فيروز
+6
بديعة
عائشة
abdelhamid
ع أ ع
rotba
سارة
10 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رد: فيروز
صح النوم..
بعد غياب ثلاثة وعشرين عاما توجهت
الفنانة اللبنانية فيروز إلي دمشق لتحيي فيها ليالي طالما اشتاق السوريون
لها ولربما نجحت فيما فشل فيه الكثيرون ابتداء من وساطة عربية إلي أوروبية
لاختيار رئيس جديد للبنان الذي ظل خاليا حتي الحادي عشر من هذا الشهر
فبراير وربما بعد ذلك بكثير!
** فيروز اختارت مسرحيتها الرائعة "صح النوم" ربما لتوقظ بها
العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين سوريا ولبنان وربما ينجح
صوتها الملائكي في دفن خلافات كثيرة منذ التواجد السوري في لبنان والخروج
منه ظاهريا ولكن فلوله مازالت قائمة!
** ولا شك أن الفن يستطيع أن يفعل الكثير وأن يقود إلي الطريق الصحيح
بعد أن يفشل السياسيون ولديهم معدلات من الأداء لا يستطيعون التنازل عنها
أو تربطهم كبرياء السلطة بقيود ولا يستطيعون الخلاص منها خاصة بعد أن ظلت
لبنان تعيش علي سطح صفيح ساخن لسنوات طويلة حتي أنها من كثرة هذه الخلافات
والتوجهات عجزت عن اختيار رئيس لها بعد أن غادر الرئيس السابق إميل لحود
قصر الرئاسة.
** ولقد كانت مباريات كرة القدم هي الأداة الشهيرة في توطيد العلاقات
بين الدول.. وكان الفن سابقا هو الذي يقوم بهذا الدور ومازلنا نذكر أداء
فنانتنا العظيمة أم كلثوم التي استطاعت أن توحد العرب علي شيء رغم
خلافاتهم العميقة فكانت حفلتها في الخميس الأول من كل شهر جامعة عربية بحق
دون جولات مكوكية أو اجتماعات علنية وسرية وجانبية.
** كان العرب يلتقون علي صوت أم كلثوم.. ثم جاءت مباريات الكرة
لتواصل نفس الطريق إلا أنها لم تستطع حتي الآن أن تحقق ما فعلته أم كلثوم
ورأينا مباريات في العاصمة الإيطالية روما بين الفلسطينيين والإسرائيليين
دون أن تحرز هذه المباريات أي تقدم!
** وجاء اليوم الذي تخرج فيه فيروز من عزلتها ربما لإحساسها بالخطر
الشديد الذي يتربص ببلادها فاتجهت الوجهة الصحيحة.. اتجهت إلي العاصمة
السورية واختارت مسرحية صح النوم الذي وقف آلاف من السوريين في طوابير
لحضور حفلاتها وربما -ونقول ربما- ذاب في صوتها الجميل جبال الثلوج التي
تحول بين لبنان وبين اختياره لرئيسه.. وقد تنجح فيروز هذه المرة فيما فشل
فيه سياسيون كثيرون.
rotba- عدد الرسائل : 1121
العمر : 34
Emploi : Active
تاريخ التسجيل : 16/03/2007
رد: فيروز
فتاة الجبل
باولا
أو فتاة الجبل، بهذا الاسم كانت تُعرف نهاد حداد قبل أن تحمل اسم فيروز.
ولعل فنانة بلد الأرز، وهي تنتقل، في البداية، من منشدة في جوقة المدرسة
التي أنشأها مدرس الموسيقى سليم فلفل إلى منشدة في كورس الإذاعة
اللبنانية، كانت تستسلم لقدر فني ضرب لها موعدا مبكرا مع العبقرية عندما
وضع في طريقها فنانا اسمه حليم الرومي، الذي أعطاها اسمها الفني المستعار،
كما أعطاها حظوة الاستفادة من إمكانيات الملحن الصاعد عاصي الرحباني،
الفنان الذي كان يبحث، في ذلك الوقت، من خمسينات القرن الماضي، عن خامة
صوتية ملائكية تفجر طاقاته اللحنية لِينحت منها أجمل اللآلئ.
اللقاء بالأخوين، عاصي ومنصور الرحباني، جعل اسم فيروز يتحول
بالتدريج إلى أسطورة، تبحث باستمرار عن نسوغ فنية تتغذى عليها. كبرت
الأسطورة، مع الوقت، وفاضت عن ذلك الجسد النحيف، المرهف الذي حملها بإيمان
وخجل. تزوجت فيروز بعاصي وأعطت لصوتها فرصة الصعود من أعماق الريف ليغني
عبر المواويل والموشحات والأهازيج والأزجال والقصائد لواعجَ الحب، وصفاء
الصلاة، ولوعة الشعراء، وغبطة المزارعين، وغربة الأوطان، وحزن المدن، وصمت
البيوت المهجورة، ويقين الطيور العائدة، وسكون الليل وسحر الجسور الغارقة
في الأنهار.
غنتْ فيروز كل هذه الصور وغيرها من الحياة الريفية والمدينية التي
تدفقت من حنجرتها كالعسل، فأتاحت لشعر وألحان الأخوين الرحباني أن تمتزج
بالهواء، وأن تقيم في تلك المناطق النائية المتاخمة للسحاب، حيث تتلألأ
نجوم الفن، وتندلع خيوط من فضة اللحن السمفوني. وبنفس الحركة السحرية،
أتاحت فيروز لقلوب الناس، وهي تنصت لصلاتها الغنائية، بُلوغَ تلك النقطة
التي يتلاشى عندها الانتماء الاجتماعي، لصالح وحدة إنسانية مشدودة لعناصر
الحياة الأولى التي تَخلَّق منها الكون، قبل أن تنفذ من شقوقها، مع ظهور
العمران ومشاعر الغيرة والحسد، دودة الصراع.
ومثلما أتاحت لنا فيروز فرصة التلاشي علمتنا أيضا قيمة الانتماء.
وغناء الأوطان الجريحة الذي يصعد من قلبها رقراقا، يَدلُّنا على عودة
ظَلَّ نَشيدُها الغالي يهجس بها، بالرغم من الحزن والدموع وغبار المعارك
الصغيرة التي تورط فيها الإخوة. إن لحظة الألم التي تعتصر أغاني كثيرة في
ربيرطوارها الفني الشجي، قادمة، في الواقع، من تلك اللوعة المؤمنة بقيمة
الانسان وقدرته على بناء الجسور وترميم الحياة المؤدية للغد. ودون السقوط
في شكل فني تبشيري، ظلَّ غناء فيروز عامرا بالوعد المنبثق من غموض الفن،
ومن سحر الصوت وترجيعات اللحن الضارب الغور في أرض الجذور.
كانت فيروز، وهي تستسلم لمشارط التجميل، في لحظة من حياتها، ترغب في
منح إطلالتها الفنية هيبة التماثيل المنحوتة برهافة نادرة. وما كان لعاصي
سوى الاستسلام، بوجل، لرغبة الفنانة، التي كانت بدورها تستسلم لقدر شخصي
كان، بحق، أكبر من أي قرار. ولذلك ظلت فيروز منزهة عن كل توظيف سياسي،
طبقي أو طائفي، لأن صوتها كان يعرف كيف يعلو فوق الأطياف ونزوات الحكام.
كان يعرف كيف يأتي من مكان بعيد، ليخترق قلوب الملوك والناس البسطاء على
حد سواء.
مات عاصي واستمرت الأسطورة تبحث لقلبها عن ألحان، فغنت لفيلمون وهبي
ومحمد عبد الوهاب وزكي ناصيف ورياض السنباطي، لكن صغيرها زياد الرحباني،
عرف أكثر كيف يمنح صوت فيروز ما يُجدد شبابه، بالرغم من كل تلك السنوات
الطويلة التي ركض فيها وراء أشجى الألحان وأعلاها مقاما. هكذا وضع زياد في
أسطوانات مثل «معرفتي فيك» و«كيفك انت» ما جدد شباب فيروز، قبل أن يعرج،
في نزعة أوديبية مغامرة ، نحو الزج بذلك الصوت الملائكي في «فانتازيات»
مدينية خاصة تمزج الجد باللعب، والألحان الموقعة بالكلام النثري، الذي
يدمج الاستعداد وبروفات التمرين في سياق الغناء والفن.
إن تلوث البيئة الموسيقية من حولنا، يجعلنا، حقيقة، نجد في فن فيروز
ملاذا يعلمنا الحلم والأمل. فتحية لفتاة الجبل، من أعماق القرن المقبل.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
عائشة- عدد الرسائل : 208
العمر : 33
Localisation : اكادير
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 22/01/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
عائشة- عدد الرسائل : 208
العمر : 33
Localisation : اكادير
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 22/01/2008
شمس العرب- عدد الرسائل : 574
العمر : 32
Localisation : بلاد جبالة
Emploi : Active
تاريخ التسجيل : 19/03/2007
zouakine1- عدد الرسائل : 202
العمر : 51
Localisation : Maroc
Emploi : KHADAM
تاريخ التسجيل : 17/11/2006
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» فيروز
» البوم الفنانين والفنانات
» الطفلة فيروز
» فيروز في أمستردام.. أمسية تاريخية
» 'فيروز في السينما': ابنة الضيعة التي تحلم بالعدالة والحب البريء! /محمد منصور
» البوم الفنانين والفنانات
» الطفلة فيروز
» فيروز في أمستردام.. أمسية تاريخية
» 'فيروز في السينما': ابنة الضيعة التي تحلم بالعدالة والحب البريء! /محمد منصور
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى