اسماعيل عليه السلام
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اسماعيل عليه السلام
إسماعيل عليه السلام
هو ابن إبراهيم البكر وولدالسيدة هاجر، سار إبراهيم بهاجر بأمر
من الله - حتى وضعها وابنها في موضع مكة وتركهما ومعهما قليل من الماء والتمر ولما نفد الزاد جعلت السيدة هاجر تطوف هناوهناك حتى هداها الله إلى ماء زمزم ووفد عليها كثير من الناس حتى جاء أمر الله لسيدنا إبراهيم ببناء الكعبة ورفع قواعد البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجر وإبراهيم يبني حتى أتما البناء ثم جاء أمر الله بذبح إسماعيل حيث رأى إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه فعرض عليه ذلك فقال "يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" ففداه الله بذبح عظيم، كان إسماعيل فارسا فهو أول من استأنس الخيل وكان صبورا حليما، يقال إنه أول من تحدث بالعربية البينة وكان صادق الوعد، وكان يأمرأهله بالصلاة والزكاة، وكان ينادي بعبادة الله ووحدانيته.
سيرته
الاختبار الأول
ذكر الله في كتابه الكريم، ثلاث مشاهد من حياة إسماعيل عليه السلام. كل مشهد عبارة عن محنة واختبار لكل منإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. أول هذه المشاهد هو أمر الله سبحانه وتعالىلإبراهيم بترك إسماعيل وأمه في واد مقفر، لا ماء فيه ولاطعام. فما كان منإبراهيمعليه السلام إلا الاستجابة لهذا الأمر الرباني. وهذا بخلاف ما ورد في
الإسرائيليات من أن إبراهيم حمل ابنه وزوجته لوادي مكة لأن سارة -زوجة إبراهيم الأولى- اضطرته لذلك من شدة غيرتها من هاجر. فالمتأمل لسيرة إبراهيم عليه السلام، سيجد أنه لم يكن ليتلقّى أوامره من أحد غير الله.
أنزل زوجته وابنه وتركهما هناك،ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام، وقليلا من الماء. ثم استدار وتركهماوسار.
أسرعت خلفه زوجته وهي تقول له: ياإبراهيمأين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء؟
لم يرد عليها سيدنا إبراهيم وظل يسير.. عادت تقول له ما قالته وهوصامت.. أخيرا فهمت أنه لا يتصرف هكذا من نفسه.. أدركت أن الله أمره بذلك فسألته: هل الله أمرك بهذا؟
فقالإبراهيمعليه السلام: نعم.
قالت زوجته المؤمنة العظيمة: لن نضيع ما دام الله معنا وهو الذي أمرك بهذا.
وسارإبراهيم حتى إذا أخفاه جبل عنهماوقف ورفع يديه الكريمتين إلى السماء وراح يدعو الله:
لم يكن بيت الله قد أعيد بناؤه بعد، لم تكن الكعبة قد بنيت، وكانت هناك حكمة عليا في أمر الله سبحانهلإبراهيم، فقد كان إسماعيل -الطفل الذي تُرِكَ مع أمه في هذا المكان- ووالده من سيكونان المسؤولان بناء الكعبة فيما بعد.. وكانت حكمة الله تقضي أن يسكن أحد في هذا الوادي، ليمتد إليه العمران.
بعد أن تركإبراهيمزوجته وابنه الرضيع في الصحراء بأيام نفد الماء وانتهى الطعام، وجف لبن الأم.. وأحست هاجروإسماعيل بالعطش.
بدأ إسماعيل يبكي من العطش.. فتركته أمه وانطلقت تبحث عن ماء.. راحت تمشي مسرعة حتى وصلت إلى جبل اسمه "الصفا".. فصعدت إليه وراحت تبحث به عن بئرأو إنسان أو قافلة.. لم يكن هناك شيء. ونزلت مسرعة من الصفا حتى إذا وصلت إلى الوادي راحت تسعى سعي الإنسان المجهد حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى جبل "المروة"،فصعدت إليه ونظرت لترى أحدا لكنها لم تر أحدا. وعادت الأم إلى طفلها فوجدته يبكيوقد اشتد عطشه.. وأسرعت إلى الصفا فوقفت عليه، وهرولت إلى المروة فنظرت من فوقه.. وراحت تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين الصغيرين.. سبع مرات وهي تذهب وتعود - ولهذايذهب الحجاج سبع مرات ويعودون بين الصفا والمروة إحياء لذكريات أمهم الأولى ونبيهم العظيم إسماعيل. عادت هاجر بعد المرة السابعة وهي مجهدة متعبة تلهث.. وجلست بجوارابنها الذي كان صوته قد بح من البكاء والعطش.
وفي هذه اللحظة اليائسة أدركتها رحمة الله، وضرب إسماعيل بقدمه
الأرض وهو يبكي فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم.. وفار الماء من البئر.. أنقذت حياتاالطفل والأم.. راحت الأم تغرف بيدها وهي تشكر الله.. وشربت وسقت طفلها وبدأت الحياة تدب في المنطقة.. صدق ظنها حين قالت: لن نضيع ما دام الله معنا.
وبدأت بعض القوافل تستقر في المنطقة.. وجذب الماء الذي انفجر منبئر زمزم عديدا من الناس.. وبدأ العمران يبسط أجنحته على المكان.
كانت هذه هي المحنة الاولى.. أما المحنة الثانية فهي الذبح.
هو ابن إبراهيم البكر وولدالسيدة هاجر، سار إبراهيم بهاجر بأمر
من الله - حتى وضعها وابنها في موضع مكة وتركهما ومعهما قليل من الماء والتمر ولما نفد الزاد جعلت السيدة هاجر تطوف هناوهناك حتى هداها الله إلى ماء زمزم ووفد عليها كثير من الناس حتى جاء أمر الله لسيدنا إبراهيم ببناء الكعبة ورفع قواعد البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجر وإبراهيم يبني حتى أتما البناء ثم جاء أمر الله بذبح إسماعيل حيث رأى إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه فعرض عليه ذلك فقال "يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" ففداه الله بذبح عظيم، كان إسماعيل فارسا فهو أول من استأنس الخيل وكان صبورا حليما، يقال إنه أول من تحدث بالعربية البينة وكان صادق الوعد، وكان يأمرأهله بالصلاة والزكاة، وكان ينادي بعبادة الله ووحدانيته.
سيرته
الاختبار الأول
ذكر الله في كتابه الكريم، ثلاث مشاهد من حياة إسماعيل عليه السلام. كل مشهد عبارة عن محنة واختبار لكل منإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. أول هذه المشاهد هو أمر الله سبحانه وتعالىلإبراهيم بترك إسماعيل وأمه في واد مقفر، لا ماء فيه ولاطعام. فما كان منإبراهيمعليه السلام إلا الاستجابة لهذا الأمر الرباني. وهذا بخلاف ما ورد في
الإسرائيليات من أن إبراهيم حمل ابنه وزوجته لوادي مكة لأن سارة -زوجة إبراهيم الأولى- اضطرته لذلك من شدة غيرتها من هاجر. فالمتأمل لسيرة إبراهيم عليه السلام، سيجد أنه لم يكن ليتلقّى أوامره من أحد غير الله.
أنزل زوجته وابنه وتركهما هناك،ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام، وقليلا من الماء. ثم استدار وتركهماوسار.
أسرعت خلفه زوجته وهي تقول له: ياإبراهيمأين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء؟
لم يرد عليها سيدنا إبراهيم وظل يسير.. عادت تقول له ما قالته وهوصامت.. أخيرا فهمت أنه لا يتصرف هكذا من نفسه.. أدركت أن الله أمره بذلك فسألته: هل الله أمرك بهذا؟
فقالإبراهيمعليه السلام: نعم.
قالت زوجته المؤمنة العظيمة: لن نضيع ما دام الله معنا وهو الذي أمرك بهذا.
وسارإبراهيم حتى إذا أخفاه جبل عنهماوقف ورفع يديه الكريمتين إلى السماء وراح يدعو الله:
(رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)(إبراهيم
لم يكن بيت الله قد أعيد بناؤه بعد، لم تكن الكعبة قد بنيت، وكانت هناك حكمة عليا في أمر الله سبحانهلإبراهيم، فقد كان إسماعيل -الطفل الذي تُرِكَ مع أمه في هذا المكان- ووالده من سيكونان المسؤولان بناء الكعبة فيما بعد.. وكانت حكمة الله تقضي أن يسكن أحد في هذا الوادي، ليمتد إليه العمران.
بعد أن تركإبراهيمزوجته وابنه الرضيع في الصحراء بأيام نفد الماء وانتهى الطعام، وجف لبن الأم.. وأحست هاجروإسماعيل بالعطش.
بدأ إسماعيل يبكي من العطش.. فتركته أمه وانطلقت تبحث عن ماء.. راحت تمشي مسرعة حتى وصلت إلى جبل اسمه "الصفا".. فصعدت إليه وراحت تبحث به عن بئرأو إنسان أو قافلة.. لم يكن هناك شيء. ونزلت مسرعة من الصفا حتى إذا وصلت إلى الوادي راحت تسعى سعي الإنسان المجهد حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى جبل "المروة"،فصعدت إليه ونظرت لترى أحدا لكنها لم تر أحدا. وعادت الأم إلى طفلها فوجدته يبكيوقد اشتد عطشه.. وأسرعت إلى الصفا فوقفت عليه، وهرولت إلى المروة فنظرت من فوقه.. وراحت تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين الصغيرين.. سبع مرات وهي تذهب وتعود - ولهذايذهب الحجاج سبع مرات ويعودون بين الصفا والمروة إحياء لذكريات أمهم الأولى ونبيهم العظيم إسماعيل. عادت هاجر بعد المرة السابعة وهي مجهدة متعبة تلهث.. وجلست بجوارابنها الذي كان صوته قد بح من البكاء والعطش.
وفي هذه اللحظة اليائسة أدركتها رحمة الله، وضرب إسماعيل بقدمه
الأرض وهو يبكي فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم.. وفار الماء من البئر.. أنقذت حياتاالطفل والأم.. راحت الأم تغرف بيدها وهي تشكر الله.. وشربت وسقت طفلها وبدأت الحياة تدب في المنطقة.. صدق ظنها حين قالت: لن نضيع ما دام الله معنا.
وبدأت بعض القوافل تستقر في المنطقة.. وجذب الماء الذي انفجر منبئر زمزم عديدا من الناس.. وبدأ العمران يبسط أجنحته على المكان.
كانت هذه هي المحنة الاولى.. أما المحنة الثانية فهي الذبح.
ندى- عدد الرسائل : 596
العمر : 34
Localisation : اسفي
Emploi : مستخدمة في القطاع الخاص
تاريخ التسجيل : 16/10/2007
رد: اسماعيل عليه السلام
الاختبار الثاني:
كبر إسماعيل.. وتعلق به قلبإبراهيم..جاءه العقب على كبر فأحبه.. وابتلى الله تعالىإبراهيم بلاء عظيما بسبب هذا الحب. فقد رأىإبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد إسماعيل. وإبراهيم يعملأن رؤيا الأنبياء وحي.
انظر كيف يختبر الله عباده. تأمل أي نوع من أنواع الاختبار. نحنأمام نبي قلبه أرحم قلب في الأرض. اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق. جاءه ابن علىكبر.. وقد طعن هو في السن ولا أمل هناك في أن ينجب. ثم ها هو ذا يستسلم للنوم فيرى في المنام أنه يذبح ابنه وبكره ووحيده الذي ليس له غيره.
أي نوع من الصراع نشب في نفسه. يخطئ من يظن أن صراعا لم ينشأ قط. لا يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذي يخلو من الصراع. نشب الصراع في نفسإبراهيم.. صراع أثارته عاطفة الأبوة الحانية. لكن
إبراهيم لم يسأل عن السبب وراء ذبح ابنه. فليسإبراهيم من يسأل ربه عن أوامره.
فكرإبراهيم في ولده.. ماذا يقول عنه إذا أرقده على الأرض ليذبحه.. الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهونعليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا. هذا أفضل.. انتهى الأمر وذهب إلى ولده) (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى. (انظر إلى تلطفه في إبلاغ ولده، وترك الأمر لينظر فيه الابن بالطاعة.. إن الأمر مقضي في نظرإبراهيملأنه وحي من ربه.. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟أجاب إسماعيل: هذا أمر يا أبي فبادر بتنفيذه) (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءاللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)). تأمل رد الابن.. إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده (إِن شَاءاللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). هو الصبر على أي حال وعلى كل حال.. وربمااستعذب الابن أن يموت ذبحا بأمر من الله.. ها هو ذا إبراهيم يكتشف أن ابنه ينافسه في حب الله. لا نعرف أي مشاعر جاشت في نفسإبراهيم بعداستسلام ابنه الصابر.
ينقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا إسماعيل راقد على الأرض، وجهه فيالأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح. وإذا إبراهيم يرفع يده بالسكين.. وإذا أمرالله مطاع.) (فَلَمَّاأَسْلَمَا)استخدم القرآن هذا التعبير. (فَلَمَّاأَسْلَمَا)) هذا هو الإسلام الحقيقي.. تعطي كل شيء، فلا يتبقى منك شيء.
عندئذ فقط.. وفي اللحظة التي كان السكين فيها يتهيأ لإمضاء أمره
نادى اللهإبراهيم..انتهى اختباره، وفدى الله إسماعيل بذبح عظيم وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد، هم المسلمون. صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين. عيدا يذكرهم بمعنى الإسلام الحقيقي الذي كان عليهإبراهيموإسماعيل.
خبر زوجة إسماعيل:
عاش إسماعيل في شبه الجزيرة العربية ما شاء الله له أن يعيش.. روض الخيل واستأنسها واستخدمها، وساعدت مياه زمزم على سكنى المنطقة وتعميرها. استقرتبها بعض القوافل.. وسكنتها القبائل.. وكبر إسماعيل وتزوج، وزارهإبراهيم فلم يجده في بيته ووجد امرأته.. سألها عن عيشهم وحالهم، فشكت إليه من الضيق والشدة.
قال لهاإبراهيم:إذا جاء زوجك مريه أن يغير عتبة بابه.. فلما جاء إسماعيل، ووصفت له زوجته الرجل.. قال: هذا أبي وهويأمرني بفراقك.. الحقي بأهلك.
وتزوج إسماعيل امرأة ثانية.. زارها إبراهيم، يسألها عن حالها،فحدثته أنهم في نعمة وخير.. وطاب صدرإبراهيم بهذه الزوجة لابنه.
كبر إسماعيل.. وتعلق به قلبإبراهيم..جاءه العقب على كبر فأحبه.. وابتلى الله تعالىإبراهيم بلاء عظيما بسبب هذا الحب. فقد رأىإبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد إسماعيل. وإبراهيم يعملأن رؤيا الأنبياء وحي.
انظر كيف يختبر الله عباده. تأمل أي نوع من أنواع الاختبار. نحنأمام نبي قلبه أرحم قلب في الأرض. اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق. جاءه ابن علىكبر.. وقد طعن هو في السن ولا أمل هناك في أن ينجب. ثم ها هو ذا يستسلم للنوم فيرى في المنام أنه يذبح ابنه وبكره ووحيده الذي ليس له غيره.
أي نوع من الصراع نشب في نفسه. يخطئ من يظن أن صراعا لم ينشأ قط. لا يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذي يخلو من الصراع. نشب الصراع في نفسإبراهيم.. صراع أثارته عاطفة الأبوة الحانية. لكن
إبراهيم لم يسأل عن السبب وراء ذبح ابنه. فليسإبراهيم من يسأل ربه عن أوامره.
فكرإبراهيم في ولده.. ماذا يقول عنه إذا أرقده على الأرض ليذبحه.. الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهونعليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا. هذا أفضل.. انتهى الأمر وذهب إلى ولده) (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى. (انظر إلى تلطفه في إبلاغ ولده، وترك الأمر لينظر فيه الابن بالطاعة.. إن الأمر مقضي في نظرإبراهيملأنه وحي من ربه.. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟أجاب إسماعيل: هذا أمر يا أبي فبادر بتنفيذه) (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءاللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)). تأمل رد الابن.. إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده (إِن شَاءاللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). هو الصبر على أي حال وعلى كل حال.. وربمااستعذب الابن أن يموت ذبحا بأمر من الله.. ها هو ذا إبراهيم يكتشف أن ابنه ينافسه في حب الله. لا نعرف أي مشاعر جاشت في نفسإبراهيم بعداستسلام ابنه الصابر.
ينقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا إسماعيل راقد على الأرض، وجهه فيالأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح. وإذا إبراهيم يرفع يده بالسكين.. وإذا أمرالله مطاع.) (فَلَمَّاأَسْلَمَا)استخدم القرآن هذا التعبير. (فَلَمَّاأَسْلَمَا)) هذا هو الإسلام الحقيقي.. تعطي كل شيء، فلا يتبقى منك شيء.
عندئذ فقط.. وفي اللحظة التي كان السكين فيها يتهيأ لإمضاء أمره
نادى اللهإبراهيم..انتهى اختباره، وفدى الله إسماعيل بذبح عظيم وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد، هم المسلمون. صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين. عيدا يذكرهم بمعنى الإسلام الحقيقي الذي كان عليهإبراهيموإسماعيل.
خبر زوجة إسماعيل:
عاش إسماعيل في شبه الجزيرة العربية ما شاء الله له أن يعيش.. روض الخيل واستأنسها واستخدمها، وساعدت مياه زمزم على سكنى المنطقة وتعميرها. استقرتبها بعض القوافل.. وسكنتها القبائل.. وكبر إسماعيل وتزوج، وزارهإبراهيم فلم يجده في بيته ووجد امرأته.. سألها عن عيشهم وحالهم، فشكت إليه من الضيق والشدة.
قال لهاإبراهيم:إذا جاء زوجك مريه أن يغير عتبة بابه.. فلما جاء إسماعيل، ووصفت له زوجته الرجل.. قال: هذا أبي وهويأمرني بفراقك.. الحقي بأهلك.
وتزوج إسماعيل امرأة ثانية.. زارها إبراهيم، يسألها عن حالها،فحدثته أنهم في نعمة وخير.. وطاب صدرإبراهيم بهذه الزوجة لابنه.
ندى- عدد الرسائل : 596
العمر : 34
Localisation : اسفي
Emploi : مستخدمة في القطاع الخاص
تاريخ التسجيل : 16/10/2007
رد: اسماعيل عليه السلام
الاختبارالثالث:
وها نحن الآن أمام الاختبارالثالث.. اختبار لا يمس إبراهيم وإسماعيل فقط. بل يمس ملايين البشر من بعدهم إلى يوم القيامة.. إنها مهمة أوكلها الله تعالى لهذين النبيين الكريمين.. مهمة بناء بيت الله تعالى في
الأرض.
كبر إسماعيل.. وبلغ أشده.. وجاءهإبراهيموقال له: يا إسماعيل.. إن الله أمرني بأمر. قال إسماعيل: فاصنع ما أمرك به ربك.. قالإبراهيم:وتعينني؟قال: وأعينك. فقالإبراهيم: فإن الله أمرني أن ابني هنابيتا. أشار بيده لصحن منخفض هناك.
صدر الأمر ببناء بيت الله الحرام.. هو أول بيت وضع للناس فيالأرض.. وهو أول بيت عبد فيه الإنسان ربه.. ولما كان آدم هوأول إنسان هبط إلى الأرض.. فإليه يرجع فضل بنائه أول مرة.. قال العلماء: إنآدم بناه وراح يطوف حوله مثلما يطوف الملائكة حول عرش الله تعالى.
بنىآدم خيمة يعبد فيها الله.. شيء طبيعي أن يبني آدمبوصفه نبيا- بيتا لعبادة ربه.. وحفت الرحمة بهذا المكان.. ثم مات آدم ومرت القرون، وطال عليه العهد فضاع أثر البيت وخفي مكانه.. وها هو ذاإبراهيم يتلقى الأمر ببنائه مرة ثانية.. ليظل في المرة الثانية قائما إلى يوم القيامة إن شاءالله. وبدأ بناء الكعبة..
هدمت الكعبة في التاريخ أكثر من مرة، وكان بناؤها يعاد في كل مرة.. فهي باقية منذ عهدإبراهيمإلى اليوم.. وحين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحقيقا لدعوة إبراهيم..وجدالرسولالكعبةحيث بنيت آخر مرة، وقد قصر الجهد بمن بناها فلم يحفر أساسها كما حفرهإبراهيم.
نفهم من هذا إنإبراهيموإسماعيل بذلافيها وحدهما جهدا استحالت
بعد ذلك محاكاته على عدد كبير من الرجال.. ولقد صرحالرسول بأنه يحب هدمها وإعادتها إلى أساسإبراهيم، لولا قرب عهد القوم بالجاهلية، وخشيته أن يفتن الناس هدمها وبناؤها من جديد.. بناؤها بحيث تصل إلى قواعدإبراهيموإسماعيل.
أي جهد شاق بذله النبيان الكريمان وحدهما؟ كان عليهما حفر الأساس لعمق غائر في الأرض، وكان عليهما قطع الحجارة من الجبال البعيدة والقريبة، ونقلهابعد ذلك، وتسويتها، وبناؤها وتعليتها.. وكان الأمر يستوجب جهد جيل من الرجال،ولكنهما بنياها معا.
لا نعرف كم هو الوقت الذي استغرقه بناء الكعبة، كما نجهل الوقت الذي استغرقه بناء سفينة نوح، المهم أن سفينة نوح والكعبة كانتا معا ملاذا للناس ومثوبة وأمنا.. والكعبة هي سفينة نوح الثابتة على الأرض أبدا.. وهي تنتظر الراغبين في النجاة من هول الطوفان دائما.
لم يحدثنا الله عن زمن بناء الكعبة.. حدثنا عن أمر أخطر وأجدى.. حدثنا عن تجرد نفسية من كان يبنيها.. ودعائه وهو يبنيها:
وها نحن الآن أمام الاختبارالثالث.. اختبار لا يمس إبراهيم وإسماعيل فقط. بل يمس ملايين البشر من بعدهم إلى يوم القيامة.. إنها مهمة أوكلها الله تعالى لهذين النبيين الكريمين.. مهمة بناء بيت الله تعالى في
الأرض.
كبر إسماعيل.. وبلغ أشده.. وجاءهإبراهيموقال له: يا إسماعيل.. إن الله أمرني بأمر. قال إسماعيل: فاصنع ما أمرك به ربك.. قالإبراهيم:وتعينني؟قال: وأعينك. فقالإبراهيم: فإن الله أمرني أن ابني هنابيتا. أشار بيده لصحن منخفض هناك.
صدر الأمر ببناء بيت الله الحرام.. هو أول بيت وضع للناس فيالأرض.. وهو أول بيت عبد فيه الإنسان ربه.. ولما كان آدم هوأول إنسان هبط إلى الأرض.. فإليه يرجع فضل بنائه أول مرة.. قال العلماء: إنآدم بناه وراح يطوف حوله مثلما يطوف الملائكة حول عرش الله تعالى.
بنىآدم خيمة يعبد فيها الله.. شيء طبيعي أن يبني آدمبوصفه نبيا- بيتا لعبادة ربه.. وحفت الرحمة بهذا المكان.. ثم مات آدم ومرت القرون، وطال عليه العهد فضاع أثر البيت وخفي مكانه.. وها هو ذاإبراهيم يتلقى الأمر ببنائه مرة ثانية.. ليظل في المرة الثانية قائما إلى يوم القيامة إن شاءالله. وبدأ بناء الكعبة..
هدمت الكعبة في التاريخ أكثر من مرة، وكان بناؤها يعاد في كل مرة.. فهي باقية منذ عهدإبراهيمإلى اليوم.. وحين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحقيقا لدعوة إبراهيم..وجدالرسولالكعبةحيث بنيت آخر مرة، وقد قصر الجهد بمن بناها فلم يحفر أساسها كما حفرهإبراهيم.
نفهم من هذا إنإبراهيموإسماعيل بذلافيها وحدهما جهدا استحالت
بعد ذلك محاكاته على عدد كبير من الرجال.. ولقد صرحالرسول بأنه يحب هدمها وإعادتها إلى أساسإبراهيم، لولا قرب عهد القوم بالجاهلية، وخشيته أن يفتن الناس هدمها وبناؤها من جديد.. بناؤها بحيث تصل إلى قواعدإبراهيموإسماعيل.
أي جهد شاق بذله النبيان الكريمان وحدهما؟ كان عليهما حفر الأساس لعمق غائر في الأرض، وكان عليهما قطع الحجارة من الجبال البعيدة والقريبة، ونقلهابعد ذلك، وتسويتها، وبناؤها وتعليتها.. وكان الأمر يستوجب جهد جيل من الرجال،ولكنهما بنياها معا.
لا نعرف كم هو الوقت الذي استغرقه بناء الكعبة، كما نجهل الوقت الذي استغرقه بناء سفينة نوح، المهم أن سفينة نوح والكعبة كانتا معا ملاذا للناس ومثوبة وأمنا.. والكعبة هي سفينة نوح الثابتة على الأرض أبدا.. وهي تنتظر الراغبين في النجاة من هول الطوفان دائما.
لم يحدثنا الله عن زمن بناء الكعبة.. حدثنا عن أمر أخطر وأجدى.. حدثنا عن تجرد نفسية من كان يبنيها.. ودعائه وهو يبنيها:
ندى- عدد الرسائل : 596
العمر : 34
Localisation : اسفي
Emploi : مستخدمة في القطاع الخاص
تاريخ التسجيل : 16/10/2007
رد: اسماعيل عليه السلام
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَمِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(127)رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(128)رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاًمِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَوَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ(129) (البقرة
إن أعظم مسلمين على وجه الأرض يومها يدعوان الله أن يتقبل
عملهما،وأن يجعلهما مسلمين له.. يعرفان أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن. وتبلغ الرحمة بهما أن يسألا الله أن يخرج من ذريتهما أمة مسلمة له سبحانه.. يريدان أن يزيد عدد العابدين الموجودين والطائفين والركع السجود. إن دعوة إبراهيم وإسماعيل تكشف عن اهتمامات القلب المؤمن.. إنه يبني لله بيته، ومع هذا يشغله أمر العقيدة.. ذلك إيحاء بأن البيت رمز العقيدة. ثم يدعوان الله أن يريهم أسلوب العبادة الذي يرضاه، وأن يتوب عليهم فهو التواب الرحيم. بعدها يتجاوز اهتمامها هذا الزمن الذي يعيشان فيه.. يجاوزانه ويدعوان الله أن يبعث رسولا لهؤلاء البشر. وتحققت هذه الدعوة الأخيرة.. حين بعث محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم.. تحققت بعد أزمنة وأزمنة.
انتهى بناء البيت، وأرادإبراهيمحجرامميزا، يكون علامة خاصة يبدأ منها الطواف حول الكعبة.. أمرإبراهيمإسماعيل أن يأتيه بحجر مميز يختلف عن لون حجارة الكعبة.
سار إسماعيل ملبيا أمر والده.. حين عاد، كانإبراهيمقد وضع الحجر الأسود في مكانه.. فسأله إسماعيل: من الذي أحضره إليك يا أبت؟ فأجابإبراهيم:أحضره جبريل عليه السلام.
انتهى بناء الكعبة.. وبدأ طواف الموحدين والمسلمين حولها.. ووقفإبراهيميدعو ربه نفس دعائه من قبل.. أن يجعل)أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي)إلى المكان.. انظر إلى التعبير.. إن الهوى يصور انحدارا لا يقاوم نحو شيء.. وقمة ذلك هوى الكعبة. من هذه الدعوة ولد الهوى العميق في نفوس المسلمين، رغبة في زيارة البيت الحرام
وصار كل من يزور المسجد الحرام ويعود إلى بلده.. يحس أنه يزدادعطشا كلما ازداد ريا منه، ويعمق حنينه إليه كلما بعد منه، وتجيء أوقات الحج في كل عام.. فينشب الهوى الغامض أظافره في القلب نزوعا إلى رؤية البيت، وعطشا إلى بئرزمزم
قال تعالى حين جادل المجادلون
مَا كَانَإِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًاوَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) (آل عمران
وهو أول من أسمانا مسلمين
ندى- عدد الرسائل : 596
العمر : 34
Localisation : اسفي
Emploi : مستخدمة في القطاع الخاص
تاريخ التسجيل : 16/10/2007
رد: اسماعيل عليه السلام
الطاعة العمياء.. لأمر الله |
بقلم: د. عبدالباسط أمين الباحث بمجمع البحوث الاسلامية |
قال تعالي في تصوير هذه المسألة: "فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تري. قال ياأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن ياإبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين.. إن هذا لهو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم. وتركنا عليه في الآخرين سلام علي إبراهيم كذلك نجزي المحسنين. انه من عبادنا المؤمنين" "الصافات: 102 111". يذكر تعالي عن خليله إبراهيم عليه السلام أنه لما هاجر من بلاد قومه. سأل ربه أن يهب له ولداً صالحاً. فبشره الله تعالي بغلام حليم. وهو اسماعيل عليه السلام. لأنه أول من ولد له علي رأس ست وثمانين سنة من عمر الخليل. وهذا مالا خلاف فيه بين أهل الملل. لأنه أول ولده وبكره "!" وقوله تعالي "فلما بلغ معه السعي" يدل علي أن الغلام كبر وبلغ سن السعي مع والده وصار يسعي في مصالحه كأبيه. فلما كان هذا. رأي إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يؤمر بذبح ولده هذا. وفي الحديث عن ابن عباس مرفوعا: "رؤيا الأنبياء وحي". وفي هذا اختبار من الله عز وجل لخليله في أن يذبح هذا الولد العزيز الذي جاءه علي كبر. وقد طعن في السن. بعدما أمر بأن يسكنه هو وأمه في بلاد قفر ووادِ. وواد ليس به حسيس ولا أنيس. ولا زرع ولا ضرع. فامتثل أمر الله في ذلك. وتركهما هناك ثقة بالله وتوكلا عليه. فجعل الله لهما فرجا ومزجا. ورزقهما من حيث لا يحتسبان. ثم لما أمر بعد كل هذا بذبح ولده هذا الذي قد أفرده عن أمر ربه. وهو بكره ووحيده الذي ليس له غيره. أجاب ربه وامتثل أمره ايضا. وسارع الي طاعته. وكما يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله: وهذا ابتلاء مركب فإبراهيم ابتلي في شبابه بالرمي في النار فنجح في الاختبار. لكن حين يشيب الإنسان ويكبر يكون حبه لابنه فوق حبه لنفسه. ولذلك لا يحب أحدا أحسن منه إلا ابنه لماذا؟ لأنه الوصل الاخير لحياته". ثم عرض الخليل أمر الرؤيا علي ولده ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسرا ويذبحه قهرا "قال يابني إني أري في المنام اني أذبحك فانظر ماذا تري" والد يستشير ولده في أمر ذبحه إياه! ورغم ذلك يبادر الغلام الحليم. سر والده وفلذة كبده بطاعة والده ويسلم نفسه له قائلا: "ياأبت افعل ما تؤمر. ستجدني إن شاء الله من الصابرين" فليس هناك طاعة بعد هذه الطاعة والاستسلام لأمر الله من الوالد وولده. ويبدأ الخليل إبراهيم في تنفيذ أمر الله "فلما أسلما وتله للجبين" فإسلام ابراهيم في أنه أخبر ابنه بما يري. وأنه مستعد للتنفيذ بعد اخبار ابنه. وإسلام إسماعيل في أنه سلم أمره لله مطيعا أمره راضيا بقضائه. وربنا سبحانه وتعالي حين رأي طاعة الاثنين لأمره. وأن إبراهيم ألقي ابنه علي وجهه. وأمسك السكين ليذبحه. وقيل: إن إلقاء إسماعيل علي وجهه كان باقتراح منه. حتي لا يري والده وجهه خلال الذبح. فتأخذه عاطفة الأبوة. وربما تعطله عن تنفيذ أمر الله. فهو يساعد والده علي تنفيذ أمر الله تعالي ولك أن تتعجب من هذه الطاعة العمياء. وهذا الاستسلام الذي ليس له مثيل لأمر الله ولكن ماذا حدث بعد أن ألقاه علي وجهه وشرع في ذبحه؟ أمر الخليل إبراهيم السكين علي حلق ابنه فلم تقطع شيئا وقيل جعل بينها وبين حلقه صفيحة من نحاس. ويأتي النداء من الله عز وجل "وناديناه أن ياإبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين". أي قد حصل المقصود من اختيارك وطاعتك. ومبادرتك إلي أمر ربك. وبذلت ولدك للقربان. كما سمحت ببدنك للنيران.. وكما مالك مبذول للضيفان ولهذا قال تعالي "إن هذا لهو البلاء المبين" أي الاختبار الظاهر البين. وكلمة المبين هنا تبين قوة العقيدة في قلب إبراهيم واسماعيل عليهما السلام وينزل الله عز وجل الفداء لإسماعيل قال تعالي: "وفديناه بذبح عظيم" جزاء لطاعته لله ثم لوالده. والمشهور عن الجمهور انه كبش أبيض أعين أقرن. رآه مربوطاً بسمرة في ثبير وروي عن سعيد بن جبيرعن ابن عباس قال: كبش قد رعي في الجنة أربعين خريفا. وروي عن ابن عباس: أن ذلك الكبش هو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه. قال مجاهد: فذبحه بمني. وقال عبيد بن عمير ذبحه بالمقام. ومن هنا جاءت سنة الأضحية في عيد الأضحي المبارك. وقد حاول إبليس إثناء إبراهيم وإسماعيل عن تنفيذ أمر الله عز وجل. فلم يطيعاه بل ورجماه ولما يئس منهما أتي أم إسماعيل ووسوس لها ولكنها ايضا رجمته بالحصي. ومن هنا كان رجم إبليس في جمرتي العقبة الصغري والكبري. وهناك خلاف بين الأديان في الذبيح هل هو إسماعيل أم إسحاق؟ فالمسلمون يقولون الذبيح هو إسماعيل. وغيرهم يقول: الذبيح هو إسحاق. والقول بأن الذبيح هو اسحاق مردود عليه بأدلة كثيرة. منها ما ذكره ابن كثير والإمام الشعراوي ومنها: 1 . أن مسألة الذبح والفداء مكانها في الحجاز. ولم يعلم أن اسحاق قد قدم مكة في حال صغره. ولو كان الذبيح اسحاق لكان قد حدث هذا في الشام. 2 قول النبي صلي الله عليه وسلم: "أنا ابن الذبيحين" وهما اسماعيل الذي فداه الله بذبح عظيم. وعبدالله الذي فداه عبدالمطلب بمائة ناقة. 3 إن الحق سبحانه وتعالي ذكر قصة الذبيح ثم قال بعدها "وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين" وورد في الاصحاح الثالث والعشرين في سفر التكوين: "وأوصي الله إلي ابراهيم أن اصعد بابنك الوحيد جبل الموريا وقدمه قربانا لي". ونحن نسأل: متي كان اسحاق وحيدا وهو قد ولد وعمر اسماعيل 14 سنة فالذبيح هو اسماعيل عليه السلام. |
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» نوح عليه السلام
» عـُــــــــــــزًيــــــــــــر عليه السلام
» قصص الانبياء :محياوي عبد الغني
» ابراهيم عليه السلام
» يونس عليه السلام
» عـُــــــــــــزًيــــــــــــر عليه السلام
» قصص الانبياء :محياوي عبد الغني
» ابراهيم عليه السلام
» يونس عليه السلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى