حكم التسول في المساجد.. نظرة فقهية
صفحة 1 من اصل 1
حكم التسول في المساجد.. نظرة فقهية
ألف الإمام السيوطي رحمه الله رسالة بعنوان «بذل العسجد لسؤال المسجد»،
ومما قال فيها: السؤال في المسجد مكروه كراهة تنزيه، واعطاء السائل قربة
يثاب عليها، وليس بمكروه فضلا عن أن يكون حراما. هذا هو المنقول والذي دلت
عليه الأحاديث، وأورد حديثا رواه أبو داود بإسناد جيد عن عبدالرحمن بن أبي
بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «هل منكم أحد أطعم اليوم
مسكينا؟ فقال أبوبكر: دخلت المسجد فإذا أنا بسائل فوجدت كسرة في يد
عبدالرحمن فأخذتها فدفعتها اليه». ففيه دليل على أن السؤال في المسجد ليس
بحرام، وأن الصدقة عليه ليست مكروهة، حيث اطلع النبي صلى الله عليه وسلم
على ذلك بإخبار أبي بكر ولم ينكره، ولو كان حراما لم يقر عليه، بل كان يمنع
السائل من العود الى السؤال بالمسجد، ولو ثبت ان هناك نهيا عن السؤال
بالمسجد لكان محمولا على الكراهة التنزيهية وكان حديث أبي بكر صارفا له عن
الحرمة. وقد نص النووي في شرح المهذب على انه يكره رفع الصوت بالخصومة في
المسجد ولم يحكم عليه بالتحريم، وكذا رفع الصوت بالقراءة، والذكر إذا آذى
المصلين والنيام نصوا على كراهته لا تحريمه. فالحكم بالتحريم يحتاج الى
دليل واضح صحيح الإسناد غير معارض، ثم الى نص من أحد أئمة المذاهب، وكل من
الأمرين لا سبيل اليه. وعن حذيفة بن اليمان قال: قام سائل على عهد النبي
فسأله، فسكت القوم، ثم ان رجلا أعطاه فأعطاه القوم، فقال صلى الله عليه
وسلم: «من سن خيرا فاستن به فله أجره ومثل أجور من اتبعه غير منقص من
أجورهم». وذكر ان الحديث الذي ذكره ابن الحاج في كتابه «المدخل» وهو «من
سأل في المسجد فاحرموه» لا اصل له، وقال ان حكمنا بالكراهة مأخوذ من حديث
النهي عن نشدان الضالة في المسجد وقوله «ان المساجد لم تبن لهذا» قال
النووي في شرح مسلم: في هذا الحديث النهي عن نشدان الضالة في المسجد، ويلحق
به ما في معناه من البيع والشراء والإجارة ونحوها وكراهة رفع الصوت في
المسجد بالعلم وغيره، وأجاز أبوحنيفة ومحمد بن مسلمة من أصحاب مالك رفع
الصوت فيه بالعلم والخصومة وغير ذلك مما يحتاج الناس اليه لانه مجمعهم فلا
بد لهم منه ا هـ. وجاء في «غذاء الألباب للسفاريني» ان ابن تيمية رحمه الله
سئل عن السؤال في المسجد فقال: أصل السؤال محرم في المسجد وخارج المسجد
الا لضرورة، فان كانت ضرورة وسأل في المسجد ولم يؤذ أحدا كتخطيه رقاب
الناس، ولم يكذب فيما يرويه ويذكر من حاله ولم يجهر جهرا يضر الناس مثل ان
يسأل والخطيب يخطب، أو وهم يسمعون علما يشغلهم به ونحو ذلك جاز.
وأما السائل فلا تنهر
قال الله تعالى: «وأما السائل فلا تنهر». أي لا تزجره، فهو نهي عن اغلاظ القول، ولكن رده ببذل يسير أو رد جميل.
وروي
عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يمنعن احدكم
السائل، وان يعطيه اذا سأل، ولو رأى في يده قلبين من ذهب»! القلب بضم وسكون
السوار.
وقال ابراهيم بن أدهم: نعم القوم السؤال: يحملون زادنا الى الآخرة.
وقال ابراهيم النخعي: السائل بريد الآخرة، يجيء الى باب أحدكم فيقول: هل تبعثون الى أهليكم بشيء؟
وروي
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ردوا السائل ببذل يسير، أو رد جميل،
فانه يأتيكم من ليس من الإنس ولا من الجن، ينظر كيف صنيعكم فيما خولكم
الله».
وقيل: المراد بالسائل هنا، الذي يسأل عن الدين، أي فلا تنهره
بالغلظة والجفوة، وأجبه برفق ولين. قال ابن العربي: وأما السائل عن الدين
فجوابه فرض على العالم، على الكفاية، كإعطاء سائل البر سواء.
وقد كان أبو الدرداء ينظر الى اصحاب الحديث، ويبسط رداءه لهم، ويقول: مرحبا بأحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال
أبوهارون العبدي: كنا اذا أتينا أبا سعيد الخدري يقول: مرحبا بوصية رسول
الله صلى الله عليه وسلم، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ان الناس
لكم تبع وان رجالا يأتونكم من اقطار الأرض يتفقهون، فإذا أتوكم فاستوصوا
بهم خيرا».
ومما قال فيها: السؤال في المسجد مكروه كراهة تنزيه، واعطاء السائل قربة
يثاب عليها، وليس بمكروه فضلا عن أن يكون حراما. هذا هو المنقول والذي دلت
عليه الأحاديث، وأورد حديثا رواه أبو داود بإسناد جيد عن عبدالرحمن بن أبي
بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «هل منكم أحد أطعم اليوم
مسكينا؟ فقال أبوبكر: دخلت المسجد فإذا أنا بسائل فوجدت كسرة في يد
عبدالرحمن فأخذتها فدفعتها اليه». ففيه دليل على أن السؤال في المسجد ليس
بحرام، وأن الصدقة عليه ليست مكروهة، حيث اطلع النبي صلى الله عليه وسلم
على ذلك بإخبار أبي بكر ولم ينكره، ولو كان حراما لم يقر عليه، بل كان يمنع
السائل من العود الى السؤال بالمسجد، ولو ثبت ان هناك نهيا عن السؤال
بالمسجد لكان محمولا على الكراهة التنزيهية وكان حديث أبي بكر صارفا له عن
الحرمة. وقد نص النووي في شرح المهذب على انه يكره رفع الصوت بالخصومة في
المسجد ولم يحكم عليه بالتحريم، وكذا رفع الصوت بالقراءة، والذكر إذا آذى
المصلين والنيام نصوا على كراهته لا تحريمه. فالحكم بالتحريم يحتاج الى
دليل واضح صحيح الإسناد غير معارض، ثم الى نص من أحد أئمة المذاهب، وكل من
الأمرين لا سبيل اليه. وعن حذيفة بن اليمان قال: قام سائل على عهد النبي
فسأله، فسكت القوم، ثم ان رجلا أعطاه فأعطاه القوم، فقال صلى الله عليه
وسلم: «من سن خيرا فاستن به فله أجره ومثل أجور من اتبعه غير منقص من
أجورهم». وذكر ان الحديث الذي ذكره ابن الحاج في كتابه «المدخل» وهو «من
سأل في المسجد فاحرموه» لا اصل له، وقال ان حكمنا بالكراهة مأخوذ من حديث
النهي عن نشدان الضالة في المسجد وقوله «ان المساجد لم تبن لهذا» قال
النووي في شرح مسلم: في هذا الحديث النهي عن نشدان الضالة في المسجد، ويلحق
به ما في معناه من البيع والشراء والإجارة ونحوها وكراهة رفع الصوت في
المسجد بالعلم وغيره، وأجاز أبوحنيفة ومحمد بن مسلمة من أصحاب مالك رفع
الصوت فيه بالعلم والخصومة وغير ذلك مما يحتاج الناس اليه لانه مجمعهم فلا
بد لهم منه ا هـ. وجاء في «غذاء الألباب للسفاريني» ان ابن تيمية رحمه الله
سئل عن السؤال في المسجد فقال: أصل السؤال محرم في المسجد وخارج المسجد
الا لضرورة، فان كانت ضرورة وسأل في المسجد ولم يؤذ أحدا كتخطيه رقاب
الناس، ولم يكذب فيما يرويه ويذكر من حاله ولم يجهر جهرا يضر الناس مثل ان
يسأل والخطيب يخطب، أو وهم يسمعون علما يشغلهم به ونحو ذلك جاز.
وأما السائل فلا تنهر
قال الله تعالى: «وأما السائل فلا تنهر». أي لا تزجره، فهو نهي عن اغلاظ القول، ولكن رده ببذل يسير أو رد جميل.
وروي
عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يمنعن احدكم
السائل، وان يعطيه اذا سأل، ولو رأى في يده قلبين من ذهب»! القلب بضم وسكون
السوار.
وقال ابراهيم بن أدهم: نعم القوم السؤال: يحملون زادنا الى الآخرة.
وقال ابراهيم النخعي: السائل بريد الآخرة، يجيء الى باب أحدكم فيقول: هل تبعثون الى أهليكم بشيء؟
وروي
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ردوا السائل ببذل يسير، أو رد جميل،
فانه يأتيكم من ليس من الإنس ولا من الجن، ينظر كيف صنيعكم فيما خولكم
الله».
وقيل: المراد بالسائل هنا، الذي يسأل عن الدين، أي فلا تنهره
بالغلظة والجفوة، وأجبه برفق ولين. قال ابن العربي: وأما السائل عن الدين
فجوابه فرض على العالم، على الكفاية، كإعطاء سائل البر سواء.
وقد كان أبو الدرداء ينظر الى اصحاب الحديث، ويبسط رداءه لهم، ويقول: مرحبا بأحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال
أبوهارون العبدي: كنا اذا أتينا أبا سعيد الخدري يقول: مرحبا بوصية رسول
الله صلى الله عليه وسلم، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ان الناس
لكم تبع وان رجالا يأتونكم من اقطار الأرض يتفقهون، فإذا أتوكم فاستوصوا
بهم خيرا».
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» الطريق الى بيت الله الحرام ..
» التسول
» رؤية فقهية : تولي المرأة المناصب القيادية..
» فتاوى واراء..
» أشهر وأجمل المساجد في ماليزيا
» التسول
» رؤية فقهية : تولي المرأة المناصب القيادية..
» فتاوى واراء..
» أشهر وأجمل المساجد في ماليزيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى