لا اله الا الله
صفحة 1 من اصل 1
لا اله الا الله
الإيمان بالتوحيد الخالص |
بقلم الدكتور: أحمد محمود كريمة |
فأعلم أنه لا إله إلا الله هذا هو أسلوب القرآن في الدعوة إلي الإيمان بالتوحيد الخالص لله - عز وجل - وقد أتبعه منهج نبينا محمد - صلي الله عليه وسلم - فلم يرد عنه أو عن صحابته أن لجأوا إلي تقسيم التوحيد إلي توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية والأسماء والصفات! بمعني أن التوحيد الأول خاص بالعبادة والتوكل والموالاة والإخلاص. أما التوحيد الثاني فخاص بالخلق والرزق وهذا النوع كان المشركون مقرين به غير أنهم اتخذوا من دون الله شفعاء اعتماداً علي قوله - تعالي - "ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله" وقوله - تعالي - "ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله". ويجب فقه أن: 1- التوحيد لا يقبل القسمة فالواحد هو الذي لا جزء له البته. 2- أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لم يعرف عنه هذا التقسيم فكل الذين دعاهم النبي - صلي الله عليه وسلم - إلي الإيمان بالله لم يطلب منهم توحيدا يضاف إلي توحيدهم بل كان الثابت من دعوته أنه طلب منهم أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله وكان المدعون علي بصيرة مما تعني هذه الشهادة. 3- أن توحيد الربوبية لا معني له لأن القضية تنحصر في كلمتين: توحيد وشرك. والقول باعترافهم بأن الله رب كل شيء وخالقه لا يفهم منه إلا الإقرار بربوبيته كما أن الاعتراف بأن محمداً رسول الله لا يفهم منه إلا أنهم آمنوا برسالته فالله - عز وجل - يقول "فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون". هذا وقد وردت مادة الربوبية في القرآن الكريم في تسعمائة وخمسين موضعا. تدور حول التوحيد دون تقسيمه. وتذكر أن الأنبياء واجهوا السخرية والاستهزاء علي يد الكافرين برب العالمين ومن ذلك قوله "فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون" وقوله "وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي" فهل بعد هذا نقرر أن هؤلاء المشركين كانوا يقرون بتوحيد الربوبية؟! إن مما يؤكد نفس هذه الفكرة تحذير القرآن من تعدد الأرباب في أربع آيات منها "أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار". "ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً". وما كانت محاورة فرعون وموسي إلا في الربوبية والألوهية معا فهو القائل: "أنا ربكم الأعلي" كما أنه القائل "لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين". ثم أن السؤال المتكرر في القرآن "أإله مع الله". "من رب السموات والأرض" لا فرق بين الرب والإله. وإذا قرأنا سورة الناس نجد الوصفين معا "قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس". إن الله إذن هو الرب هو الإله قال - تعالي - "لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا" وقال "الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله". القول بتقسيم التوحيد يشابه قول غيرنا في ثلاثة اقانيم! وما شنع العلماء علي المعتزلة إلا لخوضهم المذموم هل الصفات عين الذات أم خارجة عن الذات: هل يفقه المتنطعون هذا؟ |
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» ذكرى ميلاد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
» بسم الله الرحمن الرحيم ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
» ترجمة الشيخ سيدي عبد الله بن عبد الصمد كنون رحمه الله
» لمحة موجزة عن قراءة عبد الله بن عباس، رضي الله عنه
» دفاعا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» بسم الله الرحمن الرحيم ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
» ترجمة الشيخ سيدي عبد الله بن عبد الصمد كنون رحمه الله
» لمحة موجزة عن قراءة عبد الله بن عباس، رضي الله عنه
» دفاعا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى