الطريق الى بيت الله الحرام ..
صفحة 1 من اصل 1
الطريق الى بيت الله الحرام ..
رحلة البحث عن التأشيرة
كنت جد متشوق
لزيارة بيت الله الحرام منذ سنة تقريبا لكن لظروف خاصة لم أستطيع القيام
بهذه الرحلة إضافة إلى إجراءات القرعة التي أصبحت تحرم العديد من الناس من
شد الرحال الى أقدس بقعة على وجه الأرض التي تحوي أول بيت وضع للناس ببكة
كما أنها تضم العديد من البقع الطاهرة التي عرفت أحداث مختلفة أثرث بشكل أو
بآخر في مسيرة الإسلام
ولإن لكل شئ أجله فإن زوجتي كانت مصرة على أن نشارك في قرعة الحج مهما كانت
الظروف ومهما كانت النائج وهذا ما حدث حيث لم ننجح في حجز مكان لنا خلال
حج 2010 وكان يوما ثقيلا علينا نحن الإثنين وعلى العديد من أفراد العائلة
التي من الله عليهم بزيارة هذا المقام قبل سنوات خلت وفي الوقت الذي عاد كل
منا الى حياته العادية إزداد شوقي لزيارة هذه البقع الطاهرة فما كان مني
إلا أن ألتمست من إخواني في جريدة الإتحاد الإشتراكي مساعدتي على تحقيق هذه
الأمنية حيث وجدت فيهم خير مرحب بالفكرة مقترحين علي كل ما يمكن القيام به
للحصول على تأشيرة الدخول الى الأراضي السعودية لأداء مناسك الحج.
ومع اقتراب موسم الحج ازداد شوقي وأصبحت منشغلا بهذا الموضوع أشد إنشغال
وهي اللحظة التي جددت الإتصال بالزميل العزيز عبد الحميد أجماهيري مدير
تحرير الجريدة الذي سلمني رسالة مرفوعة إلى معالي سفير المملكة العربية
السعودية من أجل تيسير أمري حيث تم إستقبالي أحسن إستقبال هناك بمقر
السفارة من طرف الزميل المحترم ناصح العتيبي الملحق الصحافي وتسلم مني
الرسالة واعدا إياي خيرا.
ومع توالي الأيام كنت أجدد الاتصال هاتفيا بالملحق الصحافي بشكل شبه يومي
لمعرفة جواب السفارة السعودية على طلبي خاصة وأن الفوج الأول من الحجيج
الرسمي كان قد غادر المغرب في إتجاه الديار المقدسة إلا أن الجواب كان
دائما هو أن الملف بيد السفير السعودي المحترم وفي أخر إتصال هاتفي لي
بالزميل ناصح العتيبي أكد لي أنه يجب علي الإتصال شخصيا بالسيد السفير.
خمنت جيدا في الأمر وقررت في الأخير الأتصال بمعاليه كان يوم خميس ركبت رقم
هاتفه النقال وأنا أرتجف من شدة الخوف أن أتلقى جوابا سلبيا على طلبي وفي
الوقت الذي كان هاتفه النقال يرن كانت نبضات قلبي تزداد الى أن رد على
مكالمتي حيث طمأنني على أن الملفات الصحافية لم يتم الحسم فيها بعد وطلب
مني ان أجدد الإتصال به يوم الأحد أصبحت تائها شارد الدهن حتى أن كل أهلي
وأصدقائي لاحظوا علي ذلك جددت الإتصال به يوم الأحد وماهي إلا لحظات حتى رد
عني ومباشرة بعد تقديم إسمي طلب مني ان اتقدم فورا الى مقر السفارة مصحوبا
بجواز السفر والصور للحصول على التأشيرة كاد قلبي أن يقفز من مكانه
فأخبرته أنني غير متواجد بالرباط وساسافرإليها صباح الأثنين حيث تطوع صهري
وصديقي توفيق خلفاوي بإيصالي الى السفارة السعودية إلا أنني لم احصل على
شيء ذلك اليوم وعدنا في اليوم الموالي ولا جديد في الملف خاصة وان السيد
السفير كان جد منشغل بالإجتماعات مع أطقم السفارة إضافة الى اللقاءات
الصحافية والإجتماعات خارج السفارة كما أنه كان حريصا على أن لايكون أي
إنفلات في منح التأشيرات بمقابل مادي أو الى غير مستحقيها حيث كان يؤشر
شخصيا على الملفات المقبولة قبل إحالتها على فريق العمل المكلف بطبع
التاشيرات وإمضائها بجوزات السفر
كان يوم الأربعاء حاسما بالنسبة لي فبينما برفقة الصديق توفيق بالطريق
السيار رن هاتفي فكان على الطرف الأخر السيد ناصح العتيبي الذي أخبرني أن
السيد السفير في إنتظاري وهي اللحظة التي زاد صديقي من السرعة وبوصولنا الى
مقر السفارة وجدت في إستقبالي الزميل العتيبي الذي رافقني الى مكتب السيد
السفير الذي ما أن حييته حتى سالني عن كم شخص من عائلتي سيرافقني الى
الديار المقدسة فقلت له لوحدي السيد السفير وحقا شهادة لله وللتاريخ ان هذا
الرجل حريص على ان لا ثلوت سمعة السعودية بالقيل والقال خاصة وأن الأمر
يتعلق باقدس بقاع العالم حيث لم تدم العملية أكثر من دقيقتين شكرته على هذه
الهدية الربانية في إنتظار تجهيز جواز سفري بالتأشيرة .
وفي حدود الساعة الثانية زوالا كنت قد قطعت شوطا كبيرا وبدأت أفكر في الآتي
من الأيام خاصة وأن الأمر أصبح في غاية الجدية بعد أن كسرت الجزء الأكبر
من الحاجز كان أول شخص اتصلت به هو الزميل عبد الحميد أجماهيري الذي
شكرته كثيرا لما أسداه لي من خدمة جليلة مؤكدا لي أن العبرة بالخواتم رغم
ما اجتزته من انتظارات أما ثاني شخص فقد كانت زوجتي التي كادت تطير من شدة
الفرح حيث سمعتها تردد على مساميع طفلاي زياد ومعتز أنني سأتوجه الى الحج
رغم أنهما لم يستوعبا بعد معناه .
فشكرا لهم جميعا مسؤولي الجريدة التي أعمل بها والسفير السعودي معالي
الدكتور محمد بن عبد الرحمان البشر الذي رأيت فيه الدبلوماسي المحنك ذو
التجربة الكبيرة والسيد ناصح العتيبي الملحق الصحافي بالسفارة.
رغم السرعة التي كانت تسير بها السيارة في الطريق الى العودة فقد كانت
المسافة طويلة الى بيتي وبوصولي إليه ورغم العياء الذي كنت أحس به ألا أن
أفراد العائلة الذين جاؤوا لمباركتي الحج قد كنت أحس معهم أنني طائر قريب
من السماء.
مصطفى الناسي -الاتحاد الاشتراكي
8/19/2011
كنت جد متشوق
لزيارة بيت الله الحرام منذ سنة تقريبا لكن لظروف خاصة لم أستطيع القيام
بهذه الرحلة إضافة إلى إجراءات القرعة التي أصبحت تحرم العديد من الناس من
شد الرحال الى أقدس بقعة على وجه الأرض التي تحوي أول بيت وضع للناس ببكة
كما أنها تضم العديد من البقع الطاهرة التي عرفت أحداث مختلفة أثرث بشكل أو
بآخر في مسيرة الإسلام
ولإن لكل شئ أجله فإن زوجتي كانت مصرة على أن نشارك في قرعة الحج مهما كانت
الظروف ومهما كانت النائج وهذا ما حدث حيث لم ننجح في حجز مكان لنا خلال
حج 2010 وكان يوما ثقيلا علينا نحن الإثنين وعلى العديد من أفراد العائلة
التي من الله عليهم بزيارة هذا المقام قبل سنوات خلت وفي الوقت الذي عاد كل
منا الى حياته العادية إزداد شوقي لزيارة هذه البقع الطاهرة فما كان مني
إلا أن ألتمست من إخواني في جريدة الإتحاد الإشتراكي مساعدتي على تحقيق هذه
الأمنية حيث وجدت فيهم خير مرحب بالفكرة مقترحين علي كل ما يمكن القيام به
للحصول على تأشيرة الدخول الى الأراضي السعودية لأداء مناسك الحج.
ومع اقتراب موسم الحج ازداد شوقي وأصبحت منشغلا بهذا الموضوع أشد إنشغال
وهي اللحظة التي جددت الإتصال بالزميل العزيز عبد الحميد أجماهيري مدير
تحرير الجريدة الذي سلمني رسالة مرفوعة إلى معالي سفير المملكة العربية
السعودية من أجل تيسير أمري حيث تم إستقبالي أحسن إستقبال هناك بمقر
السفارة من طرف الزميل المحترم ناصح العتيبي الملحق الصحافي وتسلم مني
الرسالة واعدا إياي خيرا.
ومع توالي الأيام كنت أجدد الاتصال هاتفيا بالملحق الصحافي بشكل شبه يومي
لمعرفة جواب السفارة السعودية على طلبي خاصة وأن الفوج الأول من الحجيج
الرسمي كان قد غادر المغرب في إتجاه الديار المقدسة إلا أن الجواب كان
دائما هو أن الملف بيد السفير السعودي المحترم وفي أخر إتصال هاتفي لي
بالزميل ناصح العتيبي أكد لي أنه يجب علي الإتصال شخصيا بالسيد السفير.
خمنت جيدا في الأمر وقررت في الأخير الأتصال بمعاليه كان يوم خميس ركبت رقم
هاتفه النقال وأنا أرتجف من شدة الخوف أن أتلقى جوابا سلبيا على طلبي وفي
الوقت الذي كان هاتفه النقال يرن كانت نبضات قلبي تزداد الى أن رد على
مكالمتي حيث طمأنني على أن الملفات الصحافية لم يتم الحسم فيها بعد وطلب
مني ان أجدد الإتصال به يوم الأحد أصبحت تائها شارد الدهن حتى أن كل أهلي
وأصدقائي لاحظوا علي ذلك جددت الإتصال به يوم الأحد وماهي إلا لحظات حتى رد
عني ومباشرة بعد تقديم إسمي طلب مني ان اتقدم فورا الى مقر السفارة مصحوبا
بجواز السفر والصور للحصول على التأشيرة كاد قلبي أن يقفز من مكانه
فأخبرته أنني غير متواجد بالرباط وساسافرإليها صباح الأثنين حيث تطوع صهري
وصديقي توفيق خلفاوي بإيصالي الى السفارة السعودية إلا أنني لم احصل على
شيء ذلك اليوم وعدنا في اليوم الموالي ولا جديد في الملف خاصة وان السيد
السفير كان جد منشغل بالإجتماعات مع أطقم السفارة إضافة الى اللقاءات
الصحافية والإجتماعات خارج السفارة كما أنه كان حريصا على أن لايكون أي
إنفلات في منح التأشيرات بمقابل مادي أو الى غير مستحقيها حيث كان يؤشر
شخصيا على الملفات المقبولة قبل إحالتها على فريق العمل المكلف بطبع
التاشيرات وإمضائها بجوزات السفر
كان يوم الأربعاء حاسما بالنسبة لي فبينما برفقة الصديق توفيق بالطريق
السيار رن هاتفي فكان على الطرف الأخر السيد ناصح العتيبي الذي أخبرني أن
السيد السفير في إنتظاري وهي اللحظة التي زاد صديقي من السرعة وبوصولنا الى
مقر السفارة وجدت في إستقبالي الزميل العتيبي الذي رافقني الى مكتب السيد
السفير الذي ما أن حييته حتى سالني عن كم شخص من عائلتي سيرافقني الى
الديار المقدسة فقلت له لوحدي السيد السفير وحقا شهادة لله وللتاريخ ان هذا
الرجل حريص على ان لا ثلوت سمعة السعودية بالقيل والقال خاصة وأن الأمر
يتعلق باقدس بقاع العالم حيث لم تدم العملية أكثر من دقيقتين شكرته على هذه
الهدية الربانية في إنتظار تجهيز جواز سفري بالتأشيرة .
وفي حدود الساعة الثانية زوالا كنت قد قطعت شوطا كبيرا وبدأت أفكر في الآتي
من الأيام خاصة وأن الأمر أصبح في غاية الجدية بعد أن كسرت الجزء الأكبر
من الحاجز كان أول شخص اتصلت به هو الزميل عبد الحميد أجماهيري الذي
شكرته كثيرا لما أسداه لي من خدمة جليلة مؤكدا لي أن العبرة بالخواتم رغم
ما اجتزته من انتظارات أما ثاني شخص فقد كانت زوجتي التي كادت تطير من شدة
الفرح حيث سمعتها تردد على مساميع طفلاي زياد ومعتز أنني سأتوجه الى الحج
رغم أنهما لم يستوعبا بعد معناه .
فشكرا لهم جميعا مسؤولي الجريدة التي أعمل بها والسفير السعودي معالي
الدكتور محمد بن عبد الرحمان البشر الذي رأيت فيه الدبلوماسي المحنك ذو
التجربة الكبيرة والسيد ناصح العتيبي الملحق الصحافي بالسفارة.
رغم السرعة التي كانت تسير بها السيارة في الطريق الى العودة فقد كانت
المسافة طويلة الى بيتي وبوصولي إليه ورغم العياء الذي كنت أحس به ألا أن
أفراد العائلة الذين جاؤوا لمباركتي الحج قد كنت أحس معهم أنني طائر قريب
من السماء.
مصطفى الناسي -الاتحاد الاشتراكي
8/19/2011
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
خمس ساعات في السماء!
توجهت مباشرة
الى مدينة البيضاء قصد الحصول على تذكرة سفر وهي المناسبة التي يستغلها
العديد من السماسرة لابتزاز المواطنين خاصة وأن بعض من لوبيات وكالات
الأسفار ومن يدور في فلكهم يسلكون طرقا شبه قانونية للحصول على أموال طائلة
بعد اقتراحهم على الحجاج مسارات هم في غنى عنها كالتوجه الى جدة من
البيضاء عبر دبي أو الدوحة أو إسطنمبول وهي اللحظة التي كاد فيها مرافقي
توفيق أن يتشاجر مع أحد السماسرة بعد أن حاول ابتزازي بطريقة متقنة مقترحا
علي التوجه عبر الخطوط التركية لأن كل حجوزات الخطوط العربية السعودية و
الملكية المغربية محجوزة عن آخرها الى مابعد انطلاق موسم الحج
الإ أن الجرة خرجت سالمة هذه المرة فبالتحاقي بمقرالخطوط العربية السعودية
استقبلني أحد الشباب النقي الذي مازالت تزخر به المقاولات المغربية
والأجنبية وبعد استفساري عن موعد مغادرتي المغرب في اتجاه السعودية تركت
له الحرية في تحديد موعد الذهاب والإياب حيث اقترح علي قضاء مدة شهر كامل
بالديار المقدسة حيث سيكون الذهاب في من البيضاء والوصول الى جدة فيما
العودة من المدينة في اتجاه البيضاء حجزت بهذه الرحلة وعدت الى وسط البيضاء
تائها من أجل اقتناء ثوب الإحرام وبعض الحاجيات البسيطة التي سأحتاجها في
رحلتي الى الله سبحانه وتعالى.
وبعودتي الى البيت من أجل تحضير حقيبتي كان الصمت يخيم على الجميع حيث
أحسست أن أهلي سيفتقدونني طيلة هذه المدة رغم قساوتي معهم في أحايين عدة
حيث أن اطفالي كانوا دائمي السؤال عن سر هذه الرحلة وأفراد من عائلتي
خائفون علي نظرا لما أحمله من علل وأمراض تتطلب حمية خاصة وتناول أدوية في
أوقات محددة إلا أنني كنت أطمئنهم أن كل شيء سيمر بسلام إنشاء الله.
كانت والدتي مريضة عندما كنت أهم بالمغادرة في اتجاه السعودية .فذهبت
لزيارتها وبعض أشقائي قصد توديعها وأنا أغادر منزلها حيث كانت توصيني خيرا
بصحتي .رأيت دموعها تنحبس في مقلتها رغم أنها كانت فرحة كطفل صغير لهذه
الهدية الربانية التي لم تتيسر لها بعد لأسباب شتى من بينها عامل السن
والمرض الذي كانت من نتائجه كيس من الأدوية لا يفارقها.
ودعت العديد من الأصدقاء الذين كانوا يقاسموننا نفس المبادئ وأصرت على
تناول فنجان قهوتي الذي اعتدت على تناوله ذاك الصباح بعد أن شغلت هاتفي
النقال لأودع من لم أستطع اللقاء به أو زيارته طالبا منهم جميعا العذر
والسماح إن كنت قد اقترفت في حقهم خطأ أو ذنبا وصليت ركعتين ببيتي وأنا
أغادره .قرأت دعاء السفر حيث اغرورقت عيناي عندما بلغت عبارة اللهم أنت خير
خليفة في الأهل. وتوجهت الى مطار محمد الخامس رفقة بعض من أهلي وأبنائي.
وعند بوابة المطار لم يتمالك إبني معتز دموعه مما أدى بالجميع الى الإنخراط
في موجة بكاء عجلت بولوجي الى قاعة المطار حتى أحد من هذا الموقف المحرج
حقا ودعت زوجتي وأوصيتها خيرا بالأطفال
ومباشرة بعد تسجيل الحقيبة والاستعداد لإجراءات الأمن والجمارك، أخبرنا عبر
الشاشة أن موعد الإقلاع سيتأخر بأربع ساعات وأن الخطوط السعودية ستتكلف
بتغذية الحجاج هناك. ولحسن حظي، التقيت العديد من الوجوه التي أعرفها من
بينهم أخينا عبد القادر خبلات عضو الكتابة الإقليمية للإتحاد الإشتراكي
شفاه الله وبعض الأصدقاء بحكم أن الرحلة جزء منها مخصص لحجاج إقليم سيدي
بنور
ومع اقتراب موعد الإقلاع، بدأ حجاج بيت الله الحرام في ارتداء ثوب الإحرام
بحكم أننا جميعا حجاج تمتع حيث سنؤدي العمرة بداية وسنتحلل قبل أن نرتدي
ثوب الإحرام مرة أخرى لأداء مناسك الحج .وهي اللحظة التي كان يجب فيها على
المؤطرين الدينيين الذي يرافقون الحجاج لتثقيفهم في أمور دينية بسيطة تتجلى
أساسا في ارتداء الإحرام ومساعدتهم على أداء الصلاة وترديد التلبية
وغيرها إلا أن لاشيء حصل من هذا رغم أنني كنت مستقلا عن الحجيج الرسمي
بحكم أنني حصلت على تأشيرة حج بشكل شخصي وعلي أن أتدبر أمري في الديار
المقدسة
أقلعت الطائرة من مطار محمد الخامس بعد أن وجد مسؤولو المطار صعوبة كبيرة
في تنظيم حجاجنا الميامين من صعود الباصات وصولا الى درج الطائرة ولا تنظيم
بداخلها حتى إن قائد الطائرة الإيطالي الجنسية رفقة طاقمه تدخل أكثر من
مرة لتنظيم الجلوس ومباشرة بعد إقلاع الطائرة، بدأت التلبية والتكبير
والتوحيد إلا أن الكثير من الحجاج كان قد أخذ منه التعب مأخذه ومنهم من نام
ومنهم من مازال يحزم إحرامه.
وبعد أكثر من خمس ساعات من الطيران، أعلن القائد ماريانو أن الطائرة ستمر
بعد قليل فوق أبيار علي طالبا من الحجاج ارتداء ثوب الإحرام وترديد التلبية
بعد أن تمنى لنا حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا.
أخرجت الإحرام من الكيس الذي كنت أحمله وارتديته في مكاني بعد أن ساعدني
أحد الحجاج على ارتدائه. وماهي إلا دقائق حتى طلب منا قائد الطائرة شد
الأحزمة لأن الطائرة ستنزل بعد دقائق بمطار جدة الدولي.
8/20/2011
الى مدينة البيضاء قصد الحصول على تذكرة سفر وهي المناسبة التي يستغلها
العديد من السماسرة لابتزاز المواطنين خاصة وأن بعض من لوبيات وكالات
الأسفار ومن يدور في فلكهم يسلكون طرقا شبه قانونية للحصول على أموال طائلة
بعد اقتراحهم على الحجاج مسارات هم في غنى عنها كالتوجه الى جدة من
البيضاء عبر دبي أو الدوحة أو إسطنمبول وهي اللحظة التي كاد فيها مرافقي
توفيق أن يتشاجر مع أحد السماسرة بعد أن حاول ابتزازي بطريقة متقنة مقترحا
علي التوجه عبر الخطوط التركية لأن كل حجوزات الخطوط العربية السعودية و
الملكية المغربية محجوزة عن آخرها الى مابعد انطلاق موسم الحج
الإ أن الجرة خرجت سالمة هذه المرة فبالتحاقي بمقرالخطوط العربية السعودية
استقبلني أحد الشباب النقي الذي مازالت تزخر به المقاولات المغربية
والأجنبية وبعد استفساري عن موعد مغادرتي المغرب في اتجاه السعودية تركت
له الحرية في تحديد موعد الذهاب والإياب حيث اقترح علي قضاء مدة شهر كامل
بالديار المقدسة حيث سيكون الذهاب في من البيضاء والوصول الى جدة فيما
العودة من المدينة في اتجاه البيضاء حجزت بهذه الرحلة وعدت الى وسط البيضاء
تائها من أجل اقتناء ثوب الإحرام وبعض الحاجيات البسيطة التي سأحتاجها في
رحلتي الى الله سبحانه وتعالى.
وبعودتي الى البيت من أجل تحضير حقيبتي كان الصمت يخيم على الجميع حيث
أحسست أن أهلي سيفتقدونني طيلة هذه المدة رغم قساوتي معهم في أحايين عدة
حيث أن اطفالي كانوا دائمي السؤال عن سر هذه الرحلة وأفراد من عائلتي
خائفون علي نظرا لما أحمله من علل وأمراض تتطلب حمية خاصة وتناول أدوية في
أوقات محددة إلا أنني كنت أطمئنهم أن كل شيء سيمر بسلام إنشاء الله.
كانت والدتي مريضة عندما كنت أهم بالمغادرة في اتجاه السعودية .فذهبت
لزيارتها وبعض أشقائي قصد توديعها وأنا أغادر منزلها حيث كانت توصيني خيرا
بصحتي .رأيت دموعها تنحبس في مقلتها رغم أنها كانت فرحة كطفل صغير لهذه
الهدية الربانية التي لم تتيسر لها بعد لأسباب شتى من بينها عامل السن
والمرض الذي كانت من نتائجه كيس من الأدوية لا يفارقها.
ودعت العديد من الأصدقاء الذين كانوا يقاسموننا نفس المبادئ وأصرت على
تناول فنجان قهوتي الذي اعتدت على تناوله ذاك الصباح بعد أن شغلت هاتفي
النقال لأودع من لم أستطع اللقاء به أو زيارته طالبا منهم جميعا العذر
والسماح إن كنت قد اقترفت في حقهم خطأ أو ذنبا وصليت ركعتين ببيتي وأنا
أغادره .قرأت دعاء السفر حيث اغرورقت عيناي عندما بلغت عبارة اللهم أنت خير
خليفة في الأهل. وتوجهت الى مطار محمد الخامس رفقة بعض من أهلي وأبنائي.
وعند بوابة المطار لم يتمالك إبني معتز دموعه مما أدى بالجميع الى الإنخراط
في موجة بكاء عجلت بولوجي الى قاعة المطار حتى أحد من هذا الموقف المحرج
حقا ودعت زوجتي وأوصيتها خيرا بالأطفال
ومباشرة بعد تسجيل الحقيبة والاستعداد لإجراءات الأمن والجمارك، أخبرنا عبر
الشاشة أن موعد الإقلاع سيتأخر بأربع ساعات وأن الخطوط السعودية ستتكلف
بتغذية الحجاج هناك. ولحسن حظي، التقيت العديد من الوجوه التي أعرفها من
بينهم أخينا عبد القادر خبلات عضو الكتابة الإقليمية للإتحاد الإشتراكي
شفاه الله وبعض الأصدقاء بحكم أن الرحلة جزء منها مخصص لحجاج إقليم سيدي
بنور
ومع اقتراب موعد الإقلاع، بدأ حجاج بيت الله الحرام في ارتداء ثوب الإحرام
بحكم أننا جميعا حجاج تمتع حيث سنؤدي العمرة بداية وسنتحلل قبل أن نرتدي
ثوب الإحرام مرة أخرى لأداء مناسك الحج .وهي اللحظة التي كان يجب فيها على
المؤطرين الدينيين الذي يرافقون الحجاج لتثقيفهم في أمور دينية بسيطة تتجلى
أساسا في ارتداء الإحرام ومساعدتهم على أداء الصلاة وترديد التلبية
وغيرها إلا أن لاشيء حصل من هذا رغم أنني كنت مستقلا عن الحجيج الرسمي
بحكم أنني حصلت على تأشيرة حج بشكل شخصي وعلي أن أتدبر أمري في الديار
المقدسة
أقلعت الطائرة من مطار محمد الخامس بعد أن وجد مسؤولو المطار صعوبة كبيرة
في تنظيم حجاجنا الميامين من صعود الباصات وصولا الى درج الطائرة ولا تنظيم
بداخلها حتى إن قائد الطائرة الإيطالي الجنسية رفقة طاقمه تدخل أكثر من
مرة لتنظيم الجلوس ومباشرة بعد إقلاع الطائرة، بدأت التلبية والتكبير
والتوحيد إلا أن الكثير من الحجاج كان قد أخذ منه التعب مأخذه ومنهم من نام
ومنهم من مازال يحزم إحرامه.
وبعد أكثر من خمس ساعات من الطيران، أعلن القائد ماريانو أن الطائرة ستمر
بعد قليل فوق أبيار علي طالبا من الحجاج ارتداء ثوب الإحرام وترديد التلبية
بعد أن تمنى لنا حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا.
أخرجت الإحرام من الكيس الذي كنت أحمله وارتديته في مكاني بعد أن ساعدني
أحد الحجاج على ارتدائه. وماهي إلا دقائق حتى طلب منا قائد الطائرة شد
الأحزمة لأن الطائرة ستنزل بعد دقائق بمطار جدة الدولي.
8/20/2011
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مكة، قداسة المكان
بعد ست ساعات من
الطيران تقريبا، حطت الطائرة في مطار جدة الدولي لأجد نفسي وحيدا خاصة وأن
مرافقي كانوا يشكلون وفدا من الحجيج الرسمي. وبعد استراحة قصيرة في قاعة
المطار ومراجعة الوثائق الصحية وجوازات السفر، تمت إحالتنا على الجمارك
والشرطة لدمغ جوازاتنا. لحظتها قلت مع نفسي أن كل شيء انتهى بالنسبة لي في
هذه الرحلة الطويلة والشاقة أنا العليل بأمراض شتى أريد فقط أن أستريح
واتصل بأبنائي الذين تركتهم في وضعية نفسية مهزوزة
هم الذين ألفوا حضوري في المنزل باستمرار.
إلا أنه في الوقت الذي تم فيه توجيهنا من طرف السلطات السعودية التي تشغل
العديد من الشباب في هذا الموسم إما كمتطوعين في خدمة ضيوف الرحمان أو
كمتدربين في مختلف أجهزة الدولة والحق يقال أن الدولة السعودية في السنوات
الآخيرة جهزت نفسها على كافة المستويات وجعلت من موسم الحج استراتيجية
بعيدة المدى بالنسبة لكافة المجالات الأمنية الصحية الدينية
والاقتصادية، قلت تم توجيهنا الى مكاتب قصد تسليمنا الى المطوف الذي سيتكلف
بنا. وفي الوقت الذي كانت جميع البعثات الرسمية تتكلف بحجاجها من تسفيرهم
من جدة الى مكة المكرمة قصد إسكانهم في الفنادق المخصصة لهم،كانت البعثة
المغربية المكونة من أربعة شبان الوحيدة التي تعمل في ظروف سيئة، كما أن
ظروف عملهم لساعات طوال تؤثر على تعاملهم مع الحجاج. وبعد أن أديت واجبات
الدخول الى الأراضي السعودية والمتمثلة أساسا في واجبات التنقل والصعود الى
عرفة والإقامة بالمشاعر والعودة الى مكة المكرمة وزيارة المدينة المنورة
حيث يتسلم المطوف هذه المبالغ مقابل الخدمات التي سيقدمها الى الحاج فيما
تشير الوثائق المسلمة الينا نحن الحجيج غير الرسمي أن المملكة العربية
السعودية لا تتسلم أي مبلغ من 3000 درهم تقريبا التي سلمناها بالمطار.
وبعد أن احتججنا قليلا على البعثة المغربية بمطار جدة، تم أخيرا إركابنا
في الحافلة المتجهة الى مكة المكرمة رفقة باقي حجيج تأشيرة المجاملة حيث
قطعنا المسافة بين جدة ومكة المكرمة في مدة فاقت الساعتين نظرا للحواجز
الأمنية التي كانت تتوقف أمامها الحافلة حيث تم تسليمنا مياه زمزم المعبأة
في قنينات وبعض الأطعمة وكان التعب قد أصاب الكثير منا حيث لم نعد نردد
التلبية إلا بشق الأنفس.
كان الوقت مساء عندما وصلنا الى مكتب المطوف الذي كان يشغل العديد من
الأجانب من بينهم عرب.وبعد أن تم تسليمنا الشارة والدملج، بدأ مرافقي في
الرحلة الى مكة المكرمة ينسحبون. منهم من وجد مستضفيهم بسيارات فارهة فيما
البعض حجز بسيارات الأجرة في الوقت الذي بقيت رفقة شخص كفيف ينتظر وصول
ابنه من الرياض الذي كان قد تقدم بطلب الحصول على ترخيص من مصالح الدولة
السعودية لأداء مناسك الحج رفقة والده الكفيف الذي كان يحمل صفة مقاوم وحكى
لي عن العديد من الأسماء التي ناضل بجانبها من بينهم المجاهد عبد الرحمان
اليوسفي ومحمد بن سعيد والفقيه البصري والزرقطوني وغيرهم.
وفي الوقت الذي كنت أواجه فيه المجهول، ظهر خلفي شاب قوي تظهر عليه علامات
الوقار. وبعد أن حييته، سألته إن كان له حجز فندقي بمكة. فأجاب بالنفي.
فاقترحت عليه أن نحجز معا غرفة مزدوجة فلم يتردد لحظة واحدة في قبول
اقتراحي. فطلبت من أحد الشباب العاملين بمكتب المطوف أن يوجهنا الى
مبتغانا فاتصل بأحد المغاربة المقيمين بمكة المكرمة .وبعد انتظار فاق
الساعتين حل أخيرا رفقة أحد السعوديين الذي يستعمل سيارته لنقل الأشخاص.
ومباشرة بعد صعودنا السيارة، كانت هواتفه المتعددة لا تتوقف عن الرنين.
يتكلم مرة باللكنة السعودية. وأخرى بالمغربية. كانت لا تظهر عليه أية علامة
من علامات الجدية. كان يؤكد لنا أنه يتوفر على منزل هنا ومنزل هناك ويعرف
أصحاب إقامات كان السائق البدين يسير بسرعة فائقة. أصبنا بالدوارأثناءها
.وبعد أن زرنا إقامة واحدة يسيرها احد البنغال والتي لم تعجب مرافقي الحاج
محمد ، اقترح علينا في الأخير أن نسكن رفقة إحدى المغربيات التي توفي
زوجها مؤخرا ،فكان جوابه حاسما لا يمكن البتة.
وكان أكثر حسما في هذا الموضوع عندما طلب من صاحبنا المغربي أن ينزلنا قرب
الحرم المكي لنتدبر أمرنا. سلمنا سائق السيارة خمسون ريالا سعوديا مقابل
لفاته التي كادت أن تخرج أمعائي الفارغة. أنزلنا في شارع كبير سأعرف فيما
بعد أن اسمه إبراهيم الخليل. وكانت لحظتها أمواج بشرية متوجهة الى المسجد
الحرام لأداء صلاة المغرب. اقترح علي الحاج محمد خويا الذي فعلا يعتبر نعم
الأخ ونعم الرفيق أن نضع أولا أمتعتنا البسيطة في الأمانات المنصوبة بالقرب
من المسجد الحرام وهو ما تم بالفعل حيث تسلمنا القرص الخاص بنا لنقوم
بالعمرة.
إذن هذه هي مكة. فقد حبست أنفاسي نظرا لقداسة المكان بدا لي أن عملا كبيرا
قد أنجز توسعة وطرقات ومنافذ وأسواق ومرافق صحية نظافة المكان وحدها
تتطلب المئات من السواعد الأجنبية.
دخلت من باب الملك عبد العزيز وهاهي الكعبة التي تقشعر أمامها الأبدان وتنهمر فيها المقل بالدموع. وتلك حكاية أخرى.
8/22/2011
الطيران تقريبا، حطت الطائرة في مطار جدة الدولي لأجد نفسي وحيدا خاصة وأن
مرافقي كانوا يشكلون وفدا من الحجيج الرسمي. وبعد استراحة قصيرة في قاعة
المطار ومراجعة الوثائق الصحية وجوازات السفر، تمت إحالتنا على الجمارك
والشرطة لدمغ جوازاتنا. لحظتها قلت مع نفسي أن كل شيء انتهى بالنسبة لي في
هذه الرحلة الطويلة والشاقة أنا العليل بأمراض شتى أريد فقط أن أستريح
واتصل بأبنائي الذين تركتهم في وضعية نفسية مهزوزة
هم الذين ألفوا حضوري في المنزل باستمرار.
إلا أنه في الوقت الذي تم فيه توجيهنا من طرف السلطات السعودية التي تشغل
العديد من الشباب في هذا الموسم إما كمتطوعين في خدمة ضيوف الرحمان أو
كمتدربين في مختلف أجهزة الدولة والحق يقال أن الدولة السعودية في السنوات
الآخيرة جهزت نفسها على كافة المستويات وجعلت من موسم الحج استراتيجية
بعيدة المدى بالنسبة لكافة المجالات الأمنية الصحية الدينية
والاقتصادية، قلت تم توجيهنا الى مكاتب قصد تسليمنا الى المطوف الذي سيتكلف
بنا. وفي الوقت الذي كانت جميع البعثات الرسمية تتكلف بحجاجها من تسفيرهم
من جدة الى مكة المكرمة قصد إسكانهم في الفنادق المخصصة لهم،كانت البعثة
المغربية المكونة من أربعة شبان الوحيدة التي تعمل في ظروف سيئة، كما أن
ظروف عملهم لساعات طوال تؤثر على تعاملهم مع الحجاج. وبعد أن أديت واجبات
الدخول الى الأراضي السعودية والمتمثلة أساسا في واجبات التنقل والصعود الى
عرفة والإقامة بالمشاعر والعودة الى مكة المكرمة وزيارة المدينة المنورة
حيث يتسلم المطوف هذه المبالغ مقابل الخدمات التي سيقدمها الى الحاج فيما
تشير الوثائق المسلمة الينا نحن الحجيج غير الرسمي أن المملكة العربية
السعودية لا تتسلم أي مبلغ من 3000 درهم تقريبا التي سلمناها بالمطار.
وبعد أن احتججنا قليلا على البعثة المغربية بمطار جدة، تم أخيرا إركابنا
في الحافلة المتجهة الى مكة المكرمة رفقة باقي حجيج تأشيرة المجاملة حيث
قطعنا المسافة بين جدة ومكة المكرمة في مدة فاقت الساعتين نظرا للحواجز
الأمنية التي كانت تتوقف أمامها الحافلة حيث تم تسليمنا مياه زمزم المعبأة
في قنينات وبعض الأطعمة وكان التعب قد أصاب الكثير منا حيث لم نعد نردد
التلبية إلا بشق الأنفس.
كان الوقت مساء عندما وصلنا الى مكتب المطوف الذي كان يشغل العديد من
الأجانب من بينهم عرب.وبعد أن تم تسليمنا الشارة والدملج، بدأ مرافقي في
الرحلة الى مكة المكرمة ينسحبون. منهم من وجد مستضفيهم بسيارات فارهة فيما
البعض حجز بسيارات الأجرة في الوقت الذي بقيت رفقة شخص كفيف ينتظر وصول
ابنه من الرياض الذي كان قد تقدم بطلب الحصول على ترخيص من مصالح الدولة
السعودية لأداء مناسك الحج رفقة والده الكفيف الذي كان يحمل صفة مقاوم وحكى
لي عن العديد من الأسماء التي ناضل بجانبها من بينهم المجاهد عبد الرحمان
اليوسفي ومحمد بن سعيد والفقيه البصري والزرقطوني وغيرهم.
وفي الوقت الذي كنت أواجه فيه المجهول، ظهر خلفي شاب قوي تظهر عليه علامات
الوقار. وبعد أن حييته، سألته إن كان له حجز فندقي بمكة. فأجاب بالنفي.
فاقترحت عليه أن نحجز معا غرفة مزدوجة فلم يتردد لحظة واحدة في قبول
اقتراحي. فطلبت من أحد الشباب العاملين بمكتب المطوف أن يوجهنا الى
مبتغانا فاتصل بأحد المغاربة المقيمين بمكة المكرمة .وبعد انتظار فاق
الساعتين حل أخيرا رفقة أحد السعوديين الذي يستعمل سيارته لنقل الأشخاص.
ومباشرة بعد صعودنا السيارة، كانت هواتفه المتعددة لا تتوقف عن الرنين.
يتكلم مرة باللكنة السعودية. وأخرى بالمغربية. كانت لا تظهر عليه أية علامة
من علامات الجدية. كان يؤكد لنا أنه يتوفر على منزل هنا ومنزل هناك ويعرف
أصحاب إقامات كان السائق البدين يسير بسرعة فائقة. أصبنا بالدوارأثناءها
.وبعد أن زرنا إقامة واحدة يسيرها احد البنغال والتي لم تعجب مرافقي الحاج
محمد ، اقترح علينا في الأخير أن نسكن رفقة إحدى المغربيات التي توفي
زوجها مؤخرا ،فكان جوابه حاسما لا يمكن البتة.
وكان أكثر حسما في هذا الموضوع عندما طلب من صاحبنا المغربي أن ينزلنا قرب
الحرم المكي لنتدبر أمرنا. سلمنا سائق السيارة خمسون ريالا سعوديا مقابل
لفاته التي كادت أن تخرج أمعائي الفارغة. أنزلنا في شارع كبير سأعرف فيما
بعد أن اسمه إبراهيم الخليل. وكانت لحظتها أمواج بشرية متوجهة الى المسجد
الحرام لأداء صلاة المغرب. اقترح علي الحاج محمد خويا الذي فعلا يعتبر نعم
الأخ ونعم الرفيق أن نضع أولا أمتعتنا البسيطة في الأمانات المنصوبة بالقرب
من المسجد الحرام وهو ما تم بالفعل حيث تسلمنا القرص الخاص بنا لنقوم
بالعمرة.
إذن هذه هي مكة. فقد حبست أنفاسي نظرا لقداسة المكان بدا لي أن عملا كبيرا
قد أنجز توسعة وطرقات ومنافذ وأسواق ومرافق صحية نظافة المكان وحدها
تتطلب المئات من السواعد الأجنبية.
دخلت من باب الملك عبد العزيز وهاهي الكعبة التي تقشعر أمامها الأبدان وتنهمر فيها المقل بالدموع. وتلك حكاية أخرى.
8/22/2011
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
وجها لوجه مع الكعبة المشرفة
دخلت من باب
الملك عبد العزيز. وماهي إلا لحظات حتى كنت وجها لوجه مع الكعبة المشرفة.
وبعد أن مسحت دموعي أخذني الحاج محمد من يدي حرصا منه على حمايتي ولإطلاعه
على عللي المتعددة حيث ينبغي أن أبدأ طواف العمرة سبعة أشواط حول الكعبة
ومثيلاها في الصفا والمروة أيضا.
ورغم أن الصحن لم يكن ممتلئا عن آخره فإن الطائفين يحاولون لمس حائط الكعبة
ومنهم من يريد أن يقترب ومنهم من يريد أن يطبق ما سمعه في مساجد بلده
بدأت أحس بالاختناق وكدت أن أبدأ في الصراخ حيث اشتد خوفي من السقوط والرفس
بالأرجل كنت أتحسس بين اللحظة والأخرى حزامي الذي يحوي أوراقي وبعض من زاد
الطريق.
وماهي إلا لحظات ولو أنها تمر ثقيلة علي حتى أكملت الأشواط السبعة وأديت
الركعتين بالقرب من مقام إبراهيم ورددت بعض الأدعية التي علمها لنا الأستاذ
عبد الرحيم أوشن بمساجد الجديدة وغادرت في إتجاه الصفا والمروة بعد أن
اتفقت مع رفيقي على اللقاء بالقرب من الأمانات إلا أنني وأنا أسير لإتمام
العمرة لم أستطيع إتمام السير فقد كانت رجلاي تدمي كما انتفخت كثيرا بحكم
أني مصاب بداء النقرس جلست أستريح بعض الشيء بالقرب من نقطة الانطلاق إلا
أن الأرجل بدأت تدوس علي دون رحمة من طرف مجموعة من الحجاج الإيرانيين
الذين استطعت التعرف عليهم من خلال الشعارات الفارسية المكتوبة على
ثوب الإحرام وعلم الجمهورية الإيرانية
وأمام عجزي عن استكمال السعي قررت كراء كرسي متحرك وهو ما تسنى لي حيث
أديت مائة ريال سعودية لأحد الشباب مقابل القيام بهذه المهمة حيث كنت أردد
معه ما يطلبه مني والحق يقال أن هؤلاء الشباب يضبطون المناسك من ألفها الى
يائها نظرا لاحتكاكهم اليومي بهذه المناسك وبالحجاج والمعتمرين كان فعلا
يحترم الضوابط الدينية حيث كان يمشي الهوينا في الأماكن العادية ويهرول في
الأماكن التي يجب أن يقوم فيها بذلك وبعد انتهائي من السعي توجهت أبحث عن
رفيقي إلا أنني تهت لعدة ساعات بينما أنا أبحث عن مكان أستريح فيه خارج
المسجد الحرام حتى وجدته نائما بالقرب من الأمانات وبجانبه نمت أنا الآخر
إلى أن أعلن عن أذان صلاة الفجر حيث توضأنا وصلينا الفجر والصبح وفي
انتظار بزوغ الشمس رغم أن أضواء الحرم لاتفرق بين النهار والليل.
طلب مني زميلي أن أتوجه إلى محلات الحلاقة التي يمارس بها العشرات من
البنغاليين من أجل تقصير شعر رأسي وهوما حدث حيث أديت العشر ريالات وقمت
بالمهمة وأثناء عودتي كان مرافقي قد تسلم الحقائب من صناديق الأمانات حيث
طلب مني التوجه الى حمامات الحرم المكي للاغتسال وتغيير الملابس حيث تخلصت
من ثوب الإحرام الذي كان يضيف حرارة إلى حرارة الجو وارتديت دشداشة
صحراوية كان قد أهداها لي الصديق بوشعيب قيري .
عدت الى المكان الذي تركت فيه رفيقي الحاج محمد فوجدته رفقة أحد الأشخاص
الذي علمت فيما بعد أنه مصري وسيط في كراء البيوت وبعد أن أن قصر واستحم
مرافقي توجهنا رفقته إلى زيارة العديد من الغرف توجد بشعاب بني عامر حيث لا
تبعد المنطقة عن الحرم المكي سوى ب15 دقيقة على أبعد تقدير وبعد الزيارة
وقع الاختيار على غرفة مكيفة بسريرين وحمام وتلفاز وثلاجة لقد كانت نعمة
من الله وبمبلغ مالي لا يجاوز 3500 درهم نحن الإثنان طيلة موسم الحج
استقبلنا صاحبه السيد محمود الذي رحب بنا كثيرا لما علم أننا من المغرب
ووضع نفسه رهن إشارتنا في أي لحظة ليل نهار لقد كان نعم الأخ والمضيف حيث
مازالت الاتصالات مستمرة بيننا إلى الآن ومباشرة بعد أن سوينا المسألة مع
الوسيط وأدينا ثمن الكراء إلى صاحب المنزل نمنا نوما عميقا كنا في حاجة
ماسة إليه حيث إستيقظنا قبل صلاة العصر بقليل توضأنا وتناولنا وجبة غداء
من محل كنتاكي القريب من الحرم وولجنا المسجد حيث أدينا صلاة العصر والمغرب
والعشاء دون أن نغادر المسجد وأثناء عودتنا عرجنا على بعض المحلات المختصة
في بيع الدجاج المشوي والعصير البارد جدا حيث تناولنا طعم العشاء ونمنا
عميقا إلى حدود الساعة الثانية صباحا من صباح الغد حيث أيقظني الحاج محمد
في حدود الساعة الثانية صباحا من أجل الوضوء والتوجه إلى المسجد لحجز مكان
به نظرا لأفواج الحجيج التي تدفقت عليه قبل بداية مناسك الحج بأسبوعين وبعد
دقائق كنا بباحة المسجد حيث تناولنا الكثير من ماء زمزم وأدينا صلاة الصبح
وعدنا الى المنزل حيث عرجنا على أحد البنغاليين الذي كان متخصصا في صناعة
القهوة وبيع حلويات من شبه القارة الهندية .
وتلك حكاية أخرى
8/23/2011
الملك عبد العزيز. وماهي إلا لحظات حتى كنت وجها لوجه مع الكعبة المشرفة.
وبعد أن مسحت دموعي أخذني الحاج محمد من يدي حرصا منه على حمايتي ولإطلاعه
على عللي المتعددة حيث ينبغي أن أبدأ طواف العمرة سبعة أشواط حول الكعبة
ومثيلاها في الصفا والمروة أيضا.
ورغم أن الصحن لم يكن ممتلئا عن آخره فإن الطائفين يحاولون لمس حائط الكعبة
ومنهم من يريد أن يقترب ومنهم من يريد أن يطبق ما سمعه في مساجد بلده
بدأت أحس بالاختناق وكدت أن أبدأ في الصراخ حيث اشتد خوفي من السقوط والرفس
بالأرجل كنت أتحسس بين اللحظة والأخرى حزامي الذي يحوي أوراقي وبعض من زاد
الطريق.
وماهي إلا لحظات ولو أنها تمر ثقيلة علي حتى أكملت الأشواط السبعة وأديت
الركعتين بالقرب من مقام إبراهيم ورددت بعض الأدعية التي علمها لنا الأستاذ
عبد الرحيم أوشن بمساجد الجديدة وغادرت في إتجاه الصفا والمروة بعد أن
اتفقت مع رفيقي على اللقاء بالقرب من الأمانات إلا أنني وأنا أسير لإتمام
العمرة لم أستطيع إتمام السير فقد كانت رجلاي تدمي كما انتفخت كثيرا بحكم
أني مصاب بداء النقرس جلست أستريح بعض الشيء بالقرب من نقطة الانطلاق إلا
أن الأرجل بدأت تدوس علي دون رحمة من طرف مجموعة من الحجاج الإيرانيين
الذين استطعت التعرف عليهم من خلال الشعارات الفارسية المكتوبة على
ثوب الإحرام وعلم الجمهورية الإيرانية
وأمام عجزي عن استكمال السعي قررت كراء كرسي متحرك وهو ما تسنى لي حيث
أديت مائة ريال سعودية لأحد الشباب مقابل القيام بهذه المهمة حيث كنت أردد
معه ما يطلبه مني والحق يقال أن هؤلاء الشباب يضبطون المناسك من ألفها الى
يائها نظرا لاحتكاكهم اليومي بهذه المناسك وبالحجاج والمعتمرين كان فعلا
يحترم الضوابط الدينية حيث كان يمشي الهوينا في الأماكن العادية ويهرول في
الأماكن التي يجب أن يقوم فيها بذلك وبعد انتهائي من السعي توجهت أبحث عن
رفيقي إلا أنني تهت لعدة ساعات بينما أنا أبحث عن مكان أستريح فيه خارج
المسجد الحرام حتى وجدته نائما بالقرب من الأمانات وبجانبه نمت أنا الآخر
إلى أن أعلن عن أذان صلاة الفجر حيث توضأنا وصلينا الفجر والصبح وفي
انتظار بزوغ الشمس رغم أن أضواء الحرم لاتفرق بين النهار والليل.
طلب مني زميلي أن أتوجه إلى محلات الحلاقة التي يمارس بها العشرات من
البنغاليين من أجل تقصير شعر رأسي وهوما حدث حيث أديت العشر ريالات وقمت
بالمهمة وأثناء عودتي كان مرافقي قد تسلم الحقائب من صناديق الأمانات حيث
طلب مني التوجه الى حمامات الحرم المكي للاغتسال وتغيير الملابس حيث تخلصت
من ثوب الإحرام الذي كان يضيف حرارة إلى حرارة الجو وارتديت دشداشة
صحراوية كان قد أهداها لي الصديق بوشعيب قيري .
عدت الى المكان الذي تركت فيه رفيقي الحاج محمد فوجدته رفقة أحد الأشخاص
الذي علمت فيما بعد أنه مصري وسيط في كراء البيوت وبعد أن أن قصر واستحم
مرافقي توجهنا رفقته إلى زيارة العديد من الغرف توجد بشعاب بني عامر حيث لا
تبعد المنطقة عن الحرم المكي سوى ب15 دقيقة على أبعد تقدير وبعد الزيارة
وقع الاختيار على غرفة مكيفة بسريرين وحمام وتلفاز وثلاجة لقد كانت نعمة
من الله وبمبلغ مالي لا يجاوز 3500 درهم نحن الإثنان طيلة موسم الحج
استقبلنا صاحبه السيد محمود الذي رحب بنا كثيرا لما علم أننا من المغرب
ووضع نفسه رهن إشارتنا في أي لحظة ليل نهار لقد كان نعم الأخ والمضيف حيث
مازالت الاتصالات مستمرة بيننا إلى الآن ومباشرة بعد أن سوينا المسألة مع
الوسيط وأدينا ثمن الكراء إلى صاحب المنزل نمنا نوما عميقا كنا في حاجة
ماسة إليه حيث إستيقظنا قبل صلاة العصر بقليل توضأنا وتناولنا وجبة غداء
من محل كنتاكي القريب من الحرم وولجنا المسجد حيث أدينا صلاة العصر والمغرب
والعشاء دون أن نغادر المسجد وأثناء عودتنا عرجنا على بعض المحلات المختصة
في بيع الدجاج المشوي والعصير البارد جدا حيث تناولنا طعم العشاء ونمنا
عميقا إلى حدود الساعة الثانية صباحا من صباح الغد حيث أيقظني الحاج محمد
في حدود الساعة الثانية صباحا من أجل الوضوء والتوجه إلى المسجد لحجز مكان
به نظرا لأفواج الحجيج التي تدفقت عليه قبل بداية مناسك الحج بأسبوعين وبعد
دقائق كنا بباحة المسجد حيث تناولنا الكثير من ماء زمزم وأدينا صلاة الصبح
وعدنا الى المنزل حيث عرجنا على أحد البنغاليين الذي كان متخصصا في صناعة
القهوة وبيع حلويات من شبه القارة الهندية .
وتلك حكاية أخرى
8/23/2011
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
عين على مكة
بعد
أن أنهينا العمرة وارتدينا ملابسنا أصبحنا نعيش نفس الروتين نستيقظ صباحا
على الساعة الثانية صباحا حيث نتوجه إلى المسجد الحرام لأداء صلاة الصبح
ونتناول ما تيسر لنا من ماء زمزم ونعود إلى الغرفة لتناول وجبة الإفطار
والاستراحة قليلا من أجل العودة إلى المسجد الحرام لأداء صلاة الظهر على
الساعة العاشرة صباحا كان صديقي ورفيقي في هذه الرحلة الربانية الحاج محمد
خويا يصر على أن نتبضع( تميزا )أفغانيا ساخنا كلما كنا متوجهين إلى المسجد
فقد كان هذا الخبز الأفغاني جيدا رغم أن حميتي الخاصة بارتفاع الضغط الدموي
تمنع علي تناول الأطعمة المالحة فقد كنت وأياه نلتهم خبزة كاملة ونحن
نتبادل الضحكات
بعد أداء الصلاة كنا نتناول بعض الطعام من المحلات التركية أو الأمريكية
المختصة في تقديم الدجاج المشوي بالأرز ومشروب غازي أو ماء باثمان لا تفوق
25درهما للوجبة الكاملة بعدها نستلقي قليلا فوق أسرتنا لنتوجه في حدود
الساعة الثالثة إلى المسجد مرة أخرى من أجل أداء صلوات العصر والمغرب
والعشاء مع قراءة القرآن وقد كانت حقا خلوة ربانية لا يوقظك منها أحد سوى
هاتفك النقال الذي تستخرجه من جيبك لتركيب رقم البيت بالمغرب للاطمئنان على
الأبناء والآهل كنا نعرج بعد صلاة العشاء على بعض المحلات التجارية التي
تتمركز في شعاب بني عامر حيث نقتني منها بعض المشروبات المنعشة والمكسرات
وماء معدني ومشتقات الحليب التي تعتبر من أجود الأنواع بالخليج العربي
لنعود الى البيت حيث نتناول بعض من مقتنياتنا وننام في انتظار يوم جديد
كنت بين الفينة والأخرى أبحث بحس صحافي عن ما يميز هذه البقاع عن غيرها من
الأماكن الأخرى وما يميز منطقة عن أخرى لقد بدت مكة في حلة جديدة فالسلطات
السعودية عمدت إلى توسعة ما يمكن توسيعه بالقرب من الحرم الشريف كما أن
الشوارع المهمة كإبراهيم الخليل وفلسطين تبدو نظيفة وحركة السير والمرور
ميسرة فيها بشكل أو بآخر خلال هذه الجولة الزوالية كان الجو رطبا والشمس
قائمة على الرؤوس رغم أن الفصل فصل خريف. انتقلت بين عمران عظيم من أبراج
مكة والمروة و العديد من الأبراج في شوارع مديدة وميادين فسيحة ستحتل
جميعها مع اقتراب موعد الحج .
تجولت قليلا بين بعض المحلات التجارية حيث كنت في حاجة الى شبشب جلدي يجوز
به الإحرام حيث عثرت على ضالتي في محل تجاري يعرف تخفيضا مهما على
عروضه بعد هذه الجولة عدت الى المسجد حيث تم اللقاء مع رفيقي وماهي إلا
لحظات حتى تلقيت اتصالا من الاستاذ العلامة عبد الرحيم أوشن الذي أخبرني
أنهم وصلوا مكة وأنه يقيم بفندق العنود بلازا بشارع إبراهيم الخليل توعدنا
على اللقاء بعد صلاة العشاء وهو ماتم كانت مفاجأتي الأولى أن التقيت
الصديق محمد بنغدان وهو صاحب وكالة أسفار حيث رحب بي كثيرا وكان فضله علي
خلال مقامي بمنى وفيرا ماأنساه طيلة حياتي
تناولنا وجبة العشاء بالفندق وهي المرة الأولى التي أحس فيها بجو عائلي حيث
التقيت العديد من معارفي بالجديدة الذين سيحسنون بي عندما سيشتد المرض بي
أثناء أداء المشاعر
كنت أزور هؤلاء الرفاق كلما أحسست بغربة شديدة بمكة وبينما ذات مساء وأنا
رفقة الأستاذ عبد الرحيم أوشن بباب الفندق نتسامر كانت مفاجأتي كبيرة وأنا
ألتقي الأخ بوسنيني والصديق بوحميدة وقيدوم العمال بمؤسسة الإتحاد
الاشتراكي محمد صواب وبعد أن تناولنا العديد من المواضيع تواعدنا على
اللقاء مرة أخرى إلا أننا اختلفنا في الميعاد
وبعد أن اطلع الصديق بنغدان على وثائقي الخاصة بمنى ومكان المخيم أصر على
أن أرافقهم إلى منى خاصة وأن مكان إقامتي بعيد جدا عن مكان رمي الجمرات وأن
حجاج المجاملة والتأشيرات الخاصة يعيشون وضعا خاصا أشبه بالحجيج الرسمي
عكس حجيج الوكالات الذين تكون لهم مخيمات خاصة
قبل الرحلة بيومين كنت ورفيقي الحاج محمد قد اقتنينا بعض الملابس الخفيفة
ووضعنا بعض مما نحتاجه في حقيبة ظهر نظرا للنصائح التي كان يقدمها
التلفزيون السعودي وكذلك الرسائل القصيرة التي كنا نتوصل بها عبر الهاتف
النقال هنا والحق يقال أن الدولة السعودية تضاعف مجهوداتها مع إقتراب
المشاعر آلاف الجنود من مختلف التشكيلات قوات محاربة الشغب شرطة السير
عشرات المروحيات وآلاف حافلات النقل المخصصة الى نقل الحجاج الى منن إضافة
الى الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف وغيره .
ويوم السفر إلى منى استيقظت ورفيقي فجرا حيث استحميت وصلينا ركعتين وصلاة
الفجر طبقا للسنة النبوية وإرتديت ثوب الإحرام استعدادا للسفر إلى منى
لأداء مناسك الحج.
8/24/2011
أن أنهينا العمرة وارتدينا ملابسنا أصبحنا نعيش نفس الروتين نستيقظ صباحا
على الساعة الثانية صباحا حيث نتوجه إلى المسجد الحرام لأداء صلاة الصبح
ونتناول ما تيسر لنا من ماء زمزم ونعود إلى الغرفة لتناول وجبة الإفطار
والاستراحة قليلا من أجل العودة إلى المسجد الحرام لأداء صلاة الظهر على
الساعة العاشرة صباحا كان صديقي ورفيقي في هذه الرحلة الربانية الحاج محمد
خويا يصر على أن نتبضع( تميزا )أفغانيا ساخنا كلما كنا متوجهين إلى المسجد
فقد كان هذا الخبز الأفغاني جيدا رغم أن حميتي الخاصة بارتفاع الضغط الدموي
تمنع علي تناول الأطعمة المالحة فقد كنت وأياه نلتهم خبزة كاملة ونحن
نتبادل الضحكات
بعد أداء الصلاة كنا نتناول بعض الطعام من المحلات التركية أو الأمريكية
المختصة في تقديم الدجاج المشوي بالأرز ومشروب غازي أو ماء باثمان لا تفوق
25درهما للوجبة الكاملة بعدها نستلقي قليلا فوق أسرتنا لنتوجه في حدود
الساعة الثالثة إلى المسجد مرة أخرى من أجل أداء صلوات العصر والمغرب
والعشاء مع قراءة القرآن وقد كانت حقا خلوة ربانية لا يوقظك منها أحد سوى
هاتفك النقال الذي تستخرجه من جيبك لتركيب رقم البيت بالمغرب للاطمئنان على
الأبناء والآهل كنا نعرج بعد صلاة العشاء على بعض المحلات التجارية التي
تتمركز في شعاب بني عامر حيث نقتني منها بعض المشروبات المنعشة والمكسرات
وماء معدني ومشتقات الحليب التي تعتبر من أجود الأنواع بالخليج العربي
لنعود الى البيت حيث نتناول بعض من مقتنياتنا وننام في انتظار يوم جديد
كنت بين الفينة والأخرى أبحث بحس صحافي عن ما يميز هذه البقاع عن غيرها من
الأماكن الأخرى وما يميز منطقة عن أخرى لقد بدت مكة في حلة جديدة فالسلطات
السعودية عمدت إلى توسعة ما يمكن توسيعه بالقرب من الحرم الشريف كما أن
الشوارع المهمة كإبراهيم الخليل وفلسطين تبدو نظيفة وحركة السير والمرور
ميسرة فيها بشكل أو بآخر خلال هذه الجولة الزوالية كان الجو رطبا والشمس
قائمة على الرؤوس رغم أن الفصل فصل خريف. انتقلت بين عمران عظيم من أبراج
مكة والمروة و العديد من الأبراج في شوارع مديدة وميادين فسيحة ستحتل
جميعها مع اقتراب موعد الحج .
تجولت قليلا بين بعض المحلات التجارية حيث كنت في حاجة الى شبشب جلدي يجوز
به الإحرام حيث عثرت على ضالتي في محل تجاري يعرف تخفيضا مهما على
عروضه بعد هذه الجولة عدت الى المسجد حيث تم اللقاء مع رفيقي وماهي إلا
لحظات حتى تلقيت اتصالا من الاستاذ العلامة عبد الرحيم أوشن الذي أخبرني
أنهم وصلوا مكة وأنه يقيم بفندق العنود بلازا بشارع إبراهيم الخليل توعدنا
على اللقاء بعد صلاة العشاء وهو ماتم كانت مفاجأتي الأولى أن التقيت
الصديق محمد بنغدان وهو صاحب وكالة أسفار حيث رحب بي كثيرا وكان فضله علي
خلال مقامي بمنى وفيرا ماأنساه طيلة حياتي
تناولنا وجبة العشاء بالفندق وهي المرة الأولى التي أحس فيها بجو عائلي حيث
التقيت العديد من معارفي بالجديدة الذين سيحسنون بي عندما سيشتد المرض بي
أثناء أداء المشاعر
كنت أزور هؤلاء الرفاق كلما أحسست بغربة شديدة بمكة وبينما ذات مساء وأنا
رفقة الأستاذ عبد الرحيم أوشن بباب الفندق نتسامر كانت مفاجأتي كبيرة وأنا
ألتقي الأخ بوسنيني والصديق بوحميدة وقيدوم العمال بمؤسسة الإتحاد
الاشتراكي محمد صواب وبعد أن تناولنا العديد من المواضيع تواعدنا على
اللقاء مرة أخرى إلا أننا اختلفنا في الميعاد
وبعد أن اطلع الصديق بنغدان على وثائقي الخاصة بمنى ومكان المخيم أصر على
أن أرافقهم إلى منى خاصة وأن مكان إقامتي بعيد جدا عن مكان رمي الجمرات وأن
حجاج المجاملة والتأشيرات الخاصة يعيشون وضعا خاصا أشبه بالحجيج الرسمي
عكس حجيج الوكالات الذين تكون لهم مخيمات خاصة
قبل الرحلة بيومين كنت ورفيقي الحاج محمد قد اقتنينا بعض الملابس الخفيفة
ووضعنا بعض مما نحتاجه في حقيبة ظهر نظرا للنصائح التي كان يقدمها
التلفزيون السعودي وكذلك الرسائل القصيرة التي كنا نتوصل بها عبر الهاتف
النقال هنا والحق يقال أن الدولة السعودية تضاعف مجهوداتها مع إقتراب
المشاعر آلاف الجنود من مختلف التشكيلات قوات محاربة الشغب شرطة السير
عشرات المروحيات وآلاف حافلات النقل المخصصة الى نقل الحجاج الى منن إضافة
الى الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف وغيره .
ويوم السفر إلى منى استيقظت ورفيقي فجرا حيث استحميت وصلينا ركعتين وصلاة
الفجر طبقا للسنة النبوية وإرتديت ثوب الإحرام استعدادا للسفر إلى منى
لأداء مناسك الحج.
8/24/2011
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
الى عرفات الركن الأعظم
بعد وصولي
ورفيقي الحاج محمد الى فندق العنود بالازا حيث كانت الحافلة التي ستقل وفد
حجيج وكالة ريكوردي من الفندق الى حيث المشاعر. وبباب الفندق تناولنا
فطورنا وما هي الإ لحظات حتى توقفت الحافلة التي امتطيناها في اتجاه منى لم
تكن لي سابق معرفة بها باستثناء صور بسيطة كنت قد شاهدتها وأنا طفل صغير
بالتلفزيون أو كتلك التي كانت ببعض الكتب المدرسية .مباشرة بعد مغادرتنا
شارع إبراهيم الخليل رفعت التلبية من طرف الحجيج .وبينما كانت الحافلة تسير
كنت أسترق النظر الى المنشآت التجارية الكبيرة التي يشملها حي العزيزية
الذي بني على الطراز الغربي عمارات فارهة ومساحات تجارية كبرى تجد كل ما
تبحث عنه فيها وما هي إلا ساعة تقريبا حتى كنا عند مشارف مدخل منى حيث كانت
مختلف القوات الأمنية تراقب الحافلات التي تدخل منى خاصة وأن اللجنة
المكلفة بالحج ووزارة الداخلية السعودية كانت قد اتخذت العديد من
الإجراءات للحد من تدفق الأشخاص غير المتوفرين على شروط الحج من دخول مكة
ومنى إلا أنه كباقي بقع العالم يظهر أن هناك من يقوم بالتهجير السري الذي
لا يمكن محاربته مهما تعددت الوسائل وهذا ما رأيناه حيث ستنصب الخيام
الصغيرة وسيفرش الورق المقوى وسنجد الحجيج ينام في الشارع وقد أخذ منهم
التعب مأخذه كما أن انعدام الطهارة والاستحمام قد فعل فعلته بالحجيج الذي
دخل سرا الى مكة ومنها الى منى خاصة حجيج إفريقيا السوداء وبعض البنغال و
الهنود والباكستانيين وآسيا الوسطى
منى هذه هي كل الحج تقريبا حسب الكتب الإرشادية التي يتم توزيعها من طرف
مسؤولي المملكة على الحجيج وبلغات متعددة حيث تؤكد على أن أعمال الحج تبدأ
في اليوم الثامن من ذي الحجة وهو المسمى يوم التروية .يخرج فيها الحاج
المتمتع أو المقرن أو المفرد الى منى قبل حلول الظهر وتتم فيها صلاة الظهر
والعصر والمغرب والعشاء كل في وقتها لكن بالتقصير أي ركعتين فقط ويتم فيها
المبيت ليلة التاسع من ذي الحجة لصلاة الفجر فيها.
دخلنا منى وبإحدى الساحات الفسيحة القريبة من إدارة الدفاع الوطني
والمستشفى الميداني توقفت الحافلة لنلج بوابة المخيم حيث كانت الجهة
المكلفة بوكالة السياحة قد جهزت الخيام بالأسرة التي تتحول صباحا الى
آرائك خاصة بالجلوس.غادر رفيقي في اتجاه المخيم 136 بعد أن اطمأن علي
وتركني في أياد آمنة فكانت أولى ملاحظاتي أن الدولة السعودية ورغم ما
تجنيه من موسم الحج من أرباح فإنها تستثمر وتجدد وتبني وتشيد وتوسع من أجل
السلامة أولا وأخيرا.
في منى يقيم أكبر تعداد من الحجيج ومن لا يقيم بها يجب أن يبيت فيها مساء
يوم التروية حسب السنة النبوية كما أنه يجب أن يكون بها يوم النحر في
العاشر من ذي الحجة ليرمي جمرة العقبة أو الجمرة الكبرى وبمنى تبدأ أيام
التشريق أيضا من ليلة الحادي عشر من ذي الحجة. تتم بالمبيت بها ثلاث ليال
أو ليلتان لمن أراد التعجيل حسب السنة النبوية وأن كل منسك يتم إلا وتعود
بعده إليها إنها مدينة الحج بامتياز.
إنها مدينة فريدة من نوعها تم بنيانها بعشرات الآلاف من الخيام المجهزة
بأحدث التجهيزات من مكيفات ودور المياه والرشاشات المائية والمحلات
التجارية والأمن والدفاع المدني وأن كل صف من هذه الخيام يشكل حيا مستقلا
بذاته منها أحياء خاصة بالبعثات وأخرى بالوفود وثالثة بالوكالات التي يتكلف
فيها الوكلاء بكل شيء كما الفندق المبيت إضافة الى المأكل والمشرب. أما
الخيام الأخرى فالحجيج هو من يتكلف بتغذيته ونظافته وحتى تأطيره الديني في
غياب المؤطرين وهذا ما بلغنا من احتجاجات من طرف العديد من الحجيج الرسمي
ونحن بمنى كما أن الزيارات التي يقوم بها المؤطرون الدينيون التابعون
للوكالات يتحملون قسطا من التأطير الديني للحجيج الرسمي الذين يتخلى عنهم
الجميع أمام ضعف المؤطرين وضعف تعويضاتهم أيضا خاصة أثناء القيام
بالمناسك.
فكيف يمكن لهذه الأمواج البشرية التي يجمع بينها إله واحد ودين واحد رغم
اختلاف الألسن أن تتوحد في مكان واحد إنها القدرة الإلاهية التي وحدت
بينهم في الدين هي الآخرى التي جمعت بينهم في هذا المكان ذي الخصوصيات
المقدسة .
بعد صلاة العشاء لأول يوم قضيناه في منى كنا نستعد للصعود الى عرفات.
تناولنا عشاء تلك الليلة واتصلت لأطمئن على رفيقي الحاج محمد
بالمخيم 136 ونمنا من شدة التعب .وفي حدود الثانية صباحا تم إيقاظنا من طرف
الإخوة في الخيمة للتوضؤ نظرا للازدحام الذي تعرفه الحمامات ودور المياه
.بعد اقتراب أوقات الصلاة توضأنا وصلينا صلاة الصبح وقرأنا ما تيسر من
القرآن الكريم. بعدها تناولنا الفطور جماعة في انتظار الحافلة التي ستقلنا
الى عرفات. وماهي إلا لحظات حتى كانت الحافلة جاهزة للتحرك نظرا للنظام
الذي كان يلتزم به حجاج هذه الوكالة والمخطط الذي كان يرسماه كل من صاحبيها
حسن ومحمد بنغدان جزاهما الله خير الجزاء عما يسديانه لحجاج بيت الله بشكل
إضافي عن الخدمات المقررة في المنتوج السياحي المقدم من طرف وزارة
السياحة.
8/25/2011
ورفيقي الحاج محمد الى فندق العنود بالازا حيث كانت الحافلة التي ستقل وفد
حجيج وكالة ريكوردي من الفندق الى حيث المشاعر. وبباب الفندق تناولنا
فطورنا وما هي الإ لحظات حتى توقفت الحافلة التي امتطيناها في اتجاه منى لم
تكن لي سابق معرفة بها باستثناء صور بسيطة كنت قد شاهدتها وأنا طفل صغير
بالتلفزيون أو كتلك التي كانت ببعض الكتب المدرسية .مباشرة بعد مغادرتنا
شارع إبراهيم الخليل رفعت التلبية من طرف الحجيج .وبينما كانت الحافلة تسير
كنت أسترق النظر الى المنشآت التجارية الكبيرة التي يشملها حي العزيزية
الذي بني على الطراز الغربي عمارات فارهة ومساحات تجارية كبرى تجد كل ما
تبحث عنه فيها وما هي إلا ساعة تقريبا حتى كنا عند مشارف مدخل منى حيث كانت
مختلف القوات الأمنية تراقب الحافلات التي تدخل منى خاصة وأن اللجنة
المكلفة بالحج ووزارة الداخلية السعودية كانت قد اتخذت العديد من
الإجراءات للحد من تدفق الأشخاص غير المتوفرين على شروط الحج من دخول مكة
ومنى إلا أنه كباقي بقع العالم يظهر أن هناك من يقوم بالتهجير السري الذي
لا يمكن محاربته مهما تعددت الوسائل وهذا ما رأيناه حيث ستنصب الخيام
الصغيرة وسيفرش الورق المقوى وسنجد الحجيج ينام في الشارع وقد أخذ منهم
التعب مأخذه كما أن انعدام الطهارة والاستحمام قد فعل فعلته بالحجيج الذي
دخل سرا الى مكة ومنها الى منى خاصة حجيج إفريقيا السوداء وبعض البنغال و
الهنود والباكستانيين وآسيا الوسطى
منى هذه هي كل الحج تقريبا حسب الكتب الإرشادية التي يتم توزيعها من طرف
مسؤولي المملكة على الحجيج وبلغات متعددة حيث تؤكد على أن أعمال الحج تبدأ
في اليوم الثامن من ذي الحجة وهو المسمى يوم التروية .يخرج فيها الحاج
المتمتع أو المقرن أو المفرد الى منى قبل حلول الظهر وتتم فيها صلاة الظهر
والعصر والمغرب والعشاء كل في وقتها لكن بالتقصير أي ركعتين فقط ويتم فيها
المبيت ليلة التاسع من ذي الحجة لصلاة الفجر فيها.
دخلنا منى وبإحدى الساحات الفسيحة القريبة من إدارة الدفاع الوطني
والمستشفى الميداني توقفت الحافلة لنلج بوابة المخيم حيث كانت الجهة
المكلفة بوكالة السياحة قد جهزت الخيام بالأسرة التي تتحول صباحا الى
آرائك خاصة بالجلوس.غادر رفيقي في اتجاه المخيم 136 بعد أن اطمأن علي
وتركني في أياد آمنة فكانت أولى ملاحظاتي أن الدولة السعودية ورغم ما
تجنيه من موسم الحج من أرباح فإنها تستثمر وتجدد وتبني وتشيد وتوسع من أجل
السلامة أولا وأخيرا.
في منى يقيم أكبر تعداد من الحجيج ومن لا يقيم بها يجب أن يبيت فيها مساء
يوم التروية حسب السنة النبوية كما أنه يجب أن يكون بها يوم النحر في
العاشر من ذي الحجة ليرمي جمرة العقبة أو الجمرة الكبرى وبمنى تبدأ أيام
التشريق أيضا من ليلة الحادي عشر من ذي الحجة. تتم بالمبيت بها ثلاث ليال
أو ليلتان لمن أراد التعجيل حسب السنة النبوية وأن كل منسك يتم إلا وتعود
بعده إليها إنها مدينة الحج بامتياز.
إنها مدينة فريدة من نوعها تم بنيانها بعشرات الآلاف من الخيام المجهزة
بأحدث التجهيزات من مكيفات ودور المياه والرشاشات المائية والمحلات
التجارية والأمن والدفاع المدني وأن كل صف من هذه الخيام يشكل حيا مستقلا
بذاته منها أحياء خاصة بالبعثات وأخرى بالوفود وثالثة بالوكالات التي يتكلف
فيها الوكلاء بكل شيء كما الفندق المبيت إضافة الى المأكل والمشرب. أما
الخيام الأخرى فالحجيج هو من يتكلف بتغذيته ونظافته وحتى تأطيره الديني في
غياب المؤطرين وهذا ما بلغنا من احتجاجات من طرف العديد من الحجيج الرسمي
ونحن بمنى كما أن الزيارات التي يقوم بها المؤطرون الدينيون التابعون
للوكالات يتحملون قسطا من التأطير الديني للحجيج الرسمي الذين يتخلى عنهم
الجميع أمام ضعف المؤطرين وضعف تعويضاتهم أيضا خاصة أثناء القيام
بالمناسك.
فكيف يمكن لهذه الأمواج البشرية التي يجمع بينها إله واحد ودين واحد رغم
اختلاف الألسن أن تتوحد في مكان واحد إنها القدرة الإلاهية التي وحدت
بينهم في الدين هي الآخرى التي جمعت بينهم في هذا المكان ذي الخصوصيات
المقدسة .
بعد صلاة العشاء لأول يوم قضيناه في منى كنا نستعد للصعود الى عرفات.
تناولنا عشاء تلك الليلة واتصلت لأطمئن على رفيقي الحاج محمد
بالمخيم 136 ونمنا من شدة التعب .وفي حدود الثانية صباحا تم إيقاظنا من طرف
الإخوة في الخيمة للتوضؤ نظرا للازدحام الذي تعرفه الحمامات ودور المياه
.بعد اقتراب أوقات الصلاة توضأنا وصلينا صلاة الصبح وقرأنا ما تيسر من
القرآن الكريم. بعدها تناولنا الفطور جماعة في انتظار الحافلة التي ستقلنا
الى عرفات. وماهي إلا لحظات حتى كانت الحافلة جاهزة للتحرك نظرا للنظام
الذي كان يلتزم به حجاج هذه الوكالة والمخطط الذي كان يرسماه كل من صاحبيها
حسن ومحمد بنغدان جزاهما الله خير الجزاء عما يسديانه لحجاج بيت الله بشكل
إضافي عن الخدمات المقررة في المنتوج السياحي المقدم من طرف وزارة
السياحة.
8/25/2011
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
أنظروا الى عبادي،أتوني شعثا غبرا من كل فج عميق
بعد لحظات ها
نحن وقوف بعرفة الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم الحج عرفة أي أن
الوقوف بعرفة ركن من أركان الحج لا يصح إلا به فيجب على كل حاج أن يتهيأ له
خاصة ومع اقتراب هذا الركن الاعظم الذي لا يجب التفريط لان لا حج بدون
عرفة
استيقظنا باكرا كنت خلالها كطائر في السماء رغم عللي الكثيرة خاصة وأنني
كنت محموما جراء ارتفاع نسبة الحامض البولي وانتفاخ في الرجلين واليدين
ايقظنا الفقيهين الطيبين عبد الرحيم أوشن وعز الدين مناري باكرا حيث صلينا
الفجر والصبح وتناولنا طعم الإفطار لننتقل بعد ذلك الى الحافلة ورغم قصر
المسافة أيضا بين منى وعرفات إذ لا تتجاوز 10 كيلومترات فقد احتجنا الى
أكثر من ثلاث ساعات لبلوغ المكان المخصص لنا فقد تطلب منا الأمر أكثر من
ساعة لمغادرة منى حيث آلاف الحجاج وآلاف الحافلات إضافة الى الحجيج
القادمين من كل الجهات فهذا الاختناق في السير والمرور لا يمكن العثور عليه
إلا في هذا المكان الذي يصل تعداده السكاني من الحجيج أكثر من 6 ملايين
حاج إضافة الى الحجيج السري
كنت أظن أن عرفات شبيه بملعب مسيج أومحطة محددة المعالم والحدود إلا أن
لاشيء من ذلك قد عثرنا عليه الجبل القديم الذي نشاهده في التلفزيون والصور
كان قد توارى كانت أرض ذات طبيعة مختلفة أشجار هنا أراض رملية ردم واحجار
هناك توقفت الحافلة ونزلنا مباشرة الى الخيمة المخصصة لنا حيث كان الوقت
قريبا من الظهيرة وكان إمام مسجد نمرة قد بدأ في إلقاء خطبته التي كنا
نسمعها عن طريق مدياع نصبه لها الإمام عبد الرحيم أوشن وحاول جاهدا إرضاء
الجميع بإيصاله بمكبر الصوت وبعد انتهاء الخطبة قام فينا الإمام ليصلي بنا
الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد واقامتين كما كان يفعل الرسول (ص
)ولايجوز أن يصلى قبلهما أو بعدهما شيئا بعد أن انتهت الصلاة أنخرط كل منا
في قراءة القرآن أو الأذكار وماهي إلا لحظات حتى بدأت أنواع من الأطعمة
وأكوام من اللحم تقدم الى الحجيج وقد كنت لاأقدر على تناولها جراء الدهون
الكثيرة التي تحويها خرجت أبحث عن ماء بارد فوجدت عشرات الشاحنات المملوءة
بالأكل والشراب والشمسيات والمشروبات الغازية توزع مجانا في كل حدب وصوب من
طرف شباب متطوع لخدمة ضيوف الرحمان كما في المطارات والمساجد والشوارع
عدت الى الخيمة لإستريح فأخذني النوم وماهي إلا لحظات حتى أيقظني أحد
مرافقينا لنبدأ الدعاء هناك من كان يبكي حتى أن بكاءه كان يعلو على الدعاء
والأكف مرفوعة الى العلي القدير
لينتقل الإمام بعد ذلك الى ذكر الجموع بحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي (
ص) قال ما من يوم أكثر من أن يعتق فيه الله عبدا من النار من يوم عرفة
,وأنه ليدنو عز وجل ثم يباهي بكم الملائكة فيقول سبحانه وتعالى ماأراد
هؤلاء؟ ثم وقد حانت ساعة الغروب وقرب الانصراف ,فإن الإمام ذكرنا بأن
الله سبحانه وتعالى ينزل الى السماء الدنيا ويقول لملائكته الكرام (أنظروا
الى عبادي,أتوني شعتا غبرا من كل فج عميق ,أشهدكم أني قد غفرت لهم ,إنصرفوا
مغفور لكم ) بعد ذلك إنخرط كل منا في صمت يدعو لنفسه وأهله في خشوع وخضوع
وعم لحظتها صمت رهيب على المكان ونحن متوجهون الى الله من أجل أن يغفر لنا
ذنوبنا نحن الفقراء الذين نتوجه إليه من أجل أن يبوئنا الجنة
كنت أول من غادر الخيمة رفقة الصديق بنغدان في اتجاه الحافلة رحمة بي وكذلك
لاحرس أن لايتسلل إليها أحد خاصة وأن مقاعدها محدودة وأن الحافلات معرضة
للتفتيش في كل لحظة من طرف رجال الأمن مع ما يترتب من غرامات كبيرة في حالة
المخالفة والتي يِِؤديها السائق من ماله الخاص وليس الشركة وأنا أركب
الحافلة شاهدت أكوام كبيرة من الأزبال يعلم الله كم ستلزم من أكياس
بلاستيكية وحاويات سيتم نقلها من طرف السلطات السعودية الى هذا المكان
لتنظيفه وبعد أزيد من ثلاث ساعات من السير وسط امواج بشرية كنا في حدود
منتصف الليل بمزدلفة حيث جمعت الأحجار لرمي الجمار صلينا المغرب و العشاء
جماعة ونمنا قليلا بالقرب من الحافلة وفي الوقت الذي كنا نتأهب للعودة الى
منى تاه أحد الحجاج حيث تطلب أمر البحث عنه أكثر من ساعتين دون جدوى وكان
هاتفه النقال قد توقف عن الرنين عدنا الى منى التي وصلناها فجرا حيث أخدنا
قليلا من الراحة لان اليوم كان العاشر من ذي الحجة وهو يوم عيد الأضحى
صلينا الصبح وبدأنا في تنظيم أنفسنا من أجل التوجه الى رمي الجمرة الكبرى .
8/26/2011
نحن وقوف بعرفة الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم الحج عرفة أي أن
الوقوف بعرفة ركن من أركان الحج لا يصح إلا به فيجب على كل حاج أن يتهيأ له
خاصة ومع اقتراب هذا الركن الاعظم الذي لا يجب التفريط لان لا حج بدون
عرفة
استيقظنا باكرا كنت خلالها كطائر في السماء رغم عللي الكثيرة خاصة وأنني
كنت محموما جراء ارتفاع نسبة الحامض البولي وانتفاخ في الرجلين واليدين
ايقظنا الفقيهين الطيبين عبد الرحيم أوشن وعز الدين مناري باكرا حيث صلينا
الفجر والصبح وتناولنا طعم الإفطار لننتقل بعد ذلك الى الحافلة ورغم قصر
المسافة أيضا بين منى وعرفات إذ لا تتجاوز 10 كيلومترات فقد احتجنا الى
أكثر من ثلاث ساعات لبلوغ المكان المخصص لنا فقد تطلب منا الأمر أكثر من
ساعة لمغادرة منى حيث آلاف الحجاج وآلاف الحافلات إضافة الى الحجيج
القادمين من كل الجهات فهذا الاختناق في السير والمرور لا يمكن العثور عليه
إلا في هذا المكان الذي يصل تعداده السكاني من الحجيج أكثر من 6 ملايين
حاج إضافة الى الحجيج السري
كنت أظن أن عرفات شبيه بملعب مسيج أومحطة محددة المعالم والحدود إلا أن
لاشيء من ذلك قد عثرنا عليه الجبل القديم الذي نشاهده في التلفزيون والصور
كان قد توارى كانت أرض ذات طبيعة مختلفة أشجار هنا أراض رملية ردم واحجار
هناك توقفت الحافلة ونزلنا مباشرة الى الخيمة المخصصة لنا حيث كان الوقت
قريبا من الظهيرة وكان إمام مسجد نمرة قد بدأ في إلقاء خطبته التي كنا
نسمعها عن طريق مدياع نصبه لها الإمام عبد الرحيم أوشن وحاول جاهدا إرضاء
الجميع بإيصاله بمكبر الصوت وبعد انتهاء الخطبة قام فينا الإمام ليصلي بنا
الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد واقامتين كما كان يفعل الرسول (ص
)ولايجوز أن يصلى قبلهما أو بعدهما شيئا بعد أن انتهت الصلاة أنخرط كل منا
في قراءة القرآن أو الأذكار وماهي إلا لحظات حتى بدأت أنواع من الأطعمة
وأكوام من اللحم تقدم الى الحجيج وقد كنت لاأقدر على تناولها جراء الدهون
الكثيرة التي تحويها خرجت أبحث عن ماء بارد فوجدت عشرات الشاحنات المملوءة
بالأكل والشراب والشمسيات والمشروبات الغازية توزع مجانا في كل حدب وصوب من
طرف شباب متطوع لخدمة ضيوف الرحمان كما في المطارات والمساجد والشوارع
عدت الى الخيمة لإستريح فأخذني النوم وماهي إلا لحظات حتى أيقظني أحد
مرافقينا لنبدأ الدعاء هناك من كان يبكي حتى أن بكاءه كان يعلو على الدعاء
والأكف مرفوعة الى العلي القدير
لينتقل الإمام بعد ذلك الى ذكر الجموع بحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي (
ص) قال ما من يوم أكثر من أن يعتق فيه الله عبدا من النار من يوم عرفة
,وأنه ليدنو عز وجل ثم يباهي بكم الملائكة فيقول سبحانه وتعالى ماأراد
هؤلاء؟ ثم وقد حانت ساعة الغروب وقرب الانصراف ,فإن الإمام ذكرنا بأن
الله سبحانه وتعالى ينزل الى السماء الدنيا ويقول لملائكته الكرام (أنظروا
الى عبادي,أتوني شعتا غبرا من كل فج عميق ,أشهدكم أني قد غفرت لهم ,إنصرفوا
مغفور لكم ) بعد ذلك إنخرط كل منا في صمت يدعو لنفسه وأهله في خشوع وخضوع
وعم لحظتها صمت رهيب على المكان ونحن متوجهون الى الله من أجل أن يغفر لنا
ذنوبنا نحن الفقراء الذين نتوجه إليه من أجل أن يبوئنا الجنة
كنت أول من غادر الخيمة رفقة الصديق بنغدان في اتجاه الحافلة رحمة بي وكذلك
لاحرس أن لايتسلل إليها أحد خاصة وأن مقاعدها محدودة وأن الحافلات معرضة
للتفتيش في كل لحظة من طرف رجال الأمن مع ما يترتب من غرامات كبيرة في حالة
المخالفة والتي يِِؤديها السائق من ماله الخاص وليس الشركة وأنا أركب
الحافلة شاهدت أكوام كبيرة من الأزبال يعلم الله كم ستلزم من أكياس
بلاستيكية وحاويات سيتم نقلها من طرف السلطات السعودية الى هذا المكان
لتنظيفه وبعد أزيد من ثلاث ساعات من السير وسط امواج بشرية كنا في حدود
منتصف الليل بمزدلفة حيث جمعت الأحجار لرمي الجمار صلينا المغرب و العشاء
جماعة ونمنا قليلا بالقرب من الحافلة وفي الوقت الذي كنا نتأهب للعودة الى
منى تاه أحد الحجاج حيث تطلب أمر البحث عنه أكثر من ساعتين دون جدوى وكان
هاتفه النقال قد توقف عن الرنين عدنا الى منى التي وصلناها فجرا حيث أخدنا
قليلا من الراحة لان اليوم كان العاشر من ذي الحجة وهو يوم عيد الأضحى
صلينا الصبح وبدأنا في تنظيم أنفسنا من أجل التوجه الى رمي الجمرة الكبرى .
8/26/2011
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
نقاشات فقهية حول التعجيل والتأخير
كان يوم العاشر من ذي الحجة اي يوم عيد الأضحى إستيقظنا باكرا صلينا صلاة
الفجر وتناولنا طعم الإفطار و توجهنا جميعا راجلين الى حيث رمي الجمرات
حيث كانت أمواج بشرية ذاك الصباح متوجهة الى رمي الجمرة الكبرى من أجل
التحلل وحلق الرأس والتخلص من ثوب الأحرام بالنسبة للرجال أصبت بعياء شديد
رغم أن السلطات السعودية كانت قد وضعت نظاما محكما لا يسمح فيه بحمل اي شيء
كما أنها وضعت طريقا للدخول والخروج لقد ساهمت فتوى التوسيع التي عرفها
حوض الرمي في تجنيب الحجاج موت محقق خاصة الشيوخ والمعاقين والمرضى
أثناء التوجه الى حوض الجمرات كان الأستاذ عبد الرحيم أوشن يوجهنا بعد أن
أسدى لنا العديد من النصائح خاصة طريقة الرمي ومايجب قوله أثناء الرمي كما
أن الصديق بنغدان كان يعمل ما في وسعه ليبقى الحجيج مجتمعا ويرمي من مكان
واحد مرت عملية الرمي بسلام بإستثناء إصابة حاج في رأسة بواسطة حجر كاد أن
يفقده وعيه جراء حساسية المنطقة التي أصيب بها
رغم العياء الذي كان قد أخد مني واصبت بحساسية في يدي فقد كنت مصرا على أن
أشارك مرافقي في كل شيء كما كان الرفيق إسماعيل سحنون يعتني بي أشد عناية
جزاه الله عنا خيرا بعد العودة الى المخيم كنت والحاج محسن الدكالي أحد
الأطر الشابة الذي يعمل بالوكالة الوطنية للموانئ قد خرجنا من المخيم بحثا
عن حلاق وهو ما تسنى لنا مع أحد الحجاج السوريين الذي حول ساحة الحمامات
الى صالون للحلاقة وبعد أن حلقنا رؤوسنا وإستحمينا عدنا الى الخيمة حيث
إستسلمت لنوم عميق الى حدود الظهيرة إذ تم إيقاظي من طرف الإخوان لأداء
صلاة الظهر وتناول وجبة الغداء ليستسلم الجميع مرة أخرى الى النوم جراء
العياء الكبير الذي كان يعاني منه الجميع وفجاة ظهر الحاج عبد الله مغفور
الذي كان قد تاه بمزدلفة حيث كتب له أن يأتي الى حوض الجمرات راجلا من
مزدلفة وعاد إليها مرة أخرى ومنها الى منى كانت بقية اليوم عبارة عن أداء
الصلوات الخمس والمشاركة في حلقات الذكر والوعظ التي كان يؤطرها الفقهاء
الأجلاء ويشاركهم الجميع النقاش الذي كان يكون في أحيان كثيرة حادا حول بعض
المسائل الفقهية كالتعجيل والتأخير والتيسير في بعض الأمور الفقهية
البسيطة
وفي يوم الحادي عشر من ذي الحجة صلينا صلاة الفجر كالعادة وتناولنا طعم
الإفطاربقينا في الخيمة نستريح الى حلول الظهر حيث صلينا صلاتي الظهر
والعصر قصرا توجهنا زوالا الى رمي الجمار الصغرى والوسطى والكبرى مع ما
يرافق ذلك من أدعية وقد كان مكان الرمي في اليوم الثاني أكثر تعدادا لكن
كان ميسرا جراء ما تم إنجازه بهذه الإحواض من توسعة وتهوية وجسور يسير
فوقها الملايين دون أن يصاب أحد بمكروه بإستثناء بعض المتشددين الذي
يقدفون الجمرات بهستيريا لا مثيل لها بل أن أحدهم كان يقدف حداءه في الحوض
كما أن العديد من الوفود يريدون إختصار الطريق حيث يودون العودة من طريق
الذهاب حيث يصطدمون بالوفود القادمة للرمي مرت الأمور بسلام في اليوم
الثاني وعدنا سالمين الى المخيم إلا أنه إشتد علي المرض وأحسست
بحرارتي ترتفع مما أدى بي الى عيادة المستشفى الميداني قرب الدفاع المدني
رفقة الحاج فجري حيث كشف عنا الطبيب المصري الذي كان يقوم فعلا بعمل جيد
حيث يقيس الضغط الدموي ويسأل عن الأمراض المزمنة قبل تسليمك وصفة الدواء من
أجل تسلمها مجانا من الصيدلية حيث تحرص وزارة الصحة السعودية على متابعة
الوضع الصحي للحجاج عكس البعثات التي لا تجد لها أثر إلا في الفنادق
والمساحات التجارية
في اليوم الثالث وبعد أدائنا صلاة الفجر وتناول طعم الإفطار قرر حجاج
التعجيل الرمي قبل الزوال لأنه جاز يوم النفر لمن أراد التعجيل الرمي قبل
الزوال للتوجه الى مكة كنت لحظتها جد مريض لم أستطيع معه الوقوف كثيرا
فأحرى السير لمسافة تقارب الأربع كيلومترات ذهابا وأيابا قرر الإمام أن
يرمي الجمرات بإسمي وهو الجائز في الإسلام بالنسبة للعاجز وفي الوقت الذي
كان يناقشني بعض الإخوة في هذا الأمر جدبني الأخ إسماعيل سحنون من يدي
طالبا مني الوقوف من أجل الذهاب فالأمر لا يتكرر إلا مرة واحدة في العمر
وهو ما زرع في نفسي العزيمة حيث قمت متسلما الحصى من عنده وتوجهت رفقة
الوفد الى حوض الجمرات كان العدد قليلا خاصة وأن الكثير من الحجيج يفضل
التأخير على التعجيل وهو الشيء الذي أخد به العديد بعض أعضاء الوفد المرافق
لنا رمينا آخر الجمرات وعدنا الى المخيم حيث جمعت حقيبتي البسيطة وودعت
من تبقى من الحجاج بالخيمة لآمتطي الحافلة العائدة الى مكة رفقة وفد
ريكوردي
من أعلى الطريق المارة عبر منطقة العزيزية كانت تمر الحافلة وقد كنت أسترق
النظر من النافذة حيث لانظير لهذا المخيم المتراص بما يناهز الآلآف من
الخيام وكل خيمة مربوطة بالمكيفات والكهرباء وآلآف رجال الأمن والطائرات
المروحية لكن أكوام أخرى من الأزبال تركها الحجيج الرسمي والسري معا بمنى
إتصلت برفيقي في الرحلة الحاج محمد خويا الذي كان قد إختصر الطريق وأبعد
عنه إنتظار وتزاحم لا ينتهي عندما قرر إمتطاء دراجة نارية من منى الى مكة
وهي التجارة التي كانت مزدهرة خلال فترة الحج حيث يعمد العديد من الشباب
الى نقل الحجاج على متنها بحكم قلة سيارات الأجرة بوصولنا من المكان الذي
ذهبنا منه ودعت الجميع وشكرتهم على ما أسداه الي الأخ والصديق بنغدان في
هذا الجزء اليسير من هذه الرحلة الربانية وتواعدنا على اللقاء بالمدينة
النورة إنشاء الله
غادرت عائدا في إتجاه شعاب بني عامر للقاء رفيقي الحاج محمد خويا وبوصولي
تعانقنا وجددنا اللقاء قبل أن ننهي مناسكنا شاركنا في النقاش والسؤال عن
الحال والإحوال الأخ محمود صاحب الإقامة
قبل أن نتوجه الى بيت الله الحرام للقيام بطواف الإفاضة والسعي وطواف الوداع وتلك حكاية أخرى.
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
طواف الوداع والأمطار الطوفانية
بعد أن تناولنا طعام الغداء أنا ورفيقي الحاج محمد تهيأنا لطواف الإفاضة والسعي وطواف الوداع لنختم مناسك الحج
وننفر الى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي وما يحمله هذا المكان من قدسية خاصة.
جمعنا الحقائب من أجل المغادرة مباشرة. بعد الانتهاء من هذه المناسك
الأخيرة توجهنا توا الى المسجد الحرام حيث اختار رفيقي الطابق السفلي فيما
اخترت الثاني لفراغه اللحظة وكذلك لإصرار صاحب الكرسي المتحرك الذي كنت
محتاجا لمساعدته نظرا لحالتي الصحية وتعبي الشديد أديت له الثمن الذي لم
أعد أتذكره الآن وصعدنا حيث نويت
القيام بطواف الإفاضة والوداع في نفس الآن.
فطواف الإفاضة هو طواف الركن ، ويسمى : طواف الزيارة أيضا يعني : زيارة مكة
وهو مجمع على ركنيته لقوله تعالى : وليطوفوا بالبيت العتيق أما طواف
الوداع ويسمى : طواف الصدر بفتح الصاد والدال ، وطواف آخر العهد بالبيت ،
وهو الطواف عند إرادة السفر من مكة
بدأت الأشواط السبعة التي كنت أردد فيها الأدعية مستحضرا هذه الهبة
الربانية التي منحني الله سبحانه وتعالى إياها بعدما خرجت من حياة غير
مِأسوف عليها لم أجن من ورائها سوى العلل والأمراض كما كنت جد مشتاق
لرؤِية أطفالي وأهلي. كان اليوم يوم خميس والعديد من الحجيج المتأخر في
الرمي مازال بمكة عندما بدأت شركات الاتصالات ترسل عبر الهاتف النقال
الرسائل القصيرة تشدد فيها إدارة الدفاع الوطني على أن أمطارا طوفانية
ستتساقط بالمشاعر طالبة من الحجاج التزام الحذر وهو ذات الوضع الذي ستعرفه
مكة مساء.
كنت في الشوط ما قبل الأخير من الطواف عندما أثار انتباهي شاب في
العشرينيات من عمره ينتمي الى آسيا الوسطى ذي بنية قوية يحمل شخصا فوق ظهره
ويطوف به .كان شيخا كبيرا إلا أن عملية الطواف هذه تعتبر جد صعبة خاصة في
الطابق الثاني لمسافة الطواف الكبيرة فكلما ابتعد الطائف عن الكعبة إلا
وازدادت المسافة كبرا حيث كان يتصبب عرقا حتى يخال إليك أن ماء قد سكب عليه
وهو مرتد ملابسه
انتهيت من طواف الإفاضة والوداع بعد أن قطعت سبعة أشواط وتوجهت الى السعي
ما بين الصفا والمروة سبعة أشواط أخرى. وماهي إلا لحظات حتى بدأ هزيم الرعد
وأمطار طوفانية تهطل على مكة حيث بدأ صحن الكعبة شبه فارغ جراء قوة
الأمطار كما أن داخل المسجد بدا ممتلئا عن آخره .أتممت السعي بين الصفا
والمروة وبدأت أتصل برفيقي الحاج محمد من أجل العودة بأسرع وقت الى البيت
قصد مغادرة مكة في اتجاه المدينة المنورة التقينا في المكان الذي كنا قد
اتفقنا عليه في حالة ما إذا فقد أحدنا بوصلة العودة بالقرب من
محطة الحافلات المتوجهة من أمام المسجد الحرام في إتجاه حي العزيزية
التقيت الحاج محمد بالمكان المعهود وتوجهنا الى البيت حيث ودعنا السيد
محمود صاحب البيت الذي استضافنا طيلة موسم الحج متواعدين على اللقاء مرة
أخرى إنشاء الله. وتوجهنا الى وسط مكة من أجل الحصول على وسيلة نقل تقلنا
الى المدينة المنورة حيث كانت آثار الأمطار ظاهرة للعيان جراء البرك
المائية، كما تضرر الحجيج السري الذي كان يفترش الورق المقوى والخيام
البسيطة. وقد وجدت قوات الأمن صعوبة في إفراغ ساحات الحرم من أجل تيسير
السير في اتجاه شارع إبراهيم الخليل وباقي الشوارع الرئيسية .
كنا على اتصال بمكتب المطوف الذي يوجد في أحد أحياء مدينة جديدة تسمى بدر
قريش إلا أن هاتفه لا يرد. بقينا على هذا الحال الى حدود الساعة الحادية
عشرة ليلا حيث جاء جواب المطوف صادما حينما أخبرنا أنه لايمكن منحنا جوازات
السفر ليلا نظرا لبعض الإجراءات الإدارية .لحظتها وجدنا أنفسنا في ورطة.
لقد غادرنا البيت ولم نتمكن من مغادرة مكة. كانت أمامنا فرصة واحدة هي أن
نجدد الاتصال بأخينا محمود الذي لم يتردد لحظة واحدة في استضافتنا في ذات
الغرفة التي كنا بها. وفي الصباح البكر وبعد أن أدينا صلاة الفجر وتناولنا
وجبة الإفطار ودعناها بحرارة وغادرنا عند صديقنا البنغالي صاحب كؤوس
القهوة الخاصة جدا إذ التقيت ببعض الشباب البنغالي عنده وفتحنا نقاشا حول
بلدينا حيث تبادلنا المعلومات ووجدت فيهم البعض الذي يعرف بشكل جيد نظام
الحكم بالمغرب وبعض من أسماء مسؤولينا كما بينا لهم أننا على معرفة بطبيعة
بلدهم .وبمقربة من شارع فلسطين استوقفتنا سيارة الطويوطا كامري التي سألنا
صاحبها عن وجهتنا فقلنا له المدينة المنورة حيث طلب منا مبلغ 1300 ريال
سعودي وبعد نقاش قرر أن ينقلنا بمبلغ 900 ريال سعودي وهو ماأديناه له حيث
انتقل برفقتنا الى مكتب المطوف وقام بالإجراءات الإدارية اللازمة وانتقل
رفقتنا الى فندق العنود من أجل تسلم زاد الطريق الذي كنت قد أودعته
عند الصديق عبد الرحيم أوشن خوفا من تضييعه أو نشله.
وفي الطريق التمس منا هذا الشاب السعودي الوديع أن نسمح له بإضافة راكبين
وهوما استجبنا له جراء خفة دمه وكذلك لوضعية السير المختنقة أثناء توجهنا
الى الفندق حيث لم يتم إخباره بالمسار الثاني طلبنا منه أن نقتني بعض
المأكولات والمرطبات وهو ما استجاب له فورا حيث توجهنا الى محل لبيع الدجاج
المشوي اقتينا منه ما نسد به رمق الجوع وتوجه بنا مباشرة الى طريق الهجرة
المسمى الطريق السريع في اتجاه المدينة المنورة وتلك حكاية أخرى.
8/29/2011
وننفر الى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي وما يحمله هذا المكان من قدسية خاصة.
جمعنا الحقائب من أجل المغادرة مباشرة. بعد الانتهاء من هذه المناسك
الأخيرة توجهنا توا الى المسجد الحرام حيث اختار رفيقي الطابق السفلي فيما
اخترت الثاني لفراغه اللحظة وكذلك لإصرار صاحب الكرسي المتحرك الذي كنت
محتاجا لمساعدته نظرا لحالتي الصحية وتعبي الشديد أديت له الثمن الذي لم
أعد أتذكره الآن وصعدنا حيث نويت
القيام بطواف الإفاضة والوداع في نفس الآن.
فطواف الإفاضة هو طواف الركن ، ويسمى : طواف الزيارة أيضا يعني : زيارة مكة
وهو مجمع على ركنيته لقوله تعالى : وليطوفوا بالبيت العتيق أما طواف
الوداع ويسمى : طواف الصدر بفتح الصاد والدال ، وطواف آخر العهد بالبيت ،
وهو الطواف عند إرادة السفر من مكة
بدأت الأشواط السبعة التي كنت أردد فيها الأدعية مستحضرا هذه الهبة
الربانية التي منحني الله سبحانه وتعالى إياها بعدما خرجت من حياة غير
مِأسوف عليها لم أجن من ورائها سوى العلل والأمراض كما كنت جد مشتاق
لرؤِية أطفالي وأهلي. كان اليوم يوم خميس والعديد من الحجيج المتأخر في
الرمي مازال بمكة عندما بدأت شركات الاتصالات ترسل عبر الهاتف النقال
الرسائل القصيرة تشدد فيها إدارة الدفاع الوطني على أن أمطارا طوفانية
ستتساقط بالمشاعر طالبة من الحجاج التزام الحذر وهو ذات الوضع الذي ستعرفه
مكة مساء.
كنت في الشوط ما قبل الأخير من الطواف عندما أثار انتباهي شاب في
العشرينيات من عمره ينتمي الى آسيا الوسطى ذي بنية قوية يحمل شخصا فوق ظهره
ويطوف به .كان شيخا كبيرا إلا أن عملية الطواف هذه تعتبر جد صعبة خاصة في
الطابق الثاني لمسافة الطواف الكبيرة فكلما ابتعد الطائف عن الكعبة إلا
وازدادت المسافة كبرا حيث كان يتصبب عرقا حتى يخال إليك أن ماء قد سكب عليه
وهو مرتد ملابسه
انتهيت من طواف الإفاضة والوداع بعد أن قطعت سبعة أشواط وتوجهت الى السعي
ما بين الصفا والمروة سبعة أشواط أخرى. وماهي إلا لحظات حتى بدأ هزيم الرعد
وأمطار طوفانية تهطل على مكة حيث بدأ صحن الكعبة شبه فارغ جراء قوة
الأمطار كما أن داخل المسجد بدا ممتلئا عن آخره .أتممت السعي بين الصفا
والمروة وبدأت أتصل برفيقي الحاج محمد من أجل العودة بأسرع وقت الى البيت
قصد مغادرة مكة في اتجاه المدينة المنورة التقينا في المكان الذي كنا قد
اتفقنا عليه في حالة ما إذا فقد أحدنا بوصلة العودة بالقرب من
محطة الحافلات المتوجهة من أمام المسجد الحرام في إتجاه حي العزيزية
التقيت الحاج محمد بالمكان المعهود وتوجهنا الى البيت حيث ودعنا السيد
محمود صاحب البيت الذي استضافنا طيلة موسم الحج متواعدين على اللقاء مرة
أخرى إنشاء الله. وتوجهنا الى وسط مكة من أجل الحصول على وسيلة نقل تقلنا
الى المدينة المنورة حيث كانت آثار الأمطار ظاهرة للعيان جراء البرك
المائية، كما تضرر الحجيج السري الذي كان يفترش الورق المقوى والخيام
البسيطة. وقد وجدت قوات الأمن صعوبة في إفراغ ساحات الحرم من أجل تيسير
السير في اتجاه شارع إبراهيم الخليل وباقي الشوارع الرئيسية .
كنا على اتصال بمكتب المطوف الذي يوجد في أحد أحياء مدينة جديدة تسمى بدر
قريش إلا أن هاتفه لا يرد. بقينا على هذا الحال الى حدود الساعة الحادية
عشرة ليلا حيث جاء جواب المطوف صادما حينما أخبرنا أنه لايمكن منحنا جوازات
السفر ليلا نظرا لبعض الإجراءات الإدارية .لحظتها وجدنا أنفسنا في ورطة.
لقد غادرنا البيت ولم نتمكن من مغادرة مكة. كانت أمامنا فرصة واحدة هي أن
نجدد الاتصال بأخينا محمود الذي لم يتردد لحظة واحدة في استضافتنا في ذات
الغرفة التي كنا بها. وفي الصباح البكر وبعد أن أدينا صلاة الفجر وتناولنا
وجبة الإفطار ودعناها بحرارة وغادرنا عند صديقنا البنغالي صاحب كؤوس
القهوة الخاصة جدا إذ التقيت ببعض الشباب البنغالي عنده وفتحنا نقاشا حول
بلدينا حيث تبادلنا المعلومات ووجدت فيهم البعض الذي يعرف بشكل جيد نظام
الحكم بالمغرب وبعض من أسماء مسؤولينا كما بينا لهم أننا على معرفة بطبيعة
بلدهم .وبمقربة من شارع فلسطين استوقفتنا سيارة الطويوطا كامري التي سألنا
صاحبها عن وجهتنا فقلنا له المدينة المنورة حيث طلب منا مبلغ 1300 ريال
سعودي وبعد نقاش قرر أن ينقلنا بمبلغ 900 ريال سعودي وهو ماأديناه له حيث
انتقل برفقتنا الى مكتب المطوف وقام بالإجراءات الإدارية اللازمة وانتقل
رفقتنا الى فندق العنود من أجل تسلم زاد الطريق الذي كنت قد أودعته
عند الصديق عبد الرحيم أوشن خوفا من تضييعه أو نشله.
وفي الطريق التمس منا هذا الشاب السعودي الوديع أن نسمح له بإضافة راكبين
وهوما استجبنا له جراء خفة دمه وكذلك لوضعية السير المختنقة أثناء توجهنا
الى الفندق حيث لم يتم إخباره بالمسار الثاني طلبنا منه أن نقتني بعض
المأكولات والمرطبات وهو ما استجاب له فورا حيث توجهنا الى محل لبيع الدجاج
المشوي اقتينا منه ما نسد به رمق الجوع وتوجه بنا مباشرة الى طريق الهجرة
المسمى الطريق السريع في اتجاه المدينة المنورة وتلك حكاية أخرى.
8/29/2011
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
الى المنورة عبر طريق الهجرة
امتطينا
سيارة الكامري التي مباشرة بعد دخولها الى الطريق السيار زاد صاحبها من
سرعتها حتى أنها كانت تسير ب200 كيلومتر في الساعة خاصة وأن سرعتها
أوتوماتيكية. كان السائق قد دخل في نقاش مع مرافقينا الأفغانيين حول
الأوضاع في باكستان وأفغانستان وقضايا الإرهاب. وقد كان شابا لطيفا عارفا
بخبايا السياسة الدولية معترفا بما تقوم به الدولة السعودية في مجال
التنمية الاقتصادية والتشغيل والاستثمار مؤمنا بأن لكل أمة مصدر رزق معين
كما للسعودية نعمة النفط. توقف بإحدى محطات البنزين وبعد أن تمت مراقبة
العجلات والوضعية الميكانيكية لسيارته رغم أن كل مؤشراتها تدل على أنها
جديدة عاد مرة أخرى الى الطريق السيار. كنت مصرا على مشاهدة ما تزخر به هذه
الطريق التي شهدت قبل أكثر من أربعة عشر قرنا هجرة الرسول ( ص)و صحبه من
مكة الى المدينة كانت جنبات الطريق جرداء إلا من واحات قليلة تدل على حياة
ما بها وبعض بقايا سيارات محروقة عن آخرها جراء حوادث السير خاصة بالليل.
كنت أردد مع نفسي ونحن في كل هذه البحبوحة بسيارة من آخر طراز وأكل ومشرب
ومنعشات لم نتحمل معه كل هذا العناء فكيف تمكن أجدادنا المسلمون رفقة
نبينا محمد (ص) تحمل مشاق هذا السفر الرباني هم الذين أخرجوا من
ديارهم متحملين كل ذلك في سبيل نشر الدعوة وهروبا من بطش الكفار.
عندما كنا في مكة كان كل تفكيرنا وعقلنا مركزا على أداء المناسك بطريقة
صحيحة خاصة وأن كل الحج بمكة فيما المدينة المنورة مجرد زيارة للمهبط الآخر
للوحي ومركز خلافة المسلمين كما أنها تضم قبر الرسول (ص) وبعض من صحبته
والعديد من المآثر التاريخية المستحب زيارتها والوقوف على تاريخها.
بعد أزيد من ساعتين ونصف توقف صديقنا بباحة استراحة لأداء صلاة الظهر حيث
تناولنا بعض المكسرات وماء معدني وقصدنا المدينة المنورة إذ بعد أقل من نصف
ساعة كنا بإدارة التفويج التي تراقب الأجانب وغير المقيمين الذين يودون
زيارة المدينة المنورة. وجدنا أمامنا خمسة أشخاص من جنسية تركية وتونسيين
وبعد أن ملأنا المطبوعات الخاصة بنا نحن الاثنان بقينا ننتظر في الوقت الذي
فقد فيه صاحب السيارة أعصابه جراء بطء الإجراءات إلا أنه اكتشفنا أن
السماح لنا بدخول المدينة يتطلب أولا حجزا فندقيا بحكم أننا لسنا من الحجيج
الرسمي ولسنا وفدا وبعد أزيد من ساعتين بالتفويج تمكنا من حجز فندقي
بالمدينة أنا ورفيقي الحاج محمد خويا حيث حصلنا على غرفة مزدوجة ستصير
ثلاثية بعد يومين من إقامتنا بها بمبلغ يصل الى 200 ريال سعودي لليوم
الواحد مع أداء المبلغ حالا لكل أيام الحجز سلمناه لصاحب الفندق الذي كان
يشرف شخصيا على الحجوزات بالتفويج والذي سلمنا الفاتورة من أجل السماح لنا
بدخول المدينة المنورة. امتطينا السيارة وما هي إلا لحظات حتى كنا وسط
المدينة المنورة توجه بنا السائق الى الفندق حيث سلمناها واجبات الرحلة
وامضيت له على ورقة تسليم جوازات السفر الى المطوف المكلف بنا في المدينة
سلمنا عامل الفندق المصري غرفة مزدوجة بحمام وثلاجة تطل على الشارع الذي
يؤدي الى جسر يربط بين بعض الأحياء الجديدة والمسجد النبوي .وضعنا أمتعتنا
وماهي إلا لحظات حتى رفع آذان المغرب حيث توجهت توا الى المسجد النبوي
لأداء الصلاة ومكثت هناك الى أن أديت صلاة العشاء. كان الجو لطيفا. أعادني
للحظات الى مدينة الجديدة خلال اشهر ماي يونيو ويوليوز.
أثناء عودتي عرجت على بعض المحلات التجارية القريبة من الفندق حيث اقتنيت
بعض المأكولات التي تناولناها ونحن نتابع برنامجا على قناة الجزيرة التي لم
نشاهدها لمدة تفوق 20 يوما كان الأمر يتعلق ببرنامج حول الوحدة المغاربية
تحدث فيه الأخ عبد اللطيف جبرو بإسهاب.
بقينا على هذا الحال الى حدود منتصف الليل حيث كان رفيقي قد أخذ منه النوم
مأخذه في الوقت الذي أحسست أن حرارتي بدأت ترتفع فاستسلمت أنا الآخر الى
النوم بعد أن تناولت دوائي حيث لم أحس إلا والحاج محمد يوقظني لصلاة الفجر.
8/30/2011
سيارة الكامري التي مباشرة بعد دخولها الى الطريق السيار زاد صاحبها من
سرعتها حتى أنها كانت تسير ب200 كيلومتر في الساعة خاصة وأن سرعتها
أوتوماتيكية. كان السائق قد دخل في نقاش مع مرافقينا الأفغانيين حول
الأوضاع في باكستان وأفغانستان وقضايا الإرهاب. وقد كان شابا لطيفا عارفا
بخبايا السياسة الدولية معترفا بما تقوم به الدولة السعودية في مجال
التنمية الاقتصادية والتشغيل والاستثمار مؤمنا بأن لكل أمة مصدر رزق معين
كما للسعودية نعمة النفط. توقف بإحدى محطات البنزين وبعد أن تمت مراقبة
العجلات والوضعية الميكانيكية لسيارته رغم أن كل مؤشراتها تدل على أنها
جديدة عاد مرة أخرى الى الطريق السيار. كنت مصرا على مشاهدة ما تزخر به هذه
الطريق التي شهدت قبل أكثر من أربعة عشر قرنا هجرة الرسول ( ص)و صحبه من
مكة الى المدينة كانت جنبات الطريق جرداء إلا من واحات قليلة تدل على حياة
ما بها وبعض بقايا سيارات محروقة عن آخرها جراء حوادث السير خاصة بالليل.
كنت أردد مع نفسي ونحن في كل هذه البحبوحة بسيارة من آخر طراز وأكل ومشرب
ومنعشات لم نتحمل معه كل هذا العناء فكيف تمكن أجدادنا المسلمون رفقة
نبينا محمد (ص) تحمل مشاق هذا السفر الرباني هم الذين أخرجوا من
ديارهم متحملين كل ذلك في سبيل نشر الدعوة وهروبا من بطش الكفار.
عندما كنا في مكة كان كل تفكيرنا وعقلنا مركزا على أداء المناسك بطريقة
صحيحة خاصة وأن كل الحج بمكة فيما المدينة المنورة مجرد زيارة للمهبط الآخر
للوحي ومركز خلافة المسلمين كما أنها تضم قبر الرسول (ص) وبعض من صحبته
والعديد من المآثر التاريخية المستحب زيارتها والوقوف على تاريخها.
بعد أزيد من ساعتين ونصف توقف صديقنا بباحة استراحة لأداء صلاة الظهر حيث
تناولنا بعض المكسرات وماء معدني وقصدنا المدينة المنورة إذ بعد أقل من نصف
ساعة كنا بإدارة التفويج التي تراقب الأجانب وغير المقيمين الذين يودون
زيارة المدينة المنورة. وجدنا أمامنا خمسة أشخاص من جنسية تركية وتونسيين
وبعد أن ملأنا المطبوعات الخاصة بنا نحن الاثنان بقينا ننتظر في الوقت الذي
فقد فيه صاحب السيارة أعصابه جراء بطء الإجراءات إلا أنه اكتشفنا أن
السماح لنا بدخول المدينة يتطلب أولا حجزا فندقيا بحكم أننا لسنا من الحجيج
الرسمي ولسنا وفدا وبعد أزيد من ساعتين بالتفويج تمكنا من حجز فندقي
بالمدينة أنا ورفيقي الحاج محمد خويا حيث حصلنا على غرفة مزدوجة ستصير
ثلاثية بعد يومين من إقامتنا بها بمبلغ يصل الى 200 ريال سعودي لليوم
الواحد مع أداء المبلغ حالا لكل أيام الحجز سلمناه لصاحب الفندق الذي كان
يشرف شخصيا على الحجوزات بالتفويج والذي سلمنا الفاتورة من أجل السماح لنا
بدخول المدينة المنورة. امتطينا السيارة وما هي إلا لحظات حتى كنا وسط
المدينة المنورة توجه بنا السائق الى الفندق حيث سلمناها واجبات الرحلة
وامضيت له على ورقة تسليم جوازات السفر الى المطوف المكلف بنا في المدينة
سلمنا عامل الفندق المصري غرفة مزدوجة بحمام وثلاجة تطل على الشارع الذي
يؤدي الى جسر يربط بين بعض الأحياء الجديدة والمسجد النبوي .وضعنا أمتعتنا
وماهي إلا لحظات حتى رفع آذان المغرب حيث توجهت توا الى المسجد النبوي
لأداء الصلاة ومكثت هناك الى أن أديت صلاة العشاء. كان الجو لطيفا. أعادني
للحظات الى مدينة الجديدة خلال اشهر ماي يونيو ويوليوز.
أثناء عودتي عرجت على بعض المحلات التجارية القريبة من الفندق حيث اقتنيت
بعض المأكولات التي تناولناها ونحن نتابع برنامجا على قناة الجزيرة التي لم
نشاهدها لمدة تفوق 20 يوما كان الأمر يتعلق ببرنامج حول الوحدة المغاربية
تحدث فيه الأخ عبد اللطيف جبرو بإسهاب.
بقينا على هذا الحال الى حدود منتصف الليل حيث كان رفيقي قد أخذ منه النوم
مأخذه في الوقت الذي أحسست أن حرارتي بدأت ترتفع فاستسلمت أنا الآخر الى
النوم بعد أن تناولت دوائي حيث لم أحس إلا والحاج محمد يوقظني لصلاة الفجر.
8/30/2011
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
الحاج مبارك الذي كسر وحدتنا
كنا نحرص على
أداء الصلوات في أوقاتها بالمسجد النبوي الشريف وأثناء عودتنا كنا نتناول
طعامنا عند الباكستانيين الذين يشرفون على تسيير المطاعم الشعبية والفضاءات
التجارية حيث كانوا جد مرحين عكس المتواجدين بمكة المكرمة .
ذات مساء وبينما عدت والحاج محمد الى الغرفة حيث كنا نتجاذب أطراف الحديث
حتى أدخل علينا عامل الفندق أحد الشيوخ حيث التمس منا إسكانه برفقتنا ومن
خلال ملامحه عرفنا أنه مغربي إلا أن وضعيته النفسية كانت مهزوزة كما أنه
اكتفى عندما ولج الغرفة بإلقاء التحية. وضع رأسه بين كتفيه حاولنا بداية أن
نعرف ما الذي يجري دون أن نتوصل الى حقيقة هذا الشيخ الذي كان يحبس دموعه
بين مقلتيه. اتفقت والحاج محمد أن يدخله الى حمام الفندق فيما خرجت أنا
لاقتناء بعض الملابس له خاصة وأن ملابسه كانت متسخة.
بعد أداء صلاة العشاء عدت حيث وجدت الأخ محمد قد قام بالواجب فيما الشيخ
بدأ يطمئن لنا وبعد استفساره علمنا أن حقيبته قد ضاعت بالمطار حيث كانت
تحوي كل ملابسه فيما أضاع زاد الطريق والتذكرة وهاتفه النقال بمكة وتكفل
بعض الشباب به طيلة فترة المناسك كما سلموه مبلغا ماليا لزيارة المدينة إلا
أن لقاءه بأحد الحجاج التونسيين لدى مكتب المطوف جنبه كل الأداءات بما
فيها واجبات الفندق
لم يكن الحاج مبارك رفيقنا الثالث في الرحلة فقد اتصل بأسرته منذ حلوله
بالديار المقدسة. وقد حاولنا جاهدين أن يتذكر أحد الأرقام الهاتفية حيث بعد
عناء كبير استطاع تذكر رقم أحد أفراد عائلته بنواحي الصويرة .ركبنا رقمه
وبعد أن تأكدنا أنه الشخص المعني سلمنا الحاج مبارك الهاتف للاطمئنان على
أسرته الصغيرة وعائلته بالصويرة وسلمتهم رقم هاتفي للاتصال حيث انهالت علي
المكالمات من كل مكان للاطمئنان على الشيخ الحاج مبارك إمام المنطقة
وفقيهها الورع الذي عشنا معه لحظات طيبة . لقد كان فقيها متمكنا من علوم
الدين زاهدا في الحياة. تمكن من الحصول على تأشيرة المجاملة في آخر لحظة.
كان له أصدقاء جيدون من بينهم صحافيون بأكادير ورجال أعمال ومقاومون
بالبيضاء حيث أسر لنا في آخر أيام إقامتنا بالمدينة المنورة أنه من رجالات
المقاومة وله علاقات خاصة بالمجاهد عبد الرحمان اليوسفي والفقيه البصري
والعديد من قادة المقاومة وجيش التحرير كما شقيقه أيضا.
كان مصرا على التبضع بزاده القليل من أجل القبيلة والأهل والأصدقاء
وبإقتراب موعد عودته كنا مجبرين على البحث عن كل السبل لتمكينه من تذكرة
سفر تسمح له بدخول مطار المدينة المنورة. طفنا أنا والحاج محمد خويا على
العديد من المصالح الإدارية بدءا بالخطوط الجوية المغربية الى الديار
المقدسة ومرورا بالبعثة المغربية بالمدينة المنورة التي نندم على زيارة
مكاتبها لأجوبة مسؤوليها الخارجة عن كل منطق وبينما نحن حيص بيص من أمر
هذا الشيخ الذي كان مصرا على الحصول على وثائقه بكل الطرق خوفا من عدم
عودته الى المغرب
تمكنا في الأخير عبر الحاج محمد من الاتصال بإحدى الإدارات السعودية التي
تكلفت بالملف واستخرجت له بطاقة سفر جديدة وأوراقا إدارية أخرى حيث ارتاح
شيخنا الجليل وكان متشوقا لعودته الى موطنه. تكفل الحاج محمد بإيصاله الى
المطار خاصة وأنني كنت مريضا لاأقوى على الوقوف كثيرا كما أنني أنا الآخر
كنت مطالبا بتحضيرحقيبتي لحلول موعد عودتي الى المغرب. ودعناه بحرارة كبيرة
وتتبعنا مسار عودته الى المغرب عبر الهاتف الى حين وصوله الى مطار أكادير
ومنه الى منزله بمدينة الصويرة حيث مازلت أجدد به الاتصال في المناسبات
لأسأل عن أحواله الصحية
بقيت والحاج محمد بالغرفة حيث كنا نقوم بالتبضع ونزور بين الفينة والأخرى
الإخوة في فندق الحرم وسط المدينة المنورة حيث لأول مرة كنت أتناول فيها
كوب قهوة سوداء بالفندق المذكور وأتابع مقابلة في كرة القدم يتعلق الأمر
بنهائي كأس العرش.
كان نهارنا كليلنا صلوات وأكل وبحث عن فضاءات جديدة كما كنا نكتشف معالم
مدينة لا نشاهدها إلا في التلفزيون والمطبوعات أما الواقع فشئ آخر وتلك
حكاية أخرى.
8/31/2011
أداء الصلوات في أوقاتها بالمسجد النبوي الشريف وأثناء عودتنا كنا نتناول
طعامنا عند الباكستانيين الذين يشرفون على تسيير المطاعم الشعبية والفضاءات
التجارية حيث كانوا جد مرحين عكس المتواجدين بمكة المكرمة .
ذات مساء وبينما عدت والحاج محمد الى الغرفة حيث كنا نتجاذب أطراف الحديث
حتى أدخل علينا عامل الفندق أحد الشيوخ حيث التمس منا إسكانه برفقتنا ومن
خلال ملامحه عرفنا أنه مغربي إلا أن وضعيته النفسية كانت مهزوزة كما أنه
اكتفى عندما ولج الغرفة بإلقاء التحية. وضع رأسه بين كتفيه حاولنا بداية أن
نعرف ما الذي يجري دون أن نتوصل الى حقيقة هذا الشيخ الذي كان يحبس دموعه
بين مقلتيه. اتفقت والحاج محمد أن يدخله الى حمام الفندق فيما خرجت أنا
لاقتناء بعض الملابس له خاصة وأن ملابسه كانت متسخة.
بعد أداء صلاة العشاء عدت حيث وجدت الأخ محمد قد قام بالواجب فيما الشيخ
بدأ يطمئن لنا وبعد استفساره علمنا أن حقيبته قد ضاعت بالمطار حيث كانت
تحوي كل ملابسه فيما أضاع زاد الطريق والتذكرة وهاتفه النقال بمكة وتكفل
بعض الشباب به طيلة فترة المناسك كما سلموه مبلغا ماليا لزيارة المدينة إلا
أن لقاءه بأحد الحجاج التونسيين لدى مكتب المطوف جنبه كل الأداءات بما
فيها واجبات الفندق
لم يكن الحاج مبارك رفيقنا الثالث في الرحلة فقد اتصل بأسرته منذ حلوله
بالديار المقدسة. وقد حاولنا جاهدين أن يتذكر أحد الأرقام الهاتفية حيث بعد
عناء كبير استطاع تذكر رقم أحد أفراد عائلته بنواحي الصويرة .ركبنا رقمه
وبعد أن تأكدنا أنه الشخص المعني سلمنا الحاج مبارك الهاتف للاطمئنان على
أسرته الصغيرة وعائلته بالصويرة وسلمتهم رقم هاتفي للاتصال حيث انهالت علي
المكالمات من كل مكان للاطمئنان على الشيخ الحاج مبارك إمام المنطقة
وفقيهها الورع الذي عشنا معه لحظات طيبة . لقد كان فقيها متمكنا من علوم
الدين زاهدا في الحياة. تمكن من الحصول على تأشيرة المجاملة في آخر لحظة.
كان له أصدقاء جيدون من بينهم صحافيون بأكادير ورجال أعمال ومقاومون
بالبيضاء حيث أسر لنا في آخر أيام إقامتنا بالمدينة المنورة أنه من رجالات
المقاومة وله علاقات خاصة بالمجاهد عبد الرحمان اليوسفي والفقيه البصري
والعديد من قادة المقاومة وجيش التحرير كما شقيقه أيضا.
كان مصرا على التبضع بزاده القليل من أجل القبيلة والأهل والأصدقاء
وبإقتراب موعد عودته كنا مجبرين على البحث عن كل السبل لتمكينه من تذكرة
سفر تسمح له بدخول مطار المدينة المنورة. طفنا أنا والحاج محمد خويا على
العديد من المصالح الإدارية بدءا بالخطوط الجوية المغربية الى الديار
المقدسة ومرورا بالبعثة المغربية بالمدينة المنورة التي نندم على زيارة
مكاتبها لأجوبة مسؤوليها الخارجة عن كل منطق وبينما نحن حيص بيص من أمر
هذا الشيخ الذي كان مصرا على الحصول على وثائقه بكل الطرق خوفا من عدم
عودته الى المغرب
تمكنا في الأخير عبر الحاج محمد من الاتصال بإحدى الإدارات السعودية التي
تكلفت بالملف واستخرجت له بطاقة سفر جديدة وأوراقا إدارية أخرى حيث ارتاح
شيخنا الجليل وكان متشوقا لعودته الى موطنه. تكفل الحاج محمد بإيصاله الى
المطار خاصة وأنني كنت مريضا لاأقوى على الوقوف كثيرا كما أنني أنا الآخر
كنت مطالبا بتحضيرحقيبتي لحلول موعد عودتي الى المغرب. ودعناه بحرارة كبيرة
وتتبعنا مسار عودته الى المغرب عبر الهاتف الى حين وصوله الى مطار أكادير
ومنه الى منزله بمدينة الصويرة حيث مازلت أجدد به الاتصال في المناسبات
لأسأل عن أحواله الصحية
بقيت والحاج محمد بالغرفة حيث كنا نقوم بالتبضع ونزور بين الفينة والأخرى
الإخوة في فندق الحرم وسط المدينة المنورة حيث لأول مرة كنت أتناول فيها
كوب قهوة سوداء بالفندق المذكور وأتابع مقابلة في كرة القدم يتعلق الأمر
بنهائي كأس العرش.
كان نهارنا كليلنا صلوات وأكل وبحث عن فضاءات جديدة كما كنا نكتشف معالم
مدينة لا نشاهدها إلا في التلفزيون والمطبوعات أما الواقع فشئ آخر وتلك
حكاية أخرى.
8/31/2011
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» الحج الى بيت الله الحرام
» نصائح للحجاج
» بلوغ المرام في حج بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي ....
» مشعر منى يستقبل 3 ملايين من حجاج بيت الله الحرام في يوم التروية
» تسليم كسوة الكعبة المشرفة لكبير سدنة بيت الله الحرام
» نصائح للحجاج
» بلوغ المرام في حج بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي ....
» مشعر منى يستقبل 3 ملايين من حجاج بيت الله الحرام في يوم التروية
» تسليم كسوة الكعبة المشرفة لكبير سدنة بيت الله الحرام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى