الترويح.. في حياة المؤمن
صفحة 1 من اصل 1
الترويح.. في حياة المؤمن
الترويح.. في حياة المؤمن د . محمد وهدان |
سألتني سيدة فاضلة عن حكم الدين في برنامج "الكاميرا الخفية" الذي يهدف إلي إضحاك الناس وإدخال السرور عليهم. وقلت لها: إن الإسلام الحنيف ليس ضد اللهو أو الضحك أو الابتسامة بشرط ألا يكون هذا اللهو ترويعاًَ واستهزاء بالآخرين. وذلك لما فيه من التغرير بالناس وخداعهم والضحك علي أحزانهم. والنبي صلي الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح "لا يأخذ أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جادا". كما يقول صلي الله عليه وسلم "لا يحل لمسلم أن يروع مسلما.. فترويع الناس حرام. واثمه عظيم ويقول أيضاً.. كبرت خيانة ان تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت له كاذب". إن الإسلام دين واقعي لا يفرض أن يكون كل كلامنا ذكرا. بل أقر ما تتطلبه الفطرة من ضحك وسرور ومرح. ولكن بشرط الا نكثر من ذلك. بل نأخذ منه بقدر. وفي حدود ما شرع الله وأمر. وفي نطاق أدب الاسلام ومن خلال قيمة الرفيعة. وأيضا يشترط الا يكون ذلك علي حساب واجبات أخري دنيوية كانت أم دينية. إن الإسلام مع ادخال السرور علي الناس بشرط أن نتجنب الكذب وقول الزور والافتراء علي الأبرياء. ولنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم الأسوة الحسنة. إذ كان يضحك ولا يقول الا صدقا وكم جر الكذب في المزاح الي وقوع الاحقاد والعداوات بين الناس ولذلك قال النبي صلي الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتي يترك الكذب ولو كان مازحا" وقال صلي الله عليه وسلم "ويل لمن يحدث الحديث ليضحك به القوم. فيكذب. ويل له. ويل له". إن كثرة الضحك تميت القلب. وتذهب ببهاء المؤمن ووقاره. أما قليل الضحك فهو يذهب عن النفس السآمة والملل. ويعيد إليها حيويتها ونشاطها. فالقلوب تمل كما تمل الابدان. فلنلتمس لها طرائف الحكمة. ولنعلم أن الضحك كالملح. القليل منه يصلح والكثير منه ضار وفاسد. إن بعض الناس يضحكون ليلا ونهارا. فإذا كلمته في ذلك قال لك "يا أخي ساعة لقلبك. وساعة لربك" وهي كلمة حق أريد بها باطل فالإسلام أمرنا بالابتسامة والترويح عن القلوب ففي الاثر روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت" ولكن علينا أن نربط بين الساعتين ولا نفصل بينهما. بحيث تسيطر الساعة التي تكون فيها لربك علي الساعة الآخري. وتخضعها لسلطانها حتي لا يكون هناك شطط أو تجاوز أو انفلات. إن اللهو في حياة المؤمن وسيلة لغاية. وليس مقصودا لذاته ولا ينبغي أن يستغرق كل أوقاته. فيصبح اللهو هو الغالب علي حياته. ويكون خلقه الذي يعرف به بين الناس حتي إنك لتسمع أحدهم يقول لك "هل سمعت آخر نكتة" فيبادرك بآخر ما توصلت إليه القرائح والأفكار في عالم الضحك والمزاح. ولا تراه إلا ضاحكا هازلا حتي في مواضع الجد والجدال. وكأنه خلق ليلهو ويضحك ونسي أو تناسي أن المؤمن لم يخلق لهذا. فقال تعالي "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" فحياته وقف لربه ينفقها وفق مشيئته ورضاه "قل إن صلاتي ونسكي ومحيايي ومماتي لله رب العالمين". |
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» مشروع حياة : ليس الجابري فقط مشروعا فكرياً، بل هو مشروع حياة تعبر عن مرحلة بأكملها في تاريخ العرب المعاصر
» المؤمن يحسد ولا يكذب!!
» القلب الحي رزق المؤمن
» لا حياة لمن تنادي..
» حياة الادريسي
» المؤمن يحسد ولا يكذب!!
» القلب الحي رزق المؤمن
» لا حياة لمن تنادي..
» حياة الادريسي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى