فتاوى واراء..

ابن البلد كتب:

* تم طلاقي من
زوجتي بالاكراه بعد أن أخذها أهلها من بيت الزوجية في غيابي بالاكراه وتم
رفع عدة قضايا ضدي "الطلاق للضرر تبديد العفش نفقة لمدة سنة" وقد صدر ضدي
احكام في هذه القضايا وبعد التفاوض ذهبنا الي المأذون ورفضت زوجتي الطلاق
وتم تهديدها بالقتل ان لم تطلب الطلاق فوافقت وتم الطلاق فما رأي الشرع في
هذا الأمر؟

** يجيب د. كمال بربري حسين مدير عام الدعوة بأوقاف السويس: طلاق
المكره لايقع لقوله صلي الله عليه وسلم "لا طلاق ولاعتاق في اغلاق" رواه
ابوداود وابن ماجه والحاكم والاغلاق هو الاكراه وفي الحديث "رفع عن أمتي
الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه رواه ابن ماجه.. وشرط الاكراه كون
المكره قادرا علي تحقيق ماهدد به وشرط المكره ان يكون مغلوبا عاجزا عن
الدفع بهرب او مقاومة او استغاثة.

الطلاق كما جاء في السؤال لايقع وقد حذر الرسول صلي الله عليه وسلم
من التفريق بين الزوجين فقال صلي الله عليه وسلم "ليس منا من حلف
بالامانة. ومن خبب "اي خدع وافسد" علي رجل زوجته او مملوكة فليس منا رواه
احمد واللفظ له والبراز وصححه ابن حبان.

* ما رأي الدين في تعليق الاحجبة في حضور حفلات الزار؟


** يجيب د. محمد المسير الاستاذ بجامعة الازهر: الانسان لايستمر علي
حال واحدة. فالغني والفقر. والصحة والمرض. والاولاد والعقم. والحياة
والموت. أمور متقابلة تتوارد علي الانسان وفقا لمشيئة الله تعالي وتبعا
لحكمته وقد أمرنا الله تعالي بالاخذ بالاسباب المشروعة التي تحفظ لنا
العقيدة وتصون الاعراض. فالعلاج ضروري ولكن لانتعالج بالخمر مثلا والطعام
ضروري ولكن لانأكل الحرام.. وهكذا.

والزار بالمعني الشائع ليس وسيلة علاج مشروعة. وانما تكتنفه امور
تجرح الحياء وتنال من الدين وتدع الانسان فريسة للخرافة والاوهام. وتضيع
معه اموال وتهدر كرامات.. كذلك فإن تعليق الاحجبة التي يكتبها الدجالون
والمشعوذون بحروف مقطعة وبكيفيات لاندري تركيبها ولانفهم معانيها فإنها
لاتجوز شرعا ولاتدفع شرا.

وفي حديث رواه أحمد وأبوداود "إن الرقي والتمائم والتولة شرك"
والتمائم شئ يعلق علي الاولاد يتقون به العين. والتولة شئ يصفونه بزعم انه
يحبب المرأة الي زوجها. والرجل الي امرأته.. وفي حديث اخر "من تعلق تميمة
فلا أتم الله له. ومن تعلق ودعة فلا أودع الله له".

والرقية الجائزة شرعا هي ماكانت بالقرآن والدعاء الصالح وكان رسول
الله صلي الله عليه وسلم اذا اتي المريض يدعو له ويقول: اذهب البأس رب
الناس واشف انت الشافي. لاشفاء الا شفاؤك. شفاء لايغادر سقما".

وتكون الرقية بالفاتحة وآية الكرسي والفلق والناس وغير ذلك من القرآن
والاحتفاظ بآية من القرآن لابأس به طالما حافظ الشخص عليها من النجاسات.

* اعمل في استيراد الاجهزة الطبية
وادخل مناقصات يشترط فيها شراء الاجهزة من دولة بعينها رغم وجود اجهزة
بنفس المواصفات المطلوبة من صنع دول اخري.. فهل يجوز وضع اختام أو ماركات
مزيفة علي الاجهزة؟

** يجيب الشيخ بشير المحلاوي إمام وخطيب مسجد الفتح بالخلفاوي : ان
هذا الفعل يعتبر في الشرع غشاً وقد نهانا الاسلام عن الغش.. قال تعالي :
"ليجزي الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين ان شاء أو يتوب عليهم" وجعل الله
الايمان ملازما للصدق.. فقال سبحانه: "ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله
وكونوا مع الصادقين".

وعليه فإذا وضعت المناقصة شرطا معينا وجب علي من تمت ترسية المناقصة
عليه الوفاء بالشرط ولايصح التحايل عليه بتزوير ماركة الصناعة فإن فعل ذلك
كان خائنا للامانة وللوفاء بالشروط.. قال النبي صلي الله عليه وسلم
"المسلمون عند شروطهم الا شرطا حرم حلالا او احل حراما "رواه الدارقطني".

وعلي ذلك هذا الفعل حرام ينهي الاسلام عنه.


الانصات الي القرآن


* أسكن قريبا من دار مناسبات ويقومون فيها
بتشغيل المكبر الخارجي.. فهل يجب علي الانصات للقارئ اذا قرأ القرآن؟

** يجيب الشيخ بشير المحلاوي : حكي الامام بن المنذر اجماع اهل العلم
علي ان الاستماع للقرآن والانصات اليه واجب في الصلاة وخطبة الجمعة.. وهذا
هو المراد من قوله سبحانه: "واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم
ترحمون".

وبالنسبة لما جاء بالسؤال فإنه لايجب عليك الاستماع والانصات للقرآن
الذي يذاع عبر مكبر الصوت بدار المناسبات.. خاصة اذا كنت في اعمال ضرورية
او نوم او غير ذلك.. مما تحتاج اليه في حياتك.. وينبغي علي من يجلس في
مجلس قرآن ان يتأدب بآداب القرآن في الجلوس وحسن الانصات ولاينشغل بحديث
ولاغيره عن كتاب الله.

التعجيل بالحج


* هل يجوز تأجيل فريضة الحج الي أن أقوم بتزويج ابنائي وبناتي علما بأنني ميسور الحال؟


** يجيب الشيخ بشير المحلاوي: ذهب جمهور العلماء الي ان الحج واجب علي
الفور منهم الامام ابوحنيفة ومالك واحمد وبعض اصحاب الشافعي وابويوسف من
اصحاب ابي حنيفة.

وقال بعض العلماء ان الحج واجب علي التراخي منهم الامام الشافعي
ومحمد بن الحسن.. وكل فريق له دليل يرجحه.. والرأي الارجح ان الانسان اذا
ملك ادوات الحج ووسائله وجب عليه التعجيل بأداء الفريضة فإنه لايدري ماذا
سيحدث اذا تأخر وذلك بشرط توفر كل اسباب الاستطاعة لديه.. روي الامام احمد
وابن ماجه والبيهقي ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "من اراد الحج
فليعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الراحلة وتكون الحاجة".

الافضل لك ايها السائل ان تعجل بالحج.. خوفا من الموت أو غيره. والله أعلم

ابن البلد كتب:* هل يجوز للمرأة أن تعرض نفسها علي الرجل للزواج منه؟!
** يجيب الشيخ اسماعيل نصار وكيل وزارة الاوقاف بالجيزة: لا حرج في أن تعرض المرأة نفسها علي الرجل للزواج منه وان كان العرف لا يستحسن ذلك. ويترك الأمر لوليها. وقد حدث ان عمر بن الخطاب عرض علي أبي بكر الصديق ان يتزوج ابنته حفصة. وكذلك عرضها علي عثمان فلم بجبه واحد منهما. وقد ثبت أن بعض النساء وهبن أنفسهن للنبي للزواج بهن يقول سبحانه "وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين" وقد روي الشيخان أن النساء لما وهبن أنفسهن للنبي قالت عائشة: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل بغير صداق؟ فنزلت الآية "ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء" .. لذا فلا مانع شرعا أن تعرض المرأة نفسها علي الرجل ليتزوجها. وإن كان العرف لا يستسيغ ذلك. لكن في العقد لابد من الولي لأنه لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل".
*
هل يجوز صيام يوم السبت ويوم عرفة للحاج وغيرهما؟
** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر :الحاج الي بيت الله الحرام بمكة لأداء فريضة الحج. هو في طاعة الله عز وجل وفي عبادته منذ وقت نية الإحرام بالحج. ومن أجل ذلك لا يطالب بنافلة الصوم التي يطالب بها غيره.. وصوم يوم عرفة لغيرة كما أن صيام يوم السبت. أو صيام يوم الاثنين والخميس عند نشاط البدن وقدرته علي الصوم . عمل تشتهي قدرة شرعية من الوقت لتدريبها علي الصبر. وهو عنصر رئيسي من عناصر الحياة.
* هل يجوز نقل الدم من إنسان صحيح إلي مريض لإنقاذ حياته أم لا؟
** ان التداوي بنقل الدم لأجل الانتفاع به في العلاج خاصة إذا كان يخشي علي المريض أن ينقل إليه الدم أن يحدث جائز بشرط أن يقرر الطبيب المسلم هذا وأن يكون ثقة .. ولقد ذهب جماعة من الفقهاء الي جواز التداوي بالمحرم عند الضرورة القصوي إن لم يكن هناك ما يسد مسده من الأدوية المباحة الطاهرة فإذا رأي الطبيب المسلم الحاذق أن إنقاذ حياة المريض متوقف علي نقل دم إليه من آخر جاز التداوي به شرعا والقاعدة الأصولية تقول "الضرورات تبيح المحظورات" ويجب في هذه الحالة أن يراعي عدم الحاق الضرر بالمتبرع بالدم صحيا وأن يكوت التداوي في حدود الضرورة والإسلام يحث علي فعل الخير ومن أنواع الخير وأهمها إنقاذ حياة المريض.
* قريبة لي مات زوجها فقامت بغسله.. فهل يجوز للمرأة أن تغسل زوجها المتوفي؟ وهل يجوز له أن يغسلها هو إن توفيت؟!
** يجيب الشيخ احمد عبد الرحيم عبد العال إمام وخطيب مسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين : يجوز للمرأة أن تغسل زوجها المتوفي. كما يجوز للرجل أيضا أن يغسل زوجته إن هي ماتت وما يعتقده كثير من الناس من أن المرأة اذا ماتت حرمت علي زوجها بمعني أنه لا يجوز له أن يلمسها أو ينظر اليها غير صحيح فقد ورد ان ابابكر غسلته زوجته عندما مات وعلي غسل زوجته فاطمة لما ماتت رضي الله عنهم أجمعين.