مؤرخ: المطالبة بالاستقلال لم تتم في تاريخ "11 يناير المَخْدُوم"
صفحة 1 من اصل 1
مؤرخ: المطالبة بالاستقلال لم تتم في تاريخ "11 يناير المَخْدُوم"
كشف المؤرخ المغربي علي الرّيسوني أن تاريخ "11 يناير 1944" ليس هو الموعد الوحيد الذي تمّ إبانه تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال أيام استعمار التراب المغربي، بل سبقته وثيقتان، ولحقته وثيقة رابعة أياماً قليلة بعد الوثيقة المعتمدة رسميا، مشيرا إلى أن "من أصدروا الوثيقة الأولى عام 1919 كانوا من رجال المقاومة في الشمال، المنطقة التي لم تنصف تاريخيا، فيما استولت أحزاب معروفة على هذا التاريخ، وبصمته ببصمة حزبية وفئوية وطائفية"، حسب تعبيره.
الأطروحة التاريخية جاءت في مؤلف جديد لعلي الرّيسوني، يحمل عنوان "الوثيقة الأولى للمطالبة باستقلال بالمغرب .. رسالة زعيم المقاومة الجبلية الشريف مولاي أحمد الرّيسوني إلى الرئيس الأمريكي ويلسون"، من منشورات مؤسسة "آل البيت للشريف مولاي أحمد الرّيسوني"، والذي أبرز فيها أن تاريخ إصدار تلك الوثيقة يعود ليوم الجمعة 29 شعبان 1337، الموافق لـ30 ماي 1919، في مدينة "تازروت".
وقال علي الريسوني، في تصريح لهسبريس، إن "الوثيقة التاريخية كانت مجْهولة لدى مغاربة ولدى جزء من المؤرخين، باستثناء المؤرخ الراحل محمد بن عزوز حكيم، الذي كان على علم بها منذ عام 1998، حين قدم كتابا باللغة الإسبانية، للباحث الإسباني كارلوس تيستاينر، الذي يعد أول من كشف النقاب عن تلك الوثيقة التاريخية المهمة"، مضيفا أن "الباحث الإسباني هو أستاذ جامعي في مدينة ميخاس، بإقليم مالقة، كشفها في بحثه لأطروحة دكتوراه عام 1991".
"عام 1998 تمت إعادة طبع الأطروحة بتصدير محمد بن عزوز الحكيم، وتم طبعها للمرة الثالثة في ماي 2015 ضمن وثائق أخرى تساند الرسالة الهامة، من بينها رسالة لوزير الخارجية الإسباني، مؤرخة يوم 23 شتنبر 1919، ووثيقة صادرة عن رئيس الوكالة الدبلوماسية الإسبانية في طنجة، يوم 13 شتنبر 1919، موجهة لوزارة الخارجية الإسبانية"، يقول المؤرخ المغربي.
وأوضح الرّيسُوني أنّ الوَثيقة كتبها أحمد الريسوني، الذي عينه السلطان مولاي عبد الحَفيظ بظهير شريف، عام 1909، عاملا على مدينة أصيلة، وعلى القبائل الجبلية التابعة لأقاليم طنجة وتطوان والشاون والعرائش، باللغة العربية، وقامت مصالح الدبلوماسية الإسبانية بترجمتها للغة الإسبانية، في 30 ماي 1919، مضيفا: "هي أول وثيقة محررة وصحيحة تطالب الرئيسي الأمريكي ويلسون بالوفاء بوعوده بوقوفه بجانب الشعوب المستضعفة، التي شارك رجالاتها بالسلاح في الحرب العالمية الأولى، إلى جانب الحلفاء ضد ألمانيا".
الوثيقة التاريخية، حسب الريسوني، موجودة حاليا داخل صندوق لأكبر أرشيف إسباني يدعى "أرشيف العالم الإداري"، بمدينة "الكالا دي اناري" قرب العاصمة الإسبانية مدريد، مضيفا أن المقاوم أحمد الريسوني أورد في آخر الوثيقة أنه "كتبها بالإذن الصريح الظاهر عن المقاومين الذين يحملون السلاح، وبالإذن السري عن بقية المغاربة الذين لم يحلموا السلاح"، فيما قال إنّ الوثيقة "صاغها الريسوني وفاء للقسم الذي تبادله عبر المصحف مع السلطان مولاي عبد الحَفيظ للحفاظ على حرية واستقلال الوطن".
أما عن الوثيقة الثانية المطالبة بالاستقلال، وفق منظور علي الريسوني، فصدرت عام 1943 عن حزبي "الإصلاح الوطني" لعبد الخالق الطريس، و"الوحدة المغربي" للمكي الناصري، مضيفا أن "الوثيقة الثالثة هي الشهيرة بتاريخ 11 يناير 1944، وجاءت بعدها بأيام الوثيقة الرابعة، التي أصدرها حزب "الحركة القومية"، الذي سيصير بعد ذلك "الشورى الاستقلال" بقيادة حسن بلحسن الوزاني، فيما قال إن "هؤلاء تم إهمالهم في وثيقة 11 يناير، فاضطر أعضاء الحركة القومية، بعد يومين، لإصدار وثيقتهم".
ويرى علي الريسوني أن "السبب وراء عدم تسليط التاريخ الأضواء على تلك الوثائق الثلاث المطالبة باستقلال المغرب راجع إلى أن منطقة الشمال لم تنصف في التاريخ"، موضحا: "كبار كتاب التاريخ هم من الجنوب المغربي، والمنطقة السلطانية، ممن استأثروا بالجامعات والوزارات، كالتعليم والإعلام، فوجهوا التاريخ بما يخدم مصالح فئات دون شمال المغرب"، واصفا التاريخ بكونه "مخدوماً".
ويطالب الريسوني بـ"إعادة المناهج الدراسية التاريخية التي، للأسف، ركزت على وثيقة واحدة وألغت ما سواها"، مضيفا: "نحن نسعى حاليا، بهذه الوثائق والإنتاجات التاريخية، إلى تصحيح ما تم إغفاله، ولا نطالب بحذف مناسبة 11 يناير من الاحتفال الرسمي للمغاربة، لأننا لا نسعى إلى البهرجة والسمعة"، مشددا في مطلبه الأساس بقوله: "نطالب بتصحيح تلك الأخطاء التاريخية الكثيرة، والتي حصلت بسبب استيلاء رجالات من أحزاب على التاريخ، وعمدوا إلى ليّه وبصمه ببصمة حزبية أو فئوية أو طائفية".
هسبريس
http://www.hespress.com/histoire/291199.html
الأطروحة التاريخية جاءت في مؤلف جديد لعلي الرّيسوني، يحمل عنوان "الوثيقة الأولى للمطالبة باستقلال بالمغرب .. رسالة زعيم المقاومة الجبلية الشريف مولاي أحمد الرّيسوني إلى الرئيس الأمريكي ويلسون"، من منشورات مؤسسة "آل البيت للشريف مولاي أحمد الرّيسوني"، والذي أبرز فيها أن تاريخ إصدار تلك الوثيقة يعود ليوم الجمعة 29 شعبان 1337، الموافق لـ30 ماي 1919، في مدينة "تازروت".
وقال علي الريسوني، في تصريح لهسبريس، إن "الوثيقة التاريخية كانت مجْهولة لدى مغاربة ولدى جزء من المؤرخين، باستثناء المؤرخ الراحل محمد بن عزوز حكيم، الذي كان على علم بها منذ عام 1998، حين قدم كتابا باللغة الإسبانية، للباحث الإسباني كارلوس تيستاينر، الذي يعد أول من كشف النقاب عن تلك الوثيقة التاريخية المهمة"، مضيفا أن "الباحث الإسباني هو أستاذ جامعي في مدينة ميخاس، بإقليم مالقة، كشفها في بحثه لأطروحة دكتوراه عام 1991".
"عام 1998 تمت إعادة طبع الأطروحة بتصدير محمد بن عزوز الحكيم، وتم طبعها للمرة الثالثة في ماي 2015 ضمن وثائق أخرى تساند الرسالة الهامة، من بينها رسالة لوزير الخارجية الإسباني، مؤرخة يوم 23 شتنبر 1919، ووثيقة صادرة عن رئيس الوكالة الدبلوماسية الإسبانية في طنجة، يوم 13 شتنبر 1919، موجهة لوزارة الخارجية الإسبانية"، يقول المؤرخ المغربي.
وأوضح الرّيسُوني أنّ الوَثيقة كتبها أحمد الريسوني، الذي عينه السلطان مولاي عبد الحَفيظ بظهير شريف، عام 1909، عاملا على مدينة أصيلة، وعلى القبائل الجبلية التابعة لأقاليم طنجة وتطوان والشاون والعرائش، باللغة العربية، وقامت مصالح الدبلوماسية الإسبانية بترجمتها للغة الإسبانية، في 30 ماي 1919، مضيفا: "هي أول وثيقة محررة وصحيحة تطالب الرئيسي الأمريكي ويلسون بالوفاء بوعوده بوقوفه بجانب الشعوب المستضعفة، التي شارك رجالاتها بالسلاح في الحرب العالمية الأولى، إلى جانب الحلفاء ضد ألمانيا".
الوثيقة التاريخية، حسب الريسوني، موجودة حاليا داخل صندوق لأكبر أرشيف إسباني يدعى "أرشيف العالم الإداري"، بمدينة "الكالا دي اناري" قرب العاصمة الإسبانية مدريد، مضيفا أن المقاوم أحمد الريسوني أورد في آخر الوثيقة أنه "كتبها بالإذن الصريح الظاهر عن المقاومين الذين يحملون السلاح، وبالإذن السري عن بقية المغاربة الذين لم يحلموا السلاح"، فيما قال إنّ الوثيقة "صاغها الريسوني وفاء للقسم الذي تبادله عبر المصحف مع السلطان مولاي عبد الحَفيظ للحفاظ على حرية واستقلال الوطن".
أما عن الوثيقة الثانية المطالبة بالاستقلال، وفق منظور علي الريسوني، فصدرت عام 1943 عن حزبي "الإصلاح الوطني" لعبد الخالق الطريس، و"الوحدة المغربي" للمكي الناصري، مضيفا أن "الوثيقة الثالثة هي الشهيرة بتاريخ 11 يناير 1944، وجاءت بعدها بأيام الوثيقة الرابعة، التي أصدرها حزب "الحركة القومية"، الذي سيصير بعد ذلك "الشورى الاستقلال" بقيادة حسن بلحسن الوزاني، فيما قال إن "هؤلاء تم إهمالهم في وثيقة 11 يناير، فاضطر أعضاء الحركة القومية، بعد يومين، لإصدار وثيقتهم".
ويرى علي الريسوني أن "السبب وراء عدم تسليط التاريخ الأضواء على تلك الوثائق الثلاث المطالبة باستقلال المغرب راجع إلى أن منطقة الشمال لم تنصف في التاريخ"، موضحا: "كبار كتاب التاريخ هم من الجنوب المغربي، والمنطقة السلطانية، ممن استأثروا بالجامعات والوزارات، كالتعليم والإعلام، فوجهوا التاريخ بما يخدم مصالح فئات دون شمال المغرب"، واصفا التاريخ بكونه "مخدوماً".
ويطالب الريسوني بـ"إعادة المناهج الدراسية التاريخية التي، للأسف، ركزت على وثيقة واحدة وألغت ما سواها"، مضيفا: "نحن نسعى حاليا، بهذه الوثائق والإنتاجات التاريخية، إلى تصحيح ما تم إغفاله، ولا نطالب بحذف مناسبة 11 يناير من الاحتفال الرسمي للمغاربة، لأننا لا نسعى إلى البهرجة والسمعة"، مشددا في مطلبه الأساس بقوله: "نطالب بتصحيح تلك الأخطاء التاريخية الكثيرة، والتي حصلت بسبب استيلاء رجالات من أحزاب على التاريخ، وعمدوا إلى ليّه وبصمه ببصمة حزبية أو فئوية أو طائفية".
هسبريس
http://www.hespress.com/histoire/291199.html
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» مؤرخ المملكة
» تاريخ الأجواق بالمغرب تاريخ الموسيقى المغربية
» الذكرى 18 لرحيل عبدالرحيم بوعبيد
» هل أخطأنا حينما طالبنا بالاستقلال؟ !
» تاريخ المغرب
» تاريخ الأجواق بالمغرب تاريخ الموسيقى المغربية
» الذكرى 18 لرحيل عبدالرحيم بوعبيد
» هل أخطأنا حينما طالبنا بالاستقلال؟ !
» تاريخ المغرب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى