يوم التقى الرضيع عبد الرفيع جواهري بوالده في السجن / عبداللطيف جبرو
صفحة 1 من اصل 1
يوم التقى الرضيع عبد الرفيع جواهري بوالده في السجن / عبداللطيف جبرو
منذ أيام نشرت لي الجريدة مقالا عن رائعة القمر الأحمر بمناسبة مرور خمسين عاما على إنتاجها في صيف 1964 وعلى إثر ذلك اتصل بي العديد من الأصدقاء والإخوان الذين استحسنوا كون الكتابة الصحفية لا يجب أن تقتصر دائما على الاهتمام بالإنشغالات السياسية والاجتماعية حتى يمكن التفرغ لمواضيع ثقافية وفنية .
وتفضل أحد الأحباء فبعث إلى موقعي الإلكتروني تسجيلا صوتيا للرائعة "القمر الأحمر"، فاستمعت إليها عدة مرات من باب الشوق والحنين إلى المرحلة التي تم فيها تسجيل تلك القصيدة صحبة الجوق الوطني للإذاعة والتلفزة .
وأتذكر أنني كنت التقيت صدفة في تلك الأيام الفنان الكبير عمر الطنطاوي، أطال الله في عمره، فأعربت له عن إعجابي بالأداء الموسيقي الرائع للجوق الوطني الذي أعطى للألحان التي وضعها عبد السلام عامر لقصيدة "القمر الأحمر" تميزا خاصا في الموسيقى العصرية المغربية.
لكن الفنان عمر الطنطاوي عقب على ذلك بكون أفراد الجوق الوطني عانوا الأمرين أثناء التمرينات لأن عبد السلام عامر كان يريد من الموسيقيين والعازفين بأن يبذلوا مجهودات استثنائية حتى يستوعبوا نغمات الألحان من خلال ما كان يتصوره للآداء الذي يجب أن تكون عليه قصيدة "القمر الأحمر" في مرحلة التسجيل.
ومهما يكن فقد قلت للفنان عمر الطنطاوي بأن "القمر الأحمر" كانت قصيدة رائعة عندما انتهى التقنيون من تسجيلها .
والآن وأنا أستمع وأعيد الاستماع إليها عادت بي الذاكرة إلى تلك المرحلة الفنية المجيدة التي كان فيها للمغرب عمالقة في عالم الموسيقى والطرب كالمرحوم أحمد البيضاوي، عبد القادر الراشدي، عبد الرحيم السقاط، وطبعا عبد السلام عامر…
كان البيضاوي قد اختار أشعارا لابن زيدون بالإضافة إلى الشاعر محمود طه المهندس في قصيدة "انتظار" وأنور العطار في رائعة "ياحبيب أفق" ومحمد ابن الراضي في قصيدة "هذا حبيبي"
أما عبد القادر الراشدي فكان يفضل أشعار صديقه الحميم محمد بن الحسين ( عدت يا خير إمام- يا مراكش يا وريدة.
أما المرحوم عبد الرحيم السقاط فقد تألق في "قطار الحياة" التي وضع كلماتها الراحل علي الحداني.
كان عبد السلام عامر أصغر هؤلاء الملحنين وكان له تجاوب مع الشاعر عبد الرفيع جوهري الذي كان عمره عشرين سنة عندما خرجت إلى الوجود قصيدة "القمر الأحمر" سنة 1964. وقبل أن تتحول "القمر الأحمر" إلى أغنية ناجحة كان عبد الرفيع جواهري قد نشرها في مجلة آفاق عام 1963.
ويمكن القول بأن الصديق العزيز دخل مبكرا مرحلة الحياة عندما حل بالرباط وهو في سن الثامنة عشر وتبعه أفراد الأسرة الذين رحلوا سنة 1962 من فاس ليستقروا بالرباط .
وقليلون يعلمون بأن والد عبد الرفيع جواهري كان رحمه الله يوجد في السجن إثر أحداث المطالبة بالاستقلال بمدينة فاس في يناير وفبراير 1944 .
وهكذا كان الأب وراء القطبان عندما علم بأن حرمه قد وضعت مولودا أطلقوا عليه اسم عبد الرفيع وبعد أسابيع سيأخذ أفراد من الأسرة الرضيع إلى السجن ليتمكن الوالد من وضع قبلة على جبين فلذة كبده ويشعر بالسعادة عندما رأى ولده لأول مرة.
هكذا يمكن القول بأن الصديق عبد الرفيع دخل معركة الحياة بصفة مبكرة في أجواء نضالية سيكون لها أكبر تأثير على تكوينه الوطني السياسي والإبداعي.
فتحية أخوية إلى شاعر رائعة "القمر الأحمر"
عبد اللطيف جبرو
وتفضل أحد الأحباء فبعث إلى موقعي الإلكتروني تسجيلا صوتيا للرائعة "القمر الأحمر"، فاستمعت إليها عدة مرات من باب الشوق والحنين إلى المرحلة التي تم فيها تسجيل تلك القصيدة صحبة الجوق الوطني للإذاعة والتلفزة .
وأتذكر أنني كنت التقيت صدفة في تلك الأيام الفنان الكبير عمر الطنطاوي، أطال الله في عمره، فأعربت له عن إعجابي بالأداء الموسيقي الرائع للجوق الوطني الذي أعطى للألحان التي وضعها عبد السلام عامر لقصيدة "القمر الأحمر" تميزا خاصا في الموسيقى العصرية المغربية.
لكن الفنان عمر الطنطاوي عقب على ذلك بكون أفراد الجوق الوطني عانوا الأمرين أثناء التمرينات لأن عبد السلام عامر كان يريد من الموسيقيين والعازفين بأن يبذلوا مجهودات استثنائية حتى يستوعبوا نغمات الألحان من خلال ما كان يتصوره للآداء الذي يجب أن تكون عليه قصيدة "القمر الأحمر" في مرحلة التسجيل.
ومهما يكن فقد قلت للفنان عمر الطنطاوي بأن "القمر الأحمر" كانت قصيدة رائعة عندما انتهى التقنيون من تسجيلها .
والآن وأنا أستمع وأعيد الاستماع إليها عادت بي الذاكرة إلى تلك المرحلة الفنية المجيدة التي كان فيها للمغرب عمالقة في عالم الموسيقى والطرب كالمرحوم أحمد البيضاوي، عبد القادر الراشدي، عبد الرحيم السقاط، وطبعا عبد السلام عامر…
كان البيضاوي قد اختار أشعارا لابن زيدون بالإضافة إلى الشاعر محمود طه المهندس في قصيدة "انتظار" وأنور العطار في رائعة "ياحبيب أفق" ومحمد ابن الراضي في قصيدة "هذا حبيبي"
أما عبد القادر الراشدي فكان يفضل أشعار صديقه الحميم محمد بن الحسين ( عدت يا خير إمام- يا مراكش يا وريدة.
أما المرحوم عبد الرحيم السقاط فقد تألق في "قطار الحياة" التي وضع كلماتها الراحل علي الحداني.
كان عبد السلام عامر أصغر هؤلاء الملحنين وكان له تجاوب مع الشاعر عبد الرفيع جوهري الذي كان عمره عشرين سنة عندما خرجت إلى الوجود قصيدة "القمر الأحمر" سنة 1964. وقبل أن تتحول "القمر الأحمر" إلى أغنية ناجحة كان عبد الرفيع جواهري قد نشرها في مجلة آفاق عام 1963.
ويمكن القول بأن الصديق العزيز دخل مبكرا مرحلة الحياة عندما حل بالرباط وهو في سن الثامنة عشر وتبعه أفراد الأسرة الذين رحلوا سنة 1962 من فاس ليستقروا بالرباط .
وقليلون يعلمون بأن والد عبد الرفيع جواهري كان رحمه الله يوجد في السجن إثر أحداث المطالبة بالاستقلال بمدينة فاس في يناير وفبراير 1944 .
وهكذا كان الأب وراء القطبان عندما علم بأن حرمه قد وضعت مولودا أطلقوا عليه اسم عبد الرفيع وبعد أسابيع سيأخذ أفراد من الأسرة الرضيع إلى السجن ليتمكن الوالد من وضع قبلة على جبين فلذة كبده ويشعر بالسعادة عندما رأى ولده لأول مرة.
هكذا يمكن القول بأن الصديق عبد الرفيع دخل معركة الحياة بصفة مبكرة في أجواء نضالية سيكون لها أكبر تأثير على تكوينه الوطني السياسي والإبداعي.
فتحية أخوية إلى شاعر رائعة "القمر الأحمر"
عبد اللطيف جبرو
عبدالله- عدد الرسائل : 1759
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 26/06/2008
مواضيع مماثلة
» من روائع القصائد المغناة في شعر عبد الرفيع جواهري
» فضاءات العشق ودلالة المكان في شعر عبد الرفيع جواهري
» اتحاد كتاب المغرب بمراكش يحتفي بشاعر الحب والجمال والثورة: عبد الرفيع جواهري يمتلك اتقادَ التمرد على أوجاعنا وآلامنا الاجتماعية والإبداعية
» الرضيع ...هية الزواج..
» الجنس في حياة الرسول (ص).
» فضاءات العشق ودلالة المكان في شعر عبد الرفيع جواهري
» اتحاد كتاب المغرب بمراكش يحتفي بشاعر الحب والجمال والثورة: عبد الرفيع جواهري يمتلك اتقادَ التمرد على أوجاعنا وآلامنا الاجتماعية والإبداعية
» الرضيع ...هية الزواج..
» الجنس في حياة الرسول (ص).
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى