أه يا سيف الدولة حلب هجرتها كل عصافيرها.

وقف أمام جمهور مدينة بجعد؛ ليلقي عليه بعضا من جمراته المشتعلة. خرج الشيخ بوعبيد الشرقي، من عمق القاعة. خلع عليه هذا السلهام الأبيض. ثم نادي في الناس الحاضرين: "أين أنت يا أحمد الشرقاوي؟". فجأة تقدم فتى في عمر الزهور من الشيخ. قبل الأرض بين يديه، ثم قال للشيخ: " لبيك ياشيخنا". فقال الشيخ: " يا أحمد، حين ينتهي الرباوي من انشاده خذه معك إلى الضريح؛ ليشاهد لوحاتك الفاتنة التي تزين جدران الضريح". حين أنهيت انشاد القصيدة، استيقظت، فوجدتني أسبح في بحر يشق بجعد نصفين. ركبت البحر. كانت جموع من حيتانه ترافقني في الطريق. كانت طيور في السماء تظللني بأجنحتها. كانت الشمس بين أصابعي تنثر حرارتها بين كثبان القلب. كان الساحل خلفي يتوارى. صارت الأرض بعيدة. كان البحر هائجا. فجأة خرج من بين الأمواج رجل على فرس زرقاء، والغضب يتأجج من عينيه. سألته مرتعشا: "من أنت؟". رد: " أنا سيف الدولة، جئت أبحث عن المتنبي الذي غادر حلب الشهباء منذ كانت البراميل تساقط عليها....". قلت: " هل بلغك ما حدث للشهباء؟". رد: " أعلم. وأعلم أن البوم الأزرق قد عشش في شوارعها القاحلة. سأعود إليها قريبا؛ لأعيد لها وجهها المشرق. هل تصحبني الآن أم تنتظر معي ظهور المنتبي؛ ليدون بشعره الشامخ عودتنا". لم أشأ أن أخبره بأني تركت المتنبي عند جامع القروين يمد يده للناس؛ لعلهم ينثرون عليه حفنة من الدراهم. أه يا سيف الدولة حلب هجرتها كل عصافيرها.

محمد علي الرباوي

من طرف said السبت 7 مايو 2016 - 19:15

حلب يا سيدي التفت حولها الذئاب ودارت عليها الدوائر فعلا العويل حاراتها واغبرت سماؤها ..زمن مقمل منحط ما كنا نأمل أن نعيشه ..سيف الدولة التقيته شاهرا نسخة جواز سفره عند ملتقى الطرق بوسط المدينة ..كل سائقي السيارات يغلقون نوافذ سياراتهم عند اقترابه منهم..سيف الدولة بدون هوية !!

bravo

أه يا سيف الدولة حلب هجرتها كل عصافيرها.

أه يا سيف الدولة حلب هجرتها كل عصافيرها.

رد: أه يا سيف الدولة حلب هجرتها كل عصافيرها.