الحج ارتباط بمهد النبوة وعامل من عوامل الوحدة بين المسلمين
صفحة 1 من اصل 1
الحج ارتباط بمهد النبوة وعامل من عوامل الوحدة بين المسلمين
للحج فضل كبير، وثواب عظيم، وفوائد كثيرة، والنفقة فيه ثوابها مضاعف
كالنفقة في سبيل الله. وفي الحج منافع كثيرة، ومن اهمها ان العبد يخرج من
هذه الرحلة وقد طهر من الذنوب والآثام، قال صلى الله عليه وسلم «من حج لله
فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه». يقول الشيخ عطية صقر رئيس لجنة
الفتوى بالازهر سابقا: فضل الحج كبير يظهر في بيان حكمة المشروعية التي قال
الله فيها: «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل
فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم
من بهيمة الأنعام». والمنافع كثيرة، دينية ودنيوية، تستفيد منها مكة وأهلها
استجابة لدعاء ابراهيم عليه السلام «ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي
ذرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم
وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون». ويستفيد من المنافع الحجاج، والمسلمون
بوجه عام، ومن هذه الفوائد: تقوية صلة العبد بربه، بمثل: التلبية، وذكر
الله في المشاعر، والطواف حول البيت، وتقبيل الحجر الاسود. وفيه التواضع
الذي جاءت فيه رواية احمد ان الله يباهي بأهل عرفات الملائكة فيقول:
«انظروا الى عبادي اتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق أشهدكم أني قد
غفرت لهم». وفيه ارتباط بمهد النبوة، وتذكر لحوادث ماضية قيمة، كما ان فيه
عاملاً من عوامل الوحدة بين المسلمين.
أفضل الأعمال
ومما جاء في
بيان فضله ما ورد أنه أفضل الأعمال، أو من أفضل الأعمال، كما جاء في حديث
أبي هريرة حينما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال:
«إيمان بالله ورسوله، ثم الجهاد في سبيل الله، ثم الحج المبرور». والحج
جهاد، وفضل الجهاد عظيم، وهو ذروة سنام الإسلام. وفي حديث الطبراني في شأن
الرجل الضعيف الذي لا يستطيع أن يجاهد: «هلم الى جهاد لا شوكة فيه: الحج».
وفي رواية النسائي: «جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج». وفي رواية
البخاري ومسلم ان عائشة قالت للرسول صلى الله عليه وسلم: «نرى الجهاد أفضل
العمل افلا نجاهد؟ قال: لكن افضل الجهاد: حج مبرور». في الحج ايضا مغفرة
الذنوب، لحديث البخاري ومسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته
أمه». وفي رواية لمسلم، عندما اسلم عمرو بن العاص: أما علمت ان الإسلام
يهدم ما قبله وان الهجرة تهدم ما قبلها، وأن الحج يهدم ما قبله؟ وفي حديث
النسائي والترمذي: «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب
كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، ليس للحج المبرور ثواب إلا
الجنة، الحجاج والعمار وفد الله ان دعوه اجابهم، وان استغفروه غفر لهم».
أما النفقة فيه فقد جاء فيها حديث رواه أحمد، وغيره باسناد حسن: «النفقة في
الحج كالنفقة في سبيل الله، الدرهم بسبعمائة ضعف».
اتخاذ حج الإنابة مشروعاً استثمارياً!
هل
يجوز اتخاذ حج الإنابة مشروعا استثماريا يتم تسويقه والاستفادة منه بتحقيق
عائد مادي من ورائه؟ يقول الدكتور عجيل النشمي: الإنابة في الحج الفريضة
مبني جوازها على وجود أعذار لمن وجب عليه الحج، ولم يستطع القيام به بنفسه
لمرض مزمن، أو كبر سن لا يقوى معه على الحج، فهؤلاء وجب لعذرهم ان يدفعوا
نفقة الحج لمن ينوب عنهم في أداء الحج، وهذا الوجوب عند الشافعية
والحنابلة، وأما أبوحنيفة ومالك فلا يوجبون الحج على هؤلاء لا بأنفسهم، ولا
بإنابة غيرهم، ومرجع ذلك الى اختلافهم في تفسير الاستطاعة في قوله تعالى:
«ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا» فمن أوجبوا الإنابة فسروا
الاستطاعة بالزاد والراحلة، أي النفقة الكاملة، فمن عجز بنفسه واستطاع
بغيره وجب عليه الحج بالإنابة، ومن لم يوجبها فسروا الاستطاعة بمن يستطيع
بنفسه والعاجزون غير مستطيعين فلا يجب عليهم الحج لا بأنفسهم ولا بغيرهم.
وهذا هو الراجح لظاهر دلالة اللفظ، وهذا الخلاف في صحة البدن هل هي شرط
لأصل الوجوب أو هي شرط للأداء بالنفس. أما أصل مشروعية الإنابة عن الغير في
الحج فجمهور الفقهاء عدا المالكية يروون الأحاديث الصحيحة في ذلك، ومنها
حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «جاءت امرأة من خثعم عام حجة الوداع،
قالت: يا رسول الله: ان فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا
لا يستطيع ان يستوي على الراحلة، فهل يقضى عنه أن أحج عنه. قال: نعم. رواه
البخاري ومسلم. واذا كان وجوب الحج الإنابة بالحج للمعذور فيناسبه الرفق
به والتبرع في تحمل مشاق السفر ابتغاء رضوان الله والأجر والمثوبة وحصول
فضل الدعاء بما يتهيأ له من أماكن الدعاء في عرفة وغيرها الدعاء لمن يحج
عنه، ولنفسه. ويجب النظر للحج باعتباره فريضة عظيمة، وعبادة لله تعالى، فلا
يجوز جعلها محلا للمتاجرة، مع ان التجارة في الحج أي في اثنائه جائزة، لكن
هنا المتاجرة بالحج ذاته فهذا ما لا تقبله النصوص وقواعد الشرع، وهو من
تداخلات الشيطان في قلوب أصحاب المال، ان يستثمروا من احتاج الى الإنابة في
زيادة كسبهم، وهو أقرب الى السحت من المال الحلال.
كالنفقة في سبيل الله. وفي الحج منافع كثيرة، ومن اهمها ان العبد يخرج من
هذه الرحلة وقد طهر من الذنوب والآثام، قال صلى الله عليه وسلم «من حج لله
فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه». يقول الشيخ عطية صقر رئيس لجنة
الفتوى بالازهر سابقا: فضل الحج كبير يظهر في بيان حكمة المشروعية التي قال
الله فيها: «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل
فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم
من بهيمة الأنعام». والمنافع كثيرة، دينية ودنيوية، تستفيد منها مكة وأهلها
استجابة لدعاء ابراهيم عليه السلام «ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي
ذرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم
وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون». ويستفيد من المنافع الحجاج، والمسلمون
بوجه عام، ومن هذه الفوائد: تقوية صلة العبد بربه، بمثل: التلبية، وذكر
الله في المشاعر، والطواف حول البيت، وتقبيل الحجر الاسود. وفيه التواضع
الذي جاءت فيه رواية احمد ان الله يباهي بأهل عرفات الملائكة فيقول:
«انظروا الى عبادي اتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق أشهدكم أني قد
غفرت لهم». وفيه ارتباط بمهد النبوة، وتذكر لحوادث ماضية قيمة، كما ان فيه
عاملاً من عوامل الوحدة بين المسلمين.
أفضل الأعمال
ومما جاء في
بيان فضله ما ورد أنه أفضل الأعمال، أو من أفضل الأعمال، كما جاء في حديث
أبي هريرة حينما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال:
«إيمان بالله ورسوله، ثم الجهاد في سبيل الله، ثم الحج المبرور». والحج
جهاد، وفضل الجهاد عظيم، وهو ذروة سنام الإسلام. وفي حديث الطبراني في شأن
الرجل الضعيف الذي لا يستطيع أن يجاهد: «هلم الى جهاد لا شوكة فيه: الحج».
وفي رواية النسائي: «جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج». وفي رواية
البخاري ومسلم ان عائشة قالت للرسول صلى الله عليه وسلم: «نرى الجهاد أفضل
العمل افلا نجاهد؟ قال: لكن افضل الجهاد: حج مبرور». في الحج ايضا مغفرة
الذنوب، لحديث البخاري ومسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته
أمه». وفي رواية لمسلم، عندما اسلم عمرو بن العاص: أما علمت ان الإسلام
يهدم ما قبله وان الهجرة تهدم ما قبلها، وأن الحج يهدم ما قبله؟ وفي حديث
النسائي والترمذي: «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب
كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، ليس للحج المبرور ثواب إلا
الجنة، الحجاج والعمار وفد الله ان دعوه اجابهم، وان استغفروه غفر لهم».
أما النفقة فيه فقد جاء فيها حديث رواه أحمد، وغيره باسناد حسن: «النفقة في
الحج كالنفقة في سبيل الله، الدرهم بسبعمائة ضعف».
اتخاذ حج الإنابة مشروعاً استثمارياً!
هل
يجوز اتخاذ حج الإنابة مشروعا استثماريا يتم تسويقه والاستفادة منه بتحقيق
عائد مادي من ورائه؟ يقول الدكتور عجيل النشمي: الإنابة في الحج الفريضة
مبني جوازها على وجود أعذار لمن وجب عليه الحج، ولم يستطع القيام به بنفسه
لمرض مزمن، أو كبر سن لا يقوى معه على الحج، فهؤلاء وجب لعذرهم ان يدفعوا
نفقة الحج لمن ينوب عنهم في أداء الحج، وهذا الوجوب عند الشافعية
والحنابلة، وأما أبوحنيفة ومالك فلا يوجبون الحج على هؤلاء لا بأنفسهم، ولا
بإنابة غيرهم، ومرجع ذلك الى اختلافهم في تفسير الاستطاعة في قوله تعالى:
«ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا» فمن أوجبوا الإنابة فسروا
الاستطاعة بالزاد والراحلة، أي النفقة الكاملة، فمن عجز بنفسه واستطاع
بغيره وجب عليه الحج بالإنابة، ومن لم يوجبها فسروا الاستطاعة بمن يستطيع
بنفسه والعاجزون غير مستطيعين فلا يجب عليهم الحج لا بأنفسهم ولا بغيرهم.
وهذا هو الراجح لظاهر دلالة اللفظ، وهذا الخلاف في صحة البدن هل هي شرط
لأصل الوجوب أو هي شرط للأداء بالنفس. أما أصل مشروعية الإنابة عن الغير في
الحج فجمهور الفقهاء عدا المالكية يروون الأحاديث الصحيحة في ذلك، ومنها
حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «جاءت امرأة من خثعم عام حجة الوداع،
قالت: يا رسول الله: ان فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا
لا يستطيع ان يستوي على الراحلة، فهل يقضى عنه أن أحج عنه. قال: نعم. رواه
البخاري ومسلم. واذا كان وجوب الحج الإنابة بالحج للمعذور فيناسبه الرفق
به والتبرع في تحمل مشاق السفر ابتغاء رضوان الله والأجر والمثوبة وحصول
فضل الدعاء بما يتهيأ له من أماكن الدعاء في عرفة وغيرها الدعاء لمن يحج
عنه، ولنفسه. ويجب النظر للحج باعتباره فريضة عظيمة، وعبادة لله تعالى، فلا
يجوز جعلها محلا للمتاجرة، مع ان التجارة في الحج أي في اثنائه جائزة، لكن
هنا المتاجرة بالحج ذاته فهذا ما لا تقبله النصوص وقواعد الشرع، وهو من
تداخلات الشيطان في قلوب أصحاب المال، ان يستثمروا من احتاج الى الإنابة في
زيادة كسبهم، وهو أقرب الى السحت من المال الحلال.
عبدالرحيم- عدد الرسائل : 352
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 05/08/2008
مواضيع مماثلة
» عوامل السلوك الإجرامي بين الشريعة والقانون
» ارتفاع الضغط والكوليسترول الضارّ من أهم عوامل الإصابة بأمراض القلب
» لماذا يهيمن الغرب اليوم؟ . .خمسة عوامل تسيطر على مصائر العالم
» صلاح الوديع: ترفضُ الخلافة على منهاج النبوة؟ يُقطع رأسك بلا رحمة !!
» نهر ورغة وسد الوحدة في حداد
» ارتفاع الضغط والكوليسترول الضارّ من أهم عوامل الإصابة بأمراض القلب
» لماذا يهيمن الغرب اليوم؟ . .خمسة عوامل تسيطر على مصائر العالم
» صلاح الوديع: ترفضُ الخلافة على منهاج النبوة؟ يُقطع رأسك بلا رحمة !!
» نهر ورغة وسد الوحدة في حداد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى