اوراق من تاريخ المغرب
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اوراق من تاريخ المغرب
المساء8/7/2008
تشير أغلب المصادر التاريخية إلى أنه مع وفاة السلطان المولى إسماعيل
(1727م) وصل مجموع جنود جيش البخاري إلى 150 ألفا، أكثرهم متمركز بمشرع
الرمل، وبوفاته يكون هذا الجيش قد بسط نفوذه الاجتماعي على سهول سايس
والغرب، وأيضا ضمن موقعا متقدما في تراتبية القصر الذي به كان مرجان
الكبير البخاري قائدا لعبيد المشور السلطاني ومكلفا أيضا ببيوت المال.
وقبل أن نختم فترة حكم المولى إسماعيل وما كان لهذه الفترة من دور
دخل المغرب معها في تصور جديد لهياكل الدولة الاجتماعية والسياسية بإنشاء
جيش العبيد الذي اعتاد مؤرخو المغرب وخاصة منهم الضعيف الرباطي وخالد
الناصري نعتهم بجيش مرتزقة البخاري الذين سيصبحون بعد وفاة المولى إسماعيل
أهم قوة عسكرية واجتماعية بالمغرب كان لها الدور البارز في حالة الفوضى
وحروب النزاع على الملك من قبل ورثة عرش السلطان المولى إسماعيل.
ومع سنة 1111هـ/1699م، قام المولى إسماعيل بتقسيم نواحي المغرب على
أولاده كخلفاء له ووفر لهم العسكر والمال، هكذا ولى ابنه المولى أحمد على
تادلا ومعه حوالي 3000 من العبيد و1000 فاس، والمولى عبد الملك على درعة
والمولى محمد العالم على السوس، والمولى المأمون على سجلماسة، والمولى
زيدان على بلاد الشرق.
وقد وصلت مملكة المولى إسماعيل إلى بسكرة في الجزائر، ومدد حدوده
الجنوبية حتى تيكورارين بمشارق بلاد السودان، وعرف عنه بتعدد النساء
اللائي بلغن خمسمائة امرأة فيهن الرقيق الأسود والترك والإسبان والإنجليز
من غير نساء المغرب، وقد بلغ أولاده خمسمائة من البنين ومثلهم من البنات،
وكلهم مدونون في ديوان بأسمائهم، ومتفرقين على نواحي المغرب تصلهم الصلات
والرواتب.
وكانت وفاة المولى إسماعيل يوم السبت 28 رجب سنة 1149 موافق فبراير
1727، ويكون بذلك تولى الحكم مدة أربع وخمسين سنة، أبرز ما قام به هو
القضاء على الفتن وضمان استقرار المغرب وارتكازه على جيش نظامي من العبيد،
اعتبر من قبل العديد من المؤرخين المغاربة والأجانب خطأ سياسيا أدى المغرب
ثمنه بحالة التيه السياسي الذي دخلته الدولة بعد وفاته.
وقد اعترض فقهاء المغرب إبان تجميع العبيد بأمر سلطاني على هذه
العملية ورفض مجموعة من علماء فاس تسليم العبيد بعد كسوتهم وتسليحهم، وكان
هذا الاعتراض الشرعي خاص بفئة العبيد الحراطين الذين كانوا مملكين بأموال
عامة الناس، ولم يعترضوا على العبيد الذين اشتراهم السلطان بماله، ونذكر
هنا الفقيه أبو محمد عبد السلام جسوس الذي امتنع عن الانضمام إلى فتوى
العلماء بفاس تحلل تصرف السلطان، وهو ما جر عليه غضب السلطان الذي قرر
عقابه واستصفاء كل أمواله وأموال ذريته وباع كل كتبه، ثم صار يطاف به في
الأسواق وهو أسير.
إن فترة السلطان العلوي المولى إسماعيل كانت جد دقيقة وحساسة في تطور
الغناء الكناوي المغربي، باعتبار حالة الاستقرار ورد الاعتبار الذي
عرفتهما هذه الفئة الاجتماعية، وهذا لا يعني أنهم لم يكونوا يوظفون
تعابيرهم الفنية في حياتهم، بل على العكس فقد غنى الإنسان في لحظات حزنه
كما في لحظات فرحه، إلا أن الأمر هنا يتعلق بتطور واتساع مجال ممارسة هذه
التعبيرات الوافدة في فضاء اجتماعي أرحب ومساعد، مما مكن العبيد ومنهم
كناوة من التعرف على معالم حياة جديدة بترفها السياسي والاجتماعي، حيث
أضحوا طبقة مقربة ومفضلة عند السلطان فتقلدوا مناصب مخزنية داخل البلاطات،
وتعلموا الطبخ والخياطة وحسن السلوك والمعاملة، وأصبحوا يشكلون درعا
سياسيا بتكوينهم لعناصر جيش البخاري، ومن هذه المنطلقات نقدم وجهة نظرنا
القابلة للنقاش من أنها فترة حساسة في تطور وتقعيد تعابيرهم الفنية، ومن
ضمنها فن اكناوة الذي أخذ صورا متعددة الأبعاد من الوقع الديني والصوفي
للمزارات حتى الإيقاعات الإفريقية الممزوجة بشيء من المحلية إلى التقاطعات
الموسيقية مع نمط الساكن بحمولاته «الحمدوشية والعيساوية والحضارية»
المهزوزة حتى الشكل والتظاهرة الجسدية الحاملين للرائحة الإفريقية بكل
امتياز.
إن هذه الحظوة الاجتماعية التي وصلت -كما وصف ذلك البريطاني
بريتوايت- إلى حراسة شقق نساء السلطان من طرف عبيد سود مخصيين، لم تعمر
طويلا نظرا لتقلب المسار السياسي في المغرب، إذ دخلوا في صدام مع المولى
عبد الله (1757-1728) فضعفت قوتهم النظامية كجيش، وبالإضافة إلى أن سوء
استعمالهم لسلطتهم جر عليهم ذلك غضب السلطان الذي كرس ولايته لمحاربتهم
ودمر حيهم السكني بمكناس.
مع فترة حكم سيدي محمد بن عبد الله سيكون لفئة العبيد نصيبها من رضى
السلطان الجديد الذي أراد أن يتجاوز نتائج السياسة العسكرية لأبيه الذي
تخلى عن عبيد البخاري فعمد إلى نشلهم من البؤس والشقاء، ونظر إلى حالهم
ومكنهم من المآوي، وقدم لهم الرواتب، لكن رغم ذلك ناصروا ابنه السلطان
المولى اليزيد بمكناس بينما سيدي محمد بن عبد الله بمراكش، وعن هذه الفترة
نجد في المرجع التاريخي التالي من يوضح الأمر: «بعد رجوع السلطان إلى
مكناس وإحكامه الوضع وسفر المولى يزيد إلى الحج بأمر أبيه.. اضطر عبيد
البخاري إلى مغادرة مكناس نحو طنجة، حاملين معهم الأمتعة والسلاح ومكثوا
هناك إلى أن سمح لهم السلطان بالتوجه نحو الجنوب سنة 1782، وعند وصولهم
مشارف منطقة سوق الأربعاء حوصروا وتم تجريدهم من السلاح، وفرقوا ووزعوا
فرادى على قبائل الغرب. وبهذا يكون الجيش العبيدي الذي أنشئ مائة سنة من
قبل قد رجع إلى العبودية. ولم يتبق منهم سوى بضع كتائب موزعة على بعض
المراسي الأطلسية، وأيضا حرس ملكي محدود ومكلف بالمصالح الخاصة للسلطان.
واعتمد فيما بعد سيدي محمد بن عبد الله على خدمات بعض ما تبقى من جيش
البخاري في تقوية ما اسماه بـ»السقالات» التي أنشأها في نقط مختلفة على
المحيط الأطلسي. ومع نهاية حكم سيدي محمد بن عبد الله، تكون ابتدأت نهاية
مرحلة تجارة القوافل الإفريقية، تاركة المجال أمام التجارة الأوربية
والسوق الأطلسية البحرية».
إن تتبع المسار التاريخي لجيش البخاري هو تتبع لآثار فئة اجتماعية
وافدة على المغرب طالها التهميش في المصادر والأبحاث والدراسات
السوسيولوجية، ولم يستطع التاريخ أن ينقل لنا بشكل واف كل الجوانب المادية
والنفسية لفئة اكناوة التي تهمنا والتي تدخل ضمن النسق العام البشري
للعبيد السود، خلافا لما اهتم به المؤرخون في حالة دخول العناصر العربية
الأولى لأرض المغرب الأقصى ولكل ما رافقته هذه الأحداث في أبعادها
الاجتماعية والاقتصادية والدينية وحتى الثقافية، إن هذا المنهاج يمكننا من
فهم السياق الذي حمل هذه الفئة ومكنها من لعب أدوار أساسية ساهمت بشكل
بارز في تقعيد وترسيخ بنياتهم الفنية والجمالية.
وسنختم هذه الفترة التاريخية الهامة بما ذهب إليه العديد من المؤرخين
المغاربة والأجانب من اعتبار معسكر جيش البخاري بمشرع الرمل كان من أولى
المدارس العسكرية التي عرفها التاريخ. وستكون بالتالي هذه الفترة للمولى
إسماعيل فترة حاسمة بالنسبة إلى العبيد بتحكمهم في جهاز الدولة إلى درجة
أصبح معها المغاربة يرددون مقولة شهيرة للولي الصالح سيدي عبد الرحمن بن
مسعود (وهو من قبيلة امتوكة بأقصى السوس المغربي كان ينظم الكلام باللسان
السوسي وشبه وقتها بسيدي عبد الرحمن المجذوب) يقول عن علاقة المولى
إسماعيل بالعبيد: «الديوان والشوار عند أسمقال»، ويعني بأسمقال الحراطين
بلسان السوسية.
دور العبيد في الصراع على الملك
إعداد : المهدي الكراوي
الحديث
عن تاريخ العبيد المغاربة يثير أكثر من شهية الفضول الصحفي، إنه تاريخ
يمتد ويتصل بمساحات زمنية شاسعة ومثيرة حين تتداخل العديد من الأحداث
السياسية والاجتماعية وأيضا الفنية، لتصبح في النهاية رافدا مميزا لهوية
مكون أساسي من المكونات البشرية المغربية، من مرحلة النزوح والترحيل
القسري حتى فترات الاندماج الفعلي والانصهار الاجتماعي.
عن تاريخ العبيد المغاربة يثير أكثر من شهية الفضول الصحفي، إنه تاريخ
يمتد ويتصل بمساحات زمنية شاسعة ومثيرة حين تتداخل العديد من الأحداث
السياسية والاجتماعية وأيضا الفنية، لتصبح في النهاية رافدا مميزا لهوية
مكون أساسي من المكونات البشرية المغربية، من مرحلة النزوح والترحيل
القسري حتى فترات الاندماج الفعلي والانصهار الاجتماعي.
تشير أغلب المصادر التاريخية إلى أنه مع وفاة السلطان المولى إسماعيل
(1727م) وصل مجموع جنود جيش البخاري إلى 150 ألفا، أكثرهم متمركز بمشرع
الرمل، وبوفاته يكون هذا الجيش قد بسط نفوذه الاجتماعي على سهول سايس
والغرب، وأيضا ضمن موقعا متقدما في تراتبية القصر الذي به كان مرجان
الكبير البخاري قائدا لعبيد المشور السلطاني ومكلفا أيضا ببيوت المال.
وقبل أن نختم فترة حكم المولى إسماعيل وما كان لهذه الفترة من دور
دخل المغرب معها في تصور جديد لهياكل الدولة الاجتماعية والسياسية بإنشاء
جيش العبيد الذي اعتاد مؤرخو المغرب وخاصة منهم الضعيف الرباطي وخالد
الناصري نعتهم بجيش مرتزقة البخاري الذين سيصبحون بعد وفاة المولى إسماعيل
أهم قوة عسكرية واجتماعية بالمغرب كان لها الدور البارز في حالة الفوضى
وحروب النزاع على الملك من قبل ورثة عرش السلطان المولى إسماعيل.
ومع سنة 1111هـ/1699م، قام المولى إسماعيل بتقسيم نواحي المغرب على
أولاده كخلفاء له ووفر لهم العسكر والمال، هكذا ولى ابنه المولى أحمد على
تادلا ومعه حوالي 3000 من العبيد و1000 فاس، والمولى عبد الملك على درعة
والمولى محمد العالم على السوس، والمولى المأمون على سجلماسة، والمولى
زيدان على بلاد الشرق.
وقد وصلت مملكة المولى إسماعيل إلى بسكرة في الجزائر، ومدد حدوده
الجنوبية حتى تيكورارين بمشارق بلاد السودان، وعرف عنه بتعدد النساء
اللائي بلغن خمسمائة امرأة فيهن الرقيق الأسود والترك والإسبان والإنجليز
من غير نساء المغرب، وقد بلغ أولاده خمسمائة من البنين ومثلهم من البنات،
وكلهم مدونون في ديوان بأسمائهم، ومتفرقين على نواحي المغرب تصلهم الصلات
والرواتب.
وكانت وفاة المولى إسماعيل يوم السبت 28 رجب سنة 1149 موافق فبراير
1727، ويكون بذلك تولى الحكم مدة أربع وخمسين سنة، أبرز ما قام به هو
القضاء على الفتن وضمان استقرار المغرب وارتكازه على جيش نظامي من العبيد،
اعتبر من قبل العديد من المؤرخين المغاربة والأجانب خطأ سياسيا أدى المغرب
ثمنه بحالة التيه السياسي الذي دخلته الدولة بعد وفاته.
وقد اعترض فقهاء المغرب إبان تجميع العبيد بأمر سلطاني على هذه
العملية ورفض مجموعة من علماء فاس تسليم العبيد بعد كسوتهم وتسليحهم، وكان
هذا الاعتراض الشرعي خاص بفئة العبيد الحراطين الذين كانوا مملكين بأموال
عامة الناس، ولم يعترضوا على العبيد الذين اشتراهم السلطان بماله، ونذكر
هنا الفقيه أبو محمد عبد السلام جسوس الذي امتنع عن الانضمام إلى فتوى
العلماء بفاس تحلل تصرف السلطان، وهو ما جر عليه غضب السلطان الذي قرر
عقابه واستصفاء كل أمواله وأموال ذريته وباع كل كتبه، ثم صار يطاف به في
الأسواق وهو أسير.
إن فترة السلطان العلوي المولى إسماعيل كانت جد دقيقة وحساسة في تطور
الغناء الكناوي المغربي، باعتبار حالة الاستقرار ورد الاعتبار الذي
عرفتهما هذه الفئة الاجتماعية، وهذا لا يعني أنهم لم يكونوا يوظفون
تعابيرهم الفنية في حياتهم، بل على العكس فقد غنى الإنسان في لحظات حزنه
كما في لحظات فرحه، إلا أن الأمر هنا يتعلق بتطور واتساع مجال ممارسة هذه
التعبيرات الوافدة في فضاء اجتماعي أرحب ومساعد، مما مكن العبيد ومنهم
كناوة من التعرف على معالم حياة جديدة بترفها السياسي والاجتماعي، حيث
أضحوا طبقة مقربة ومفضلة عند السلطان فتقلدوا مناصب مخزنية داخل البلاطات،
وتعلموا الطبخ والخياطة وحسن السلوك والمعاملة، وأصبحوا يشكلون درعا
سياسيا بتكوينهم لعناصر جيش البخاري، ومن هذه المنطلقات نقدم وجهة نظرنا
القابلة للنقاش من أنها فترة حساسة في تطور وتقعيد تعابيرهم الفنية، ومن
ضمنها فن اكناوة الذي أخذ صورا متعددة الأبعاد من الوقع الديني والصوفي
للمزارات حتى الإيقاعات الإفريقية الممزوجة بشيء من المحلية إلى التقاطعات
الموسيقية مع نمط الساكن بحمولاته «الحمدوشية والعيساوية والحضارية»
المهزوزة حتى الشكل والتظاهرة الجسدية الحاملين للرائحة الإفريقية بكل
امتياز.
إن هذه الحظوة الاجتماعية التي وصلت -كما وصف ذلك البريطاني
بريتوايت- إلى حراسة شقق نساء السلطان من طرف عبيد سود مخصيين، لم تعمر
طويلا نظرا لتقلب المسار السياسي في المغرب، إذ دخلوا في صدام مع المولى
عبد الله (1757-1728) فضعفت قوتهم النظامية كجيش، وبالإضافة إلى أن سوء
استعمالهم لسلطتهم جر عليهم ذلك غضب السلطان الذي كرس ولايته لمحاربتهم
ودمر حيهم السكني بمكناس.
مع فترة حكم سيدي محمد بن عبد الله سيكون لفئة العبيد نصيبها من رضى
السلطان الجديد الذي أراد أن يتجاوز نتائج السياسة العسكرية لأبيه الذي
تخلى عن عبيد البخاري فعمد إلى نشلهم من البؤس والشقاء، ونظر إلى حالهم
ومكنهم من المآوي، وقدم لهم الرواتب، لكن رغم ذلك ناصروا ابنه السلطان
المولى اليزيد بمكناس بينما سيدي محمد بن عبد الله بمراكش، وعن هذه الفترة
نجد في المرجع التاريخي التالي من يوضح الأمر: «بعد رجوع السلطان إلى
مكناس وإحكامه الوضع وسفر المولى يزيد إلى الحج بأمر أبيه.. اضطر عبيد
البخاري إلى مغادرة مكناس نحو طنجة، حاملين معهم الأمتعة والسلاح ومكثوا
هناك إلى أن سمح لهم السلطان بالتوجه نحو الجنوب سنة 1782، وعند وصولهم
مشارف منطقة سوق الأربعاء حوصروا وتم تجريدهم من السلاح، وفرقوا ووزعوا
فرادى على قبائل الغرب. وبهذا يكون الجيش العبيدي الذي أنشئ مائة سنة من
قبل قد رجع إلى العبودية. ولم يتبق منهم سوى بضع كتائب موزعة على بعض
المراسي الأطلسية، وأيضا حرس ملكي محدود ومكلف بالمصالح الخاصة للسلطان.
واعتمد فيما بعد سيدي محمد بن عبد الله على خدمات بعض ما تبقى من جيش
البخاري في تقوية ما اسماه بـ»السقالات» التي أنشأها في نقط مختلفة على
المحيط الأطلسي. ومع نهاية حكم سيدي محمد بن عبد الله، تكون ابتدأت نهاية
مرحلة تجارة القوافل الإفريقية، تاركة المجال أمام التجارة الأوربية
والسوق الأطلسية البحرية».
إن تتبع المسار التاريخي لجيش البخاري هو تتبع لآثار فئة اجتماعية
وافدة على المغرب طالها التهميش في المصادر والأبحاث والدراسات
السوسيولوجية، ولم يستطع التاريخ أن ينقل لنا بشكل واف كل الجوانب المادية
والنفسية لفئة اكناوة التي تهمنا والتي تدخل ضمن النسق العام البشري
للعبيد السود، خلافا لما اهتم به المؤرخون في حالة دخول العناصر العربية
الأولى لأرض المغرب الأقصى ولكل ما رافقته هذه الأحداث في أبعادها
الاجتماعية والاقتصادية والدينية وحتى الثقافية، إن هذا المنهاج يمكننا من
فهم السياق الذي حمل هذه الفئة ومكنها من لعب أدوار أساسية ساهمت بشكل
بارز في تقعيد وترسيخ بنياتهم الفنية والجمالية.
وسنختم هذه الفترة التاريخية الهامة بما ذهب إليه العديد من المؤرخين
المغاربة والأجانب من اعتبار معسكر جيش البخاري بمشرع الرمل كان من أولى
المدارس العسكرية التي عرفها التاريخ. وستكون بالتالي هذه الفترة للمولى
إسماعيل فترة حاسمة بالنسبة إلى العبيد بتحكمهم في جهاز الدولة إلى درجة
أصبح معها المغاربة يرددون مقولة شهيرة للولي الصالح سيدي عبد الرحمن بن
مسعود (وهو من قبيلة امتوكة بأقصى السوس المغربي كان ينظم الكلام باللسان
السوسي وشبه وقتها بسيدي عبد الرحمن المجذوب) يقول عن علاقة المولى
إسماعيل بالعبيد: «الديوان والشوار عند أسمقال»، ويعني بأسمقال الحراطين
بلسان السوسية.
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
حمان الفطواكي 1902 - 1955
رجال تركوا بصمات في تاريخ المغرب
حمان الفطواكي 1902 - 1955
إعداد:عبد الرزاق السنوسي معنى
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
عباس المسعدي 1920-1956
عباس المسعدي 1920-1956 إعداد:عبد الرزاق السنوسي معنى التاريخ شاهد أن المغرب أنجب شهداء كتبوا أسماءهم بدمائهم ومناضلون تركوا لنا بصمات رائعة ، وسيظلون في الذاكرة الشعبية شامخين كجبال الأطلس، رجال وضعوا أرواحهم على كفوفهم وصاحوا من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم ، رجال سجلوا صفحات مشرقة وصنعوا أروع أحداثه ، نفذوا أروع العمليات الفدائية التي أربكت المستعمر الغاشم ، ومورست عليهم في دهاليز السجون والمعتقلات ألوان التعذيب والأحكام القاسية والإعدامات . رجال انخرطوا في العمل السياسي الوطني بصفوف الحركة الوطنية المغربية منذ الأربعينات ، ساهموا إبان الكفاح الوطني ضد الإستعمار ، واستبخصوا دمائهم دفاعا عن وطنهم . مناضلون تقدميون ثوريون ناضلوا سنوات الرصاص العصيبة ، والأزمات الخارجية من أجل بناء مجتمع ديمقراطي ودعائم الدولة الديمقراطية ، تعرضوا لحملات متوالية من القمع والإضطهاد والتعذيب والسجون . وشباب متعطش لمغرب يسوده العدل والحرية والديمقراطية ، التحق بحزب القوات الشعبية الذي خرج من رحم الحركة الوطنية ، اصطدم بآلة القمع وتعرض لأبشع أنواع التعذيب إلى أن سقط شهيدا أثناء التعذيب في الكوميسارية . وأبطال مغاربة استشهدوا في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد قيامهم بعمليات بطولية ضد العدو الصهيوني . هؤلاء رموز الكفاح الوطني التقدمي الإشتراكي ، هم في حاجة إلى الإعتراف بهم لدى قاعدة عريضة من ساكنة المغرب ، وبالتعريف بصفحاتهم الساطعة والمشرقة في تاريخ المغرب . من مواليد 1920 إسمه الحقيقي الناصري الطويل اختار لنفسه اسما حركيا (عباس المسعدي ) ، نشأ بمنطقة «تزريت» بأيت عطا إقليم زاكورة ، تلقى تكوينه الأولي في الكتاب، بعد أربع سنوات من مولده انتقل مع أسرته إلى منطقة مولاي بوعزة أيت إسحاق بإقليم خنيفرة، ومن بعد أصبح يدرس أبجديات اللغة العربية لأبناء منطقة زيان ، وتمكينهم من حفظ القرآن. ثم انتقل إلى والماس ليشتغل ككاتب خاص لدى والد المحجوبي أحرضان الذي كان أنذاك قائدا بنفس المنطقة . ومن بعد توجه المسعدي إلى الدارالبيضاء واستقر في بيت إبراهيم الروداني لمدة سبع سنوات حيث كان يعمل معه ومع عبد الحميد الزموري ، (هذا الأخير وهوالذي جعل مطبعة «أمبريجيما» في إسم المحجوب بن الصديق ، وسيصبح مستشارا لمحمد الخامس ) ، كما كان أيضا المسعدي إلى جانب محمد الزرقطوني . تعرض للإعتقال سنة 1954 بالدارالبيضاء . عباس المسعدي قائد جيش التحرير بجبال الريف وأحد خيرة المقاومين . أظهر شجاعته في العمليات الأولى لجيش التحرير في يونيو 1956 يقول المقاوم التهامي نعمان إن عباس كان رجل المواقف والمهمات ، ويضيف أنه نتيجة للمشاكل التي بدأت تعترض جيش التحرير في الشمال ، قرر الإنسحاب وترك مهمته داخل الجيش . وذلك بعد أن قدم استقالته من أية مهمة قيادية في المقاومة وجيش التحرير بشمال المغرب يوم 18 ماي 1956 ، ويقول المقاوم نعمان التهامي أن المسعدي اتصل به وطلب منه إعفائه ، ويضيف أنه علم بحادث منع بنبركة من دخول المراكز التي كان يشرف عليها المسعدي لخلافات شخصية سابقة ، ويضيف أيضا أنه علم بمقتل عباس على يد حجاج وإثنين من رجال الأمن التابعين للغزاوي مدير الأمن في تلك الفترة وذلك يوم 7 يونيو 1956 قرب منزله بمدينة فاس ، وكان الثلاثة قد تلقوا تعليمات بإلقاء القبض على عباس وإحضاره إلى الرباط لكن مقاومته تسببت في خروج رصاصة من مسدس ، مما أدى إلى وفاته ، ويقال أيضا أن المسعدي اختطف وقتل يوم 14 يوليوز 1956 ، ويقال إنه أعلن مناطق جيش التحرير محرمة على غير المسلحين خاصة السياسيين ، دخل في سلسلة من الخلافات والصراعات المسلحة حتى وجد نفسه محاصرا ، وحسب عبد اللطيف جبرو استدعت قيادة المقاومة عباس المسعدي للاستماع إله إثر تعرض المهدي بنبركة لاختطاف في محاولة لإغتياله بمنطقة جيش التحرير ، و إن المقاوم حجاج من أقرب الناس إلى المسعدي تكلف بإقناعه بالمجئ إلى الدرالبيضاء ولأجل ذلك أخرج مسدس واضطرب في تلك اللحظة فخرجت رصاصة طائشة أردت عباس المسعدي قتيلا ، واعتقلت السلطات المقاوم حجاج الذي اعترف بمكان دفن عباس سرا بمنطقة الريف و أن حجاج تم إطلاق سراحه بعد ثلاثة أيام من اعتقاله . وحسب المقاوم نعمان تم نقل جثة عباس إلى مدينة فاس حيث دفن في جنازة رسمية . كما أن هناك من يقول أن الإغتيال يوم 27 يونيو 1956 . في الطريق إلى فاس للقاء المهدي بنبركة . ومن خلال تتبعي لما نشر عن المقاوم عباس المسعدي وعن طريقة اغتياله أجد أن هناك جهات كانت وراء إقحام إسم المهدي بنبركة في هذا الإغتيال كما كانت تخطط لتصفية جيش التحرير أواخر الخمسينات ... وتقول رواية أخرى أن كبار الدولة كلفوا لغزاوي أول مدير لجهاز الأمن بعد الإستقلال بأن يكلف حجاج بتصفية عباس المسعدي . وفي نفس الآن أعطى رئيس أركان الحرب العامة أنذاك الأمير مولاي الحسن الأمر باعتقال حجاج أحد مسؤولي جيش التحرير بتاونات ، وذلك حسب مؤلف ألغاز المغرب المستقل عبد الرحيم ورديغي . بينما يقول أحمد البخاري ضابط المخابرات السابق بالمغرب إن أحرضان تعاون مع الشرطة السياسية سنة 1956 للتحضير لاغتيال المسعدي ... ولاحقا ، تم اعتقال حجاج الذي اعترف بمكان دفن عباس وتم نقل جثته إلى مدينة فاس حيث دفن . يقول التهامي نجار بجريدة الأسبوع في ركن على هامش الحقيقة الضائعة ، أن أربعة من المتورطين في عملية اغتيال عباس المسعدي اجتمعوا كلهم في حي بالدارالبيضاء بكراج علال بالقرب من سينما شهرزاد إثنان منهما أصبحا من الأثرياء بين ليلة وضحاها . وإثنان لم يفوزا إلا بالفتات ، وهم : رزق عبد الرحمان التناني (أحد أغنى الأغنياء بالدارالبيضاء )، محمد كريم الملقب حجاج المزابي (ترأس فريق الرجاء البيضاوي) ، أبو زكرياء محمد الملقب بالعبدي ، وامبارك مرزوق وهما مراقبان لبطاقة الدخول للسينما . 2008/7/26 |
الإتحاد الإشتراكي
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
عبدالله العياشي
عبد الله العياشي 1923 - 2006
إعداد:عبد الرزاق السنوسي معنى
ولد
سنة 1923 بمدينة القنيطرة من أصل عائلة منحدرة من مدشر «القيطون» ببني
ورياكل الموجود على بعد 60 كلم من فاس اتجاه وزان تلقى تعليمه الإبتدائي
بمدينة الرباط ، حصل على شهادة الإبتدائية في يونيو 1938 ، ثم ضطر
للإنقطاع عن الدراسة لظروفه العائلية الصعبة ، حيث عاش الفتى منذ نعومة
أظافره فقيرا ويتيما ، فاضطر إلى امتهان حرف عدة وكون نفسه بعصامية .
اشتغل
بالبريد سنة 1942 بمدينة سلا ، والتحق بسلك التعليم الثانوي في 3 يناير
1943 حيث عين مدرسا بمدينة الخميسات بمنطقة للاميمونة في موسم 1943-1944
ثم بمنطقة شروال في موسم 1944-1945 وجاور فيها رموزا وطنية وشخصيات
تاريخية ، ثم شارك في المظاهرات المناهضة للإستعمار يوم 29 يناير 1944 إثر
اعتقال محمد اليزيدي وأحمد بلافريج وعبد الرحيم بوعبيد وآخرون…
العياشي
أحد قادة الكفاح المسلح ، و أحد الوجوه البارزة في حركة اليسار المغربي ،
طبع بإسهاماته الفكرية وأدائه التنظيمي لحياته الوطنية والسياسية بالمغرب
، فهو رجل تربية وتكوين ، من العلامة الأساسيين في تاريخ ومسار الحركة
الوطنية ، مناضل صلب من أجل الحرية والإستقلال .
في سنة 1946 التحق
بالتعليم الحر بمدرسة «كسوس» إثر لقائه بأحمد بلافريج - هذه المدرسة التي
أسسها هذا الأخيرسنة 1934 وأغلقتها السلطات الفرنسية بعد أحداث يناير 1944
، و من بين تلاميذته الأستاذ فتح الله ولعلو - وكانت فرصة للقاء برجالات
الحركة الوطنية . التحق بتنظيمات حزب الإستقلال مبكرا وأدى اليمين بحضور
المهدي بنبركة، يقول العياشي في هذه المرحلة في شهادة أدلى بها «لسيمون
بيتون» التي أنجزت شريطا عن المهدي بن بركة : «كان المهدي يتفقد اجتماعات
خلايا حزب الإستقلال وكان يستطيع أن يحضر في ليلة واحدة لقاءات تعقدها
ثلاثون أو أربعون خلية في مدينة الرباط» . ثم التحق العياشي بالحزب
الشيوعي المغربي في أكتوبر 1950 وذلك بعد لقاءات متعددة مع عبد السلام
بورقية وبنعمر وعلي يعتة . وأصبح عضوا قياديا به .
غادر مدرسة «كسوس»
في 30 مارس 1951 ، ليتفرغ للعمل السياسي ، وأصبح مسؤولا في كتابة الرباط
للحزب الشيوعي المغربي . حضر لأول مرة أشغال اللجنة المركزية للحزب
المنعقدة بالجزائر في ماي 1952 مع عبد الكريم بن عبد الله والمعطي اليوسفي
وآخرين …لينتخب أثناءها عضوا بالمكتب السياسي ويعين رئيس تحرير جريدة «l
espoir» ، التي كان يصدرها الحزب ، كان العياشي رائدا من رواد الصحافة
المناضلة . وأحد مؤسسي صحافة الحزب كان دائم الحضور بمكتب مجلة «المبادئ»
التي كان يصدرها الحزب ، له أكثر من واجهة وأكثر من مهمة . كانت واجهة
الإعلام الحزبي والصحافة من الواجهات التي قدم فيها العياشي الكثير سواء
على مستوى الإصدار والإدارة أو التحرير . كما تولى إصدار صحيفة «حياة
الشعب « بالعربية في مرحلة العمل السري ، ثم أسبوعية «الجماهير» بالفرنسية
التي صدرت منها الأعداد الأخيرة سنة 1959 ، و»الكفاح « و»الكفاح الوطني» ،
ثم من بعد جريدة «البيان» سنة 1972 كأسبوعية بالعربية أولا ثم بالفرنسية ،
كما ساهم في جريدتي «البيان» و»بيان اليوم « فيما بعد الناطقتين بلسان
الحزب .
شارك في تنظيم المظاهرة الحاشدة التي خرجت في الدارالبيضاء سنة
1952 تنديدا باغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد . و تعرض للإعتقال
عدة مرات ، وعلى سبيل المثال في 13 نونبر 1953 من طرف السلطات الإستعمارية
، وتعرض للتعذيب والتنكيل . حيث أنه فقد شعره بسبب التعذيب الذي أخضعته له
قوات الإستعمار ، كما ظل مدى الحياة يحمل آثار التعذيب الذي تعرض له في
كوميسارية المعاريف بالدارالبيضاء .
أسس منظمة للكفاح المسلح مع أعضاء
من حزب الشورى والإستقلال منهم أحمد بلبشير ومحمد حجي وعبد العزيز التازي
تحت إسم لجنة «عمل الاتحاد الوطني» . كان أحد قادة الحركتين التحريرية
والسياسية ضمن رموز الحركة الشيوعية في المغرب ، انخرط في صفوف الطبقة
العاملة مدافعا عن مطالبها فضلا عن الدور المهم الذي لعبه في مواجهة
الإستعمار من خلال مسؤوليته في منظمة «الهلال الأسود» التي أسسها حسن
لكلاوي وعبد الله الحداوي في 20 مارس 1954 . لعب أدوار في صفوف المقاومة
وأيضا في صفوف الحزب ، صمد في وجه أشكال التعذيب والقمع . كما تعرض لعدة
محاولات اغتيال على يد مجهولين ، و قضى جزءا مهما من حياته في العمل
السياسي في السرية في عهد الإستعمار أو حتى بعد الإستقلال .
سافر إلى
فرنسا أواخر 1954 والتقى بعلي يعتة وعقد معه ندوة صحفية بباريس في دجنبر
1954 . كما تعرض لمحاولة اغتيال في أبريل 1956 ، وفي 18 غشت من نفس السنة
تزوج . في سنة 1960 حضر الندوة العالمية للأحزاب الإشتراكية والعالمية ،
ثم التحق بالمدرسة العليا لللأحزاب العمالية والشيوعية بموسكو بالاتحاد
السوفياتي مابين 1962 و1963 .
اعتقل سنة 1963 بسبب موقف الحزب
الشيوعي من حرب الرمال ، شارك في أشغال مؤتمر الحزب الشيوعي الروماني سنة
1965 ، ساهم في المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي المغربي سنة 1966 ، ساهم في
تأسيس حزب التحرر والإشتراكية سنة 1969 وأصبح من أبرز قيادي هذا الحزب ،
شارك في مؤتمر ناحية الدارالبيضاء للحزب الذي انعقد في ظروف السرية سنة
1971 ، ثم ساهم في تأسيس حزب التقدم والإشتراكية سنة 1974 ، وأصبح عضو
ديوانه السياسي وشارك في المسيرة الخضراء سنة 1975 ممثلا حزبه .
نظم
لعبد الله العياشي في دجنبر 2003 حفل تكريم بالدارالبيضاء في إطار إحياء
الذكرى 60 لحزبه . تحمل المسؤولية في أجهزة الحزب القيادية منذ الخمسينات
وظل يضطلع بالمسؤولية القيادية إلى أن وافته المنية يوم 8 شتنبر 2006 في
أحد مستشفيات مدينة الدارالبيضاء ، عن عمر يناهز 83 سنة .
قال عنه
إسماعيل العلوي الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية : «مناضل وطني ثوري
بكل ماللكلمة من معنى» وأضاف «لقد علمنا كيف يمزج المناضل الثوري بين قيم
الوطنية الحقة ومبادئ الإلتزام بجانب الطبقة العاملة ، وعلمنا كيف نكون في
آن واحد وطنيين حتى النخاع وأمميين ملتزمين بجانب قضايا الشعوب المكافحة
من أجل كرامتها وحقوقها « ، وقال عنه عبد الهادي التازي : «... كنت أجد
فيه منذ أوائل الأربعينات مثال الصدق والجدية والحيوية ... « ، وقال أيضا
عنه محمد بن سعيد أيت ايدر : «يعد أحد الوجوه النضالية في حركة التحرير
التي عرفها المغرب « ، أما عيسى الورديغي قال : «رمز من رموز الكفاح
الوطني التقدمي الإشتراكي المتشبث بقيم الحداثة والإنفتاح والتسامح ...» ،
ثم قال عنه الفاسي الفهري : «مسيرته كمثقف نموذجي مهتما في نفس الوقت
بالثقافة بمفهومها الواسع وبمفهومها الضيق ...» ، أما مصطفى الكثيري قال :
«غزير العطاء متعدد الإسهامات وشخصيته متميزة بروحها النضالية المستمرة « .
2008/7/28
منصور- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1943
العمر : 44
Localisation : loin du bled
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
شيخ العرب
شيخ العرب 1924-1964 إعداد:عبد الرزاق السنوسي معنى التاريخ شاهد أن المغرب أنجب شهداء كتبوا أسماءهم بدمائهم ومناضلون تركوا لنا بصمات رائعة ، وسيظلون في الذاكرة الشعبية شامخين كجبال الأطلس، رجال وضعوا أرواحهم على كفوفهم وصاحوا من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم ، رجال سجلوا صفحات مشرقة وصنعوا أروع أحداثه ، نفذوا أروع العمليات الفدائية التي أربكت المستعمر الغاشم ، ومورست عليهم في دهاليز السجون والمعتقلات ألوان التعذيب والأحكام القاسية والإعدامات . رجال انخرطوا في العمل السياسي الوطني بصفوف الحركة الوطنية المغربية منذ الأربعينات ، ساهموا إبان الكفاح الوطني ضد الإستعمار ، واستبخصوا دمائهم دفاعا عن وطنهم . مناضلون تقدميون ثوريون ناضلوا سنوات الرصاص العصيبة ، والأزمات الخارجية من أجل بناء مجتمع ديمقراطي ودعائم الدولة الديمقراطية ، تعرضوا لحملات متوالية من القمع والإضطهاد والتعذيب والسجون . وشباب متعطش لمغرب يسوده العدل والحرية والديمقراطية ، التحق بحزب القوات الشعبية الذي خرج من رحم الحركة الوطنية ، اصطدم بآلة القمع وتعرض لأبشع أنواع التعذيب إلى أن سقط شهيدا أثناء التعذيب في الكوميسارية . وأبطال مغاربة استشهدوا في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد قيامهم بعمليات بطولية ضد العدو الصهيوني . هؤلاء رموز الكفاح الوطني التقدمي الإشتراكي ، هم في حاجة إلى الإعتراف بهم لدى قاعدة عريضة من ساكنة المغرب ، وبالتعريف بصفحاتهم الساطعة والمشرقة في تاريخ المغرب . أحماد إبراهيم أكوليز إسمه الحقيقي أحمد فوزي ، والملقب بشيخ العرب ، قادم من سوس بأكوليز بضواحي طاطا، التحق بالرباط حيث كان أبوه يعمل في محل لبيع المواد الغذائية سنة 1939 ، وبعد ثلاث سنوات بدأ إسمه يظهر وسط مواطني سوس في الرباط وسلا ، وفي الأربعينات كان عمره لايتجاوز 16 سنة . بدأ نشاطه المسلح ضد الإستعمار مابين 1944و 1955 ، حيث التحق بحزب الإستقلال قبل الإنخراط في المقاومة منذ منتصف الأربعينات وبرز مؤطرا في المدينة القديمة بالعاصمة ومنطقة مسقط رأسه طاطا التي واجه فيها الإستعمار والعملاء والمخزن ، اشتغل كحارس عام بمدرسة جسوس ، وتأطيره للمخيمات الصيفية في جبال الأطلس المتوسط ، كان واحدا من المقاومين في مدينة الرباط أيام الحماية إلى جانب كبار المناضلين، اعتقل لأول مرة سنة 1953 من طرف سلطات الإستعمار ونفي إلى دوار أكوليز وإجباره على السير على الأقدام من الرباط إلى هناك ، وذلك بعد أول عملية إطلاق رصاص نفذتها مجموعة الرباط ضد مقدم بشارع محمد الخامس مباشرة بعد نفي محمد الخامس ، وثانيها ضد مدير مدرسة العكاري الذي كان يصدر جريدة موالية لفرنسا ، وثالثة ضد حميدو بناني . ثم عاد ليؤطر الخلايا المسلحة بالرباط حيث تعرض للإعتقال ووضع في سجن القنيطرة أمضى سنتين تقريبا بالسجن ونسب إليه لقب شيخ العرب من طرف زملائه من داخل السجن وذلك بسبب تدينه وتنظيمه للإضرابات والإحتجاجات ضد إدارة السجن وتعبئة السجناء للدفاع عن حقوقهم ، ذاق أنواع التعذيب وظل في الإعتقال حتى بعد عودة الملك الراحل محمد الخامس من المنفى في نوفمبر 1955 وحصول المغرب على الإستقلال سنة 1956 ، قضى حوالي 6 أشهر في السجن ثم فر منه بتاريخ 2 ماي 1956 ، عمل إلى جانب قيادة جيش التحرير في الجنوب مابين 1956 – 1960 ، ويذكر رفاقه بأنه حضر لمقابلة المغفور له محمد الخامس سنة 1958 وعرض عليه دعما ماليا من أجل إدماج وحداث جيش التحرير في القوات المسلحة الملكية وقد قبل شيخ العرب هذه المهمة إلا أن من بعد ستقفل الأبواب في وجهه من طرف بقايا العهد البائد أمثال الجنرال أوفقير . استطاع بعمله وإيمانه بالعمل المسلح أن يجند المئات من الرجال قي خلايا مسلحة بطاطا والرباط ، كانت له شبكة تضم مقاومين في جيش التحريرالوطني ومناضلين اتحاديين ونقابيين ، أسسها كرد فعل على أحداث الريف سنة 1958 و تصفية المقاومة ابتداء من سنة 1959 وإطاحة بحكومة عبد الله إبراهيم في ماي 1960 . مجموعة شيخ العرب بعد اعتقالها قدمت إلى محاكمة مراكش سنة 1967 . وسميت بالحلاوي ومن معه عدد المتهمين 39 ، التهمة الإعتداء على النظام لإحلال نظام محله ومحاولة القتل العمد ، تقديم مسكن لعصابة مسلحة ، المس بسلامة الدولة وتنظيم منظمة سرية شيخ العرب متمرد على السلطات المغربية ، كان يريد الإستمرار في تحرير باقي الثغور المغربية المحتلة بما فيها الصحراء ، وقف ضد الإستعمار الفرنسي والحكومة المغربية على السواء قام بقتل بعض أعوان الإدارة في الجنوب سنة 1959 وهو موحا الزموري الذي كان يتابع تحركاته بطاطا ، وهي العملية التي سيحاكم فيها غيابيا بالإعدام من قبل محكمة تارودانت . وهو من قتل االشرطي الذي قام بقتل الشهيد علال بن عبد الله المدعو أحمد الهواري الملقب ب»لاسورتي كويزة» حيث علم أنه عين عميدا للشرطة بأكادير بعد الإستقلال . لقد حير شيخ العرب لسنوات مختلف أجهزة الأمن في مرحلة الإستقلال . ورفض منصبا في السلطة سنة 1959 ، في صيف سنة 1963 بعد الإعتقالات التي شملت الاتحاديين والمقاومين سيفر إلى الجزائر وسيواصل بناء الخلايا المسلحة ، لقد ظل طيلة العشرين سنة (1944- 1964) الثائر المزعج . كان يريد الإستمرار في تحرير باقي الثغور المغربية المحتلة بما فيها الصحراء ، وقف ضد الإستعمار الفرنسي والحكومة المغربية على السواء . فهو رجل شجاع ولايهاب أي أحد ، ويجيد التخفي . اعتقل بمدينة وهران في ظرف لم تتضح كل ملابساته ، فغادرالجزائر ودخل المغرب مع بداية سنة 1964 لتنظيم الكفاح المسلح بالداخل ، كان دائم الترحال والتخفي ويده على زناد مسدسه ، لايمنح الفرصة لعناصر الشرطة لمساءلته ، كان ذكيا وشجاعا وقويا لايخشى الموت . فكم مرة قام متنكرا بزيارة السجن المركزي وهو مطارد لرفع معنويات رفاقه المعتقلين ، حاصرته قوات الأمن يوم 7 يونيو 1964 وحاولت إقناعه بتسليم نفسه حيا من داخل أحد البيوت وهو مسكن رفيقه أحمد أوزي (الذي أوشى به) بحي لارميطاج (بولو) بالدارالبيضاء . كان يستعمل فيلا لارميتاج لمراقبة إحدى المقرات التابعة لشخصيات سامية من خلال استعمال النظارات الحربية وعلى إثر وشاية تحركت فرقة من 9 ضباط ومفتشي الشرطة نحو الفيلا ، بتاريخ 9 يونيو 1964 حاصرت الشرطة فيلة بحي لوازيس بالدارالبيضاء حيث كان يوجد شيخ العرب ورفاقه ، كانت مواجهة أخرى أسفرت عن مصرع عميد الشرطة بقسم الإستعلامات ومفتشين للشرطة وهروب شيخ العرب . حيث وقعت الإشتباكات التي قتل خلالها 3 من رجال الشرطة وفرار الآخرين ليغادر شيخ العرب ورفاقه هذه الفيلا . تمت المواجهة بالرصاص بين شيخ العرب والحلاوي وأوزي من جهة وثلاتة شرطيين من جهة ثانية حيث تمت تصفيتهم وهم الملازم عباس السبكي والضابطين محمد الخطابي وعباس عياد . وبحي سيدي عثمان بلوك 12 رقم 9 كانت مواجهة أخرى حيث تبادل النار بين شرطة أوفقير وشيخ العرب ورفيقه أحمد أزناك أسفرت عن استشهادهما يوم 7 غشت 1964 ، من طرف أجهزة الأمن العمومي . وكانت فرصة ذهبية بالنسبة لأوفقير ليترقى بعد أيام قليلة ، وتم إقفال ملف شيخ العرب بتصفيته ذلك اليوم .وحسب مومن الديوري والحلاوي أن شيخ العرب استشهد برصاصة مسدسه حتى لايسقط في يد الجنرال أوفقير الذي كان حاضرا يوم المواجهة رفقة المدير العام للأمن الوطني وليوتنو كولونيل بوكرين عامل الدارالبيضاء . كما يقال أنه قتل قبل أن يوجه مسدسه نحو رأسه . لقد دفنت جثته بتاريخ 27 غشت 1964 بمقبرة سيدي عثمان ، و يحمل قبره رقم 94 بالقطعة رقم 12 والمربع رقم 14 ، وفي هذا الصدد يدعي جميل الحسين الذي اشتغل مع كل من محمد اوفقير و أحمد الدليمي والمصنف ضمن منتهكي حقوق الإنسان بالمغرب خلال سنوات الرصاص، بأنه هو الذي قتل شيخ العرب ، وبذلك تحول من موظف بسيط إلى كوميسير ورئيس لكاب 1 . 2008/7/29 |
الإتحاد الإشتراكي
منصور- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1943
العمر : 44
Localisation : loin du bled
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
عبدالهادي مسواك
| |||
|
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
بوشعيب الحريري
بوشعيب الحريري 1929- 1975 التاريخ شاهد أن المغرب أنجب شهداء كتبوا أسماءهم بدمائهم ومناضلون تركوا لنا بصمات رائعة ، وسيظلون في الذاكرة الشعبية شامخين كجبال الأطلس، رجال وضعوا أرواحهم على كفوفهم وصاحوا من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم ، رجال سجلوا صفحات مشرقة وصنعوا أروع أحداثه ، نفذوا أروع العمليات الفدائية التي أربكت المستعمر الغاشم ، ومورست عليهم في دهاليز السجون والمعتقلات ألوان التعذيب والأحكام القاسية والإعدامات . رجال انخرطوا في العمل السياسي الوطني بصفوف الحركة الوطنية المغربية منذ الأربعينات ، ساهموا إبان الكفاح الوطني ضد الإستعمار ، واستبخصوا دمائهم دفاعا عن وطنهم . مناضلون تقدميون ثوريون ناضلوا سنوات الرصاص العصيبة ، والأزمات الخارجية من أجل بناء مجتمع ديمقراطي ودعائم الدولة الديمقراطية ، تعرضوا لحملات متوالية من القمع والإضطهاد والتعذيب والسجون . وشباب متعطش لمغرب يسوده العدل والحرية والديمقراطية ، التحق بحزب القوات الشعبية الذي خرج من رحم الحركة الوطنية ، اصطدم بآلة القمع وتعرض لأبشع أنواع التعذيب إلى أن سقط شهيدا أثناء التعذيب في الكوميسارية . وأبطال مغاربة استشهدوا في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد قيامهم بعمليات بطولية ضد العدو الصهيوني . هؤلاء رموز الكفاح الوطني التقدمي الإشتراكي ، هم في حاجة إلى الإعتراف بهم لدى قاعدة عريضة من ساكنة المغرب ، وبالتعريف بصفحاتهم الساطعة والمشرقة في تاريخ المغرب . إسمه الكامل بوشعيب بن علي الحريري (الملقب الدكالي) كان طالبا بكلية ابن يوسف بمراكش ، انفصل عن الدراسة بعد نفي الملك محمد الخامس ، والتحق بالدارالبيضاء بالمقاومة وأصبح عاملا نشيطا بها وبمدن أخرى ما بين دجنبر 1953 وفبراير 1954 . ثم التحق بمدينة إيفني وأصبح يعمل على توجيه المقاومة في الداخل بتكليف من المجلس الأعلى للمقاومة وجيش التحرير الذي تكون في مدينة تطوان . عرف خلال معركة التحرير وداخل صفوف المقاومة وجيش التحرير ، ثم في صفوف حزب القوات الشعبية ، كان مثالا نادرا في وسط المناضلين وفي المجتمع ، كان يمتاز بالصدق والتضحية في العمل والإستماتة في المبدأ والإستقامة في السلوك والطيبوبة في القلب . بوشعيب الحريري من أول العناصر في المغرب الذين فكروا في خلق مقاومة مسلحة لمناهضة الإستعمار وذلك قبل خلع محمد الخامس بشهور عديدة ، كان موجودا بجانب قادة المقاومة المسلحة بالمغرب و أسس مع رفاقه حركة المقاومة بمراكش،التحق بصفوف المقاومة بمدينة الدارالبيضاء بعدما نظم ونفذ مع بعض المقاومين عملية الهجوم على ابن عرفة داخل مسجد مراكش ودخل في صفوف المقاومة وكان له اتصال مع كثير من الخلايا المسلحة . وبعد أن اكتشفت الخلايا التي كان يسيرها انتقل إلى مدينة سيدي إيفني مرة ثانية وأصبح مسؤولا عن الحركة هناك . كما ربط الإتصال مع المقاومين بمدينة تطوان . وبعد استقلال المغرب اعتقلته السلطات الإسبانية ونفي إلى مدينة الداخلة . وبعد إطلاق سراحه التحق بمدينة الدارالبيضاء . ثم انتقل إلى مدينة الداخلة وأصبح يكافح مع الصحراويين ضد الإستعمار الإسباني وبعد اكتشاف أمره من طرف الإسبان قصد تطوان . بقي بوشعيب الحريري مسؤولا سريا عن حركة المقاومة وجيش التحرير ، إلى أن عاد إلى الدارالبيضاء وكلف بمهمة سياسية داخل جيش التحرير بالصحراء حتى أصبح يعرف الصحراء وأبناء الصحراء كما يعرف الدارالبيضاء وناحيتها . وأصبح عضوا أساسيا في حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية (الاتحاد الاشتراكي حاليا) ، وفي سنة 1963 انتخب نائبا في أول برلمان مغربي ، ثم عين خليفة رئيس المجلس للجنة المعطوبين وذلك أثناء جمع الحكومة شتات المقاومة ، وقد شارك في المؤتمر الإستثنائي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في يناير 1975 ، وأصبح من أعضائه المعتمد عليهم . بوشعيب الحريري توفي إثر حادثة سير وهو في طريق العودة من إيفران نحو الدار البيضاء سنة 1975 . 2008/4/8 |
الإتحاد الإشتراكي 2004
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
محمد كرينة
رجال تركوا بصمات في تاريخ المغرب محمد كرينة 1959 – 1979إعداد:عبد الرزاق السنوسي معنى |
منصور- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1943
العمر : 44
Localisation : loin du bled
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
رد: اوراق من تاريخ المغرب
تحية شكر وتقدير للاخ سعيد على فن توثيق تاريخ النضال الوطني للمقاومين المغاربة لاجل هذا الوطن ولقد وجدت شخصا مناضلا وطنيا كنت ابحث عنه قبل قليل انه المرحوم بوشعيب الحريري الدكالي لدي بهذا الاسم الوطني ارتباط وطيد بحيث اعمل مديرا لمدرسة ابتدائية بمدينة سيد ي بنور وقد انتقلت لاعمل في الموسم المقبل بمدرسة تبعد عن اثنين اشتوكة ب6KMسميت هذه المدرسة م م بوشعيب الحريري لذا اطلب منك اخي ان كانت لديك بعض صور هذا الماضل في الموقع وتشكراتي لك وللمشرفين على المنتدى .
badaoui-1959- عدد الرسائل : 1
العمر : 65
تاريخ التسجيل : 29/06/2011
مواضيع مماثلة
» عبدالله العروي يعيد كتابة تاريخ المغرب
» تاريخ المغرب
» تاريخ المغرب من خلال صور من الارشيف
» صفحات من تاريخ المغرب الحديث من خلال Le Petit journal illustré
» ذاكرة مغربية في تاريخ فرنسا : الفرنسيُّون الأحـْرار في المغرب المأزوم (1955-1945)
» تاريخ المغرب
» تاريخ المغرب من خلال صور من الارشيف
» صفحات من تاريخ المغرب الحديث من خلال Le Petit journal illustré
» ذاكرة مغربية في تاريخ فرنسا : الفرنسيُّون الأحـْرار في المغرب المأزوم (1955-1945)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى