شيخ علماء شفشاون المرحوم الفقيه العلامة الشيخ محمد أصبان الحسني
صفحة 1 من اصل 1
عبدالله- عدد الرسائل : 1759
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 26/06/2008
شيخ علماء شفشاون المرحوم الفقيه العلامة الشيخ محمد أصبان الحسني تأليف نجله الحاج محمد أصبان1
كان
تقديرنا للشيخ العلامة كبيرا لما سمعته عن علمه وتقواه و خلقه القرآني من
العديد من رجالات العلم الأفاضل الذين عرفوه. وشاء القدر أن تقع بين يدي
نسخة من كتاب نجله البار الحاج محمد أصبان، ألفه حول والده، صدر أخيرا تحت
عنوان: « شيخ علماء شفشاون المرحوم الفقيه العلامة الشيخ محمد أصبان الحسني
.» انكببت على قراءة الكتاب وتمعن فقراته، فانقاد قلمي تلقائيا لتحرير
هذا العرض المتواضع الذي رافق محتوياته ومضامينه بكل أمانة، وذلك رغبة منا
في إشراك القارئ حظوتنا في التعرف على الشيخ العلامة وتذوقنا من ثمرات أكل
شجرته الطيبة.
تقديرنا للشيخ العلامة كبيرا لما سمعته عن علمه وتقواه و خلقه القرآني من
العديد من رجالات العلم الأفاضل الذين عرفوه. وشاء القدر أن تقع بين يدي
نسخة من كتاب نجله البار الحاج محمد أصبان، ألفه حول والده، صدر أخيرا تحت
عنوان: « شيخ علماء شفشاون المرحوم الفقيه العلامة الشيخ محمد أصبان الحسني
.» انكببت على قراءة الكتاب وتمعن فقراته، فانقاد قلمي تلقائيا لتحرير
هذا العرض المتواضع الذي رافق محتوياته ومضامينه بكل أمانة، وذلك رغبة منا
في إشراك القارئ حظوتنا في التعرف على الشيخ العلامة وتذوقنا من ثمرات أكل
شجرته الطيبة.
حرر
مقدمة الكتاب الأستاذ العلامة عبد الله كديرة رئيس المجلس العلمي المحلي
للرباط، أشاد فيها بالمرحوم الشيخ العلامة محمد أصبان الذي جاهد بالعلم
والإيمان وحب الله ورسوله والمؤمنين، والنصح لهم في السر والعلن إلى أن لقي
ربه كريما، مخلفا بعده طيب الثناء وذرية أتبعته بإيمان وبرور وتقدير
واحترام كما يتجلى ذلك في مؤلف ابنه البار الذي «صاغه بذوب مشاعره التي
تفيض حبا وتقديرا واحتراما لوالده، الإنسان الكريم والعالم الفذ
العظيم»،(ص.10 ).
يستهل المؤلف ديباجة كتابه بالحديث عن دوافع إصداره له
، فيذكر بعد دافع واجب البرور والوفاء والاعتراف بالجميل لوالده، كما
يقول، دافع « تلبية رغبة الكثيرين من المحبين والتلاميذ والمريدين الذين
كلما لقيتهم أو اجتمع بهم إلا ويلحون عليه في إبراز دور شخصية الوالد -
رحمه الله - في ميدان العلم والتعليم، والدعوة والخطابة، خصوصا وقد كان
نموذجا للعالم التقي والفقيه الورع، والأستاذ الألمعي، وقبل هذا وبعده،
المربي الناجح» ( ص. 15).
ثم ينطلق المؤلف في الحديث عن حياة والده
ومراحلها والوظائف والمسؤوليات التي تحملها إلى أن وافته المنية ، بعد ذلك
يورد القصائد والكلمات التي ألقيت خلال الحفل التأبيني الذي أقامه المجلس
البلدي لمدينة شفشاون بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاة الشيخ، وينهي الكتاب
بالملحقات .
وقع اختيارنا في هذا العرض على تقسيمه إلى ثلاثة أقسام
كمنهجية تأطيرية تسهل التعرف على محتويات الكتاب، واخترنا لكل قسم عنوانا
يغطي ما يضمه من عروض .
القسم الأول: سيرة و سيرورة حياة الشيخ العلامة محمد أصبان
يضم
هذا القسم أربعا وعشرين عرضا، تستغرق ثلث محتويات الكتاب ، يتفاوت طولها
ما بين ثماني و ثلاث صفحات، ولا يزيد بعضها على خمسة سطور .
يتحدث العرض
الأول عن «الظروف التي عاش فيها الوالد رحمه الله».عاصر الفقيد أربعة ملوك
من سلاطين الدولة العلوية الشريفة.ولد في عهد السلطان المولى عبد الحفيظ
الذي وقع معاهدة الحماية وكان مصيره التخلي عن الملك لمولاي يوسف الذي خلفه
، بعد وفاته، السلطان محمد بن يوسف محررالبلاد وحينما توفي سنة 1961 بويع
الملك الحسن الثاني الباني الذي استكمل استرجاع الأجزاء المغتصبة المتبقية
في يد المستعمر. هكذا عاش الشيخ العلامة تلك الأحداث وساهم في نشر الوعي
الديني والوطني لاستقلال المغرب وبنائه.
يذكر المؤلف ان عائلة أصبان الحسني أسرة والده ذات النسب الشريف ، تفرعت عن يحيى الابن السابع للإمام إدريس الثاني بن إدريس الأول.
ثم
يتحدث عن « موطن والده والمعالم الجغرافية لمنطقة جبالة «، التي تمتد من
قرية أسرافات بالأخماس العليا إلى جبل موسى بالجزء المشرف على جبل طارق،
وتتكون من عدة قبائل حافظت جميعها على مظاهر الأصالة المغربية المتمثلة في
الوحدة القومية والوطنية والدينية والروحية.
ولد الشيخ العلامة في شهر
صفر عام 1327 للهجرة الموافق لشهر مارس 1907، بمدشر الموزكير ربع بني
أجبارة إحدى قبائل منطقة جبالة، كان جده الحاج عبد الرحمان قد استقر به اثر
وعكة صحية أصابته لدى عودته من زيارة ضريح الولي الصالح القطب الرباني
مولاي عبد السلام بن مشيش، استجابة لرغبة أهاليه الذين التمسوا منه
الاستقرار بينهم لتعليم أبنائهم وإمامتهم في الصلاة، وبهذه القرية تزوج
ورزق أولاده. توفى عنه والده وهو في عامه الثالث فتولى رعايته جده الفقيه
المفتي السيد عبد السلام أصبان. بعد أن تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن
أخذ يتردد على بعض القرى المجاورة لتحصيل مواد اللغة والنحو والتوحيد
والفقه.
في أواخر العقد الثاني من القرن الماضي شد الرحال إلى فاس،
خفية عن رقابة أنظار المستعمر الذي كان يعسر معه الحصول على تأشيرة الدخول
إليها ،غير مبال بمشاق الطريق ومخاطرها للاستزادة والتعمق في دراسة العلوم
بجامعة القرويين ، كان من بين «شيوخه وأساتذته في الجامعة « الإمام سيدي
محمد بن جعفر الكتاني و السادة العلماء أبو العباس أحمد بن المامون
البلغيتي و أبو شعيب الدكالي ومحمد بن العربي العلوي. ومن بين «زملائه في
رحابها» علال الفاسي والحاج أحمد بن شقرون وإبراهيم الكتاني.
«إثر تخرجه
من القرويين وحصوله على الشهادة العالمية» عرض عليه العلامة مولاي عبد
الله الفضيلي، رئيس لجنة المجلس العلمي للقرويين التي أجرت عليه امتحان
التخرج، الانضمام إلى أساتذة الجامعة، فاعتذر له الشاب أصبان وعاد سنة
1351هجرية إلى مدينة شفشاون الهادئة التي قضى بها طفولته في حضن عمه الشيخ
الهاشمي أصبان الحسني الملقب بابن شذغان، واستقر بها تاركا بمدشر
الموزكير مسقط رأسه أراضي خصبة وأنعاما لأبناء عمومته، عملا بوصية شيخه
العلامة الفضيلي الذي نصحه قائلا: «إياك وسكنى البادية لأن العالم إذا لم
يجد أرضا خصبة لبث العلوم وبذلها يضيع علمه فلا ينفغ ولا ينتفع بذلك
العلم»،(ص. 35).
افتتح الشيخ بتشجيع من آل العمارتي كُتاّباَ بالزاوية
التهامية بسيدي سالم وأخذ يحفظ الأطفال كتاب الله ويعلمهم القراءة
والكتابة، بعد مدة قصيرة أصبح يلقى دروسا بالمسجد الأعظم و في بعض الزوايا
ولا يتقاضى أية مكافأة إلى أن اضطر إلى توفير ما يساعده على سد حاجيات
أولاده، فاشتغل عدلا موثقا بالنظارة إلى جانب التدريس، ثم عين عدلا مبرزا
بمحكمة القاضي الشرعي. بعد تأسيس المعهد الديني بشفشاون عينته وزارة
المعارف بالحكومة الخليفية بتطوان مدرسا به إلى جانب ممارسته لخطة العدالة .
و مما يسجل للشيخ الحاج محمد أصبان العدل من فضائل، بالإضافة إلى نزاهته و
تقواه، رفضه لشهادة الطلاق رغبة في إصلاح ذات البين بين الزوجين، ولشهادات
الرهون لما كان يراه في الرهن غالبا من استغلال و إذلال للراهن،(ص.40).
تم
«زواج الشيخ أصبان» بكريمة بنت عمه الهاشمي الذي احتضنه وخصه برعايته،
الفاضلة الحاجة خدوج عام 1354، ثم تزوج ثانية الفاضلة الحاجة عائشة أحرميم
كريمة المقرئ الفقيه عبد السلام أحرميم.
استهل المؤلف الحديث عن
«معاملات والده مع أسرته» بالاعتراف له بالجميل لما بذله من جهود لتعليمه و
إخوته، و تكوينهم و إعدادهم للمستقبل، يقول : « كان الوالد - رحمه الله-
يحرص أشد الحرص على تنشئة أولاده النشأة الصالحة ، يتابع عن قرب مسار
دراستهم بالجدية و الصرامة، رغم المسؤوليات التي كان مطوقا بها، يراقب عن
كثب تصرفات كل أولاده ، ذكورا و إناثا ، يغرس في نفوسهم و هم صغار بذور
الإيمان، و يعمل على تشبعهم بأخلاقيات الإسلام، ولم يتوان قط عن إرشادهم و
إسداء النصح لهم في كل وقت و حين»،(ص.43).
لم يقبل الشيخ العلامة
أي عرض للعمل خارج مدينة شفشاون، وكان ملتزما بنظام مضبوط في الأكل و
النوم، وجبته الأساسية هي الغذاء ، و ينام بعد العشاء و يستيقظ لإحياء
الليل و أداء صلاة الفجر و قراءة أوراده ثم ينطلق في رياضة المشي . كان
بيته مفتوحا لكل الزائرين و السائلين عن مسألة فقهية و المستشيرين عن بعض
ما يشكل عليهم من أمور، يقصده المتقاضون و المختصمون لفض نزاعاتهم. من بين
الشخصيات التي كانت تتردد على زيارة الشيخ في بيته وافدة من خارج شفشاون
السادة العلماء والأساتذة : عبد الهادي التازي و حسن السايح و عبد الله
الجراري، وكانت له علاقات و طيدة و صداقة حميمة مع بعض علماء المشرق
وشيوخه الأجلة ، يجتمع بهم و يجالسهم في منزل صديقه المطوف السيد عبد
القادر الحريري بمكة المكرمة كلما حل في رحابها لأداء مناسك الحج ، و قد
تكرر حجه إلى الديار المقدسة 27 مرة ، من بينهم: حسن الباقوري و عبد الحليم
محمود و خير الدين الزركلي و أبو الأعلى المودودي و الحسن الندوي . من بين
علماء المشرق الذين زاروه في منزله بشفشاون، العلامة سعيد رمضان البوطي و
أبو بكر الجزائري و الشاعر عمر بهاء الدين الأميري .اشتهر الشيخ بجوده و
كرمه الفائق.
كانت للشيخ العلامة غيرة على وطنه، يحبه و يدافع عنه،
لم يقصر جهدا لطرد المستعمر من البلاد، إذ كان ينتهز فرص إلقاء دروسه
والوعظ والإرشاد فيعرج على القضية الوطنية، يحمس الطلبة و المستمعين
للدفاع عن وطنهم و يشحذ هممهم للالتفاف حول ملك البلاد محمد الخامس، ولم
يبخل على الوطنيين بالنصح و التوجيه السديد. حظي لحسن سلوكه وصدق وطنيته و
تفوقه في أداء مختلف مهامه، بمكانة متميزة لدى المغفور لهما الملكين محمد
الخامس والحسن الثاني الذي وشحه بوسام العرش من درجة فارس سنة 1973 .
كان الشيخ العلامة ضمن «اللجنة التأسيسية لرابطة علماء المغرب» التي تم
إنشاؤها في أوائل الستينات من القرن الماضي و أسندت له رئاسة فرعها بمدينة
شفشاون ، و ظل يتحمل هذه المسؤولية إلى أن انتقل إلى جوار ربه.
يشير المؤلف إلى أن الذين تتلمذوا على والده كثيرون جلهم طلبة المعهد
الديني، أغلبهم يشتغل اليوم في التعليم و القضاء و الإدارة و الجيش.
في حديث ملئ بالتقدير والاحترام يعرفنا المؤلف ب» أخلاق الشيخ
القرآنية الكريمة»، لقد كان يطيل الصمت إلا عن تلاوة الذكر الحكيم ، حديثه
قول فصل و كلام جزل و حجة قاطعة . و كان متواضعا مهيبا، يترفع عن عورات
الناس و لا يقبل أن يذكر أحد بسوء بحضرته ، تفضل الله عليه بالعلم و
المعرفة و الأخلاق الفاضلة فكان محبوبا عند الخاصة و العامة، كرس حياته
لخدمة العلم و المعرفة، وكان لا يجد أنسه إلا بين الكتب و المؤلفات، درس
وأفاد وربى فأحسن التربية وأفتى فنفع الله به البلاد، وكان مضيافا كريما
حسن الاستقبال .
بعد أن حصل المغرب على استقلاله تم تعيين العلامة
اصبان في أكتوبر 1956 ، شيخا مديرا للمعهد الديني، فسهر على انفتاح
المعهد بتشجيع كل راغب في التعليم على الالتحاق به دون تقيد بالسن أو
الجهة، وتوفق في جعل الوزارة المعنية توفر لطلبته سكنا مجانيا و تخصص لهم
منحا. دامت إدارته للمعهد حوالي عقد من الزمان، أدى خلالها مسؤوليته بكامل
الوعي و الانضباط و نكران الذات مما أهله لأن يتولى أعلى منصب بالمدينة
حيث تم تعيينه، بكامل الأحقية، شيخ علماء شفشاون.
تتوفر « خزانة
الشيخ العلمية» على نفائس من التراث متنوعة و ذات أهمية كبرى ، يؤمها طلاب
العلم و الباحثون من كل حدب و صوب يسألون الشيخ عن بعض مسائلهم ، كان شديد
الحرص على خزانته ، لا يقبل أبدا إعارة كتاب من كتبه التي اقتطعها قطعا من
قوت يومه ، خوفا عليها من الضياع، يستضيف بعض الوافدين عليها الأسبوع و
الأسبوعين للاطلاع و الاستفادة و استنساخ ما يريدونه من ذخائرها . تتميز
مؤلفات الخزانة باشتمال جلها على طرر و حواشي و تعاليق يأمل المؤلف وإخوته
الأساتذة العلماء مراجعتها وتصنيفها و تهذيبها وفاءا لروح والدهم الطاهرة
، ندعو الله لهم بالتوفيق .
عُرِف الشيخ بـ «زهده وقناعته و تصوفه»
انطلاقا من إيمانه بأن العفة عن المال تسهم في استنارة البصائر و انبساط
اللسان بالمعروف و النهي عن المنكر، و وضع القبول في الأرض ، من بين مواقف
زهده رفضه لمنصب القضاء والولاية رغم وجاهتهما، فقضى حياته في تربية
الارواح وتعليم العقول وانقطاع إلى الله بالكلية ، يعيش مع الناس « بظاهره و
بدنه و مع ربه بقلبه و فكره» ، يقوم الليل طويلا و يستعمل السبحة في
الذكر لا يفارقها ، يقول بكرامة الأولياء، و يكثر من زيارتهم خصوصا القطب
الرباني مولاي عبد السلام بن مشيش .
يسجل المؤلف نماذج من» نوادر دروس
والده»، جميعها تتميز بنفحة دينية من وحي شروحه و تفسيراته لبعض الآيات
القرآنية الكريمة و الأحاديث النبوية الشريفة و مما عاشه الصحابة مع رسول
الله صلى عليه و سلم. من بينها نادرة استحضرها بصدد شرحه للآية الكريمة (من
ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ...) تحكي قصة الصحابي الجليل أبو الدحداح
الذي جعل حديقته المشتملة على ستمائة نخلة قرضا لله. وينتهي المؤلف إلى
القول بأن « حلقات دروس والده كانت عبارة عن روضة تجمع شذا الألوان وبعض
الفنون، وتلك منحة إلهية وموهبة اختصاصية يتفضل بها الله على من شاء من
عباده «، (ص.61).
من بين الشدرات والإفادات التي جر إليها حديث الشيخ
العلامة في إحدى الليالي الرجبية عن معجزتي الإسراء و المعراج وقضية
القبلة قوله: « إن القبلة على أربعة أقسام:
قِبلة عين، وقَبلة اجتهاد، وقِبلة إجماع، و قبلة اجتهاد (ص.36).
من
الإفادات أيضا إثبات الشيخ للقرعة التي تختلف حولها الآراء مستندا في
ذلك إلى دلائل من القرآن الكريم ، وكذا تأكيده على جواز التوسل برسول الله
عليه الصلاة و السلام، وبخيار أمته مستدلا بأحاديث و تعليقات أئمة الفقه
المعتبرين المجمعين على ذلك، من أمثال القسطلاني و الحافظ الدارمي.
كان
الشيخ العلامة «يدرس لطلبته مواد الفقه و النحو والتفسير و الحديث و
السيرة النبوية والبلاغة و المنطق، و يعتمد في ذلك على متون و رسائل متخصصة
ذكر المؤلف عناوينها.
تمتاز « طريقة الشيخ في التدريس» بجاذبية
خاصة و أسلوب عذب» يسلك فيها منهج الإملاء و التحليل و استحضار النظير و
المترادف لشرح المفردات اللغوية و كلمات المتون، واستدلال بالشعر و النثر
مما جاء في كلام العرب . كان يتخلل تناوله للقضايا الشائكة إيراد النكتة
الطريفة الملائمة للسياق. ومما يجب التنبيه إليه هو أن حديث المؤلف حول هذا
الموضوع حديث شاهد عيان ، يقول : « سعدت منذ طفولتي بملازمة دروس والدي
مدة طويلة ، لم أتخلف عن أي درس فيها إلا لعذر قاهر كالمرض .....»، ( ص.
69).
ينتهي هذا القسم الأول من الكتاب بحديث المؤلف عن» تولي والده
الخطابة وصعوده على منابر مساجد المدينة «. أمضى الشيخ سبع سنوات خطيبا
بالمسجد الأعظم بشفشاون، يؤم بالناس في الصلوات الخمس. نائبا في ذلك عن
خطيب قاضي المدينة الشريف سيدي محمد العلمي، لما تم إنشاء مسجد ريف
الصبانين بالحي الذي انتقل الشيخ و أسرته لسكناه ، عينه وزير العدلية
خطيبا رسميا به ، و ظل متحملا لهذه الأمانة العظمى إلى أن وافاه الأجل
المحتوم. كانت خطبه تتميز بالتركيز ووحدة الموضوع و الافتتاح بآية قرآنية
كريمة أو حديث نبوي شريف ، يتناول شرحهما مستنبطا الأحكام الشرعية و داعيا
إلى التمسك بكتاب الله العزيز و بسنة رسوله صلى الله عليه و سلم. ثم يثبت
المؤلف نص خطبتين لوالده، الأولى ألقاها بمناسبة ذكرى المولد النبوي
الشريف، والثانية كانت حديثا عن فضل الأمة المحمدية.
القسم الثاني: الحفل التأبيني لإحياء الذكرى الأربعينية
لوفاة الشيخ العلامة محمد الصبان.
يضم
هذا القسم الكلمات والشهادات والقصائد الشعرية التي ألقيت في حفل أقامه
المجلس البلدي لمدينة شفشاون بتنسيق مع فرع رابطة علماء المغرب بها تأبينا
للشيخ بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاته ، بعد صلاة عصر الجمعة 12 ذي
القعدة 1404 موافق 10 غشت 1984، بالزاوية الشقورية، حضره وجهاء المدينة و
العديد من تلامذته وأفراد عائلته. افتتح الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر
الحكيم، واختتم بكلمة السيد رئيس المجلس البلدي الشريف محمد سعد العلمي ،
تحدث فيها عن المغزى من إقامة حفلات تأبين الشيوخ العلماء الراحلين وعظماء
الأمة ، ووعد بإطلاق اسم السيد «محمد أصبان» على أحد شوارع المدينة
ومرافقها الاجتماعية تخليدا لعمله وتذكيرا بفضله وتحفيزا على السير في
الطريق التي سلكها ، وذلك ما تم بالفعل. يلاحظ أن هذه الكلمة لم ترد في
الكتاب .
ألقى الكلمة التأبينية الأولى، « الفقيه أصبان الأستاذ «،
العلامة محمد أحرميم، استهلها بالحديث عن شيم الفقيد ومناقبه التي ما تزال
تلهج بها ألسنة أصدقائه ومعارفه و طلابه داخل المغرب وخارجه، وقال:»إن
الشيخ العلامة كان يملأ حياتنا علما نافعا وتوجيها صادقا وسماحة و جودا ،
ويجسم لنا المروءة والأخلاق الفاضلة ويشخص لنا عالم الدين الغيور فحكمه
الغالية لازالت ترن في آذاننا و مواعظه تطرق الأسماع وتوجيهاته في خطبه
المنبرية ماثلة بيننا وتربيته لطلابه وتلاميذه تبرز أمامنا في كل وقت و حين
«،( ص.84).ثم تحدث عن منهجيته في التدريس وطرق تحليله للمشكل ، ضاربا
الأمثلة وشارحا الغامض في كل مادة ، وذلك في أجواء مرحة لا تخلو من الفوائد
واللطائف حسب ما يقتضيه المقام ومستغلا الفرص لحث طلبته على التحلي بمكارم
الأخلاق الفاضلة والمشاعر الوطنية النبيلة.
ويرى الأستاذ عبد
السلام الهراس في كلمته أن رحيل الشيخ أصبان إلى دار البقاء أفقد شفشاون
الفقيه المربي والناصح الأمين والمفتي النزيه والموجه المرشد صاحب الرأي
السديد، والوجه البشوش والأب العطوف والأخ الكريم والعالم الذي ظل يؤدي
رسالته العلمية إلى آخر حياته، رغم معاناته من المرض، بكل إخلاص وانشراح ، و
نزاهته وابتعاد عن الشبهات، وعدم التساهل في شؤون الدين، وصراحته فيما
يراه مخالفا للشرع، جامعا في ذلك بين اللين في خلقه والشدة في مواقفه .
تناولت كلمة الأستاذ الحاج عبد القادر التليذي أحد علماء مدينة شفشاون
ووجهائها، «نجم هوى»، الحديث عن بعض شيم الراحل وفضائله وضلاعته في شتى
العلوم الدينية والمعارف، فهو «العالم الجليل، والمحقق الكبير، المفتي
الموفق وصاحب الرأي السديد والحجة البينة والبيان القوي»، ( ص.94). وألح
على التأسي بالفقيد في طلب العلم ونشره وتكوين أجيال معطاءة، وبأخلاقه
القرآنية ومعاملته الطيبة مع جميع الناس في الحضر وفي السفر .
أشادت
كلمة الأستاذ محمد البشير الريسوني « فقيدنا في رحاب الله مع الصفوة من
عباده». بانتساب المرحوم العلامة الجليل إلى الأتقياء والأصفياء عند الله ،
وتحدثت عن بعض مآثره وتحصيله للعلم ونشره للرسالة العلمية والتربوية في
الحاضرة والبادية، بدون ملل ولا كلل، إلى آخر رمق من حياته، وأشارت إلى
شغف الفقيد الراحل بالتردد على البقاع المقدسة وحرصه على السير على نهج
سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، والتأسي بسلوكه وبالثناء والثناء على
الذرية الصالحة التي خلفها الفقيد سائرة على طريقه في نشر الرسالة العلمية
والفضائل والقيم الأخلاقية التي بثها فيهم .
تلا هذا العرض كلمة
الأستاذ محمد الرقيوق، جاءت كما يعبر عنوانها : « كلمة وفاء وخشوع» أمام
الراحل العظيم الذي يفيض قلبه بالإيمان والتقوى والصلاح والعلم والأدب،
ابن مدينة شفشاون البار، الذي شغف بها وأفنى عمره في سبيل تكوين أبنائها
جيلا بعد جيل، خادما العلم والدين واللغة بكل إخلاص وأمانة، مجسدا النموذج
الأمثل في الجد والإجادة في التلقين. و انتهى العرض إلى التأكيد بأن غيابه
الجسدي لن يحجب حضوره الدائم بين محبيه وطلابه، فكما يقال : « إن موت
العالم هو بدء لحياته»،( ص.102).
آخر كلمة تأبينية ألقاها الأستاذ
أحمد الفحصى أحد علماء مدينة شفشاون ووجهائها، تتبع فيها مراحل حياة الشيخ
العلامة التي تميزت جميعها بالمثابرة على طلب العلم وبثه، وبتصرفاته
المتخلقة الرامية إلى غرس الفضيلة وترسيخها في صفوف طلبته وعارفيه، مذكرا
بأن الراحل تأثر بأساتذته وشيوخه الذين تلقى الدراسة عنهم بجامعة القرويين
و نهله من معين فضيلتهم وحكمتهم ونبلهم». ختم عرضه بالإشادة بوسطية
الشيخ العلامة وبتنزهه عن العنصرية البغيضة والطائفية الممقوتة، وتفرده
وتألقه في العلم التصوفي المعتدل، ومساعدة كل من يلجأ إليه.
تخلل
هذه العروض والشهادات إلقاء قصائد شعرية، ألقى القصيدة الأولى «وليس يحيى
بغير الذكر إنسان»، الشاعر المختار العلمي ، يربو عدد أبياتها على ستين
بيتا، يشيد فيها بأجواء شفشاون العلمية، ويجدد لها العزاء فيمن فقدته من
علمائها الأجلة وأبنائها الأبرار الصلحاء المتشبثين بشريعة الله، مستحضرا
الفقيد المربي العلامة الشيخ الحاج محمد أصبان ومناقبه وورعه وإيمانه
وسلوكه ورجحان أفعاله، واختتمها بالتأكيد على أن الشيخ أصبان سيظل حاضرا
بيننا، رغم غيابه الجسدي، عبر ما نشره وبثه من علوم في صدور مريديه
وأبنائه، و ما خلفه من ذكر حميد :
ما مات من بقيت في الأهل تذكره خصاله لا ولا طواه نسيان
فالمرء بالذكرى يحيى بين معشره وليس يحيى بغير الذكر إنسان
رحماك ربي لأصبان ترافقـــــــــــــه ما رافق الجيل بالتهذيب أصبان
يخاطب الشاعر الفذ عبد الكبير الطبال في مطلع قصيدته «ولنا الله»، الشيخ أصبان قائلا:
أيها الراحل السري ألا تمكث فينا بين الضلوع نزيــــــــلا
نكرم النبـــل في طباعك وردا صائغ العطر لا يزال جميلا
ثم
يأخذ في تعداد بعض مآثره وشيمه، خصوصا إرشاده ونصحه لقاصديه، واستقامته
ونزاهته وإشهاره للحق وطلبه العلم ونشره مقتفيا في ذلك أثر آبائه وأجداده.
افتتح الشاعر محمد الغربي قصيدته « كل نفس ذائقة الموت» بالرد على من قد يعيب بكاء الراحلين:
ألا ربما عاب المراثي عائب وقال أتبكي من ترحل غائبا؟
أقول له إني أحس برزئــــــــــــه فقد كان نجما في المجالس ثاقبا
ثم يشيد بمناقب الراحل وفضائله بين الناس، ومده يد المعونة لكل من
قصده و تفانيه في نشر العلم وبثه في صدور تلامذته وطلابه دون مكافأة إلا من
الله سبحانه:
تطوع للتدريس في جل وقته وأبلى بلاء الأكرمين مواظبا
إذا كنت في قسم الدراسة عاملا فكن كأصبان نشاطا وواجبا
يستهل
الأستاذ المربى الشاعر المفضل شذغان قصيدته: «واحسرتاه»، التي يفوق عدد
أبياتها الثلاثين، بالدعوة إلى واجب الخضوع لمشيئة الله، والتحلي بالصبر
والسلوان إزاء ما يحل بالمرء من أرزاء. ثم يتحدث عن زهد المرحوم الشيخ
أصبان وسخائه وجوده وتكريس حياته للتدريس والوعظ والإرشاد، وعن حرصه على
أتباع نهج القرآن وسنة رسوله المصطفى الأمين عليه أفضل السلام:
يسعى إلى الله زاهدا ورعا يرى التقدم في أتباع القرآن
متمسك بجده نبي الهدى معتصم بحبل الله المكين
ينهي الشاعر قصيدته بوصف موكب تشييع جنازة الشيخ الفقيد وما ساده من جلال وهيبة، وشهده من اكتظاظ الحشود:
يحل الفراق في موكب ذو هيبة يسري تيار الرعب في الأبدان
وتحرك الركب كخلية نحل وكأن الحشود بكعبة الديان
فعلت أصوات الذكر في صفاء تشق الفضاء تحرك الشامخان
ألقى
آخر قصيدة في حفل التأبين:» دمعة على فقيه شفشاون وعالمها الشيخ الحاج
محمد أصبان الحسني»، الشاعر الفذ الحاج عبد السلام الحضري عدد أبياتها خمسة
وعشرون بيتا، وقد جاءت متينة قوية ، مبنى ومعنى، جمعت بين الوصف والإحاطة
بخصال الفقيد ومناقبه وتميزه في جميع أعماله وسلوكاته الحياتية ، ووقفت
عند تدريسه لمختلف المواد العلمية، وتفوقه في أدائها وفي ممارسته لمهمة
العدلية بكامل النزاهة والوفاء والوعي بجسامة المسؤولية، كما أشادت بوعظه
ونصحه لكل وافد عليه، خصوصا الحجاج الذين ألفوا منه تبيان أحكام مناسك الحج
وإسداء النصح :
من للمواعظ في المساجد بعده ؟ من للمنابر أيها الإخوان؟
من للحجيج مبينا أركانه ؟ في وقد من حوله آذان ؟
ينتهي الشاعر بإدلاء شهادة في حق الشيخ أصبان الذي عاشره في شتى المهام ، يقول :
عاشرته في التعليم و العدل مدة و لدى الإدارة إذ مضت أزمان
فرأيت شخصا صادقا في قوله و رأيت وصفا هابه الشجعان
ما كان يخشى مع الله لومة أو مال يوما مع هواه جنان
هو التقي المرتضى في جيله مع ثلة من صحبه إخوان
اختتمت
أعمال الحفل التأبيني بكلمة عائلة الفقيد الراحل، ألقاها نجله الأكبر
الحاج محمد أصبان ، عبر عن شكر الأسرة وامتنانها للمجلس البلدي لمدينة
شفشاون ولرئيسه السيد محمد سعد العلمي الذي كان سباقا إلى اتخاذ مبادرة
الاحتفاء التأبيني ، وشكر أيضا الحاج محمد السفياني ممثل رابطة العلماء
لمساعدته في إعداد الحفل ، والسادة العلماء والأساتذة والشعراء المؤبنين ،
والقائمين على الزاوية الشقورية وفقيهها الذاكر السيد الحاج الهاشمي
السفياني وكل من ساهم في التهييء للحفل التأبيني وجميع الحضور، ثم قال إن
إقامة حفلات التكريم مظهر من مظاهر الوفاء لرجال كانوا أنصار الدين وحماته
ومشاعله على طريق نور الهدى.
القسم الثالث «الملحقات»
استغرقت
«الملحقات» ما تبقى من صفحات الكتاب. تتصدرها لائحة بأسماء العائلات
المتصاهرة و المرتبطة بأسرة المرحوم الفقيه العلامة الحاج محمد أصبان
الحسني، و عددها أربعة عشرة عائلة من بينها عائلات : شذغان ، أحرميم ،
الشرفاء الريسونيون . أول من لحق بالشيخ إلى دار البقاء زوجته السيدة عائشة
كريمة المرحوم عبد السلام أحرميم، و قد بعث جلالة الملك محمد السادس، نصره
الله برسالة تعزية و مواساة إلى الأسرة، تضم الملحقات نسخة منها، يليها
نص الكلمة التي ألقاها الأستاذ عبد الله كديرة رئيس المجلس العلمي المحلي
للرباط، في افتتاح حفل أقامه المجلس تكريما للعلامة الراحل الحاج محمد
أصبان الحسني يوم السبت 20 جمادى الثانية 1433 موافق 12 ماي 2012 بمقر
المجلس، جاءت كلمته عنوان وفاء للعلم و برور بالعلماء و بالمكرم المحتفى
به الذي يعتبره علما من أعلام علماء الوطن، كانت كل حركاته و سكناته من
أجل العلم، زهدا وعفة : « ما اتخذ مع الله إلاها من مال يطمئن إليه أو
جاه يرتاح إليه أو سلطان يعتز به و يختال... لم يعش إلا بالله وفي الله و
لله، ... كان يزور الصالحين من الأحياء في بيوتهم و الأخيار الأبرار من
الموتى في أضرحتهم للترحم عليهم» ( ص.121). ثم يشير الأستاذ عبد الله كديرة
إلى ما كان للفقيد من لقاءات ومجالسات وحوارات مع العديد من علماء بلاد
الإسلام، شرقا و غربا.
بالملحقات نسخة من شهادة اعتراف المجلس القروي
بجماعة تنقوب دائرة باب تازة لموافقته، خلال دورة استثنائية عقدها في شهر
ماي 2012، على طلب جمعية آباء و أولياء تلامذة إعدادية تنقوب بتغيير اسمها،
باسم الشيخ «محمد أصبان» تقديرا لعلمه ووطنيته. بالملحقات أيضا صور
مستنسخة لعدد من المراسم و القرارات الصادرة عن هيئات رسمية ، باللغة
العربية والإسبانية،من بينها نسخة من:
- أقدم قرار صدر بتاريخ 06 فبراير
1936 يرشح العلامة السيد محمد أصبان لوظيفة عدل لنظارة الأحباس الكبرى
بمدينة الشاون من الدرجة الأولى ،
- قرار المجلس الأعلى للتعليم الإسلامي، « 29 القعدة 1356 موافق فاتح فبراير 1938»، ينص على تعيينه مدرسا بمدرسة شفشاون الثانوية
- بطاقة عضوية الشيخ العلامة في رابطة علماء المغرب، (محرم 1381/ يونيو 1961)،
-
رسالة من وزارة التربية الوطنية و الشبيبة و الرياضة تعفيه من مسؤولية
إدارة المعهد الأصلي بالشاون و تحتفظ له بمرتبه و مكاسبه و بالخطبة في
المسجد الأعظم و إلقاء دروس الدين و الوعظ بصفته شيخ علماء شفشاون، مؤرخة ب
12 ديسمبر 1965.
- مراسلة وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية تخبر الشيخ
العلامة بإنعام مولانا أمير المؤمنين الملك الحسن الثاني، عليه بوسام شريف
تقديرا لإخلاصه و تفانيه في خدمة البلاد، و تهنئه، ( 12 جمادى الأولى 1393
موافق ل 14 يونيه 1973) .
- دعوتين توصل بهما الشيخ أصبان من
وزارة القصور الملكية و التشريفات لحضور الحفل الديني المقام إحياءا لذكرى
وفاة المغفور له محمد الخامس ، (لسنتي 1965 و 1973 ).
- دعوة رابطة علماء المغرب الشيخ أصبان لحضور اجتماعها، (8 اكتوبر 1965 ).
-
دعوة المجلس البلدي لمدينة شفشاون للحضور في الحفل التأبيني الذي يقيمه
إحياء للذكرى الأربعينية لوفاة الفقيد، الجمعة 12 ذي القعدة 1404 موافق 10
غشت 1984 بالزاوية الشقورية،
- رسائل تعزية توصلت بها أسرة الفقيد، من
السادة : رئيس المجلس العلمي المحلي بفاس الحاج أحمد بن شقرون، والدكتور
عبد الهادي التازي، والعلامة عبد الله كنون،
- دعوة المجلس العلمي
المحلي للرباط لحضور الحفل الديني الذي يقيمه تكريما للعالم الجليل المرحوم
محمد أصبان، يوم السبت 12 ماي 2012 بمقر المجلس.
يتخلل ذلك عدد من
المراسيم و القرارات باللغة الاسبانية توصل بها الشيخ العلامة محمد أصبان
في فترات مختلفة، أغلبها قبل استقلال المغرب.
ينتهي هذا القسم الثالث
بصورة لضريح الشيخ المرحوم محمد أصبان بزاوية مولاي علي شقور بحي السويقة
بشفشاون، وصور للفقيد مع علال الفاسي ومع بعض أصدقائه القضاة والعلماء
والأدباء. آخر وثيقة بالملحقات قصاصتان من صحيفة «الميثاق» تعلن أولاهما عن
وفاة الفقيد، والثانية عن حفل تأبينه في ذكراه الأربعينية.
- ينتهي الكتاب بثبت مؤلفه للمراجع التي اعتمدها، ، يليه فهرس الكتاب،
ختاما،
لا يسعنا إلا أن ننوه بهذا العمل القيم الذي بذل فيه المؤلف جهدا كبيرا مع
حرصه الشديد على الأمانة والصدق والموضوعية فيما سجله قلمه عن أقرب وأعز
الناس إليه، والده رحمه الله الذي كان متميزا عن العديد من الآباء بالرفعة و
العلم و الخلق الحسن، وترك فينا، بعد رحيله إلى دار البقاء، من الصالحات
أبناء بررة علماء، تجلى صلاح أكبرهم نجله ووارث سره المبجل الحاج محمد
القاضي النزيه، ووفاؤه لروحه الطاهرة في مؤلفه الفذ الذي خلد سيرته. جزاه
الله خير جزاء، وزاد في توفيقه وسدد خطاه في ما يمارسه من أعمال.
نأمل،
من الله العلي القدير، أن يحقق هذا العرض المتواضع الهدف الذي توخيناه من
إطلاع القارئ على مضامين هذا الكتاب القيم وتحفيزه على الاستفادة منه،
والتأسي بسلوك وأخلاق المترجم له شيخ علماء شفشاون المرحوم الفقيه العلامة
الشيخ محمد أصبان الحسني، وأن نكون بذلك قد وفينا ببعض ما نستشعره من دين
نحو علمائنا ومشايخنا الأجلاء، تغمدهم الله بواسع رحمته. منه جل وعلا نرجو
الأجر والثواب.
(إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتيكم خيرا)
(وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب). صدق الله العظيم
تمارة، الاثنين 8 شوال 1433 موافق 27 غشت 2012
الكتاب من الحجم المتوسط، عدد صفحاته 159 ، صدر سنة 2012 ، مطبعة الرباط.
أستاذة جامعية و باحثة- رئيسة مؤسسة بيت آل محمد عزيز الحبابي
24/10/2012-العلم الثقافيمقدمة الكتاب الأستاذ العلامة عبد الله كديرة رئيس المجلس العلمي المحلي
للرباط، أشاد فيها بالمرحوم الشيخ العلامة محمد أصبان الذي جاهد بالعلم
والإيمان وحب الله ورسوله والمؤمنين، والنصح لهم في السر والعلن إلى أن لقي
ربه كريما، مخلفا بعده طيب الثناء وذرية أتبعته بإيمان وبرور وتقدير
واحترام كما يتجلى ذلك في مؤلف ابنه البار الذي «صاغه بذوب مشاعره التي
تفيض حبا وتقديرا واحتراما لوالده، الإنسان الكريم والعالم الفذ
العظيم»،(ص.10 ).
يستهل المؤلف ديباجة كتابه بالحديث عن دوافع إصداره له
، فيذكر بعد دافع واجب البرور والوفاء والاعتراف بالجميل لوالده، كما
يقول، دافع « تلبية رغبة الكثيرين من المحبين والتلاميذ والمريدين الذين
كلما لقيتهم أو اجتمع بهم إلا ويلحون عليه في إبراز دور شخصية الوالد -
رحمه الله - في ميدان العلم والتعليم، والدعوة والخطابة، خصوصا وقد كان
نموذجا للعالم التقي والفقيه الورع، والأستاذ الألمعي، وقبل هذا وبعده،
المربي الناجح» ( ص. 15).
ثم ينطلق المؤلف في الحديث عن حياة والده
ومراحلها والوظائف والمسؤوليات التي تحملها إلى أن وافته المنية ، بعد ذلك
يورد القصائد والكلمات التي ألقيت خلال الحفل التأبيني الذي أقامه المجلس
البلدي لمدينة شفشاون بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاة الشيخ، وينهي الكتاب
بالملحقات .
وقع اختيارنا في هذا العرض على تقسيمه إلى ثلاثة أقسام
كمنهجية تأطيرية تسهل التعرف على محتويات الكتاب، واخترنا لكل قسم عنوانا
يغطي ما يضمه من عروض .
القسم الأول: سيرة و سيرورة حياة الشيخ العلامة محمد أصبان
يضم
هذا القسم أربعا وعشرين عرضا، تستغرق ثلث محتويات الكتاب ، يتفاوت طولها
ما بين ثماني و ثلاث صفحات، ولا يزيد بعضها على خمسة سطور .
يتحدث العرض
الأول عن «الظروف التي عاش فيها الوالد رحمه الله».عاصر الفقيد أربعة ملوك
من سلاطين الدولة العلوية الشريفة.ولد في عهد السلطان المولى عبد الحفيظ
الذي وقع معاهدة الحماية وكان مصيره التخلي عن الملك لمولاي يوسف الذي خلفه
، بعد وفاته، السلطان محمد بن يوسف محررالبلاد وحينما توفي سنة 1961 بويع
الملك الحسن الثاني الباني الذي استكمل استرجاع الأجزاء المغتصبة المتبقية
في يد المستعمر. هكذا عاش الشيخ العلامة تلك الأحداث وساهم في نشر الوعي
الديني والوطني لاستقلال المغرب وبنائه.
يذكر المؤلف ان عائلة أصبان الحسني أسرة والده ذات النسب الشريف ، تفرعت عن يحيى الابن السابع للإمام إدريس الثاني بن إدريس الأول.
ثم
يتحدث عن « موطن والده والمعالم الجغرافية لمنطقة جبالة «، التي تمتد من
قرية أسرافات بالأخماس العليا إلى جبل موسى بالجزء المشرف على جبل طارق،
وتتكون من عدة قبائل حافظت جميعها على مظاهر الأصالة المغربية المتمثلة في
الوحدة القومية والوطنية والدينية والروحية.
ولد الشيخ العلامة في شهر
صفر عام 1327 للهجرة الموافق لشهر مارس 1907، بمدشر الموزكير ربع بني
أجبارة إحدى قبائل منطقة جبالة، كان جده الحاج عبد الرحمان قد استقر به اثر
وعكة صحية أصابته لدى عودته من زيارة ضريح الولي الصالح القطب الرباني
مولاي عبد السلام بن مشيش، استجابة لرغبة أهاليه الذين التمسوا منه
الاستقرار بينهم لتعليم أبنائهم وإمامتهم في الصلاة، وبهذه القرية تزوج
ورزق أولاده. توفى عنه والده وهو في عامه الثالث فتولى رعايته جده الفقيه
المفتي السيد عبد السلام أصبان. بعد أن تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن
أخذ يتردد على بعض القرى المجاورة لتحصيل مواد اللغة والنحو والتوحيد
والفقه.
في أواخر العقد الثاني من القرن الماضي شد الرحال إلى فاس،
خفية عن رقابة أنظار المستعمر الذي كان يعسر معه الحصول على تأشيرة الدخول
إليها ،غير مبال بمشاق الطريق ومخاطرها للاستزادة والتعمق في دراسة العلوم
بجامعة القرويين ، كان من بين «شيوخه وأساتذته في الجامعة « الإمام سيدي
محمد بن جعفر الكتاني و السادة العلماء أبو العباس أحمد بن المامون
البلغيتي و أبو شعيب الدكالي ومحمد بن العربي العلوي. ومن بين «زملائه في
رحابها» علال الفاسي والحاج أحمد بن شقرون وإبراهيم الكتاني.
«إثر تخرجه
من القرويين وحصوله على الشهادة العالمية» عرض عليه العلامة مولاي عبد
الله الفضيلي، رئيس لجنة المجلس العلمي للقرويين التي أجرت عليه امتحان
التخرج، الانضمام إلى أساتذة الجامعة، فاعتذر له الشاب أصبان وعاد سنة
1351هجرية إلى مدينة شفشاون الهادئة التي قضى بها طفولته في حضن عمه الشيخ
الهاشمي أصبان الحسني الملقب بابن شذغان، واستقر بها تاركا بمدشر
الموزكير مسقط رأسه أراضي خصبة وأنعاما لأبناء عمومته، عملا بوصية شيخه
العلامة الفضيلي الذي نصحه قائلا: «إياك وسكنى البادية لأن العالم إذا لم
يجد أرضا خصبة لبث العلوم وبذلها يضيع علمه فلا ينفغ ولا ينتفع بذلك
العلم»،(ص. 35).
افتتح الشيخ بتشجيع من آل العمارتي كُتاّباَ بالزاوية
التهامية بسيدي سالم وأخذ يحفظ الأطفال كتاب الله ويعلمهم القراءة
والكتابة، بعد مدة قصيرة أصبح يلقى دروسا بالمسجد الأعظم و في بعض الزوايا
ولا يتقاضى أية مكافأة إلى أن اضطر إلى توفير ما يساعده على سد حاجيات
أولاده، فاشتغل عدلا موثقا بالنظارة إلى جانب التدريس، ثم عين عدلا مبرزا
بمحكمة القاضي الشرعي. بعد تأسيس المعهد الديني بشفشاون عينته وزارة
المعارف بالحكومة الخليفية بتطوان مدرسا به إلى جانب ممارسته لخطة العدالة .
و مما يسجل للشيخ الحاج محمد أصبان العدل من فضائل، بالإضافة إلى نزاهته و
تقواه، رفضه لشهادة الطلاق رغبة في إصلاح ذات البين بين الزوجين، ولشهادات
الرهون لما كان يراه في الرهن غالبا من استغلال و إذلال للراهن،(ص.40).
تم
«زواج الشيخ أصبان» بكريمة بنت عمه الهاشمي الذي احتضنه وخصه برعايته،
الفاضلة الحاجة خدوج عام 1354، ثم تزوج ثانية الفاضلة الحاجة عائشة أحرميم
كريمة المقرئ الفقيه عبد السلام أحرميم.
استهل المؤلف الحديث عن
«معاملات والده مع أسرته» بالاعتراف له بالجميل لما بذله من جهود لتعليمه و
إخوته، و تكوينهم و إعدادهم للمستقبل، يقول : « كان الوالد - رحمه الله-
يحرص أشد الحرص على تنشئة أولاده النشأة الصالحة ، يتابع عن قرب مسار
دراستهم بالجدية و الصرامة، رغم المسؤوليات التي كان مطوقا بها، يراقب عن
كثب تصرفات كل أولاده ، ذكورا و إناثا ، يغرس في نفوسهم و هم صغار بذور
الإيمان، و يعمل على تشبعهم بأخلاقيات الإسلام، ولم يتوان قط عن إرشادهم و
إسداء النصح لهم في كل وقت و حين»،(ص.43).
لم يقبل الشيخ العلامة
أي عرض للعمل خارج مدينة شفشاون، وكان ملتزما بنظام مضبوط في الأكل و
النوم، وجبته الأساسية هي الغذاء ، و ينام بعد العشاء و يستيقظ لإحياء
الليل و أداء صلاة الفجر و قراءة أوراده ثم ينطلق في رياضة المشي . كان
بيته مفتوحا لكل الزائرين و السائلين عن مسألة فقهية و المستشيرين عن بعض
ما يشكل عليهم من أمور، يقصده المتقاضون و المختصمون لفض نزاعاتهم. من بين
الشخصيات التي كانت تتردد على زيارة الشيخ في بيته وافدة من خارج شفشاون
السادة العلماء والأساتذة : عبد الهادي التازي و حسن السايح و عبد الله
الجراري، وكانت له علاقات و طيدة و صداقة حميمة مع بعض علماء المشرق
وشيوخه الأجلة ، يجتمع بهم و يجالسهم في منزل صديقه المطوف السيد عبد
القادر الحريري بمكة المكرمة كلما حل في رحابها لأداء مناسك الحج ، و قد
تكرر حجه إلى الديار المقدسة 27 مرة ، من بينهم: حسن الباقوري و عبد الحليم
محمود و خير الدين الزركلي و أبو الأعلى المودودي و الحسن الندوي . من بين
علماء المشرق الذين زاروه في منزله بشفشاون، العلامة سعيد رمضان البوطي و
أبو بكر الجزائري و الشاعر عمر بهاء الدين الأميري .اشتهر الشيخ بجوده و
كرمه الفائق.
كانت للشيخ العلامة غيرة على وطنه، يحبه و يدافع عنه،
لم يقصر جهدا لطرد المستعمر من البلاد، إذ كان ينتهز فرص إلقاء دروسه
والوعظ والإرشاد فيعرج على القضية الوطنية، يحمس الطلبة و المستمعين
للدفاع عن وطنهم و يشحذ هممهم للالتفاف حول ملك البلاد محمد الخامس، ولم
يبخل على الوطنيين بالنصح و التوجيه السديد. حظي لحسن سلوكه وصدق وطنيته و
تفوقه في أداء مختلف مهامه، بمكانة متميزة لدى المغفور لهما الملكين محمد
الخامس والحسن الثاني الذي وشحه بوسام العرش من درجة فارس سنة 1973 .
كان الشيخ العلامة ضمن «اللجنة التأسيسية لرابطة علماء المغرب» التي تم
إنشاؤها في أوائل الستينات من القرن الماضي و أسندت له رئاسة فرعها بمدينة
شفشاون ، و ظل يتحمل هذه المسؤولية إلى أن انتقل إلى جوار ربه.
يشير المؤلف إلى أن الذين تتلمذوا على والده كثيرون جلهم طلبة المعهد
الديني، أغلبهم يشتغل اليوم في التعليم و القضاء و الإدارة و الجيش.
في حديث ملئ بالتقدير والاحترام يعرفنا المؤلف ب» أخلاق الشيخ
القرآنية الكريمة»، لقد كان يطيل الصمت إلا عن تلاوة الذكر الحكيم ، حديثه
قول فصل و كلام جزل و حجة قاطعة . و كان متواضعا مهيبا، يترفع عن عورات
الناس و لا يقبل أن يذكر أحد بسوء بحضرته ، تفضل الله عليه بالعلم و
المعرفة و الأخلاق الفاضلة فكان محبوبا عند الخاصة و العامة، كرس حياته
لخدمة العلم و المعرفة، وكان لا يجد أنسه إلا بين الكتب و المؤلفات، درس
وأفاد وربى فأحسن التربية وأفتى فنفع الله به البلاد، وكان مضيافا كريما
حسن الاستقبال .
بعد أن حصل المغرب على استقلاله تم تعيين العلامة
اصبان في أكتوبر 1956 ، شيخا مديرا للمعهد الديني، فسهر على انفتاح
المعهد بتشجيع كل راغب في التعليم على الالتحاق به دون تقيد بالسن أو
الجهة، وتوفق في جعل الوزارة المعنية توفر لطلبته سكنا مجانيا و تخصص لهم
منحا. دامت إدارته للمعهد حوالي عقد من الزمان، أدى خلالها مسؤوليته بكامل
الوعي و الانضباط و نكران الذات مما أهله لأن يتولى أعلى منصب بالمدينة
حيث تم تعيينه، بكامل الأحقية، شيخ علماء شفشاون.
تتوفر « خزانة
الشيخ العلمية» على نفائس من التراث متنوعة و ذات أهمية كبرى ، يؤمها طلاب
العلم و الباحثون من كل حدب و صوب يسألون الشيخ عن بعض مسائلهم ، كان شديد
الحرص على خزانته ، لا يقبل أبدا إعارة كتاب من كتبه التي اقتطعها قطعا من
قوت يومه ، خوفا عليها من الضياع، يستضيف بعض الوافدين عليها الأسبوع و
الأسبوعين للاطلاع و الاستفادة و استنساخ ما يريدونه من ذخائرها . تتميز
مؤلفات الخزانة باشتمال جلها على طرر و حواشي و تعاليق يأمل المؤلف وإخوته
الأساتذة العلماء مراجعتها وتصنيفها و تهذيبها وفاءا لروح والدهم الطاهرة
، ندعو الله لهم بالتوفيق .
عُرِف الشيخ بـ «زهده وقناعته و تصوفه»
انطلاقا من إيمانه بأن العفة عن المال تسهم في استنارة البصائر و انبساط
اللسان بالمعروف و النهي عن المنكر، و وضع القبول في الأرض ، من بين مواقف
زهده رفضه لمنصب القضاء والولاية رغم وجاهتهما، فقضى حياته في تربية
الارواح وتعليم العقول وانقطاع إلى الله بالكلية ، يعيش مع الناس « بظاهره و
بدنه و مع ربه بقلبه و فكره» ، يقوم الليل طويلا و يستعمل السبحة في
الذكر لا يفارقها ، يقول بكرامة الأولياء، و يكثر من زيارتهم خصوصا القطب
الرباني مولاي عبد السلام بن مشيش .
يسجل المؤلف نماذج من» نوادر دروس
والده»، جميعها تتميز بنفحة دينية من وحي شروحه و تفسيراته لبعض الآيات
القرآنية الكريمة و الأحاديث النبوية الشريفة و مما عاشه الصحابة مع رسول
الله صلى عليه و سلم. من بينها نادرة استحضرها بصدد شرحه للآية الكريمة (من
ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ...) تحكي قصة الصحابي الجليل أبو الدحداح
الذي جعل حديقته المشتملة على ستمائة نخلة قرضا لله. وينتهي المؤلف إلى
القول بأن « حلقات دروس والده كانت عبارة عن روضة تجمع شذا الألوان وبعض
الفنون، وتلك منحة إلهية وموهبة اختصاصية يتفضل بها الله على من شاء من
عباده «، (ص.61).
من بين الشدرات والإفادات التي جر إليها حديث الشيخ
العلامة في إحدى الليالي الرجبية عن معجزتي الإسراء و المعراج وقضية
القبلة قوله: « إن القبلة على أربعة أقسام:
قِبلة عين، وقَبلة اجتهاد، وقِبلة إجماع، و قبلة اجتهاد (ص.36).
من
الإفادات أيضا إثبات الشيخ للقرعة التي تختلف حولها الآراء مستندا في
ذلك إلى دلائل من القرآن الكريم ، وكذا تأكيده على جواز التوسل برسول الله
عليه الصلاة و السلام، وبخيار أمته مستدلا بأحاديث و تعليقات أئمة الفقه
المعتبرين المجمعين على ذلك، من أمثال القسطلاني و الحافظ الدارمي.
كان
الشيخ العلامة «يدرس لطلبته مواد الفقه و النحو والتفسير و الحديث و
السيرة النبوية والبلاغة و المنطق، و يعتمد في ذلك على متون و رسائل متخصصة
ذكر المؤلف عناوينها.
تمتاز « طريقة الشيخ في التدريس» بجاذبية
خاصة و أسلوب عذب» يسلك فيها منهج الإملاء و التحليل و استحضار النظير و
المترادف لشرح المفردات اللغوية و كلمات المتون، واستدلال بالشعر و النثر
مما جاء في كلام العرب . كان يتخلل تناوله للقضايا الشائكة إيراد النكتة
الطريفة الملائمة للسياق. ومما يجب التنبيه إليه هو أن حديث المؤلف حول هذا
الموضوع حديث شاهد عيان ، يقول : « سعدت منذ طفولتي بملازمة دروس والدي
مدة طويلة ، لم أتخلف عن أي درس فيها إلا لعذر قاهر كالمرض .....»، ( ص.
69).
ينتهي هذا القسم الأول من الكتاب بحديث المؤلف عن» تولي والده
الخطابة وصعوده على منابر مساجد المدينة «. أمضى الشيخ سبع سنوات خطيبا
بالمسجد الأعظم بشفشاون، يؤم بالناس في الصلوات الخمس. نائبا في ذلك عن
خطيب قاضي المدينة الشريف سيدي محمد العلمي، لما تم إنشاء مسجد ريف
الصبانين بالحي الذي انتقل الشيخ و أسرته لسكناه ، عينه وزير العدلية
خطيبا رسميا به ، و ظل متحملا لهذه الأمانة العظمى إلى أن وافاه الأجل
المحتوم. كانت خطبه تتميز بالتركيز ووحدة الموضوع و الافتتاح بآية قرآنية
كريمة أو حديث نبوي شريف ، يتناول شرحهما مستنبطا الأحكام الشرعية و داعيا
إلى التمسك بكتاب الله العزيز و بسنة رسوله صلى الله عليه و سلم. ثم يثبت
المؤلف نص خطبتين لوالده، الأولى ألقاها بمناسبة ذكرى المولد النبوي
الشريف، والثانية كانت حديثا عن فضل الأمة المحمدية.
القسم الثاني: الحفل التأبيني لإحياء الذكرى الأربعينية
لوفاة الشيخ العلامة محمد الصبان.
يضم
هذا القسم الكلمات والشهادات والقصائد الشعرية التي ألقيت في حفل أقامه
المجلس البلدي لمدينة شفشاون بتنسيق مع فرع رابطة علماء المغرب بها تأبينا
للشيخ بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاته ، بعد صلاة عصر الجمعة 12 ذي
القعدة 1404 موافق 10 غشت 1984، بالزاوية الشقورية، حضره وجهاء المدينة و
العديد من تلامذته وأفراد عائلته. افتتح الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر
الحكيم، واختتم بكلمة السيد رئيس المجلس البلدي الشريف محمد سعد العلمي ،
تحدث فيها عن المغزى من إقامة حفلات تأبين الشيوخ العلماء الراحلين وعظماء
الأمة ، ووعد بإطلاق اسم السيد «محمد أصبان» على أحد شوارع المدينة
ومرافقها الاجتماعية تخليدا لعمله وتذكيرا بفضله وتحفيزا على السير في
الطريق التي سلكها ، وذلك ما تم بالفعل. يلاحظ أن هذه الكلمة لم ترد في
الكتاب .
ألقى الكلمة التأبينية الأولى، « الفقيه أصبان الأستاذ «،
العلامة محمد أحرميم، استهلها بالحديث عن شيم الفقيد ومناقبه التي ما تزال
تلهج بها ألسنة أصدقائه ومعارفه و طلابه داخل المغرب وخارجه، وقال:»إن
الشيخ العلامة كان يملأ حياتنا علما نافعا وتوجيها صادقا وسماحة و جودا ،
ويجسم لنا المروءة والأخلاق الفاضلة ويشخص لنا عالم الدين الغيور فحكمه
الغالية لازالت ترن في آذاننا و مواعظه تطرق الأسماع وتوجيهاته في خطبه
المنبرية ماثلة بيننا وتربيته لطلابه وتلاميذه تبرز أمامنا في كل وقت و حين
«،( ص.84).ثم تحدث عن منهجيته في التدريس وطرق تحليله للمشكل ، ضاربا
الأمثلة وشارحا الغامض في كل مادة ، وذلك في أجواء مرحة لا تخلو من الفوائد
واللطائف حسب ما يقتضيه المقام ومستغلا الفرص لحث طلبته على التحلي بمكارم
الأخلاق الفاضلة والمشاعر الوطنية النبيلة.
ويرى الأستاذ عبد
السلام الهراس في كلمته أن رحيل الشيخ أصبان إلى دار البقاء أفقد شفشاون
الفقيه المربي والناصح الأمين والمفتي النزيه والموجه المرشد صاحب الرأي
السديد، والوجه البشوش والأب العطوف والأخ الكريم والعالم الذي ظل يؤدي
رسالته العلمية إلى آخر حياته، رغم معاناته من المرض، بكل إخلاص وانشراح ، و
نزاهته وابتعاد عن الشبهات، وعدم التساهل في شؤون الدين، وصراحته فيما
يراه مخالفا للشرع، جامعا في ذلك بين اللين في خلقه والشدة في مواقفه .
تناولت كلمة الأستاذ الحاج عبد القادر التليذي أحد علماء مدينة شفشاون
ووجهائها، «نجم هوى»، الحديث عن بعض شيم الراحل وفضائله وضلاعته في شتى
العلوم الدينية والمعارف، فهو «العالم الجليل، والمحقق الكبير، المفتي
الموفق وصاحب الرأي السديد والحجة البينة والبيان القوي»، ( ص.94). وألح
على التأسي بالفقيد في طلب العلم ونشره وتكوين أجيال معطاءة، وبأخلاقه
القرآنية ومعاملته الطيبة مع جميع الناس في الحضر وفي السفر .
أشادت
كلمة الأستاذ محمد البشير الريسوني « فقيدنا في رحاب الله مع الصفوة من
عباده». بانتساب المرحوم العلامة الجليل إلى الأتقياء والأصفياء عند الله ،
وتحدثت عن بعض مآثره وتحصيله للعلم ونشره للرسالة العلمية والتربوية في
الحاضرة والبادية، بدون ملل ولا كلل، إلى آخر رمق من حياته، وأشارت إلى
شغف الفقيد الراحل بالتردد على البقاع المقدسة وحرصه على السير على نهج
سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، والتأسي بسلوكه وبالثناء والثناء على
الذرية الصالحة التي خلفها الفقيد سائرة على طريقه في نشر الرسالة العلمية
والفضائل والقيم الأخلاقية التي بثها فيهم .
تلا هذا العرض كلمة
الأستاذ محمد الرقيوق، جاءت كما يعبر عنوانها : « كلمة وفاء وخشوع» أمام
الراحل العظيم الذي يفيض قلبه بالإيمان والتقوى والصلاح والعلم والأدب،
ابن مدينة شفشاون البار، الذي شغف بها وأفنى عمره في سبيل تكوين أبنائها
جيلا بعد جيل، خادما العلم والدين واللغة بكل إخلاص وأمانة، مجسدا النموذج
الأمثل في الجد والإجادة في التلقين. و انتهى العرض إلى التأكيد بأن غيابه
الجسدي لن يحجب حضوره الدائم بين محبيه وطلابه، فكما يقال : « إن موت
العالم هو بدء لحياته»،( ص.102).
آخر كلمة تأبينية ألقاها الأستاذ
أحمد الفحصى أحد علماء مدينة شفشاون ووجهائها، تتبع فيها مراحل حياة الشيخ
العلامة التي تميزت جميعها بالمثابرة على طلب العلم وبثه، وبتصرفاته
المتخلقة الرامية إلى غرس الفضيلة وترسيخها في صفوف طلبته وعارفيه، مذكرا
بأن الراحل تأثر بأساتذته وشيوخه الذين تلقى الدراسة عنهم بجامعة القرويين
و نهله من معين فضيلتهم وحكمتهم ونبلهم». ختم عرضه بالإشادة بوسطية
الشيخ العلامة وبتنزهه عن العنصرية البغيضة والطائفية الممقوتة، وتفرده
وتألقه في العلم التصوفي المعتدل، ومساعدة كل من يلجأ إليه.
تخلل
هذه العروض والشهادات إلقاء قصائد شعرية، ألقى القصيدة الأولى «وليس يحيى
بغير الذكر إنسان»، الشاعر المختار العلمي ، يربو عدد أبياتها على ستين
بيتا، يشيد فيها بأجواء شفشاون العلمية، ويجدد لها العزاء فيمن فقدته من
علمائها الأجلة وأبنائها الأبرار الصلحاء المتشبثين بشريعة الله، مستحضرا
الفقيد المربي العلامة الشيخ الحاج محمد أصبان ومناقبه وورعه وإيمانه
وسلوكه ورجحان أفعاله، واختتمها بالتأكيد على أن الشيخ أصبان سيظل حاضرا
بيننا، رغم غيابه الجسدي، عبر ما نشره وبثه من علوم في صدور مريديه
وأبنائه، و ما خلفه من ذكر حميد :
ما مات من بقيت في الأهل تذكره خصاله لا ولا طواه نسيان
فالمرء بالذكرى يحيى بين معشره وليس يحيى بغير الذكر إنسان
رحماك ربي لأصبان ترافقـــــــــــــه ما رافق الجيل بالتهذيب أصبان
يخاطب الشاعر الفذ عبد الكبير الطبال في مطلع قصيدته «ولنا الله»، الشيخ أصبان قائلا:
أيها الراحل السري ألا تمكث فينا بين الضلوع نزيــــــــلا
نكرم النبـــل في طباعك وردا صائغ العطر لا يزال جميلا
ثم
يأخذ في تعداد بعض مآثره وشيمه، خصوصا إرشاده ونصحه لقاصديه، واستقامته
ونزاهته وإشهاره للحق وطلبه العلم ونشره مقتفيا في ذلك أثر آبائه وأجداده.
افتتح الشاعر محمد الغربي قصيدته « كل نفس ذائقة الموت» بالرد على من قد يعيب بكاء الراحلين:
ألا ربما عاب المراثي عائب وقال أتبكي من ترحل غائبا؟
أقول له إني أحس برزئــــــــــــه فقد كان نجما في المجالس ثاقبا
ثم يشيد بمناقب الراحل وفضائله بين الناس، ومده يد المعونة لكل من
قصده و تفانيه في نشر العلم وبثه في صدور تلامذته وطلابه دون مكافأة إلا من
الله سبحانه:
تطوع للتدريس في جل وقته وأبلى بلاء الأكرمين مواظبا
إذا كنت في قسم الدراسة عاملا فكن كأصبان نشاطا وواجبا
يستهل
الأستاذ المربى الشاعر المفضل شذغان قصيدته: «واحسرتاه»، التي يفوق عدد
أبياتها الثلاثين، بالدعوة إلى واجب الخضوع لمشيئة الله، والتحلي بالصبر
والسلوان إزاء ما يحل بالمرء من أرزاء. ثم يتحدث عن زهد المرحوم الشيخ
أصبان وسخائه وجوده وتكريس حياته للتدريس والوعظ والإرشاد، وعن حرصه على
أتباع نهج القرآن وسنة رسوله المصطفى الأمين عليه أفضل السلام:
يسعى إلى الله زاهدا ورعا يرى التقدم في أتباع القرآن
متمسك بجده نبي الهدى معتصم بحبل الله المكين
ينهي الشاعر قصيدته بوصف موكب تشييع جنازة الشيخ الفقيد وما ساده من جلال وهيبة، وشهده من اكتظاظ الحشود:
يحل الفراق في موكب ذو هيبة يسري تيار الرعب في الأبدان
وتحرك الركب كخلية نحل وكأن الحشود بكعبة الديان
فعلت أصوات الذكر في صفاء تشق الفضاء تحرك الشامخان
ألقى
آخر قصيدة في حفل التأبين:» دمعة على فقيه شفشاون وعالمها الشيخ الحاج
محمد أصبان الحسني»، الشاعر الفذ الحاج عبد السلام الحضري عدد أبياتها خمسة
وعشرون بيتا، وقد جاءت متينة قوية ، مبنى ومعنى، جمعت بين الوصف والإحاطة
بخصال الفقيد ومناقبه وتميزه في جميع أعماله وسلوكاته الحياتية ، ووقفت
عند تدريسه لمختلف المواد العلمية، وتفوقه في أدائها وفي ممارسته لمهمة
العدلية بكامل النزاهة والوفاء والوعي بجسامة المسؤولية، كما أشادت بوعظه
ونصحه لكل وافد عليه، خصوصا الحجاج الذين ألفوا منه تبيان أحكام مناسك الحج
وإسداء النصح :
من للمواعظ في المساجد بعده ؟ من للمنابر أيها الإخوان؟
من للحجيج مبينا أركانه ؟ في وقد من حوله آذان ؟
ينتهي الشاعر بإدلاء شهادة في حق الشيخ أصبان الذي عاشره في شتى المهام ، يقول :
عاشرته في التعليم و العدل مدة و لدى الإدارة إذ مضت أزمان
فرأيت شخصا صادقا في قوله و رأيت وصفا هابه الشجعان
ما كان يخشى مع الله لومة أو مال يوما مع هواه جنان
هو التقي المرتضى في جيله مع ثلة من صحبه إخوان
اختتمت
أعمال الحفل التأبيني بكلمة عائلة الفقيد الراحل، ألقاها نجله الأكبر
الحاج محمد أصبان ، عبر عن شكر الأسرة وامتنانها للمجلس البلدي لمدينة
شفشاون ولرئيسه السيد محمد سعد العلمي الذي كان سباقا إلى اتخاذ مبادرة
الاحتفاء التأبيني ، وشكر أيضا الحاج محمد السفياني ممثل رابطة العلماء
لمساعدته في إعداد الحفل ، والسادة العلماء والأساتذة والشعراء المؤبنين ،
والقائمين على الزاوية الشقورية وفقيهها الذاكر السيد الحاج الهاشمي
السفياني وكل من ساهم في التهييء للحفل التأبيني وجميع الحضور، ثم قال إن
إقامة حفلات التكريم مظهر من مظاهر الوفاء لرجال كانوا أنصار الدين وحماته
ومشاعله على طريق نور الهدى.
القسم الثالث «الملحقات»
استغرقت
«الملحقات» ما تبقى من صفحات الكتاب. تتصدرها لائحة بأسماء العائلات
المتصاهرة و المرتبطة بأسرة المرحوم الفقيه العلامة الحاج محمد أصبان
الحسني، و عددها أربعة عشرة عائلة من بينها عائلات : شذغان ، أحرميم ،
الشرفاء الريسونيون . أول من لحق بالشيخ إلى دار البقاء زوجته السيدة عائشة
كريمة المرحوم عبد السلام أحرميم، و قد بعث جلالة الملك محمد السادس، نصره
الله برسالة تعزية و مواساة إلى الأسرة، تضم الملحقات نسخة منها، يليها
نص الكلمة التي ألقاها الأستاذ عبد الله كديرة رئيس المجلس العلمي المحلي
للرباط، في افتتاح حفل أقامه المجلس تكريما للعلامة الراحل الحاج محمد
أصبان الحسني يوم السبت 20 جمادى الثانية 1433 موافق 12 ماي 2012 بمقر
المجلس، جاءت كلمته عنوان وفاء للعلم و برور بالعلماء و بالمكرم المحتفى
به الذي يعتبره علما من أعلام علماء الوطن، كانت كل حركاته و سكناته من
أجل العلم، زهدا وعفة : « ما اتخذ مع الله إلاها من مال يطمئن إليه أو
جاه يرتاح إليه أو سلطان يعتز به و يختال... لم يعش إلا بالله وفي الله و
لله، ... كان يزور الصالحين من الأحياء في بيوتهم و الأخيار الأبرار من
الموتى في أضرحتهم للترحم عليهم» ( ص.121). ثم يشير الأستاذ عبد الله كديرة
إلى ما كان للفقيد من لقاءات ومجالسات وحوارات مع العديد من علماء بلاد
الإسلام، شرقا و غربا.
بالملحقات نسخة من شهادة اعتراف المجلس القروي
بجماعة تنقوب دائرة باب تازة لموافقته، خلال دورة استثنائية عقدها في شهر
ماي 2012، على طلب جمعية آباء و أولياء تلامذة إعدادية تنقوب بتغيير اسمها،
باسم الشيخ «محمد أصبان» تقديرا لعلمه ووطنيته. بالملحقات أيضا صور
مستنسخة لعدد من المراسم و القرارات الصادرة عن هيئات رسمية ، باللغة
العربية والإسبانية،من بينها نسخة من:
- أقدم قرار صدر بتاريخ 06 فبراير
1936 يرشح العلامة السيد محمد أصبان لوظيفة عدل لنظارة الأحباس الكبرى
بمدينة الشاون من الدرجة الأولى ،
- قرار المجلس الأعلى للتعليم الإسلامي، « 29 القعدة 1356 موافق فاتح فبراير 1938»، ينص على تعيينه مدرسا بمدرسة شفشاون الثانوية
- بطاقة عضوية الشيخ العلامة في رابطة علماء المغرب، (محرم 1381/ يونيو 1961)،
-
رسالة من وزارة التربية الوطنية و الشبيبة و الرياضة تعفيه من مسؤولية
إدارة المعهد الأصلي بالشاون و تحتفظ له بمرتبه و مكاسبه و بالخطبة في
المسجد الأعظم و إلقاء دروس الدين و الوعظ بصفته شيخ علماء شفشاون، مؤرخة ب
12 ديسمبر 1965.
- مراسلة وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية تخبر الشيخ
العلامة بإنعام مولانا أمير المؤمنين الملك الحسن الثاني، عليه بوسام شريف
تقديرا لإخلاصه و تفانيه في خدمة البلاد، و تهنئه، ( 12 جمادى الأولى 1393
موافق ل 14 يونيه 1973) .
- دعوتين توصل بهما الشيخ أصبان من
وزارة القصور الملكية و التشريفات لحضور الحفل الديني المقام إحياءا لذكرى
وفاة المغفور له محمد الخامس ، (لسنتي 1965 و 1973 ).
- دعوة رابطة علماء المغرب الشيخ أصبان لحضور اجتماعها، (8 اكتوبر 1965 ).
-
دعوة المجلس البلدي لمدينة شفشاون للحضور في الحفل التأبيني الذي يقيمه
إحياء للذكرى الأربعينية لوفاة الفقيد، الجمعة 12 ذي القعدة 1404 موافق 10
غشت 1984 بالزاوية الشقورية،
- رسائل تعزية توصلت بها أسرة الفقيد، من
السادة : رئيس المجلس العلمي المحلي بفاس الحاج أحمد بن شقرون، والدكتور
عبد الهادي التازي، والعلامة عبد الله كنون،
- دعوة المجلس العلمي
المحلي للرباط لحضور الحفل الديني الذي يقيمه تكريما للعالم الجليل المرحوم
محمد أصبان، يوم السبت 12 ماي 2012 بمقر المجلس.
يتخلل ذلك عدد من
المراسيم و القرارات باللغة الاسبانية توصل بها الشيخ العلامة محمد أصبان
في فترات مختلفة، أغلبها قبل استقلال المغرب.
ينتهي هذا القسم الثالث
بصورة لضريح الشيخ المرحوم محمد أصبان بزاوية مولاي علي شقور بحي السويقة
بشفشاون، وصور للفقيد مع علال الفاسي ومع بعض أصدقائه القضاة والعلماء
والأدباء. آخر وثيقة بالملحقات قصاصتان من صحيفة «الميثاق» تعلن أولاهما عن
وفاة الفقيد، والثانية عن حفل تأبينه في ذكراه الأربعينية.
- ينتهي الكتاب بثبت مؤلفه للمراجع التي اعتمدها، ، يليه فهرس الكتاب،
ختاما،
لا يسعنا إلا أن ننوه بهذا العمل القيم الذي بذل فيه المؤلف جهدا كبيرا مع
حرصه الشديد على الأمانة والصدق والموضوعية فيما سجله قلمه عن أقرب وأعز
الناس إليه، والده رحمه الله الذي كان متميزا عن العديد من الآباء بالرفعة و
العلم و الخلق الحسن، وترك فينا، بعد رحيله إلى دار البقاء، من الصالحات
أبناء بررة علماء، تجلى صلاح أكبرهم نجله ووارث سره المبجل الحاج محمد
القاضي النزيه، ووفاؤه لروحه الطاهرة في مؤلفه الفذ الذي خلد سيرته. جزاه
الله خير جزاء، وزاد في توفيقه وسدد خطاه في ما يمارسه من أعمال.
نأمل،
من الله العلي القدير، أن يحقق هذا العرض المتواضع الهدف الذي توخيناه من
إطلاع القارئ على مضامين هذا الكتاب القيم وتحفيزه على الاستفادة منه،
والتأسي بسلوك وأخلاق المترجم له شيخ علماء شفشاون المرحوم الفقيه العلامة
الشيخ محمد أصبان الحسني، وأن نكون بذلك قد وفينا ببعض ما نستشعره من دين
نحو علمائنا ومشايخنا الأجلاء، تغمدهم الله بواسع رحمته. منه جل وعلا نرجو
الأجر والثواب.
(إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتيكم خيرا)
(وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب). صدق الله العظيم
تمارة، الاثنين 8 شوال 1433 موافق 27 غشت 2012
الكتاب من الحجم المتوسط، عدد صفحاته 159 ، صدر سنة 2012 ، مطبعة الرباط.
أستاذة جامعية و باحثة- رئيسة مؤسسة بيت آل محمد عزيز الحبابي
فاطمة الجامعي الحبابي |
عبدالله- عدد الرسائل : 1759
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 26/06/2008
مواضيع مماثلة
» ملف : المرحوم الشيخ الحاج محمد العروسي
» ترجمة الشيخ العلامة السيد محمد الراضى كنون الادريسى الشريف الحسنى رضى الله عنه
» الفقيه العلامة سيدي أحمد بن الطاهر الزواقي (1860-1952)
» وفاة أرملة المرحوم الفقيه سي الحسين الهاشمي
» المرحوم الشيخ صالح
» ترجمة الشيخ العلامة السيد محمد الراضى كنون الادريسى الشريف الحسنى رضى الله عنه
» الفقيه العلامة سيدي أحمد بن الطاهر الزواقي (1860-1952)
» وفاة أرملة المرحوم الفقيه سي الحسين الهاشمي
» المرحوم الشيخ صالح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى