هكذا حج رسول الله صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
هكذا حج رسول الله صلى الله عليه وسلم
في السنة
العاشرة للهجرة عزم النبي صلى الله عليه وسلم على الخروج للحج، وأعلن بين
الناس ذلك، فتوافدوا من كل حدب وصوب إلى المدينة المنورة كي يحجوا معه،
وقبل الانطلاق خطب صلى الله عليه وسلم في الناس وعلمهم المناسك ووقت لهم
المواقيت المكانية، وصلى الظهر بالمدينة المنورة واغتسل سنة الإحرام وتطيب
ولبس إزاره ورداءه وخرج إلى ذي الحليفة
)أبيار علي ) "ميقات أهل المدينة المنورة ومن مر عليها" ومعه بعض نسائه وذلك الموكب العظيم
وصلى ركعتين سنة الإحرام ثم نوى ونوى الناس معه.
وتحرك
الموكب يموج بالناس، وما أروعه من مشهد وآلاف المسلمين يحيطون بالرسول صلى
الله عليه وسلم بأرواحهم وقلوبهم وأبدانهم، ولبى صلى الله عليه وسلم حين
انبعثت به ناقته ولبى أصحابه معه، وانطلق الموكب فمر بالأبواء بوادي عسفان،
واستمر حتى وصلوا إلى سرف
(مكان
قريب من مكة المكرمة).واغتسل الرسول صلى الله عليه وسلم لدخول مكة، ودخلها من كدا الثنية العليا
التي بالبطحاء المشرفة على المقبرة ليراه الناس ويشرف عليهم، وسار حتى أتى
المسجد الحرام ودخل من باب بني شيبة، ولما رأى البيت كبر وقال:
"اللهم
أنت السلام ومنك السلام حينا ربنا بالسلام، اللهم زد هذا البيت تشريفاً
وتعظيماً وتكريماً ومهابة، زد من حجه أو اعتمره تكريماً وتشريفاً وتعظيماً
وبرا"،
وقطع التلبية وتوجه إلى البيت الحرام للطواف بالكعبة بادئاً بالحجر الأسود،
فكبر ثم قبله ولم يزاحم عليه.
طواف القدوم
بدأ رسول
الله صلى الله عليه وسلم الطواف جاعلاً البيت عن يساره مضطبعاً بردائه،
ورمل في الأشواط الثلاثة الأولى، ومشى على مهل في الأشواط الأربعة الباقية،
وكان يدعو ويقول بين الركنين
"ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"،
وكان يستلم الركن اليماني ويقول: "بسم
الله والله
أكبر"،
ويستلم الحجر الأسود مبسملاً مكبراً، ولم يستلم إلا الركنين (ركن الحجر
الأسود والركن اليماني لأنهما على قواعد إبراهيم عليه السلام).
وبعد فراغه
صلى الله عليه وسلم من الطواف توجه خلف مقام إبراهيم فقرأ
"واتخذوا
من مقام إبراهيم مصلى"،
ورفع بها صوته ليسمع الناس، وجعل المقام بينه وبين البيت فصلى ركعتين، وقرأ
فيهما سورة الكافرون في الركعة الأولى بعد الفاتحة، وسورة الإخلاص في
الركعة الثانية، وأتى زمزم وشرب منها، ثم رجع إلى الملتزم بين الركن
والباب، فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه ودعا.
السعي
بعد ذلك
خرج عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم من باب الصفا فرقى عليه حتى رأى الكعبة
فاستقبلها ورفع يديه وهلل وكبر ثلاثاً ونزل باتجاه المروة ماشياً حتى وصل
إليها فرقى عليها واستقبل القبلة كما فعل في الصفا، وهرول ما بين العلمين
قائلاً
"رب
اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز
الأكرم"،
ولما أتم سبعة أشواط بدأها بالصفا وختم بالمروة كان يقرأ في كل شوط (إن
الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف
بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم).
ولما أكمل
السعي أمر كل من لم يسق الهدي أن يحل إلى عمرة سواء كان قارناً أو مفرداً
فيحلق أو يقصر ويحل له كل شيء حتى النساء وأن يبقوا متحللين إلى يوم
التروية
)وذلك
لأن العمرة في أشهر الحج كانت قبل حجة الوداع ممنوعة وفاعلها يعد مرتكباً
ذنباً عظيماً، فنزل الوحي بمشروعيتها في أشهر الحج، فأمر النبي صلى الله
عليه وسلم بالتحلل إلى عمرة قطعاً لدابر هذا الحكم القديم الذي استمر مدة
طويلة، وأصبحت العمرة مشروعة في أشهر الحج(، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح يقصر الصلاة
حتى يوم التروية.
يوم التروية
وصباح يوم
التروية
)الثامن من ذي الحجة(
توجه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى منى، وتحرك
الموكب النبوي وبلال يظلل النبي صلى الله عليه وسلم بثوب على عود من حر
الشمس، فنزل منى وصلى فيها الصلوات الخمس:
الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وبات فيها حيث صلى الصبح ثم لبث قليلاً حتى
طلعت الشمس.
وبعد طلوع
الشمس من اليوم التاسع من ذي الحجة توجه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
إلى عرفة، وكان قد أمر بقبة من شعر تضرب له بعرفة، ومر بالمشعر الحرام، ولم
ينزل كما كانت الجاهلية تفعل حتى أتى نمرة فنزل، وكان صلى الله عليه وسلم
وأصحابه يلبون.
ولما زالت
الشمس أتى بطن الوادي من أرض عرفة فخطب صلى الله عليه وسلم خطبة الوداع،
فجاءت جامعة لأصول الدين وآدابه، ثم صلى عليه أفضل الصلاة والسلام صلاتا
الظهر والعصر في عرفة جمع وتقصير وتقديم.
وبعد
الصلاة ركب الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم راحلته، ثم أتى
الموقف، فجعل بطن ناقته العفراء إلى الصخرات، وجعل جبل المشاة بين يديه
واستقبل الكعبة وأخذ في الدعاء والتضرع والابتهال رافعاً يديه الشريفتين،
وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عرفة، وأثر دعاء كثير منه:
"اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي، اللهم اجعل في
قلبي نوراً وفي بصري نوراً، اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري، وأعوذ بك من
وسوسة الصدر وشتات الأمر وفتنة القبر".
إلى مزدلفة
وعندما
غربت الشمس أفاض صلى الله عليه وسلم ومن معه من عرفات ملتزماً السكينة
والوقار، وضم إليه زمام ناقته وأمر الناس بالسكينة قائلاً
"أيها
الناس التزموا السكينة" .
وسار الركب
حتى أتى مزدلفة، فنزل بها عليه الصلاة والسلام وصلى المغرب والعشاء جمع
تأخير، وبات بمزدلفة حتى الفجر، وأذن قبل ذلك للنساء والضعفاء بالنزول من
مزدلفة بعد منتصف الليل.
وبعد صلاة
الفجر، أتى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المشعر الحرام فرقى عليه
واستقبل الكعبة
ودعا، ولم يزل يدعو حتى أسفر جداً، وقال"
وقفت هنا ومزدلفة كلها موقف"،
ثم دفع من مزدلفة قبل طلوع الشمس في اليوم العاشر من ذي الحجة وعليه
السكينة، وفي طريقه أمر الفضل أن يلتقط سبع حصيات من حصى الخذف.
جمرة العقبة
وسلك صلى
الله عليه وسلم الطريق الوسطى للوصول إلى جمرة العقبة، فلما أتى الجمرة وقف
في أسفل الوادي وجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه واستقبل الجمرة ورماها
بسبع حصيات واحدة بعد واحدة وهو يكبر مع كل حصاة، ثم رجع إلى منى فخطب
الناس بين الجمرات خطبة بليغة أبلغهم فيها بحرمة يوم النحر وفضله وحرمة
مكة، وأمرهم بالسمع والطاعة، وحذرهم من الرجوع كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض.
ثم انصرف
إلى المنحر ونحر نحو ثلاثاً وستين بدنة بيده الشريفة، وكان ينحرها قائمة قد
عقلت يدها اليسرى، ثم أعطى علياً لينحر ما بقي من تمام المائة وأشركه في
هديه، ثم أمر ببضعة من كل بدنة فجعلت في قدر
فطبخت فأكل
من لحمها وشرب من مرقها ثم أمر علياً أن يتصدق بلحوم الهدي وجلوده، وأمره
ألا يعطي الجزار أجرته منها وقال
"نحن نعطيه من عندنا"،
وضحى عن نسائه بالبقر، وضحى بكبشين أملحين وقال للناس:
"منى
كلها منحر"،
ورخص لأصحابه في الأكل من الهدي والتزود منه وقال
:
"كلوا
وتزودوا"،
قال جابر فأكلنا وتزودنا حتى بلغنا بها المدينة.
وبعـد أن
أكمـل صلـى اللـه علـيه وسـلم نحـره، ثـم حلـق جميــع شــعر رأســه
الشــريـف، فتـم التحلل الأول، وحــل للحجاج كل شيء ما عدا النساء.
طواف الإفاضة
بعد ذلك
ركب عليه الصلاة والسلام فأفاض إلى البيت الحرام بعد أن طيبته أم المؤمنين
السيدة عائشة رضي الله عنها بأطيب ما وجدت، وطاف طواف الإفاضة قبل الظهر
راكباً ولم يرمل في طوافه ولم يضطبع، وكان يستلم الركن بمحجنه ويقبل محجنه.
ثم رجع إلى
منى فبات أيام التشريق الثلاثة، ولم يتعجل في يومين، وفي كل يوم
يمشي من رحله إلى المرمى بعد زوال الشمس يرمي الجمرة الصغرى ويكبر مع كل
حصاة، ثم يدعو ثم يرمي الوسطى مثل ذلك، ويتقدم قليلاً للدعاء، ثم يرمي جمرة
العقبة ولا يقف عندها، ثم ينصرف إلى مسجد الخيف ويصلي بالناس الظهر.
واستأذن
العباس رضي الله عنه أن يبيت بمكة من أجل السقاية فأذن له النبي صلى الله
عليه وسلم، واستأذن رعاة الإبل في المبيت خارج منى عند الإبل فأرخص لهم أن
يرموا يوم النحر ثم يجمعوا رمي اليومين بعد يوم النحر يرمونه في أحدهما.
ورجع صلى
الله عليه وسلم إلى مكة فطاف الوداع، ثم صلى ركعتين خلف المقام، ثم أتى
الملتزم فدعا، ولم يرمل ولم يضطبع، وبعدها عاد إلى المدينة المنورة .
العاشرة للهجرة عزم النبي صلى الله عليه وسلم على الخروج للحج، وأعلن بين
الناس ذلك، فتوافدوا من كل حدب وصوب إلى المدينة المنورة كي يحجوا معه،
وقبل الانطلاق خطب صلى الله عليه وسلم في الناس وعلمهم المناسك ووقت لهم
المواقيت المكانية، وصلى الظهر بالمدينة المنورة واغتسل سنة الإحرام وتطيب
ولبس إزاره ورداءه وخرج إلى ذي الحليفة
)أبيار علي ) "ميقات أهل المدينة المنورة ومن مر عليها" ومعه بعض نسائه وذلك الموكب العظيم
وصلى ركعتين سنة الإحرام ثم نوى ونوى الناس معه.
وتحرك
الموكب يموج بالناس، وما أروعه من مشهد وآلاف المسلمين يحيطون بالرسول صلى
الله عليه وسلم بأرواحهم وقلوبهم وأبدانهم، ولبى صلى الله عليه وسلم حين
انبعثت به ناقته ولبى أصحابه معه، وانطلق الموكب فمر بالأبواء بوادي عسفان،
واستمر حتى وصلوا إلى سرف
(مكان
قريب من مكة المكرمة).واغتسل الرسول صلى الله عليه وسلم لدخول مكة، ودخلها من كدا الثنية العليا
التي بالبطحاء المشرفة على المقبرة ليراه الناس ويشرف عليهم، وسار حتى أتى
المسجد الحرام ودخل من باب بني شيبة، ولما رأى البيت كبر وقال:
"اللهم
أنت السلام ومنك السلام حينا ربنا بالسلام، اللهم زد هذا البيت تشريفاً
وتعظيماً وتكريماً ومهابة، زد من حجه أو اعتمره تكريماً وتشريفاً وتعظيماً
وبرا"،
وقطع التلبية وتوجه إلى البيت الحرام للطواف بالكعبة بادئاً بالحجر الأسود،
فكبر ثم قبله ولم يزاحم عليه.
طواف القدوم
بدأ رسول
الله صلى الله عليه وسلم الطواف جاعلاً البيت عن يساره مضطبعاً بردائه،
ورمل في الأشواط الثلاثة الأولى، ومشى على مهل في الأشواط الأربعة الباقية،
وكان يدعو ويقول بين الركنين
"ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"،
وكان يستلم الركن اليماني ويقول: "بسم
الله والله
أكبر"،
ويستلم الحجر الأسود مبسملاً مكبراً، ولم يستلم إلا الركنين (ركن الحجر
الأسود والركن اليماني لأنهما على قواعد إبراهيم عليه السلام).
وبعد فراغه
صلى الله عليه وسلم من الطواف توجه خلف مقام إبراهيم فقرأ
"واتخذوا
من مقام إبراهيم مصلى"،
ورفع بها صوته ليسمع الناس، وجعل المقام بينه وبين البيت فصلى ركعتين، وقرأ
فيهما سورة الكافرون في الركعة الأولى بعد الفاتحة، وسورة الإخلاص في
الركعة الثانية، وأتى زمزم وشرب منها، ثم رجع إلى الملتزم بين الركن
والباب، فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه ودعا.
السعي
بعد ذلك
خرج عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم من باب الصفا فرقى عليه حتى رأى الكعبة
فاستقبلها ورفع يديه وهلل وكبر ثلاثاً ونزل باتجاه المروة ماشياً حتى وصل
إليها فرقى عليها واستقبل القبلة كما فعل في الصفا، وهرول ما بين العلمين
قائلاً
"رب
اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز
الأكرم"،
ولما أتم سبعة أشواط بدأها بالصفا وختم بالمروة كان يقرأ في كل شوط (إن
الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف
بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم).
ولما أكمل
السعي أمر كل من لم يسق الهدي أن يحل إلى عمرة سواء كان قارناً أو مفرداً
فيحلق أو يقصر ويحل له كل شيء حتى النساء وأن يبقوا متحللين إلى يوم
التروية
)وذلك
لأن العمرة في أشهر الحج كانت قبل حجة الوداع ممنوعة وفاعلها يعد مرتكباً
ذنباً عظيماً، فنزل الوحي بمشروعيتها في أشهر الحج، فأمر النبي صلى الله
عليه وسلم بالتحلل إلى عمرة قطعاً لدابر هذا الحكم القديم الذي استمر مدة
طويلة، وأصبحت العمرة مشروعة في أشهر الحج(، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح يقصر الصلاة
حتى يوم التروية.
يوم التروية
وصباح يوم
التروية
)الثامن من ذي الحجة(
توجه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى منى، وتحرك
الموكب النبوي وبلال يظلل النبي صلى الله عليه وسلم بثوب على عود من حر
الشمس، فنزل منى وصلى فيها الصلوات الخمس:
الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وبات فيها حيث صلى الصبح ثم لبث قليلاً حتى
طلعت الشمس.
وبعد طلوع
الشمس من اليوم التاسع من ذي الحجة توجه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
إلى عرفة، وكان قد أمر بقبة من شعر تضرب له بعرفة، ومر بالمشعر الحرام، ولم
ينزل كما كانت الجاهلية تفعل حتى أتى نمرة فنزل، وكان صلى الله عليه وسلم
وأصحابه يلبون.
ولما زالت
الشمس أتى بطن الوادي من أرض عرفة فخطب صلى الله عليه وسلم خطبة الوداع،
فجاءت جامعة لأصول الدين وآدابه، ثم صلى عليه أفضل الصلاة والسلام صلاتا
الظهر والعصر في عرفة جمع وتقصير وتقديم.
وبعد
الصلاة ركب الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم راحلته، ثم أتى
الموقف، فجعل بطن ناقته العفراء إلى الصخرات، وجعل جبل المشاة بين يديه
واستقبل الكعبة وأخذ في الدعاء والتضرع والابتهال رافعاً يديه الشريفتين،
وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عرفة، وأثر دعاء كثير منه:
"اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي، اللهم اجعل في
قلبي نوراً وفي بصري نوراً، اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري، وأعوذ بك من
وسوسة الصدر وشتات الأمر وفتنة القبر".
إلى مزدلفة
وعندما
غربت الشمس أفاض صلى الله عليه وسلم ومن معه من عرفات ملتزماً السكينة
والوقار، وضم إليه زمام ناقته وأمر الناس بالسكينة قائلاً
"أيها
الناس التزموا السكينة" .
وسار الركب
حتى أتى مزدلفة، فنزل بها عليه الصلاة والسلام وصلى المغرب والعشاء جمع
تأخير، وبات بمزدلفة حتى الفجر، وأذن قبل ذلك للنساء والضعفاء بالنزول من
مزدلفة بعد منتصف الليل.
وبعد صلاة
الفجر، أتى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المشعر الحرام فرقى عليه
واستقبل الكعبة
ودعا، ولم يزل يدعو حتى أسفر جداً، وقال"
وقفت هنا ومزدلفة كلها موقف"،
ثم دفع من مزدلفة قبل طلوع الشمس في اليوم العاشر من ذي الحجة وعليه
السكينة، وفي طريقه أمر الفضل أن يلتقط سبع حصيات من حصى الخذف.
جمرة العقبة
وسلك صلى
الله عليه وسلم الطريق الوسطى للوصول إلى جمرة العقبة، فلما أتى الجمرة وقف
في أسفل الوادي وجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه واستقبل الجمرة ورماها
بسبع حصيات واحدة بعد واحدة وهو يكبر مع كل حصاة، ثم رجع إلى منى فخطب
الناس بين الجمرات خطبة بليغة أبلغهم فيها بحرمة يوم النحر وفضله وحرمة
مكة، وأمرهم بالسمع والطاعة، وحذرهم من الرجوع كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض.
ثم انصرف
إلى المنحر ونحر نحو ثلاثاً وستين بدنة بيده الشريفة، وكان ينحرها قائمة قد
عقلت يدها اليسرى، ثم أعطى علياً لينحر ما بقي من تمام المائة وأشركه في
هديه، ثم أمر ببضعة من كل بدنة فجعلت في قدر
فطبخت فأكل
من لحمها وشرب من مرقها ثم أمر علياً أن يتصدق بلحوم الهدي وجلوده، وأمره
ألا يعطي الجزار أجرته منها وقال
"نحن نعطيه من عندنا"،
وضحى عن نسائه بالبقر، وضحى بكبشين أملحين وقال للناس:
"منى
كلها منحر"،
ورخص لأصحابه في الأكل من الهدي والتزود منه وقال
:
"كلوا
وتزودوا"،
قال جابر فأكلنا وتزودنا حتى بلغنا بها المدينة.
وبعـد أن
أكمـل صلـى اللـه علـيه وسـلم نحـره، ثـم حلـق جميــع شــعر رأســه
الشــريـف، فتـم التحلل الأول، وحــل للحجاج كل شيء ما عدا النساء.
طواف الإفاضة
بعد ذلك
ركب عليه الصلاة والسلام فأفاض إلى البيت الحرام بعد أن طيبته أم المؤمنين
السيدة عائشة رضي الله عنها بأطيب ما وجدت، وطاف طواف الإفاضة قبل الظهر
راكباً ولم يرمل في طوافه ولم يضطبع، وكان يستلم الركن بمحجنه ويقبل محجنه.
ثم رجع إلى
منى فبات أيام التشريق الثلاثة، ولم يتعجل في يومين، وفي كل يوم
يمشي من رحله إلى المرمى بعد زوال الشمس يرمي الجمرة الصغرى ويكبر مع كل
حصاة، ثم يدعو ثم يرمي الوسطى مثل ذلك، ويتقدم قليلاً للدعاء، ثم يرمي جمرة
العقبة ولا يقف عندها، ثم ينصرف إلى مسجد الخيف ويصلي بالناس الظهر.
واستأذن
العباس رضي الله عنه أن يبيت بمكة من أجل السقاية فأذن له النبي صلى الله
عليه وسلم، واستأذن رعاة الإبل في المبيت خارج منى عند الإبل فأرخص لهم أن
يرموا يوم النحر ثم يجمعوا رمي اليومين بعد يوم النحر يرمونه في أحدهما.
ورجع صلى
الله عليه وسلم إلى مكة فطاف الوداع، ثم صلى ركعتين خلف المقام، ثم أتى
الملتزم فدعا، ولم يرمل ولم يضطبع، وبعدها عاد إلى المدينة المنورة .
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» ذكرى ميلاد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
» دفاعا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» حب النبي صلى الله عليه وسلم
» من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
» نساء الرسول صلى الله عليه وسلم
» دفاعا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» حب النبي صلى الله عليه وسلم
» من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
» نساء الرسول صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى