التكافل الشامل.. منهج إسلامي/بقلم الدكتور: محمد الشحات الجندي
صفحة 1 من اصل 1
التكافل الشامل.. منهج إسلامي/بقلم الدكتور: محمد الشحات الجندي
أقام الإسلام نظامه في التكافل علي هدي النواميس الكونية والطبائع البشرية في خلق الله الإنسان لتحقيق الخلافة في هذا الكون والتعاون بين البشر علي سنن الحق والعدل ورعاية الصالح المشترك. وبهما يتعايش الناس ويعمر الكون في نطاق الاختلاف والتمايز بين بني البشر ومصلحة الخلق في الارتقاء بالحياة وسلوك أفضل السبل للوفاء باحتياجاتهم وقيام اجتماعهم علي أصول اجتماعية سلمية.
وذلك انطلاقا من وجود تفاوت بين الأفراد في التفكير والإدراك وفي الأحاسيس والمشاعر وفي القدرات والملكات وفي احتمال التبعات والمسئوليات وفي التزود بالروحانيات واكتساب الماديات وفي تحصيل الأقوات والأرزاق. إذ يبرهن كل اجتماع بشري علي أن التفاوت سنة إلهية وفطرة طبيعية إنما وجدت لتبقي وتدوم بها الحياة. ويستمر الدفع والتسابق بين الناس لسد الاحتياجات ولإحراز التقدم وهو مجال تختلف فيه الحظوظ بين الأفراد والأمم. وصدق الله القائل: "نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخرياً ورحمت ربك خير مما يجمعون" "الزخرف : 32".
لقد وعي الإسلام هذه الحقائق وأقام عليها أصول مجتمعه. فاعترف بالتفاوت بين الناس بمقتضي الفطرة. وضمن لكل فرد وكل جماعة فيه ضروريات الحياة بالعمل الجاد المنتج. وفي ذات الوقت بني المجتمع علي أسس من التكافل والرحمة. ثم أرسي مبدأ العدالة في اكتساب الحقوق والتحمل بالالتزامات علي سند من حصول كل فرد علي نصيبه علي قدر جهده وكسبه يقول الحق تعالي: "للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن" "النساء: 32".
لذلك عني الإسلام بإسهام كل فرد في الجماعة علي قدر جهده ولو بكلمة طيبة وهو مسلك تكافلي. وارتقي بالعمل إلي أقصي الحدود في كل صوره. وجعل من العمل اليدوي قوة كبري لإعمار الحياة. من أجل ذلك وجد في المجتمع الغني والفقير. وكان التدرج في الغني والفقر حقيقة واقعة. لكن شريطة الوفاء بما يحقق لكل إنسان كرامته.
ويمضي الإسلام في خطته للتعامل مع هذه الأوضاع غير المتساوية بين الناس ليضبط مسارها في شتي جوانبها وكان من وسائله الفاعلة في ذلك» تحقيق التضامن والحد من الاختلال الفاحش في الثروة الذي يفرز الظلم والصراع ويوجد الطبقية والأثرة. لتكريس الكرامة كمقو أساسي في تجسيد الاعتبار للشخصية الإنسانية والمعاملة العادلة كركيزة أساسية من ركائز النظام الإسلامي. بما يجعل الاجتماع البشري ذا مغزي حضاري يتضامن أفراده علي التعاون البناء للوفاء بضروريات ومطالب الحياة من خلال نظام متميز للتكافل ينبع من أصول الإسلام العقدية والتشريعية والأخلاقية والحضارية لكل من الفرد والمجتمع والأمة. بل قد يصبو إلي البشرية قاطبة.
وسعيا لإحراز هذه الغاية فإن الإسلام نبه إلي أهمية تبني التكافل في مفهومه الشامل ولم يختزله في جانب المعاش دون سواه من الجوانب الأخري التي هي لازمة لاستصلاح المجتمع. حيث ينهض هذا البناء السامق علي أسس عقدية ودينية. وحقائق حياتية تتعلق بالمعايش والأقوات وسبل الاجتماع والمدنيات ويغطي جنبات الأمور المادية والمعنوية علي نحو يتجلي فيه شعور الجميع بمسئولية بعضهم عن بعض وأن كل واحد منهم حامل لتبعات أخيه ومحمول علي أخيه يسأل عن نفسه ويسأل عن غيره.
وترتيبا علي هذه الحقيقة يمثل التكافل الاجتماعي أحد عمد المنظومة الإسلامية والأساس القوي لبناء صرح مجتمع متماسك البنيان. ومن ذلك يتقرر أن التكافل في المنظور الشرعي إنما هو فريضة وليس مجرد فضيلة وأنه حق وليس منحة. فقد عنيت به النصوص وشددت عليه ومناطه أنه أحد موازين العدالة المجتمعية. بمقتضي أنه يقوم بدور ملموس في تصحيح الاختلالات الناشئة عن الفروق الفردية والتفاوت الطبقي في الشئون المادية ومكانة الفرد في الهيئة الاجتماعية. وتكامل به الصرح الإسلامي القائم علي التعددية لينتظم الكل في جسد واحد أساسه المودة والرحمة والتضامن الخلاق التحم فيه الفرد مع الجماعة وانصهروا في كيان واحد. بلغ به إلي مرتبة الاستحقاق الإلهي. فنال به المكانة الرفيعة فيما أشاد به القرآن: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" "آل عمران/ 110"
وكان هذا النموذج المتفرد للمجتمع التكافلي الذي أقامه الإسلام كائنا حيا علي أرض الواقع جمع بين المثال والواقع والروح والمادة في نسق متوازن احتشدت فيه القوي البشرية علي اختلاف أجناسها وأديانها وألوانها انضووا جميعا تحت لواء الإسلام» العقيدة الشريعة والنظام والأمة المتجانسة رغم ما بينها من اختلافات وفوارق في مجتمع مركب ضم العنصر العربي والعنصر الحبشي كبلال. والعنصر الفارسي كسلمان والعنصر الرومي كصهيب. وكذا الدين اليهودي والدين النصراني والوثني. كل هؤلاء تألف منهم الوطن الإسلامي وحازوا الجنسية الإسلامية وحصلوا علي المواطنة الإسلامية» ومن ثم تمتع كل فرد علي حاجاته الأساسية.
وذلك انطلاقا من وجود تفاوت بين الأفراد في التفكير والإدراك وفي الأحاسيس والمشاعر وفي القدرات والملكات وفي احتمال التبعات والمسئوليات وفي التزود بالروحانيات واكتساب الماديات وفي تحصيل الأقوات والأرزاق. إذ يبرهن كل اجتماع بشري علي أن التفاوت سنة إلهية وفطرة طبيعية إنما وجدت لتبقي وتدوم بها الحياة. ويستمر الدفع والتسابق بين الناس لسد الاحتياجات ولإحراز التقدم وهو مجال تختلف فيه الحظوظ بين الأفراد والأمم. وصدق الله القائل: "نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخرياً ورحمت ربك خير مما يجمعون" "الزخرف : 32".
لقد وعي الإسلام هذه الحقائق وأقام عليها أصول مجتمعه. فاعترف بالتفاوت بين الناس بمقتضي الفطرة. وضمن لكل فرد وكل جماعة فيه ضروريات الحياة بالعمل الجاد المنتج. وفي ذات الوقت بني المجتمع علي أسس من التكافل والرحمة. ثم أرسي مبدأ العدالة في اكتساب الحقوق والتحمل بالالتزامات علي سند من حصول كل فرد علي نصيبه علي قدر جهده وكسبه يقول الحق تعالي: "للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن" "النساء: 32".
لذلك عني الإسلام بإسهام كل فرد في الجماعة علي قدر جهده ولو بكلمة طيبة وهو مسلك تكافلي. وارتقي بالعمل إلي أقصي الحدود في كل صوره. وجعل من العمل اليدوي قوة كبري لإعمار الحياة. من أجل ذلك وجد في المجتمع الغني والفقير. وكان التدرج في الغني والفقر حقيقة واقعة. لكن شريطة الوفاء بما يحقق لكل إنسان كرامته.
ويمضي الإسلام في خطته للتعامل مع هذه الأوضاع غير المتساوية بين الناس ليضبط مسارها في شتي جوانبها وكان من وسائله الفاعلة في ذلك» تحقيق التضامن والحد من الاختلال الفاحش في الثروة الذي يفرز الظلم والصراع ويوجد الطبقية والأثرة. لتكريس الكرامة كمقو أساسي في تجسيد الاعتبار للشخصية الإنسانية والمعاملة العادلة كركيزة أساسية من ركائز النظام الإسلامي. بما يجعل الاجتماع البشري ذا مغزي حضاري يتضامن أفراده علي التعاون البناء للوفاء بضروريات ومطالب الحياة من خلال نظام متميز للتكافل ينبع من أصول الإسلام العقدية والتشريعية والأخلاقية والحضارية لكل من الفرد والمجتمع والأمة. بل قد يصبو إلي البشرية قاطبة.
وسعيا لإحراز هذه الغاية فإن الإسلام نبه إلي أهمية تبني التكافل في مفهومه الشامل ولم يختزله في جانب المعاش دون سواه من الجوانب الأخري التي هي لازمة لاستصلاح المجتمع. حيث ينهض هذا البناء السامق علي أسس عقدية ودينية. وحقائق حياتية تتعلق بالمعايش والأقوات وسبل الاجتماع والمدنيات ويغطي جنبات الأمور المادية والمعنوية علي نحو يتجلي فيه شعور الجميع بمسئولية بعضهم عن بعض وأن كل واحد منهم حامل لتبعات أخيه ومحمول علي أخيه يسأل عن نفسه ويسأل عن غيره.
وترتيبا علي هذه الحقيقة يمثل التكافل الاجتماعي أحد عمد المنظومة الإسلامية والأساس القوي لبناء صرح مجتمع متماسك البنيان. ومن ذلك يتقرر أن التكافل في المنظور الشرعي إنما هو فريضة وليس مجرد فضيلة وأنه حق وليس منحة. فقد عنيت به النصوص وشددت عليه ومناطه أنه أحد موازين العدالة المجتمعية. بمقتضي أنه يقوم بدور ملموس في تصحيح الاختلالات الناشئة عن الفروق الفردية والتفاوت الطبقي في الشئون المادية ومكانة الفرد في الهيئة الاجتماعية. وتكامل به الصرح الإسلامي القائم علي التعددية لينتظم الكل في جسد واحد أساسه المودة والرحمة والتضامن الخلاق التحم فيه الفرد مع الجماعة وانصهروا في كيان واحد. بلغ به إلي مرتبة الاستحقاق الإلهي. فنال به المكانة الرفيعة فيما أشاد به القرآن: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" "آل عمران/ 110"
وكان هذا النموذج المتفرد للمجتمع التكافلي الذي أقامه الإسلام كائنا حيا علي أرض الواقع جمع بين المثال والواقع والروح والمادة في نسق متوازن احتشدت فيه القوي البشرية علي اختلاف أجناسها وأديانها وألوانها انضووا جميعا تحت لواء الإسلام» العقيدة الشريعة والنظام والأمة المتجانسة رغم ما بينها من اختلافات وفوارق في مجتمع مركب ضم العنصر العربي والعنصر الحبشي كبلال. والعنصر الفارسي كسلمان والعنصر الرومي كصهيب. وكذا الدين اليهودي والدين النصراني والوثني. كل هؤلاء تألف منهم الوطن الإسلامي وحازوا الجنسية الإسلامية وحصلوا علي المواطنة الإسلامية» ومن ثم تمتع كل فرد علي حاجاته الأساسية.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» عالم الغيب وقضاياه/بقلم الدكتور: محمد أحمد المسير-رحمه الله
» حاجة الأمة لمعاني الرحمة/بقلم الدكتور: عبدالحليم محمود
» الإسلام دعوة إلي السخاء والكرم/بقلم الدكتور: أحمد عمر هاشم
» الاعتصام بحبل الله .. طريق النصر/بقلم الدكتور: أحمد عمر هاشم
» حماية كل الناس في المجتمع الإسلامي/بقلم الدكتور: أحمد عبدالرحيم السايح
» حاجة الأمة لمعاني الرحمة/بقلم الدكتور: عبدالحليم محمود
» الإسلام دعوة إلي السخاء والكرم/بقلم الدكتور: أحمد عمر هاشم
» الاعتصام بحبل الله .. طريق النصر/بقلم الدكتور: أحمد عمر هاشم
» حماية كل الناس في المجتمع الإسلامي/بقلم الدكتور: أحمد عبدالرحيم السايح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى