زوجة زكريا عليه السلام تنجب في سن الثمانين
صفحة 1 من اصل 1
زوجة زكريا عليه السلام تنجب في سن الثمانين
اصطفي الله- عز وجل من الناس أنبياء ورسلاً فقال تعالي: "إن الله اصطفي آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم" آل عمران الآيتان "33- 34".
ومن هؤلاء الانبياء سيدنا زكريا- عليه السلام- حيث كان من أنبياء بني إسرائيل ومن ذرية يعقوب- عليه السلام- وفي صحيح البخاري انه كان يعمل نجاراً ويأكل من عمل يده في النجارة.
وقد وردت قصته في أكثر من سورة من سور القرآن العظيم في سورة آل عمران والانبياء ومريم.
وتبدأ قصة زكريا عليه السلام أثناء ان كان يكفل مريم بنت عمران أم عيسي- عليه السلام- لأنه رأي ان الله يرزق مريم فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء علي الفور توجه إلي الله بالدعاء وطلب منه أن يرزقه بالولد قال تعالي: "وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أني لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء". آل عمران آية "36- 37".
من هنا تنبه سيدنا زكريا وعلم ان القادر علي الاتيان بالشيء في غير حينه قادر علي الإتيان بالولد علي الكبر وكان أهل بيته قد انقرضوا واصبح شيخاً كبيراً قد بلغ من السن مائة وعشرين سنة وقد بلغت زوجته ثمانين سنة وكانت عاقرا.
إن زكريا هذا الشيخ الكبير قد وهن العظم منه واشتعل الرأس منه شيباً ولكنه مع هذا لم يسأم من دعاء الخالق ومن سؤال الواهب "وما كان عطاء ربك محظوراً" أي ممنوعاً عن أحد.
وقد توجه إلي الله- سبحانه- وناداه نداء خفياً فقال "رب هب لي من لدنك ذرية طيبة" أي من عندك ولداً صالحاً "إنك سميع الدعاء"" مجيب الدعاء فخاطبته الملائكة ونادته "وهو قائم يصلي في المحراب" أي محراب عبادته ومحل خلوته "ان الله يبشرك بيحيي" أي بولد من صلبك اسمه يحيي قال قتادة وغيره في تفسير ابن كثير ج1 "إنما سمي يحيي لأن الله احياه بالإيمان".
ولقد تعجب زكريا من الأمر كيف يكون له ولد بعد تقدم سنه فقال تعالي مصوراً ذلك: "قال رب أني يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر. قال كذلك الله يفعل ما يشاء" أي هكذا أمر الله عظيم لا يعجزه شيء ولا يتعاظمه أمر فقال "رب اجعل لي آية" أي علامة أستدل بها علي وجود الولد مني وعلي أن امرأتي حامل "قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا" أي إشارة فلا يستطيع الكلام أو النطق مع كون جهازك غير معطل أي أنك سوي صحيح لا شيء فيك من سقم أو مرض أو علة.
وفي سورة مريم "ثلاث ليال سوياً" قال ابن أسلم: "كان يقرأ ويسبح ولا يستطيع أن يكلم قومه إلا إشارة".
وكان زكريا- عليه السلام- في هذا الوقت أي اثناء البشارة والحمل يكثر من الذكر والتكبير والتسبيح "واذكر ربك كثيراً وسبح بالعشي والإبكار".
والدعاء الخفي الذي دعا به زكريا عليه السلام والذي كان علي أثره حمل زوجته البشارة بالولد "نداء خفيا" قال بعض المفسرين عنه: "إنما أخفي دعاءه لئلا يُنسب في طلب الولد إلي الرعونة لكبره" وقال بعضهم: "إنما اخفاه لأنه احب إلي الله" فإن الله يعلم القلب التقي ويسمع الصوت الخفي وقال بعض السلف قام من الليل وقد نام أصحابه فجعل يهتف ويقول يا رب يا رب" فقال الله له: لبيك لبيك لبيك "قال رب إني وهن العظم مني" أي ضعف وخارت القوي "واشتعل الرأس شيباً" أي اضطرم المشيب في السواد والمراد من هذا الاخبار عن الضعف والكبر ودلائله الظاهرة والباطنة.
وفي سورة الأنبياء أن دعاء زكريا عليه السلام: "رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيي واصلحنا له زوجه" الأنبياء "89- 90" أي أنه نادي ربه بقوله "لا تذرني فرداً" أي بلا ولد يرثني وأنت خير الوارثين" أي الباقي بعد فناء خلقك.
إن زكريا -عليه السلام- لم يمل من دعاء ربه لأنه لم يعهد منه إلا الاجابة في الدعاء ولم يرده فيما سأله في الماضي وكذلك هو واثق بأنه لم يرده في الحاضر ولن يشقي أبداً بهذا الدعاء "ولم أكن بدعائك رب شقيا" أي لن يحرم من الخير.
وزكريا- عليه السلام- كان يخشي علي الدين من بعده.. لذلك قال تعالي مصوراً ذلك "وإني خفت الموالي من ورائي" والموالي هم العصبة ويقصد هنا أولاد عمومته بعد فقد أهل بيته وانقراضهم حيث خشي ان يفرط مواليه في دينهم وان يتصرفوا من بعده في الناس تصرفاً سيئاً من أجل هذا سأل الله الولد ليكون نبياً من بعده ليسوسهم بنبوته ما يوحي إليهم ولم يخش من وراثتهم له ماله فإن الانبياء اعظم منزلة وأجل قدراً من ذلك كله.
ومن هنا كانت المنن والمنح والعطايا التي أنعم الله بها علي سيدنا زكريا عليه السلام- حينما دعا ربه ومنها:
* بشري زكريا بالولد مع كبر سنه ولم يكن يتوقع ذلك.
* ان امرأته كانت عاقراً فأصلحها الله للإنجاب بعد العقم.
* لم يرد الله زكريا حينما توجه إليه بالدعاء متضرعاً إليه.
* الآية والعلامة التي دلت علي البشارة لتكون المعجزة.
* أن الولد كان نبياً فأعطاه الله الكتاب "أي التوراة" كرامة لزكريا.
* ان الله اعطاه الحكم صبياً حتي يعوضه ما مضي من العمر فيراه زكريا عليه السلام- علي أحسن صورة وأفضل حال قبل موته.
* أنه لم يكن ولداً عادياً بل كان صالحاً تقياً ورعاً مرضياً عند الله وعند الخلق.
* من فضل الله علي زكريا أن يحيي- عليه السلام- كان باراً بوالديه ولم يكن جباراً متكبراً عصياً عاصياً علي خلاف كثير من الأولاد.
* أن الله منح زكريا عطاءاً واسعاً حينما وهب له يحيي فقال في حقه "وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا" وبذلك استقرت نفس زكريا وهدأ باله ولنا في سيدنا زكريا- عليه السلام- القدوة والحسنة والأسوة الطيبة ولنا في قصصهم عبر ومواعظ ودروس مستفادة.
ومن هؤلاء الانبياء سيدنا زكريا- عليه السلام- حيث كان من أنبياء بني إسرائيل ومن ذرية يعقوب- عليه السلام- وفي صحيح البخاري انه كان يعمل نجاراً ويأكل من عمل يده في النجارة.
وقد وردت قصته في أكثر من سورة من سور القرآن العظيم في سورة آل عمران والانبياء ومريم.
وتبدأ قصة زكريا عليه السلام أثناء ان كان يكفل مريم بنت عمران أم عيسي- عليه السلام- لأنه رأي ان الله يرزق مريم فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء علي الفور توجه إلي الله بالدعاء وطلب منه أن يرزقه بالولد قال تعالي: "وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أني لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء". آل عمران آية "36- 37".
من هنا تنبه سيدنا زكريا وعلم ان القادر علي الاتيان بالشيء في غير حينه قادر علي الإتيان بالولد علي الكبر وكان أهل بيته قد انقرضوا واصبح شيخاً كبيراً قد بلغ من السن مائة وعشرين سنة وقد بلغت زوجته ثمانين سنة وكانت عاقرا.
إن زكريا هذا الشيخ الكبير قد وهن العظم منه واشتعل الرأس منه شيباً ولكنه مع هذا لم يسأم من دعاء الخالق ومن سؤال الواهب "وما كان عطاء ربك محظوراً" أي ممنوعاً عن أحد.
وقد توجه إلي الله- سبحانه- وناداه نداء خفياً فقال "رب هب لي من لدنك ذرية طيبة" أي من عندك ولداً صالحاً "إنك سميع الدعاء"" مجيب الدعاء فخاطبته الملائكة ونادته "وهو قائم يصلي في المحراب" أي محراب عبادته ومحل خلوته "ان الله يبشرك بيحيي" أي بولد من صلبك اسمه يحيي قال قتادة وغيره في تفسير ابن كثير ج1 "إنما سمي يحيي لأن الله احياه بالإيمان".
ولقد تعجب زكريا من الأمر كيف يكون له ولد بعد تقدم سنه فقال تعالي مصوراً ذلك: "قال رب أني يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر. قال كذلك الله يفعل ما يشاء" أي هكذا أمر الله عظيم لا يعجزه شيء ولا يتعاظمه أمر فقال "رب اجعل لي آية" أي علامة أستدل بها علي وجود الولد مني وعلي أن امرأتي حامل "قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا" أي إشارة فلا يستطيع الكلام أو النطق مع كون جهازك غير معطل أي أنك سوي صحيح لا شيء فيك من سقم أو مرض أو علة.
وفي سورة مريم "ثلاث ليال سوياً" قال ابن أسلم: "كان يقرأ ويسبح ولا يستطيع أن يكلم قومه إلا إشارة".
وكان زكريا- عليه السلام- في هذا الوقت أي اثناء البشارة والحمل يكثر من الذكر والتكبير والتسبيح "واذكر ربك كثيراً وسبح بالعشي والإبكار".
والدعاء الخفي الذي دعا به زكريا عليه السلام والذي كان علي أثره حمل زوجته البشارة بالولد "نداء خفيا" قال بعض المفسرين عنه: "إنما أخفي دعاءه لئلا يُنسب في طلب الولد إلي الرعونة لكبره" وقال بعضهم: "إنما اخفاه لأنه احب إلي الله" فإن الله يعلم القلب التقي ويسمع الصوت الخفي وقال بعض السلف قام من الليل وقد نام أصحابه فجعل يهتف ويقول يا رب يا رب" فقال الله له: لبيك لبيك لبيك "قال رب إني وهن العظم مني" أي ضعف وخارت القوي "واشتعل الرأس شيباً" أي اضطرم المشيب في السواد والمراد من هذا الاخبار عن الضعف والكبر ودلائله الظاهرة والباطنة.
وفي سورة الأنبياء أن دعاء زكريا عليه السلام: "رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيي واصلحنا له زوجه" الأنبياء "89- 90" أي أنه نادي ربه بقوله "لا تذرني فرداً" أي بلا ولد يرثني وأنت خير الوارثين" أي الباقي بعد فناء خلقك.
إن زكريا -عليه السلام- لم يمل من دعاء ربه لأنه لم يعهد منه إلا الاجابة في الدعاء ولم يرده فيما سأله في الماضي وكذلك هو واثق بأنه لم يرده في الحاضر ولن يشقي أبداً بهذا الدعاء "ولم أكن بدعائك رب شقيا" أي لن يحرم من الخير.
وزكريا- عليه السلام- كان يخشي علي الدين من بعده.. لذلك قال تعالي مصوراً ذلك "وإني خفت الموالي من ورائي" والموالي هم العصبة ويقصد هنا أولاد عمومته بعد فقد أهل بيته وانقراضهم حيث خشي ان يفرط مواليه في دينهم وان يتصرفوا من بعده في الناس تصرفاً سيئاً من أجل هذا سأل الله الولد ليكون نبياً من بعده ليسوسهم بنبوته ما يوحي إليهم ولم يخش من وراثتهم له ماله فإن الانبياء اعظم منزلة وأجل قدراً من ذلك كله.
ومن هنا كانت المنن والمنح والعطايا التي أنعم الله بها علي سيدنا زكريا عليه السلام- حينما دعا ربه ومنها:
* بشري زكريا بالولد مع كبر سنه ولم يكن يتوقع ذلك.
* ان امرأته كانت عاقراً فأصلحها الله للإنجاب بعد العقم.
* لم يرد الله زكريا حينما توجه إليه بالدعاء متضرعاً إليه.
* الآية والعلامة التي دلت علي البشارة لتكون المعجزة.
* أن الولد كان نبياً فأعطاه الله الكتاب "أي التوراة" كرامة لزكريا.
* ان الله اعطاه الحكم صبياً حتي يعوضه ما مضي من العمر فيراه زكريا عليه السلام- علي أحسن صورة وأفضل حال قبل موته.
* أنه لم يكن ولداً عادياً بل كان صالحاً تقياً ورعاً مرضياً عند الله وعند الخلق.
* من فضل الله علي زكريا أن يحيي- عليه السلام- كان باراً بوالديه ولم يكن جباراً متكبراً عصياً عاصياً علي خلاف كثير من الأولاد.
* أن الله منح زكريا عطاءاً واسعاً حينما وهب له يحيي فقال في حقه "وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا" وبذلك استقرت نفس زكريا وهدأ باله ولنا في سيدنا زكريا- عليه السلام- القدوة والحسنة والأسوة الطيبة ولنا في قصصهم عبر ومواعظ ودروس مستفادة.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» نوح عليه السلام
» قصص الانبياء :محياوي عبد الغني
» عـُــــــــــــزًيــــــــــــر عليه السلام
» ابراهيم عليه السلام
» يونس عليه السلام
» قصص الانبياء :محياوي عبد الغني
» عـُــــــــــــزًيــــــــــــر عليه السلام
» ابراهيم عليه السلام
» يونس عليه السلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى