الجنس في حياة الرسول (ص).
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
الجنس في حياة الرسول (ص).
موضوع شائك، ويحتاج
إلى مهارة خاصة من أجل الخروج من المطبات التي يطرحها بأقل خسارة ممكنة.
ودليلنا على ذلك أنه ليس أرضا غير مطروقة، إذ كلما أثاره باحث أو تطرق إليه
طالب كلما أدرك أنه يمشي في حقل ألغام هائج تصنعه توترات الصراع بين
«العقل» والتعلق الشامل بالمقدس الديني. ذلك أن أي «شبهة حياد ديني» عادة
ما يترجمها الغلاة إلى مسّ وانتهاك للانتماء الديني، وهو ما يطرح إشكالات
أخرى ترتبط ب»التكفير» و»الارتداد» و»إهدار الدم» و»المحاكمات»..
إن إثارة هذا الموضوع- وهو مطروق على أوسع نطاق في كتب الحديث والنوازل-
يندرج في سياق أسئلة كبرى، من قبيل: ما هي حقيقة المعطيات الشفويّة التي
تمّ تداولها حول موضوع «الجنس» في الإسلام بعد وفاة النبيّ؟ ما طبيعتها؟
كيف تمّ تداولها؟ وما هو المسار الذي سلكته وأدوات الإنتاج -أو بالأحرى
إعادة الإنتاج- التي خضعت لها إلى حين استقرارها في شكل مكتوب ضمن مصنفات
السيرة النبوية؟ وهل كان سرير النبي، فعلا، مختبرا تجريبيا لكل أصناف
النساء، كمال يقول بعض «الناقمين»؟
وإذا كان الاتجاه الذي اتخذه بعض الباحثين هو السير صوب «امتداح
الإيروتيكا» في الإسلام، والانحياز الكامل إلى الدنيوي على حساب المقدس، أو
من جهة أخرى تضخيم الفعل الجنسي عند النبي (ص) وتحقيره، فإن هدفنا نحن ليس
هو تحويل الفعل الجنسي عند الرسول إلى حلبة رقص يجتمع فيه الخيال
والحساسية والفانتازيا والثقافة. كما أن هدفنا ليس «تعليميا»، ما دمنا ندرك
أن الفعل الجنسي مجرّد مرآة لأفعال أساسها ثقافيّ وسيكولوجيّ ومجتمعيّ
وذاتيّ.
ولذلك، فإنه من الواضح، للابتعاد عن القراءة الآثمة للموضوع، أن نربط الفعل
الجنسي عند الرسول (ص) بسياقه التاريخي والثقافي، مادام أن الإسلام دين
«ناسخ» لمجموعة من الأفعال والسلوكات التي كان يتشيع لها العرب حينذاك،
ويعتبرونها جزءا من كينونتهم وفحولتهم، لكن الإسلام اشتغل على محوها
وإدراجها في خانة «الجاهلية».
لقد عرف العرب أساليب وتعبيرات مختلفة حول ممارسة الجنس الذي لم يكن عندهم
مرتبطاً بما نعبّر عنه الآن من خلال مفهوم «الجنسانية» القائم على تنميط
الرغبة الجنسية. فللعرب- كما توضح النصوص الإسلامية الناسخة- باع طويل في
فنون الشبق، حيث تعاطوا فنونا شبقية متعددة، إذ كان الجسد ليس بعيدا عن
الحياة العامة، ولم يكن منحصرا داخل جدران الخباء، ولا مخفيا وراء ستائر
الحشمة بالمفهوم الإسلامي، بل كان شبقا لا محدودا، تحركه المرأة التي تلعب
دورا حاسما في «الشبقية العربية».
وقد ذكر بعض الباحثين أن الجنس قبل السلام يجري على أربعة أنواع تتحقق داخلها :
أولا: نكاح الاستبضاع: نكاح انتقائي مؤقت كان الرجل يدفع زوجته إليه ، بعد
أن يكون قد حسم اختياره للرجل الذي ستجامعه زوجته، بعد انقطاع دورتها
الشهرية مباشرة .وغالباً ما يكون هذا النموذج شاعراً أو فارساً رغبة منه في
تحسين النسل أو إنجاب الولد.
ومعنى البُضع في اللغة : النكاح أو فرج المرأة والمباضعة: المجامعة.
ويروي صاحب «لسان العرب» نقلاً عن ابن الأثير، أن الاستبضاع نوع من نكاح
الجاهلية، وهو استفعال من البضع (الجماع) وذلك أن تطلب المرأة جماع الرجل
لتنال منه الولد فقط، كان الرجل منهم يقول لأمَته أو امرأته :»اذهبي إلى
فلان فاستبضعي منه»، ويعتزلها فلا يمسها حتى يتبين حملها، وإنما يفعل ذلك
رغبة في إنجاب الولد.
ثانيا نكاح المخادنة: وتعني الصداقة. والخدين: الصاحب أو الصديق. وفي
القرآن الكريم (محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان)، فقد كانت المرأة قبل
الإسلام، تمتلك حق الصداقة مع رجل آخر، غير زوجها، يكون لها بمثابة العشيق
أو الصديق بالمفهوم الاجتماعي المعاصر، لا يمتلك الزوج حق الاعتراض أو
منعها عنه. لكن ذلك لا يمنع وجود حالات من المخادنة الخالية من الاتصالات
الجنسية المباشرة، إذ كان من المتفق عليه بين العشيقين المتحابين «أن يكون
له نصفها الأعلى يصنع فيه ما يشاء، ولبعلها من سرتها إلى أخمصها».. فقد
قيل لإعرابي :»أتعرف الزنا؟»، فقال :»وكيف لا؟»، قيل :»وما هو؟»، قال :» مص
الريقة ولثم العشيقة والأخذ من الحديث بنصيب»، وهذه إشارة واضحة إلى عدم
قيام الاتصال الجنسي المباشر.
سعيد منتسب
فسحة - الاتحاد الاشتراكي
02 - 07 - 2012
إلى مهارة خاصة من أجل الخروج من المطبات التي يطرحها بأقل خسارة ممكنة.
ودليلنا على ذلك أنه ليس أرضا غير مطروقة، إذ كلما أثاره باحث أو تطرق إليه
طالب كلما أدرك أنه يمشي في حقل ألغام هائج تصنعه توترات الصراع بين
«العقل» والتعلق الشامل بالمقدس الديني. ذلك أن أي «شبهة حياد ديني» عادة
ما يترجمها الغلاة إلى مسّ وانتهاك للانتماء الديني، وهو ما يطرح إشكالات
أخرى ترتبط ب»التكفير» و»الارتداد» و»إهدار الدم» و»المحاكمات»..
إن إثارة هذا الموضوع- وهو مطروق على أوسع نطاق في كتب الحديث والنوازل-
يندرج في سياق أسئلة كبرى، من قبيل: ما هي حقيقة المعطيات الشفويّة التي
تمّ تداولها حول موضوع «الجنس» في الإسلام بعد وفاة النبيّ؟ ما طبيعتها؟
كيف تمّ تداولها؟ وما هو المسار الذي سلكته وأدوات الإنتاج -أو بالأحرى
إعادة الإنتاج- التي خضعت لها إلى حين استقرارها في شكل مكتوب ضمن مصنفات
السيرة النبوية؟ وهل كان سرير النبي، فعلا، مختبرا تجريبيا لكل أصناف
النساء، كمال يقول بعض «الناقمين»؟
وإذا كان الاتجاه الذي اتخذه بعض الباحثين هو السير صوب «امتداح
الإيروتيكا» في الإسلام، والانحياز الكامل إلى الدنيوي على حساب المقدس، أو
من جهة أخرى تضخيم الفعل الجنسي عند النبي (ص) وتحقيره، فإن هدفنا نحن ليس
هو تحويل الفعل الجنسي عند الرسول إلى حلبة رقص يجتمع فيه الخيال
والحساسية والفانتازيا والثقافة. كما أن هدفنا ليس «تعليميا»، ما دمنا ندرك
أن الفعل الجنسي مجرّد مرآة لأفعال أساسها ثقافيّ وسيكولوجيّ ومجتمعيّ
وذاتيّ.
ولذلك، فإنه من الواضح، للابتعاد عن القراءة الآثمة للموضوع، أن نربط الفعل
الجنسي عند الرسول (ص) بسياقه التاريخي والثقافي، مادام أن الإسلام دين
«ناسخ» لمجموعة من الأفعال والسلوكات التي كان يتشيع لها العرب حينذاك،
ويعتبرونها جزءا من كينونتهم وفحولتهم، لكن الإسلام اشتغل على محوها
وإدراجها في خانة «الجاهلية».
لقد عرف العرب أساليب وتعبيرات مختلفة حول ممارسة الجنس الذي لم يكن عندهم
مرتبطاً بما نعبّر عنه الآن من خلال مفهوم «الجنسانية» القائم على تنميط
الرغبة الجنسية. فللعرب- كما توضح النصوص الإسلامية الناسخة- باع طويل في
فنون الشبق، حيث تعاطوا فنونا شبقية متعددة، إذ كان الجسد ليس بعيدا عن
الحياة العامة، ولم يكن منحصرا داخل جدران الخباء، ولا مخفيا وراء ستائر
الحشمة بالمفهوم الإسلامي، بل كان شبقا لا محدودا، تحركه المرأة التي تلعب
دورا حاسما في «الشبقية العربية».
وقد ذكر بعض الباحثين أن الجنس قبل السلام يجري على أربعة أنواع تتحقق داخلها :
أولا: نكاح الاستبضاع: نكاح انتقائي مؤقت كان الرجل يدفع زوجته إليه ، بعد
أن يكون قد حسم اختياره للرجل الذي ستجامعه زوجته، بعد انقطاع دورتها
الشهرية مباشرة .وغالباً ما يكون هذا النموذج شاعراً أو فارساً رغبة منه في
تحسين النسل أو إنجاب الولد.
ومعنى البُضع في اللغة : النكاح أو فرج المرأة والمباضعة: المجامعة.
ويروي صاحب «لسان العرب» نقلاً عن ابن الأثير، أن الاستبضاع نوع من نكاح
الجاهلية، وهو استفعال من البضع (الجماع) وذلك أن تطلب المرأة جماع الرجل
لتنال منه الولد فقط، كان الرجل منهم يقول لأمَته أو امرأته :»اذهبي إلى
فلان فاستبضعي منه»، ويعتزلها فلا يمسها حتى يتبين حملها، وإنما يفعل ذلك
رغبة في إنجاب الولد.
ثانيا نكاح المخادنة: وتعني الصداقة. والخدين: الصاحب أو الصديق. وفي
القرآن الكريم (محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان)، فقد كانت المرأة قبل
الإسلام، تمتلك حق الصداقة مع رجل آخر، غير زوجها، يكون لها بمثابة العشيق
أو الصديق بالمفهوم الاجتماعي المعاصر، لا يمتلك الزوج حق الاعتراض أو
منعها عنه. لكن ذلك لا يمنع وجود حالات من المخادنة الخالية من الاتصالات
الجنسية المباشرة، إذ كان من المتفق عليه بين العشيقين المتحابين «أن يكون
له نصفها الأعلى يصنع فيه ما يشاء، ولبعلها من سرتها إلى أخمصها».. فقد
قيل لإعرابي :»أتعرف الزنا؟»، فقال :»وكيف لا؟»، قيل :»وما هو؟»، قال :» مص
الريقة ولثم العشيقة والأخذ من الحديث بنصيب»، وهذه إشارة واضحة إلى عدم
قيام الاتصال الجنسي المباشر.
سعيد منتسب
فسحة - الاتحاد الاشتراكي
02 - 07 - 2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
رد: الجنس في حياة الرسول (ص).
ومن معاني المخادنة: الرفقة في كل أمر ، الظاهر منه والباطن ، وخدن الجارية (المرأة): محدثها. وعموماً فقد كانت العرب تتغاضى عنه طالما كان منستراً وتقول: «ما استتر فلا بأس به، وما ظهر فهو لؤم». ثالثا: نكاح البدل: فيه يتم تبادل الزوجات، بشكل مؤقت، بين رجلين لغرض المتعة والتغيير فقط، دون الحاجة إلى إعلان طلاق، وقد قال أبو هريرة:» إن البدل في الجاهلية أن يقول الرجل للرجل: انزل لي عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي وأزيدك». رابعا: نكاح المضامدة: وهو أن تتخذ المرأة زوجاً إضافياً، زيادة على زوجها، لأسباب أغلبها اقتصادية فعن الفرّاء : « الضماد أن تصادق المرأة اثنين أو ثلاثة في القحط لتأكل عند هذا وهذا، لتشبع». والضمد في اللغة: أن يُخالّ الرجل المرأة ومعها زوج، أو أن يخالّها خليلان، وقد قال أبو ذؤيب الهذلي في امرأة خانته مع ابن عمه خالد بن زهير: «تريدين كيما تضمديني وخالداً/ وهل يُجمع السيفان، ويحك في غمدِ؟» وهناك من يضامد، إذا كان سيداً أو من الأشراف، بأن ينتقي امرأة من قومه لنفسه مانعاً غيره عنها، فمما يروى أن معاوية، أخا الخنساء، وافى عكاظاً في موسم من مواسم العرب، فبينما هو يمشي بسوق عكاظ إذ لقي أسماء المريّة، وكانت جميلة، وزُعم أنها كانت بغيا، فدعاها إلى نفسه فامتنعت عليه وقالت: « أما علمت أني زوجة سيد العرب هاشم ابن حرملة؟» فقال: أما والله لأقارعنه عنك»، قالت:»شأنك وشأنه»، فرجعت إلى هاشم فأخبرته بما قال معاوية وما قالت له ، فقال هاشم: «فلعمري لا يريم أبياتنا حتى ننظر ما يكون من جهده» وخرجوا إليهم فاقتتلوا ساعة ولم يتركوا قتاله حتى قتلوه. خامسا: نكاح الرهط: وهو من أنماط تعدد الأزواج الذي مارسته المرأة قبل الإسلام، حيث يجتمع ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها، فإذا حملت ووضعت ومر عليها ليالي بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا، عندها تقول لهم: «قد عرفتم الذي كان من أمركم ، وقد ولدتُ ، فهو ابنك يا فلان «. تسمّي من أحبت بإسمه ، فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع منه الرجل. سادسا: نكاح السر، وهو اقتران سري يعقده أحد من الأشراف عادة مع من هي دونه في المنزلة الطبقية أو الاجتماعية «فإذا حبلت منه أظهر ذلك وألحقها به». والسر في اللغة معناه :الزنا أو الجماع، ومنه جاءت كلمة : السرية.. وهي الجارية المتخذة للملك والجماع. حيث يقال للحرة إذا نكحت سرا أو كانت فاجرة: «سرية»، وهي منسوبة إلى سر الجماع والإخفاء (لأن الإنسان كثيرا ما يسرها ويسترها عن حرته). سابعا: نكاح الشغار: هو استنكاح تبادلي كانت تلجأ إليه العرب في الجاهلية بأن تتزاوج من خلال تبادل امرأتين من بنات الرجلين العازمين على الزواج أو أختيهما على أن تكون المرأة المعطاة بمثابة المهر المقدم للمرأة التي سيتزوج منها.. ولفظة الشغار جاءت من الشغر أي الرفع ..وهي مستمدة من شغر الكلب: إذا رفع إحدى رجليه ليبول ثم استعمله الفقهاء فيما بعد كناية عن رفع المهر من عقد النكاح». ثامنا: نكاح المساهاة، وهو نكاح ملحق بنكاح الشغار، تفرد بذكره أبو حيان التوحيدي في (الإمتاع والمؤانسة) بأن للعرب نكاحا يسمى: المساهاة بمعنى المسامحة وترك الاستقصاء في المعاشرة، وهو أن يفك الرجل أسر الشخص ويجعل فك ذلك الأسير صداقا لأخت صاحب الأسر أو ابنته او قريبته منه فيتزوج المعتق من غير صداق. وكان هذا النوع من النكاح «الافتدائي» منتشرا بين القبائل الضعيفة الفقيرة التي تتعرض للغزو وأسر رجالها بين حين وآخر ..دون أن تكون له القدرة على افتدائهم. فقد روي أن ربيعة بن عامر أسر قومه يزيد بن الأطنابة ..فطلب من أخيه عمرو بن الأطنابة ان يفديه فاعتذر عمرو بأنه لا يجد ما يفدي به أخاه..فطلب ربيعة أن يزوجه بدل الفداء بأخته، وهي فاتنة حسناء..فرضي عمرو، فتزوج ربيعة بأخت عصام وصداقها فكاك يزيد أخيها من الأسر.. تاسعا: نكاح الضيزن (المقت): وهي أن يرث الرجل زوجة أبيه أو ابنه، لتصير ضمن نسائه. وقد سماه العرب بنكاح الضيزن أو المقت. والضيزن في الأصل: النخاس أو الشريك في المرأة، ثم صار يطلق على الذي يشارك أباه في امرأته. يقول أوس بن حجر: والفارسية فيهم غير منكرة. فكلهم لأبيه ضيزن. ومن أسمائه: المقت، إذ انه كما يقال كان ممقوتا حتى عند اهل الجاهلية. والمقت في الأصل: أشد البغض، ونكاح المقت: ان يتزوج الرجل امرأة ابيه إذا طلقها أو مات عنها..أما ابن سيده، فعنده أن المقتي :هو الذي يتزوج امرأة أبيه. ولم يكن هذا النكاح مطلقا عند أهل الجاهلية. فقد وضع العرب شروطا لشرعيته منها: أن تكون المرأة أصغر سنا ممن يريد أن يخلف أباه عليها، وأن لا تكون قد ولدت للأب شيئا، وأن لا تكون أختا لأم الولد الذي يريد زواجها.فإذا اجتمعت هذه الشروط وأحب الخلف أن يتزوجها فألقى ثوبه عليها كان أحق بها، فإن شاء تزوجها وراثة من غير صداق، وإن شاء زوجها غيره وأخذ صداقها، وإن شاء عضلها لتفتدي نفسها منه. 03 - 07 - 2012 | ||
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
هل كان العرب أسيادا على أجسادهم؟
إن ما تقدمه لنا مرحلة ما قبل الإسلام، بخصوص «من يمتلك الجسد: هل هو صاحبه أم المجموعة الثقافية التي ينتمي إليها؟»، يجعلنا أمام إشكال حقيقي نابع من بنية المجتمع آنذاك. ذلك أن أشكال الفعل الجنسي، كما يقدمها لنا التاريخ والأدب والسير، تتحقق في إطارين: مجتمع الأشراف ومجتمع العبيد. وهذا التحقق، مع ذلك، لا يسمح بتقديم إجابة واضحة على سؤالنا: هل كان العرب يملكون أجسادهم؟ وهل كانوا يتصرفون فيها كما يشاؤون؟ وهل كانت لهم، فعلا، سيادة مطلقة عليها؟ بالعودة إلى أشكال الفعل الجنسي قبل الإسلام، يتبين أن هذا الفعل يتم في سياق الثّقافة الاستهلاكيّة التي تحثّ الإنسان على أن يستمتع ويغرق في المتعة، وليس العكس. أي أنه من الصعب الحديث عن الإنتاج في ظل نمط ثقافي أعلى لا يسمح بالانزياح عن «القبيلة»، بل يعاقب عليه بضراوة وقسوة شاملة: «الخلع» و»العار».. ولقد سمح هذا النوع من الثقافة، في تلك المرحلة، بالعمل داخل منظومتين للفعل الجنسي: الزواج وملء الاستيهامات،دون الفصل بينهما، بل دون محاولة ذلك؛ فمن الناحية التطبيقية كان يحق للرجال، مثلما كان يحق للنساء (خاصة الحرائر) المزاوجة بين النظامين عبر الزواج والتسرّي، إضافة إلى أشكال أخرى يمكن أن يتحقق عبرها الفعل الجنسي (أنظر الحلقة السابقة). إذن، في ظل «ثقافة جنسية» تمييزية، جاء الإسلام الذي يحمله النبي محمد (ص) ل»يصحح» و»يرتب» و»يمنع» و»يحرم» و»يبيح». وهو ما سنحاول اقتفاءه. وطبعا، لا يمكن أن يتحقق الاقتفاء إلا بوضع «الجنس كما يصنعه نبي الإسلام» في سياقه الشامل، أي عدم إبعاد أي عنصر له طابع تفسيري مهم، أو أي تفصيل غني بالمعاني التي تعضدها »القراءات« (التفاسير) المختلفة والمتاحة. فضلا عن إقصاء بعض مقاطع »السيرة« التي تقع خارج التوقع، نظرا لوقوعها داخل دائرة الارتياب، أي تلك المقاطع التي لا تنسجم مع النصوص التأسيسية (القرآن)، من قبيل بعض القدرات الخارقة (المعجزات) التي أسندها بعض الرواة وكتاب الحديث إلى النبي محمد (ص)، بينما كان هذا الأخير ينفيها عن نفسه مرارا، وبشكل صريح. وهذا يقتضي بطبيعة الحال، الانفتاح على نصوص مختلفة من السيرة (ابن إسحاق، الطبري، ابن هشام، الواقدي، البلاذري.. وغيرهم)، مما يسمح بتقديم »تأليفة تركيبية« لنصوص مختلفة تضيء كل جوانب الموضوع «الجنس»، حتى وإن كان بعض هذه النصوص لا ينسجم مع أهواء التقديس (النصوص الممنوعة). والغاية من كل ذلك هي تخليص السيرة القديمة من المبالغات الإيمانيّة والميتافيزيقيّة لصالح صرامة البحث التاريخي. ومن هنا كان لا بد من الرجوع إلى المرحلة السابقة عن الإسلام، خاصة أن الوحي الذي نزل على النبي محمد (ص) يقع، أيضا، في سياقات سابقة عن ميلاده، كما أنه لا يقع بعيدا عن تأثيرات زمانه، رغم أن هذه التأثيرات ممتلئة عن آخرها بغير قليل من الضبابيّة والاختلاق والاطمئنان إلى الخرافة، وأيضا الشوائب التمجيدية الخيالية، والأوهام غير المعقولة. نعم، لقد تمكن نبي الإسلام، كما تقدمه «السيرة»، من إدماج الجنس في الحياة بوصفه تجربة حياتية يوميّة، دون أنْ يُقيّده بقيود «عمياء» تحول دون ذلك التفاعل الثري بين القوى البشرية والدينية والمادية. بيد أنَّ هذه الرحابة أفسحت المجال لقيام أنماط متعددة من العلاقات التي كانت تدّعي توافقها مع الإسلام رغم أنها تعاكس روحه ونواته الصلبة. ومن جملة ذلك- وهذا ما سنكتشفه لا حقا- ذلك الشرخ الذي وقع في مجتمع النساء، والذي تولّدت عنه ثائية ضدية هي: الحرائر والجواريّ، ويمتدّ الانقسام بدءا من المستوى الفيلولوجيّ لطرفيّ الثنائية، وانتهاء بالواقع العملي؛ إذ أصبحت الجوراي في وضع مُضادٍّ للزوجات الحرائر، وبتن يشكلن خطرًا عليهنّ ناجمًا عن المنافسة والمزاحمة الشديدتين في أنْ يحظين بالرجل والاستيلاء على عاطفته، وعطاياه، والفوز بملذّاته وإمتاعه. 04 - 07 - 2012 | ||
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
امرأة تعرض نفسها على عبد الله بن عبد المطلب، فيأبى..
دأب الفقهاء على «تنعيم» (من النعومة) طفولة نبي الإسلام، وإخلائها من «الشوائب الجاهلية»، فكانت سيرته كأنها «جلمود صخر حطه السيل من عل»، فلا تأثيرات سلبية على نشأته ما دامت «عناية الله» تلاحقه، وما دامت الساحة مهيأة لتلقيه في كامل لياقته الأخلاقية/ الإسلامية. مما يترك لنا الانطباع- حتى مع وجود الأحناف الإبراهميين- أن الإسلام سابق عن الوحي، وأن النبي (ص) ترعرع في بيئة إسلامية لا علاقة لها ب»أخلاقيات مجتمع ما قبل الإسلام». لذلك، من المهم أن نعود إلى «الفضاء الثقافي» الذي استقبل النبي (ص)، وحسبنا أن ننقل ما جاء في كتاب «السيرة: نبي الإسلام بلسان صحابته»: «حينما أدرك عبد الله، أصغر أبناء عبد المطلب، سن البلوغ، عزم والده على تزويجه من آمنة بنت وهب ابن عبد مناف. فتوجها معا إلى وهب ليطلبا منه يد ابنته. وفي الطريق، مرا على امرأة من بني أسد. فقالت له حين نظرت إلى وجهه: - أين تذهب يا عبد الله؟ فقال؟ - مع أبي. قالت: - لك مثل الإبل التي نحرت عنك ، وقَعْ علي الآن. قال: - أنا مع أبي ، ولا أستطيع خلافه، ولا فراقه. فخرج به عبدالمطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف، وطلب منه يد ابنته آمنه لابنه عبد الله. فزوجه إياها، ثم دخل بها عبد الله في ليلته فوقع عليها فحبلت منه بمحمد. في يوم الغد، وبينما كان عائدا إلى قومه، صادف عبد الله، مرة أخرى، المرأة التي كانت قد عرضت عليه نفسها بالأمس. لكنها أدارت له ظهرها، ولم تقل شيئا، فقال لها: - ما لك لا تعرضين علي اليوم ما كنت عرضت علي بالأمس؟ قالت له: - فارقك النور الذي كان معك بالأمس، فليس لي بك اليوم حاجة. وبعد فترة قصيرة، خرج عبد الله إلى الشام للتجارة. وعند عودته، نزل عند أخواله بني النجار في يثرب. وهناك سقط مريضا فهلك قبل أن تضع زوجته، تاركا لابنه قليلا من المال. فلما وضعت آمنة طقلها ، أرسلت إلى جده عبد المطلب: - قد ولد لك غلام ، فأته فانظر إليه. فأتاه فنظر إليه وحمله بين ذراعيه. ثم جاء به فدخل الكعبة وقام يدعو الله، ويشكر له ما أعطاه، ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها، ثم التمس له الرضعاء كما جرت عادة عليه القوم حين يولد لهم غلام. ثم ذبح جديا وسمى المولود الجديد محمدا. فاندهش القوم لذلك، وسألوه: - لماذا سميته محمدا؟ لماذا لم تعطه اسما من أسماء أجدادك؟ فرد عليهم عبد المطلب: - أريده أن يكون محمودا في السماء، ومحمودا من ناس الأرض. وقد خرجت حليمة- مرضعة النبي- من بلدها مع نسوة من قومها [ بني سعد بن بكر] حتى قدمن مكة يلتمسن الرضعاء ، وذلك في سنة شهباء ، لم تبق لقومها شيئا. كانت حليمة على أتان لي قمراء مع زوجها ، وابن لها صغير ترضعه، معهم شارف [ناقة عجفاء] لهم ما تبض بقطرة حليب. ولم يكونوا ينامون ليلهم من الصبي الذي معهم، من بكائه من الجوع ، فما في ثديها ما يغنيه ، وما في الشارف ما يغذيه، ولكنهم كانوا يرجون الغيث والفرج. فلما دخلوا مكة ما من امرأة إلا وقد عرض عليها محمد بن عبد الله فتأباه ، إذا قيل لها إنه يتيم ، وذلك أنهن إنما كن يأملن المعروف من أبي الصبي. فما بقيت امرأة من المرضعات قدمت مكة إلا أخذت رضيعا سوى حليمة، فلما أجمعوا على الانطلاق ، قالت لزوجها: - والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم أخذ رضيعا ، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلأخذنه. فقال لها الزوج: - لا عليك أن تفعلي، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة. 05 - 07 - 2012 | ||
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
نساء ما قبل الإسلام والجسد
يكتسي الرجوع إلى ثقافة الفعل الجنسي قبل نزول الوحي أهميّة فائقة، إذ نكاد نجزم بأنّها تنتمي إلى «التاريخ المظلوم» الذي أهمله الطهرانيون، وجعلوه قابعًا في سجن «التحريم»، ونجحوا في تطويقه بما لا ينبغي العبث به أو الارتياب في وقوعه، أي أحاطوه بالوقائع المقدسة التي ينبغي الولوج إليها بقدم إيمانية، لا تنشغل البتة بالسؤال. وبالتالي، فإنهم استطاعوا أن يضعوا لهذا التاريخ مسارات أخرى، وأعادوا إنتاجه في ضوء «ثقافة التحريم». فمن الذي سينتبه مثلا إلى أن عبد الله بن عبد المطلب- وهو أب النبي محمد (ص)- كان شاهدا على حادثة إغواء جنسي، وأنه كان عنصرا فاعلا فيها بما أنه كان موضوع للإغواء من قبل امرأة أسدية توسلت إليه أن «يقع عليها الآن»- أي أن يضاجعها، مقابل عدد كبير من الإبل، لكنه أبى، وعلل ذلك بقوله: « أنا مع أبي، ولا أستطيع مخالفته، ولا فراقه». ثم التقاها في اليوم الموالي في طريق عودته إلى قومه، فأعرضت عنه وأدارت له ظهرها، ولم تسأله أن «يقع عليها»، مما دفع به إلى الدهشة والاستغراب، وإلا لما كان اهتم بأن يبادرها بالسؤال: «مالك لا تعرضين علي اليوم ما كنت عرضت علي أمس؟». إن مثل هذه الحوادث التي يسجلها التاريخ، ولا يعترض عليها الفقهاء أو متناولي «الدراسات المحمدية»، تتيح لنا أن نضع الفعل الجنسي كموضوع في المكان الذي يليق بطبيعة النبي البشرية، دون إفاضة في محاولة تثبيت «الخارق» أو دحض عوالق اللامعقول. لنقل، تأكيدا، أن محمدا (ص) لم يكن شخصا عاديّا، ولا أحد يمكنه أن يدّعي خلاف ذلك، بمن فيهم «المستشرقون» أو هؤلاء الدين يؤطرون سرير النبي بأحكامهم المسبقة ويصطادون في المياه العكرة. لقد كان محمّد شخصا استثنائيًّا بكلّ المقاييس، لكن هل ينفي ذلك أنه رجل»أعرابي» جاء من عمق ثقافي ناتج عن تلاقح بين قيم الصحراء وقيم بيزنطة وفارس واليمن والشام؟ إن ما تقدمه لنا حكاية عبد الله بن عبد المطلب مع «الأسدية» يكشف بالملموس أن الفعل الجنسي في تلك المرحلة (حوالي 40 سنة قبل الوحي) يكشف بعض الحرية في ما تعيشه النّساء في علاقاتهنّ بالرّجال. كما يكشف أن المرأة الحرة كانت تفعل بجسدها ما تشاء، وأنها تراود من تشاء عن نفسها، وأن هذا السلوك يمثل، في نهاية المطاف، واقعا بنيويّا مألوفا. فلم يكن هذا الضرب من النكاح معيبا، مثله في ذلك مثل أنواع النكاح الأخرى (كالمضامدة أو الرهط)، عكس ما يمكن أن نقوله مثلا عن بغايا بيوت الرايات اللواتي ليست أجسادهن ملكا لهن، بل بضاعة لمن يستهلكها من الأسياد. ومن جملة ما تقوم بها النساء الحرائر في تلك الأوقات، كشكل من أشكال «التعبد الوثني» الطواف حول الكعبة وهن عاريات. إذ يُروى أن عبد الله بن جدعان- وكان من أثرياء قريش وأجوادهم- اشترط على زوجته ضباعة، لتنال الطلاق، أن تطوف عارية حول الكعبة. وكانت الزوجة «من أجمل نساء العرب، وأعظمهن خلقة، وكانت إذا جلست أخذت من الأرض شيئاً كثيراً، وكانت تغطي جسدها بشعرها». | ||
6/7/2012 | ||
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
الحسناء ضباعة تطوف عارية حول الكعبة
»ذكر هشام بن الكلبي في الأنساب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كانت ضباعة القشيرية تحت هودة بن علي الجعفي فمات فورثته من ماله فخطبها ابن عم لها وخطبها عبد الله بن جدعان فرغب أبوها في المال فزوجها من ابن جدعان، ولما حملت إليه تبعها ابن عمها فقال: يا ضباعة، الرجال البخر أحب إليك أم الرجال الذين يطعنون السور؟ قالت: لا، بل الرجال الذين يطعنون السور، فقدمت على عبد الله بن جدعان فأقامت عنده ورغب فيها هشام بن المغيرةـ وكان من رجال قريش. فقال لضباعة: أرضيت لجمالك وهيئتك بهذا الشيخ اللئيم؟ سليه الطلاق حتى أتزوجك، فسألت ابن جدعان الطلاق فقال: قد بلغني أن هشاماً قد رغب فيك ولست مطلقاً حتى تحلفي لي أنك إن تزوجت أن تنحري مائة ناقة سود الحدق بين إساف ونائلة، وأن تغزلي خيطاً يمد بين أخشبي مكة، وأن تطوفي بالبيت عريانة، فقالت: دعني أنظر في أمري، فتركها فأتاها هشام فأخبرته، فقال: أما نحر مائة ناقة فهو أهون عليّ من ناقة أنحرها عنك، وأما الغزل فأنا آمر نساء بني المغيرة يغزلن لك، وأما طوافك بالبيت عريانة فأنا أسأل قريشاً أن يخلو لك البيت ساعة، فسليه الطلاق، فسألته فطلقها وحلفت له، فتزوجها هشام فولدت له (سلمة) فكان من خيار المسلمين ووفى لها هشام بما قال. قال ابن عباس: فأخبرني المطلب بن أبي وداعة السهمي وكان لدة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لما أخلت قريش لضباعة البيت خرجت أنا ومحمد ونحن غلامان فاستصغرونا فلم نُمنع، فنظرنا إليها لما جاءت، فجعلت تخلع ثوباً ثوباً وهي تقول: «اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله»، حتى نزعت ثيابها ثم نشرت شعرها فغطى بطنها وظهرها حتى صار في خلخالها، فما استبان من جسدها شيء، وأقبلت تطوف وهي تقول هذا الشعر، فلما مات هشام بن المغيرة وأسلمت هي وهاجرت خطبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ابنها سلمة، فقال: يا رسول الله ما عنك مدفع أفأستأمرها؟ قال: نعم، فأتاها فقالت: أنا لله أفي رسول الله تستأمرني؟ أنا أسعى لأن أحشر في أزواجه، ارجع إليه فقل له: نعم قبل أن يبدو له، فرجع سلمة فقال له، فسكت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يقل شيئاً. وكان قد قيل له بعد أن ولى سلمة: إن ضباعة ليست كما عهدت، قد كثرت غضون وجهها، وسقطت أسنانها من فمها، وذكر ابن سعد بعض هذا في ترجمتها عن هشام بن الكلبي وعنه بهذا السند». إن المثير في هذه الرواية، والذي يمكنه أن يصنع «مقدمة استيهام جنسي» عاشه النبي في صباه- طبعا إذا كانت الرواية صحيحة- هو ما رواه «المطلب بن أبي وداعة السهمي» الذي كان للنبي رفيق صبا. إذ السؤال هو: هل يمكن لغلام عاين عن كثب مشهدا لامرأة جميلة جدا وهي تخلع عنها ثوباً ثوباً وهي مستغرقة في جسدها أن ينسى هذا الفعل «الستريبتيزي» الذي كان ساريا في مجتمع قبل الإسلام؟ وهل يمكن ل»فعل التعري الأنثوي» إلا أن يترسخ كتجربة استثنائية صعبة من غير الممكن عدم استعادتها والاحتشاد بها؟ إن طرح هذا السؤال لا ينفي أنه من الصعب الاطمئنان إلى المعطى النصي الذي تقدمه الرواية التي ننقلها، نظرا لعدم ارتقائها إلى مستوى «الشهادة التاريخية»، إذ لا يمكن التغاضي عن الفجوة الزمانيّة الهائلة التي تفصل بين زمن وقوع الأحداث (أو ما يفترض أنّها أحداث فعلاً!) وزمن تدوينها. وهذا معناه أننا لسنا أمام معطيات تاريخيّة مقطوع بصحّتها. فنحن ندرك، كما قلنا في مستهل هذه الحلقات، أننا نسير فوق حقل ألغام. كما ندرك أن تاريخ النبي (ص) أُسدل عليه حجابٌ من القداسة وتمّ التسليم به كما هو (أو بالأحرى كما بلغنا) دون أن يتاح لنا -حقّا- أن نغوص في تفاصيله وجزئيّاته. علما أن من كل من تجرأ على التشكيك وطرح الأسئلة المقلقة حول ما بلغنا من «حياة النبي» كان مصيره هو تهمة «الاستشراق»، وبدرجة أكبر «الإلحاد» و»المروق عن الدين». | ||
7/7/2012 | ||
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
هل يمكن إلغاء عواطف النبي؟
بصرف النظر عن الجزئيّات والتفاصيل التي اختلف حولها الدارسون من ذوي «النزعة الارتيابية» مع الفقهاء الإيمانيين، فإن محمدا (ص)، وهو طفل ثم يافع ثم شاب، كان، قبل الوحي، يستهلك ما يقع عليه بصره من أحداث، وكان يسأل ويتعلم ويتاجر ويقاسم قومه انشغالاتهم وهواجسهم ويعاني مثلهم مما تفرضه عليهم «حياة الصحراء». بل يُروى أنه شارك أعمامه في حرب قريش ضد هوازن التي كان سببها مقتل «عروة الرحال» الهوازني، وكان يقود جيش قريش حرب بن أمية بدعم لوجيستيكي كبير من عبد الله بن جدعان. ومما يدل على أن النبي محمدا (ص) كان منخرطا في مسرح الأحداث، وكان أحيانا فاعلا فيها، قصة تحكيمه في خلاف بين قريش حول «الحجر الأسود»: بلغ النبي (ص) خمساً وثلاثين سنة من عمره. رأت قريش إعادة بناء الكعبة على أساس قواعد إبراهيم عليه السلام، وذلك بسبب سيل دخلها بعد حريق أصابها. ثُمَّ إنَّ قريشاً قسمت البناء بينها حتى تتمكن من إتمامها، فأخذت كل جماعة منها تتولى بناء الجزء الذي خصص لها، وظل الجميع يعمل في جدٍ ونشاط حتى بلغ البناء موضع الحجر الأسود، وهنا اختلفت العشائر من قريش في من يضع الحجر الأسود في موضعه، وأرادت كل قبيلة وضعه لتفوز بهذا الشرف وحدها، وكاد الخلاف أن يؤدى إلى نزاعٍ دموي، وأوشك القتال أن يشب بين العشائر لولا أن اقترح أبو أمية بن المغيرة، وكان وقتها أسن رجل في قريش، أن يجعلوا بينهم حكماً أول داخل عليهم. فوافق الجميع على هذا الرأي، وكان محمدا (ص) أول داخل من باب بني شيبة، فلمَّا رأوه قالوا: هذا الأمين، رضينا به حكماً. فلمَّا انتهى إليهم أخبروه الخـبر وعرضوا عليه موضوع النزاع، فبسط ثوبه على الأرض، ثُمَّ وضع عليه الحجر الأسود، وطلب أن تأخذ كل عشيرة بناحية من الثوب ثُمَّ يرفعوه جميعاً ففعلوا، ولمَّا بلغوا موضعه تناول محمد الحجر بيديه الشريفتين ثُمَّ وضعه في مكانه. وبذلك حسـم الخلاف بين قريش وأرضاهم جميعا». وتنقل لنا الروايات أيضا أنه كان يرافق أعمامه في تجارتهم نحو الشام: ما حانت ساعة عبد المطلب، جمع أبناءه وأوصاهم بمحمد الذي كان في حوالي الثامنة من عمره. وأجرى القرعة بين شقيقي أبيه عبد الله، الزبير وأبو طالب، ليتولى أحدهما تربيته، فاستقرت على أبي طالب الذي حمله إلى بيته وعامله كابنه. وكان أبو طالب يعيش حالة ضيق، إذ كان أبناؤه لا يأكلون دائما أثناء جوعهم، بل يحدث أن ينام محمد على الطوى فيقضي ليله باكيا بصمت. وكان أحيانا يذهب إلى زمزم، البئر التي حفرها جده، فيشرب من مائها، وإذا قُدم له بعض الطعام، كان يقول: - لا رغبة لي فيه، أنا شبعان. ولما أدرك محمد الثانية عشرة، وبينما كان عمه أبو طالب يتهيأ للذهاب إلى الشام، ألح عليه محمد أن يأخذه معه قائلا: - لا تتركني يا عماه، فليس لي أب ولا أم. فرق قلب أبي طالب، فخرج ومعه محمد في قافلة متوجهة إلى بصرى. وفي هذه المدينة، كان يعيش في صومعة، قريبا من طريق القوافل، راهب اسمه بحيرى. وكان العديد من المسافرين يتوقفون عند بابه، وكان لا يعيرهم اهتماما ولا يخرج إليهم، بل لا يرد عليهم حين ينادونه. لكنه لما رأى القافلة التي كانت تحمل أبا طالب وابن اخيه، ورأى علامات النبوة التي يحملها محمد، أعد طعاما وذهب إلى قريش قائلا: - يا معشر قريش، لقد أعددت لكم طعاما، وأريد أن أستضيفكم جميعا، من أصغركم إلى أكبرهم، سادتكم وعبيدكم. فرد عليه رجال قريش: - ويحك يا بحيرى، ماهذا الذي يجري معك. لقد توقفنا مرارا ببابك ولم تمدنا قط بطعام، فماذا وقع لك الآن؟ فأجابهم: - أنتم الآن ضيوفي، وأريدكم أن تستمتعوا بالطعام الذي أعددته لكم. فجاؤوا إليه كلهم إلا محمد فتركوه يحرس قطعانهم لصغر سنه. ولكن بحيرى لما لم ير بينهم محمدا قال: - يا معشر قريش، هل تركتم أحداً منكم لم يحضر طعامنا؟ فلا ينبغي أن يستثنى من دعوتي أحد! فقالوا: - يا بحيرا، تخلَّف منا واحد وهو أحدث القوم سناً. تركناه يحرس مطايانا. فألح عليهم بحيرى: - ادعوه ليحضر الطعام. فقال رجل قريش: - واللاة والعزى، إنك على حق، فلا يجوز أن نأكل ونترك ابن عبد الله. ثم قام، وجاء بمحمد إلى بيت بحيرى. فجعل بحيرى يتأمل الصبي، ويتفحص ملامحه وحركاته وينظر إلى أشياء من جسده كان يجدها عنده في الكتاب. ولما انتهوا من الطعام، اقترب بحيرى من محمد وقال له: هلا أجبتني عن أسئلة أود طرحها عليك؟ فقال الصبي: سل ما بدا لك. فجعل بحيرى يسأله عن أحواله، وعن رؤاه في منامه، وعن أحاسيسه. ثم فحص ظهره ورأى علامة النبوة بين كتفيه كما وجدها في الكتاب. فذهب إلى أبي طالب، وقال له: ماذا يقربك هذا الصبي؟ إنه ابني. قال: لا، إنه ليس ابنك، والد هذا الصبي لا يمكنه أن يكون حيا. فقال: ليكن، إنه ابن أخي. قال: ماذا جرى لوالده؟ فقال: لقد مات وأمه حبلى به. قال: اسمع ما سأقوله لك: احرص على ابن أخيك من اليهود، فإنهم ألد أعدائه، فلو رأوه وعلموا ما علمته، سيريدون به سوءا. إنَّ لابن أخيك شأناً كبيراً، فأسرع لبلادك. ويروى أن ثلاثة رجال من أهل الكتاب لفتت انتباههم علامات النبوة على محمد، فأرادوا أن يحملوه معهم ليتخلصوا منه، لكن بحيرى علم ذلك منهم، وقال لهم إن الرب لا يبيح لهم ذلك. لكنهم ظلوا يقتفون أثره». لم يكن النبي محمدا (ص)، إذن، ذلك الشخص المغلف بأحكام أخلاقية جاءت مع الوحي المنزل من السماء، ولا يمكن أن يدعي أحد أنه ظل- حتى قبل هذا الوحي- متماسكا في قلب النسق الأخلاقي الذي وضعه الإسلام، أو أنه ظل بعيدا عن تأثيرات قومه وثقافة زمانه. وبالتالي، لا يمكن قطعا إلغاء عواطف النبي وشهواته البشرية لصالح «النسق المغلق» الذي أنتجه الفقهاء والرواة، أحيانا بدافع المبالغة والتضخيم والتحريف والوضع، وأحيانا بدافع تنقية حياة الرسول من شوائب الجاهلية. | ||
9/7/2012 | ||
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
التجربة الأولى
لا يمكننا، إذن، إلغاء
انتماء النبي إلى ثقافة قومه قبل نزول الوحي عليه. كما لا يمكن تجاهل
تأثيرات حياة الصحراء عليه، حيث مارس الرعي وهو صبي ثم وهو شاب، علما أن
«عين الراعي» تقع، بشكل مباشر، على غنمه، يجمعها كلما تفرقت، ويدفع عنها كل
متربص. كما أن عينه لا تغمض عن كل ما يمكن أن يحدث من»تناسل» بين الغنم
التي تسرح هنا وهناك. وهذا يدخل في خانة الاعتيادي حتى يومنا هذا في
البادية.
قال ابن إسحاق: وكان رسول الله (ص) يقول: «ما من نبي إلا وقد رعى الغنم»،
قيل: وأنت يا رسول الله؟ قال: «وأنا». وإنما أراد ابن إسحاق بهذا الحديث
رعايته الغنم في بني سعد مع أخيه من الرضاعة، وقد ثبت في الصحيح أنه رعاها
بمكة أيضاً على قراريط لأهل مكة.
فعن أبي هريرة (ض) عن النبيّ (ص) قال: «ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم».
فقال أصحابه: وأنت؟ قال: «نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة».
والمتتبع لتاريخ الأنبياء يجد أن للغنم دوراً في هذا التاريخ. فالنبي
إسماعيل ترتبط قصة حياته بكبش أنزله الله فداءً له وتصديقاً لرؤيا أبيه
(سورة الصافات). كما أن النبي موسى، وهو في الوادي المقدس، حال المفاجأة
الكبرى، جرى هذا الحوار بينه وبين ربه: «وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا
مُوسَى؟ * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى
غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى» ( سورة طـه).
و في سورة القصص، وقعت لموسى أحداث كان للغنم فيها نصيب، فقد سقى للمرأتين
ثم دعي إلى بيت أبيهما الشيخ الكبير، وانتهى الأمر بالزواج من إحداهما، وظل
مع أبيها عشر سنين يرعى له الغنم: «قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ
اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ *
قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى
أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ
عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ
مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا
الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا
نَقُولُ وَكِيلٌ» (سورة القصص).
وللنبي داوود حكاية مع الغنم حين تسور عليه خصمان مكان عبادته ليحكم بينهما
في شركة لأحدهما تسع وتسعون نعجة، وللأخر نعجة واحدة، وأراد صاحب النصيب
الكبير أن يستأثر بالشركة كلها لنفسه، فحكم داود: «قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ
بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ
لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ...» (سورة ص).
كما أن النبي (ص) مارس التجارة، وتنقل بين الأسواق وكانت عينه تقع على
ممارسات ترفضها نفسه، ومنها ممارسات النخاسين مع السبايا والجواري، وهي لا
تخلو من إيحاءات جنسية، لتحريض «السادة المترفين» على الشراء.
لقد احتفظت لنا المعطيات النصية التي وفرها الرواة بإشارات غاية في
الاقتضاب عن حياة النبي في طفولته وشبابه، مما يستحيل معه التعامل مع
موضوعنا بمعايير علم التاريخ. وحسبنا أن نقول إنها أخبرتنا أن محمدا (ص)
عاش شبابه زاهدا، منصرفا عن الملذات الجنسية التي كان ينغمس فيها أقرانه من
الشباب، وكانت التجربة الجنسية الأولى في حياته هي زواجه من خديجة بنت
خويلد التي كانت تكبره بـ 15 سنة (تزوجها محمد ولها أربعون سنة، في حين كان
عمره 25 سنة).
فكيف تم اللقاء؟
10 - 07 - 2012
انتماء النبي إلى ثقافة قومه قبل نزول الوحي عليه. كما لا يمكن تجاهل
تأثيرات حياة الصحراء عليه، حيث مارس الرعي وهو صبي ثم وهو شاب، علما أن
«عين الراعي» تقع، بشكل مباشر، على غنمه، يجمعها كلما تفرقت، ويدفع عنها كل
متربص. كما أن عينه لا تغمض عن كل ما يمكن أن يحدث من»تناسل» بين الغنم
التي تسرح هنا وهناك. وهذا يدخل في خانة الاعتيادي حتى يومنا هذا في
البادية.
قال ابن إسحاق: وكان رسول الله (ص) يقول: «ما من نبي إلا وقد رعى الغنم»،
قيل: وأنت يا رسول الله؟ قال: «وأنا». وإنما أراد ابن إسحاق بهذا الحديث
رعايته الغنم في بني سعد مع أخيه من الرضاعة، وقد ثبت في الصحيح أنه رعاها
بمكة أيضاً على قراريط لأهل مكة.
فعن أبي هريرة (ض) عن النبيّ (ص) قال: «ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم».
فقال أصحابه: وأنت؟ قال: «نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة».
والمتتبع لتاريخ الأنبياء يجد أن للغنم دوراً في هذا التاريخ. فالنبي
إسماعيل ترتبط قصة حياته بكبش أنزله الله فداءً له وتصديقاً لرؤيا أبيه
(سورة الصافات). كما أن النبي موسى، وهو في الوادي المقدس، حال المفاجأة
الكبرى، جرى هذا الحوار بينه وبين ربه: «وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا
مُوسَى؟ * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى
غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى» ( سورة طـه).
و في سورة القصص، وقعت لموسى أحداث كان للغنم فيها نصيب، فقد سقى للمرأتين
ثم دعي إلى بيت أبيهما الشيخ الكبير، وانتهى الأمر بالزواج من إحداهما، وظل
مع أبيها عشر سنين يرعى له الغنم: «قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ
اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ *
قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى
أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ
عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ
مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا
الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا
نَقُولُ وَكِيلٌ» (سورة القصص).
وللنبي داوود حكاية مع الغنم حين تسور عليه خصمان مكان عبادته ليحكم بينهما
في شركة لأحدهما تسع وتسعون نعجة، وللأخر نعجة واحدة، وأراد صاحب النصيب
الكبير أن يستأثر بالشركة كلها لنفسه، فحكم داود: «قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ
بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ
لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ...» (سورة ص).
كما أن النبي (ص) مارس التجارة، وتنقل بين الأسواق وكانت عينه تقع على
ممارسات ترفضها نفسه، ومنها ممارسات النخاسين مع السبايا والجواري، وهي لا
تخلو من إيحاءات جنسية، لتحريض «السادة المترفين» على الشراء.
لقد احتفظت لنا المعطيات النصية التي وفرها الرواة بإشارات غاية في
الاقتضاب عن حياة النبي في طفولته وشبابه، مما يستحيل معه التعامل مع
موضوعنا بمعايير علم التاريخ. وحسبنا أن نقول إنها أخبرتنا أن محمدا (ص)
عاش شبابه زاهدا، منصرفا عن الملذات الجنسية التي كان ينغمس فيها أقرانه من
الشباب، وكانت التجربة الجنسية الأولى في حياته هي زواجه من خديجة بنت
خويلد التي كانت تكبره بـ 15 سنة (تزوجها محمد ولها أربعون سنة، في حين كان
عمره 25 سنة).
فكيف تم اللقاء؟
10 - 07 - 2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
التجربة الأولى
«كانت خديجة بنت خويلد تاجرة قرشية ذات حسب ونسب ومال. وللقيام بالصفقات ونقل البضائع، كانت تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة. ولما علم أبو طالب منها ذلك، قال لمحمد: - يا ولدي. إن خديجة بنت خويلد امرأة ثرية ولها تجارة رائجة وتحتاج إلى رجل مثلك صادق أمين. يمكنني أن أحدثها عنك لتسند إليك الأعمال. فقال محمد: - افعل ما بدا لك يا عماه. فذهب أبو طالب إلى خديجة واقترح عليها أن تسند جزءا من تجارتها إلى ابن أخيه. فقبلت وكلفت محمدا ببيع بضائع وشراء أخرى، فالتحق بقافلة كانت ذاهبة إلى الشام ورافقه غلام يدعى ميسرة أرسلته معه خديجة. ولما وصل محمد إلى الشام، باع البضائع التي كانت معه، واشترى الأخرى التي طلبتها منه خديجة، وكان ميسرة يراقبه كل الوقت ويسجل استقامته في تعامله مع الرجال، والطريقة التي يتاجر بها معهم والأرباح التي يحققها. ولما توفقوا في تحقيق أرباح طيبة، عادوا إلى مكة، فأخبر الغلام ميسرة خديجة عن جميع ما شاهده من أخلاق محمد. لقد كانت خديجة من أشرف نساء قريش، وكانت قد تلقت عروضا كثيرة للزواج من طرف رجال قومها، وبعضهم عرض عليها أموالا طائلة لتقبل. وكانت قد تزوجت مرتين، وطلقت مرتين، وكان لها أولاد من زوجيها السابقين. ولما سمعت من غلامها عن محمد ما سمعت، دست لهذا الأخير إحدى جواريها لتعرض عليه الزواج منها، فقالت له: - ما يمنعك من الزواج؟ فأجاب محمد: - ليس لدي مال لأتزوج. - إذا وفرت لك ذلك، وووهبتك الجمال والمال، فماذا تقول؟ - من تقصدين؟ - خديجة بنت خويلد. - ولكن، كيف يتأتى لي ذلك؟ - اترك ذلك لي. - سأكون لها. فذهبت الجارية إلى سيدتها وأخبرتها بما كان من محمد، فأرسلت إليه أن يحضر إليها في ميقات معلوم. فأنبأ عمه أبا طالب بالخبر، وطلب منه أن يخطبها له، فقبل وذهبا معا في الميعاد إلى خديجة التي نحرت شاة كراما لهم وأعدت طعاما ودعت إليه أيضا عمها عمرو بن سعد، ولما أكلوا وشربوا، أخبرها أبو طالب بسبب قدومه، فبارك عمرو بن سعد هذا الزواج، فتزوج محمد خديجة وكان لها من العمر أربعين سنة وله خمس وعشرون سنة. [كانت أول امرأة تزوجها محمد، وكانت أحب زوجاته إليه، ومن كرامتها أنه لم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت. أنجبت له ولدين وأربع بنات وهم: القاسم (وكان يكنى به)، وعبد الله ، ورقية وزينب وأم كلثوم وفاطمة. وكانت أول من آمن به، وأول من أسلم من النساء والرجال، وكان الرسول وخديجة يصليان سراً إلى أن ظهرت الدعوة. تلقى محمد كثيراً من التعذيب والتكذيب من قومه، فكانت خديجة تخفف عنه وتهون عليه، وعندما نزل عليه الوحي أول مرة فرجع مسرعاً إليها وقد كانت ترتجف بوادره، فقال : -زملوني. فزملوه، حتى ذهب عنه الروع، فقال: -مالي يا خديجة؟ وأخبرها الخبر وقال: -قد خشيت على نفسي. فقالت له : -كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الحق. وانطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل. فقالت : -مع من ابن أخيك ما يقول. فقال: - يا ابن أخي ما ترى؟ فأخبره، فقال: - هذا الناموس الذي أنزل على موسى]. [لقد كان محمد يفضل خديجة على سائر زوجاته، وكان يكثر من ذكرها بحيث أن عائشة كانت تقول: «ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي يكثر من ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة، فيقول إنها كانت وكان لي منها ولد]. [ويروى أن عائشة قالت كان الرسول لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكر خديجة يوما من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت هل كانت إلا عجوزاً فأبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال: لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمن بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني النساء، قالت عائشة: «فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبدا». | ||
11/7/2012 | ||
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
ما أبدلني الله من هي خير من خديجة
لقد تزوج النبي محمد (ص) خديجة كما أسلفنا، وعاش معها 25 سنة بالتمام والكمال، وكان لم يسبق له الزواج أو إقامة أي علاقة جنسية خارج هذه المؤسسة كما كان يفعل أترابه من شباب قريش وفتيانها الذين كانوا يطلقون العنان لشهواتهم، ويفاخرون بولعهم بالنساء، وهي قاعدة عامة ترمز إلى «الفحولة» و»الوسامة» و»الفروسية». وكان الزواج من خديجة هو أول التقاء للنبي مع جسد أنثى، بينما سبق لها هي الزواج من رجلين، هما: أبو هالة بن زرارة بن النباش التميمي، وأنجبت منه هندا وهالة. أما الثاني، فهو عتيق بن عائذ بن عمر بن مخزوم وولدت له هندا أيضا. وظل الرسول، حسب ما تنقله لنا كتب الحديث، وفيا لسرير أنثاه الأولى كل تلك السنوات، ولم يتزوج عليها أو يتسرى بامرأة غيرها، رغم أن ذلك كان شائعا على أوسع نطاق في المجتمع المكي آنذاك. بل إن أولاده جميعا منها إلا ابراهيم أنجبه من مارية القبطية. فقد أنجبت خديجة غلامين وأربع بنات. فأما الغلامان، فهم: القاسم، وبه كان النبي يكنى، وعبد الله ويلقب ب»الطاهر» و»الطيب». وقد مات القاسم بعد أن بلغ سِناً تمكنه من ركوب الدواب، ومات عبد الله وهو طفل، وذلك قبل نزول الوحي. أما بناته فهن: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة. وقد أسلمن وهاجرن إلى المدينة وتزوجن.. ثم توفاهن الموت قبل النبي إلا فاطمة، فإنها عاشت بعده.. وتوفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين، ولها من العمر خمس وستون سنة، ودفنت بالحجُون.. فحزن عليها النبي حزناً شديداً حتى سمي العام الذي توفيت فيه هي وأبو طالب عمه «عام الحزن». يتبين مما سبق أن النبي محمدا أسس حياته الجنسية من خلال زواجه الأول الذي امتد 25 سنة، في ظل بيئة كانت تشجع الجنس وتمجد الفحولة وتحرض على التسري وإتيان الجواري ونساء بيوت الرايات، فلماذا اكتفى النبي بخديجة ولم يُدخل عليها ضرة؟ تقول الدكتورة سلوى بلحاج العايب في كتابها (دثريني يا خديجة): «في اعتقادي .. إن خديجة، بما كان لها من نفوذ معنوي ومادي على محمد كانت هي من جعله يمتنع عن التفكير بالتزوج عليها، فقد كانت خديجة بالنسبة إلى محمد اليتيم والفقير: الزوجة والأم من ناحية، والعائلة (المنفقة) من ناحية أخرى (ووجدك عائلا فأغنى)، لقد كانت تهيمن عليه بشخصها، لذلك كان من الصعب على محمد في مثل هذه الظروف أن يفكر في غيرها، كما كان من الصعب عليها أن تقبل هي بضرة أو بسرية أمة». فهل يمكننا مع هذا التحليل، الذي تقدمه العايب، أن نقول إن علاقة النبي بزوجته الأولى مبني فعلا على «استبداد نسائي»، وأن محمدا كان مجرد خاضع، وأن لا حول له ولا قوة أمامها إلا الامتثال؟ لا ينبغي أن ننسى أن خديجة، المرأة الثرية التي كان يخطب ودها فرسان قريش ووجهاؤهم وأغنياءهم، هي من تعلقت به، وأنها هي من أرسلت وسيطة لجس نبضه ومفاتحته في أمر الزواج، وأصرت على ذلك، تصريحا وتلميحا. كما لا ينبغي أن ننسى أن محمدا، كما تنقل لنا النصوص المؤسسة، لم يكن، في مرحلة شبابه، من هواة المتع والشهوات، ولم يكن يأبه للنساء. بل كان يناطح عسر «الحياة»، يتيما وراعيا وتاجرا، بعزة نفس وتعال عن الملذات التي يتعقبها قومه، ويخلصون لها. وبالتالي، لماذا لا يصح الحديث عن أنه وجد في بيتها كل ما تهفو إليه نفسه، حتى وهو القائل «حُبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة» (رواه النسائي والحاكم). ويروى أن إحدى صاحبات خديجة دخلت على النبي، وقالت له: «ألا تتزوج يا رسول الله» فبكى، وقال لها: «أيوجد بعد خديجة أم للعيال وربة للبيت، فهي التي آمنت بي إذ كذبني الناس وأعطتني إذ حرمني الناس». وقد كان يغضب من كل من كان يحاول أن ينسيه خديجة، حتى ولو كان أقرب الناس إليه. فذات مرة رأى صديقة لخديجة، ففرح كثيرا وأخذ يهلل لرؤيتها وخرج ليلقاها وأخذ يتذكر معها أيامهما مع خديجة، فطالت المدة وهو معها، وعندما عاد إلى عائشة، سألته عمن تكون المرأة فأجابها إنها صديقة خديجة وكانا يتحدثان عنها، فقالت له من غيرتها: ألم تنس خديجة وقد أبدلك الله من هي خير منها- تقصد نفسها- فغضب الرسول وقال لها: «لا والله ما أبدلني الله من هي خير من خديجة، ولا أحد مثلها قط»، فسكتت عائشة وأدركت ما فعلت وتفطنت أن الرسول يحب خديجة كثيرا، فمن ذلك اليوم أصبحت كلما تريد التقرب من الرسول تأتي بذكر خديجة». هذا الحديث يخبرنا عن شيء مهم، وهو أن النبي محمد كان يحس اتجاه زوجته وأم أولاده (خديجة) بكثير من الحب والاحترام والتبجيل والعرفان، حيث اختزلت كل النساء.. ولنا في «قصص العشاق» ما يغنينا عن الشرح، إذ يهفو القلب إلى امرأة واحدة، ويعمى عن كل ما عداها من النساء، وهذا شيء منطقي جدا بالنسبة إلى شاب «استثنائي» مع امرأة «استثنائية» أحبته وأخلصت له، وآزرته بمالها وروحها، وحمته، وجاهدت معه. ومن الحوادث التي تدل على ذلك أنها كانت واحدة من الذين أُخرجوا من منازلهم وجردوا من أملاكهم وعُرضوا للجوع والعطش لمدة ثلاث سنوات في شعب بني طالب، رغم أن أهلها حاولوا دفع فدية عنها، لكنها رفضتها وفضلت أن تتقاسم العذاب مع أهلها وجميع المسلمين، وذلك بسبب محبتها للنبي. | ||
12/7/2012 | ||
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
إبعاد جسد خديجة
لم تقدم لنا المعطيات النصية الشيء الكثير عن الحياة الجنسية للنبي (ص) مع زوجته خديجة. حيث أبعدت تلك النصوص «الجسد النبوي» عن الحياة العامة وحصرته داخل جدران المنزل، علما أن العرب قبل الإسلام- كما رأينا سابقا- كوّنوا حول الشبق خطابات عديدة تعايشت معاً، وهي بين حدّي الارتفاع عن الشهوات واللذات الحسية والاستغراق فيها، فضلا عن التعبير الحرّ عنها. إنه لمن المثير للاستغراب حقا أن يسكت الفقهاء وعلماء السنة والحديث عن النشاط الجنسي للنبي في مرحلة فتوته، أي قبل نزول الوحي، خاصة أن السكوت عن هذا الموضوع ليس «حالة سائدة» عند العرب قديماً. فحتى في أوساط الفقهاء المكرسين الأوائل كان هناك إمكان مفتوح لاستساغة الحديث عن الجنس، والإسهاب في تفاصيله، بشكل يثير الدهشة والفضول، وكذلك الإعجاب. فلماذا، إذن، ضربت المعطيات النصية طوقا سميكا على هذا الموضوع، رغم أن ما تسلل منها يوضح أن تلك الصرامة يمكنها أن تتحول إلى إجحاف يجعلها في موضع تساؤل. ويَروي الحديث أن محمدا (ص) بعدما أتاه جبريل ظل يشك في طبيعة صاحبه: هل هو ملاك أم شيطان؟ رغم أنه رآه في مناسبات أخرى دون أن يراه الناس من حوله. فأرادت خديجة التأكد من هويته، فقالت لزوجها:» أي، ابن العم، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك إذا جاء؟»ـ فلما جاءه صاحبه، أخبرها بالأمر، قالت: «قم فاجلس على فخذي اليسرى»، ثم قالت: «هل تراه؟» قال: «نعم»، قالت: «فتحول إلى اليمنى كذلك»، ثم قالت: «فتحول، فاجلس في حجري كذلك»، ثم ألقت خمارها وتحسرت وهو في حجرها، وقالت: «هل تراه؟» قال: «لا»، قالت: «أثبت، فوالله إنه لملك، وما هو بشيطان». وقد اختلف المفسرون في معنى «تحسرت»، وكيف جلس محمد في حجرها. لكن المتفق عليه أنها كشفت جزءا من جسدها تعتقد أنه لا يجوز للملائكة أن تراه بينما الشياطين يمكنها أن تراه! وهكذا تأكد محمد من هوية صاحبه أنه ملاك وليس أي ملاك، بل الملاك جبريل.. إن هذا «الحسر الجسدي» الذي قامت به خديجة يضعنا، رغم وروده في سياق نزول الوحي، أمام نوع من التمثل الأخلاقي المرتبط بمجتمع ما قبل الإسلام. وهو ما يجعلنا نضع «هذا السكوت الكبير» بين معقوفين أو بين قوسين، للدلالة على أنّ شكا ما ينتابُنا ونحن نقرأ تاريخ محمّد (ص) وسيرته؟! حيث يتبين أن حجابا من القداسة أُسدل على هذا التاريخ، دون أن يتاح لنا -حقّا- أن نغوص في تفاصيله وجزئيّاته. مما يعني أن ممحاة كبيرة قد مرت من هنا، وأن تزييفا كبيرا تواطأت عليه النصوص الأولى من أجل «إحداث الفجوة» وتكريس القداسة، لإرغام الدارسين عن التسليم بها والتعامل معها كحقائق تاريخية. وبالتالي، فإن ما الموادّ التي اعتُمدت في كتابة السيرة (ولا سيّما تلك التي تعلّقت بالفترة المكيّة من حياة النبي) ليست من التاريخ في شيء، لأنّها مجرّد تأويلات، أو بالأحرى مجرد حلقة من حلقات البتر والوضع والتخفي وراء الإسناد، والغاية هي حجب اللقاء بين جسدين يتسمين بالقداسة، وتحقيق الانزياح عن مقولة أن المرأة قبل الإسلام- كما تصورها لنا «المعلقات»- نبع للشبق، وأنها إذا أحبت زوجها «أعطته مالها وملّكته نفسها وجميع أثاثها».. 13-07-2012 | ||
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
سودة بنت زمعة وسنوات العزل الجنسي
حين توفيت خديجة أصبح الجنس في حياة النبي (ص) «مجالا حيويا»، يبتغي من ورائه- مثل جميع الرجال في قومه- «ملء جراب المرأة»، إذ ينقل لنا الحديث، الذي رواه النسائي والحاكم، أنه قال «حُبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة»، وهو تعبير واضح عن المكان الفسيح الذي تحتله النساء في قلب النبي. والمثير للاستغراب، فعلا، أنه مع رحيل خديجة، انتهت كل محاولات فصل الفعل الجنسي عن «الجسد النبوي»، وأصبح الخطاب الجنسي واضحا وصريحا ومتعددا، وخارج «الحجاب».. وخاصة مع الأحاديث التي رويت عن عائشة، أقرب النساء إلى قلبه وفراشه. كما أن النبي (ص) نهج منهج «التعدد»، فجمع بين تسع نساء دفعة واحدة. ويضع المفسرون وفقهاء السنة تبريرات مختلفة لهذا التعدد، فزواج النبي- حسب القراءة التي يقدمونها- إما يكون لمصلحة اجتماعية، وإما لمصلحة سياسية، وإما لتقرير تشريع معين أو لتأليف قلوب المشركين وجذبهم إلى الإسلام... إلخ»، وليس هذا هو موضوع حديثنا. وحسبنا، الآن، أن نحاول إضفاء نوع من الترتيب على هذا التحول الذي اعترى علاقة النبي بالنساء. فبعد موت خديجة أم أبنائه، تزوج محمد من امرأة متقدمة في السن، وهي سودة بنت زمعة بن قيس العامرية: أسلمت بمكة، ولما مات عنها زوجها «السكران بن عمرو»، تزوجها النبي. وكان جوازها إلى قلبه- حسب ما تنقله الروايات- أنها آمنت بدعوته؛ بل كان لها السبق في اعتناق الإسلام على عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وغيرهما من صحابته. ويُروى أن الزوجة الثانية للنبي، «كانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة، من فواضل نساء عصرها. كانت قبل أن يتزوجها الرسول (ص) تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، أخي سهيل بن عمرو العامري. ولما أسلمت بايعت النبي (ص) وأسلم معها زوجها السكران، وهاجرا جميعاً إلى أرض الحبشة، وذاقت الويل في الذهاب معه والإياب حتى مات عنها وتركها حزينة مقهورة لا عون لها ولا حرفة وأبوها شيخ كبير». وفي حديث لعائشة عن خولة بنت حكيم، أن «خولة بنت حكيم السلمية رفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة وزوجها عثمان بن مظعون لما عرض على الرسول (ص) الزواج بعائشة قال إنها صغيرة ويريد من هي أكبر سناً لتدبير شؤون بيته ورعاية فاطمة الزهراء. فعرضت عليه الزواج من سوده بنت زمعة، فهي امرأة كبيرة وواعية، رزينة ومؤمنة، وإن جاوزت صباها وخلت ملامحها من الجمال. ولم تكد خولة تتم كلامها حتى أثنى عليها الرسول (ص)، فأتى فتزوجها. وقد تزوج النبي (ص) بسودة، ولديها من زوجها السكران ستة أبناء، وكان زواجهما في رمضان في السنة العاشرة من النبوة، وقيل: سنة ثمانية للهجرة، على صداق قدره أربعمائة درهم». 14-07-2012 | ||
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
سودة بنت زمعة وسنوات العزل الجنسي
ما الذي يحمله لنا هذا الزواج الذي يتبين، مع ذلك، أنه تم خارج «السياق الجنسي» ظاهريا؟ ولماذا اختار النبي (ص) أن يتزوج امرأة مسنة، ضخمة، مترهلة، بطيئة الحركة، وفوق ذلك أرملة، في حين كان بإمكانه أن يتزوج عائشة، الصبية العذراء التي تملأ العين بصباها ومرحها وذكائها، مادام أن خولة السلمية وضعته أمام اختيارين؟ إن هذا الزواج لم تكن غايته «ملء جراب النساء»، حتى وإن كان من الثابت أن الفعل الجنسي تحقق مع سودة، ما دامت النصوص تخبرنا أنها تخلت عن ليلتها لعائشة حين أزمع النبي تطليقها. ويُروى أن محمدا، لما تزوج بعائشة- الزوجة الثالثة- أنس بمرحها وصباها في بيته، فانقبضت سودة وانتابتها الغيرة، وبدت في بيت زوجها كالسجين، ولما جاءها الرسول (ص) يوماً وسألها إن كانت تريد تسريحاً، وهو يعلم أن ليس لها في الزواج مأرب إلا الستر والعافية وهما في عصمة الرسول ونعمة الله، قالت سودة وقد هدأت بها غيرة الأنثى: «يا رسول الله مالي من حرص على أن أكون لك زوجة مثل عائشة فأمسكني، وحسبي أن أعيش قريبة منك، أحب حبيبك وأرضى لرضاك». لم يكن، إذن، «السرير» هو غاية النبي من زواجه من سودة، ولم تعبر هي عن اهتمام كبير ب»العزل الجنسي» الذي فرضته على نفسها مقابل البقاء في بيت النبوة على أمل أن تُحشر يوم القيامة بين أمهات المؤمنين. قالت له: «ما بى على الأزواج من حرص، ولكنى أحب أن يبعثني الله يوم القيامة زوجًا لك». وفي معرض تفسيره للآية :»وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ»، يقول بن كثير ما يلي : «وَلِهَذَا لَمَّا كَبِرَتْ سَوْدَة بِنْت زَمْعَة عَزَمَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فِرَاقهَا فَصَالَحَتْهُ عَلَى أَنْ يُمْسِكهَا وَتَتْرُك يَوْمهَا لِعَائِشَة فَقَبِلَ ذَلِكَ مِنْهَا وَأَبْقَاهَا عَلَى ذَلِكَ». وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيث هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَة قَالَتْ: «لَمَّا كَبِرَتْ سَوْدَة بِنْت زَمْعَة وَهَبَتْ يَوْمهَا لِعَائِشَة، فَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِم لَهَا بِيَوْمِ سَوْدَة». وَفِي صَحِيح الْبُخَارِيّ مِنْ حَدِيث الزُّهْرِيّ عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة قَالَ سَعِيد بْن مَنْصُور أَنْبَأَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزِّنَاد عَنْ هِشَام عَنْ أَبِيهِ عُرْوَة قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّه فِي سَوْدَة وَأَشْبَاههَا وَإِنْ اِمْرَأَة خَافَتْ مِنْ بَعْلهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا، وَذَلِكَ أَنَّ سَوْدَة كَانَتْ اِمْرَأَة قَدْ أَسَنَّتْ فَفَرَقَتْ أَنْ يُفَارِقهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَنَّتْ بِمَكَانِهَا مِنْهُ وَعَرَفَتْ مِنْ حُبّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَة وَمَنْزِلَتهَا مِنْهُ فَوَهَبَتْ يَوْمهَا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَة فَقَبِلَ ذَلِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ». 16-07-2012 | ||
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
nezha- عدد الرسائل : 6218
العمر : 61
Localisation : s/a/g
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
نساء لم يملء النبي جرابهن
على المستوى الجنسي، تنقل
لنا النصوص حوادث هامة وقعت- هل وقعت فعلا؟- في بيت النبي، وهي نصوص معترف
بصحتها لدى عامة الفقهاء (الصحيحان: البخاري ومسلم، على سبيل المثال). لكن
رغم ذلك، فإنها تزودنا بمعلومات متضاربة، وأحيانا مخالفة للعقل، ومخالفة
لما يمكن أن تكون عليه انشغالات نبي اهتم ببناء دين ودولة. بل إن ما تقدمه
لنا تلك النصوص، في بعض أجزائه، يبدو مخالفا لقيم الإسلام، وقريبا جدا من
الخيال..
لقد تزوج النبي (ص) اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة امرأة إذا احتسبنا مارية
القبطية التي أهداها له الملك المقوقس، وعاش معهن مدة معينة حافلة بأحاديث
السرير و»ملء الجراب»، كما تنقل لنا النصوص نفسها أن هناك نساء أخريات
تزوجهن النبي، أو خطبهن أو وهبن أنفسهن له، ولم يتم نكاحه عليهن، وهن:
- الكلابية: هي فاطمة بنت الضحاك أو عمرة بنت يزيد الكلابية. أورد الرواة
روايات متضاربة عن سبب مفارقة محمد إياها. وفي رواية عن عائشة قالت: فلما
دخلت عليه بعد الزواج فدنا منها، قالت: إني أعوذ بالله منك. قال رسول الله:
لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك. ويدعي البعض أن محمداً تركها لبياض لها.
وهناك من يزعم أنها فقدت عقلها بعد رفضها إياه.
-أسماء بنت النعمان الكندية: «عن ابن عباس قال: «تزوج رسول الله أسماء بنت
النعمان، وكانت من أجمل أهل زمانها وأشبه قال: فلما جعل رسول الله يتزوج
الغرائب قالت عائشة: قد وضع يده في الغرائب يوشكن أن يصرفن وجهه عنا. فلما
رآها نساء النبي حسدنها فقلن لها: إن أردت أن تحظي عنده فتعوَّذي بالله منه
إذا دخل عليك. فلما دخل وألقى الستر ومد يده إليها فقالت: أعوذ بالله منك.
فقال: الحقي بأهلك». وفي رواية أخرى قال: «تزوج رسول الله امرأة من بلجون
فأمرني أن آتيه بها، فأتيته بها فأنزلتها بالشوط من وراء ذباب في أطم، ثم
أتيت النبي فقلت: يا رسول الله جئتك بأهلك، فخرج يمشي وأنا معه. فلما آتاها
أقصى وأهوى ليقبلها، وكان رسول الله إذا أقبل لنساء أقعى وقبّل فقالت:
أعوذ بالله منك. «لقد قيل لمحمد إنها خُدعت وهي حَدَثة، ولكنه لم يراجعها».
-قتيلة بنت قيس: «روى ابن عباس: فلما استعاذت أسماء بنت النعمان من النبي
خرج والغضب يعرف في وجهه، فقال له الأشعث بن قيس: لا يسؤك الله يا رسول
الله، ألا أزوجك من ليس دونها في الجمال والحسب. قال: من؟ قال: أختي قتيلة.
قال: قد تزوجتها. قال: فانصرف الأشعث إلى حضر موت ثم حملها حتى إذا فصل من
اليمن فبلغه وفاة النبي، فردها إلى بلاده وارتد فيمن ارتد».
- مليكة بنت كعب الليثي: تزوج النبي مليكة بنت كعب، وكانت تذكر بجمال باهر
بارع، فدخلت عليها عائشة فقالت لها: «أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك؟
فاستعاذت من رسول الله فطلقها في قومها النبي فقالوا: يا رسول الله إنها
صغيرة وإنها خدعت فارتجعها، ولكنه أبَى».
- بنت جندب الكنانية: تزوج رسول الله بنت جندب. قال محمد بن عمرو وأصحابنا ينكرون ذلك ويقولون:»لم يتزوج رسول الله كنانية قط».
- سبا بنت الصلت: تزوجها محمد ولكنها ماتت قبل أن تصل إليه. وفي رواية عبد
الله بن عبيد: جاء رجل من بني سليم إلى النبي فقال: يا رسول الله إن لي
ابنة من جمالها وعقلها ما أتى لأحد الناس عليها غيرك، فهم النبي أن يتزوجها
ثم قال: وأخرى يا رسول الله ما أصابها عندي مرض قط، فقال له النبي: لا
حاجة لنا في ابنتك، تجيئنا تحمل خطاياها. لا خير في مال لا يُرزأُ منه،
وجسد لا ينال منه».
-ليلى بنت الخطيم: عن ابن عباس قال: أقبلت ليلى بنت الخطيم إلى النبي (ص)
وهو مولي ظهره الشمس فضربت على منكبه، فقال: من هذا أكله الأسود؟ وكان
كثيراً ما يقولها، فقالت: أنا ابنة مطعم الطير ومباري الريح. أنا ليلى بنت
الخطيم، جئتك لأعرض عليك نفسي. تزوجني. قال: قد فعلت، فرجعت إلى قومها
فقالت قد تزوجني النبي (ص)، فقالوا بئس ما صنعت أنت امرأة غَيْرَى والنبي
صاحب نساء تغارين عليه فيدعو الله عليك فاستقيليه نفسك، فرجعت فقالت: يا
رسول الله أقلني، قال قد أقلتك. قال فتزوجها مسعود بن أوس. عن عاصم بن عمر
بن قتادة قال: كانت ليلى بنت الخطيم وهبت نفسها للنبي (ص) فقبلها وكانت
تركب بغولتها ركوباً منكراً، وكانت سيئة الخلق فقالت لا والله لأجعلن
محمداً لا يتزوج في هذا الحي من الأنصار، والله لآتينه ولأهبن نفسي له.
فأتت النبي (ص) وهو قائم مع رجل من أصحابه، فما راعه إلا بها واضعة يدها
عليه، فقال: من هذا أكله الأسد؟ فقالت: أنا ليلى بنت سيد قومها، قد وهبت
نفسي لك. قال قد قبلتك ارجعي حتى يأتيك أمري، فأتت قومها، فقالوا: أنت
امرأة ليس لك صبر على الضرائر، وقد أحلّ الله لرسوله (ص) أن ينكح ما شاء.
فرجعت فقالت إن الله قد أحل لك النساء وأنا امرأة طويلة اللسان ولا صبر لي
على الضرائر، واستقالته فقال رسول الله قد أقلتك».
19-07-2012
لنا النصوص حوادث هامة وقعت- هل وقعت فعلا؟- في بيت النبي، وهي نصوص معترف
بصحتها لدى عامة الفقهاء (الصحيحان: البخاري ومسلم، على سبيل المثال). لكن
رغم ذلك، فإنها تزودنا بمعلومات متضاربة، وأحيانا مخالفة للعقل، ومخالفة
لما يمكن أن تكون عليه انشغالات نبي اهتم ببناء دين ودولة. بل إن ما تقدمه
لنا تلك النصوص، في بعض أجزائه، يبدو مخالفا لقيم الإسلام، وقريبا جدا من
الخيال..
لقد تزوج النبي (ص) اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة امرأة إذا احتسبنا مارية
القبطية التي أهداها له الملك المقوقس، وعاش معهن مدة معينة حافلة بأحاديث
السرير و»ملء الجراب»، كما تنقل لنا النصوص نفسها أن هناك نساء أخريات
تزوجهن النبي، أو خطبهن أو وهبن أنفسهن له، ولم يتم نكاحه عليهن، وهن:
- الكلابية: هي فاطمة بنت الضحاك أو عمرة بنت يزيد الكلابية. أورد الرواة
روايات متضاربة عن سبب مفارقة محمد إياها. وفي رواية عن عائشة قالت: فلما
دخلت عليه بعد الزواج فدنا منها، قالت: إني أعوذ بالله منك. قال رسول الله:
لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك. ويدعي البعض أن محمداً تركها لبياض لها.
وهناك من يزعم أنها فقدت عقلها بعد رفضها إياه.
-أسماء بنت النعمان الكندية: «عن ابن عباس قال: «تزوج رسول الله أسماء بنت
النعمان، وكانت من أجمل أهل زمانها وأشبه قال: فلما جعل رسول الله يتزوج
الغرائب قالت عائشة: قد وضع يده في الغرائب يوشكن أن يصرفن وجهه عنا. فلما
رآها نساء النبي حسدنها فقلن لها: إن أردت أن تحظي عنده فتعوَّذي بالله منه
إذا دخل عليك. فلما دخل وألقى الستر ومد يده إليها فقالت: أعوذ بالله منك.
فقال: الحقي بأهلك». وفي رواية أخرى قال: «تزوج رسول الله امرأة من بلجون
فأمرني أن آتيه بها، فأتيته بها فأنزلتها بالشوط من وراء ذباب في أطم، ثم
أتيت النبي فقلت: يا رسول الله جئتك بأهلك، فخرج يمشي وأنا معه. فلما آتاها
أقصى وأهوى ليقبلها، وكان رسول الله إذا أقبل لنساء أقعى وقبّل فقالت:
أعوذ بالله منك. «لقد قيل لمحمد إنها خُدعت وهي حَدَثة، ولكنه لم يراجعها».
-قتيلة بنت قيس: «روى ابن عباس: فلما استعاذت أسماء بنت النعمان من النبي
خرج والغضب يعرف في وجهه، فقال له الأشعث بن قيس: لا يسؤك الله يا رسول
الله، ألا أزوجك من ليس دونها في الجمال والحسب. قال: من؟ قال: أختي قتيلة.
قال: قد تزوجتها. قال: فانصرف الأشعث إلى حضر موت ثم حملها حتى إذا فصل من
اليمن فبلغه وفاة النبي، فردها إلى بلاده وارتد فيمن ارتد».
- مليكة بنت كعب الليثي: تزوج النبي مليكة بنت كعب، وكانت تذكر بجمال باهر
بارع، فدخلت عليها عائشة فقالت لها: «أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك؟
فاستعاذت من رسول الله فطلقها في قومها النبي فقالوا: يا رسول الله إنها
صغيرة وإنها خدعت فارتجعها، ولكنه أبَى».
- بنت جندب الكنانية: تزوج رسول الله بنت جندب. قال محمد بن عمرو وأصحابنا ينكرون ذلك ويقولون:»لم يتزوج رسول الله كنانية قط».
- سبا بنت الصلت: تزوجها محمد ولكنها ماتت قبل أن تصل إليه. وفي رواية عبد
الله بن عبيد: جاء رجل من بني سليم إلى النبي فقال: يا رسول الله إن لي
ابنة من جمالها وعقلها ما أتى لأحد الناس عليها غيرك، فهم النبي أن يتزوجها
ثم قال: وأخرى يا رسول الله ما أصابها عندي مرض قط، فقال له النبي: لا
حاجة لنا في ابنتك، تجيئنا تحمل خطاياها. لا خير في مال لا يُرزأُ منه،
وجسد لا ينال منه».
-ليلى بنت الخطيم: عن ابن عباس قال: أقبلت ليلى بنت الخطيم إلى النبي (ص)
وهو مولي ظهره الشمس فضربت على منكبه، فقال: من هذا أكله الأسود؟ وكان
كثيراً ما يقولها، فقالت: أنا ابنة مطعم الطير ومباري الريح. أنا ليلى بنت
الخطيم، جئتك لأعرض عليك نفسي. تزوجني. قال: قد فعلت، فرجعت إلى قومها
فقالت قد تزوجني النبي (ص)، فقالوا بئس ما صنعت أنت امرأة غَيْرَى والنبي
صاحب نساء تغارين عليه فيدعو الله عليك فاستقيليه نفسك، فرجعت فقالت: يا
رسول الله أقلني، قال قد أقلتك. قال فتزوجها مسعود بن أوس. عن عاصم بن عمر
بن قتادة قال: كانت ليلى بنت الخطيم وهبت نفسها للنبي (ص) فقبلها وكانت
تركب بغولتها ركوباً منكراً، وكانت سيئة الخلق فقالت لا والله لأجعلن
محمداً لا يتزوج في هذا الحي من الأنصار، والله لآتينه ولأهبن نفسي له.
فأتت النبي (ص) وهو قائم مع رجل من أصحابه، فما راعه إلا بها واضعة يدها
عليه، فقال: من هذا أكله الأسد؟ فقالت: أنا ليلى بنت سيد قومها، قد وهبت
نفسي لك. قال قد قبلتك ارجعي حتى يأتيك أمري، فأتت قومها، فقالوا: أنت
امرأة ليس لك صبر على الضرائر، وقد أحلّ الله لرسوله (ص) أن ينكح ما شاء.
فرجعت فقالت إن الله قد أحل لك النساء وأنا امرأة طويلة اللسان ولا صبر لي
على الضرائر، واستقالته فقال رسول الله قد أقلتك».
19-07-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
عائشة ومهمة الإرشاد الجنسي»
علّل العلماء كثرة زواج
النبي (ص) وميله إلى النساء بقوته الفائقة على الجماع (قوة ثلاثين أو
أربعين رجلاً بالتمام والكمال). وروت سلمى مولاته: «وطاف النبي ليلة على
نسائه التسع اللاتي توفي وهن عنده. كلما خرج من عند امرأة قال: «صبّي لي
غسلاً»، فيغتسل قبل أن يأتي الأخرى. قلت: «يا رسول الله أما يكفيك غسل
واحد؟» فقال النبي: «هذا أطهر وأطيب».
إنّ مثل هذه النصوص- وهي كثيرة جدا- تدعم على وجه غريب أن النبي (ص) كان
بالفعل مسكوناً بالجنس إلى درجة متطرّفة، مما يطرح أمامنا أكثر من سؤال
مشروع. ومن ذلك ما تقوله عائشة: «قلّ يوم إلا ورسول الله (ص) يطوف علينا،
فيقبّل ويلمس». وفي رواية أخرى، أنّ النبي «كان يدور على نسائه في الساعة
الواحدة في الليل والنهار، وهن إحدى عشرة؛ وفي رواية: تسع نسوة. قيل: أو
كان يطيق ذلك؟ [قال الراوي]: كنّا نتحدّث أنّه أعطي قوة ثلاثين».
ويبقى السؤال مطروحا على مصراعيه: هل يمكن التشكيك في صحة النصوص التي تعود
عامة الفقهاء على إشهارها في وجوهنا كحقائق مطلقة لا يأتيها الباطل من
أمام ولا من خلف، كلما تعلق الأمر بالفعل الجنسي في الإسلام، أم فعلا ينبغي
القيام بتنقية هذه النصوص من الشوائب التي تسيء إلى النبي، كما تسيء إلى
الإسلام، وتجعل الباحث أمام تناقضات صادمة لا تفلح مختلف التبريرات التي
يقدمها «العلماء» وخبراء فقه النوازل وعلوم القرآن والحديث والضالعين في
«الناسخ والمنسوخ» في تحويلها إلى حجج مقنعة للعقل؟
والمدهش أن بعض الفقهاء، ومنهم ابن سعد في الطبقات، يفعل كل شيء من أجل
تبرير الاندفاع الجنسي لدى النبي، بل يذهب الأمر بالبعض إلى إخراج
المرتابين من ملة الإسلام وإلحاقهم بالموالين للدسائس اليهودية في تلك
المرحلة:
نقرأ في الطبقات: «قالت يهود لما رأت رسول الله يتزوج النساء، انظروا إلى
هذا الذي لا يشبع من الطعام ولا والله ماله من همة إلا النساء وحسدوه
لنسائه وعابوه بذلك وقالوا: لو كان نبياً ما رغب في النساء». ويفسر ابن سعد
زواج محمد من عدة نساء بأنه من سنة الأنبياء، إذ كان لسليمان بن داوود ألف
امرأة، سبع مائة مهيرة وثلاث مائة سرية». هذا لتوضيح أن سليمان الذي يفخر
به بنو إسرائيل هو أكثر شراهة، وأكثر حصادا للنساء، وأكثر هياجا بما لا
يمكن قياسه مع نبي الإسلام.
ولعله من المثير حقا أن تتزعم عائشة بنت أبي بكر مهمة «الإرشاد الجنسي»
للمسلمين، وأن تحتكر روايات الأحاديث الجنسية، بينما تصمت باقي زوجات
النبي. بل إننا في بعض الروايات نراها كيف تدخل في صراع مع أبي هريرة لتدحض
ما يرويه عن النبي في الشؤون الجنسية. فلماذا عائشة وليس غيرها؟ ولماذا
هذا التخصص المريب في الفتاوى الجنسية؟ وهل فعلا يمكن أن نصدق، مع بعض
القراءات، أن عائشة كان لها دورا واحدا ومحدودا وهو دور «محظية» النبي (ص)،
وأنها كانت في صراع مفتوح مع منافساتها الجميلات والحسناوات، وأنها كانت
تدحرهن بغيرتها وتفاخرها وحسها القيادي؟
20-07-2012
النبي (ص) وميله إلى النساء بقوته الفائقة على الجماع (قوة ثلاثين أو
أربعين رجلاً بالتمام والكمال). وروت سلمى مولاته: «وطاف النبي ليلة على
نسائه التسع اللاتي توفي وهن عنده. كلما خرج من عند امرأة قال: «صبّي لي
غسلاً»، فيغتسل قبل أن يأتي الأخرى. قلت: «يا رسول الله أما يكفيك غسل
واحد؟» فقال النبي: «هذا أطهر وأطيب».
إنّ مثل هذه النصوص- وهي كثيرة جدا- تدعم على وجه غريب أن النبي (ص) كان
بالفعل مسكوناً بالجنس إلى درجة متطرّفة، مما يطرح أمامنا أكثر من سؤال
مشروع. ومن ذلك ما تقوله عائشة: «قلّ يوم إلا ورسول الله (ص) يطوف علينا،
فيقبّل ويلمس». وفي رواية أخرى، أنّ النبي «كان يدور على نسائه في الساعة
الواحدة في الليل والنهار، وهن إحدى عشرة؛ وفي رواية: تسع نسوة. قيل: أو
كان يطيق ذلك؟ [قال الراوي]: كنّا نتحدّث أنّه أعطي قوة ثلاثين».
ويبقى السؤال مطروحا على مصراعيه: هل يمكن التشكيك في صحة النصوص التي تعود
عامة الفقهاء على إشهارها في وجوهنا كحقائق مطلقة لا يأتيها الباطل من
أمام ولا من خلف، كلما تعلق الأمر بالفعل الجنسي في الإسلام، أم فعلا ينبغي
القيام بتنقية هذه النصوص من الشوائب التي تسيء إلى النبي، كما تسيء إلى
الإسلام، وتجعل الباحث أمام تناقضات صادمة لا تفلح مختلف التبريرات التي
يقدمها «العلماء» وخبراء فقه النوازل وعلوم القرآن والحديث والضالعين في
«الناسخ والمنسوخ» في تحويلها إلى حجج مقنعة للعقل؟
والمدهش أن بعض الفقهاء، ومنهم ابن سعد في الطبقات، يفعل كل شيء من أجل
تبرير الاندفاع الجنسي لدى النبي، بل يذهب الأمر بالبعض إلى إخراج
المرتابين من ملة الإسلام وإلحاقهم بالموالين للدسائس اليهودية في تلك
المرحلة:
نقرأ في الطبقات: «قالت يهود لما رأت رسول الله يتزوج النساء، انظروا إلى
هذا الذي لا يشبع من الطعام ولا والله ماله من همة إلا النساء وحسدوه
لنسائه وعابوه بذلك وقالوا: لو كان نبياً ما رغب في النساء». ويفسر ابن سعد
زواج محمد من عدة نساء بأنه من سنة الأنبياء، إذ كان لسليمان بن داوود ألف
امرأة، سبع مائة مهيرة وثلاث مائة سرية». هذا لتوضيح أن سليمان الذي يفخر
به بنو إسرائيل هو أكثر شراهة، وأكثر حصادا للنساء، وأكثر هياجا بما لا
يمكن قياسه مع نبي الإسلام.
ولعله من المثير حقا أن تتزعم عائشة بنت أبي بكر مهمة «الإرشاد الجنسي»
للمسلمين، وأن تحتكر روايات الأحاديث الجنسية، بينما تصمت باقي زوجات
النبي. بل إننا في بعض الروايات نراها كيف تدخل في صراع مع أبي هريرة لتدحض
ما يرويه عن النبي في الشؤون الجنسية. فلماذا عائشة وليس غيرها؟ ولماذا
هذا التخصص المريب في الفتاوى الجنسية؟ وهل فعلا يمكن أن نصدق، مع بعض
القراءات، أن عائشة كان لها دورا واحدا ومحدودا وهو دور «محظية» النبي (ص)،
وأنها كانت في صراع مفتوح مع منافساتها الجميلات والحسناوات، وأنها كانت
تدحرهن بغيرتها وتفاخرها وحسها القيادي؟
20-07-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
غيرة التباهي
للغيرة وجوه متعددة.. لكن ما تخبرنا به المعطيات النصية عن عائشة يفوق كل حدود الوصف إلى درجة أن صالح الورداني صاحب «دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين» خصص جزءا من كتابه للتشكيك في مختلف الروايات التي تُقدم عائشة كامرأة تأكل الغيرة أحشاءها فتتطاول على الجميع، بل إنه يذهب أحيانا إلى حدود التشكيك في عائشة نفسها وانتقادها انتقادا لاذعا، حيث يتساءل عن السر وراء احتكار عائشة للحديث الجنسي دون سائر نساء النبي، وما السر وراء تلك تضخم الذات والتطاول على النبي، وعلى نسائه، وعلى صحابته، وعلى سائر المحدثين؛ وهي تساؤلات مشروعة. ذلك أننا إذا أزحنا ذلك التبجيل الذي يؤطر علاقة المؤمن بالنبي وبأزواجه «أمهات المؤمنين»، فإننا سنكون أمام «روايات» صادمة. ومنها ردود أفعال عائشة الناتجة عن اشتعال الغيرة في نفسها، كتباهيها الشاهق على النساء بأنها الأثيرة في بيت النبوة. ومنه التباهي بالعذرية، حيث نقل الطبري في تاريخه أنها قالت: «تزوجني بكراً: لم يشركه فيّ أحد من الناس، وكان يأتيه الوحي وأنا وهو في فراش واحد»؛ وفي السمط الثمين، يروى عنها قولها: «إنني لأفخر على أزواج النبي (ص) بأربع: ابتكرني ولم يبتكر غيري...». وفي تفسير ابن كثير، يقال: »لم ينزل على رسول الله (ص) الوحي في فراش امرأة سواها... قال بعض العلماء: «لأنه لم يتزوج بكراً سواها، ولم ينم معها رجل في فراشها سواه». وكانت عائشة، حسب بعض الروايات، تشبه جسدها بمزرعة لم يؤكل منها، وأجساد نساء النبي الأخريات بمزارع رعيت، وتسأل النبي بعدها: أين كنت ترتع بعيرك؟: «قالت: يا رسول الله! أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أُكل منها، ووجدت شجراً لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: في الذي لم يرتع منها. تعني أن رسول الله (ص) لم يتزوج بكراً غيرها». وتقول عائشة أيضا: »لقد أعطيت تسعاً ما أعطيتهن امرأة: لقد نزل جبريل (ع) بصورتي في راحته، حين أمر!!! رسول الله (ص) أن يتزوجني... وإنّ الوحي لينزل عليه في أهله، فيتفرقون عنه، وإن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه... ولقد نزل عذري [ في مسألة الإفك، الجنسية الطابع] من السماء... لقد وعدت مغفرة ورزقاً كريماً». وقيل إنها صوِّرت للنبي «قبل أن تصوّر في بطن أمها». فجبريل، كما تروي هي ذاتها، »أتاه بصورتي مرتين قبل أن يملك عقدي». ويؤكّد النبي لها: »أريتك في المنام ثلاث ليال، جاءني بك الملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك [أو]: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة... فأقول: إن يكن من عند الله، يمضه». وينسب إلى النبي، قوله: «زوجني ربّي عائشة في السماء، وأشهد عقدها الملائكة، وأغلقت أبواب النيران، وفتحت أبواب الجنة أربعين مساء، مسّها مسّ الريح، وريحها ريح المسك». 21-07-2012 | ||
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
غيرة التباهي
ولعائشة حوادث كثيرة مع ملاك الوحي جبريل. فحين خاصمها النبي مرّة، جاءه جبريل، وقال له: »إرجع وصالح عائشة« - قاله أيضاً حين طلق النبي حفصة -؛ ولمّا صالحها، عاد جبريل حاملاً صحن حلوى (كذا)، وقال: «الله يقول لك: كان الصلح منا، وطعام الصلح علينا». كان جبريل «يقريها السلام»، بل إنها بين كلّ نساء النبي الصحابة والتابعين، لم نصادف أحداً تمكّن من رؤية جبريل سوى عائشة. فقد رأته »من خلل الباب قد عصّب رأسه الغبار»؛ ورأته مرة أخرى »عند معرفة فرس دحية الكلبي، والنبي يضع يده عليه ويكلّمه«؛ ورأته أيضاً بصورة «رجل واقف وعليه عمامة بيضاء بين كتفيه». ويروي مسلم عن عائشة قولها : «ما غرت على امرأة ما غرت علي خديجة ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين لما كنت أسمعه يذكرها . ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة وإن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها «. وفي رواية أخرى قالت : «فأغضبته يوما فقلت خديجة ؟ فقال الرسول (ص) : « إني قد رزقت حبها «. وفي رواية أخرى قالت : «وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر فأبدلك الله خيرا منها»، فكان رده عليها حاسما بقوله : «لا والله ما أبدلني الله خيرا منها آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بما لها إذ حرمني الناس . ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء «. وفي رواية لمسلم أن «النبي كان إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة. وكان النبي إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث. فقالت حفصة: «ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وأنظر». فقالت : «بلى» . فركبت. فجاء النبي إلى جمل عائشة وعليه حفصة، فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا. وافتقدته عائشة. فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر (نبات بري) وتقول : «يا رب سلط علي عقربا أو حية تلدغني . ولا أستطيع أن أقول شيئا»؛ فهل أرادت عائشة أن تنتحر من شدة غيرتها، علما أن قتل النفس محرم في الإسلام؟ ويروى أن ابن عباس سأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي اللتين قال الله تعالى فيهما : « إن تتوبا إلى الله فقد صفت قلوبكما». فقال عمر: هما حفصة وعائشة «. وكان الرسول (ص) قد قرر اعتزالهما شهرا كاملا من شدة موجدته - أي ضيقه وغضبه ? عليهن». 23-07-2012 | ||
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
غيرة التباهي
ويروي مسلم والنسائي عن
عائشة قالت : «أرسل أزواج النبي (ص) فاطمة ابنته إليه فاستأذنت عليه وهو
مضطجع معي في مرطي- لحافي- فأذن لها فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني
إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. وأنا ساكتة- أي عائشة- فقال لها
الرسول: «أي بنية ألست تحبين ما أحب؟» فقالت: «بلى». قال: «فأحبي هذه»- أي
عائشة- فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من أبيها ورجعت إلى أزواج النبي فأخبرتهن
بالذي قال الرسول . فقلن لها: «ما نراك أغنيت عنا من شيء فارجعي إلى رسول
الله فقولي له إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة. فقالت فاطمة: «
والله لا أكلمه فيها أبدا» . فأرسل أزواج النبي زينب بنت جحش وهي التي
تساميني منهن في المنزلة - أي على مستوى جمالها وحسنها وحب الرسول لها- عند
رسول الله. فاستأذنت - أي زينب - على الرسول وهو مع عائشة في مرطها على
الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها فأذن لها الرسول فقالت: «يا رسول
الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة.. قالت عائشة:
«ثم وقعت بي فاستطالت علي وأنا أرقب رسول الله وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها
فلم تبرح زينب حتى عرفت أن الرسول لا يكره أن انتصر. فلما وقعت بها لم
أنشبها حتى أنحيت عليها فقال الرسول مبتسما إنها ابنة أبي بكر..».
هذا الحديث يجعلنا نعيش موقعة نسائية في بيت النبي (ص) الذي كان يراقب أحداثها مبتسما..
وفي رواية أخرى، تقول عائشة متباهية: «لم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري.
وأنزل الله براءتي من السماء. وكنت اغتسل أنا وهو من إناء واحد. ولم يصنع
ذلك بأحد من نسائه غيري. وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك
بأحد من نسائه غيري. وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو
مع أحد من نسائه غيري».
وتتوالي مثل هذه الأحاديث دون انقطاع لدرجة جعلت صالح الورداني يقدم اعتراضا واضحا على ما أسماه «عجائب الرواة والفقهاء»، فيتساءل:
(هل يتلاءم مثل هذا السلوك مع أدب النبوة؟ وهل يمكن أن تكون زوجات النبي بمثل هذا الخلق؟).
ويُروي أيضا، في باب الغيرة التي اشتعلت في مهجة عائشة- أن أم سلمة، زوج
النبي (ص)، أرسلت بقصعة فيها طعام إلى الرسول وهو عند عائشة. فضربت عائشة
يد الرسول فسقطت القصعة فانكسرت. فجعل النبي يجمع بين فلقتي القصعة وهو
يقول: «غارت أمكم».
وفي رواية أخرى: «فجاءت عائشة متزرة بكساء ومعها فهر- حجر- ففلقت به الصحفة
(أي القصعة)». . ومثل هذا التصرف- كما قال الورداني- عده الفقهاء من باب
الغيرة المسموح بها ولم يشغلوا أنفسهم ببحث مدى شرعية هذا التصرف الذي وقع،
حسب ما ينقله النص، أمام جمع من الصحابة.
وتوضح النصوص (البخاري، مسلم، النسائي...) أن «غيرة عائشة» لم تنحصر في
محيط مشاكسة زوجات النبي والحط من قدرهن على الملأ، بل تجاوزت ذلك إلى
محاولة تقويمهن وتقييم قدرهن بما لا يصطدم مع مكانتها العالية، حيث يتضح
مما وصلنا من أحاديث أن لغتها لغة استعلاء.
ويُروى أن عائشة لما رأت صفية بنت حيي زوج النبي - وكانت يهودية من سبى
خيبر - قال لها النبي ( ص ): «كيف رأيتها يا عائشة؟» قالت: «رأيت يهودية».
قال الرسول: «لا تقولي هذا فإنها قد أسلمت «.
24-07-2012
عائشة قالت : «أرسل أزواج النبي (ص) فاطمة ابنته إليه فاستأذنت عليه وهو
مضطجع معي في مرطي- لحافي- فأذن لها فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني
إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. وأنا ساكتة- أي عائشة- فقال لها
الرسول: «أي بنية ألست تحبين ما أحب؟» فقالت: «بلى». قال: «فأحبي هذه»- أي
عائشة- فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من أبيها ورجعت إلى أزواج النبي فأخبرتهن
بالذي قال الرسول . فقلن لها: «ما نراك أغنيت عنا من شيء فارجعي إلى رسول
الله فقولي له إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة. فقالت فاطمة: «
والله لا أكلمه فيها أبدا» . فأرسل أزواج النبي زينب بنت جحش وهي التي
تساميني منهن في المنزلة - أي على مستوى جمالها وحسنها وحب الرسول لها- عند
رسول الله. فاستأذنت - أي زينب - على الرسول وهو مع عائشة في مرطها على
الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها فأذن لها الرسول فقالت: «يا رسول
الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة.. قالت عائشة:
«ثم وقعت بي فاستطالت علي وأنا أرقب رسول الله وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها
فلم تبرح زينب حتى عرفت أن الرسول لا يكره أن انتصر. فلما وقعت بها لم
أنشبها حتى أنحيت عليها فقال الرسول مبتسما إنها ابنة أبي بكر..».
هذا الحديث يجعلنا نعيش موقعة نسائية في بيت النبي (ص) الذي كان يراقب أحداثها مبتسما..
وفي رواية أخرى، تقول عائشة متباهية: «لم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري.
وأنزل الله براءتي من السماء. وكنت اغتسل أنا وهو من إناء واحد. ولم يصنع
ذلك بأحد من نسائه غيري. وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك
بأحد من نسائه غيري. وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو
مع أحد من نسائه غيري».
وتتوالي مثل هذه الأحاديث دون انقطاع لدرجة جعلت صالح الورداني يقدم اعتراضا واضحا على ما أسماه «عجائب الرواة والفقهاء»، فيتساءل:
(هل يتلاءم مثل هذا السلوك مع أدب النبوة؟ وهل يمكن أن تكون زوجات النبي بمثل هذا الخلق؟).
ويُروي أيضا، في باب الغيرة التي اشتعلت في مهجة عائشة- أن أم سلمة، زوج
النبي (ص)، أرسلت بقصعة فيها طعام إلى الرسول وهو عند عائشة. فضربت عائشة
يد الرسول فسقطت القصعة فانكسرت. فجعل النبي يجمع بين فلقتي القصعة وهو
يقول: «غارت أمكم».
وفي رواية أخرى: «فجاءت عائشة متزرة بكساء ومعها فهر- حجر- ففلقت به الصحفة
(أي القصعة)». . ومثل هذا التصرف- كما قال الورداني- عده الفقهاء من باب
الغيرة المسموح بها ولم يشغلوا أنفسهم ببحث مدى شرعية هذا التصرف الذي وقع،
حسب ما ينقله النص، أمام جمع من الصحابة.
وتوضح النصوص (البخاري، مسلم، النسائي...) أن «غيرة عائشة» لم تنحصر في
محيط مشاكسة زوجات النبي والحط من قدرهن على الملأ، بل تجاوزت ذلك إلى
محاولة تقويمهن وتقييم قدرهن بما لا يصطدم مع مكانتها العالية، حيث يتضح
مما وصلنا من أحاديث أن لغتها لغة استعلاء.
ويُروى أن عائشة لما رأت صفية بنت حيي زوج النبي - وكانت يهودية من سبى
خيبر - قال لها النبي ( ص ): «كيف رأيتها يا عائشة؟» قالت: «رأيت يهودية».
قال الرسول: «لا تقولي هذا فإنها قد أسلمت «.
24-07-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
السعي إلى إقامة «نظام جنسي سماوي»
إذا كانت نصوص الرواة
والفقهاء، كما رأينا سابقا، تجتهد في محاولة إقناعنا بأن عائشة ليست مجرد
وارثة لعلم، بل فاعلة فيه، فأنها لا تتحرج من نقل المعارك النسائية التي
تندلع في بيت النبي، وكل ذلك بلسان عائشة التي تتباهى بأنه كان دائما في
صفها. لنترك الروايات تتحدث:
يروى عن عائشة : إن نساء النبي (ص) كن حزبين. فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية
وسودة. والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء النبي. وكان المسلمون قد علموا حب
رسول الله عائشة. فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله
أخرها حتى إذا كان رسول الله في بيت عائشة بعث صاحب الهدية إلى رسول الله
في بيت عائشة. فتكلم حزب أم سلمة. فقلن لها: «كلمي رسول الله يكلم الناس
فيقول من أراد أن يهدي إلى رسول الله هدية فليهده إليه حيث كان من بيوت
نسائه». فكلمته أم سلمة بما قلن. فلم يقل لها شيئا، فسألناها- أي حزبها-
فقالت: «ما قال لي شيئا». فقلن لها: «فكلميه». قالت: فكلمته حين دار إليها
أيضا فلم يقل لها شيئا، فسألتها فقالت: «ما قال لي شيئا»، فقلن لها «كلميه
حتى يكلمك»، فدار إليها فكلمته، فقال: «لا تؤذيني في عائشة، فإن الوحي لم
يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة». قالت: «أتوب إلى الله من أذاك يا رسول
الله». ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله فأرسلن إلى رسول الله تقول: «إن
نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر».
ويروى عن عائشة قالت: إن النبي (ص) كان يمكث عند زينب ابنة جحش ويشرب
عندها عسلا، فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليه النبي (ص) فلتقل «إني
لأجد منك ريح مغافير».. فدخل على إحداهما فقالت له ذلك. فقال: «لا بأس شربت
عسلا عند زينب، ولن أعود له» فنزلت (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله
لك)
ويروى أيضا عن عائشة: كان رسول الله (ص) يحب العسل والحلوى، وكان إذا انصرف
من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن. فدخل على حفصة بنت عمر، فاحتبس
أكثر ما كان يحتبس. فغرت، فسألت عن ذلك، فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها
عكة عسل فسقت النبي منه شربه. فقلت: «أي عائشة أما والله لنحتالن له». فقلت
لسودة إنه سيدنو منك، فإذا دنا منك فقولي: «أكلت مغافير فإنه، سيقول لك
لا. فقولي له ما هذه الريح التي أجد منك، فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة
عسل». فقولي له: «جرست نحلة العرفط»، وسأقول له ذلك. وقولي أنت يا صفية
ذاك. قالت: تقول سودة: فو الله ما هو إلا أن قام على الباب فأردت أن أبادئه
بما أمرتني به فرقا منك، فلما دنا منها، قالت له سودة: «يا رسول الله أكلت
مغافير». قال: «لا». قالت: «فما هذه الريح التي أجد منك». قال: «سقتني
حفصة شربة عسل». فقالت: «جرست نحلة العرفط». فلما دار إلي قلت له نحو ذلك.
فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك . فلما دار إلى حفصة قالت: «يا رسول
الله ألا أسقيك منه». قال: «لا حاجة لي فيه». تقول سودة: «والله لقد
حرمناه». قلت لها: «اسكتي»..».
ويروي ابن سعد في طبقاته أن حفصة انطلقت إلى تحدث عنده ، وأرسل رسول الله (
ص ) إلى مارية فظل معها في بيت حفصة وضاجعها ، فرجعت حفصة من عند أبيها
وأبصرتها فغارت غيرة شديدة ، ثم إن رسول الله (ص) أخرج سريته فدخلت حفصة
فقالت: «قد رأيت ما كان عندك وقد والله سؤتني». قال النبي (ص) : «فإني
والله لأرضينك، إني مسر إليك سرا فأخفيه لي ، فقالت : «ما هو؟» قال: «أشهدك
أن سريتي علي حرام «.
وأخرج عن ابن عباس يقول: «خرجت حفصة من بيتها، وكان يوم عائشة ، فدخل رسول
الله (ص) بجاريته وهي مخمر وجهها فقالت حفصة لرسول الله (ص) : «أما إني قد
رأيت ما صنعت»، فقال لها رسول الله (ص) : «فأكتمي عني وهي حرام»، فانطلقت
حفصة إلى عائشة فأخبرتها وبشرتها بتحريم القبطية، فقالت له عائشة: «أما
يومي فتعرس فيه بالقبطية، وأما سائر نسائك فتسلم لهن أيامهن»! فأنزل الله:
(وإذ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا - لحفصة -
فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ
وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ
هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِن تَتُوبَا إِلَى
اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا - يعني عائشة وحفصة - وَإِن تَظَاهَرَا
عَلَيْهِ - يعني حفصة وعائشة - فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ
وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ
ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ..). .
فتركهن رسول الله (ص) تسعا وعشرين ليلة ثم نزل: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ
لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
26-07-2012
والفقهاء، كما رأينا سابقا، تجتهد في محاولة إقناعنا بأن عائشة ليست مجرد
وارثة لعلم، بل فاعلة فيه، فأنها لا تتحرج من نقل المعارك النسائية التي
تندلع في بيت النبي، وكل ذلك بلسان عائشة التي تتباهى بأنه كان دائما في
صفها. لنترك الروايات تتحدث:
يروى عن عائشة : إن نساء النبي (ص) كن حزبين. فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية
وسودة. والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء النبي. وكان المسلمون قد علموا حب
رسول الله عائشة. فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله
أخرها حتى إذا كان رسول الله في بيت عائشة بعث صاحب الهدية إلى رسول الله
في بيت عائشة. فتكلم حزب أم سلمة. فقلن لها: «كلمي رسول الله يكلم الناس
فيقول من أراد أن يهدي إلى رسول الله هدية فليهده إليه حيث كان من بيوت
نسائه». فكلمته أم سلمة بما قلن. فلم يقل لها شيئا، فسألناها- أي حزبها-
فقالت: «ما قال لي شيئا». فقلن لها: «فكلميه». قالت: فكلمته حين دار إليها
أيضا فلم يقل لها شيئا، فسألتها فقالت: «ما قال لي شيئا»، فقلن لها «كلميه
حتى يكلمك»، فدار إليها فكلمته، فقال: «لا تؤذيني في عائشة، فإن الوحي لم
يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة». قالت: «أتوب إلى الله من أذاك يا رسول
الله». ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله فأرسلن إلى رسول الله تقول: «إن
نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر».
ويروى عن عائشة قالت: إن النبي (ص) كان يمكث عند زينب ابنة جحش ويشرب
عندها عسلا، فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليه النبي (ص) فلتقل «إني
لأجد منك ريح مغافير».. فدخل على إحداهما فقالت له ذلك. فقال: «لا بأس شربت
عسلا عند زينب، ولن أعود له» فنزلت (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله
لك)
ويروى أيضا عن عائشة: كان رسول الله (ص) يحب العسل والحلوى، وكان إذا انصرف
من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن. فدخل على حفصة بنت عمر، فاحتبس
أكثر ما كان يحتبس. فغرت، فسألت عن ذلك، فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها
عكة عسل فسقت النبي منه شربه. فقلت: «أي عائشة أما والله لنحتالن له». فقلت
لسودة إنه سيدنو منك، فإذا دنا منك فقولي: «أكلت مغافير فإنه، سيقول لك
لا. فقولي له ما هذه الريح التي أجد منك، فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة
عسل». فقولي له: «جرست نحلة العرفط»، وسأقول له ذلك. وقولي أنت يا صفية
ذاك. قالت: تقول سودة: فو الله ما هو إلا أن قام على الباب فأردت أن أبادئه
بما أمرتني به فرقا منك، فلما دنا منها، قالت له سودة: «يا رسول الله أكلت
مغافير». قال: «لا». قالت: «فما هذه الريح التي أجد منك». قال: «سقتني
حفصة شربة عسل». فقالت: «جرست نحلة العرفط». فلما دار إلي قلت له نحو ذلك.
فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك . فلما دار إلى حفصة قالت: «يا رسول
الله ألا أسقيك منه». قال: «لا حاجة لي فيه». تقول سودة: «والله لقد
حرمناه». قلت لها: «اسكتي»..».
ويروي ابن سعد في طبقاته أن حفصة انطلقت إلى تحدث عنده ، وأرسل رسول الله (
ص ) إلى مارية فظل معها في بيت حفصة وضاجعها ، فرجعت حفصة من عند أبيها
وأبصرتها فغارت غيرة شديدة ، ثم إن رسول الله (ص) أخرج سريته فدخلت حفصة
فقالت: «قد رأيت ما كان عندك وقد والله سؤتني». قال النبي (ص) : «فإني
والله لأرضينك، إني مسر إليك سرا فأخفيه لي ، فقالت : «ما هو؟» قال: «أشهدك
أن سريتي علي حرام «.
وأخرج عن ابن عباس يقول: «خرجت حفصة من بيتها، وكان يوم عائشة ، فدخل رسول
الله (ص) بجاريته وهي مخمر وجهها فقالت حفصة لرسول الله (ص) : «أما إني قد
رأيت ما صنعت»، فقال لها رسول الله (ص) : «فأكتمي عني وهي حرام»، فانطلقت
حفصة إلى عائشة فأخبرتها وبشرتها بتحريم القبطية، فقالت له عائشة: «أما
يومي فتعرس فيه بالقبطية، وأما سائر نسائك فتسلم لهن أيامهن»! فأنزل الله:
(وإذ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا - لحفصة -
فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ
وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ
هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِن تَتُوبَا إِلَى
اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا - يعني عائشة وحفصة - وَإِن تَظَاهَرَا
عَلَيْهِ - يعني حفصة وعائشة - فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ
وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ
ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ..). .
فتركهن رسول الله (ص) تسعا وعشرين ليلة ثم نزل: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ
لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
26-07-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
في الفراش النبوي لامكان لاعتزال الحائض
تضع أمامنا روايات عائشة حول
الحياة الجنسية للنبي (ص) حتى الآن علامات استفهام وتعجب كثيرة، خاصة أن
الأحاديث تتعارض مع النسق الأخلاقي الصارم للإسلام (المبني على الحلال
والحرام)، كما أنها تتعارض مع مبادئ العقل؛ حتى إن صالح الورداني، صاحب
كتاب «دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين»، لا يخفي حيرته بقوله:
«إن عائشة بمثل هذه السلوكيات بدا وكأنها تؤكد أنها تعايش رجلا عاديا لا
رسول خاتم. ومن جهة أخرى فقد صورت هذه الروايات الرسول وكأنه لا شغل له سوى
النساء.. وكأن النساء هن عائشة، وعائشة هي النساء». ويتابع: «إن العقل لا
يقبل أن تكون هناك امرأة تتحدث عن علاقتها بزوجها بمثل هذه الطريقة الفاضحة
فضلا عن زوجة نبي. ونحن في مواجهة هذه الروايات بين أمرين: إما أن
نرفضها.. وإما أن نتهم عائشة بالوضع على الرسول، والأمر الأول سوف تكون
نتيجته هي راحة العقل واستقامة التصور، والأمر الثاني نتيجته تصحيح حركة
التاريخ وثورة الإسلام والرسول.. هذه الأحاديث إما هي موضوعة أودست على
عائشة بفعل السياسة».
لنتأمل جيدا في ما نقلته عائشة عن «مضاجعة الحائض»، علما أن هناك آية قرآنية تبين موقف الإسلام الواضح من ذلك:
«يسألونك عن المحيض؛ قل: هو أذى! فاعتزلوا النساء في المحيض، ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله».
لقد حرَّم الإسلام، إذن، على الرجال نكاح أزواجهم إذا كن حُيَّضاً. فما
السر وراء هذا الكم الوافر من الأحاديث التي ترويها عائشة حول الموضوع،
والتي يتضح أنها مخالفة للآية القرآنية، والأغرب أنها أحاديث مدرجة في
الصحاح التي يعتبرها عامة الفقهاء أصل من أصول التشريع الإسلامي؟
يُروى عن عائشة أنها قالت: «كانت إحدانا إذا كانت حائضاً، فأراد رسول الله
(ص) أن يُباشرها، أمرها أن تتزر في فور حيضها، ثم يباشرها! قالت: وأيكم
يملك إربه كما كان النبي (ص) يملك إربه!».
وفي رواية أخرى: «سئلت عائشة: ما يحلّ للرجل من امرأته وهي حائض؟ قالت: ما
فوق الإزار». وفي نص ثالث، «قالت: كان النبي (ص) يُباشرني وأنا حائض، ويدخل
معي في لحافي وأنا حائض؛ ولكنه كان أملككم لإربه». قالت عائشة أيضاً: «حضت
مع رسول الله (ص) على فراشه، فانسللت، فقال: أحضت؟ فقلت: نعم! قال: فشدّي
عليك إزارك ثم عودي». وفي حديث آخر: قالت عائشة: «كان يأمرنا إذا حاضت
إحدانا أن تتزر بإزار واسع، ثم يلتزم صدرها وثدييها». وفي ردها على شخص،
سألها: »ما يحلّ للرجل من امرأته إذا كانت حائضاً؟ قالت: كلّ شيء إلا
الجماع». وفي نص غيره يسألها أحدهم: «ما للرجل من أهله وهي حائض؟! فقالت:
كلّ شيء إلا فرجها».
27-07-2012
الحياة الجنسية للنبي (ص) حتى الآن علامات استفهام وتعجب كثيرة، خاصة أن
الأحاديث تتعارض مع النسق الأخلاقي الصارم للإسلام (المبني على الحلال
والحرام)، كما أنها تتعارض مع مبادئ العقل؛ حتى إن صالح الورداني، صاحب
كتاب «دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين»، لا يخفي حيرته بقوله:
«إن عائشة بمثل هذه السلوكيات بدا وكأنها تؤكد أنها تعايش رجلا عاديا لا
رسول خاتم. ومن جهة أخرى فقد صورت هذه الروايات الرسول وكأنه لا شغل له سوى
النساء.. وكأن النساء هن عائشة، وعائشة هي النساء». ويتابع: «إن العقل لا
يقبل أن تكون هناك امرأة تتحدث عن علاقتها بزوجها بمثل هذه الطريقة الفاضحة
فضلا عن زوجة نبي. ونحن في مواجهة هذه الروايات بين أمرين: إما أن
نرفضها.. وإما أن نتهم عائشة بالوضع على الرسول، والأمر الأول سوف تكون
نتيجته هي راحة العقل واستقامة التصور، والأمر الثاني نتيجته تصحيح حركة
التاريخ وثورة الإسلام والرسول.. هذه الأحاديث إما هي موضوعة أودست على
عائشة بفعل السياسة».
لنتأمل جيدا في ما نقلته عائشة عن «مضاجعة الحائض»، علما أن هناك آية قرآنية تبين موقف الإسلام الواضح من ذلك:
«يسألونك عن المحيض؛ قل: هو أذى! فاعتزلوا النساء في المحيض، ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله».
لقد حرَّم الإسلام، إذن، على الرجال نكاح أزواجهم إذا كن حُيَّضاً. فما
السر وراء هذا الكم الوافر من الأحاديث التي ترويها عائشة حول الموضوع،
والتي يتضح أنها مخالفة للآية القرآنية، والأغرب أنها أحاديث مدرجة في
الصحاح التي يعتبرها عامة الفقهاء أصل من أصول التشريع الإسلامي؟
يُروى عن عائشة أنها قالت: «كانت إحدانا إذا كانت حائضاً، فأراد رسول الله
(ص) أن يُباشرها، أمرها أن تتزر في فور حيضها، ثم يباشرها! قالت: وأيكم
يملك إربه كما كان النبي (ص) يملك إربه!».
وفي رواية أخرى: «سئلت عائشة: ما يحلّ للرجل من امرأته وهي حائض؟ قالت: ما
فوق الإزار». وفي نص ثالث، «قالت: كان النبي (ص) يُباشرني وأنا حائض، ويدخل
معي في لحافي وأنا حائض؛ ولكنه كان أملككم لإربه». قالت عائشة أيضاً: «حضت
مع رسول الله (ص) على فراشه، فانسللت، فقال: أحضت؟ فقلت: نعم! قال: فشدّي
عليك إزارك ثم عودي». وفي حديث آخر: قالت عائشة: «كان يأمرنا إذا حاضت
إحدانا أن تتزر بإزار واسع، ثم يلتزم صدرها وثدييها». وفي ردها على شخص،
سألها: »ما يحلّ للرجل من امرأته إذا كانت حائضاً؟ قالت: كلّ شيء إلا
الجماع». وفي نص غيره يسألها أحدهم: «ما للرجل من أهله وهي حائض؟! فقالت:
كلّ شيء إلا فرجها».
27-07-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
في الفراش النبوي لامكان لاعتزال الحائض
ويذكر
«السمط الثمين» أنها «كانت تنام مع رسول الله (ص) في لحاف واحد، وهي
حائض». وفي رواية أخرى، نقل عنها قولها: «كانت إحدانا إذا حاضت، اتزرت
ودخلت مع رسول الله (ص) في شعاره، دلّ ذلك على أنه إنما أراد الجماع».
وتخبرنا عائشة ذاتها بالحادثة التالية: «دخل [النبي]، فمضى إلى مسجده - قال
أبو داود: تقصد مسجد بيتها - فما انصرف حتى غلبتني عيني، فأوجعه البرد،
فقال: ادني مني! فقلت: إني حائض! قال: اكشفي عن فخذيك! فكشفت فخذي، فوضع
خده وصدره على فخذي، وحنيت عليه حتى دفئ ونام».
إن مثل هذه الروايات، التي جعلت الكثير من الدارسين ينخرطون في محاولة
«شرعنتها» وتبريرها ولي عنقها حتى توافق روح الآية القرآنية السالفة، تضعنا
أمام تساؤلات كبرى. فصحيح أن «مباشرة الحائض»- كما توضح «أحاديث عائشة»-
لا تتم من الفرج، لكن السؤال هنا: هل جميع نساء النبي (ص) يكن حائضات حين
تحيض عائشة؟ وهل من «العدل» أن يلتزم النبي، حين يرغب في النكاح، فراش التي
«في يومها»، حتى وهي حائض؟ ثم ما هو معنى «الاعتزال» واشتراط الاقتراب
بالطهارة في الآية القرآنية؟ وهل فعلا لا يقع «الاستثناء» إلا على الفرج؟
إن الآية القرآنية السالفة، كما يتضح، لا تخدم غاية «أحاديث عائشة» التي
تستفز العقل الأخلاقي للمسلمين؛ وهي تدحض ذلك الاتهام الذي دأب على توجيهه
مجموعة من الدارسين من أنَّ «في القرآن نصوصاً عديدة الهدف منها تبرير
رغائب محمد تمهيداً لتحقيقها أو معالجة المشاكل التي يتعرض لها»؛ ومنها-
كما يستدلون على ذلك- الآية التي نزلت في «اعتزاله الجنسي» لمارية القبطية
إكراما لحفصة حين داهمته وهو يضاجع جاريته في يومها وفي فراشها (أدرجناها
في الحلقات السابقة). ومنها أيضا قصة زواجه بزينب بنت جحش التي كانت زوجة
لابنه بالتبني (زيد بن حارثة)؛ وهو الزواج الذي وضع المفسرين القدامى
والمحدثين أمام إشكال أخلاقي عويص يحتاج إلى تبرير وتعليل وإقناع واستدلال،
لما انطوى عليه هذا الزواج من حوادث غريبة يرى بعضهم أنها لن تنطلي على
العقل أو المنطق، فيما يرى البعض أنها لا تنسجم مع قيم الإسلام. كما أن بعض
الدارسين لم يتحرج في «استعمال» التحليل النفسي لتسويغ هذا الزواج، ونقله
إلى باب «الطبيعي» و»العادي» و»المباح» و»الحكيم».
28-07-2012
«السمط الثمين» أنها «كانت تنام مع رسول الله (ص) في لحاف واحد، وهي
حائض». وفي رواية أخرى، نقل عنها قولها: «كانت إحدانا إذا حاضت، اتزرت
ودخلت مع رسول الله (ص) في شعاره، دلّ ذلك على أنه إنما أراد الجماع».
وتخبرنا عائشة ذاتها بالحادثة التالية: «دخل [النبي]، فمضى إلى مسجده - قال
أبو داود: تقصد مسجد بيتها - فما انصرف حتى غلبتني عيني، فأوجعه البرد،
فقال: ادني مني! فقلت: إني حائض! قال: اكشفي عن فخذيك! فكشفت فخذي، فوضع
خده وصدره على فخذي، وحنيت عليه حتى دفئ ونام».
إن مثل هذه الروايات، التي جعلت الكثير من الدارسين ينخرطون في محاولة
«شرعنتها» وتبريرها ولي عنقها حتى توافق روح الآية القرآنية السالفة، تضعنا
أمام تساؤلات كبرى. فصحيح أن «مباشرة الحائض»- كما توضح «أحاديث عائشة»-
لا تتم من الفرج، لكن السؤال هنا: هل جميع نساء النبي (ص) يكن حائضات حين
تحيض عائشة؟ وهل من «العدل» أن يلتزم النبي، حين يرغب في النكاح، فراش التي
«في يومها»، حتى وهي حائض؟ ثم ما هو معنى «الاعتزال» واشتراط الاقتراب
بالطهارة في الآية القرآنية؟ وهل فعلا لا يقع «الاستثناء» إلا على الفرج؟
إن الآية القرآنية السالفة، كما يتضح، لا تخدم غاية «أحاديث عائشة» التي
تستفز العقل الأخلاقي للمسلمين؛ وهي تدحض ذلك الاتهام الذي دأب على توجيهه
مجموعة من الدارسين من أنَّ «في القرآن نصوصاً عديدة الهدف منها تبرير
رغائب محمد تمهيداً لتحقيقها أو معالجة المشاكل التي يتعرض لها»؛ ومنها-
كما يستدلون على ذلك- الآية التي نزلت في «اعتزاله الجنسي» لمارية القبطية
إكراما لحفصة حين داهمته وهو يضاجع جاريته في يومها وفي فراشها (أدرجناها
في الحلقات السابقة). ومنها أيضا قصة زواجه بزينب بنت جحش التي كانت زوجة
لابنه بالتبني (زيد بن حارثة)؛ وهو الزواج الذي وضع المفسرين القدامى
والمحدثين أمام إشكال أخلاقي عويص يحتاج إلى تبرير وتعليل وإقناع واستدلال،
لما انطوى عليه هذا الزواج من حوادث غريبة يرى بعضهم أنها لن تنطلي على
العقل أو المنطق، فيما يرى البعض أنها لا تنسجم مع قيم الإسلام. كما أن بعض
الدارسين لم يتحرج في «استعمال» التحليل النفسي لتسويغ هذا الزواج، ونقله
إلى باب «الطبيعي» و»العادي» و»المباح» و»الحكيم».
28-07-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
«الممحاة» تكتب التاريخ
«سكان المغرب الأولون هم
الأمازيغ»، كان أول درس في التاريخ لقنته لنا المدرسة المغربية التي لم تنس
أن تُرجع «هؤلاء الأمازيغ» إلى أصول يمنية (أي عربية). لكن سرعان ما
تملَّك هذا التاريخ نزيفٌ حاد، فاختفى «المغاربة الأولون» بعصا سحرية، ثم
تحول اهتمامنا إلى الفنيقيين والرومان فالوندال ثم البزنطيين، ورأينا كيف
تتصارع إمبراطوريات وتزول ممالك وتحترق دول ومراكب وحضارات وكتب ولغات،
وكيف يأتي «جيش الإنقاذ» من بلاد الشرق على صهوات الجياد، ليعيد التاريخ
إلى أصحابه، ويغذي المخزون التاريخي للمغاربة بغير قليل من المحو الممنهج.
لقد كتب سون تسو، الحكيم الصيني صاحب موسوعة «فن الحرب» أنه لا بد من تكسير
مَواطن الفخر لدى الشعوب وتحطيم دعائم اعتزازهم بها لدى الأجيال القادمة
كي يتم تغيير هويتهم القديمة وإحلال مكانها قيم جديدة تناسب الحاكم وتراعي
مصالحه وتخدمها.
السؤال الذي يطرح على المستوى المغربي هو: من يكتب تاريخ المغرب؟ وما هو
الفخ الذي يحاول استدراجنا إليه كاتبه؟ وهل فعلا التاريخ لا يكتبه من داخل
الجدران سوى من حشد ممحاة في رأس قلمه، وسلم خياله للكتابة بقوة كاذبة
ومتبجحة وحريرية، بلا نتوءات ولا هزائم؟
إن التاريخ الذي تقدمه لنا «المدرسة» يعلمنا- إذا تسلحنا بقليل من النباهة-
يعلمنا أننا بحاجة إلى البكاء، وبأن ملاءة سوداء تحجب عنا أن نحب هزائمنا
بالدرجة نفسها التي نعتز بانتصاراتنا. كما تعلمنا أن نطالب باستعادة كل
«الأناشيد» التي صنعها المغاربة، حتى وإن كانت قادمة من الجحيم، وأن نقول
ملء الأفواه: «سيكفي جبهة التاريخ من أمجادنا أن هُزمنا».
إننا فعلا بحاجة إلى دفء التاريخ.. إلى ذلك التاريخ المائل الذي لا تهمه
صمامات الأمان وكل ما تعودنا عليه من ملاجئ الادعاء ومكيفات المكابرة. نحن
بحاجة إلى إعادة كتابة تاريخ المغرب، واستعادة كل روائحه، وإخراج كل دموعه
الحبيسة، وكل أصواته التي لم يسمعها أحد. نحن بحاجة إلى إنهاء «مهمة»
المؤرخ الذي يعتبر الحاكم ظلا لله في الأرض، فيغدق على محاسن الأمير أو
السلطان، ولا يبالي بالمآخذ والمثالب والرثاثة. نحن بحاجة إلى أن نسمي ما
وقع فعلا، ولو كان يثير الصرير والارتجاف.. تلك هي الشجاعة التي يستحقها
المغاربة، كل المغاربة الذين يدركون أن تاريخهم ليس نهرا يتدفق، ولا مروحة
تهتز.
من حق المغاربة أن يعرفوا من هم الملوك الأمازيغ: (بطليموس، تاكفاريناس،
تينهنان، ديهيا، صيفاقس، كسيلة، ماستانابال، ماسينيسا، ميسيبسا،يارباس،
يوبا الأول، يوبا الثاني، يوغرطة.. إلخ). من حقهم أن يعرفوا ماذا وقع أثناء
مجيء العساكر العربية إلى المغرب. من حقهم أن يتعرفوا عن قرب عن تاريخ
اليهود والأفارقة السود، وما تعرضوا له من تنكيل وعزل و»أبارتايد» من طرف
حكام ودول. من حقهم أن يعرفوا كل شيء عن دولة البورغواطيين التي حكمت
المغرب لأكثر من ثلاثة قرون. من حقهم أن يعرفوا من هو صالح بن طريف. من
حقهم أن يعرفوا تاريخ الحروب والأوبئة والمجاعات في بلادهم.. من حقهم أن
يطلوا من نافذة الحقيقة على تاريخهم المضمخ بالنزيف، وليس الإقامة الغبية
في تاريخ «المآثر» و»البطولات»..
إن التاريخ الذي كتبه المؤرخون حتى الآن تاريخ «جائع» ما زال يأكل بنهم
مفتوح كل ما يصادفه في طريقه من إشراقات، ولنا في المعاملة الحقيرة التي
يلقاها «قبر يوسف بن تاشفين» حتى الآن خير دليل، رغم أنه مؤسس دولة. كما
أنه تاريخ عجائبي إقصائي، وبدون قيمة علمية حقيقية، ومفصول عن المؤثرات
الخارجية، مما يقتضي منا فعلا الانكباب على العلبة السوداء لتاريخ المغرب
واستقراء كل عناصرها بروح العلم، لا بأجنحة الخوارق والمعجزات والممحاة.
29-07-2012
الأمازيغ»، كان أول درس في التاريخ لقنته لنا المدرسة المغربية التي لم تنس
أن تُرجع «هؤلاء الأمازيغ» إلى أصول يمنية (أي عربية). لكن سرعان ما
تملَّك هذا التاريخ نزيفٌ حاد، فاختفى «المغاربة الأولون» بعصا سحرية، ثم
تحول اهتمامنا إلى الفنيقيين والرومان فالوندال ثم البزنطيين، ورأينا كيف
تتصارع إمبراطوريات وتزول ممالك وتحترق دول ومراكب وحضارات وكتب ولغات،
وكيف يأتي «جيش الإنقاذ» من بلاد الشرق على صهوات الجياد، ليعيد التاريخ
إلى أصحابه، ويغذي المخزون التاريخي للمغاربة بغير قليل من المحو الممنهج.
لقد كتب سون تسو، الحكيم الصيني صاحب موسوعة «فن الحرب» أنه لا بد من تكسير
مَواطن الفخر لدى الشعوب وتحطيم دعائم اعتزازهم بها لدى الأجيال القادمة
كي يتم تغيير هويتهم القديمة وإحلال مكانها قيم جديدة تناسب الحاكم وتراعي
مصالحه وتخدمها.
السؤال الذي يطرح على المستوى المغربي هو: من يكتب تاريخ المغرب؟ وما هو
الفخ الذي يحاول استدراجنا إليه كاتبه؟ وهل فعلا التاريخ لا يكتبه من داخل
الجدران سوى من حشد ممحاة في رأس قلمه، وسلم خياله للكتابة بقوة كاذبة
ومتبجحة وحريرية، بلا نتوءات ولا هزائم؟
إن التاريخ الذي تقدمه لنا «المدرسة» يعلمنا- إذا تسلحنا بقليل من النباهة-
يعلمنا أننا بحاجة إلى البكاء، وبأن ملاءة سوداء تحجب عنا أن نحب هزائمنا
بالدرجة نفسها التي نعتز بانتصاراتنا. كما تعلمنا أن نطالب باستعادة كل
«الأناشيد» التي صنعها المغاربة، حتى وإن كانت قادمة من الجحيم، وأن نقول
ملء الأفواه: «سيكفي جبهة التاريخ من أمجادنا أن هُزمنا».
إننا فعلا بحاجة إلى دفء التاريخ.. إلى ذلك التاريخ المائل الذي لا تهمه
صمامات الأمان وكل ما تعودنا عليه من ملاجئ الادعاء ومكيفات المكابرة. نحن
بحاجة إلى إعادة كتابة تاريخ المغرب، واستعادة كل روائحه، وإخراج كل دموعه
الحبيسة، وكل أصواته التي لم يسمعها أحد. نحن بحاجة إلى إنهاء «مهمة»
المؤرخ الذي يعتبر الحاكم ظلا لله في الأرض، فيغدق على محاسن الأمير أو
السلطان، ولا يبالي بالمآخذ والمثالب والرثاثة. نحن بحاجة إلى أن نسمي ما
وقع فعلا، ولو كان يثير الصرير والارتجاف.. تلك هي الشجاعة التي يستحقها
المغاربة، كل المغاربة الذين يدركون أن تاريخهم ليس نهرا يتدفق، ولا مروحة
تهتز.
من حق المغاربة أن يعرفوا من هم الملوك الأمازيغ: (بطليموس، تاكفاريناس،
تينهنان، ديهيا، صيفاقس، كسيلة، ماستانابال، ماسينيسا، ميسيبسا،يارباس،
يوبا الأول، يوبا الثاني، يوغرطة.. إلخ). من حقهم أن يعرفوا ماذا وقع أثناء
مجيء العساكر العربية إلى المغرب. من حقهم أن يتعرفوا عن قرب عن تاريخ
اليهود والأفارقة السود، وما تعرضوا له من تنكيل وعزل و»أبارتايد» من طرف
حكام ودول. من حقهم أن يعرفوا كل شيء عن دولة البورغواطيين التي حكمت
المغرب لأكثر من ثلاثة قرون. من حقهم أن يعرفوا من هو صالح بن طريف. من
حقهم أن يعرفوا تاريخ الحروب والأوبئة والمجاعات في بلادهم.. من حقهم أن
يطلوا من نافذة الحقيقة على تاريخهم المضمخ بالنزيف، وليس الإقامة الغبية
في تاريخ «المآثر» و»البطولات»..
إن التاريخ الذي كتبه المؤرخون حتى الآن تاريخ «جائع» ما زال يأكل بنهم
مفتوح كل ما يصادفه في طريقه من إشراقات، ولنا في المعاملة الحقيرة التي
يلقاها «قبر يوسف بن تاشفين» حتى الآن خير دليل، رغم أنه مؤسس دولة. كما
أنه تاريخ عجائبي إقصائي، وبدون قيمة علمية حقيقية، ومفصول عن المؤثرات
الخارجية، مما يقتضي منا فعلا الانكباب على العلبة السوداء لتاريخ المغرب
واستقراء كل عناصرها بروح العلم، لا بأجنحة الخوارق والمعجزات والممحاة.
29-07-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
في الفراش النبوي لامكان لاعتزال الحائض
يسجل ابن سعد في طبقاته،
والطبري في تاريخه، عن محمد بن يحيي بن حبّان قال: «جاء رسول الله (ص) بيت
زيد بن حارثة يطلبه، وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد (ابن بالتبني)،
فربما فقده رسول الله (ص) الساعة فيقول: «أين زيد؟»، فجاء منزله يطلبه فلم
يجده. وتقوم إليه زينب بنت جحش زوجته فُضلاً، فأعرض رسول الله (ص) عنها
فقالت: «ليس هو هاهنا يا رسول الله فادخل بأبي أنت وأمي». فأبى رسول الله
أن يدخل وإنما عجلت زينب أن تلبس لما قيل لها رسول الله (ص) على الباب،
فوثبت عجلى فأعجبت رسول الله. فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يُفهم منه إلا
ربما أعلن: «سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب». فجاء زيد إلى منزله
فأخبرته امرأته أن رسول الله أتى منزله. فقال زيد: «ألا قلتِ له أن يدخل؟
قالت: «قد عرضتُ ذلك عليه فأبى». قال: «فسمعتِ شيئاً؟»، قالت: «سمعته حين
ولى تكلم بكلام ولا أفهمه، وسمعته يقول سبحان الله العظيم سبحان مصرف
القلوب». فجاء زيد حتى أتى رسول الله فقال: «يا رسول الله بلغني أنك جئت
منزلي فهلا دخلت؟ بأبي أنت وأمي يا رسول الله لعل زينب أعجبتك فأفارقها».
فيقول رسول الله: «أمسك عليك زوجك». فما استطاع زيد إليها سبيلاً بعد ذلك
اليوم، فيأتي إلى رسول الله فيخبره، فيقول رسول الله: «أمسك عليك زوجك»،
فيقول: «يا رسول الله أفارقها». فيقول رسول الله: «احبس عليك زوجك».
ففارقها زيد واعتزلها وحلت، يعني انقضت عدتها. قال فبينا رسول الله جالس
يتحدث مع عائشة، إلى أن أخذت رسول الله غشية فسُري عنه وهو يبتسم وهو يقول:
«من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء».
لقد أجمع المفسرون القدامى (القرطبي، الطبري، الرازي، ابن الجوزي، السيوطي،
الزمخشري، السعدي...إلخ) على أن هذا الحدث سبب لنزول الآية التالية: «وإذ
تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله، وتخفي في
نفسك ما الله مبديه، وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه. فلما قضى زيد منها
وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا
منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً».
لقد أدّى هذا الزواج من زوجة الابن بالتبني إلى اتهامات ضد محمد، خاصة أن
الإسلام يحرم نساء الابن، كما جاء في القول القرآني: «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ
أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ
وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ
اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ
نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ
اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا
جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ
أَصْلابِكُمْ»، حيث وجدها خصوم النبي فرصة سانحة لتأليب أتباعه عليه. وفي
رواية عن عبد الله بن عمر: «وما كنا ندعوه (أي زيداً) إلا زيد بن محمد».
فاستلزمت هذه التهمة التي لم تناقلها الخصوم نزول وحي آخر: «ما كان محمد
أبا أحد من رجالكم، ولكن رسول الله وخاتم النبيين، وكان الله بكل شيء
عليماً». فقال عبد الله بن عمر: «ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزلت
«ما كان أبا أحد من رجالكم».
ومع اتساع رقعة الهمز واللمز التي اعترت كتابات مجموعة من الدارسين
والمستشرقين، حاول بعض الفقهاء مقارعتهم، ومنهم الشيخ عبد الله الذهبي الذي
قال:
«إن السبب في طلاق زيد لزينب ومن ثم زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها؛
هو ما كان بين زيد و بين زينب من خلافات، وأنه لم يكن بينهما وئام يؤمل معه
أن تبقى الحياة الزوجية بينهما، فطلقها بمحض اختياره و رغبته، وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم ينهاه عن ذلك، وقد كان الله عز وجل قد أعلم نبيه
صلى الله عليه وسلم أن زيداً سيطلق زينب، وأنه ستكون زوجة له، وأنه صلى
الله عليه وسلم كان يخفي هذا ويخشى من مقولة الناس، أنه تزوج مطلقة من كان
يدعى إليه، فعاتبه ربه على ذلك». وهناك من يرى أن هذا الزواج ما هو في
العمق إلا « سنـّا لشرائع، وإيضاحاً لأمور الدين، وتبياناً للعالمين،
وتصحيحاً لأوهام الناس.
وهل يقدم على مخالفة مألوف العرب، وتحطيم أغلالهم، ونبذ خرافاتهم إلا رجل
ملك الإيمان نفسه وملأ الحق قلبه، وخالطت الجرأة منه العصب والدم والمسامع
والأطراف، وتغلغلت الشجاعة الخلقية فوصلت منه إلى اللب والشغاف؟».
30-07-2012
والطبري في تاريخه، عن محمد بن يحيي بن حبّان قال: «جاء رسول الله (ص) بيت
زيد بن حارثة يطلبه، وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد (ابن بالتبني)،
فربما فقده رسول الله (ص) الساعة فيقول: «أين زيد؟»، فجاء منزله يطلبه فلم
يجده. وتقوم إليه زينب بنت جحش زوجته فُضلاً، فأعرض رسول الله (ص) عنها
فقالت: «ليس هو هاهنا يا رسول الله فادخل بأبي أنت وأمي». فأبى رسول الله
أن يدخل وإنما عجلت زينب أن تلبس لما قيل لها رسول الله (ص) على الباب،
فوثبت عجلى فأعجبت رسول الله. فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يُفهم منه إلا
ربما أعلن: «سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب». فجاء زيد إلى منزله
فأخبرته امرأته أن رسول الله أتى منزله. فقال زيد: «ألا قلتِ له أن يدخل؟
قالت: «قد عرضتُ ذلك عليه فأبى». قال: «فسمعتِ شيئاً؟»، قالت: «سمعته حين
ولى تكلم بكلام ولا أفهمه، وسمعته يقول سبحان الله العظيم سبحان مصرف
القلوب». فجاء زيد حتى أتى رسول الله فقال: «يا رسول الله بلغني أنك جئت
منزلي فهلا دخلت؟ بأبي أنت وأمي يا رسول الله لعل زينب أعجبتك فأفارقها».
فيقول رسول الله: «أمسك عليك زوجك». فما استطاع زيد إليها سبيلاً بعد ذلك
اليوم، فيأتي إلى رسول الله فيخبره، فيقول رسول الله: «أمسك عليك زوجك»،
فيقول: «يا رسول الله أفارقها». فيقول رسول الله: «احبس عليك زوجك».
ففارقها زيد واعتزلها وحلت، يعني انقضت عدتها. قال فبينا رسول الله جالس
يتحدث مع عائشة، إلى أن أخذت رسول الله غشية فسُري عنه وهو يبتسم وهو يقول:
«من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء».
لقد أجمع المفسرون القدامى (القرطبي، الطبري، الرازي، ابن الجوزي، السيوطي،
الزمخشري، السعدي...إلخ) على أن هذا الحدث سبب لنزول الآية التالية: «وإذ
تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله، وتخفي في
نفسك ما الله مبديه، وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه. فلما قضى زيد منها
وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا
منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً».
لقد أدّى هذا الزواج من زوجة الابن بالتبني إلى اتهامات ضد محمد، خاصة أن
الإسلام يحرم نساء الابن، كما جاء في القول القرآني: «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ
أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ
وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ
اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ
نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ
اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا
جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ
أَصْلابِكُمْ»، حيث وجدها خصوم النبي فرصة سانحة لتأليب أتباعه عليه. وفي
رواية عن عبد الله بن عمر: «وما كنا ندعوه (أي زيداً) إلا زيد بن محمد».
فاستلزمت هذه التهمة التي لم تناقلها الخصوم نزول وحي آخر: «ما كان محمد
أبا أحد من رجالكم، ولكن رسول الله وخاتم النبيين، وكان الله بكل شيء
عليماً». فقال عبد الله بن عمر: «ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزلت
«ما كان أبا أحد من رجالكم».
ومع اتساع رقعة الهمز واللمز التي اعترت كتابات مجموعة من الدارسين
والمستشرقين، حاول بعض الفقهاء مقارعتهم، ومنهم الشيخ عبد الله الذهبي الذي
قال:
«إن السبب في طلاق زيد لزينب ومن ثم زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها؛
هو ما كان بين زيد و بين زينب من خلافات، وأنه لم يكن بينهما وئام يؤمل معه
أن تبقى الحياة الزوجية بينهما، فطلقها بمحض اختياره و رغبته، وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم ينهاه عن ذلك، وقد كان الله عز وجل قد أعلم نبيه
صلى الله عليه وسلم أن زيداً سيطلق زينب، وأنه ستكون زوجة له، وأنه صلى
الله عليه وسلم كان يخفي هذا ويخشى من مقولة الناس، أنه تزوج مطلقة من كان
يدعى إليه، فعاتبه ربه على ذلك». وهناك من يرى أن هذا الزواج ما هو في
العمق إلا « سنـّا لشرائع، وإيضاحاً لأمور الدين، وتبياناً للعالمين،
وتصحيحاً لأوهام الناس.
وهل يقدم على مخالفة مألوف العرب، وتحطيم أغلالهم، ونبذ خرافاتهم إلا رجل
ملك الإيمان نفسه وملأ الحق قلبه، وخالطت الجرأة منه العصب والدم والمسامع
والأطراف، وتغلغلت الشجاعة الخلقية فوصلت منه إلى اللب والشغاف؟».
30-07-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
قبلة الصيام
من الإشكالات الفقهية التي تُطرح في الشبكة العنكبوتية على أوسع نطاق، وعلى صفيح حام من الاستغراب، هذا الإشكال:
«هل كان النبي (ص) يمص لسان عائشة وهو صائم؟»..
إنه سؤال يزلزل، منذ الوهلة الأولى، كيان سامعه، خاصة إذا علمنا أن في
القبلة- فبالأحرى مص اللسان- هياج للجسد الذي ما إن تلتقي شفاه الحبيبين
حتى يتصاعد ويرتخي، ويتهيأ للعملية الجنسية. بل إن بعض النساء- كما توضح
دراسة علمية في هذا المجال- يرين أن القبلة أهم من الإيلاج، وبعضهن يرين أن
القبلة تساوي أهمية الإيلاج إنه لم تفقه أهمية وحسما في الفعل الجنسي، مما
يعني أن القبلة هي مقدمة ضرورية لأي عملية جماع مرنة وناجحة. بل هناك «مثل
يوناني قديم يقول: «العشاق يعيشون على الماء البارد والقبلة». بمعنى أن
التقبيل يخلق عند الإنسان حالة شبع (...) فهي تعطي دفئاً للجسم، بتحريك
الدورة الدموية، وحرق السعرات الحرارية. حتى أن القبلة الفرنسية |مص
اللسان| مثلاً تحرق 239 سعرة حرارية».
فهل بعد هذا كله يمكن أن نصدق كل الأحاديث التي تُروى على لسان عائشة بخصوص
إقدام النبي (ص) على مص لسانها أيام الصيام، علما أن الصيام إمساكٌ عن
«المفطرات» وامتناع فعلي عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب
الشمس؟ وهل فعلا التقبيل «العميق» و»المبلل» جائز، فعلا، ما لم يفض إلى
جماع، أو إلى نزول المني، كما أفتى بذلك بعض الفقهاء، أم أن مثل هذه
الروايات تضعنا وجها لوجه أمام لزوم استعمال اختبارات النفي (بالمفهوم الذي
وضعه الباحث السيميائي والروائي أمبرطو إيكو)، حتى يتبين الجائز من
الممنوع على ضوء ما جاء به القرآن (النص المؤسس للأحكام الشرعية)، وحتى
نتجنب ما يسمى ب»التأويلات الكارثية»؟
هناك مجموعة من الأحاديث التي «تبيح» هذا الفعل باشتراطات معينة (أن تملك
إربك أو شهوتك). كما أن هناك مجموعة من المؤاخذات التي يرفعها فقهاء آخرون
بدعوى أن أنها أحاديث «شُبهة على الرسول»، ودليلهم في ذلك أن «إسنادها
ضعيف»، كما أن هناك آخرين يعتبرون أن افتراء وقع على عائشة بجعلها مصدرا
لأحاديث «ضعيفة» أو «ملفقة» حول الفراش النبوي؛ فهذا الإمام أحمد، على سبيل
المثال، يورد في مسنده عن عائشة، قولها: «كان رسول الله (ص) يقبّلها، وهو
صائم، ويمصّ لسانها». وفي نصّ أبي داود: «كان رسول الله (ص) يقبّل وهو
صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه كان أملك لإربه».
31-07-2012
«هل كان النبي (ص) يمص لسان عائشة وهو صائم؟»..
إنه سؤال يزلزل، منذ الوهلة الأولى، كيان سامعه، خاصة إذا علمنا أن في
القبلة- فبالأحرى مص اللسان- هياج للجسد الذي ما إن تلتقي شفاه الحبيبين
حتى يتصاعد ويرتخي، ويتهيأ للعملية الجنسية. بل إن بعض النساء- كما توضح
دراسة علمية في هذا المجال- يرين أن القبلة أهم من الإيلاج، وبعضهن يرين أن
القبلة تساوي أهمية الإيلاج إنه لم تفقه أهمية وحسما في الفعل الجنسي، مما
يعني أن القبلة هي مقدمة ضرورية لأي عملية جماع مرنة وناجحة. بل هناك «مثل
يوناني قديم يقول: «العشاق يعيشون على الماء البارد والقبلة». بمعنى أن
التقبيل يخلق عند الإنسان حالة شبع (...) فهي تعطي دفئاً للجسم، بتحريك
الدورة الدموية، وحرق السعرات الحرارية. حتى أن القبلة الفرنسية |مص
اللسان| مثلاً تحرق 239 سعرة حرارية».
فهل بعد هذا كله يمكن أن نصدق كل الأحاديث التي تُروى على لسان عائشة بخصوص
إقدام النبي (ص) على مص لسانها أيام الصيام، علما أن الصيام إمساكٌ عن
«المفطرات» وامتناع فعلي عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب
الشمس؟ وهل فعلا التقبيل «العميق» و»المبلل» جائز، فعلا، ما لم يفض إلى
جماع، أو إلى نزول المني، كما أفتى بذلك بعض الفقهاء، أم أن مثل هذه
الروايات تضعنا وجها لوجه أمام لزوم استعمال اختبارات النفي (بالمفهوم الذي
وضعه الباحث السيميائي والروائي أمبرطو إيكو)، حتى يتبين الجائز من
الممنوع على ضوء ما جاء به القرآن (النص المؤسس للأحكام الشرعية)، وحتى
نتجنب ما يسمى ب»التأويلات الكارثية»؟
هناك مجموعة من الأحاديث التي «تبيح» هذا الفعل باشتراطات معينة (أن تملك
إربك أو شهوتك). كما أن هناك مجموعة من المؤاخذات التي يرفعها فقهاء آخرون
بدعوى أن أنها أحاديث «شُبهة على الرسول»، ودليلهم في ذلك أن «إسنادها
ضعيف»، كما أن هناك آخرين يعتبرون أن افتراء وقع على عائشة بجعلها مصدرا
لأحاديث «ضعيفة» أو «ملفقة» حول الفراش النبوي؛ فهذا الإمام أحمد، على سبيل
المثال، يورد في مسنده عن عائشة، قولها: «كان رسول الله (ص) يقبّلها، وهو
صائم، ويمصّ لسانها». وفي نصّ أبي داود: «كان رسول الله (ص) يقبّل وهو
صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه كان أملك لإربه».
31-07-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» مشروع حياة : ليس الجابري فقط مشروعا فكرياً، بل هو مشروع حياة تعبر عن مرحلة بأكملها في تاريخ العرب المعاصر
» حياة الادريسي
» لا حياة لمن تنادي..
» حياة بوخريز
» حياة بوخريص
» حياة الادريسي
» لا حياة لمن تنادي..
» حياة بوخريز
» حياة بوخريص
صفحة 1 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى