جنيّ يبحث عن السكن ...!
صفحة 1 من اصل 1
07072015
جنيّ يبحث عن السكن ...!
جني يبحث عن السكن ...
أرغم جني على مغادرة بنى جنسه .طردوه ومنعوه من استعمال ما يشبههم من حيث السكن والمعيشة ..لأنه ارتكب خطأ كبيرا لما رفض حصته التى لم تقنعه ولم تملأ هواجسه المفتونة بالبعثرة ..لم يودعهم خشقمون ..لأنه يحقد على تصرفاتهم الكاذبة وحكمهم الجائر ..رحل طائرا فى الفضاء الفسيح نحو المجهول ..هام بين الكواكب , فلم يجد سوى القفار والفراغ الخالى من الحياة ..البرودة تلسع حرارته وتعصّبه بلا فائدة ..خاف من انعدام الحياة التى يريدها ملجأ له ..والحرارة إن وجدت لا تنفع جسمه الساخن ..قيل لخشقمون هناك أرض بعيدة طردنا منها بسبب مشاكلهم المتنوعة فى الدين والمعتقدات مضى فى طيرانه يتمنى مكانا يأويه وينسيه جبروت الجن وحماقاتهم ..أخيرا رأى ألوانا مغرية تنير نفسها وما حولها ..زاد من سرعته ..خرق قوة الصد ..شعر باحتكاك شديد يصارع جنيته الخارقة ..اقترب من الأرض التى أدهشته وذكرته بحكايات الآباء والأجداد عن أساطيرها وخرافاتها وحكاياتها فى صراعاتها مع الجن ..كانت تلك الملاحم تنعش فضوله وتغرى دهشته من حقد ذويه عليها ..وتعلّم استفادة من قصصها ..حط على الأرض أنعشه الهواء ..تمتع بالطبيعة ..رأى الخيرات التى يرفل فيها الآدميون ..تجول بين الناس ..رأى عجبا ..رأى أجسادا مختلفة ..فرح لهذه العودة الميمونة إلى أرض طرد منها أمثاله ..فخشقمون من الفآت التى لا تنام ولا تستريح إلا داخل الأجساد البشرية أو فى الجو الذى قدم منه قهرا ....تعب من التجوال فى إحدى المدن التى لا يعرف عنها سوى ما رأى ..بعدما استمتع بحلاوتها ..وشاهد فضاءا رائعا ومثيرا وسالبا للروح والعقل ..بدأ يبحث عن ملاذ للراحة فى جسم مواطن سيختاره ..خشقمون مؤدب لا يضر أحدا فلغباوته و طيبوبته أبعد عن عشيرته ..لا يعتدى ..لا يجرح الآخرين من بنى جنسه ..طاف ليستقر فى جسد ما ..جسد لا يرفضه ولا يستعمل ما يفقده تسلطه ..وفى بحثه عن سكن مريح لقي عنف الرفض فاختنق بالشعوذة ذات الروائح الكريهة ..بقيت تلك المرأة التى أعجبته من قبل والتى تركها احتراما لها وهي تبدو لطيفة ومؤدبة ..لكن عسر المسكن فى منتصف الليل جعله يغير رأيه ..فعاد إليها ..إنها امرأة مكتنزة لها قوام مضبوط ..ذات جمال ..رصدها ..تبعها... جلبته لكي لا يدعها ...ضربت عاطفته بمغناطيس المرافقة ....اكتشف زوجها الموظف ..أخبره الطالع الجني أنه مقامر يموت فى المراهنات إلى درجة أنه يقترض المال ويضعه فى اللعبة الملعونة ..دخل دارها ..سمعها تقول :
الزوجة تتحدث في نفسها غاضبة : لقد تأخر كعادته ..فالقمار يلهيه عنى وعن متطلبات البيت ..
تأكد خشقمون أن الموظف غارق فى حب المال الذى يريده بأي طريقة من الطرق المحرمة ..وعند عودة الموظف ..استعان الجني انفراد الموظف بعيدا عن زوجته ..وخلال تفحصه لجريدة أرقام القمار ودراسة معلومات عن الخيول الرابحة ..
خشقمون : يا فلان
الموظف مذعور : باسم الله الرحمن الرحيم ..من يتكلم ؟
خشقمون : لا تخف ..تحكم فى أعصابك
الموظف : من أنت ؟
خشقمون : أنا جني لن تراه ..اسمع بلا صراخ ..وانصت جيدا لكي تنفع نفسك وزوجتك
الموظف يرتعد : أرجوك ..لا تؤذينى أنا ..أنا ..مس...مستعد ..أرجوك ..لا تع ..تعتدى علي
خشقمون : أولا لا تتكلم معى أمام زوجتك ..ثانيا نفذ أوامرى لتربح...
الموظف : أمرك ...الربح...تقول الربح !...نعم.... أنا موافق ..
خشقمون :هل تريد أموالا كثيرة ؟
الموظف يبتسم وتتغير نبرته : ومن يكره المال فى ظروف قاسية !؟
خشقمون : سأعينك لتربح فى القمار الحرام , فى بعض الأحيان ..فأنت وحظك إن اتزنت ولبيت طلبى
الموظف : يعنى هذا أنك ستساعدنى لأربح فى القمار ابتداء من الغد !
خشقمون : نعم ..ولكن بشرط
الموظف : اشرط ما تريد ..فأنا موافق وباصم بكل الأرقام
خشقمون : أنا لم أجد جسدا لأسكن فيه هذه الليلة والليالى المقبلة قبل أن أغادر ..ولا أرى جسمك قابلا لسكناي نظرا لأخلاقك التى توسخ ذاتك ..لذلك أود أن أسكن جسد زوجتك الطيبة التى لا تستحقها ..سأسكنها بأدب ..لأني أعتبرها أفضل سكن لي أثناء وجودى فى بلدك
الموظف : تسكن فى زوجتى !..هل أنت معتوه ؟ تريد أن تفقد عقلها أو تجن ..
خشقمون : اتفقت معى لتربح المال ..هل غيرت رأيك ؟
الموظف : أريد مالا ..لكن ليس بهذه الطريقة المخبولة ..لا أريدك أن تعذب زوجتى ..لتستفيد من كراء روحها ..
خشقمون : لن أضرها وهذا وعد منى ..ستستفيد وسأريك سر الأرقام المبرمجة لكل لعبة
الموظف : أرنى أين ستسكن ؟
خشقمون : فى الذات المعنوية ..ولا أهتم بالجسد
الموظف : لم أفهم شيئا
خشقمون : أنت تفهم فى المال فقط ..زوجتك تتحمل ضياعها بسببك
الموظف : إياك أن تسكن وتضيع عنى زوجتى الحبيبة
خشقمون : الآن أصبحت حبيبة ..لا تخف زوجتك فى الحفظ والصون ..
الموظف : أنا موافق ..فهات الأرقام الرابحة لتحافظ على البيت الجديد ..وإلا أتيتك بفقيه يحكم عليك بالإفراغ ...
خشقمون : لك ما تريد وأعدك بأن أخلص فى كل تصرف
الموظف : إياك أن تسكن وتنسى وعدك
خشقمون : كن مطمئنا ..لست فاسدا ..أنا جني محترم ..وشريف
الموظف :متى تبدأ الأرقام ؟
خشقمون : متعطش للربح , طماع..
الموظف : قبل السكن أحلف
خشقمون : لست طفلا أو متهورا أو مستغلا للمناسبات ..سأصون امرأتك
الموظف : على بركة الله
خشقمون : تمسك بالصبر أولا ..ثم لا تقلق حين تسمع صوت زوجتك الغليظ شيئا ما
الموظف : المهم آتنى مالا
اتفقا على المشروع ..سكن خاص للجني وربح لقمار موظف ..فى نفس اليوم وقبل طلوع الشمس ..ولج الموظف غرفة النوم ..أحس بصديقه الجديد فاتح الكنوز يتحرك ويستعد لتنفيذ خطته ..شحب لون زوجته وارتعش جسدها دون أن تتألم ..
الموظف : ما بك ؟
الزوجة : لحمى يتألم .أشعر ببرودة
الموظف : لقد تعبت اليوم وانتظرتنى كثيرا ..فتعب النهار يعود ليلا
الزوجة : منذ مدة طويلة لم أتعب ..أحس بثقل فى ذاتى
الموظف : هذا تغيير لا يخيف ..إن كنت مريضة ..سنذهب غدا لزيارة الطبيب
الزوجة : لست مريضة ..
الموظف : نامى ..والصباح أرباح
أشرق الأحد ..استيقظ الموظف مبكرا على نغمات الأرقام التى همس بها خشقمون .تناول فطوره فى مقهى المراهنات تاركا زوجته نائمة مع عفريت على خلق وأمين لعهده .ولشدة الفرح قضم هلاليتين لم تكن من عادته لما كان يعلم الخسارة مسبقا ..فالربح لا يطاله إلا قليلا ..وإن ربح يوما كانت الحصة ضئيلة ومقلقة ..اتجه نحو الشباك تذكر الأرقام التى غرسها فى ذهنه ..غيرها الطمع ولعبت نفسيته السيئة دورا خبيثا ..لعب الأرقام مرارا وتكرارا ليربح أكثر ..إنها فرصة ثروة من خشقمون المغفل ..مكث فى المقهى إلى أن ظهرت النتيجة فأبانت عن الأرقام الموهوبة ..طار من الفرحة وسال لعاب الملايين ..عاد إلى منزله على أجنحة الربح ..
الزوجة : أراك مسرورا
الموظف : لقد ربحت مالا كثيرا ..وسأعود إلى المقهى لأرى المقدار الذى ربحته
الزوجة : وجدت الأرقام المربحة وتركتنى أتعذب
الموظف : عليك بالصبر ..غدا سيحل شفاؤك بين الأموال ..فأنت لست مريضة ولا عيانة ..ربما سنزور فقيها يشفيك أو وليا يطرد ما فيك...
الزوجة : لم أقل سوى الحقيقة ..لنزر فقيها أو وليا كما قلت..
الموظف : لماذا ؟
الزوجة : ما ألمّ بى لا يضرنى ..ألم عادي
الموظف : سأودعك الآن ..وبعد عودتى سأتصرف إن بقيت على حالك
الزوجة : لا تتأخر
الموظف : بهذا الربح سأنسيك آلامك
تركها زوجها ..وفى المقهى رأى الحصة الهزيلة وهي نفسها من حظه العاثر ..غضب الموظف وثار حقده ضد خشقمون ولما عاد إلى زوجته
الزوجة : ربحت ..ووزعت غالب الحصة للديون
الموظف : الآن تعلمين كل شيء .الأموال السهلة تطير كالبعوض .
الزوجة : لأنها بلا عرق ومن حرام ..اصرف واخسر غدا ستربح الكثير
الموظف : معك الحق .
يدخل والد الموظف يبادله السلام وتحييه الزوجة
الموظف : مرحبا بك أبى ..هذه الزيارة مباركة
الزوجة : أنا فرحة بقدومك
الأب : الله يرضى عليكما ..أنا أعرف المحبة التى بيننا
الموظف : هذه المرة لن تخفف من زيارتك لنا .يجب أن نشبع من حضورك
الزوجة : والدك لن يتأخر فى الزيارة لأنه مشغول
الموظف : إنه حر ..ليفعل ما يشاء
الزوجة فى أذن الموظف : ألا تعلم أنه قدم لتعطيه مالا ..ومن حسن حظك أنك ربحت
الأب : بعد أن رأيتكما بخير سأغادر
الموظف : خذ هذه البركة ..ولا تنسى أمى
الأب : شكرا ولدى العزيز
ودعاه ..وأكثرا من التأنيب لأنه لم يطل الزيارة ..ولو نفاقا ..
الموظف : أثبت أنك عرافة
الزوجة : أصبحت منذ الليلة الماضية أعرف الأشياء قبل وقوعها
الموظف : هل ترين الأرقام الرابحة ؟..كي نتخلص منه
الزوجة : أنا لا أرى سوى الحلال ..والأحداث ..حد الله بينى وبين الحرام
الموظف : أنت مسكونة بجني ..فهل يطلعك على الحلال دون الحرام ؟ عليك أن تري الأرقام الرابحة ..
الزوجة : عن أي جن تتحدث ! هل تسخر منى ؟
الموظف كي لا يفسد الاتفاق : أنا أضحك معك ..هل يمنع الرجل من الضحك مع زوجته
الزوجة : دعنى أقوم بشغل البيت ..
الموظف : وأنا سأغادر لأشتري جريدة الرهان .
وفى خلوة حيث ينهمك الموظف للبحث عن الأرقام الرابحة فى الجريدة خوفا من غدر خشقمون ..
خشقمون : لن أعطيك أرقاما تربح بها الملايين ....
الموظف : ولكننا اتفقنا على ربح جيد مقابل السكن فى جسد زوجتى ..هل نسيت ؟
خشقمون : الحقيقة أنك طماع ..لعبت أرقامى وكررتها لتكبر حصتك من لعبة القمار
الموظف : ولماذا تنقص من ربحي ؟
خشقمون : لأنك غشاش وما تخفيه من حيل أعرفها قبل تنفيذها
الموظف : ما هذه النية ؟ إن نيتى هي أن أربح أكبر قدر ممكن من المال ..وهذا هدفى ..أرجو أن لا تعارضه أو تكسره
خشقمون : أريدك أن تربح كثيرا لكنى أرفض طمعك وغشك وهذه الصفات منعتنى من السكن فى جسمك ذى النفس الخبيثة
الموظف : أنت كذاب ..وحقود
خشقمون : لن تقلقنى
الموظف : أنا لا أخاف منك
خشقمون : كفى نفاقا وكذبا علي ..لن أعطيك سوى الأرقام التى تذر عليك ربحا قليلا ..فأنا أشك فى الثراء إن أصابك يوما ...وتنجيمي يؤكد أنك ستطلق زوجتك الطيبة أو تأتى بأخرى إلى جوارها ..
الموظف : الآن أطلب منك الخروج من جسد زوجتى ..انتهى الاتفاق
خشقمون : لن أغادرها ..أريد أن أشبع من روحها الزكية ..فأنت لا تفهم معنى الروح ..لأنك رجل مادي
الموظف : ماذا ستستفيد من روح خيالية ؟
خشقمون : الروح بالنسبة لى جنة ونعيم ..أنتم يا بنى آدم تلطخونها بعقولكم الفاسدة وبأجسامكم الخبيثة فى المعاملات
الموظف : نحن لا نحس بالروح
خشقمون : لأنها خفيفة ونقية ..ولن توسخوها بذنوبكم
الموظف : ولماذا نقول الأرواح الشريرة ؟
خشقمون : لأن حاملها هو الشرير والروح براء منه لأنها تعود إلى خالقها ..
الموظف : قف هنا وكفى ..لنلغ الاتفاقية ..
خشقمون : لا زال لدي الوقت لأتمتع بصفاء زوجتك ..بعد نهاية المهمة سأودعك
الموظف : هذه ورطة وقعت فيها
خشقمون : لا تقل ورطة ...عليك بالصبر
غضب خشقمون ..ثار سلوكه دون أن يؤذي الزوجة ..أحس بكذب الموظف يقلقه وهو محكوم بتنفيذ الاتفاق , فك الربط.. ..تنازل عن بقية حقه فى السكن ..حسب أن البشر متساوون , هام بين الأزقة للبحث عن جسم مناسب خال من الأخلاق الخبيثة ..لقد غادر قومه لكي لا يقلدهم فى العداوة والحيل ..تاه بين الماضى والحاضر اللذان يعيشهما... وفى طريقه رأى من النافذة شبحا جالسا على كرسي قديم وعلى مكتبه العادي فى عالم الفقر يكتب ..
خشقمون : لا تتحرك ..لن ترانى .
الكاتب : ما هذا الصوت ..أعوذ بالله ..
خشقمون : أنصت إلي
الكاتب : من أنت ؟
خشقمون : أنا خشقمون ..جني شاب أتاك ليعينك
الكاتب : لا أريد مساعدة فأنا كاتب متميز ومهم
خشقمون : ها.. ها ..أرى كثرة الجوائز وبيتا عصريا متجددا يدل على روعة ما تكتب ..إسمع يا أحمق عدد من الكتاب يظنون أنهم فى أعلى هرم الإبداع والحقيقة أنهم يتخيلون فهم غرقى فى الكذب والتلفيق والمدح بالمقابل ..
الكاتب : ما تقوله لا غبار عليه ..ولكن ماذا تريد منى ؟
خشقمون : دعنى أسكنك لفترة ..كي أعلمك فن الكتابة
الكاتب : أصحيح ما تقول ؟
خشقمون : نعم
الكاتب : تفضل ..أسكن في إلى الأبد... فأنا أشتاق لشهرة ولو محلية
ولج خشقمون جسد الكاتب ..وجد دخانا من الأخلاق السيئة كهربته خنقه الفساد ..تحرك كرعدة زعزعت روح الكاتب الذى أغمي عليه ..اجتمعت العائلة حوله ..ظنوه فقد عقله ..أتوا بفقيه قريب من دار الكاتب ..غادر خشقمون عن طواعية قبل أن يأتي الفقيه.. استيقظ الكاتب مذهولا مصابا بمس غير عقليته وجعله تائها ..غادر داره ..تاه بين الدروب والأزقة ترهلت ملابسه فاحت منه روائح التسكع ...كتب على الجدران الملونة بالبول والقاذورات جملا لا معنى لها
انتقل خشقمون إلى أية وجهة ليحصل على سكن روحي يثلجه بالإحسان والأخلاق الفاضلة , عثر عليه حين سمع صوت امرأة متدينة تؤدي واجبها , اقترب منها رأى ةجها طاهرا , لكنه تأثر لما علم ماضيها خشقمون : لا تخافي ...
المتدينة : يا لطيف ...احمني يا رب ..
خشقمون : لن تري هذا العفريت المسكين
المتدينة : أطلب ما تريد وابتعد عني
خشقمون : أريد أن أقطن روحك لمدة وسأهبك ما تتممنيه في الحياة ..
سمعت الأمنية , رحبن بها فزال فزعها ...
المتدينة : أطلب زوجا
خشقمون : لتغسلي الماضي , أليس كذلك ؟!
المتدينة : نعم ..فلتسكن إذا !
خشقمون : سأختار من روحك المكان الطاهر رغم أنه ضيق نسبيا
المتدينة : ماذا تقول ؟ أتظن أني ذات سوابق في السفالة ...
خشقمون : كنت ساقطة ولما فشلت , أخفيت لطاختك في الدين البريئ منك ..
المتدينة : صح ...اعتقني برجل ينسيني الماضي
خشقمون : حسب نيتك الصافية سآتيك برجل ذي أخلاق طيبة ..
فرحت المتدينة , استدعته ليدخل النقي من روحها تاركة لها ما نتنته بأعمالها الفاسدة ..واستقر خشقمون ذلك الحيز الطاهر منتشيا بمسكه وحلاوة نسيمه وفجأة تغيرت المتدينة فعاملت زوجها برعونة وسلبته حقوق الزوج لتنعم بماله وسمعته وكان أسلوبها قذرا حين حنت للحبيب الأول تحت طائلة الإغراء والذكرى ..وبدأ الشر يخنق خشقمون في الروح الضيقة مساحتها , انسلخ منها ولاذ بالفرار دون سابق إنذار , لعن المتدينة المنافقة , طلقها الرجل العفيف فقذفت إلى الرفض النهائي ..
انقلب خشقمون طول النهار إلى البحث المضني وقبل الغروب عثر على شاب بهره بخجله وأدبه , بعد تتبع قبيل وصوله إلى داره تأكد خشقمون من نبله وشرفه وطاعته لوالديه وما زاد من إعجابه بالشاب تعاطف أهل الحي واحترامهم له ..سكنه بلا استشارة وبلا عنف , حقق أمانيه وسهل أعماله , ارتاح خشقمون داخل روح الشاب إلى أن يؤذن له بمغادرته ..أثتاء نومه سمع مناداة..
المنادي : خشقمون ....خشقمون...
يظهر خشقمون : ماذا تريد ؟!
المنادي : لقد صدر العفو في حقك وعليك أن تعود لأهلك
خشقمون : هل غيروا قوانينهم ؟
المنادي : نعم
ودع الشاب باكيا ووعد نفسه ليزوره كلما قام بمهمة في هذه المنطقة ....
.
أوباها حسين- عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى