الغرابة في محاربة الأمية...

نص
الغرابة في محاربة الأمية ..

منذ بداية الاستقلال والمملكة المغربية تحارب الأمية وتعرب البلاد لتتجنب اللغات الأجنبية وحين تطلع على سيرة الدول التي دخلها الإسلام تجدها باقية على نهجها اللغوي , فهم يحفظون القرآن أو سورا منه ويقيمون الصلاة باللغة العربية لكنهم لا يحاربون الأمية لمنع لغاتهم من التداول والكتابة.. لأنهم حافظوا عل لغات أجدادهم كما نرى ذلك في الصين وباكستان والهند وإيران الإسلامية.. وفي عدد من الدول التي اعتنق بعض أفرادها الإسلام ..أما نحن المغاربة الذين يتحدثون باللغة الدارجة القريبة من العربية واللغة الأمازيغية , نحارب الأمية بيننا وكأنها وباء يؤخرنا ويعقد ألسنتنا.. والحقيقة أن المهتمين بشؤون الأمية يفرضون اللغة العربية لغة الضاد اعتمادا على القرآن كترغيب....فلم نعتبر المغربي أميا وهو يتقن اللغة الدارجة والأمازيغية ؟!!..لنترك العربية للشؤون الدينية ونعلم المواطنين حروف الدارجة والأمازيغية ليكتبوا بأسلوبهم المتداول في حياتهم.....أعتقد أن المغربي لا يمت للأمية بصلة لأنه يفهم الحياة ويدركها بلغته الأصلية ..فكل متدين خارج الأمة العربية يحافظ على لغته ويعين تقدمه وتطوره بلغات أجنبية ضليعة في تغيير الماديات ..فأفلامنا وأغانينا والترجمة للسينما كلها بالدارجة المغربية والأمازيغية فهل الموهوبون فيها أميون ؟؟! رغم أن معظمهم لا يتقنون العربية إلا إذا أقاموا شعائر الدين ؟؟

لسان المغاربة طليق بلا اعوجاج وهو يركب جملا تعبر عن الواقع والمعيشة بالدارجة والأمازيغية فلو قمنا بتقويتهما وتنميتهما بالحروف كتابة وقراءة لحصلنا على كفاءات أدبية وعلمية وتقليدية ..كل دول العالم تهتم بلغاتها وتحميها من الاندثار وتقدمها في الأفلام والوثائق والفنون وتفرض كل الدول ترجمتها حين يخاطب أحد مسؤوليهم شخصية مهمة... فالإيراني المسلم يتكلم بالفارسية ويفرضها على العالم لنكوّن من أجلها مترجمين ....ففي كل بيت مغربي تجد أفرادها يتكلمون بالدارجة والأمازيغية مهما كان مستواهم الثقافي بلغات أخرى : عربية ..فرنسية ...إنجليزية ...إسبانية ..لا أمية في المغرب لأن لغته الدارجة سليمة تنقصها حبكات الجمل ..يعيش بيننا من لا يتقنون العربية إلا في الدين طبعا لكنهم أذكياء في الفلاحة والصناعة والطب وتعليم اللغات الأجنبية والفن والموسيقى والرسم والصيد وسياقة كل متحرك في الأرض والسماء ....كل المغاربة يتفاهمون ويتلاحمون باللغة الدارجة والأمازيغية ..فهل المغاربة أميون وهم يملكون ثروة فكر دارجي وأمازيغي ؟؟!! أعتقد لا لأن محاربة الأمية تساهم في تغلغل الشرق بعيوبه وهيمنته وتساعد مستغلين للاستفادة من البرنامج المادي الثمين في محاربة الأمية ..نعرف عديدا من أفراد الأسر يفضلون لغات الغرب لكنهم لا يتخلون عن الدارجة والأمازيغية ....هذا موقفي وأتمنى أن أوفق فيه ...