هيفاء وهبي

من طرف بديعة الجمعة 22 مايو 2009 - 7:06

اخيرا وبعد عدة مشاكل مع الرقابة تقرر عرض فيلم «دكان شحاته» كاملا ودون
اي حذف بما في ذلك مشهد النهاية الذي تعم فيه فوضى عارمة في الشارع
المصري، وهو المشهد الذي كان مثار مشاكل مع الرقابة واعتبره البعض امتدادا
لما قدمه خالد يوسف مع استاذه الراحل يوسف شاهين في فيلم «هي فوضى».
«دكان
شحاته» الذي تخوض من خلاله هيفاء وهبي اولى تجاربها في السينما المصرية
ويشاركها البطوله محمود حميدة وعمرو سعد وغادة عبد الرازق وعمرو عبد
الجليل تقرر عرضه في 60 دار عرض بمصر بالاضافة الى عرضه في التوقيت نفسه
في عدة دول عربية اخرى.
واقيم للفيلم عرضان احدهما للصحافيين والنقاد
والاخر للفنانين، وحضر العرضين كل نجوم الفيلم وفي مقدمتهم هيفاء وهبي
التي حرصت هي وغادة عبد الرازق على التقاط صور فيها حميمية بينهما لنفي ما
تردد من إشاعات حول وجود غيرة بينهما، خاصة بعد ان تصدرت صورة هيفاء
الافيشات وجاءت غادة في خلفيتها كما حضر من نجوم الفيلم محمود حميدة وعمرو
سعد وعمرو عبدالجليل ومحمد كريم وصبرى فواز والمؤلف ناصر عبد الرحمن
والمنتج كامل ابو علي.
واكد المخرج خالد يوسف ان هيفاء وهبي بطلة
الفيلم فاقت بأدائها كل توقعاته لها واثبتت انها ممثلة موهوبة جدا
ومستقبلها فى التمثيل سيكون اكبر بكثير من مستقبلها في الغناء، وان
المستوى الذى ظهرت به هيفاء فى تجربتها الاولى يعني انها ستكون واحدة من
افضل الممثلات فى السينما المصرية خلال السنوات العشر القادمة خاصة انها
دؤوبة فى عملها ولا تتعب من العمل لدرجة انها ظلت تعمل لمدة شهرين كاملين
في بروفات متواصلة، للوصول الى كل تفاصيل شخصية «بيسه» التي جسدتها فى
الفيلم.
اما هيفاء فمن ناحيتها فأكدت انها عملت في هذا الفيلم لثقتها
الكبيرة بالمخرج خالد يوسف ولإعجابها بشخصية الفتاة بنت البلد المصرية
بعيدا عن الادوار التي تقدمها معظم النجمات اللبنانيات عندما يبدأن
مشوارهن في السينما المصرية ولهذا اعتذرت عن اعمال كثيرة وفضلت فيلم «دكان
شحاته».
ونفت هيفاء ان يكون في دورها اي مشاهد ساخنة او حتى قبلات
مثيرة مثلما تردد مؤكدة ان كل مشهد في الفيلم موظف ضمن الاحداث وليس
مفروضا على الشخصية التي تلعبها، لان خالد يوسف كمخرج لا يغازل الجمهور
بالجنس في افلامه والجمهور نفسه سيتأكد من هذا عند مشاهدة الفيلم.
اما
الفنان محمود حميدة فكان حريصا على ان يؤكد للجميع انه ليس مسؤولا عن
الأفكار السياسية التى يتبناها الفيلم لانها تعبر عن اراء المؤلف والمخرج
وليس عن افكار الممثلين، لان الممثلين مجرد ادوات لتوصيل هذه الافكار، كما
اكد حميدة سعادته بالتواصل مع الاجيال الجديدة من الممثلين الشباب امثال
عمرو سعد.

من فيلم دكان شحاته

غادة عبد الرازق وهيفاء وهبي في لقطة من الفيلم

هيفاء وهبي وعمرو سعد

أصدق
توصيف لما يحدث في مصر: " إن دي بلد كل واحد يقدر يعمل فيها اللي عايزه "،
وقصدت كتابة الجملة بالعامية المصرية، لأنها الأقرب إلى نقل الصورة أو
الموقف، وتفسر هذه العبارة بالضبط ما يحدث في مصر، رغم أن لدينا55 ألف
قانون في كل المجالات، ولكن المطبق منها فعلياً لا يصل إلى 10% ، والباقي
أما معطل، أو لايمكن تنفيذه لعدم وجود آليات التنفيذ، سواء في الموظفين أو
حتى السجون اللازمة لتطبيق القانون، وبعض هذه القوانين يعود إلى
الأربعينيات والخمسينيات، مما أفقدها واقعيتها، ولكن هل تفسر الأسباب
السابقة أن يقوم كل من هب ودب برفع دعاوي قضائية على أي شئ لا يعجبه، حتى
لو كان الموضوع لا يخصه في شيء ، ولا يفيده أو يضره؟، وبماذا نفسر هذا
التربص القضائي بالفن والإبداع والسينما والكتب؟.

تتنوع
القضايا، بداية من حجة الإساءة لسمعة مصر، والتحريض على الفسق والفجور،
وإهانة رجال الدين أو العيب في المقدسات الدينية، والعيب في الذات
الإلهية، والخروج عن العادات والتقاليد، هذا غير التكفير وإهدار الدم
والتشهير والسب والذم الذي يمارسه أصحاب الحناجر الملغومة، وهواة الشهرة
ودعاة الفضيلة، وفي الحقيقة ما هم دعاة بل مدعون.

لنبدأ
بعرض نماذج هذه القضايا، الموجهة تحديداً ضد السينما، العدو الأول لرافعي
الدعاوى، ولكن لماذا السينما ؟، لأنها أقصر الطرق لتحقيق الشهرة والأضواء
لهم، ولأنهم لا يملكون المواهب الإبداعية التي تجعلهم قادرين على التألق
أمام أضوائها وكاميراتها، فإنهم يتألقون بمعاداتها وهدمها والنيل منها.

حقق
فيلم دكان شحاتة، بطولة عمرو سعد وهيفاء وهبي وإخراج خالد يوسف، الرقم
القياسي في عدد القضايا، التي تطالب بوقفه ومصادرته، أولاً من مشايخ الطرق
الصوفية، لأن الفيلم أهانهم بتصويرهم في مشهد يتركون التطويح والدروشة
وينظرون لسيقان هيفاء تركب مرجيحة في المولد، وحقيقة المشهد لا علاقة له
بالطرق الصوفية، هم فقط مجموعة من الرجال يؤدون حركات إيقاعية في المولد،
وهؤلاء موجودون في كل الموالد المصرية دون الانتماء القطعي للصوفيين، ولم
يصورهم المشهد وهم يقرأون القرآن مثلاً، وظهرت هيفاء أمامهم في مشهد " استربتيز"، بل في مشهد عادي، يحدث في مصر عشرات المرات لفتاة تلبس " تنورة" ترتفع في الهواء بفعل حركة المرجيحة، ولم تصل إلى حد الاباحية.

القضية الثانية ارتداء هيفاء النقاب عند زيارة حبيبها " شحاتة " في السجن
، بعد إجبارها على الزواج من أخيه، حتى لا يعرفها أحد ولم تتخف فيه
لممارسة الدعارة مثلاً، كما يحدث في الواقع، ولكن رافع الدعوى اعتبره
إهانة للنقاب وهو زي ديني، وتحريضا للنساء على استخدامه في أغراض غير
بريئة كالخيانة وخداع الزوج، ووصل الأمر إلى اعتباره إساءة لنساء مصر، "
كده مرة واحدة" طالب بإيقاف الفيلم.

القضية
الثالثة، وهى تهمة الإساءة لسمعة مصر، ولكن هذا الشخص مجهول الاسم والهوية
" زودها شوية "، وباعتباره ناقدا ومثقفا وفاهما، حلل الفيلم من وجهة نظره
ووفق رؤيته، بأن " بيسة "، هيفاء هى فلسطين، و"
شحاتة " هو مصر، وإخوته القتلة المزورين الكارهين له هم الدول العربية
الشقيقة، ولم يكتف هذا الشخص الناصح بذلك، ولم يحتفظ بوجهة نظره أو حتى
كتابتها على الإنترنت في المنتديات المفتوحة ليلاً ونهاراً وعددها
بالآلاف، أونشرها في إحدى الصحف وهى كثيرة جداً، ولكنه قرر تحقيق الشهرة
بأقصر الطرق فاعلية، حتى تبحث عنه الصحافة وكاميرات التلفزيون ويتداولون
تصريحاته، وأقام قضية ضد الفيلم.

قبلها
واجه فيلم "واحد صفر"، المصير نفسه، ولكن من باب الدين المسيحي ، وأيضاً
فيلم " حين ميسرة "، بتهمة إهانة الفقراء، وتم تكفير عادل إمام لارتدائه
زي قسيس في فيلم " حسن ومرقص "، ومازال الحكم بإلغاء تصريح مجلة " إبداع
"، ومازالت محاكمة رواية " مترو"، قيد التداول، بعد تقديم بلاغ من فاعل
خير ضد الرواية، وكذلك كتاب "المعلم يعقوب"، الذي أغضب الكنيسة واعتبره
الأقباط حتى الليبراليون منهم اتهاما للأقباط بالخيانة والعمالة، رغم أن
الكتاب يحمل فصلا يعرض فيه لخيانة الكثير من المسلمين الذين تعاونوا مع
الحملة الفرنسية، وكان منهم أصدقاء شخصيون لنابليون بونابرت، ولم يكن
مسلماً عادياً ولكنه الشيخ خليل البكري أحد شيوخ الأزهر الكبار، ولكن هذا
حديث آخر.

هيفاء وهبي

هيفاء وهبي

مقاضاة هيفاء وهبي في "دكان شحاته" طريقاً للشهرة