة كبار العلماء باختيار الامام الأكبر والعمل على تطوير مناهج التعليم الازهري ليسترد دوره الفكري الأصيل، ليقدم منهج التعددية والحوار وليكون الضامن بطبيعته للعقلية المتسامحة والطارد للتطرف والجمود.
• كان عمره عشر سنوات عندما التحق بالأزهر سنة 1956 وأول ما دخل سئل عن المذهب الذي سيتمذهب به، هل هو المالكي ام الحنفي أم الشافعي أم الحنبلي وهو سؤال يؤسس ويستتبع القول أنه لا يحق لأهل مذهب من المذاهب الاسلامية ان يسعوا الى فرضه على اهل المذاهب الاخرى، لأنه يؤدي الى التفرقة والفتنة، فالأزهر وجد لكل المسلمين دون استثناء.
• عنده حرام ان يفرض على غير المسلم ان يتبنى رسالة الاسلام فهذا هو التطرف بعينه، فالاسلام لا يعترف بفرض العقائد ولا يوجد بتاريخه شيء اسمه تبشير، بمعنى ان التبشير الذي ترصد له الاموال في الخارج لتطبع به الكتب، بل يعمل البعض على تقديم اغراءات مادية للشباب وهذا من وجهة نظره، نوع من الاكراه والعدوان على حرية المعتقد، ولذلك يرفض ان يكون المال وسيلة من وسائل الدعوة الأزهر مؤسسة علمية بحتة، لا شأن لها بالحركات السياسية وليس مطلوباً منها أن تتخذ مواقف سياسية أو تدافع عن جماعة ما، «فالطيب» رجل مهتم بالعلم والتعليم والاسلام كفكر وثقافة وحضارة ومن يخرج عن هذا الخط يتصدى له بالعلم والحوار، ويفرّق دائماً بين الدولة الاسلامية المدنية وبين الدولة الدينية «التيوقراطية».
• متسامح حتى مع اليهود، فرسالة الدكتوراه التي اعدها كانت عن فيلسوف يهودي عربي اسمه ابو البركات البغدادي، أنصفه كثيرا وتعاطف معه، التقى اثناء دراسته في فرنسا بعلماء يهود واستفاد منهم كثيرا وكانوا متفرغين للعلم تماماً.
• كان من القلائل الذين أتاح لهم ان يتعلم في الازهر، وكذلك سوء الحظ بأن يعلم بالازهر المرحلة الاولى كانت عام 1956 تاريح التحاقه بالازهر، وكان عمره عشر سنوات بعد ان اجتاز مرحلة التعلم في الكتاتيب وحفظ القرآن، نشأ في أسرة أزهرية انتسب اهله الى العلم، فوالده من علماء الازهر، وكذلك جده، رئيس في معهد قنا الازهري، التحق بالقسم الادبي بالمعهد الثانوي ثم دخل كلية اصول الدين وتخرج منها عام 1969 وحصل على درجة الليسانس وفي العام 1971حصل على درجة الماجستير في تخصص العقيدة والفلسفة وفي العام 1977 حصل على الدكتوراه، وعمل استاذاً ثم عميدا لكلية الدراسات الاسلامية في محافظة قنا ثم في أسوان عام 1999.
• ذو اتجاهات تنويرية، وهو شيخ لطريقة صوفية، على غير المعتاد في شيوخ الازهر السابقين الذين لا يعترفون بهذه الطرق يتحدث اللغتين الفرنسية والانكليزية بطلاقة، ترجم عددا من المراجع الفرنسية الى اللغة العربية، وعمل محاضرا جامعيا لبعض الوقت في فرنسا.
منذ توليه رئاسة جامعة الازهر، وقع العديد من الاتفاقات للانفتاح على العالم الاسلامي، وأنشأ بعض الكليات والمعاهد فوق المتوسطة، ومن أبرز القضايا التي تعامل معها خلال فترة رئاسته لجامعة الازهر، ازمة «ميليشيات طلاب الاخوان المسلمين في الجامعة»، حيث واجه بحزم هذه الميلشييات والتي اعتقل منها حوالي 180 طالبا من المدينة الجامعية بجامعة الازهر.
وقال الطيب وقتها انه «لا يمكن ان تتحول الجامعة الى ساحة للإخوان، او جامعة لحسن البنا»، ما اثار ارتياح الاوساط الرسمية واغضب تيار الاخوان المسلمين ومناصريهم.
• أصدر فتوى تبيح للمسلم بيع الخمور، في بلد غير اسلامي ولغير المسلمين، وهو الأمر الذي أثار حفيظة عدد كبير من علماء المسلمين، واعتبر النقاب عادة من العادات كالزي العربي القديم، فالفريضة هي الحجاب، وكان له موقف حاسم في يناير عام 2010 عندما طالب بضرورة خلع طالبات الأزهر النقاب داخل لجان الامتحانات وداخل الحرم الجامعي، مبررا قراره بأن المراقبات على الطالبات من السيدات وانه لا داعي لارتداء النقاب.
ومن أشهر فتاواه، اجازته للمرأة أن تؤم الرجال في الصلاة، واجازته لتحنيط الموتى.
• قبل تعيينه مفتيا لمصر كان يرتدي البذلة الافرنجية وعندما أصبح في دار الافتاء خلع البذلة ولبس الزي الأزهري كما فعل د. نصر فريد واصل، وهذا عرف جرى عليه علماء الأزهر.
• درس وحاضر في جامعة السوربون والجامعة الإسلامية العالمية في باكستان، حيث عمل عميدا لكلية أصول الدين لأكثر من سنة (2000-1999)، وكذلك في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض وجامعة قطر وجامعة الإمارات.
• شيخ طريقة صوفية منتشرة في مصر، عضو بالتعيين في المجلس الأعلى للطرق الصوفية، شيخ للطريقة الأحمدية الخلوقية خلفا لوالده مؤسس الطريقة في أسوان، ولذلك كان على مسافة بعيدة من الحركة السلفية التي تنعت الصوفيين بأنهم أصحاب «بدع».
• يتمتع بحب واحترام كل من يتعامل معه لفرط احترامه للآخر وحسن استقباله لضيوفه، وتواضعه الجم، جنبا الى جنب في تعامله الحازم والحاسم عند اللزوم مثل موقفه من بابا الفاتيكان، حيث يصر الطيب على عدم التعامل مع البابا أو استئناف حوار الأديان ما لم يعتذر البابا عن ما صدر منه من اساءات بحق المسلمين.
كما يعتبر رجل أسرة حيث يشاهد في منزله بالصعيد وهو يرتدي الجلباب ويؤدي بعض الأعمال في منزله، كما يحب أن يقدم الطعام بنفسه لضيوفه.
ويتمتع شيخ الأزهر بعلاقات حسنة جدا مع رجال الدين المسيحي في مصر وعلى رأسهم البابا شنودة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية.

48 شيخاً

• أنشئ منصب شيخ الجامع الأزهر في العهد العثماني ليتولى رئاسة علمائه ويشرف على شؤونه الادارية وقد توالى عليه 48 شيخاً، أولهم الشيخ محمد عبدالله الخرشي المالكي المتوفي عام 1690م وآخرهم الدكتور أحمد الطيب 2010، يذكر ان التعيين منذ الستينات يتم بقرار جمهوري ويبقى الشخص الذي يتم اختياره مدى الحياة، الى ان يتوفاه الله.
في حين كان النظام المتبع الى آخر القرن الحادي عشر الهجري ان ينتخب من بين كبار العلماء ناظر يشرف على شؤونه منذ بداية تأسيسه.
الجامع والجامعة

منظومة الأزهر، تضم جامع الأزهر للعبادة والجامعة والمعاهد ومجمع البحوث، يرأسها ويشرف عليها شيخ الأزهر، فالجامع انشئ في عهد الدولة الفاطمية سنة 970م، والجامعة تعتبر الثانية بعد جامعة القرويين كجامعة اسلامية علمية، تضم اكثر من 20 ألف طالب مسلم من 104 دول في العالم.

السيرة الذاتية
• أحمد محمد أحمد الطيب
• مواليد 1946 بقرية القرنة الاقصر (مصر)
• حاصل على شهادة الليسانس في العقيدة والفلسفة من جامعة الازهر عام 1969، والماجستير في العقيدة والفلسفة من جامعة الازهر عام 1971، والدكتوراه في العقيدة والفلسفة من جامعة السوربون الفرنسية عام 1977.
• عمل معيدا بقسم العقيدة والفلسفة في جامعة الازهر من 1969/6/2 ومدرس مساعد لمادة العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر من 1972/10/5 ومدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر 1977/8/24 واستاذ مساعد العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر من 1988/1/6 حتى الان.
وانتدب عميدا لكلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا اعتبارا من 1990/10/27 حتى 1991/8/31 وانتدب عميداً لكلية الدراسات الاسلامية والعربية بنين بأسوان اعتبارا من 1995/11/15.
وتجدد انتدابه عميدا لذات الكلية اعتبارا من 1997/11/9 وحتى 1999/10/3 عين عميدا لكلية اصول الدين بالجامعة الاسلامية العالمية باكستان في العام الدراسي 2000/1999.
• شغل منصب مفتي جمهورية مصر العربية من 2002/3/10 حتى 2003/9/27 ثم رئيسا لجامعة الازهر من 2000/9/28 الى ان صدر قرار جمهوري بتعيينه شيخا للازهر في مارس 2010.
• من المهام الاخرى التي شغلها: رئيس اللجنة الدينية باتحاد الاذاعة والتلفزيون، عضو مجلس امناء اتحاد الاذاعة والتلفزيون، عضو مجمع البحوث الاسلامية، عضو المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية، عضو الجمعية الفلسفية المصرية.
• من مؤلفاته «مباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف عرض ودراسة القاهرة 1982 واصول نظرية العلم عند الاشعري «بحث» 1982 ومفهوم الحركة بين الفلسفة الاسلامية والفلسفة الماركسية «بحث» 1982 مباحث الوجود والماهية من كتاب المواقف 1982 ومدخل لدراسة المنطق القديم 1987 وبحوث في الثقافة الاسلامية بالاشتراك مع اخرين جامعة قطر الدوحة 1993 وتعليق ع‍لى قسم الالهيات من كتاب تهذيب الكلام للتفتازاني 1997 والجانب النقدي في فلسفة ابي البركات البغدادي 2004.
• له مجموعة من الابحاث العلمية المحكمة في التراث والتجديد وتحقيق رسالة (صحيح ادلة النقل في ماهية العقل) لابي البركات البغدادي وترجمة المقدمات الفرنسية للمعجم المفهرس لالفاظ الحديث النبوي وترجمة «مؤلفات ابن عربي» وترجمة الولاية والنبوة عند الشيخ محيي الدين ابن عربي.

حمزة عليان