علي بن أبي طالب رضي الله عنه
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
"علي بن أبي طالب" رضي الله عنه |
إنه ابن عم الرسول. وأخوه وزوج ابنته الزهراء بل وابنه الذي لم يلده.. علي بن أبي طالب. كرم الله وجهه. علي ابن أبي طالب بن عبدالمطلب الجد المشترك لرسول الله صلي الله عليه وسلم أبوه هو الذي كفل النبي بعد موت جده عبد المطلب وعاش في بيته إلي أن تزوج خديجة رضي الله عنها.. وأمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.. وهو الأصغر من ستة أبناء لوالديه: طالب. عقيل. جعفر. أم هانئ. جمانة. ولد قبل بعثة الرسول صلي الله عليه وسلم بحوالي عشر سنوات له من الأبناء: الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم من فاطمة الزهراء. ومحمد ابن الحنفية من زوجته بعد فاطمة: خولة بنت جعفر. مجموع أبنائه أربعة عشر ذكراً وتسعة عشر أنثي. كنيته: أبوالحسن. أبوالحسن. وكناه النبي صلي الله عليه وسلم ب"أبي تراب" وكانت هذه أحب الكني إلي نفسه ذلك أنه غضب يوماً مع زوجته فاطمة الزهراء فخرج من البيت ونام بجوار المسجد فجاء النبي ووجده معفراً بالتراب فقال له: "قم أبا تراب". وصفه وفضله كان قمحي اللون. متوسط الطول. ممتلئ الجسم. كبير البطن. أصلع. كثير شعر الصدر والكتفين واسع العينين. له لحية عظيمة. حسن الوجه. خفيف المشي. * هو أول من أسلم من الغلمان. حيث أسلم وعمره عشر سنوات. * لم يعبد الأصنام قط. * اتخذه النبي صلي الله عليه وسلم أخاً له بالمدينة عندما آخي بين المسلمين. * كانت لديه الشجاعة أن يبيت في فراش الرسول ليلة هجرته وهو يعلم بما يبيته المشركون له. * ائتمنه النبي - صلي الله عليه وسلم - ليؤدي الأمانات لأهلها بعد هجرته. * شهد كافة غزوات الرسول ماعدا غزوة تبوك وكانت له في جميعها بطولات نادرة. * أحد من كانوا يكتبون الوحي عن النبي - صلي الله عليه وسلم - وأحد من جمعوا القرآن ثم عرضه عليه "محمد عليه الصلاة والسلام". * أول من وضع قواعد اللغة العربية أملاها علي أبي الأسود الدؤلي ثم كلفه باستكمالها. * روي عن النبي - صلي الله عليه وسلم أكثر من خمسمائة حديث. * أول من بعثه النبي - صلي الله عليه وسلم قاضيا إلي اليمن وهو لايزال شاباً. أحاديث النبي والصحابة عنه عن أبي بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم. قيل يارسول الله سمهم لنا قال: علي منهم - قال ذلك ثلاثا - وأبوذر والمقداد وسلمان وأمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم". * عن حُبشي بن جنادة قال: قال رسول الله "علي مني وأنا من علي ولايؤدي عني إلا أنا أو علي". * عن المساور الحميري عن أمه قالت: "دخلت علي أم سلمة فسمعتها تقول: كان رسول الله يقول: "لايحب علياً منافق. ولا يبغضه مؤمن". * قال عمر رضي الله عنه: "علي أقضانا" أي أفضلنا في القضاء بين الناس. * قالت عائشة رضي الله عنها: "أما انه أعلم من بقي "أي من الاحياء" بالسنة". براعته في القضاء هناك قضية مشهورة في الفقه الإسلامي. وهي أن جماعة من الناس حفروا حفرة مغطاة بالأغصان وورق الشجر لاصطياد أسد وسقط الأسد فعلا إلا أن شابا وقف علي حافتها ليشاهد الأسد فزلت قدمه وسقط. فأمسك بشخص بجواره فسقط معه فأمسك بثالث فسقط. فأمسك برابع فسقطوا جميعا فأجهز الأسد عليهم. ورفع أهل القتلي الأمر إلي القاضي "علي" يطالبون من حفر الحفرة بالدية فقضي علي بأن الأول يستحق ثلث الدية فقط. لأنه تسبب في موت الثلاثة الذين تعلق بهم. وقضي للثاني بنصف الدية. علي أساس أنه تسبب في موت الاثنين اللذين تعلق بهما وقضي للثالث بثلاثة أرباع الدية علي أساس أنه تسبب في موت شخص واحد. وقضي للرابع بالدية الكاملة وتظلم المتضررون من الحكم إلي رسول الله ففحص الواقعة ثم أقر حكم علي. توليته الخلافة: بقيت المدينة بعد مقتل عثمان بن عفان خمسة أيام بدون خليفة وقد ذهب الثائرون إلي علي يطالبونه بأن يكون أميراً للمؤمنين وهو يهرب منهم. ويبحث الثائرون من أهل الكوفة عن الزبير فلا يجدونه. ويبحث أهل البصرة منهم عن طلحة فلايجدونه فقرروا ألا يبايعوا أحداً منهم وذهبوا إلي سعد بن أبي وقاص ليبايعوه فرفض. وذهبوا إلي عبدالله بن عمر فرفض. فخافوا إن رجعوا إلي بلادهم دون اختيار أمير للمؤمنين ان يحاسبهم الناس علي ذلك.. فقرروا انه لايصلح لها إلا علي واجتهدوا في البحث عنه حتي عثروا عليه. وتكاثروا عليه ليوافق علي قبول البيعة. بل انهم هددوه بأن يقتلوه كما قتلوا عثمان إن رفض. اندفع الجميع يبايعونه يوم الخميس 24 ذي الحجة سنة 35 هجرية. ورغم الاحداث المزلزلة التي شهدها علي. إلا أنها لم تصرفه عن مسئوليته المدنية كراع لهذه الأمة فكان يعظ الناس ويفقههم في الدين. ويمشي في الأسواق يراقب سلوك الناس فيها ويأمرهم بتقوي الله وايفاء الكيل والميزان وكان يرسل الرقباء للاطمئنان علي أحوال الرعية وسيرة الولاة فيهم. أخبر النبي صلي الله عليه وسلم علياً بأنه سيستشهد في حديثه الذي أخرجه أحمد والنسائي عن عمار بن ياسر قال: قال النبي: "ألا أحدثكما بأشقي الناس؟ رجلين" قلنا: بلي يارسول الله. قال: "أحمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك ياعلي علي هذه - رأسه - حتي تبل منه هذه - لحيته" وصدق رسول الله فبعد موقعة النهروان كان أمر الخوارج كمثل النار تحت الرماد وجاء موسم الحج لعام 39 هجرياً واجتمع فيه المسلمون. من يؤيد ومن يعارض علياً ومن اعتزل الجميع. وايضا من الخوارج وظهر أثر الانقسام عليهم. كل يرفض ان يصلي خلف إمام الآخرين. حتي اختاروا إماماً محايداً. وتذكر الخوارج قتلاهم في "النهروان" وثارت بينهم فكرة ان عليا ومعاوية وعمرو بن العاص هم سبب هذا البلاء فاتفقوا علي قتل الثلاثة. واختاروا لكل واحد منهم رجلا يتولي قتله. فاختاروا عبدالرحمن بن ملجم الحميري لقتل علي. واختاروا الحجاج بن عبدالله الصديمي لقتل معاوية. وعمرو بن بكر التميمي لقتل عمرو بن العاص. اتفقوا علي أن يتم القتل في وقت واحد وساعة محددة هي وقت الخروج لصلاة الفجر يوم 17 رمضان عام 40 هجرياً وفشل الحجاج بن عبدالله في قتل معاوية. كما نجا عمرو بن العاص لأنه لم يخرج في ذلك اليوم وأناب عنه رئيس شرطته. أما علي فخرج ينادي كعادته الصلاة الصلاة ياعباد الله فتلقاه عبدالرحمن بن ملجم بالسيف في رأسه فسقط ووقعت الضربة حيث حددها النبي وتخضبت لحية علي من رأسه. وسكت اللسان الذي طالما جهر بالحق عالياً وخمدت النفس التي طالما ترددت لاهثة في قتال الكافرين. وفقد المسلمون فرصة من أكبر فرص حياتهم.. أن يعيدوا أياماً مجيدة زاهرة كالتي عاشوها من قبل مع عمر رضي الله عنه. ويبكي أصحاب رسول الله عليا. وقال عبدالله بن عمر ما أجدني آسف علي شيء فاتني في حياتي. إلا علي أنني لم أقاتل مع علي الفئة الباغية. ويشعر المسلمون بعد فوات الآوان انهم يحملون وزر علي يوم تخلوا عنه وتركوه وحده بين الوحوش والذئاب وقد سأل رسول الله - صلي الله عليه وسلم علياً في أحد المرات: ياعلي: كيف أنني إذا زهد الناس في الآخرة ورغبوا في الدنيا. وأكلوا التراث أكلا لما. وأحبوا المال حباً جما واتخذوا دين الله دغلا "مجرد غطا"؟ فرد علي: إذا أتركهم لدنياهم وأذرهم وما اختاروا وأختار الله ورسوله والدار الآخرة. وأصبر حتي ألحق بكم". إذا: فقد اختار علي رضي الله عنه من قبل ونعم الاختيار. |
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: علي بن أبي طالب رضي الله عنه
علي بن ابي طالب
بقلم: الإمام الأكبر
د.محمد سيد طنطاوي -شيخ الأزهر
الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
صحابي جليل نشأ في بيت النبي صلي الله عليه وسلم وتربي في رحابه فكان أول
من آمن من الصبيان فقد أسلم وعمره ثمان سنوات ولم يؤثر عنه أنه سجد لصنم
قط فلقد كرم الله تعالي وجهه عن السجود لغيره إنه أبوالحسنين علي بن أبي
طالب كرم الله وجهه.
لقد كان الإمام علي رضي الله عنه من السابقين إلي الإسلام وعندما قال
له صلي الله عليه وسلم ألا تستشير أباك في شأن إسلامك؟ قال: يا رسول الله
إن الله تعالي لم يستشر أبي حين خلقني فأنا لا استشير أبي في عبادة من
خلقني؟!
وهكذا الأخيار يجري الله تعالي كلمة الحق علي ألسنتهم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
إنه لم يتخلف عن غزوة من الغزوات سوي غزوة "تبوك" لمهمة كلفه الرسول
صلي الله عليه وسلم بها وقد حزن لهذا التخلف وقال يا رسول الله: تركتني مع
النساء والصبيان؟ فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم "يا علي. أما ترضي أن
تكن مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبوة بعدي.
لقد شهد رضي الله عنه غزوة بدر فكان فيها الفارس المقدام وشهد غزوة أحد فكان فيها المنتصر علي زعيم الشرك والعصيان.
وفي غزوة "خيبر" كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الفارس الذي
يشار إليه بالبنان. فقد استعصي فتح حصن من حصون خيبر علي المسلمين. فقال
الرسول صلي الله عليه وسلم لأعطين الراية غدا لرجل يحبه الله ورسوله ويكون
الفتح علي يديه فبات الناس يتحدثون: من هذا الذي يختاره الرسول صلي الله
عليه وسلم لهذه المهمة. حتي قال سيدنا عمر بن الخطاب: "ما تمنيت الإمارة
إلا في هذا اليوم" فلما كان الصباح قال النبي صلي الله عليه وسلم أين علي
بن أبي طالب؟ وكان الناس قد بكروا في هذا اليوم إلي الذهاب إلي النبي صلي
الله عليه وسلم وكل واحد يرجو أن ينال هذا الشرف!!
ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: أين علي بن أبي طالب؟ فلما حضر
أعطاه الراية وقال له: يا علي سر ولا تلتفت حتي يفتح الله عليك" فقال علي:
يا رسول الله. علي ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتي يشهدوا أن لا إله
إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم
وأموالهم إلا بحقها وحسابهم علي الله فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا
خير لك من أن يكون لك حمر النعم" أذي خير لك من أغلي أموال الناس!!
فنفذ سيدنا علي رضي الله عنه وصية رسول الله صلي الله عليه وسلم
وجاهد جهاد الأبطال وفتح الحصن الذي استعصي علي المسلمين وكان النصر علي
يديه رضي الله عنه.
كذلك من المناقب الجليلة ومن المزايا الحميدة التي كان يتحلي بها
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: حبه للعلم وحرصه علي تعلمه من النبي صلي
الله عليه وسلم ونشاطه في نشر ما تعلمه من علم علي الناس دون كتمان أو
تحريف. وكان يضرب به المثل في ذلك حتي قيل شأنه: "قضية ولا أبا حسن لها"
أي: أن كبار الصحابة كانوا يرجعون إلي رأيه في أصعب المسائل. وكان دائما
يوصي تلاميذه ومريديه بالتزود بالعلم النافع.
ويحدثنا أحد تلاميذه وهو "كميل بن زياد" فيقول: أخذ بيدي أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب إلي المقابر ثم قال: يا كميل إن هذه القلوب
أوعية فاحفظ عني ما أقول لك:
الناس ثلاث: فعالم رباني. ومتعلم علي سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح.
يا كميل. العلم خير من المال. العلم يحرسك وأنت تحرس المال العلم يزيد بالنفقة والمال ينقص بالانفاق.
يا كميل. هلك خزان المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر.
أعيانهم مفقودة. وحكمتهم في القلوب موجودة. وإن في قلبي لعلوم جمة. ليتني
أجد من يحملها عني.
وهكذا نري أن الإمام عليا رضي الله عنه كان من أعلم الناس بأحكام وآداب شريعة الإسلام بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وهذا العلم الواسع وهذا الخلق الفاضل وهذا الإيمان الصادق وهذا الزهد
الخالص وهذا العقل الراجح الذي كان يتحلي به أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب هو الذي جعل تلاميذه يحبونه حبا جما ويلتفون من حوله لكي يسمعوا منه
ما ينفعهم.
وهذا هو أحد تلاميذه وهو "ضرار الصدائي" يدخل علي معاوية بن أبي
سفيان. فيقول له: يا ضرار. صف لي عليا؟ فقال له ضرار: أعفني. فقال له:
لتصفنه.
فقال ضرار: أما إذا كان لابد من وصفه فقد كان والله بعيد المدي. شديد
القوي. يقول فصلا. ويحكم عدلا. يتفجر العلم من جوانبه. وتنطق الحكمة من
نواحيه. يستوحش من الدنيا وزهرتها. ويأنس بالليل ووحشته وكان غزير الدمعة.
طويل الفكرة. يقلب كفه. ويخاطب نفسه. يعجبه من اللباس ما خشن. ومن الطعام
ما جشب- أي- ما غلظ وكان فينا كأحدنا. يدنينا إذا أتيناه. ويجيبنا إذا
سألناه. ويأتينا إذا دعوناه. وينبئنا إذا استنبأناه. ونحن والله مع تقريبه
إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له. ويعظم أهل العلم والدين. ويقرب
الفقراء والمساكين. لا يطمع القوي في باطله. ولا ييأس الضعيف من عدله.
وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد ارخي الليل سدوله. وغارت نجومه. وقابضا
علي لحيته يتململ تململ السليم- أي: اللديغ الذي لدغه ثعبان- ويبكي بكاء
الحزين. فكأني اسمعه الآن وهو يقول: يا ربنا. يا ربنا. يتضرع إليه ثم
يقول: يا دنيا غري غيري. هيهات هيهات لقد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها. فعمرك
قصير. وخطرك كبير. وعيشك حقير. آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة
الطريق.
فبكي معاوية وقال: رحم الله أبا الحسن. كان والله فكيف كان حزنك عليه ياضرار فقال ضرار: حزن من ذبح ولدها في حجرها.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
اشترى ميت من ميت
جاء رجل إلي الإمام علي كرَّم الله وجهه وقال له: يا إمام لقد اشتريت داراً وأرجو أن تكتب لي عقد شرائها بيديك. ونظر الإمام إليه بعين الحكمة الباصرة. فوجد الدنيا قد تربعت علي عرش قلبه. وملكت عليه أقطار نفسه. فكتب قائلاً: يريد أن يذكره بالدار الباقية. كتب بعد ما حمد الله وأثني عليه.
"أما بعد فقد اشترى ميت من ميت داراً في بلد المذنبين. وسكة الغافلين لها أربعة حدود: الحد الأول: ينتهي إلي الموت. والثاني ينتهي إلي القبر. والثالث: ينتهي إلي الحساب. والرابع: ينتهي إما إلي الجنة وإما إلي النار. فبكي الرجل بكاء مراً وعلم أن الإمام أراد أن يكشف الحجب الكثيفة عن قلبه الغافل. فقال يا أمير المؤمنين أشهد الله أني قد تصدقت بداري هذه علي أبناء السبيل فقال له الإمام الحكيم هذه القصيدة العصماء التي يذكر فيها الدار الآخرة:
النفس تبكي علي الدنيا وقد علمت
أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه
وإن بناها بشر خاب بانيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة
حتي سقاها بكأس الموت ساقيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها
ودورنا لخراب الدهر نبنيها
كم من مدائن في الآفاق قد بنيت
أمست خراباً وأفني الموت أهليها
لكل نفس وإن كانت علي وجل
من المنية آمال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضها
والنفس تنشرها والموت يطويها
إن المكارم أخلاق مطهرة
الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها
والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها
والصبر تاسعها واللين باقيها
"أما بعد فقد اشترى ميت من ميت داراً في بلد المذنبين. وسكة الغافلين لها أربعة حدود: الحد الأول: ينتهي إلي الموت. والثاني ينتهي إلي القبر. والثالث: ينتهي إلي الحساب. والرابع: ينتهي إما إلي الجنة وإما إلي النار. فبكي الرجل بكاء مراً وعلم أن الإمام أراد أن يكشف الحجب الكثيفة عن قلبه الغافل. فقال يا أمير المؤمنين أشهد الله أني قد تصدقت بداري هذه علي أبناء السبيل فقال له الإمام الحكيم هذه القصيدة العصماء التي يذكر فيها الدار الآخرة:
النفس تبكي علي الدنيا وقد علمت
أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه
وإن بناها بشر خاب بانيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة
حتي سقاها بكأس الموت ساقيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها
ودورنا لخراب الدهر نبنيها
كم من مدائن في الآفاق قد بنيت
أمست خراباً وأفني الموت أهليها
لكل نفس وإن كانت علي وجل
من المنية آمال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضها
والنفس تنشرها والموت يطويها
إن المكارم أخلاق مطهرة
الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها
والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها
والصبر تاسعها واللين باقيها
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
أبوالحسنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
صحابي جليل نشأ في بيت النبي صلي الله
عليه وسلم وتربي في رحابه. فكان أول من آمن من الصبيان. فقد أسلم وعمره
ثماني سنوات. ولم يؤثر عنه أنه سجد لصنم قط. فلقد كرم الله تعالي وجهه عن
السجود لغيره. إنه أبوالحسنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
لقد كان الإمام علي رضي الله عنه من السابقين إلي الإسلام . وعندما
قال له صلي الله عليه وسلم يا علي ألا تستشير أباك في شأن إسلامك؟ قال: يا
رسول الله إن الله تعالي لم يستشر أبي حين خلقني. فأنا لا أستشير أبي في
عبادة من خلقني؟!
وهكذا الأخيار يجري الله تعالي كلمة الحق علي ألسنتهم. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
عندما نقرأ سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نري علي رأس الفضائل
التي تميز بها: الشجاعة الفائقة. والحرص علي أن يكون إلي جانب النبي صلي
الله عليه وسلم في جميع غزواته إنه لم يتخلف عن غزوة من الغزوات سوي غزوة
"تبوك" لمهمة كلفه الرسول صلي الله عليه وسلم بها. وقد حزن لهذا التخلف
وقال يا رسول الله: تركتني مع النساء والصبيان؟ فقال له الرسول صلي الله
عليه وسلم: "يا علي أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي. إلا أنه
لا نبوة بعدي".
لقد شهد رضي الله عنه غزوة بدر فكان فيها الفارس المقدام. وشهد غزوة
أحد فكان فيها البطل الهمام. وشهد غزوة الأحزاب فكان فيها المنتصر علي
زعيم الشرك والعصيان.
وفي غزوة "خيبر" كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الفارس الذي
يشار اليه بالبنان. فقد استعصي فتح حصن من حصون خيبر علي المسلمين. فقال
الرسول صلي الله عليه وسلم لأعطين الراية غداً لرجل يحبه الله ورسوله.
ويكون الفتح علي يديه. فبات الناس يتحدثون: من هذا الذي يختاره الرسول صلي
الله عليه وسلم لهذه المهمة. حتي قال سيدنا عمر بن الخطاب: "ما تمنيت
الإمارة إلا في هذا اليوم. فلما كان الصباح قال النبي صلي الله عليه وسلم
أين علي بن أبي طالب؟ وكان الناس قد بكروا في هذا اليوم إلي الذهاب إلي
النبي صلي الله عليه وسلم وكل واحد يرجو أن ينال هذا الشرف!!
ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: أين علي بن أبي طالب؟ فلما حضر
أعطاه الراية وقال له يا علي سر ولا تلتفت حتي يفتح الله عليك فقال علي:
يا رسول الله. ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتي يشهدوا أن لا إله إلا
الله وان محمداً رسول الله. فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم
إلا بحقها وحسابهم علي الله. فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك
من أن يكون لك حمر النعم" أذي خير لك من أغلي أموال الناس!!
فنفذ سيدنا علي رضي الله عنه وصية رسول الله صلي الله عليه وسلم
وجاهد جهاد الأبطال. وفتح الحصن الذي استعصي علي المسلمين. وكان النصر علي
يديه رضي الله عنه.
كذلك من المناقب الجليلة. ومن المزايا الحميدة التي كان يتحلي بها
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: حبه للعلم. وحرصه علي تعلمه من النبي صلي
الله عليه وسلم ونشاطه في نشر ما تعلمه من علم علي الناس دون كتمان أو
تحريف. وكان يضرب به المثل في ذلك حتي قيل في شأنه: "قضية ولا أبا حسن
لها" أي: أن كبار الصحابة كانوا يرجعون إلي رأيه في أصعب المسائل. وكان
دائماً يوصي تلاميذه ومريديه بالتزود بالعلم النافع.
ويحدثنا أحد تلاميذه وهو "كميل بن زياد" فيقول: أخذ بيدي أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب إلي المقابر ثم قال: "يا كميل. إن هذه القلوب
أوعية فاحفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاث: فعالم رباني. ومتعلم علي سبيل
نجاة. وهمج رعاع أتباع كل ناعق. يميلون مع كل ريح.
يا كميل. العلم خير من المال. العلم يحرسك وأنت تحرس المال. العلم يزيد بالنفقة والمال ينقص بالإنفاق.
يا كميل. هلك خزان المال وهم أحياء. والعلماء باقون ما بقي الدهر.
أعيانهم مفقودة وحكمتهم في القلوب موجودة. وان في قلبي لعلوم جمة. ليتني
أجد من يحملها عني.
وهكذا نري ان الإمام علياً رضي الله عنه كان من أعلم الناس بأحكام وآداب شريعة الإسلام بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وهذا العلم الواسع. وهذا الخلق الفاضل. وهذا الإيمان الصادق. وهذا
الزهد الخالص. وهذا العقل الراجح الذي كان يتحلي به أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب هو الذي جعل تلاميذه يحبونه حبا جماً. ويلتفون من حوله لكي
يسمعوا منه ما ينفعهم.
وهذا هو أحد تلاميذه وهو "ضرار الصدائي" يدخل علي معاوية بن أبي
سفيان. فيقوله له: يا ضرار . صف لي علياً؟ فقال له ضرار: أعفني. فقال له:
لتصفنه.
فقال ضرار: أما إذا كان لابد من وصفه فقد كان والله بعيد المدي. شديد
القوي. يقول فصلاً. ويحكم عدلاً. يتفجر العلم من جوانبه. وتنطق الحكمة من
نواحيه. يستوحش من الدنيا وزهرتها. ويأنس بالليل ووحشته وكان غزير الدمعة.
طويل الفكرة. يقلب كفه. ويخاطب نفسه. يعجبه من اللباس ما خشن. ومن الطعام
ما جشب أي ما غلظ وكان فينا كأحدنا. يدنينا إذا أتيناه. ويجيبنا إذا
سألناه. ويأتينا إذا دعوناه. وينبئنا إذا استنبأناه. ونحن والله مع تقريبه
إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له. ويعظم أهل العلم والدين. ويقرب
الفقراء والمساكين. لا يطمع القوي في باطله. ولا ييأس الضعيف من عدله.
وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه. وقد أرخي الليل سدوله. وغارت نجومه.
قابضاً علي لحيته يتململ تململ السليم أي : اللديغ الذي لدغه ثعبان ويبكي
بكاء الحزين. فكأني أسمعه الآن وهو يقول: يا ربنا. يا ربنا. يتضرع اليه ثم
يقول: يا دنيا غري غيري. هيهات هيهات لقد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها.
فعمرك قصير. وخطرك كبير. وعيشك حقير. آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة
الطريق.
فبكي معاوية وقال: رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ فقال ضرار: حزن من ذبح ولدها في حجرها.
د. محمد سيد طنطاوي
عليه وسلم وتربي في رحابه. فكان أول من آمن من الصبيان. فقد أسلم وعمره
ثماني سنوات. ولم يؤثر عنه أنه سجد لصنم قط. فلقد كرم الله تعالي وجهه عن
السجود لغيره. إنه أبوالحسنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
لقد كان الإمام علي رضي الله عنه من السابقين إلي الإسلام . وعندما
قال له صلي الله عليه وسلم يا علي ألا تستشير أباك في شأن إسلامك؟ قال: يا
رسول الله إن الله تعالي لم يستشر أبي حين خلقني. فأنا لا أستشير أبي في
عبادة من خلقني؟!
وهكذا الأخيار يجري الله تعالي كلمة الحق علي ألسنتهم. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
عندما نقرأ سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نري علي رأس الفضائل
التي تميز بها: الشجاعة الفائقة. والحرص علي أن يكون إلي جانب النبي صلي
الله عليه وسلم في جميع غزواته إنه لم يتخلف عن غزوة من الغزوات سوي غزوة
"تبوك" لمهمة كلفه الرسول صلي الله عليه وسلم بها. وقد حزن لهذا التخلف
وقال يا رسول الله: تركتني مع النساء والصبيان؟ فقال له الرسول صلي الله
عليه وسلم: "يا علي أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي. إلا أنه
لا نبوة بعدي".
لقد شهد رضي الله عنه غزوة بدر فكان فيها الفارس المقدام. وشهد غزوة
أحد فكان فيها البطل الهمام. وشهد غزوة الأحزاب فكان فيها المنتصر علي
زعيم الشرك والعصيان.
وفي غزوة "خيبر" كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الفارس الذي
يشار اليه بالبنان. فقد استعصي فتح حصن من حصون خيبر علي المسلمين. فقال
الرسول صلي الله عليه وسلم لأعطين الراية غداً لرجل يحبه الله ورسوله.
ويكون الفتح علي يديه. فبات الناس يتحدثون: من هذا الذي يختاره الرسول صلي
الله عليه وسلم لهذه المهمة. حتي قال سيدنا عمر بن الخطاب: "ما تمنيت
الإمارة إلا في هذا اليوم. فلما كان الصباح قال النبي صلي الله عليه وسلم
أين علي بن أبي طالب؟ وكان الناس قد بكروا في هذا اليوم إلي الذهاب إلي
النبي صلي الله عليه وسلم وكل واحد يرجو أن ينال هذا الشرف!!
ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: أين علي بن أبي طالب؟ فلما حضر
أعطاه الراية وقال له يا علي سر ولا تلتفت حتي يفتح الله عليك فقال علي:
يا رسول الله. ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتي يشهدوا أن لا إله إلا
الله وان محمداً رسول الله. فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم
إلا بحقها وحسابهم علي الله. فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك
من أن يكون لك حمر النعم" أذي خير لك من أغلي أموال الناس!!
فنفذ سيدنا علي رضي الله عنه وصية رسول الله صلي الله عليه وسلم
وجاهد جهاد الأبطال. وفتح الحصن الذي استعصي علي المسلمين. وكان النصر علي
يديه رضي الله عنه.
كذلك من المناقب الجليلة. ومن المزايا الحميدة التي كان يتحلي بها
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: حبه للعلم. وحرصه علي تعلمه من النبي صلي
الله عليه وسلم ونشاطه في نشر ما تعلمه من علم علي الناس دون كتمان أو
تحريف. وكان يضرب به المثل في ذلك حتي قيل في شأنه: "قضية ولا أبا حسن
لها" أي: أن كبار الصحابة كانوا يرجعون إلي رأيه في أصعب المسائل. وكان
دائماً يوصي تلاميذه ومريديه بالتزود بالعلم النافع.
ويحدثنا أحد تلاميذه وهو "كميل بن زياد" فيقول: أخذ بيدي أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب إلي المقابر ثم قال: "يا كميل. إن هذه القلوب
أوعية فاحفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاث: فعالم رباني. ومتعلم علي سبيل
نجاة. وهمج رعاع أتباع كل ناعق. يميلون مع كل ريح.
يا كميل. العلم خير من المال. العلم يحرسك وأنت تحرس المال. العلم يزيد بالنفقة والمال ينقص بالإنفاق.
يا كميل. هلك خزان المال وهم أحياء. والعلماء باقون ما بقي الدهر.
أعيانهم مفقودة وحكمتهم في القلوب موجودة. وان في قلبي لعلوم جمة. ليتني
أجد من يحملها عني.
وهكذا نري ان الإمام علياً رضي الله عنه كان من أعلم الناس بأحكام وآداب شريعة الإسلام بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وهذا العلم الواسع. وهذا الخلق الفاضل. وهذا الإيمان الصادق. وهذا
الزهد الخالص. وهذا العقل الراجح الذي كان يتحلي به أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب هو الذي جعل تلاميذه يحبونه حبا جماً. ويلتفون من حوله لكي
يسمعوا منه ما ينفعهم.
وهذا هو أحد تلاميذه وهو "ضرار الصدائي" يدخل علي معاوية بن أبي
سفيان. فيقوله له: يا ضرار . صف لي علياً؟ فقال له ضرار: أعفني. فقال له:
لتصفنه.
فقال ضرار: أما إذا كان لابد من وصفه فقد كان والله بعيد المدي. شديد
القوي. يقول فصلاً. ويحكم عدلاً. يتفجر العلم من جوانبه. وتنطق الحكمة من
نواحيه. يستوحش من الدنيا وزهرتها. ويأنس بالليل ووحشته وكان غزير الدمعة.
طويل الفكرة. يقلب كفه. ويخاطب نفسه. يعجبه من اللباس ما خشن. ومن الطعام
ما جشب أي ما غلظ وكان فينا كأحدنا. يدنينا إذا أتيناه. ويجيبنا إذا
سألناه. ويأتينا إذا دعوناه. وينبئنا إذا استنبأناه. ونحن والله مع تقريبه
إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له. ويعظم أهل العلم والدين. ويقرب
الفقراء والمساكين. لا يطمع القوي في باطله. ولا ييأس الضعيف من عدله.
وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه. وقد أرخي الليل سدوله. وغارت نجومه.
قابضاً علي لحيته يتململ تململ السليم أي : اللديغ الذي لدغه ثعبان ويبكي
بكاء الحزين. فكأني أسمعه الآن وهو يقول: يا ربنا. يا ربنا. يتضرع اليه ثم
يقول: يا دنيا غري غيري. هيهات هيهات لقد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها.
فعمرك قصير. وخطرك كبير. وعيشك حقير. آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة
الطريق.
فبكي معاوية وقال: رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ فقال ضرار: حزن من ذبح ولدها في حجرها.
د. محمد سيد طنطاوي
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» أشعار الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه
» لمحة موجزة عن قراءة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.
» العشرة المبشرون بالجنة:
» جعفر بن أبي طالب.
» جعفر بن ابي طالب
» لمحة موجزة عن قراءة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.
» العشرة المبشرون بالجنة:
» جعفر بن أبي طالب.
» جعفر بن ابي طالب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى