أسرار 50 سنة من تاريخ المغرب/ملف-الاتحاد الاشتراكي
صفحة 1 من اصل 1
أسرار 50 سنة من تاريخ المغرب/ملف-الاتحاد الاشتراكي
أسرار 50 سنة من تاريخ المغرب عرض و تقديم: يوسف لهلالي عندما استرجع المغرب الصحراء، كانت قد مرت على وفاة فرانكو ثلاثة ايام ، فاستدعاني رئيس الحكومة الاسبانية ، كارلوس ارياس،الوزير الأول احمد عصمان وأنا، على الساعة السابعة والنصف صباحا في قصر الشرق ، لمعالجة هذا الأمر قبل دفن الجنرال. وبدعوة من ارياس، ألقينا نظرة أخيرة على الجنرال، الذي كان جثمانه موضوعا في غرفة صغيرة بالقصر. وكنا على وشك الخروج، عندما دخل ثلاثة جنرالات ، جنرال من القوات الجوية، وآخر من القوات البرية وثالث أميرال. سد الثابوت وتم لفه في العلم الوطني . كنت في آخر الغرفة ، فتسنى لي أن أشهد إغلاق التابوت، ثم رأيت العسكريين الذين حملوا الجنرال فرانكو، ويبدو أنهم اعتبروني شخصا اسبانيا. بعد ذلك طلب الراهب المسؤول عن كنيسة «لوسكاييدوس»، حيث كان الجثمان سيوارى الثرى، فتح التابوت من أجل التأكد بأن الجثة لفرانكو فعلا، ولكن العائلة عارضت ذلك ، ورفضت الانصات الى مبررات رجل الدين، فما كان من هذا الأخير إلآ أن طلب أداء القسم من طرف وزير العدل ، ورئيس الغرفة المدنية والجنرال المسؤول عن العسكرية، إثباتا أن فرانسيسكو فرانكو باهاموندي اينفيرول هو من توجد جثته بالتابوت. ومن سخرية القدر أنني ، في الواقع آخر شخص يرى فرانكو قبل إغلاق التابوت. من هو فرانكو؟ وكيف يمكن تحديد شخصيته؟ مما لا شك فيه أنه كان رجلا جليديا وقليل الحديث. لقد رأيته أول مرة عندما وضعت أوراق اعتمادي أول مرة في غشت 1969، وباستثناء بعض المجاملات، صعب علي أن أتبين ما كان صوته العميق ، الذي بدا كما لو كان منبعثا من قدر، يردده. والشيء الوحيد الذي اعتقدت أنني تبينته أو عرفته هي هذه الجملة التي فاه بها قبل أن ينهض ويغيب «ناقش مع الوزير كيفية معالجة مشاكلنا ووضعية علاقاتنا مع المغرب». في ذلك الوقت كان الرجل قد صار مريضا ومسنا مصابا بمرض باركينسون. قبيل ذلك ، أراد مولاي عبد الله، الذي كان في إسبانيا بغرض القنص، زيارة الجنرال زيارة مجاملة، وكان أنني توجهت صبيحة اليوم الموالي رفقة الأمير الى قصر باردو، وهناك، ولأول مرة ـ وربما كانت الأخيرة ـ التي أرى فيها فرانكو مسترخيا ، حد الضحك أو الابتسامة الخفيفة، وباعتباري سفيرا، فقد كنت أزور رئيس الدولة مرتين في السنة : الأولى أثناء الغداء الذي ينظمه في عيد «الموبيميينتو» (الحركة )، وفي الصيف بمناسبة حفل استقبال ينظم في «غرانجا» ، اليوم الاسباني في السنة الذي يتم الاحتفال به في القصر الجبلي القريب من مدريد. نظارات فرانكو الخضراء.. كيف يمكن أن أنسى عيد الميلاد الأخير للموبيميينتو » في قصر الشرق؟ نسيان تلك الأبواب التي تفتح وفرانكو يتقدم بخطى قصيرة مثل كائن ميكانيكي من أجل السلام على السلك الديبلوماسي ، الذي ينتظره مصطفا في هدوء. وعندما وصل بمحاذاتي ، نطق المكلف باسمي «سفير المغرب» فوقف فرانكو، ومد يده وصافحني ثم قبض على كفي . نظر إلي بإمعان من وراء تلك النظارات الخضراء التي تخفي نظرته إلى درجة يتساءل الانسان أي شيء يقف أمامه. أمعنت النظر ، بدأ مدير البروتوكول يتساءل عندما أطلق فرانكو يدي محييا من جديد ، وواصل طريقه مثل آلة صغيرة. الزملاء الذين سألوني عم قاله فرانكو، قلت بالطبع إنه لم يقل شيئا، في تزامن مع الاعلان بأنه لن يحضر بسبب التعب . وبالفعل، فقد دخل المستشفى في يوم الغد،حيث سيعمل الاطباء على الابقاء عليه حيا ، لأسباب عائلية وسياسية ، طيلة اسابيع عديدة ، بغض النظر عن كل ما يمليه العقل والروح الانسانية البسيطة. (...) تمثل المسيرة الخضراء نموذج ما يمكن أن يفعله القادة في البلدين (اسبانيا والمغرب)...فقد كنت في مدريد ، وفرانكو يحتضر في المستشفى، عندما استدعاني،ليلة ذلك اليوم الذي كان فيه «حجاج» الصحراء سيصلونه إلى نقطة الوصول، رئيس الحكومة الاسبانية كارلوس ارياس نافارو في الساعة الخامسة بعد الزوال في مكتبه بكاستييانا.حدثني، بلغة محايدة وقال بأن قرار الحسن الثاني بإطلاق «هذه المسيرة الخضراء» يبدو له قرارا في غير محله، ذلك أن آلاف المغاربة الذين سيدخلون اراضي الصحراء الغربية سيتجهون لا محالة إلى مواجهة الجيش الاسباني ، وبأنه لا يرى كيفية تفادي اطلاق النار والقتلى ووضعية حرب بين المغرب واسباينا. وبعد أن استأذنني في الغياب بعض الوقت ، عاد بعد خمس دقائق لكي يقول لي بأنه في الوضعية الحالية ، مع وجود الجنرال في المستشفى، يتولى الأمير خوان كارلوس، الذي كان قد هاتفه، النيابة عن رئيس الدولة. وقال لي «ليس لدينا حل ولا ندري ماذا سنفعل»، مضيفا بأن الأمير كلفه بأن يطلب مني إن كنت مستعدا للذهاب، صحبة الوزير المكلف بالصحراء، انطونيو كارو، من أجل لقاء الملك الحسن الثاني. أجبته بأنه يمكنني أن ألحق بعد ساعة بوزيره في مطار باراخاس، والتوجه صحبته للقاء الملك من أجل نقل رسالة سمو الأمير خوان كارلوس لجلالة الملك.وحين دقت الساعة ، وجدت كارو رفقة ابنته البالغة من العمر 15 سنة ، وركبنا طائرة اف 50 باتجاه الرباط ، حيث استقبلنا وزير الخارجية احمد العراقي ، الذي رافقنا الى أكادير للقاء الملك. صبيحة اليوم الموالي ، استدعاني الحسن الثاني، منشغلا بما تحمله رسالة الأمير. فقرر أن نتناول الغذاء بين الوزراء، رفقة وزير الأنباء الذي رافقه الى أكادير، وبحضوره هو ، على أن نستقبل الوزير الإسباني في الساعة الرابعة زوالا. مهمة جد خاصة.. استقبل الملك الوزير الاسباني بلغته- وهي اللغة التي يتقنها جيدا- وخاطبه بالقول: -مرحبا بك في هذا الوقت العصيب لكم، كما هو عصيب بالنسبة لنا. وهو وضع ما كان له أن يكون. كيف هو حال صديقي سمو أمير اسبانيا؟ -جيد، وهو يبلغك سلامه.. -وكيف حال أبيه كونت بارشلونة، هل ما زال في البرتغال؟ -أظن أنه في حال جيدة -ما هي الرسالة التي كلفك بها الأمير؟ -«لقد قررتم المسيرة الخضراء التي ستنطلق يومه على الساعة 8 صباحا. كيف تتخيلون أن الجيش سيطلق النار على المدنيين، في الوقت الذي على اسبانيا أن تواجه مرض فرانكو. إن الأمير يطلب منكم أن تنظروا في ما يمكن القيام به بيننا بطريقة ودية.»، التزم الحسن الثاني، مدة دقيقتين أو ثلاث، الصمت، ثم توجه إلى الاسباني بالقول: « ألا يزعجك أن أدخن سيجارة، وإن كان ليس من عادتي أن أدخن عند استقبال أحد ما» ثم أشعل السيجارة وقال: «السيد الوزير،لقد تحدثت بعين العقل، والأمير الذي يعتبر صديقا شخصيا والذي يتولى عندكم شؤون رئيس الدولة كلفكم بمهمة جد هامة . وقد بدأنا منذ ليلة أمس في الانتظار لأن المسيرة لم تدخل بعد اراضي الصحراء. أرديكم أن تبلغوا الأمير عواطفي اتجاهه وأريدكم أن تبلغوه بأنني قررت وقف المسيرة الخضراء. وبالنسبة للذين يشاركون فيها سنعطى الأمر بأن يعودوا من حيث أتوا وهو ما سيقومون به ، باعتبارهم أناسا جديين يفكرون في مصلحة شعبينا ويذكرون حسن الجوار بين شعب مسيحي وشعب مسلم، وعلينا أن نجد طريقا للعيش المشترك الذي بدأناه عندما وضعتم حدا للاستعمار في المغرب» أعطى الحسن الثاني الانطباع بأنه مستريح ثم أضاف قائلا «ها أنت ترى، لست شيطانا ولست من أنصار الحرب، ولم يسبق لي أن كنت من أنصارها قط، ف «حرب الرمال» لم أقبل بها، بل فرضت علي.فقل للأمير ولرئيس الحكومة بأنني سأوقف المسيرة الخضراء ، وسأقوم من جهتي بتفسير ذلك للشعب المغربي ، عد إذن إلى مدريد ، رفقة سفيرنا بأسرع ما يمكن». ثم خاطبني بالقول «استمع للإذاعة المغربية على الساعة 8 والنصف سألقي خطابا. وبذلك ستعرف بالضبط ما قلته ويمكنك ابتداء من الغد أن تقوم بعملك في مدريد مع الوزراء والسياسيين والصحافيين»... رسالة فرانكو حول الصحراء بعد انقلاب الصخيرات، عدت من مدريد، هاتفني كريم العمراني، الوزير الأول آنذاك لكي يخبرني بأن الملك عَّين شخصا آخر بدلا لي في الشؤون الخارجية، وكنت قد قضيت 8 أو 9 اشهر في هذا المنصب لكي يتم عزلي بدون تفسير.... في اليوم الموالي حزمت حقائبي، ثم طرت الى باريس وأنا أقول إنه قوس واغلق، وأنه لم يعد لي دين لدى الدولة المغربية. وبدأت أبحث عن عمل في شركة شيل. زرت المغرب لرؤية عائلتي وأقمت عند أخي ماو، وذات يوم ، في ساعة الغذاء جاء هاتف من القصر، كنت صممت العزم على ألا أرد وأُخبر بأنني غير موجود ، لكن ماو أقنعني في النهاية بالجواب، وأن أتوجه إلى موعد ضرب لي في الساعة السادسة. سألني الملك، «كيف الحال؟» -«جيد، وقد بدأت حياة أخرى في منزل زوجتي بباريس وقد حصلت على وعد بالعمل ، لأنه لا يمكنني أن أعيش بدونه. اصمت،أمر الملك، أنت الوحيد الذي يمكنه أن يشتغل على مشكلة تهم 25 مليونا مغربيا. وبما أنني لم أفه بأية كلمة، اضاف بأن الجنرال فرانكو أرسل إليه مدير ديوانه وهو يحمل رسالة .. وكنت وقتها صامتا أسمع. «اقرأها!» قال الملك. وهو ما كنت مضطرا الى القيام به، كتب فرانكو يقول« جلالة الملك، سنقوم بتنظيم تقريرالمصير للشعب الصحراوي». فقال الملك «هذا العجوز يعتبرني بليدا» ثم أضاف قائلا «ليس هناك غيرك يمكنه أن يتولى الأمر، أنت الوحيد الذي يمكنني أن أرسله إلى هذا العجوز..». وبما أنني كررت على مسامعه بأنني وجدت عملا في باريس، استشاط غضبا فأرسل إلي الوزير الأول العمراني وقال له «يبدو أن صاحبك وجد عملا في باريس»! اجابه الوزير «إنه يمزح لا يمكنه ألا يدافع عن بلده.». وبعد أن ذهب الملك شرح لي العمراني كيف أن الملك قضى الليلة لا يعرف ما يفعله ، وأنه قضى الليل سهرانا . وهكذا، وبالرغم من كل تأففي، استأنفت عملي إلى جانب الملك. |
الإتحاد الإشتراكي
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: أسرار 50 سنة من تاريخ المغرب/ملف-الاتحاد الاشتراكي
| |||
|
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: أسرار 50 سنة من تاريخ المغرب/ملف-الاتحاد الاشتراكي
| |||
الإتحاد الإشتراكي 2004- |
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: أسرار 50 سنة من تاريخ المغرب/ملف-الاتحاد الاشتراكي
رصاصة مولاي عبد الله تقتل أوفقير? «لنعد إلى المحاولات الانقلابية التي كان هذا العاهل غير العادي للمرة الثانية هدفا لها.في غشت 1972 زار الحسن الثاني فرنسا من اجل قضاء عطلة من عدة اسابيع بقصر بيتز ،الذي يملكه ويبعد 60 كلوميترا عن باريس. في 31 من غشت كان في طريق العودة الى المغرب وعند وصوله على مشارف جبل طارق ،فإن قائد الطائرة الذي كان احد وجوه القوات الجوية المغربية الكولونيل القباج،خرج من مقصورته وأخبر الملك أن أوفقير أرسل سربا من طائرات ف 5 تحيط بالطائرة من اليمين ومن اليسار«لم أطلب منه شيئا» رد الحسن الثاني،وطلب منه أن يسأل أوفقير عن الامر. محاولة فاشلة ،لأن برج المراقبة لا يرد على المكالمات بعد أن حاول القباج الاتصال به ،في حين بدأت الطائرات تطلق النار على البوينغ الملكية التي خلفت قتيلين بالطائرة والتي بدأت تفقد من سرعتها، لكن القباج تمكن من الاستمرار في الطيران رغم هذه الوضعية وهبط بمعجزة بمطار الرباط الذي كان خاليا .لأن اوفقير أخبر المدعوين أن الملك لا يريد احدا عند وصوله. نزل الحسن الثاني باحتراس من الطائرة نحو سيارة مصفحة اقلته نحو القصر الملكي حيث التحق به شقيقه مولاي عبد الله والرجل القوي لجيش الجنرال حفيظ العلوي والكولونيل دليمي.لا أحد كان يعرف اين يوجد الجنرال اوفقير الذي جاء بنفسه الى القصر.وذلك من أجل أن يحكي أحد القصص المفبركة للملك.لكن لم يترك له الوقت حيث تمت تصفيته عند وصوله وهناك من يقول من طرف شقيق الملك وهناك من يقول من طرف الدليمي أحد أقرب المعاونين لأوفقير الذي سيموت هو الاخر في حادثة سيارة غريبة بمراكش سنة 1985 . أما فيما يخص البوينغ 727 التي نجت بأعجوبة فهي معروضة بالمتحف الجوي للبوينغ، حيث عجز كل المختصين عن معرفة كيف تمكنت هذه الطائرة من الاستمرار في رحلتها والهبوط رغم كل طلقات الرصاص التي تعرضت لها. |
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: أسرار 50 سنة من تاريخ المغرب/ملف-الاتحاد الاشتراكي
| |||
الإتحاد الإشتراكي 2004- |
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: أسرار 50 سنة من تاريخ المغرب/ملف-الاتحاد الاشتراكي
بوتفليقة: ما دار بيني وبينه كنت قد أصبحت وزيرا للخارجية في سنة 1971 -1972 عندما استدعاني عبد العزيز بوتفليقة صحبة وزير خارجية موريطانيا لزيارة الجزائر. ذات صباح عرض علي الفطور معه، بدون الوزير الموريطاني. وقال لي :« هي مناسبة لكي نتحدث عن مشاكلنا الثنائية. الاسبانيون ما زالوا يحتلون الصحراء الغربية وهذا أمر غير عادي في السبعينيات. فحتى افريقيا السمراء انعتقت». وبما أنني سألته في ما يفكر :قال«.لا بد من تصفية استعمار هذه الأراضي على أسرع وجه، يمكن أن يعود الى المغرب أو موريطانيا ، كما يمكن أن يعود الى الجزائر، المهم هو تحريره». لما سمعت مقترحه الثالث قلت له:«عبد العزيز،لم نأت لكي نناقش هذا الموضوع، بل جئنا كما تعلم لشيء آخر. فمنذ كان بن بلة في السلطة ، كنتم دوما تصرحون لنا أن فرنسا اعادت لكم بلدكم في حدوده الطبيعية. فلا أرى اذن السبب الذي يدفعكم إلى تصور خيار جزائري حول الصحراء الغربية». عندما عدت إلى الرباط، أخبرت الملك بما قاله بوتفليقة. وعليه لم أفاجأ وأنا أرى بومدين يلعب دور الحليف الكبير لفرانكو الذي لم يكن يعرفه حتى. (..) يكفي أن يعيش الانسان في مدريد بين 1974 و1976 لكي يرى ما يفعله السفير الجزائري ضد المغرب. أفلم يورط زوجته ، الصديقة الحميمة للمرحومة الأميرة للا نزهة، شقيقة الحسن الثاني؟ فذات يوم وأنا أعود الى البيت ، وجدت ثلاث شابات عند مدخل البيت. وقالت لي زوجتي، بأنهن مغربيات يشتغلن في السفارة الجزائرية و أنهن هربن لأن زوجته تستدعي يوميا بعض الاسبانيين والصحراويين ( وهم دائما نفس الاشخاص) وأن السفير كان يقول لهم دوما «انتبهوا ، إن المغرب يريد أن يقتلكم» |
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: أسرار 50 سنة من تاريخ المغرب/ملف-الاتحاد الاشتراكي
لاأومن بشئ اسمه المغرب العربي. كيف يمكنني أن أتحدث عن المغرب العربي ؟ لم أعد أؤمن بشيء اسمه المغرب العربي. ولا أعتقد بأن المسؤولين الجزائريين يمكنهم أن يصبحوا مغاربيين بالمعنى النبيل للكلمة. وكيف يمكننا أن نتحدث عن المغرب العربي والحال أن مشكلة الصحراء ما زالت تضع المغرب في مواجهة مباشرة مع الجزائر، البلدين الأكثر أهمية في المجموعة. يجب أن نتحلى بالشجاعة لكي نقول هذا عوض أن نستمر في استعمال العبارات الفارغة من كل معنى. فالمغرب اليوم مطالب بأن ينظم نفسه بشكل مغاير، وعليه أولا أن يستكمل دمقرطة ذاته التي ستأتيه بأصدقاء يدافعون عنه... (...) عندما كان بورقيبة يوجه انتقادات لاذعة ، ولكنها صحيحة حول عمل الجامعة العربية وما يريد العرب أن يفعلوا بها، كان على صواب، ومن جهتي اعتبرت دائما أن المغرب كان على خطأ عندما انضم الى الجامعة العربية في نهاية 1956. فبورقيبة لم يؤمن قط بالجامعة العربية ، وكانت تونس تشارك في اجتماعاتها، ولكن بدون أن تأخذ الكلمة أو تشارك في القرارات. |
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: أسرار 50 سنة من تاريخ المغرب/ملف-الاتحاد الاشتراكي
بوتفليقة يطرح خيار بسط السيادة الجزائرية على الصحراء
إعداد: أحمد الميداوي
تعزز الأدب السياسي المغربي بصدور كتاب «المغرب والعالم العربي» عن دار النشر الفرنسية «سكالي» لصاحبه عبد اللطيف الفيلالي، الذي تقلد على مدى خمسة عقود عدة مناصب دبلوماسية وحكومية، قبل أن يعين وزيرا أول في عهد الحسن الثاني. ويستعرض الكتاب، الذي يقع في 318 صفحة، محطات هامة من التاريخ السياسي المغربي قبل أن يقف على مرحلة الاستعمارين الفرنسي والإسباني، وحرب الريف، والأخطاء الفادحة في المفاوضات مع فرنسا وإسبانيا بشأن الاستقلال، فضلا عن سياسة الحسن الثاني العربية والدولية والعلاقات التي كانت تربطه بعدد من القادة الإسرائيليين. «المساء» تقدم لكم أقوى الموضوعات التي جاءت في مذكرات عبد اللطيف الفيلالي
اختارت جزائر هواري بومدين أن تجعل من الصحراء الغربية آلتها الحربية ضد المغرب، وساعدها في ذلك تماطل إسبانيا في تصفية الاستعمار، حيث تخلت عن طرفاية سنة 1958 وظلت تحتل الأقاليم الصحراوية الأخرى ومدينتي سبتة ومليلية. ذات يوم، وبدون سابق إعلان، كتب الجنرال فرانكو رسالة إلى الحسن الثاني يعلن فيها أنه سيقترح تنظيم تقرير المصير للشعب الصحراوي. كان رد الملك واضحا: «لا يمكننا أن نقبل بهذا الاقتراح لسبب بسيط وهو أن التراب الصحراوي هو جزء من المغرب كما هو الشأن بالنسبة إلى طرفاية التي استعدناها سنة 1958، ثم إن دولا مغربية كالمرابطين والموحدين الذين حكموا المغرب وإسبانيا ينتمون إلى هذه المنطقة وإلى موريتانيا. ولا يمكن على هذا الأساس القبول بمبادرتكم».
كنت قد عينت في تلك الفترة سفيرا بمدريد من جديد لمتابعة هذا الملف عن قرب. والواقع أن فكرة تقرير المصير التي لوح بها الجنرال فرانكو هي ذات خلفيات وحسابات مدروسة: فالتراب الصحراوي يوجد قبالة جزر الخالدات، وكل هذه المنطقة من موريتانيا إلى طنجة غنية بالأسماك، وبالتالي فإن إبعاد المغرب عن الساحل الصحراوي سيجعل إسبانيا تستفيد بكل حرية من هذه الثروة السمكية. ثم إن اكتشاف مناجم هامة من الفوسفاط بالمنطقة قوى من أطماع إسبانيا التي أرادت استغلال هذه الثروة لصالحها وليس لفائدة 70 ألفا من سكانها.
وفي غياب رأي صريح وواضح لمحكمة لاهاي الدولية، التي وإن أقرت بوجود روابط سياسية ودينية بين الملك وسكان المنطقة، لم تذهب إلى حد الإعلان رسميا أن هذه الأقاليم مغربية، وجد المغرب نفسه مضطرا لابتكار حل يعيد له صحراءه، فكانت المسيرة الخضراء التي أربكت إسبانيا وأثارت الضغينة في نفوس القادة الجزائريين اللاهثين وراء بوابة على المحيط الأطلسي.
لم يكن في الموقف الجزائري ما يثير الاستغراب حيث أتذكر وأنا على رأس وزارة الخارجية (1971 - 1972) أنه دعانا بوتفليقة أنا ونظيري الموريتاني للجزائر. وذات صباح دعاني إلى تناول وجبة الفطور معه في غياب الوزير الموريتاني ليقول لي: «إنها مناسبة للحديث عن مشاكلنا الثنائية... لا يعقل ونحن الآن في السبعينات أن تظل إسبانيا تحتل أقاليم الصحراء الغربية. فحتى إفريقيا السوداء تخلصت من مشكلة الاستعمار». طلبت رأيه في الموضوع فأجابني: «يجب التحرك من أجل أن تستقل هذه الأقاليم في أسرع وقت ممكن. يمكن أن تعود للمغرب أو لموريتانيا. ويمكن أيضا أن تستعيدها الجزائر، المهم أن تتخلص من قبضة الاستعمار». وأنا أسمعه يثير الخيار الثالث أجبته: «لم نأت هنا يا عبد العزيز للحديث عن هذا المشكل. ثم إنكم ما فتئتم تصرحون منذ أن كان بن بلة في السلطة بأن فرنسا أعادت لكم بلدكم بكامل حدوده الطبيعية. ولا أرى سببا يدعوكم إلى إثارة المسعى الجزائري في الصحراء».
أخبرت الملك بما حدث لدى عودتي إلى الرباط، وشرد بي الفكر طويلا إلى الماضي القريب الذي كانت فيه هذه الجزائر مستعمرة فرنسية وكنا نحن المغاربة والتونسيون نكافح من أجل استقلالها، وكيف أنه اليوم يتحالف الهواري بومدين ووزير خارجيته مع الجنرال فرانكو بشأن القضية الصحراوية. ويكفي أن يكون المرء متواجدا في مدريد بين 1974 و1976 ليتفرج على سفيرها كيف يتحامل على المغرب ويذهب إلى حد توظيف وتوريط زوجته مع أنها كانت صديقة للأميرة للا نزهة، شقيقة الملك. ولا أظنني صادفت إنسانا على مثل هذه الدرجة من الحقد على بلد نشأ وترعرع فيه.
مع انطلاق المسيرة الخضراء، فهمت الجزائر أن الأمور أخذت منحى أكثر جدية، فزجت بكتيبة عسكرية إلى قلب الصحراء تمت محاصرتها بسرعة من طرف القوات المغربية والإبقاء على عناصرها رهن الاعتقال إلى أن قبل المغرب وساطة الرئيس المصري حسني مبارك الذي حل بالرباط من أجل الإفراج عنها. غير أن ذلك لم يمنع الجزائريين من مواصلة الدعم السياسي والعسكري للانفصاليين توج في 27 فبراير من سنة 1976 بخلق ما يسمى بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. واليوم وأنا أنظر إلى مشكل الصحراء أجدني تحت ثقل أسئلة لا يمكنني تفاديها: أي جار هذا رزقنا الله إياه؟ وكيف يمكن لأناس تجمعنا بهم روابط الدين وتعاليم الإسلام السمحاء أن يتحالفوا ضد واحد من أكثر البلدان دعما لهم في كفاحهم من أجل الاستقلال؟ ولماذا لم تنطق الجزائر وهي التي تتشدق بدفاعها عن الشعوب المستعمرة، بكلمة واحدة بشأن سبتة ومليلية المحتلتين؟ أسئلة بقدر ما ترهق المغاربة تبدو غير ذات معنى بالنسبة إلى القادة الجزائريين الذين قد يغيب عنهم أن المغاربة جميعا يؤمنون إيمانا راسخا بأن الصحراء مغربية وستظل مغربية إلى الأبد.
كنت قد عينت في تلك الفترة سفيرا بمدريد من جديد لمتابعة هذا الملف عن قرب. والواقع أن فكرة تقرير المصير التي لوح بها الجنرال فرانكو هي ذات خلفيات وحسابات مدروسة: فالتراب الصحراوي يوجد قبالة جزر الخالدات، وكل هذه المنطقة من موريتانيا إلى طنجة غنية بالأسماك، وبالتالي فإن إبعاد المغرب عن الساحل الصحراوي سيجعل إسبانيا تستفيد بكل حرية من هذه الثروة السمكية. ثم إن اكتشاف مناجم هامة من الفوسفاط بالمنطقة قوى من أطماع إسبانيا التي أرادت استغلال هذه الثروة لصالحها وليس لفائدة 70 ألفا من سكانها.
وفي غياب رأي صريح وواضح لمحكمة لاهاي الدولية، التي وإن أقرت بوجود روابط سياسية ودينية بين الملك وسكان المنطقة، لم تذهب إلى حد الإعلان رسميا أن هذه الأقاليم مغربية، وجد المغرب نفسه مضطرا لابتكار حل يعيد له صحراءه، فكانت المسيرة الخضراء التي أربكت إسبانيا وأثارت الضغينة في نفوس القادة الجزائريين اللاهثين وراء بوابة على المحيط الأطلسي.
لم يكن في الموقف الجزائري ما يثير الاستغراب حيث أتذكر وأنا على رأس وزارة الخارجية (1971 - 1972) أنه دعانا بوتفليقة أنا ونظيري الموريتاني للجزائر. وذات صباح دعاني إلى تناول وجبة الفطور معه في غياب الوزير الموريتاني ليقول لي: «إنها مناسبة للحديث عن مشاكلنا الثنائية... لا يعقل ونحن الآن في السبعينات أن تظل إسبانيا تحتل أقاليم الصحراء الغربية. فحتى إفريقيا السوداء تخلصت من مشكلة الاستعمار». طلبت رأيه في الموضوع فأجابني: «يجب التحرك من أجل أن تستقل هذه الأقاليم في أسرع وقت ممكن. يمكن أن تعود للمغرب أو لموريتانيا. ويمكن أيضا أن تستعيدها الجزائر، المهم أن تتخلص من قبضة الاستعمار». وأنا أسمعه يثير الخيار الثالث أجبته: «لم نأت هنا يا عبد العزيز للحديث عن هذا المشكل. ثم إنكم ما فتئتم تصرحون منذ أن كان بن بلة في السلطة بأن فرنسا أعادت لكم بلدكم بكامل حدوده الطبيعية. ولا أرى سببا يدعوكم إلى إثارة المسعى الجزائري في الصحراء».
أخبرت الملك بما حدث لدى عودتي إلى الرباط، وشرد بي الفكر طويلا إلى الماضي القريب الذي كانت فيه هذه الجزائر مستعمرة فرنسية وكنا نحن المغاربة والتونسيون نكافح من أجل استقلالها، وكيف أنه اليوم يتحالف الهواري بومدين ووزير خارجيته مع الجنرال فرانكو بشأن القضية الصحراوية. ويكفي أن يكون المرء متواجدا في مدريد بين 1974 و1976 ليتفرج على سفيرها كيف يتحامل على المغرب ويذهب إلى حد توظيف وتوريط زوجته مع أنها كانت صديقة للأميرة للا نزهة، شقيقة الملك. ولا أظنني صادفت إنسانا على مثل هذه الدرجة من الحقد على بلد نشأ وترعرع فيه.
مع انطلاق المسيرة الخضراء، فهمت الجزائر أن الأمور أخذت منحى أكثر جدية، فزجت بكتيبة عسكرية إلى قلب الصحراء تمت محاصرتها بسرعة من طرف القوات المغربية والإبقاء على عناصرها رهن الاعتقال إلى أن قبل المغرب وساطة الرئيس المصري حسني مبارك الذي حل بالرباط من أجل الإفراج عنها. غير أن ذلك لم يمنع الجزائريين من مواصلة الدعم السياسي والعسكري للانفصاليين توج في 27 فبراير من سنة 1976 بخلق ما يسمى بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. واليوم وأنا أنظر إلى مشكل الصحراء أجدني تحت ثقل أسئلة لا يمكنني تفاديها: أي جار هذا رزقنا الله إياه؟ وكيف يمكن لأناس تجمعنا بهم روابط الدين وتعاليم الإسلام السمحاء أن يتحالفوا ضد واحد من أكثر البلدان دعما لهم في كفاحهم من أجل الاستقلال؟ ولماذا لم تنطق الجزائر وهي التي تتشدق بدفاعها عن الشعوب المستعمرة، بكلمة واحدة بشأن سبتة ومليلية المحتلتين؟ أسئلة بقدر ما ترهق المغاربة تبدو غير ذات معنى بالنسبة إلى القادة الجزائريين الذين قد يغيب عنهم أن المغاربة جميعا يؤمنون إيمانا راسخا بأن الصحراء مغربية وستظل مغربية إلى الأبد.
عبد اللطيف الفيلالي
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: أسرار 50 سنة من تاريخ المغرب/ملف-الاتحاد الاشتراكي
أحلام غير عربية ...للمغرب! عبد الحميد جماهري كان وينستون تشرشل، صانع النصر الانجليزي على ألمانيا، وأشهر وزير أول في ما بعد الحربين، مقتنعا بأن «التاريخ سيكون معه رحيما ومتسامحا»، وكان مرد قناعته هاته هو أنه «كان يسعى الى كتابة هذا التاريخ». تذكرت هذه القولة الشهيرة لوينستون تشرشل، عندما أنهيت من قراءة كتاب عبد اللطيف الفيلالي، الوزير الأول المغربي السابق. ولعل ما يسترعي الانتباه في كتاب الفيلالي هو الإعلان عن مواقف، أقل ما فيها أنها صادمة. فقد أعلن، بدون لف ولا دوران عن كونه «لم يعد يؤمن بشيء » اسمه المغرب العربي. لا يمكن أن نصف الفيلالي بالرجل الانعزالي أو الشوفيني، ولا أن نشكك في نزوعاته الوحدوية، علما بإن للرجل تاريخا وطنيا لا غبار عليه، وله سمعة طيبة للغاية كرجل خدم الدولة وخدم بلده. والثابت مع ذلك، أن القناعة التي يزخر بها لا وعينا ووعينا، وتملأ الخطابات اليومية للسياسة في المغرب العربي هي الوحدة والمصير المشترك، وما إلى ذلك من الأشياء التي أصبحت بقايا صور من أحلام ماضية. نحن نفيق اليوم على تصريح يدفعنا الى التساؤل: هل هي قناعة رجل سياسي واحد أم تراها قناعة حاضرة، إذا كانت كذلك، ألا يمكن أن تؤثر في صناعة القرار، ولماذا تبقى في الصمت، هل هو الخوف من صدمة الشارع المغاربي أو الإقتناع بأن الجميع يلعب لعبة «غميضة» تمتد من الأطلس الى حدود ليبيا المصرية. لقد بنى الفيلالي قناعته على لوم الجزائريين، القادة بالذات، بعدما بدا له من إصرار على الإساءة الى المغرب. بعد أسبوع سيجتمع قادة الأحزاب المغاربية بطنجة، وسيخلدون لحظة وضاءة، خارجة عن المسار الأسود الذي رسمته الجزائر للمغرب العربي، وسيكون لنا حديث حول المصير المشترك، وسيكون لنا سؤال أساسي:ماذا فعلتم بماضينا المشترك. لقد كان تشرشل يقول إنه «كلما أمعنا طويلا في الماضي، يمكن أن نمعن الى المستقبل بوضوح». وفي انتظار ذلك، يقول الفيلالي أيضا إن المغرب أخطأ بالانضمام إلى الجامعة العربية، وهو في ذلك يقترب من الإحساس بالعجز الذي يبديه الشارع العام في دول المنظومة العربية. وهو بذلك أيضا يقر بأن للمغرب قدرا آخر . ربما سيشرح الفيلالي في القادم من الأيام الأسباب التي دفعته الى عدم الإفصاح عن قناعاته وآرائه، من قبل، لكن نخمن بأنها قناعات لم تترسخ بين عشية وضحاها، كما أنها ليست قناعات عابرة، بل هي مكتوبة، ونطرح نفس الأسئلة التي طرحت بخصوص المغرب العربي:كم من المسؤولين المغاربة يعتقدون نفس الإعتقاد، ويرون الجامعة مجرد «خواااااااااار»؟ ليس في منطق الفيلالي، فيما نعتقد، أية انطوائية أو شوفينية، بل هي خلاصة قاسية بناء على مسار سياسي. ما هو البديل الذي يطرحه الفيلالي للمغرب: الديموقراطية «لكي يساعد أصدقاء المغرب بلادنا في مسيرتها». وهنا لا خلاف. 2008/4/19 |
الإتحاد الإشتراكي
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: أسرار 50 سنة من تاريخ المغرب/ملف-الاتحاد الاشتراكي
الانـقلابـات وبـركـة المـلك
باريس- أحمد الميداوي
تعزز الأدب السياسي المغربي بصدور كتاب «المغرب والعالم العربي» عن دار النشر الفرنسية «سكالي» لصاحبه عبد اللطيف الفيلالي، الذي تقلد على مدى خمسة عقود عدة مناصب دبلوماسية وحكومية، قبل أن يعين وزيرا أول في عهد الحسن الثاني. ويستعرض الكتاب، الذي يقع في 318 صفحة، محطات هامة من التاريخ السياسي المغربي قبل أن يقف على مرحلة الاستعمارين الفرنسي والإسباني، وحرب الريف، والأخطاء الفادحة في المفاوضات مع فرنسا وإسبانيا بشأن الاستقلال، فضلا عن سياسة الحسن الثاني العربية والدولية والعلاقات التي كانت تربطه بعدد من القادة الإسرائيليين. «المساء» تقدم لكم أقوى الموضوعات التي جاءت في مذكرات عبد اللطيف الفيلالي
كنت في عام 1971 من بين مئات الشخصيات المدعوة للمشاركة في احتفالات عيد ميلاد الحسن الثاني الذي يخلده في التاسع من يوليوز من كل سنة بقصر الصخيرات. وكان حفل الغداء مبرمجا كالعادة في العاشر من يوليوز، وبعث الملك دعوة أخرى خاصة بتدشين الملعب الدولي للغولف في اليوم الموالي. في الساعة الحادية عشرة، بدأ المدعوون، ومعظمهم فرنسيون من عالم السياسة والقانون والطب والأعمال، يفدون فرادى وجماعات ليشكلوا، فيما بعد، مجموعات من ثمانية أفراد حول مائدة الغداء الذي يبدأ تقليديا في الواحدة والنصف. من بين الجالسين حول مائدتي، سفير المغرب بباريس وسفيرا بلجيكا ويوغسلافيا بالرباط. وما هي إلا دقيقتان أو ثلاث حتى فوجئنا بطلقات الرصاص تدوي من كل جهة.
أخذ المدعوون يتسارعون في كل الاتجاهات والجنود يمطرونهم بالرصاص. كنا في الحديقة بالقرب من المسبح، ولم نجد مكانا نختبئ فيه سوى أسفل الطاولة، ومنها كنا ننظر في ذهول إلى العسكريين يطلقون الرصاص كالمجانين. بدت لنا قاعة العرش على بعد بضعة أمتار منا فتسارعنا إليها، وهناك سقط السفير البلجيكي قتيلا، بينما التحق بنا الجنود لإخراجنا إلى الساحة حيث الشخصيات المدعوة ملقاة على الأرض تحت إمرة الجنود. وما هي إلا لحظات حتى وصلت سيارة «جيب» بسرعة فائقة، خرج منها اثنان من عناصر الدرك يصيحان «عاش الملك»، وعلى متنها الحسن الثاني الذي نزل بهدوء وتوجه إلى الجنود مخاطبا: «هل عرفتموني؟»، لم يجبه أحد إلى أن صاح الدركيان بقوة: «قولوا عاش الملك»، وهو ما فعلوه. طمأننا الحسن الثاني آنذاك بأن الوضع عاد إلى حالته الطبيعية بالرباط وبكل المناطق الأخرى.
عدت بعد يومين إلى مدريد، ومن هناك اتصل بي الوزير الأول كريم العمراني في أواخر شهر غشت ليخبرني بأن الملك عينني وزيرا للخارجية، وهو المنصب الذي شغلته لمدة ثمانية أو تسعة أشهر وتمت إقالتي منه دون أن أعرف السبب. كنت أرافق السفراء المدعوين لتدشين أحد السدود بالقرب من ورزازات، فهمس لي أحد المقربين من الملك بأنه عين بنهيمة، المندوب في الأمم المتحدة، مكاني. في تلك الفترة كانت زوجتي وأبنائي بباريس، فقررت الالتحاق بهم مصمما وجازما ألا شيء أصبح يربطني بالدولة المغربية. بدأت أبحث عن عمل بمساعدة بعض أصدقائي ومن ضمنهم أندري مالرو، وكنت على وشك القبول بوظيفة في شركة «شيل»... عدت إلى المغرب في زيارة للأسرة لمدة أسبوع، وبينما أنا مقيم عند أخي، جاءتني مكالمة من القصر تدعوني إلى موعد مع الملك على الساعة السادسة مساء. كنت سأرفض الدعوة بحجة أنني غائب لولا إلحاح أخي بالرد على المكالمة والتوجه إلى القصر. أخبرت الملك بعد أن سألني عن أحوالي بأنني بدأت حياة جديدة مع زوجتي بباريس، وأنني على وشك الحصول على عمل، فقال لي: «اصمت، فأنت الوحيد الذي أرى فيه القدرة على معالجة مشكل يهم 25 مليون مغربي...»، لم أنطق بكلمة، فاسترسل يشرح لي كيف أن الجنرال فرانكو أوفد له مدير ديوانه مع رسالة يقول فيها إنه سيباشر عملية تقرير المصير مع الشعب الصحراوي. وهكذا، وبالرغم مما كنت أحس به من بعض النفور، عدت لأشتغل إلى جانب الملك.
في غشت 1972، توجه الحسن الثاني إلى فرنسا لقضاء بضعة أسابيع في قصر بيتز الذي كان يملكه على بعد ستين كلم من باريس. ولدى عودته على متن طائرة البوينغ 727، فوجئ قائد الطائرة العقيد القباج على مشارف أجواء جبل طارق بسرب من طائرات إف5 ترافق الطائرة الملكية، فسأل الملك على الفور عما إذا كان قد طلب من أوفقير تأمين الحراسة الجوية للطائرة، فكان جواب الملك بالنفي. وبينما هو يحاول دونما جدوى الاتصال ببرج المراقبة، كانت الطائرات قد شرعت في قصف مكثف لطائرة الملك أسفر عن مقتل شخصين.. لم يكن من خيار أمام العقيد القباج سوى الحفاظ على توازن الطائرة ثم الهبوط بأعجوبة في مطار خال من أي مستقبل، حيث أوفقير أخبر الجميع بأن الملك لا يرغب في رؤية أحد لدى وصوله.
نزل الحسن الثاني متسترا من الطائرة التي ظل بداخلها إلى حين وصول سيارة مصفحة نقلته إلى قصره بالرباط، حيث التحق به شقيقه مولاي عبد الله ومعه الجنرال عبد الحفيظ العلوي والعقيد الدليمي. لم يكن أحد يعلم بمكان تواجد أوفقير الذي وصل بمحض إرادته إلى القصر ليختلق ربما عذرا أو ذريعة على شاكلته. لم تترك له الفرصة للقيام بذلك حيث تم اغتياله فور وصوله. اختلفت الروايات بشأن مقتله، بين من يقول إنه اغتيل على يد شقيق الملك، ومن يؤكد أن القاتل هو العقيد الدليمي الذي لقي حتفه هو الآخر في حادثة سير غامضة بمراكش سنة 1985.
أما الطائرة الأعجوبة، فقد تم عرضها بعد أسابيع في متحف لمعدات طائرة البوينغ، أمام ذهول الخبراء والتقنيين الذين لم يصدقوا أن تكون الطائرة نجحت في مواصلة التحليق ومن بعده الهبوط سالمة تحت وابل من الرصاص والقصف المكثف.
أخذ المدعوون يتسارعون في كل الاتجاهات والجنود يمطرونهم بالرصاص. كنا في الحديقة بالقرب من المسبح، ولم نجد مكانا نختبئ فيه سوى أسفل الطاولة، ومنها كنا ننظر في ذهول إلى العسكريين يطلقون الرصاص كالمجانين. بدت لنا قاعة العرش على بعد بضعة أمتار منا فتسارعنا إليها، وهناك سقط السفير البلجيكي قتيلا، بينما التحق بنا الجنود لإخراجنا إلى الساحة حيث الشخصيات المدعوة ملقاة على الأرض تحت إمرة الجنود. وما هي إلا لحظات حتى وصلت سيارة «جيب» بسرعة فائقة، خرج منها اثنان من عناصر الدرك يصيحان «عاش الملك»، وعلى متنها الحسن الثاني الذي نزل بهدوء وتوجه إلى الجنود مخاطبا: «هل عرفتموني؟»، لم يجبه أحد إلى أن صاح الدركيان بقوة: «قولوا عاش الملك»، وهو ما فعلوه. طمأننا الحسن الثاني آنذاك بأن الوضع عاد إلى حالته الطبيعية بالرباط وبكل المناطق الأخرى.
عدت بعد يومين إلى مدريد، ومن هناك اتصل بي الوزير الأول كريم العمراني في أواخر شهر غشت ليخبرني بأن الملك عينني وزيرا للخارجية، وهو المنصب الذي شغلته لمدة ثمانية أو تسعة أشهر وتمت إقالتي منه دون أن أعرف السبب. كنت أرافق السفراء المدعوين لتدشين أحد السدود بالقرب من ورزازات، فهمس لي أحد المقربين من الملك بأنه عين بنهيمة، المندوب في الأمم المتحدة، مكاني. في تلك الفترة كانت زوجتي وأبنائي بباريس، فقررت الالتحاق بهم مصمما وجازما ألا شيء أصبح يربطني بالدولة المغربية. بدأت أبحث عن عمل بمساعدة بعض أصدقائي ومن ضمنهم أندري مالرو، وكنت على وشك القبول بوظيفة في شركة «شيل»... عدت إلى المغرب في زيارة للأسرة لمدة أسبوع، وبينما أنا مقيم عند أخي، جاءتني مكالمة من القصر تدعوني إلى موعد مع الملك على الساعة السادسة مساء. كنت سأرفض الدعوة بحجة أنني غائب لولا إلحاح أخي بالرد على المكالمة والتوجه إلى القصر. أخبرت الملك بعد أن سألني عن أحوالي بأنني بدأت حياة جديدة مع زوجتي بباريس، وأنني على وشك الحصول على عمل، فقال لي: «اصمت، فأنت الوحيد الذي أرى فيه القدرة على معالجة مشكل يهم 25 مليون مغربي...»، لم أنطق بكلمة، فاسترسل يشرح لي كيف أن الجنرال فرانكو أوفد له مدير ديوانه مع رسالة يقول فيها إنه سيباشر عملية تقرير المصير مع الشعب الصحراوي. وهكذا، وبالرغم مما كنت أحس به من بعض النفور، عدت لأشتغل إلى جانب الملك.
في غشت 1972، توجه الحسن الثاني إلى فرنسا لقضاء بضعة أسابيع في قصر بيتز الذي كان يملكه على بعد ستين كلم من باريس. ولدى عودته على متن طائرة البوينغ 727، فوجئ قائد الطائرة العقيد القباج على مشارف أجواء جبل طارق بسرب من طائرات إف5 ترافق الطائرة الملكية، فسأل الملك على الفور عما إذا كان قد طلب من أوفقير تأمين الحراسة الجوية للطائرة، فكان جواب الملك بالنفي. وبينما هو يحاول دونما جدوى الاتصال ببرج المراقبة، كانت الطائرات قد شرعت في قصف مكثف لطائرة الملك أسفر عن مقتل شخصين.. لم يكن من خيار أمام العقيد القباج سوى الحفاظ على توازن الطائرة ثم الهبوط بأعجوبة في مطار خال من أي مستقبل، حيث أوفقير أخبر الجميع بأن الملك لا يرغب في رؤية أحد لدى وصوله.
نزل الحسن الثاني متسترا من الطائرة التي ظل بداخلها إلى حين وصول سيارة مصفحة نقلته إلى قصره بالرباط، حيث التحق به شقيقه مولاي عبد الله ومعه الجنرال عبد الحفيظ العلوي والعقيد الدليمي. لم يكن أحد يعلم بمكان تواجد أوفقير الذي وصل بمحض إرادته إلى القصر ليختلق ربما عذرا أو ذريعة على شاكلته. لم تترك له الفرصة للقيام بذلك حيث تم اغتياله فور وصوله. اختلفت الروايات بشأن مقتله، بين من يقول إنه اغتيل على يد شقيق الملك، ومن يؤكد أن القاتل هو العقيد الدليمي الذي لقي حتفه هو الآخر في حادثة سير غامضة بمراكش سنة 1985.
أما الطائرة الأعجوبة، فقد تم عرضها بعد أسابيع في متحف لمعدات طائرة البوينغ، أمام ذهول الخبراء والتقنيين الذين لم يصدقوا أن تكون الطائرة نجحت في مواصلة التحليق ومن بعده الهبوط سالمة تحت وابل من الرصاص والقصف المكثف.
المساء 21-4-2008
الحسن الثاني يوقع في دفتر ذهبي أمام نظر محمد أوفقير
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» القصة الكاملة لميلاد «الاتحاد الاشتراكي» من رحم «الاتحاد الوطني»
» السحر بالمغرب!!!/ملف-الاتحاد الاشتراكي
» ملف عن الشاعر محمد بنطلحة (الاتحاد الاشتراكي الثقافي)
» ستراوس /ملف الملحق الثقافي -الاتحاد الاشتراكي
» احياء صناعية عشوائية../ملف الاتحاد الاشتراكي
» السحر بالمغرب!!!/ملف-الاتحاد الاشتراكي
» ملف عن الشاعر محمد بنطلحة (الاتحاد الاشتراكي الثقافي)
» ستراوس /ملف الملحق الثقافي -الاتحاد الاشتراكي
» احياء صناعية عشوائية../ملف الاتحاد الاشتراكي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى