القراءات
صفحة 1 من اصل 1
القراءات
ولقد يسرنا القرآن للذكر شبهات حول القراءات |
بقلم: د. محمد داود أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس |
زعم بعضهم أن اختلاف اللهجات في القراءات يغير المعني ويتناقض مع ما في اللوح المحفوظ. وأن ذلك يتناقض مع "تأكيد الله" سبحانه وتعالي علي عدم وجود اختلاف في القرآن. وللرد علي هذه الشبهة نبدأ ببيان مفهوم القراءات القرآنية: القراءات القرآنية هي الوجوه المختلفة في قراءة القرآن الكريم. وكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها في الحروف. والألفاظ. والتخفيف والتشديد وغير ذلك. مع إسناد هذه الوجوه إسناداً متواتراً ثقة عن ثقة إلي النبي صلي الله عليه وسلم. والثابت في السنة أن الرسول صلي الله عليه وسلم قرأ القرآن علي سبعة أحرف "أي سبعة أوجه". وهذه الأحرف السبعة ثبتت بالتواتر. وبإجماع الصحابة والتابعين رضي الله عنهم. وقد تضمنها مصحف عثمان رضي الله عنه ولم يزيدوا فيها شيئاً ولم يحذفوا شيئاً إلا ما لم يثبت بالتواتر. والاختلافات بين هذه الأحرف هينة يسيرة. تختلف معانيها تارة. وألفاظها تارة أخري. ولكن هذه الاختلافات لا تبلغ حد التنافي أو التعارض. والقراءات العشر المنقولة بالتواتر كلها حجة. وكلها مأخوذة بالتلقي مشافهة إماما عن إمام وثقة عن ثقة حتي يبلغ السند إلي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم. وقد حصر ابن الجزري أوجه الاختلاف بين القراءات فيما يلي: 1" اختلاف في اللفظ لا المعني: كما في لفظ "الصراط"» حيث تقرأ: "الصراط" بصاد صريحة. أو "السراط" بسين صريحة. "الزراط" بزاي خالصة. أو بين الزاي والصاد "2". 2" اختلاف في اللفظ والمعني مع جواز اجتماعهما في شيء واحد: كما في قول الله تعالي: "مالك يوم الدين "4" "الفاتحة: 4" قرئ: مالك. ملك. لأن الله مالك يوم الدين وملكه. وقوله تعالي: "وانظر إلي العظام كيف ننشزها" "البقرة: 259" بالزاي. وقرئ: "ننشرها" بالراء. والمعني واحد» لأن "ننشزها" بالزاي معناه: نرفع بعضها إلي بعض حتي تلتئم. و"ننشرها" بالراء يعني: نحييها. فضمن الله عز وجل المعنيين في القراءتين. 3" اختلاف في اللفظ والمعني مع امتناع جواز اجتماعهما في شيء واحد. لكن يتفقان من وجه آخر لا يقتضي التضاد. نحو قوله تعالي: "وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال" "إبراهيم: 46" قرئ بكسر اللام الأولي وفتح الأخيرة "لتزول". وقرئ بفتح الأولي وضم الأخيرة "لتزول".. فوجه قراءة "لتزول" أن تكون "إن" نافية. والمعني: ما كان مكرهم وإن تعاظم وتفاقم ليزول منه أمر محمد صلي الله عليه وسلم ودين الإسلام.. ووجه قراءة "لتزول" أن تكون "إن" مخففة من الثقيلة. والمعني: وإن مكرهم كامل الشدة تقتلع بسببه الجبال الراسيات من مواضعها. وعلي القراءة الأولي تكون الجبال مجازا. وعلي الثانية تكون الجبال حقيقة. ولكن هذا الاختلاف "لفظاً ومعني" - كما رأينا - لم يغير المعني تغييرا جوهرياً يفضي إلي التناقض والتعارض» إذ المعنيان المذكوران يجمعهما أنهم مكروا مكراً شديداً. ولكن هذا المكر لا يبلغ حد القضاء علي الدين وإزالته. وهكذا لا نجد في شيء من قراءات القرآن تناقضاً» ولا قراءة تنفي أخري. |
|
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: القراءات
ولقد يسرنا القرآن للذكر الحكمة من تعدد القراءات |
بقلم: د.محمد داود أستاذ الدراسات الإسلامية- بجامعة قناة السويس |
ذهب المشككون إلي أن اختلاف القراءات يغير المعني بما يتناقض مع مافي اللوح المحفوظ. فهذا أمر عجيب ودعوي سخيفة. ومن أطلعكم علي اللوح المحفوظ؟! وفي السنة المطهرة من الأحاديث الصحيحة ما ينسف هذه الدعوي نسفاً. ومن ذلك ما رواه الشيخان عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله "صلي الله عليه وسلم" قال: "اقرأني جبريل عليه السلام علي حرف واحد فراجعته. فلم أزل أستزيده ويزيدني حتي انتهي إلي سبعة أحرف". إذن فالقراءات المتواترة كلها مأخوذة من مشكاة واحدة هي الأحرف السبعة التي تلقاها النبي "صلي الله عليه وسلم" من جبريل. ونزل بها جبريل من عند الله عز وجل. وأما ما زعموه أن القراءات المتعددة تناقض "تأكيد الله" سبحانه وتعالي علي عدم وجود اختلاف في القرآن. فهم يعنون قول الله عز وجل : "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" النساء: .82 والمراد بالاختلاف في الآية الكريمة: لوجدوا الكثير منه مختلفاً متناقضاً قد تفاوت نظمه وبلاغته ومعانيه. فكان بعضه بالغاً حد الإعجاز وبعضه قاصراً عنه يمكن معارضته. وبعضه إخباراً بغيب قد صدَّقه الواقع وبعضه جاء مخالفاً للواقع. وبعضه دالاً علي معني صحيح. وبعضه دالاً علي معني فاسد غير ملتئم. فلما تجاوب القرآن كله بلاغة معجزة. فاقت قوي البلغاء. وتناصرت اياته صحة معان وصدق إخبار. عُلم أنه ليس إلا من عند قادر علي ما لا يقدر عليه غيره. عليم بما لا يعلمه أحد سواه. وإذن فالاختلاف الذي نفاه الله تعالي عن القرآن هو الاضطراب والخلل والفساد. وقد بينا فيما سبق أن القراءات لا تؤدي إلي شيء من هذا. بل إن جميع القراءات يعضد بعضها بعضاً ويفسر بعضها ما أشكل في بعض. إلي غير ذلك من الفوائد التي شرحها بالتفصيل علماء القرآن والقراءات. |
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: القراءات
|
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» القراءات العشر
» القرآن المتعبد به هو القراءات القرآنية المتواترة
» القرآن المتعبد به هو القراءات القرآنية الـمتواترة لمحة موجزة عن قراءة أبي بن كعب، رضي الله عنه
» القرآن المتعبد به هو القراءات القرآنية الـمتواترة لمحة موجزة عن قراءة قتادة بن دعامة رضي الله عنه
» القرآن المتعبد به هو القراءات القرآنية المتواترة
» القرآن المتعبد به هو القراءات القرآنية الـمتواترة لمحة موجزة عن قراءة أبي بن كعب، رضي الله عنه
» القرآن المتعبد به هو القراءات القرآنية الـمتواترة لمحة موجزة عن قراءة قتادة بن دعامة رضي الله عنه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى