من طرف منصور الأربعاء 16 أبريل 2008 - 14:40
حقوق الإنسان في الإسلام تبدأ قبل انجابه
| بقلم السيد مختار علي محمد
| الحرية هي سفر خارج التاريخ.. خارج حدود الأشياء.. خارج أنفسنا.. الحرية هي دخولنا منطقة انعدام الوزن التي تخلصنا من جاذبية الأرض ومن ضغط الأشياء علينا.. بالحرية وحدها نفتح ثقباً في جدار العزلة.. ونكسر باب المعتقل الذي لا يسمح لنا فيه أن نفكر أو نحزن أو نصرخ أو نكتب مشاعرنا علي ورقة صغيرة ناعمة.بالحرية وحدها نقول ما نريد.. لمن نريد.. بالحرية وحدها نصير أكثر اقتراباً من الله. وتصبح السماء أكثر زرقة.. والأرض أكثر خصوبة.. والبشر أكثر إنسانية.. وقد أفزعني ما سمعت وما رأيت علي شاشة التليفزيون من قهر تعرض له الناس في العراق علي يد زبانية النظام السابق للرئيس الضائع صدام حسين.. سمعت ورأيت وتألمت وغضبت ثم تساءلت: هل يرضي الله عن ذلك؟لقد تحدث الإسلام عن تكريم الإنسان.. لم يقل تكريم المسلم.. يقول سبحانه وتعالي : "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير مما خلقنا تفضيلاً".. إنه تكريم للإنسان مهما كان لونه وجنسه وعلمه وعقيدته.. الإنسان الذي اختار منه الله رسله وأنبياءه وأولياءه.. ميزه بالعقل والحواس وتنفيذ رسالته علي الأرض.. كل من يؤمن بالله سبحانه وتعالي علي اختلاف درجات الإيمان ومهما كانت العقيدة عليه أن يحترم إرادة الله.. ويعطيه في ذلك.. ومن ثم فإن الاعتداء علي حق من حقوق الإنسان مهما صغرت هو تجاوز لشرع الله وإرادته.. وبما أن الله كرم الإنسان وفضله علي كثير من خلقه بما فيهم الملائكة فلابد أن يكون المؤمن مطيعاً لأوامر الله.. مكرماً لما كرم.. مفضلا لما فضل.. ولو لم يكن من باب الإيمان فمن باب الانحياز إلي الجنس والنوع الذي ينتمي إليه.
وقد اهتم الإسلام بالإنسان قبل ودلاته.. فمن حق الطفل قبل أن يولد علي أبيه توفير مكان للنوم وطعام لسد الجوع وفرصة افضل للحياة.. بل من حقوق الطفل علي أبيه أن يختار الأم المناسبة له.. أن يحسن اختيار أمه.. وأن يكون هذا الطفل من نكاح لا من سفاح حتي يمكن تمييز الأسباب ومعرفة الفروع المنتمية إلي الأصول.
وبعد أن يولد الطفل يكون من حقه علي أبيه اختيار اسم مناسب له.. إنها جريمة في حق الطفل أن تسميه إسما يثير سخرية أقرانه ويفقده اندماجه مع من حوله.. وجريمة أكبر أن نأتي بطفل آخر قبل أن نضمن للطفل الأول كل فرص الرعاية والحياة الكريمة.. إن تنظيم الأسرة من حقوق الإنسان.. فالحياة المؤكدة التي يمثلها وجود الطفل الأول أولي من الحياة غير المؤكدة التي يمثلها الطفل القادم الذي يكون في عالم الغيب.. من حق الطفل أن يتربي جيدا.. من حقه أن ترضعه أمه... فإن تخلت عن هذا الواجب قامت به غيرها... وبعد أن يكبر الطفل علي أبيه أن يعلمه طاعة الله سبحانه وتعالي... فإن لم يستطع بذاته فليعهد به إلي من يستطيع.. يقول صلي الله عليه وسلم في تربية الأبناء: "لاعبه سبعا وأدبه سبعاً وصاحبه سبعا ثم اترك حبله علي غاربه".. ولو تعلم الطفل شرع الله فإنه سيحترم كل من حوله.. سيبدأ باحترام جيرانه.. لا فرق هنا بين جار مسلم وجار غير مسلم.. يقول صلي الله عليه وسلم : "مازال جبريرل يوصيني بالجار حتي ظننت أنه سيورثه".. إن الجار غير المسلم له حق الإنسانية.. والجار المسلم له حق الإنسانية والإسلام.. والجار.. المسلم والجار المسلم من الاقارب له حق الإنسانية والإسلام والقرابة.. علي أن الإسلام بصورة واضحة وحاسمة ودقيقة حرم علينا كل ما لدي غير المسلمين.. فلم يبح سرقة أموالهم ولا الكذب عليهم ولا سرقتهم ولا هتك أعراضهم.. فمثل هذه الكبائر هي حرام ارتكابها دون تفرقة. |
|
|
|