صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشرق والغرب بعين سعودية جديدة

اذهب الى الأسفل

الشرق والغرب بعين سعودية جديدة Empty الشرق والغرب بعين سعودية جديدة

مُساهمة من طرف izarine الأحد 19 أكتوبر 2008 - 22:23

يوسف ضمرة الحياة - 19/10/08//


إنها الرواية الأولى تقع بين يديّ للكاتبة السعودية زينب حفني.
وربما أكون ممتناً لصورة الأدب السعودي النمطية، التي تحفزك دائماً للتخلص
منها.
ولعل أهم ما يميز رواية «سيقان ملتوية، هو استجابتها للمتغيرات
الثقافية والحضارية الكونية، التي شملت الشرق والغرب، وألقت بظلالها على
مفردات الحياة اليومية في الجبهتين. فقد اعتدنا مقاربة العلاقة بين الشرق
والغرب من زاوية واحدة، هي العلاقة بين الرجل والمرأة، لكي نختزل الفارق
العميق بين ثقافتين وهويتين وحضارتين وتاريخين وحاضرين. وهو ما جعل ناقداً
مثل جورج طرابيشي يكتب كتاباً نقدياً مهماً أسماه «شرق وغرب: ذكورة
وأنوثة»، تعرض فيه إلى بعض العلاقات التي تندرج في هذا السياق في بعض
الروايات العربية.
وإذا كان جورج طرابيشي محقاً وموفقاً في رؤيته
وقراءته آنذاك، فلأن الأعمال الروائية العربية التي انطلقت في النصف الأول
من القرن العشرين، واستمرت إلى ما قبل عقد أو يزيد قليلاً، كانت هي التي
تدفع الناقد إلى هذه القراءة. فقد كانت تلك الأعمال أشبه بالسير الذاتية
لأصحابها الروائيين، وكان المجتمع العربي يعاني حصاراً اجتماعياً ودينياً
يرى في العلاقة بين المرأة والرجل فعلاً محرماً وملمحاً لا سوياً. كان
الكاتب العربي يذهب إلى لندن أو باريس، حاملاً سنوات القمع الاجتماعي،
والكبت، وصورة المرأة العربية المغلولة، ليفاجأ بامرأة أكثر حرية منه في
قرارها وسلوكها اليومي، بعيداً عن الوصاية الأبوية بأشكالها المتنوعة.
وإذا
كان جورج طرابيشي رأى في العلاقة بين الشرق والغرب ذكورة وأنوثة، فإنه لم
ينتبه إلى أن المرأة الغربية وهي تقرر إقامة علاقة مع الرجل العربي، كانت
هي في الموقع الذكوري، والرجل العربي مستسلماً لرغباتها وأهوائها وقرارها.
أي أنه كان يلبي شروط الصورة الراسخة في العقل الغربي، من حيث كون العربي
والشرقي عموماً، يشكل هامشاً للمركز الغربي، وهو ما انطلقت منه المرأة
الغربية.
ويمكن القول إن الأمر اختلف الآن، خصوصاً بعد اختلاف هوية
المقاومة الفلسطينية، التي جعلت الإسلام مرشدها الرئيس، ما أنتج أشكالاً
جديدة من المقاومة، كالعمليات الاستشهادية. إضافة إلى أحداث الحادي عشر من
ايلول (سبتمبر) في نيويورك، التي وضعت العربي مباشرة أمام أسئلة جديدة
ومفاجئة.
من هنا يمكن الولوج إلى رواية «سيقان ملتوية» لزينب حفني.
فثمة علاقة جديدة بين الشرق والغرب، رأتها الكاتبة بعين ثاقبة، وهي معاكسة
للعلاقة القديمة التي لم تعد تعني الكثير، حيث نرى الفتاة السعودية (سارة)
تختار بوعي وبإدراك رجلاً عربياً للارتباط به. أي أن الذكورة والأنوثة لم
تعودا ـ كما تقول الرواية ـ أساساً، إلا في الصفحات التي يحتل المجتمع
السعودي مساحتها. أما في بريطانيا فثمة أمر آخر.
وعلى رغم كون سارة
مولودة في بريطانيا، إلا أنها تعيش محنتين وتجربتين معاً، وهما التجربتان
والمحنتان اللتان يعيشهما الأب السعودي (مساعد)، الذي عاش في منفاه
الاختياري قرابة ثلاثين سنة، مع فارق في المحنة الثانية التي نشأت قبل ما
يزيد عن عقد واحد من السنوات.
المحنة الأولى التي تعيشها سارة، تتمثل
في محاولة الأب إسقاط المنظومة الاجتماعية التي يعرفها، والتي تسكنه وتشكل
جزءاً مهماً من ثقافته، على بناته اللواتي ولدن في بيئة غربية مغايرة،
وتعلمن في مدارسها وجامعاتها. وعلى رغم مساحة الحرية التي يفرضها هذا
الواقع، إلا أن الأب لم يكن مستعداً ثقافياً لتقبل المنظومة السلوكية
الغربية، كجزء من تكوين شخصيات بناته.
تغيب سارة (الابنة الكبرى) عن
البيت ليلة كاملة، ما يشعل النار في رأس أبيها، وهو ما يجعله يضربها حين
تعود في اليوم التالي، ولكنها تفاجئه بالقول في ثقة: أنا لم أعد قاصراً
لأقدم لك تقريراً عن تحركاتي اليومية. بالأمس كان عيد ميلادي الثالث
والعشرون، يعني أنا في نظر القانون راشدة. وهنا يفقد الأب أعصابه تماماً
فينهال عليها ضرباً، إلى أن تفاجئه مرة أخرى: بإمكاني الاتصال بالشرطة
الآن ليأتوا ويأخذوك. ما تقوم به تصرف غير قانوني. وإذا لم تكن هذه المحنة
والتجربة واضحة في السابق بينهما، فقد آن لها أن تتفجر معلنة حضورها في
قوة وثقة. وهو ما يدفع سارة بعد تلك الواقعة إلى الخروج من المنزل،
واختيار شريكها الفنان الفلسطيني.
كانت هذه المحنة حاضرة من قبل، في
ذهن الأب والأم من جهة، وفي رأس سارة من جهة ثانية، خصوصاً بعد زياراتها
المتكررة إلى الرياض، ولقاءاتها بنات عمومتها وقريباتها، والاستماع منهن
إلى وضع المرأة السعودية في مجتمع بطريركي. بل وربما كانت سارة في أعماقها
تدرك أن المواجهة بينها وبين هذا المجتمع ممثلاً في الأب، قادمة لا محالة
ذات يوم، وهو ما كان.
أما المحنة الثانية، فهي التي جعلت سارة ربما،
تختار رجلاً عربياً لا أوروبياً شريكاً لها. وهو ما يتبدى في سياق الرواية
مع الأب (مساعد) الذي أخذ يعيش هذه المحنة يومياً.
صار «مساعد» فجأة
شخصاً متهماً في عيون الغرب. وصار لزاماً عليه أن يتعرض لاستجواب منطوق أو
صامت كل حين. صار مضطراً للدفاع عن أمة كاملة، لتبرئة نفسه. وهو ما جعله
يتحول واعظاً دينياً أحياناً في شروحاته للإسلام وتوضيحاته التي كانت تأتي
في سياق ذلك الدفاع.
كان (مساعد) قرر الحياة في بريطانيا بعد نيله
شهادة الدكتوراه من هناك. ولكنه ارتضى أن تختار له أمه قبل سفره النهائي
فتاة سعودية لتكون زوجته. فقد عاش تجربة الذكورة والأنوثة مع امرأة
بريطانية، ولم تعد الكاتبة تشير إلى أي اتصال بين الأب وامرأة أخرى غير
الزوجة. وهو ما يوحي برغبة الكاتبة في التركيز على مسائل أخرى كما أشرنا
من قبل.
وإذا كانت سارة هكذا، فإن الفنان الفلسطيني كان أكثر وضوحاً في
هذا السياق. حيث لم يكن مهجوساً بالعلاقة مع المرأة الأجنبية، مقدار هاجسه
بفنه وأحلامه الفنية. فهو الشاب الذي فقد الثقة بالوضع العربي، وأقر
بالأمر الواقع في فلسطين وما حدث لها ولأهلها. ويرى أن المقاومة لم تعد
مجدية، لأنها لن تغير في الأمر الواقع شيئاً.
لكنه حين يفوز بجائزة في
معرض نحت دولي، يفوز بنحت لوجه أمه، فيقول ما معناه: هكذا أسهم في إبراز
المعاناة الإنسانية، وهذا أهم من الرصاص. هذا الفنان أيضاً يعاني محنة
«مساعد» و «سارة» والعرب الآخرين جميعاً في الغرب ومعه. فالذي يقر في
بدايات ظهوره الروائية بالعجز، ويقبل بالأمر الواقع، ويفقد الثقة بعالمه
العربي والكون كله، لن يكون مهتماً بإظهار معاناة الفلسطيني، أو بأي شكل
من أشكال المقاومة، فيما لو ظن أنه استبدل النحت بالمقاومة. إنه في بساطة
يستسلم إلى محاولات تذويب الهوية، سعياً للاندماج في ثقافة ترفضه بفجاجة.
ففي أول لقاء بينه وبين سارة يسألها إن كانت تحب بريتني سبيرز! وحين تبدي
إعجابها بلهجته الفلسطينية، يخبرها أنه أخذ يضيق بهذه اللهجة التي لا
يتحدث بها إلا إرضاء لوالديه في قبريهما! ولكن ما هو أهم من ذلك، هو بوحه
بعدم رغبته في العودة إلى فلسطين لأنها ليست وطنه، حيث ولد خارجها ولم
يعرفها من قبل، وأنه يتوق إلى أن يحيا مثل بقية البشر!

* كاتب اردني

izarine
izarine

ذكر عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى