سكينة بنت الحسين بن علي سبط الرسول "ص"
صفحة 1 من اصل 1
سكينة بنت الحسين بن علي سبط الرسول "ص"
هي سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمها الرباب وكانت أم ولد الحسين عبدالله الذي قتل معه وهي بنت امرئ القيس بن عدي الشاعر الجاهلي الذي أسلم علي يد عمر بن الخطاب.
ولقد تزوج الحسين الرباب بعد أن اعتقها وكان ذلك زمن معاوية بن أبي سفيان الذي عاب علي الحسين زواجه بالرباب وأرسل إليه خطاباً يعاتبه فيه فقال: "من أمير المؤمنين معاوية إلي الحسين بن علي - أما بعد - بلغني أنك تزوجت جاريتك وتركت أكفاءك من قريش ممن تستحسنه للولد وتمجد به في الصهر فلا لنفسك نظرت ولا لولدك انتقيت".
فكتب إليه الحسين بن علي: فقال له: "أما بعد فقد بلغني كتابك وتعييرك إياي بأني تزوجت مولاتي وتركت أكفائي من قريش فليس فوق رسول الله منتهي في شرف ولا غاية في نسب وإنما كانت ملك يميني خرجت عن يدي بأمر التمست فيه ثواب الله تعالي. ثم ارتجعتها علي سنة نبيه صلي الله عليه وسلم وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة ووضع عنا به النقيصة فلا لوم علي امريء مسلم إلا في مأثم وإنما اللوم لوم الجاهلية".
فلما قرأ معاوية كتابه نبذه إلي يزيد ابنه فقرأه وقال: "لشد ما فخر عليك الحسين". قال: لا ولكنها ألسنة بني هاشم الحداد التي تغلق الصخر وتغرف من البحر.
وكانت زوجته الرباب وفيه صادقة من خيرة النساء وأفضلهن وخطبت بعد مقتل الحسين رضي الله عنه فأبت أن تتزوج وقالت ما كنت لأتخير حما بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وكانت سكينة تمتاز بجمال رائع خارق للجمال العربي الأصيل ولم تكن تنافسها في الحسن إلا عائشة بنت طلحة صاحبة الجمال البديع الذي كان يحكي به وكانت السيدة سكينة إذا لبست اللؤلؤ تقول النساء إنما لبست اللؤلؤ لتفضحه لأن لونها كان أصفي منه.
وكانت السيدة سكينة قد زوجت بمصعب بن الزبير فولدت له فاطمة ثم قتل عنها فتزوجت عبدالله بن عثمان بن عبدالله بن حكيم بن حزام فولدت له عثمان وحكيم وربيحة ثم مات عنها فتزوجت إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف وعلم هشام بن عبدالملك فكتب إلي واليه علي المدينة ان يفرق بينهما بعد زواج ثلاثة شهور.
وكان مصعب بن الزبير زوج السيدة سكينة رجل شجاع شهم يمثل الشهامة العربية أصدق تمثيل وكان مُهاباً شديد البأس أرهب أعداءه وعلي رأسهم عبدالملك بن مروان. وهو أخو عبدالله بن الزبير وكان والياً له علي الموصل وحارب عبدالملك حرباً شديدة قتل فيها مصعب حتي قال عبدالملك يوماً لجلسائه من أشجع الناس؟ فأكثروا فقال: أشجع الناس مصعب بن الزبير جمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين وابنة الحميد بن عبدالله بن العباس وولي العراقيين ثم زحف إلي الحرب فبذلت له الأمان والولاية والعطاء فأبي قبول ذلك وأقبل بسيفه حتي قتل كريماً.
وكانت سكينة تحب مصعباً حباً شديداً ولكنها كانت تكتم مشاعرها نحوه ولا تبديها له فلما دخل إليها في حربه مع عبدالملك ولبس ملابس الحرب وأخذ سيفه فعلمت أنه لا يريد ان يرجع فصاحت من خلفه واحزناه عليك يا مصعب!!! فالتفت إليها وقال لها: "أكل هذا لي في قلبك؟!!!" فقالت: اي والله وما كنت أخفي أكثر. فقال لها: "لو كنت أعلم أن هذا كله لي عندك لكانت لي ولك حال". ثم خرج ولم يعد. وبعد مقتل مصعب بن الزبير خطبها عبدالملك فقالت: والله لا يتزوجني بعده قاتله أبداً.
وكانت السيدة سكينة أعقل نساء عصرها وكانت متعبدة خاشعة ولها اليد الطولي في توحيد كلمة المسلمين ودعم قواعد الدين لدرجة أن قال عنها الحسين رضي الله عنه: "ابنتي لا تصلح للرجال لأنها دائمة الاستغراق في الحق سبحانه وتعالي". وكانت السيدة سكينة يأخذ عنها أهل الورع. العلم والفضل وكان يجتمع عندها الأجلة من قريش وكانت عالمة فاضلة روت الحديث عن حفصة وكانت لا تخاطب الناس إلا من وراء حجاب.
وقد اشتهرت السيدة سكينة بنت الحسين بن علي بالفصاحة ورجاحة العقل وسعة العلم ولا غرو فهي حفيدة أئمة البلاغة وحجج البيان ولذلك كان رأيها موضع اعتبار الأجلة من العلماء ونوابغ الشعراء وسادة الأدباء فوردوا حوضها يرتشفون من موارد العلم والأدب العظيم.
وكانت السيدة سكينة بنت الحسين تهتم بالأدب والأدباء والشعر والشعراء والعلم والعلماء فقد كانت حجة في الأدب لغزارة علمها وسعة اطلاعها وقد نزل القرآن بلغة قريش الفصيحة فكيف لا تملك السيدة سكينة بناصية الأدب وتتربع علي عرش البيان وهي من سادة قريش سليلة البلغاء وحفيدة الفصحاء؟
وكان بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم هو الذي انجب فاطمة لتنجب الحسين الذي خلف لنا سكينة لتكون كجدتها فاطمة في الأدب والأخلاق لقد كانت فاطمة ريحانة رسول الله صلي الله عليه وسلم وفيها قال لزوجته خديجة ان فاطمة هذه يغضب الله لغضبها ويرضي لرضاها. اللهم بارك لي فيها واجعل ذريتي من أبنائها وما كان صلي الله عليه وسلم ينطق عن الهوي.
أما جد سكينة وزوج السيدة فاطمة فهو الامام علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين وقد آخي الرسول صلي الله عليه وسلم بينه وبين علي يوم مؤاخاة الأنصار وقال له أما ترضي أن تكون أخي في الدنيا والآخرة أنت مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي.
وأبوالسيدة سكينة الإمام الحسين بن عليّ سيد شباب أهل الجنة وقال النبي يوماً للحسن والحسين: انتما "سيدا أهل الجنة اللهم أكرم من اكرمكما وأهن من أهانكما".
حقا أانها ذرية صالحة بعضها من بعض.
وقد توفيت السيدة سكينة يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة 117ه ودفنت بالمدينة المنورة في خلافة هشام بن عبدالملك 105 - 125ه وقيل انها قدمت إلي مصر مع عمتها زينب بنت علي بن أبي طالب عندما أمرها يزيد بن معاوية 60 - 64ه ان تخرج من المدينة ولا تساكن مكة ولها ان تختار أي قطر آخر فاختارت مصر ليكون مقرها ومسجدها مزاراً من أهم مزارات أهل البيت وذلك لحب أهل مصر لأهل البيت قاطبة وحدث هذه الحادثة بعد مقتل الحسين بن علي عندما أثارت زينب أهل المدينة علي يزيد بن معاوية بعد حادث كربلاء 61ه.
ولقد تزوج الحسين الرباب بعد أن اعتقها وكان ذلك زمن معاوية بن أبي سفيان الذي عاب علي الحسين زواجه بالرباب وأرسل إليه خطاباً يعاتبه فيه فقال: "من أمير المؤمنين معاوية إلي الحسين بن علي - أما بعد - بلغني أنك تزوجت جاريتك وتركت أكفاءك من قريش ممن تستحسنه للولد وتمجد به في الصهر فلا لنفسك نظرت ولا لولدك انتقيت".
فكتب إليه الحسين بن علي: فقال له: "أما بعد فقد بلغني كتابك وتعييرك إياي بأني تزوجت مولاتي وتركت أكفائي من قريش فليس فوق رسول الله منتهي في شرف ولا غاية في نسب وإنما كانت ملك يميني خرجت عن يدي بأمر التمست فيه ثواب الله تعالي. ثم ارتجعتها علي سنة نبيه صلي الله عليه وسلم وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة ووضع عنا به النقيصة فلا لوم علي امريء مسلم إلا في مأثم وإنما اللوم لوم الجاهلية".
فلما قرأ معاوية كتابه نبذه إلي يزيد ابنه فقرأه وقال: "لشد ما فخر عليك الحسين". قال: لا ولكنها ألسنة بني هاشم الحداد التي تغلق الصخر وتغرف من البحر.
وكانت زوجته الرباب وفيه صادقة من خيرة النساء وأفضلهن وخطبت بعد مقتل الحسين رضي الله عنه فأبت أن تتزوج وقالت ما كنت لأتخير حما بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وكانت سكينة تمتاز بجمال رائع خارق للجمال العربي الأصيل ولم تكن تنافسها في الحسن إلا عائشة بنت طلحة صاحبة الجمال البديع الذي كان يحكي به وكانت السيدة سكينة إذا لبست اللؤلؤ تقول النساء إنما لبست اللؤلؤ لتفضحه لأن لونها كان أصفي منه.
وكانت السيدة سكينة قد زوجت بمصعب بن الزبير فولدت له فاطمة ثم قتل عنها فتزوجت عبدالله بن عثمان بن عبدالله بن حكيم بن حزام فولدت له عثمان وحكيم وربيحة ثم مات عنها فتزوجت إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف وعلم هشام بن عبدالملك فكتب إلي واليه علي المدينة ان يفرق بينهما بعد زواج ثلاثة شهور.
وكان مصعب بن الزبير زوج السيدة سكينة رجل شجاع شهم يمثل الشهامة العربية أصدق تمثيل وكان مُهاباً شديد البأس أرهب أعداءه وعلي رأسهم عبدالملك بن مروان. وهو أخو عبدالله بن الزبير وكان والياً له علي الموصل وحارب عبدالملك حرباً شديدة قتل فيها مصعب حتي قال عبدالملك يوماً لجلسائه من أشجع الناس؟ فأكثروا فقال: أشجع الناس مصعب بن الزبير جمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين وابنة الحميد بن عبدالله بن العباس وولي العراقيين ثم زحف إلي الحرب فبذلت له الأمان والولاية والعطاء فأبي قبول ذلك وأقبل بسيفه حتي قتل كريماً.
وكانت سكينة تحب مصعباً حباً شديداً ولكنها كانت تكتم مشاعرها نحوه ولا تبديها له فلما دخل إليها في حربه مع عبدالملك ولبس ملابس الحرب وأخذ سيفه فعلمت أنه لا يريد ان يرجع فصاحت من خلفه واحزناه عليك يا مصعب!!! فالتفت إليها وقال لها: "أكل هذا لي في قلبك؟!!!" فقالت: اي والله وما كنت أخفي أكثر. فقال لها: "لو كنت أعلم أن هذا كله لي عندك لكانت لي ولك حال". ثم خرج ولم يعد. وبعد مقتل مصعب بن الزبير خطبها عبدالملك فقالت: والله لا يتزوجني بعده قاتله أبداً.
وكانت السيدة سكينة أعقل نساء عصرها وكانت متعبدة خاشعة ولها اليد الطولي في توحيد كلمة المسلمين ودعم قواعد الدين لدرجة أن قال عنها الحسين رضي الله عنه: "ابنتي لا تصلح للرجال لأنها دائمة الاستغراق في الحق سبحانه وتعالي". وكانت السيدة سكينة يأخذ عنها أهل الورع. العلم والفضل وكان يجتمع عندها الأجلة من قريش وكانت عالمة فاضلة روت الحديث عن حفصة وكانت لا تخاطب الناس إلا من وراء حجاب.
وقد اشتهرت السيدة سكينة بنت الحسين بن علي بالفصاحة ورجاحة العقل وسعة العلم ولا غرو فهي حفيدة أئمة البلاغة وحجج البيان ولذلك كان رأيها موضع اعتبار الأجلة من العلماء ونوابغ الشعراء وسادة الأدباء فوردوا حوضها يرتشفون من موارد العلم والأدب العظيم.
وكانت السيدة سكينة بنت الحسين تهتم بالأدب والأدباء والشعر والشعراء والعلم والعلماء فقد كانت حجة في الأدب لغزارة علمها وسعة اطلاعها وقد نزل القرآن بلغة قريش الفصيحة فكيف لا تملك السيدة سكينة بناصية الأدب وتتربع علي عرش البيان وهي من سادة قريش سليلة البلغاء وحفيدة الفصحاء؟
وكان بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم هو الذي انجب فاطمة لتنجب الحسين الذي خلف لنا سكينة لتكون كجدتها فاطمة في الأدب والأخلاق لقد كانت فاطمة ريحانة رسول الله صلي الله عليه وسلم وفيها قال لزوجته خديجة ان فاطمة هذه يغضب الله لغضبها ويرضي لرضاها. اللهم بارك لي فيها واجعل ذريتي من أبنائها وما كان صلي الله عليه وسلم ينطق عن الهوي.
أما جد سكينة وزوج السيدة فاطمة فهو الامام علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين وقد آخي الرسول صلي الله عليه وسلم بينه وبين علي يوم مؤاخاة الأنصار وقال له أما ترضي أن تكون أخي في الدنيا والآخرة أنت مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي.
وأبوالسيدة سكينة الإمام الحسين بن عليّ سيد شباب أهل الجنة وقال النبي يوماً للحسن والحسين: انتما "سيدا أهل الجنة اللهم أكرم من اكرمكما وأهن من أهانكما".
حقا أانها ذرية صالحة بعضها من بعض.
وقد توفيت السيدة سكينة يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة 117ه ودفنت بالمدينة المنورة في خلافة هشام بن عبدالملك 105 - 125ه وقيل انها قدمت إلي مصر مع عمتها زينب بنت علي بن أبي طالب عندما أمرها يزيد بن معاوية 60 - 64ه ان تخرج من المدينة ولا تساكن مكة ولها ان تختار أي قطر آخر فاختارت مصر ليكون مقرها ومسجدها مزاراً من أهم مزارات أهل البيت وذلك لحب أهل مصر لأهل البيت قاطبة وحدث هذه الحادثة بعد مقتل الحسين بن علي عندما أثارت زينب أهل المدينة علي يزيد بن معاوية بعد حادث كربلاء 61ه.
د. إصلاح عبدالحميد ريحان
دكتوراه في التاريخ الإسلامي
دكتوراه في التاريخ الإسلامي
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» أبو بكر الصديق بن أبي قحافة
» "القلب" في سنة الرسول الكريم
» يسرا
» فوائد زيت الزيتون Les bienfaits de l'huile d'olive
» نوستالجيا
» "القلب" في سنة الرسول الكريم
» يسرا
» فوائد زيت الزيتون Les bienfaits de l'huile d'olive
» نوستالجيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى