الفقراء تاريخ وقدر ...!!؟؟
صفحة 1 من اصل 1
05012016
الفقراء تاريخ وقدر ...!!؟؟
..
الفقراء ، تاريخ وقدر ...
الفقر : قائد تاريخيّ عتيد ، عاطفته فولاذيّة لا ترحم ولا يرطّبها التوسّل ..يسيطر على جنود بشريّة تنفّذ أوامره بالملّيم والدّقّة المتناهيّة المضبوطة على مقياس الحرمان الصّافيّ ، جنود يدافعون عن الفقراء ويضحّون بهم للوصول إلى أغراض شخصيّة مبنيّة على الغدر ...قال أحدهم : نثير غضب الفقراء وتأييدهم لنا ، لنقتل بواسطتهم الفقراء ...كلام مضبوط لأنّ الجماهير الشّعبيّة تؤيّد المناضلين والثوّار وزعماء الديّانات وعمالقة السيّاسة ومن يتحدّث عن حلّ مشاكل المحرومين والمسحوقين وبعد نجاح أهل النّعرة المأجّجة بالخطب والتّحليلات والألسنة اللأاحسة للعسل ، يصعد رؤوس الحملة والمطالب والدّفاع ، إلى كراسي الحرير والعملات الرنّانة ، لينسوا الفقراء عملا بتعليمات قائد الفقر التاريخيّ المهيمن منذ تكاثر الخلق ...
اًصبح الفقر قويا بمعونة الديّانات التي كرّسته في نصوصها حين فرضت العناية بالفقراء وخصّصت لهم حقّا من أرزاق الأغنيّاء ودونهم على قدّ الحال ...وزادته الدّساتير طغيانا وجبروتا لمّا وضعت الدوّل دساتير توزّع الأموال والمناصب لترفع مستويات أهل الهبر فتدنّي الباقي بالغلاء والأجور المتدنّيّة وارتكاب المفاسد ( رشوة ...زنى...قمار...بطالة...أعمال بسيطة في الفلاحة والصّناعة والتّجارة إلخ...) وتأييد الدّساتير للقائد موزّع الفقر بالجملة والتّفصيل أنشأت الجمعيّات ومؤسّسات تساند الفقراء تحت طائلة مسيّريها المستفيدين ، بهذه الطّرق تكدّس البلوريتاريّون في طبقة استعملت للتّصويت وحمل المبرمجين على الأكتاف ...ليصعدوا فقط بلا التفات لمؤيّديهم البسطاء ورثة البساطة منذ زمان ....
وحتّى طبيعة الدّنيا والآدميّين تقدّم العون المطلق للفقر القائد ، من الكوارث ( زلازل ...فيضانات...حرائق...براكين ...الجفاف ...) ومن أخطاء البشر (الإنجاب ...حوادث السّير ...الطّرد ...البطالة...) فالأرض تحمل متناقضات تزفّ للفقر حملته ..
لم يكن الفقر رجلا ولن يكون خاضعا لمهدّديه ومحاربيه والمخطّطين للقضاء عليه لأنّه يسخر من الجميع كمتمكّن من سيرورته التي لا حدّ لها ...فقر يعظّمه الأغنيّاء وذوو النّفوذ والمدعّمون بتمييز من القدر ، لمجرّد أنّهم يخافون على مستواهم ومستوى أتباعهم ..فهم في راحة مادام الفقراء حماية وفداءا لأطماعهم حسب فقر تاريخيّ قدريّ موروث بالفطرة أوبالمكتسبات ومواهب الاحتكار ..
يطمع الفقراء لتحسين آمالهم وتصحيح أوضاعهم فيتلقّوا الأكاذيب ( لأنّ صديق الطمّاع الكذّاب ) ... فتدلّ عليها مشاهد الوقفات الاحتجاجيّة والتّظاهرات النّقابيّة التي يشارك فيها الأكبر سنّا من المسؤولين القيّمين على تسيير أحقّيّة مطالبهم التي لن تتحقّق ..ينظر الأثرياء والمسؤولون للفقراء من قمّة أنوفهم كمنبع لخيراتهم واستمرارهم ..لنفرض ، نعم لنفرض تصوّرا خياليا ، لو أنّ الأثرياء والمسؤولين استطاعوا إقامة مخيّمات مسيّجة حول الفقراء للتّخلّص من مشاكلهم المرهقة سيجلبون فقراء آخرين لخدمة المعزولين وصيّانة الحالة من الانفجار..( طهاة لإطعامهم ...خيّاطون لألبستهم...معالجون لأمراضهم...منظّفو نفاياتهم ...التّعليم لا ...) الدّوام للخالق ودوام الفقر دائم......
لا أحد يحبّ الفقراء أو يعطف عليهم فكلّ ممارسة نحوهم أو طبطبة على أدمغتهم تكون لتسخيرهم واستغلالهم أو الحصول على الأجر والتّواب كما يتخيّله الفاسدون للظّهور بمظهر الوقار المنافق ....
لن ينقرض الفقراء الطّبيعيّون والمفبركون ...إلى الأبد....
أوباها حسين- عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011
مواضيع مماثلة
» تاريخ الأجواق بالمغرب تاريخ الموسيقى المغربية
» الفقراء...
» أغنياء المغرب يستفيدون من دعم الدولة أكثر من الفقراء
» أطباء يقولون إنها تساعد على التخلص من العطش: 'الهندي'.. فاكهة الفقراء المفضلة في رمضان
» ذاكرة مغربية في تاريخ فرنسا : الفرنسيُّون الأحـْرار في المغرب المأزوم (1955-1945)
» الفقراء...
» أغنياء المغرب يستفيدون من دعم الدولة أكثر من الفقراء
» أطباء يقولون إنها تساعد على التخلص من العطش: 'الهندي'.. فاكهة الفقراء المفضلة في رمضان
» ذاكرة مغربية في تاريخ فرنسا : الفرنسيُّون الأحـْرار في المغرب المأزوم (1955-1945)
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى