صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا

2 مشترك

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 12 يوليو 2009 - 13:48

ظلت صورة المغربي أو المسلم في الذاكرة الإسبانية مرتبطة بكل ما هو سلبي ودموي، منذ خروج العرب من الأندلس عام 1492، وقد خضعت تلك الصورة لعدة تحولات حسب الظروف السياسية والمناخ الثقافي، لكنها ظلت في عمقها غير إيجابية. في الحلقات التالية نعرض لأهم الصور التي ظهر فيها المغربي في المتخيل الإسباني من عام 1492، تاريخ إنهاء الوجود العربي والإسلامي بغرناطة آخر معاقل الحضارة الإسلامية بالأندلس، إلى عام 2002، تاريخ اندلاع أزمة جزيرة ليلى.

من المستحيل تقريبا أن يتعرض أي باحث أو مؤرخ لتاريخ إسبانيا الحديثة مع إلغاء الحضور القوي لكل ما هو عربي وإسلامي فيه، لأن الأبعاد العربية والإسلامية متغلغلة في عمق تاريخ إسبانيا الحديث، حيث لا يمكن الفصل بين ما هو عربي إسلامي وما هو إسباني، في جميع المستويات، في اللغة والثقافة والمعمار والطبخ وغيرها. فإسبانيا هي البلد الأوربي الوحيد الذي عاش طيلة ثلاثة إلى ثمانية عقود في عمق المحيط الإسلامي، حسب الأقاليم التي بقي المسلمون في بعضها ثمانية قرون كاملة، حيث إن جميع الممالك الإسبانية التي عادت فيما بعد إلى حظيرة أوربا طبعت بما يمكن تسميته «الحرب ضد الكفار»، أي المسلمين، كما أن هذه الممالك بقيت طيلة خمسة عقود تقريبا موضع عدم استقرار بين انتمائها النهائي لأوربا أو تبعيتها لشمال إفريقيا، بسبب الرغبات المتوالية للمسلمين في استعادتها.
لقد تمت كتابة ورواية هذه العلاقات المتداخلة في التاريخ الإسباني الحديث بمختلف الطرق والأشكال، فلا «التركة» التي خلفتها ثمانمائة سنة التي استغرقها وجود المسلمين في الأندلس، ولا تركة ملوك الطوائف، ولا الحضور الإسباني لمدة خمسة قرون في شمال إفريقيا تم إلغاؤها من جانب واحد، رغم المحاولات المتعددة، ولم يتم التعرض لها تاريخيا بشكل كاف كما لم تشكل موضوعا للنقد والتمحيص. فبعض المؤرخين حاولوا القيام بمسح الطاولة، من أجل محو جزء من ذاكرة إسبانيا باعتبارها «أرض الكفار» في مرحلة معينة من التاريخ، ما عدا عندما يتعلق الأمر بتمجيد النصر الذي تم إحرازه بالقضاء على هؤلاء وإخراجهم من إسبانيا، والحيلولة دون سقوط أوربا كلها تحت سيطرة «برابرة الجنوب». فلا شيء من هذا جرى الحديث عنه، عدا على المستوى الرمزي حين يتم التطرق إلى فارسين من إسبانيا المسيحية، مثل رودريغيو دياز دي فيفار، المعروف بـ«السيد» (1043-1099) وألونسو بيريز دي غوزمان(1256-1309)، اللذين كان الأول منهما مقاتلا من المرتزقة والثاني محاربا في خدمة من يدفع، وعملا فترة محاربين في صف الجيش المسلم.
لقد تم الاعتراف بالتراث الثقافي للأندلس بشكل متدرج وهادئ، لكن بطريقة انتقائية ومتحولة حسب الظروف الزمنية. لقد كان هناك بطبيعة الحال ما يمكن تسميته «متخيل المورو» الذي كان يظهر في صور متناقضة في الكتابات الأدبية والقصص التـــــــاريخية والصــــــــــور والكليشيهات المشــــــــوهة الكثيرة، لكن الرغبة في معرفة هذا الماضي على الوجه الحقيقي له ظلت غائبة، وبعد القطيعة التي حصلت إثر طرد الموريسكيين في بدايات القرن السابع عشر لم يتم الاعتراف إلا بالكاد بماضيهم كما لم يتم تقدير حتى الأعمال الفنية الأكثر بروزا. لقد كان مثيرا ذلك الدفاع الذي قام به كاسبار ميلتشور دي خوبيانوس(1744-1811) عن قصر الحمراء وجنة العريف التي بداخله، اللذين يعود الفضل في استعادة قيمتهما إلى الاهتمام الذي أثاراه لدى الشباب الأوربيين خلال أسفارهم في «الجولة الكبيرة» (تطلق هذه الكلمة، التي يتم استعمالها بالفرنسية في اللغتين الإنجليزية والإسبانية، على السفر الكبير الذي كان يقوم به أبناء الذوات والطبقات العليا في أوربا في القرنين 17 و18 لتطوير معارفهم المدرسية واكتشاف العالم). وترجع أولى البطائق البريدية التي تحمل صورا للمآثر العربية في غرناطة إلى شابين إنجليزيين في تلك الفترة، وقد جابت تلك البطائق أنحاء أوربا وأظهرت للأوربيين ما تزخر به المدينة من مآثر تاريخية تعكس مرحلة الوجود العربي والإسلامي في إسبانيا.
الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا UqwkOxiNI5
لوحة تبرز صورة المغربي في المتخيل الفني الإسباني
المساء
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty خلال حروب الاسترداد ظهرت أسطورة ماطاموروس الذي نزل مع الغيوم للقضاء على المسلمين

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 12 يوليو 2009 - 18:48


لقد
تأثرت صورة المسلمين في الوعي الإسباني خلال العصور الوسطى بالظروف التي
رافقت حروب الاسترداد ووتيرتها. في البداية كان يتم تمثل المسلمين بشكل
فردي، وليس ككتلة واحدة، حسب المميزات الشخصية للأفراد كما تقدمهم
الحوليات التاريخية والنصوص المسيحية، ومن هنا تشكلت النظرة إلى مجموع
المسلمين من خلال مميزات الأفراد الذين شكلوا العينة، لكن تلك المميزات لم
تكن بالضرورة سلبية، لذا لم يتم اعتبار المسلمين في البداية أعداء.

وفي فترة لاحقة، ومع توالي تمدد الممالك المسيحية الشمالية في اتجاه
الجنوب بدأت صورة المسلمين تكتسي طابعا سلبيا وتضفي عليها دلالات معينة،
ووصلت هذه الصورة السلبية أوجها مع تواجد المرابطين والموحدين في الجزيرة
الإيبيرية، وأيضا مع بروز النزعة الصليبية التي أججت الشعور بالانتماء
المسيحي. لقد حصل ذلك على مدى مسلسل طويل تم خلاله، انطلاقا من نظرة عصبية
أو متمركزة حول الذات، تعميم الصورة السلبية على جميع المسلمين على نحو
نمطي، والتي لم تكن سوى «الصورة المنعكسة على المرآة» للصورة الإيجابية
التي رسمها المسيحيون عن أنفسهم. وقد اهتمت الحوليات التاريخية في وقت
مبكر بأصول وطبيعة الدين الإسلامي من أجل التقليل من أهميته وشيطنته، سواء
من خلال تشويه هذه الأصول بشكل إرادي ومبيت، أو بسبب الجهل بالنصوص
الدينية الإسلامية. وبالموازاة مع ذلك بدأ تمثيل صورة المسلمين انطلاقا من
خاصيات إثنية أو عرقية واعتبارات تستند على المظاهر (خاصة التركيز على لون
البشرة الأسود أو القمحي، وإثارة الإيحاء الرمزي من خلال معادلة أن السواد
يساوي الشر)، أو على تحديد أوصاف معينة تستند على الكتاب المقدس، مثل:
الهاجريون (نسبة إلى هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام)، أو المؤابيون (نسبة
إلى مملكة مؤاب شرق الأردن في القرن 13 قبل الميلاد، وكان لديهم عداء مع
بني إسرائيل بسبب منع المؤابيين لهم من العبور فوق أراضيهم بعد النزوح)،
أو الآشوريون أو الإسماعيليون أو العرب. كما بدأ التركيز أيضا على
الخاصيات المفترضة في المسلمين مثل الجبن والخيانة والكذب والقذارة والشر
والقسوة، إن اتهام المسلمين بالقسوة وجد تعبيره الأكثر وضوحا في الحكايات
والحوليات التاريخية التي تتحدث عن المسلمين الذين يبترون الأجهزة
التناسلية للمسيحيين المهزومين، وتتحدث في نفس الوقت عن الشبق الجنسي
الحاد لدى المسلمين والإعراب عن التخوف من توجيه تلك الطاقة الجنسية نحو
النساء المسيحيات.
غير أن الصورة التي كان المسيحيون الإسبان يرسمونها للمسلمين لم تكن
دائما «جامدة»، ففي جميع الظروف والأزمنة كانت هناك بعض الصور المحايدة،
بل كانت هناك صور إيجابية، حتى في مراحل المواجهات المسيحية ـ الإسلامية،
والسبب هو أن المسيحيين كانوا يفرقون بين مكونات الجماعة الإسلامية، فقد
كان هناك نوع من التفضيل للأندلسيين أو العرب، مقابل البرابرة أو
المنحدرين من شمال إفريقيا، وكان يتم وضع «الموروس» الذين ينحدرون من
غرناطة مقابل المرابطين والموحدين.

وبشكل عام كان هناك المسلم «الطيب»، و«الفارس» المورو»، و«المورو
الصديق» الذين يمكن للمسيحيين أن يتفاهموا معه ويتوصلوا معه إلى اتفاق
سياسي لا يمكن إلا أن يقوي من موقع المسيحيين بالطبع. لقد كانت هذه الصورة
أقل رواجا من الصورة السلبية، ولكنها مع ذلك لم تتعرض للزوال حتى في أوج
المواجهات بين المسلمين والمسيحيين.

إن الصورة التي رسمها الإسبان لمسلمي الضفتين الجنوبية والشرقية
للمتوسط، أو لـ«المورو» بشكل عام، والتي أضفيت عليها دلالات معينة طيلة
القرون الثمانية التي استغرقتها حروب الاسترداد التي ظهرت وتطورت خلالها
أسطورة «قاتل المورو» (أو ماطاموروس: أسطورة ظهرت في القرن السابع
الميلادي تقول إن هذا الأخير نزل مع الغيوم لنصرة مسيحيي إسبانيا ومساعدة
الملك روميرو الأول في قتال المسلمين)، هذه الصورة بقيت حاضرة طيلة
القرنين السادس عشر والثامن عشر بسبب العداء القوي بين المملكة الإسبانية
والإمبراطورية العثمانية من جهة، وبينها وبين الممالك المغربية من جهة
ثانية.

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا NLLr5nBpYe
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty هزائم الإسبان أمام العثمانيين دفعتهم إلى تصوير هؤلاء كحيوانات مفترسة

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 12 يوليو 2009 - 18:55

**الكاثوليك حولوا الفضاء الجغرافي للمسلمين إلى مجرد مربض للحيوانات

بعد سقوط غرناطة في يد المسيحيين وتأمين الحدود مع المتوسط، شرع الملوك
الإسبان في الهجوم على أطراف شمال إفريقيا، فقد كان الهدف كله محددا في
الاستيلاء على أكبر عدد من الثغور أو المراكز لمدد قد تقل أو تقصر. ورغم
فشل هذه المحاولات التوسعية إلا أن أهميتها تكمن في التقاء الإسبان بمناطق
كانوا قد فقدوا التواصل مع ساكنتها طيلة قرون، خاصة غير المسلمين منهم،
مادام أن هؤلاء كانوا مقيمين في الجزيرة الإيبيرية عن قرب.
لقد كانت المواقف الإيديولوجية والمعارف التي تم الاستناد إليها في
عملية التوسع الجغرافي تلك ناتجة عن مرحلة طويلة من حرب الاسترداد ضد
المسلمين، إذ كان الجيش الإسباني والمقاتلون في حاجة إلى تبرير إيديولوجي
يحفزهم على التحرك لإكمال المهمة على أحسن وجه ومعرفة الأراضي التي يسيرون
فوقها بشكل جيد، من هنا نشأ مفهوم جديد للعدو، ينطلق من التصورات السابقة
ويتضمن التنقيص من المساحة الجغرافية التي يعيش فيها ومن تقاليده ونظامه
السياسي وسلوكياته الأخلاقية.

من الواضح أن إرادة إخضاع سكان شمال إفريقيا والعقلية الحربية
المساعدة على تحقيق هذا الهدف كانتا حاضرتين لدى قواد تلك المرحلة، فقد تم
الرفع من القيمة المعنوية لخوض الحروب ضد المسلمين، والتألق الفردي
والجماعي الذي ينتج عنها، من قبل المؤسسات السياسية والكنسية ومن قبل
الأفراد أيضا.
مع بداية القرن السادس عشر اقتصرت المعرفة الإسبانية بالأراضي
الإسلامية على الضفة البحرية الصغيرة الممتدة من الواجهة الأطلسية للمغرب
إلى طرابلس، وبدأت الأخبار والمعلومات تتقلص كلما توغل الإسبان في اتجاه
آسيا الصغرى حيث يستقر النفوذ العثماني وفي اتجاه عمق شمال إفريقيا. وفي
هذه الظروف لم يكن مستغربا أن تحل الاستيهامات محل العلم في وصف المناطق
البعيدة عن السواحل الإسبانية، وأن يتم الاهتمام بمميزات الساكنة أكثر من
الفضاء الجغرافي. وقد تم بعث التقاليد القروسطية حول مصارعي الحيوانات
المفترسة لكي يتم تقديم البلدان الإسلامية باعتبارها مربضا للحيوانات
المتوحشة والدموية التي تفترس المئات والآلاف من المسلمين في كل رحلة صيد
تقوم بها. كما كان يتم تصوير تلك المناطق باعتبارها أرض الزلازل والكوارث
الطبيعية، وكان ينظر إلى تلك الكوارث على أنها عقاب للساكنة بسبب الديانة
الخاطئة التي يؤمنون بها، كما هو موجود في حكايات «الحيوان المشوه»
أو«الحيوان القاتل لصحارى إفريقيا» أو في «حيوان مارترانا» التي جاء فيها:

في العام الجاري بإسبانيا الكاثوليكية

نزل عقاب شديد بأرض إفريقيا

لكي يكون درسا للمسلمين

حيث ظهر حيوان مفترس

يدعى مارترانا.

إن تحويل الفضاء الجغرافي للمسلمين إلى مجرد مربض للحيوانات الذي يجد
جذوره في التقاليد القروسطية لم يكن كافيا، مادام أن الأمر وصل إلى حد
«حيْونة» وشيطنة الديانة الإسلامية نفسها، كما يظهر ذلك بوضوح في لوحة
«الحيوان المحمدي الأكبر» عام 1520. والواقع أن الدين الإسلامي وصورة
النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) تعرضتا للكثير من التشويه من الجانب
الإسباني خلال تلك الفترة.

بالموازاة مع ذلك أثار النزاع بين المسيحيين والإسبان والعثمانيين
حول مراقبة المتوسط العديد من التصورات عن المسلمين في الذاكرة الإسبانية،
فالهزائم التي ألحقها العثمانيون بالإسبان، خاصة في جزيرة مينوركا عام
1558، وحصار مالطا عام 1565، ساهمت في تصوير العثمانيين كأشخاص متعطشين
للدماء ولديهم مواصفات خطيرة. وبالمقابل دفعت هزيمة الأتراك في معركة
ليبانتو عام 1571، التي كانت أكبر المعارك الحربية بين الإمبراطوريتين،
الفنانين والشعراء والأدباء إلى تخليدها في أعمالهم.

العامل الآخر الذي ساهم في تشويه صورة المسلمين هو الصعوبات التي
اعترضت تعايش المسيحيين مع المسلمين في غرناطة بعد سقوط الحكم الإسلامي،
فقد حصلت مواجهات مفتوحة بين الطائفتين، كما هو الحال مع معركة غرناطة عام
1570 التي انتهت بهزيمة المسلمين المتمردين وتحول بعضهم إلى عبيد وفقدانهم
لحريتهم، حيث أخذ المسيحيون يصورون المسلمين المهزومين الذين فرض عليهم
اعتناق المسيحية أو الرجوع إلى العبودية، كما يتضح من خلال لوحة «ماري دي
دو ديل روزير» في كنيسة سانتا ماريا دي ما تارو في كاطالونيا.

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا CzBrSrAbpQ

لوحة فنية إسبانية تظهر المغاربة كقتلة للنساء و الأطفال
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty ما زالت «رؤوس المورو» معلقة حتى اليوم في بعض الكنائس الإسبانية

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 12 يوليو 2009 - 19:04

** القرصنة البحرية كانت أكبر سبب للعداء بين المسيحيين والمسلمين
شكلت أعمال القرصنة أحد أبرز أسباب العداء بين المسيحيين الإسبان
والمسلمين، فهذه الأعمال تحكمت بدون شك، من دون سائر النزاعات الأخرى، في
رسم الصورة التحقيرية لسكان شمال إفريقيا انطلاقا من التصور المسيحي، لكون
تلك الأعمال كانت تخلف آلاف القتلى والأسرى الذين يتحولون إلى عبيد بأيدي
«أعداء الدين». لقد وجدت جميع شرائح المجتمع الإسباني نفسها تحت طائلة
الخوف من الغزوات التي يشنها القراصنة المسلمون، حتى وإن لم يكونوا جميعهم
معرضين، بنفس القدر، لذلك الخطر. والأغنية التالية، التي تدعو إلى دعم
مشروع كارلوس الخامس (1519–1558) ضد الجزائر والمعروفة باسم «سرقة
المسيحية»، تظهر لنا خطورة العبودية التي كان المسيحيون يتعرضون لها في
شمال إفريقيا:

أنصت لعشرين ألف روح مسيحية

الصخب في الجزائر، إسبانيا المسيحية

حيث السفن الشراعية التي تجندها

تظهر سخطك على الكافر.

إن جردا للأيقونات أو الصور العديدة لتلك المرحلة يمنحنا نماذج عن
المواجهات البحرية بين المسيحيين والمسلمين، والتي كانت تظهر الجهل
«البصري» بمظاهر ومميزات الأعداء المسلمين، كما يتضح ذلك من خلال نشيد
«المعركة البحرية ضد المعمورة» (إشارة إلى الميناء المغربي قرب العرائش).
لقد كان السكان المقيمون على مقربة من السواحل فريسة سهلة للمخاوف الوهمية
المضخمة بسبب نقص المعلومات الكافية، إذ كانوا يتفرقون نتيجة تلك المخاوف،
وكان تحذير» الموروس على الساحل» منتشرا على أوسع نطاق، مبرهنا على مدى
الخوف العام من السقوط في الأسر بين أيدي القراصنة الشمال إفريقيين. وكما
كان يحصل مع السكان كان يحصل الأمر مع البحارة والتجار الذين كانوا يخافون
من فقدان حياتهم أو ممتلكاتهم. وتظهر لنا القرابين الكثيرة الحالات
المختلفة التي تمكن فيها الضحايا الفقراء من الخلاص من هؤلاء القراصنة
بفضل العناية الإلهية، وهو ما تعكسه مجموع النحوتات الموجودة على واجهة
دير «لاميرسيد» (الإحسان) في قرطبة، حتى وإن كان جل هؤلاء قد نجحوا في
الخلاص من الأسر بعد دفعهم فدية مالية.
وبالنسبة إلى الكنيسة المسيحية فإن الخطر كان هو أن هؤلاء الأسرى قد
يتعرضون للضغط عليهم من أجل التخلي عن الديانة المسيحية واعتناق الإسلام،
أو أن يختاروا الإسلام عن طواعية. كما أن الكنيسة كانت تشعر بالخوف من
احتمال تعرض النساء والقاصرين الذين يسقطون أسرى في يد القراصنة المسلمين
للاغتصاب وتلبية النزوات الجنسية لهؤلاء القراصنة الذين كانوا يوصفون
بأنهم شاذون. ويعكس لنا الأدب والشعر في تلك المرحلة العديد من الحالات
التي تحولت فيها الكثير من الفتيات والنساء المتزوجات إلى الإسلام، كما هو
الحال مع قصة «ناكرة بايادوليد» التي تخلت عن المسيحية بعد وقوعها أسيرة
بين أيدي الجزائريين، حيث جاء فيها:

تخلت عن الشباب والثروة

وعن جلالة المسيح الأغر

وتزوجت بواحد من المورو،

كان عمرها ستة وعشرين عاما

ودخلت في الجماعة الشريرة

وأصبح لديها طفلان من المورو مثل أي «محمدية» قاسية.

وقد عكست صور تلك المرحلة أيضا أشكال التعذيب والعقاب الشديد التي كان
العبيد المسيحيون يتعرضون لها في منطقة البربر، وكان من الرائج في أدب تلك
المرحلة إظهار مختلف أشكال الترهيب والتعذيب التي يتم تعريض المسيحيين
لها. ولا يجب الاندهاش أمام ما يقدمه الشعر الغنائي الإسباني والكتابات
الأدبية من الصور السلبية للمسلمين كمتوحشين ودمويين مستعدين دائما لتنفيذ
أكثر أشكال التعذيب في حق المسيحيين. بعض الصور التي تمثل العدو كان لها
أيضا هدف تربوي وتعليمي، ومن أمثلة هذه النماذج صورة التركيين المصنوعة من
الخشب متعدد الألوان، في هيئة ساخرة، والموجودة في مؤخرة سفينة حربية تعود
إلى القرن الثامن عشر. ويجب وضع «رؤوس المورو»، المعلقة في عدة كنائس
إسبانية، في نفس الإطار، رغم أنها تعود إلى القرون الوسطى وما زالت قائمة
إلى اليوم. إن هذه الصور، التي كانت في الماضي تثير الرعب، تشكل اليوم
حافزا لإدخال البهجة على الأطفال.


الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا KOP2KdKuPJ


abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty في بداية القرن العشرين لم يكن أي مستعرب إسباني يعرف اللهجة المغربية

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 12 يوليو 2009 - 19:08

**الاهتمام الإسباني المتزايد بالمغرب في القرن 19 لم تنتج عنه رغبة في التعرف عليه

خلال نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن العشرين حصل تحول مهم في
المشروع الأوربي في شمال إفريقيا، إذ بدأت البلدان الأوربية تحقق حلما
قديما بالهيمنة على البلدان الإسلامية في منطقة المغرب العربي والشرق
الأوسط، وضمان السيطرة بذلك على الأسواق التجارية والطرق القصيرة والمؤمنة
لمراقبة التجارة الأوربية ـ الآسيوية. وقد تحقق ذلك المشروع من خلال جملة
من المحطات من بينها دخول قوات نابليون إلى مصر (1798-1801) واستيلاء
بريطانيا على مالطا (1814 ولكن عمليا عام 1802) والمساعدة الأوربية
للأقلية اليونانية ضد الإمبراطورية العثمانية (1821-1829) وغزو الجزائر من
قبل الفــــــــــرنسيين (1830-1839) والحرب الفرنسية ـ المغربية عام 1844
في موقعة إيسلي، وفتح قناة السويس عام 1869، وفرض الحماية الفرنسية على
تونس عام 1881، وغزو الإنجليز لمصر عام 1880. وقد انتهى هذا المسلسل
الطويل في الثلث الأول من القرن العشرين بفرض الحماية الفرنسية والإسبانية
على المغرب عام 1912 والحرب الإيطالية ـ التركية وإعلان ليبيا محمية
إيطالية عام 1911 وفرض الحماية على مصر تحت مراقبة بريطانيا عام 1914،
وأخيرا تصفية الإمبراطورية العثمانية التي كانت تدعى «الرجل المريض» منذ
القرن الثامن عشر، والتي قادت إلى ظهور دولة تركيا الحالية وبلدان الشرق
الأوسط، والتي أصبحت كلها تقريبا تحت الإدارة الفرنسية أو البريطانية.

بالموازاة مع هذا المسلسل الاستعماري بدأت تظهر المطامع الإسبانية في
الساحل الإفريقي بالنظر إلى عدة عوامل. كان هناك في المقام الأول فقدان
إسبانيا لمستعمراتها في أمريكا بين 1810 و1826، مما دفع التيارات
الاستعمارية إلى البحث عن مناطق أخرى للتعويض، كما برز الشعور بأن فقدان
كوبا سيصبح حتميا، وتقوى الاحتمال مع حرب الأعوام العشرة (1868-1878)،
فبدأت الدوائر الاستعمارية تتجه بأنظارها نحو مناطق أخرى مثل الفيليبين.
وقد أدت الصعوبات التي واجهتها إسبانيا للحفاظ على وجودها في جزر الأنتيل
الهولندية إلى نقل رساميلها وإمكانياتها إلى خليج غينيا والساحل الصحراوي
والمغرب.

أما العامل الآخر فهو أن الاحتلال الفرنسي للجزائر والرغبة في البحث
عن مناطق جديدة، مثل وهران، كان يهم كثيرا سكان فالنسيا ومورسية، وهو ما
يفسر كيف أن الحضور الإسباني في المغرب منذ عام 1830 أصبح أكثر وحشية
وقساوة، كما توضح ذلك معاهدة طنجة واتفاق العرائش اللذان تما عام 1844 بعد
هزيمة إيسلي، واحتلال الجزر الجعفرية قبالة مصب نهر ملوية عام 1848، بهدف
الحيلولة دون التوسع الفرنسي نحو الساحل المغربي. غير أن محاولات توسيع
النفوذ الإسباني في المغرب كانت تصطدم بواقع انقسام الحياة السياسية في
إسبانيا، حيث كان هناك أنصار الحكم المطلق مقابل أنصار الليبرالية،
والتقليديون مقابل العصريين، كما كان هناك «الكارلوسيون» الذين كانوا
يطالبون منذ عام 1833 بعودة ذرية الملك فرناندو السابع للحكم، ومن هنا كان
لا بد من توظيف الصراع مع العدو الخارجي لتوحيد الصف الداخلي، فكان المغرب
يمنح هذا المبرر لتوحيد الجبهة الوطنية في إسبانيا.

لقد جاء التوسع الإسباني في المغرب في سياق التوسع الإمبريالي
الأوربي، وخاصة الفرنسي، فبدأت شهية الإسبان تنفتح أكثر على التهام المزيد
من الأراضي المغربية، وفي هذا الإطار يلاحظ أن إسبانيا لجأت إلى التوسيع
تدريجيا من الرقعة الترابية لسبتة ومليلية بهدف تحويلهما لاحقا، في حالة
الحرب مع المغرب، إلى منصة إطلاق قريبة. إن الاهتمام المتزايد بالمغرب لدى
الدوائر الاقتصادية والإسبانية دفع إسبانيا إلى التدخل أكثر فأكثر في
شؤونه الداخلية، باسم «الحقوق التاريخية»، لكن يجب التأكيد هنا على أن هذه
الجاذبية التي مارسها المغرب نحو إسبانيا لم تنتج عنها أي رغبة حقيقية في
معرفته معرفة واقعية وعملية، فأكثر المستعربين الإسبان شهرة في ذلك الوقت
لم يكونوا يعرفون اللهجة المحلية المغربية.

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا AoiBMG5aXp
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty الفنانون الإسبان صوروا المغاربة كمتوحشين ومتخلفين عكس الصورة المتحضرة لأنفسهم

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 12 يوليو 2009 - 19:12

**دراسات المستشرقين الإسبان للمغرب مهدت الطريق لاحتلاله

إن غياب المعرفة الكافية بالمغرب، إلى جانب الحضور العسكري والاقتصادي
والسياسي الإسباني المتزايد، ساعدا على تكوين نظرة معينة للمغاربة محكومة
بالإديولوجيا والمواقف المسبقة، تتداخل فيها الخيالات والشعور بالقوة،
بسبب كونها تنطلق من المطالبة باستعادة الأندلس المفقودة التي تحولت إلى
إسبانية من جهة، وانطلاقها من مستوى ثقافي مرتفع عن المغرب في تلك المرحلة
من جهة ثانية، تضاف إلى ذلك الصور النمطية التي تشكلت طيلة القرنين الثامن
عشر والتاسع عشر.

لقد خضعت الصورة التي تشكلت عن المغرب في إسبانيا لتأثير الجاذبية
التي كانت للاستشراق الأوربي ، الذي اختلق شرقا متخيلا غرائبيا ومتعددا
وفوضويا ومطبوعا بالاستبداد المطلق ومرشحا للزوال والأفول. وقد ساهمت هذه
الموجة الاستشراقية في ظهور تيار أدبي وفني في إسبانيا كان له أتباع
كثيرون من بينهم الفنانان التشيكليان الرومانسيان خيرانو بيريز فيياميل
(1807-1854) وأوخينيو لوكاس فيلاسكيز(1817-1870)، وأيقظت حرب إفريقيا ما
بين 1859 و1960 اهتمام الرسامين الإسبان بالفضاءات والتقاليد والنماذج
البشرية المغربية، وشكل ذلك كله حافزا للمستشرقين الإسبان لدراسة المغرب
بشكل أكثر واقعية، ممهدين الطريق للهيمنة الإسبانية عليه في وقت لاحق،
وكان من بين هؤلاء الفنانين الإسبان ماريانو فورتوني(1838-1874)، الذي
أرسلته بلدية برشلونة إلى المغرب لدى اندلاع الحرب مع إسبانيا عام 1860،
لكي يكون رساما تابعا للقوات العسكرية الإسبانية إلى جانب الكاتب بيدرو
أنطونيو دي ألاركون. وقد وضع فورتوني عدة لوحات عن المغرب من بينها «معركة
تطوان»، وهي اللوحات التي وضعت المغرب في صميم الاستشراق الإسباني. وشيئا
فشيئا بدأ الفنانون الإسبان يتقاطرون على المغرب، إما لزيارته أو للإقامة
في بعض مدنه، أمثال خواكيم دومينغيز بيكير وفرانسيسكو لامايير وإدواردو
روساليس وغيرهم.

لقد ساهمت تلك الأعمال الفنية الاستشراقية، إلى جانب الضغط العسكري،
في تصوير المغرب كبلد يعيش فيه شعب متخلف ومتوحش وخاضع للحكم المستبد، عكس
الصورة التي يقدمها الإسبان عن أنفسهم كشعب متحضر ومثقف، كما ساهم الفن
التشكيلي، إلى جانب الكتب التاريخية والأدبية حول المغرب، في تركيز الصور
السلبية عن المسلمين بشكل عام والمغاربة بشكل خاص في اللاوعي الإسباني.
ففي العديد من اللوحات الفنية كانت تظهر القوات الإسبانية وهي تحتل مناطق
مهمة من التراب المغربي، وكان الرسامون يضعون في أماكن من لوحاتهم أعلام
الزاوية الحمدوشية، مكرسين بذلك الطابع العنيف والمتطرف للمغاربة في
الذهنية الإسبانية. أما المميزات الأخرى للمغاربة كما عكستها تلك اللوحات
الفنية فهي الشبق الجنسي المتجاوز للحدود، مع التركيز على المرأة بشكل
خاص. وشكل كل هذا التراث الفني مدرسة استشراقية قروسطية وغرائبية ترتكز
على حلم العودة إلى الأندلس، وهي مدرسة تسمى أيضا بالنزعة الإفريقانية في
الاستشراق الإسباني.
غير أنه يجب التأكيد على أن التدخل العسكري الإسباني المباشر في
المغرب والقرب من المغاربة والمعرفة التي تراكمت حول البلاد وفرت نظرة
أقرب إلى الواقعية للمغرب، رغم أنها لم تتخلص بشكل نهائي من التصورات
والرؤى القديمة المترسبة عن القرون الماضية. وفي الفترة التي تلت حرب
إفريقيا ساهمت المواجهات البحرية التي كانت تقع بين الإسبان في المراكز
العسكرية في سبتة ومليلية وبين الريفيين في إعادة إنتاج نفس الصور القديمة
للمغاربة والمسلمين، التي تم نحتها ما بين القرن الخامس عشر والثامن عشر،
فمقتل العديد من البحارة والمسافرين الإسبان في عرض البحر ولد في ذهنية
الإسبان العاديين والفنانين صورة رهيبة للمغربي أو الشمال إفريقي، كما
تعكس ذلك لوحة «موروس الريف أو ثغر الحسيمة»، حيث يظهر الريفيون وهم
يتربصون بامرأتين ورجل إسبان سقطوا أسرى بين أيديهم ويتأهبون لقتلهم.


الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Unnr77Ldn9

لوحتان فنيتان تبرزان صورة المغربي في متخيل الإنسان الإسباني
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty الإسبان صوروا الجيش السلطاني خليطا من الناس وعبارة عن جنود مكممي الأفواه

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 12 يوليو 2009 - 19:17

**هزيمة المغرب في معركة تطوان جعلت الجنود الإسبان يفكرون في السيطرة على الحريم

لقد أظهرت الرسوم الفنية والأدب والصحافة في إسبانيا المغاربة وحكامهم
كجبناء ومخادعين وبلداء وجهلة وشهوانيين وقساة، ولذا كان الإسبان يرون أن
شعبا بهذه المواصفات لا بد أن يهزم سريعا ويتم القضاء عليه. وقد تم تصوير
الإمبراطورية المغربية كإمبراطورية هشة وألصقت بها مواصفات سلبية كثيرة،
بحيث إن احتمال انقسامها الداخلي كان مجرد عمل بسيط كلعبة أطفال. وكنتيجة
لهذه الصورة السلبية كان يتم تصوير الجيش السلطاني خليطا من الناس وعبارة
عن جنود مكممي الأفواه، مثل أحد الرسوم الكاريكاتورية الذي يمثل السلطان
المغربي وهو يستقبل ما تبقى من جنوده العائدين من معركة هزموا فيها، حيث
يظهر أحد الجنود بنصف رأس فقط وآخر يحمل رأسه على كفه وثالث يحمل رجله
بيده ورابع بلا يدين.
وبالرغم من جميع الصعوبات والعقبات التي كانت الجيوش الإسبانية
تواجهها في معاركها الطاحنة مع المغاربة، والتفاوت في العدة والعتاد بين
الطرفين، سواء في معركة تطوان أو في غيرها من المواجهات العسكرية
المفتوحة، كانت الفنون والآداب تقدم دائما تلك المعارك في شكل انتصارات
متلاحقة لإسبانيا، وكان ذلك بهدف إدخال البهجة على الشعب الإسباني وإشعاره
بالفخر والانتصار. وفي جميع الأحوال كان المبرر الذي يساق لتفسير هزائم
المغاربة أمام الإسبان هو أنهم يفتقرون إلى القيم الأخلاقية وجهلة.
وقد ولدت هزيمة المغرب أمام إسبانيا في حرب تطوان العديد من القصائد
الشعبية الحماسية التي تصور تلك الهزيمة والشروط الصعبة التي فرضت على
المغرب بعدها، إذ جاء في بعض تلك القصائد مثلا:

رفضوا توقيع اتفاقية السلام

ولم يقبلوا بأي شروط

لكن نيران المدافع

هي التي وقعت عنهم.

غير أن قبائل البلاد المجاورة

استسلمت خفية

مقدمة آيات الولاء.

في الجانب الإسباني كان هناك تأكيد على أن الهزيمة ليست فقط هزيمة
عسكرية، إذ تمت الإشارة إلى أن المغاربة تخلوا عن أسلحتهم أيضا. وبعد أن
تحقق النصر للإسبان كان لا بد من تقديم الحساب، ومن بين النتائج الهامة
التي ترتبت عن انتصار إسبانيا إرغام المغرب على دفع غرامة مالية بقيمة 20
مليون بسيطة، وهو مبلغ كبير بالنسبة إلى ميزانية البلاد في تلك الفترة.
وقد ترجم الفنانون الإسبان تلك القضية في رسوماتهم الفنية الساخرة، ففي
إحدى هذه الرسومات يظهر الجنود الإسبان وهم يستولون على كنوز الإمبراطوية
المغربية بعد قتل الحراس. كما قدمت هزيمة المغرب الفرصة لإسبانيا من أجل
الحصول على بعض المتع التي كان المغرب، بحسب اعتقاد الإسبان، يتوفر عليها،
كالحريم مثلا الذي تحدث عنه المستشرقون كثيرا، حيث ارتفعت الموانع التي
كانت قائمة من قبل، فقد حانت الفرصة، بالنسبة إلى الجنود الإسبان من
القادة الكبار إلى الرتب الدنيا، من أجل التمتع بنساء الحريم وبالنساء
المغربيات. ومن الأعمال التي تعكس ذلك رسم بعنوان «حلم طالب عسكري» يصور
جنديا إسبانيا مع حورية مسلمة بشكل مهين للمغاربة المهزومين، حيث يظهر إلى
جانبهما أربعة جنود مغاربة منهمكين في مسح سلاح الجندي الإسباني وحذائه
والقيام بأعمال أخرى كالعبيد. غير أن الأمر المثير هو أنه كان هناك بعض
الإسبان الذين أدانوا تلك الطريقة في تصوير المغاربة واختزال المرأة في
مجرد سلعة جنسية، إلى جانب استنكار وضعية المرأة في الإسلام كائنا تابعا
للرجل.

لقد كانت وضعية المرأة في المغرب إحدى القضايا التي اهتمت بها
الدراسات الاستعمارية الإسبانية، والتي جلبت اهتمام المجتمع الإسباني طيلة
قرن ونصف من عام 1860 إلى يومنا هذا. يتعلق الأمر بواحدة من الأفكار التي
تسعى إلى تكريس فكرة تخلف المغاربة.

إن مظاهر السخرية من المغاربة أصبحت منتشرة بشكل كبير إثر المعارك
التي خاضها الإسبان ضدهم، فبعد انتصار الجيش الإسباني على المغرب عاد
الجنود الإسبان إلى بلادهم لكي يتم استقبالهم استقبال الأبطال في شوارع
مدريد وبرشلونة، حاملين دمية معلقة ألبسوها لباسا مغربيا. وفي عام 1860
لدى الاحتفال بكارنفال برشلونة «كارنيستولتس»، الذي يرمز إلى الانقطاع عن
أكل اللحوم لفترة محددة، كان هناك قطار يمر مزينا بمجسمات لرؤوس مقطوعة
لمغاربة.

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا DEfCbT6EDc
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty فرضت مدريد على المغرب غرامة قدرها 20 مليون بسيطة واحتلت الموانئ لاستخلاصها

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 12 يوليو 2009 - 19:22

**إسبانيا حصلت على امتيازات كثيرة في المغرب بعد توقيع اتفاقية السلم

كانت الامتيازات التي حصلت عليها إسبانيا في المغرب بعد معركة تطوان كبيرة
جدا، لكن كان هناك اعتقاد بأن بعض القوى الدولية، خاصة بريطانيا، تقف
عائقا أمام احتلال إسبانيا لطنجة وانتشار الجيش الإسباني في كامل التراب
المغربي. وقد حصلت إسبانيا، من خلال اتفاقية السلام، التي تم توقيعها بين
البلدين عام 1860، على امتيازات ضخمة جدا كان لها تأثير لاحق على العلاقات
المغربية ـ الإسبانية. صحيح أن الاتفاقية كانت تنص على إخلاء القوات
الإسبانية للتراب المغربي، بما فيها مدينة تطوان التي تعرضت للاحتلال بين
1860 و1862 من أجل إرغام المغرب على دفع الغرامة المالية التي فرضت عليه،
غير أن التوسع الإسباني في المغرب بدأ مباشرة بعد تلك الحرب، حيث انتشرت
شبكة من التمثيليات الديبلوماسية الإسبانية في مدن عدة مثل القصر الكبير
والعرائش وأصيلا وفاس والدار البيضاء وموغادور ومازاغان والرباط وطنجة
وأصيلا ووجدة وتطوان وآسفي. كما بدأ بعض رجال الجمارك الإسبان في مراقبة
عدد من المرافئ المغربية كالدار البيضاء وموغادور ومازاغان والرباط
والعرائش وآسفي وتطوان وطنجة، بين 1882 و1885، لاستخلاص الحقوق الجمركية
المغربية، حيث كانوا يقتطعون منها مبلغ عشرين مليون بسيطة المفروضة على
المغرب.

وإضافة إلى هذه الامتيازات التي حصل عليها الإسبان في المغرب بدأ
يرتفع عدد المغاربة الذين يحصلون على حماية السلطات الإسبانية، من
المغاربة الذين يعملون مع المصالح القنصلية لإسبانيا أو الإسبان الفارين
من السلطات المخزنية المغربية. وتزامن ذلك مع الحضور القوي لعدد التجار
الإسبان المنتشرين في عدد من المناطق المغربية، والاعتراف بحق إسبانيا في
الصيد في عرض المياه المغربية، وقد شهدت تلك الفترة، خلال ثمانينيات القرن
التاسع عشر، نموا لافتا للمعاملات التجارية بين إسبانيا والمغرب، بالنظر
إلى المواقع المهمة التي احتلها التجار الإسبان في مفاصل الاقتصاد
المغربي. كل هذه العوامل السياسية (تزايد عدد المحميين ومراقبة الموانئ
المغربية واتساع الشبكة القنصلية)، والاقتصادية (المبادلات التجارية
والمصالح البحرية) رفعت من حجم التواجد الإسباني في أهم الموانئ المغربية،
وكل هذه الامتيازات ما كانت لتتحقق لولا اتفاقية السلم والصداقة الموقعة
عام 1860. وقد ساعد هذا التواجد الإسباني المكثف في المغرب، سياسيا
واقتصاديا، على النظر إلى إسبانيا كدولة تتطلع إلى الحصول على حصتها من
الأراضي المغربية في أعين القوى الدولية الكبرى آنذاك، بالرغم من التحفظات
الإنجليزية والفرنسية على محاولة مدريد لعب ذلك الدور. غير أن مؤتمر مدريد
عام 1880، الذي تم فيه تدويل القضية المغربية وشاركت فيه اثنتا عشرة دولة
أوروبية، خيب آمال إسبانيا التي كانت تتطلع إلى بعض المكاسب.

في الثلث الأخير من القرن التـــــــــــــــاسع عشر بــــــــــرزت
النزعة الإفريقانية لإسبانيا التي دعمها العديد من المفكرين والسياسيين
دعاة التوسع الإسباني في القارة الإفريقية، أمثال كانوفاس ديل كاتستيو،
وإدواردو سافيدرا الذي ألف عام 1884 كتابا أسماه «المصالح الإسبانية في
المغرب»، وغونزالو دي ريباراس الذي ألف عام 1891 كتابا بعنوان» إسبانيا في
إفريقيا». لقد كان هدف هؤلاء الدعاة هو إنشاء شركات وصحف للترويج لأفكارهم
في الساحل الإفريقي. ففي عام 1876 تشكلت في مدريد»الجمعية الجغرافية»، وفي
العام الذي تلاه أنشئت «الجمعية الإسبانية لاستكشاف إفريقيا»، وفي عام
1883 أقيم المؤتمر الإسباني للجغرافيا، تلاه إنشاء الجمعية الإسبانية
للإفريقانيين والاستعماريين، وفي العام الموالي نظم ملتقى مسرح الحمراء في
مدريد، وظهرت شركة الجغرافيا التجارية لبرشلونة والاتحاد الإسباني ـ
الموريتاني لغرناطة. وفي وقت لاحق نظمت أربعة مؤتمرات للإفريقانيين خلال
الأعوام 1907، 1908، 1909 و1910 في مدريد وسرقسطة وفالنسيا ومدريد مرة
أخرى، على التوالي، وقد تم خلق المراكز التجارية المغربية ـ الإسبانية
بهدف تنفيذ التوصيات التي كانت تخرج بها تلك المؤتمرات. وفي عام 1913 تم
إنشاء الرابطة الإفريقيانية مع خلق مراكز لها بكل من برشلونة وطنجة وسبتة
وتطوان، وكان هدف هذه المراكز هو عقد الندوات والمؤتمرات والمعارض.

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا KVjlwyjMfq
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty إسبانيا كانت تخشى احتلال المغرب من طرف قوة أجنبية حتى لا تكون دولة قوية بجوارها

مُساهمة من طرف abdelhamid الإثنين 13 يوليو 2009 - 6:50

**ظهور الإيديولوجيا الإفريقيانية في إسبانيا أحدث قطيعة مع الصور السلبية عن المغرب
ترافق إنشاء الجمعيات والشركات الإسبانية في المغرب مع بروز مستعربين
إسبان أبدوا اهتماما واسعا بالمغرب، أمثال إميليو لافوينتي ألكانتارا،
وفرنسيسكو كوديرا وخوليان ريبيرا، وقد أظهر هؤلاء رغبة في تحقيق التوسع
داخل المغرب، ولعب هؤلاء دورا كبيرا في التعريف بالمغرب في إسبانيا.

لقد كانت الإيديولوجيا التي استند عليها هذا الخليط من الإسبان، من
أطباء ومهندسين وعسكريين ورجال دين ورجال قانون وتجار وسياسيين، ممن
أنشؤوا شركات أو جمعيات شكلت أساس الإفريقيانية الإسبانية، وتتلخص في
المفهوم الذي كان سائدا خلال نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين
لدى الحكومات الأوربية، وهو «التدخل السلمي». وقد انتشرت بشكل مبكر فكرة
التوسع الاستعماري في المغرب دون اللجوء إلى أساليب العنف، وكان هناك
اعتقاد راسخ بأن التفوق الإسباني في المجال الاقتصادي والسياسي والعسكري
يمكن أن يمهد الطريق إلى تحقيق تدخل سلمي في المغرب. وقد كانت هذه
السياسة، التي وضعتها العديد من القوى الإمبريالية الأوربية في تلك
الفترة، ترتكز على ضرورة تطوير الروابط التجارية والثقافية، بما في ذلك
المجال التعليمي والديني، بين المغرب الذي كانت إسبانيا ترى ضرورة احتلاله
وإدخال الحضارة إليه، وإسبانيا الطامحة إلى تحقيق التوسع في المغرب، وكان
الاعتقاد السائد هو أن تقوية المعاملات التجارية بين البلدين، التي كانت
الشبكة القنصلية الإسبانية في المغرب تلعب دورا كبيرا فيها، سوف تكون
بمثابة القاطرة التي تجر مشروع إدراج المغرب في سلم الحضارة، وكان هذا
الرأي يعني، بالنسبة إلى المدافعين عنه، أن تطوير المعاملات التجارية بين
البلدين سوف يمنع استخدام العنف أو اللجوء إلى الحرب لتحقيق هذا الهدف.
وكان هناك بعض المدافعين عن النزعة الإفريقية الإسبانية ممن يقولون إن هذه
المهمة سوف تصبح مستحيلة جدا إذا ما نجحت دولة أوربية أخرى في احتلال
المغرب، ولذا كان دفاعهم عن فكرة «التدخل السلمي» في المغرب مصحوبا
بالدفاع عن استقلالية ووحدة أراضي المغرب، للحيلولة دون احتلاله من طرف
قوة استعمارية أخرى. إن ما كان يهم إسبانيا بشكل خاص ليس إخضاع المغرب، بل
أن لا يخضع لأي قوة أجنبية أخرى، وأن يصبح المغرب بلدا مستقلا ومتطورا
وحليفا طبيعيا لإسبانيا ومرتبطا معها بمصالح مشتركة بسبب روابط التاريخ
والجغرافيا.

وقد ظهرت خلال هذه الفترة، التي برز فيها هذا المفهوم حول التدخل
السلمي، عدة رسوم فنية تعكس مشاعر الفنانين الإسبان تجاه المغرب. أحد هذه
الرسوم يصور إسبانيا كبلد وصي على المغرب وضامن لإدخال المغرب في مسار
التطور والتقدم، بينما المغرب يوجد في حالة مهملة وشعور حاد بالنقص وبغياب
القيمة. ويصور رسم فني آخر جنديا إسبانيا يهدي إلى سيدة مغربية آلة خياطة
عصرية من نوع «سينجر»، بينما تصور رسوم أخرى إسبانا يهدون إلى المغاربة
آلة الكتابة أو بعض المنتجات الصناعية الحديثة مثل الآلات الفلاحية
العصرية.

لقد ساهم ظهور الإيديولوجيا الإفريقانية في إسبانيا في إحداث نوع من
القطيعة، وإن لم تكن قطيعة تامة، مع جميع الصور السلبية حول المغاربة كما
تكرست في الذهنية الإسبانية طيلة العقود التي سبقت تلك المرحلة، خصوصا إثر
معركة إفريقيا عام 1860. فالتركيز على أولوية العلاقات التجارية والثقافية
قد ساهم بدرجة كبيرة في تصوير المغاربة كأناس متفاهمين ومتصالحين لدى
مختلف الشرائح الإسبانية، ويكفي في هذا المجال الاطلاع على سلسلة الصور
والرسومات التي وضعها بعض المسافرين الإسبان الذين زاروا المغرب خلال تلك
الفترة وتمكنوا من القيام بعدة جولات في مختلف مناطقه، وبين هذه الصور تلك
التي التقطها جواكيم كاتيل الذي زار الجزائر عام 1859 ثم وصل إلى المغرب
لكي يصبح قائدا للحرس السلطاني عام 1861، ثم زار الصحراء عام 1864.
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty مع فقدان إسبانيا لكوبا وبورتوريكو تجدد الحديث عن حقوقها التاريخية في المغرب

مُساهمة من طرف abdelhamid الإثنين 13 يوليو 2009 - 23:14

**التصوير لعب دورا كبيرا في التقليل من البعد الخرافي للمجتمع المغربي

لقد رسم العديد من الرحالة الإسبان مختلف أوجه الحياة اليومية في المغرب،
ونقلوا إلى المجتمع الإسباني ما يجري في المغرب عن كثب، بما في ذلك رسومات
تمثل بعض الشخصيات المرتبطة بالسلطان مثل قائد المشور أو الصدر الأعظم في
القصر السلطاني. ويمكننا ملاحظة وجود صور عدة تعكس بعض الاحترام والتقدير
للحياة اليومية في المغرب من طرف الرسامين الإسبان، على الرغم من انتشار
الصور السلبية السابقة هنا وهناك، والناتجة عن الشعور بالتفوق الإسباني
على المغرب. وقد ساهم ظهور فن التصوير الفوتوغرافي في نشوء هذه الموجة
الجديدة في الاستشراق الإسباني التي تحاول نقل الحياة اليومية في المغرب
بأمانة. ورغم أن المصور الفوتوغرافي يظل متحكما جزئيا في تلك الصور، من
خلال الزاوية التي يختارها لالتقاط الصور، أو التفسير الذي يعطى لتلك
الصور في ما بعد، فإن التصوير لعب دورا كبيرا في التقليل من البعد الخرافي
أو الأسطوري للمجتمع المغربي. غير أنه لا يجب أن ننسى أن فن التصوير قد
شكل نقلة نوعية في مضمار الاستشراق الأوربي، ووفر أداة جديدة وقوية لفرض
مزيد من الهيمنة الأوربية على الشرق.
ورغم كل ذلك فإن فكرة التدخل الاستعماري الإسباني السلمي في المغرب،
المرتكزة على التفوق العسكري والاقتصادي والسياسي، قد فشلت بسبب عدم
كفايتها في إتمام مشروع الاستعماريين الإسبان من جهة، وبسبب حجم المقاومة
الذي بذله المغاربة وأعاق تنفيذ تلك السياسة بشكل هادئ. إن هذه العقبات
التي واجهت الإسبان في مسعاهم للتدخل في المغرب كانت موضوعية، ليس فقط
بسبب صعوبة إقناع المغاربة بالنوايا الإسبانية، بل أيضا بسبب المنافسة
الفرنسية والبريطانية، لكون فرنسا وبريطانيا كانت لديهما نفس الأهداف
والطموحات الاستعمارية في المغرب. وينبغي الإشارة في هذا الصدد إلى أن فشل
المشروع الاستعماري الإسباني في المغرب خلال نهاية القرن التاسع عشر
وبداية القرن العشرين يرجع إلى مجموعة عوامل، من بينها على الخصوص عدم
المعرفة الدقيقة بالمجتمع المغربي، وتسرع بعض المسؤولين الإسبان، وعنجهية
آخرين، وأخطاء البعض الآخر، مثل خطأ الدخول في مفاوضات مع بوحمارة، المقرب
المزعوم من السلطان، من أجل الحصول على امتيازات معدنية، وكل هذه العوامل
أججت حركة المقاومة المغربية.
يرجع فشل مفهوم «التدخل السلمي» الذي تبنته إسبانيا تجاه المغرب،
وانتشار الصور الإيجابية عن المغاربة في المجتمع الإسباني، إلى المعارك
التي قامت بين إسبانيا والمغرب، وعلى الخصوص إثنتان منهما كان لهما وقع
كبير، وهما حرب مليلية عام 1893، ومعركة «وهدة الذئب» عام 1909 التي مني
فيها الجيش الإسباني بهزيمة حقيقية. وقد أثار ذلك رد فعل الصحافة
الإسبانية الساخرة التي بدأت تصور الجنود الإسبان هاربين من جحيم المعارك،
وأخذت الصحف الإسبانية تدعو إلى معاقبة الريفيين، وبعض الصحف الساخرة بدأت
تطالب بتوزيع حقول الكيف على الريفيين بهدف إخماد احتجاجهم وتوقيف
تهديداتهم.

مع فقدان إسبانيا لكوبا وبويرتو ريكو وجزر الفليبين عام 1898 أصبحت
أنظار الحكومة الإسبانية تتجه بشكل أكبر ناحية شمال إفريقيا، وتجدد الحديث
عن «الحقوق التاريخية» لإسبانيا في المغرب، وهو ما توج بتوقيع عهد الحماية
عام 1912. لكن المقاومة التي ووجه بها الجنود الإسبان، خصوصا خلال معركة
«وهدة الذئب» عام 1909، كرست من جديد صورة المغاربة كمتوحشين وعدوانيين،
بسبب الخسائر الجسيمة التي خلفتها المعركة في الجانب الإسباني وعدد القتلى
من الجيش الإسباني. وقد أرخت عدة أغان شعبية لتلك الهزيمة ووقائعها، كما
هو واضح في الأغنية التالية التي جاء فيها:

في وهدة الذئب

هناك نافورة تسيل

بدماء الإسبان الذين

يموتون من أجل الوطن.

مسكينات أيتها الأمهات

وأنتن ترين أبناءكن

ذاهبين إلى القتال.

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا NA1q1UsoW0
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty إسبانيا الدولة الأوروبية الوحيدة التي تعرفت جيدا على المغرب في بداية القرن 20

مُساهمة من طرف abdelhamid الأربعاء 15 يوليو 2009 - 12:54

الإسبان نشروا حكايات أسطورية عن ثروات المغرب غير المستخرجة
ظلت صورة المغربي أو المسلم في الذاكرة الإسبانية مرتبطة بكل ما هو سلبي ودموي، منذ خروج العرب من الأندلس عام 1492، وقد خضعت تلك الصورة لعدة تحولات حسب الظروف السياسية والمناخ الثقافي، لكنها ظلت في عمقها غير إيجابية. في الحلقات التالية نعرض لأهم الصور التي ظهر فيها المغربي في المتخيل الإسباني من عام 1492، تاريخ إنهاء الوجود العربي والإسلامي بغرناطة آخر معاقل الحضارة الإسلامية بالأندلس، إلى عام 2002، تاريخ اندلاع أزمة جزيرة ليلى.

إلى نهاية القرن التاسع عشر كانت العلاقات بين المغرب وإسبانيا مقتصرة على تبادل السفراء والقناصلة والأواصر التي جمعت بين سكان سبتة ومليلية وسكان مناطق جبالة والريف الذين كانوا يتاجرون في المدينتين، وكذا وجود بعض التجار الإسبان الذين استقروا في تطوان وطنجة والعرائش وبعض المدن المغربية الأخرى، ووجود نظرائهم المغاربة في الموانئ الإسبانية. وفي أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن التاسع عشر بدأت العلاقات بين المغاربة والإسبان تتعزز من خلال توسيع الحدود الترابية لسبتة ومليلية وتنامي المبادلات التجارية بين البلدين بالرغم من أحداث العنف والمواجهات التي كانت تحصل بين الحين والآخر، الأمر الذي وطد حضور المغاربة في المدينتين المحتلتين. ويجب أن يضاف إلى هذه العوامل عامل آخر هو تزايد عدد المغاربة الذين التحقوا بالجيش الخليفي في المنطقة الخاضعة لإسبانيا وأولئك الذين يطلق عليهم المجندون الأصليون، وكذا تزايد عدد الإسبان المقيمين بالمغرب في تلك الفترة، إذ وصل عددهم عام 1891 في مدينة طنجة إلى حوالي ستة آلاف من بين 28 ألف نسمة، ويضاف إلى ذلك كله تزايد عدد رجال الأعمال والمهنيين والمغامرين والسياسيين والصحافيين الإسبان الذين استقروا بالمغرب، هذا علاوة على ارتفاع عدد الحاصلين على الحماية القنصلية الإسبانية أو على حماية الشركات الإسبانية العاملة في المغرب.
نتيجة لهذه العوامل مجتمعة حصل نوع من التعرف الجيد على المغرب، وخاصة في المنطقة الشمالية، في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بالرغم من أن ذلك بقي مقصورا فقط على المناطق الساحلية. وقد مكن ذلك من الاقتراب أكثر من واقع المغرب ونقل صور تعكس حقيقته تقريبا، حتى وإن كان ذلك قد بقي خاضعا لرواسب الماضي والإيديولوجيا الاستعمارية. وحصل هذا في الوقت الذي كان فيه المغرب يتعرض لضغوط شديدة من قبل الدول الأوربية، وإسبانيا بوجه خاص، من أجل إخضاعه لهيمنتها، حيث كانت المعرفة أداة بيد هذه البلدان لتحقيق تلك السيطرة والوصول إلى أهدافها الاستعمارية، ولذا لا يجب التعبير عن الاستغراب أمام الصور السلبية التي كانت تنقل عن الواقع المغربي، والتي تخضع لكثير من التحريف والتحايل كطريقة لتبرير وشرعنة المطامع الأوربية، للقول بأن هدف أوروبا هو إدراج ذلك المجتمع في سلم الحضارة وانتشاله من وهدة التخلف والجمود.
الجديد في هذه المرحلة، في بداية القرن العشرين، هو أن المعرفة الجيدة التي تحققت عن المجتمع المغربي أصبحت حكرا على الإسبان، سواء كانوا من العسكريين أو الديبلوماسيين أو الفنانين أو الصحافيين أو المستعربين أو العلماء. فالإقامة الطويلة للجنود الإسبان فوق التراب المغربي مكنت المغاربة من الاحتكاك بهم أكثر، وخصوصا بالطبقات الفقيرة من الإسبان الذين رحلوا إلى المغرب للاستقرار فيه، وحافظوا على النظرة الدونية تجاه المغاربة.
وقد مكن هذا المسلسل من إنتاج نوع من الصور التمثيلية حول المغرب، أضيفت إلى الإنتاجات الاستشراقية التي بقيت منتشرة عبر الكليشيهات المتعددة. وتنوعت هذه الصور التمثيلية، التي نشأت نتيجة احتكاك الإسبان بالمغاربة، بين البطاقات البريدية والأغاني الشعبية والرسومات الكاريكاتورية في الصحافة الإسبانية الساخرة، كان هدفها التمكين من السيطرة على المغرب الإسباني. وهكذا بدأت تختفي تدريجيا الصور الاستشراقية التي كانت مطبوعة بالاستيهامات عن الشرق، لتحل محلها نظرة أكثر تحقيرا وتتفيها، قريبة من الواقع لكنها خاضعة لكثير من الأفكار الإيديولوجية المسبقة.
وفي الوقت الذي بدأت إسبانيا تتغلغل في الشمال المغربي وتحقق نوعا من الاستقرار فيه أخذت تنتشر الحكايات الخرافية والأسطورية عن الثروات المعدنية المغربية غير المستخرجة وغير المستغلة، تلك الثروات التي كانت وراء اندفاع الأوروبيين نحو المغرب لاحتلاله. ولعب التصوير الفوتوغرافي، سواء ذلك الذي كان يقوم به العسكريون أو الصحافيون أو المستكشفون الإسبان دورا كبيرا في نقل هذه الصور، وكانت الفكرة التي تم الدفاع عنها هي أن المجتمعات الفقيرة ليست هي تلك التي لا تملك ثروات باطنية، بل تلك التي لا تعرف كيف تستخرجها، كطريقة للقول بأن إسبانيا موجودة في المغرب لمساعدة المغاربة على استثمار تلك الثروات وإخراجهم من الفقر والتخلف.
المساء


الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا 9707873
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty رد: الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا

مُساهمة من طرف خديجة الأربعاء 15 يوليو 2009 - 13:13

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا P1sr1oz0ni


مسجد بوجعافر بناه الإسبان بضاحية شفشاون في عشرينيات القرن الماضي، إبان حرب الريف. مما جعل ساكنة شفشاون تقاطعه حيث لم تقم فيه أي صلاة، ليبقى عنوان المقاومة الدينية لهذه المدينة التي أبت الاستسلام أمام الاستعمار. وتحول المسجد إلى خراب بلا قدسية، يزوره بعض السياح.
خديجة
خديجة
مشرف (ة)
مشرف (ة)

انثى عدد الرسائل : 541
العمر : 49
Localisation : تمارة
Emploi : موظفة قطاع خاص
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty رسامو الكاريكاتور الإسبان صوروا المغاربة بأنوف كبيرة وأسنان ضخمة

مُساهمة من طرف abdelhamid الخميس 16 يوليو 2009 - 11:32

الإسبان حاولوا إبرازالظروف الصعبة التي تعيشها المرأة المغربية مقارنة بالرجل
الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا 39639413
ظلت صورة المغربي أو المسلم في الذاكرة الإسبانية مرتبطة بكل ما هو سلبي ودموي، منذ خروج العرب من الأندلس عام 1492، وقد خضعت تلك الصورة لعدة تحولات حسب الظروف السياسية والمناخ الثقافي، لكنها ظلت في عمقها غير إيجابية. في الحلقات التالية نعرض لأهم الصور التي ظهر فيها المغربي في المتخيل الإسباني من عام 1492، تاريخ إنهاء الوجود العربي والإسلامي بغرناطة آخر معاقل الحضارة الإسلامية بالأندلس، إلى عام 2002، تاريخ اندلاع أزمة جزيرة ليلى.

بعدما نجحت إسبانيا في فرض هيمنتها على المغرب واحتلاله عام 1912، وبعدما تمكن الفنانون والصحافيون الإسبان من التوغل في أعماق البلاد، بدأ يسود الاعتقاد بأن التوحش الذي ينسب إلى المغاربة ليس توحشا مطلقا، وأن الكرم وخفة الروح يقلصان كثيرا من ذلك التوحش، وقد حصل ذلك في المرحلة الذهبية لفن الكاريكاتور في إسبانيا الذين كان يحظى باهتمام واسع من قبل المجتمع الإسباني. فقد كان الإسبان يعتقدون أن فن الكاريكاتور ليس تشويه صورة الآخرين، بل تصوير أمين للواقع. فقد أرسل أحد الأشخاص، ويدعى بيدرو، بطاقة بريدية من مليلية تحمل صورة كاريكاتورية إلى أقاربه لكي يتمكنوا من «مشاهدة تغنج هؤلاء الناس الذين بالرغم من ظهورهم على شكل كاريكاتور فهم قريبون جدا من الواقع».
خلال هذه الفترة ظهرت الكثير من الرسومات الكاريكاتورية التي تصور المغاربة بأفواه وأنوف وأرجل ضخمة ورؤوس كبيرة وطويلة وثياب رثة. فقد كتب أحد الأشخاص على ظهر إحدى البطاقات البريدية، التي يظهر فيها مغربي بشفتين ضخمتين، تعليقا جاء فيه «مغربي يبيع البيض دون فم لكي ينادي المشترين». لقد كان رسامو هذه الصور الكاريكاتورية التي تعد بالمئات يحاولون تطويع رسوماتهم لكي يظهروا المغاربة بمظهر المتوحشين والوسخين والبدائيين. فبعد أن كان يتم تصويرهم من قبل على أنهم غرائبيون ومدهشون أصبح يتم تصويرهم باعتبارهم سكان الجبال وفقراء ودون أية قيمة. وكانت بعض الرسومات تتحدث أيضا عن فرحة المغاربة بقدوم الإسبان لكي يتعلموا فن السلوك العصري. لكن يجب القول هنا إن المغاربة لم يكن يتم تصويرهم كأفراد، مع أخذ الاختلافات فيما بينهم بعين الاعتبار، بل ككتلة واحدة متجانسة، لذلك لم يكن مستغربا أن يطلق عليهم جميعا نفس الأسماء: محمد، حميدو...إلخ.
ما يثير الملاحظة هو أن الحياة اليومية المغربية كان يتم تصويرها عنيفة وعدوانية، مثلا بعض الأحكام القضائية التي تفرض عقوبات قاسية كان ينظر إليها كخاصية مغربية، رغم أنها كانت سائدة في أوروبا حتى عهد قريب من ذلك التاريخ، مثلما هو الحال مع ضريبة الدم. لقد أعيد التأكيد على هذه الصور أو الكليشيهات، التي كانت منتشرة في المراحل الأولى لظهور الاستشراق الأوروبي، في بداية القرن العشرين مجددا، عندما أخذ المصورون والرسامون والفنانون التشكيليون يركزون بشكل خاص على بعض المظاهر السلبية، فقد أصبح العنف والعدوانية من الخاصيات المميزة للمجتمع المغربي، وبأن الناس يتقبلون ذلك بميولهم الفطرية ويتعايشون معها في حياتهم اليومية.كما بات من الرائج تصوير الحياة الأسرية كمجال للعنف الممارس على الأطفال منذ نعومة أظفارهم، كما نلاحظ في رسم بعنوان «الدرس الأول» يمثل أبا مغربيا يمسك برجلي طفله في الهواء وبيده الأخرى عصا، مع تصوير تعدد الزوجات الذي يتميز به المجتمع، على الرغم من أن الزواج بامرأة واحدة كان هو الطابع الغالب.
لقد احتل العنف في المجتمع المغربي موقعا أساسيا في الصور والرسومات التي نقلت إلينا عن المجتمع المغربي، بحيث كان هناك نوع من التركيز على الممارسات العنيفة في المجال التعليمي والتربوي من قبل المعلمين، سواء في الكتاتيب القرآنية أو في غيرها، ولكننا نلاحظ أن الأوروبيين بشكل عام والإسبان بشكل خاص أهملوا الجوانب العصرية الجديدة التي أدخلت على التعليم، وإن كان ذلك قد حصل بشكل متأخر وتدريجي.
الموضوع الآخر الذي نال اهتماما واسعا من قبل الأوروبيين والإسبان الذين زاروا المغرب وتعرفوا عليه هو وضع المرأة داخل المجتمع. إن العديد من الملاحظين الإسبان حاولوا إبراز الظروف الصعبة التي تعيشها المرأة المغربية، مقارنة مع الظروف المريحة للرجل، وقد استعملت تلك الوضعية الهامشية والصعبة للمرأة المغربية في تبرير التدخل الأوروبي، بدعوى القضاء على تلك الممارسات المغرقة في التخلف. فالكتاب الذي يتضمن الصور الاستكشافية للرحلة التي قام بها الجغرافي الإسباني خايمي دانتين يظهر لنا رسما يمثل رجلا مغربيا راكبا على حماره، بينما تنوء الزوجة وابنتها تحت كومتي قش ثقيلتين، وإلى جانب الصورة تعليق يقول «بطاقة بريدية شائعة في المغرب، في طنجة، تنقل لقطة حية، وهي واحـــــــــــدة من المشاهد التي تتكرر كثيرا فـــــــي هذه الإمبراطورية».
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty المغاربة كانوا يندهشون كثيرا أمام الوسائل والاختراعات العصرية

مُساهمة من طرف abdelhamid الجمعة 17 يوليو 2009 - 0:03

الصور الأكثر قسوة التي كانت تثير السخرية والهزء من المغاربة هي تلك التي تخص حياتهم الجنسية

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا ZHjC5dBNIG

من بين المهن التي أثارت ملاحظات الفنانين الإسبان في المغرب مهنة ماسحي
الأحذية التي ظهرت في بداية القرن العشرين، ويظهر لنا أحد الرسوم
الكاريكاتورية ماسح أحذية يهوديا وهو يمسح حذاء رجل ريفي ذي رجلين
كبيرتين. كما صور هؤلاء الفنانون ممتهني طب الأسنان التقليدي والحلاقين.
وتصل السخرية حدها الأقصى بتصوير المغاربة وهم يرتدون الألبسة الجديدة
التي أدخلها الإسبان معهم، بينما يتضاحك هؤلاء من مقلديهم. ويمكن ملاحظة
أن الاستعمال غير المناسب للألبسة الأوربية الجديدة، والإقبال على
المشروبات الكحولية التي كانت تجدب المغاربة، قد أثارا العديد من المواقف
الفنية التي عبر عنها رسامو الكاريكاتور الإسبان.

غير أن أبرز المظاهر التي كانت تنال اهتمام الفنانين ورسامي
الكاريكاتور هي المتعلقة بمواقف المغاربة إزاء الاختراعات العلمية
الأوربية الجديدة التي دخلت إلى البلاد في تلك المرحلة. إن الاندهاش
الكبير الذي كان المغاربة يعبرون عنه أمام تلك الاختراعات الجديدة
والمثيرة كانت تدعم الموقف الإسباني الذي يدعي بأن وجوده في المغرب ضروري
من أجل محاربة الجهل والقضاء على التخلف. هناك صور ورسومات تعكس موقف
الصدمة التي كان المغاربة يستشعرونها أمام المنتجات الصناعية الجديدة،
مثلا صورة المغربي الريفي المصدوم برؤية صورته المنعكسة على المرآة، أو
صدمة ريفي آخر أمام رنين الهاتف، أو اندهاش ريفي ثالث أمام صوت الموسيقى
المنبعث من الفونوغراف(الحاكي). كما كان اكتشاف المغاربة لوسائل النقل
الحديثة أداة للتعبير عن السخرية والفكاهة. ومن الصور التي رسمها الفنانون
الإسبان صورة رجل مغربي يركب دراجة هوائية واثنان من الإسبان يساعدانه على
الحفاظ على توازنه، وهو رسم يحمل نوعا من الدفاع عن الاستعمار الإسباني
ويتضمن خطابا يقول إن مساعدة الإسبان ضرورية بالنسبة للمغاربة من أجل
التعود على استعمال وسائل الحضارة الحديثة.

وقد تكررت مظاهر السخرية والهزل من علاقة المغاربة بآلات الموسيقى
الحديثة، كما تنقل لنا صورة تمثل مغربيا يعزف على آلة البيانو بيدين
ورجلين كبيرتين، ومن علاقة المغاربة بمختلف الألعاب الترويحية مثل كرة
السلة وكرة القدم وكرة المضرب، حيث يظهر في إحدى الصور شخص إسباني يلقن
المغاربة كيفية ضرب الكرة. كما كانت السخرية تطال رجال الأمن المغاربة،
حيث صورتهم بعض الرسومات في صورة هزلية وفي وضع مضحك، مثل ذلك الشرطي الذي
لا يعرف كيف يضع القبعة على رأسه بشكل سوي، ويمسك بيده مطرقة، أو صورة
المخازنية الذين دخلوا حديثا إلى الحضارة. وبنفس الشكل كانت محاولات
المغاربة للتحدث باللغة الإسبانية موضوع سخرية أيضا.

لكن الصور الأكثر قسوة التي كانت تخص المغاربة وتثير السخرية والهزء
منهم، باعتبارهم وحشيين وبدائيين ويحتاجون إلى الاستعمار الإسباني للتدرب
على التحضر، هي تلك المتعلقة بحياتهم الجنسية. ففي هذا المجال كانوا
يتعرضون لمعاملة أكثر قسوة من كافة المجالات الأخرى. إن صورة المغربي
الشبق والشهواني الذي لم يحقق الإشباع الجنسي، كانت حاضرة دائما في
الاستشراق الأوروبي عن الشرق في النصف الأول من القرن العشرين، حيث كانت
تتكرر الإشارة إلى موضوع الحريم الذي بدأ يتأقلم مع الظروف الجديدة التي
وجدها الإسبان أمامهم في المنطقة الشمالية للمغرب. إن الحريم لم يكن
موجودا في المغرب بالشكل الذي صوره الأوروبيون، وما كان موجودا منه في تلك
المرحلة كان تحت مراقبة الأوروبيين. ونلاحظ أن الحريم، الذي كان مجالا
للإثارة الجنسية والرغبة وعكسته العديد من الرسومات والصور الاستشراقية،
أصبح بشكل تدريجي يصور على أنه نوع من المواخير، بعضها من الصنف الأدنى
والوسخ.

abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty الاستشراق الإسباني قدم أرض الإسلام على أنها مكان للشذوذ

مُساهمة من طرف abdelhamid السبت 18 يوليو 2009 - 6:29

السياحة الجنسية بالمغرب في بداية القرن العشرين استقطبت العديد من الإسبان

لقد كان الاعتقاد السائد هو أن الاحتلال العسكري الإسباني للمغرب مكن
المستعمرين والجنود الإسبان من الوصول إلى الحريم وتمزيق الحجاب الذي كان
يفصلهم عن عالم النساء المغربيات، وكان يتم اعتبار ميل المغربيات إلى
الإسبان، وعرض أنفسهن عليهم بنوع من التغنج، شيئا طبيعيا، مثلما كان يتم
تصوير ذلك مثلا خلال احتلال تطوان عام 1860. وفي نفس الاتجاه كان تطبع بعض
الصور والرسومات بهدف تحويلها إلى دليل سينمائي، تمجد «فتح»المغرب
والمغربيات من قبل إسبانيا، وفي الغالب كان يتم تصوير ذلك من خلال أطفال
متنكرين في هيئة جنود بزي عسكري. ومن بين تلك الصور صور تركز بالخصوص على
المغامرات الجنسية بين جنود إسبان ونساء مغربيات، وفي هذه الحالات نلاحظ
وجود عناوين مثل «انتصار»، و«غزو المغرب»، أو«نصر جديد»، ولا يمكن للقارئ
أن يخطئ، من خلال قراءة التعليقات المصاحبة لتلك الصور، بأي نصر أو غزو
يتعلق الأمر.

وانطلاقا من العقد الأول من القرن العشرين يمكن الحديث عن السياحة
الجنسية في المغرب التي بدأت تجتذب، وإن على سبيل الفضول، العديد من
المواطنين الإسبان الذين أخذوا يسافرون في اتجاه المغرب، وهناك بعض
البطاقات البريدية المصورة، من إنتاج فرنسي أو ألماني، التي كانت تنتشر في
إسبانيا خاصة بين الجنود، والتي تساعدنا على فهم تلك المرحلة، غير أن
الملاحظ هو أن النساء المغربيات اللواتي كن مستعدات للسقوط بين أيدي
الإسبان هن المقيمات في سبتة أو مليلية أو جزئيا في المنطقة الشمالية
والمشتغلات في الدعارة في مواخير أو في أماكن أخرى، لكن تلك الصورة بعيدة
جدا عن تلك الاستيهامات التي نشرها المستشرقون بخصوص موضوع الحريم. وهناك
رسالة وجهها الجندي الإسباني خوان بويغ روسيس عام 1923 إلى أحد أصدقائه في
بطاقة بريدية، تكشف الشعور الذي كان لدى شريحة عريضة من الجنود الإسبان
العاملين في المنطقة الشمالية للمغرب، جاء فيها: «صديقي العزيز، ها أنذا
في هذا المكان الذي يسكن به المغاربة والمغربيات، حيث لا يوجد سوى الموروس
والعسكريون الإسبان، وبعض المومسات المغربيات واليهوديات، إضافة إلى
مومسات إسبانيات».

غير أنه ينبغي الإشارة إلى أن ما كل الإسبان المقيمين في المغرب
كانوا يشعرون بنفس الجاذبية تجاه النساء المغربيات، فقد كان بعض الإسبان
يشعرون بنوع من الشفقة تجاه بعض النساء المغربيات، خاصة من منطقة الريف،
بسبب الفقر البادي من خلال لباسهن وسحنتهن، وكان ذلك وراء انتشار صورة
المرأة المغربية غير المرغوب فيها بسبب الفقر والمظاهر غير الحسنة. كتب
أحد الإسبان إلى صديقه مثلا بطاقة بريدية تمثل امرأة مغربية، مصحوبة
بتعليق يمزج بين الإسبانية والدارجة المغربية، جاء فيه»هذه المرأة
المغربية مزيانة جدا، لكن شوية شوية». وكتب آخر، يدعى خايمي، عام 1922 من
مدينة العرائش إلى عمته المقيمة بمدينة سيتجز في إقليم كاطالونيا بطاقة
بريدية جاء فيها «في هذه الصورة هناك امرأة مغربية، هي واحدة من كثيرات في
مدينة العرائش، لكنني في الحقيقة كنت أفضل أن أرى هنا إسبانيات، وإذا كن
من سيتجز فسيكون ذلك أفضل».
لكن لم تكن النساء وحدهن موضوع الإثارة الجنسية أو السخرية لدى
الإسبان المقيمين في المغرب، بل كان هناك الغلمان والأطفال أيضا، مثلما
يظهر ذلك واضحا من خلال بعض الصور والبطاقات البريدية الفرنسية التي كانت
تنتشر بشكل واسع في المنطقة الخاضعة للحماية الإسبانية في الشمال، إذ كانت
تلك الصور تمثل غلمانا أو أطفالا في هيئة مستفزة وداعرة. وقد تطرق
الاستشراق الثقافي إلى هذا الجانب، في إحالة على الماضي العربي في
الأندلس. ويجب القول هنا إن أراضي الإسلام في الاستشراق الأوروبي والإسبان
كانت دائما تقدم على أنها أرض الشذوذ، بحيث كان الإسبان يتحركون بنوع من
التحفظ، وأحيانا كان هناك خوف بين الجنود الإسبان في أن يتعرضوا للتحرش
الجنسي أو الاعتداء عليهم.
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty قادت إسبانيا حملة قوية ضد الريفيين لإقناع الرأي العام بتأييدها في الحرب

مُساهمة من طرف abdelhamid الإثنين 20 يوليو 2009 - 13:45

الريفيون كانوا يصورون على أنهم خونة ومصاصو دماء
عندما بدأت مضاعفات الاحتلال الإسباني للمغرب تظهر في بداية القرن العشرين، نتيجة المواجهات بين المغاربة والجنود الإسبان والصعوبات التي وجدها هؤلاء، تراجعت صورة المغربي المتوحش والبدائي لكن الطيب والكريم، إلى المرتبة الثانية، وخاصة بعد الخسائر الجسيمة التي تكبدها الطرف الإسباني في معركة «وهدة الذئب» عام 1909 ثم بعد ذلك المذبحة الرهيبة في معركة أنوال وجبل عروي عام 1921. لقد كان مناخ الحرب هو السائد خلال الفترة ما بين 1909 و1927 بالرغم من أن المواجهات كانت مركزة فقط في منطقة محددة هي الريف وفي قبائل معينة هي قبيلة بني ورياغل التي يتحدر منها محمد بن عبد الكريم الخطابي. وقد فرضت الحرب منطقها على الجميع وخلفت آلاف القتلى طيلة تلك المرحلة، وأفرز هذا المناخ المشحون والمعبأ الصورة الساخرة والهزلية للمغربي، مصحوبة بصورة أخرى هي صورة العدو المعادي والخطر الذي ينبغي دحره بأية طريقة، لأن الإسبان تكبدوا خسائر كبيرة جدا بسبب صعوبة التحرك والمناورة في مناطق جبلية وعرة، إضافة إلى بعض الأخطاء العسكرية التي تعود إلى تقدم الجنود بدون تأمين الحراسة الخلفية، كما أن الاحتلال الإسباني راهن على دعم زعماء بعض القبائل الريفية الذين لم يكونوا مقبولين من طرف السكان، الأمر الذي كانت له مضاعفات كبيرة.
لقد خلف حجم الخسائر في الجانب الإسباني، الذي كان يعتقد أن احتلال منطقة الريف سيكون مجرد نزهة عسكرية عابرة، اضطرابا في المجتمع الإسباني، الذي وقفت شريحة عريضة منه ضد استمرار المغامرة العسكرية في المغرب، خاصة إذا كان ذلك يعني الدخول في حرب مفتوحة. ولمواجهة قلق المواطنين وإقناعهم بضرورة السير في تلك المغامرة انخرطت الحكومة والمسؤولون العسكريون ومعهم الصحف المحافظة في حملة إعلامية للتأثير على الرأي العام، ولتحقيق ذلك الهدف تم الترويج لفكرة الثأر مما حصل، وإبراز المظهر العدواني للمغاربة وتسويق صورة الغدر لديهم، وهي صفات تم قبولها من طرف غالبية المجتمع الإسباني بصرف النظر عن مواقفها السياسية أو انتماءاتها الإيديولوجية. وفي هذا الإطار تم تصوير سكان منطقة الريف على أنهم خونة ومصاصو دماء، أو خونة مستعدون في أي وقت للانقلاب على حلفائهم الذين جاؤوا لكي يدخلوهم إلى الحضارة والتطور، في إشارة إلى تلك القبائل التي حالفت المستعمرين الإسبان في البداية قبل أن تتحول في موقفها، وتم تسويق فكرة أن الغدر من الصفات الرئيسية للريفيين بشكل عام.
إن العديد من البطاقات البريدية، خصوصا تلك المتعلقة بمعركة أنوال، تعكس لنا هذا الجانب من الصورة التي أريد ترويجها عن الريفيين، كانت موجهة بالخصوص إلى الجنود الإسبان كنوع من الإنذار لهم وتحذيرهم من الثقة في المغاربة بشكل عام. إن هذا هو ما نجده مثلا في رواية «تحت سماء معادية» لأنطونيو دي أويوس إي فيسينتي (1885-1940)، حيث يقول البطل: «إن هؤلاء الناس مجرد قذارة، في النهار وعندما تقابله وجها لوجه يقابلك بتحية الخضوع ويعرب لك عن صداقته، وفي جنح الظلام يسدد لك ضربة الغدر. خلف كل نبتة صبار هناك عدو يترصد أدنى غفلة منك، ووراء كل حجرة في الطريق هناك شخص أصهب الشعر يحمل بندقية مستعدة للإطلاق». ومن هنا ظهرت تلك الصور عن الجنود الإسبان الذي قتلوا، إذ تقدمهم الصور والرسوم في هيئة من ضربوا من الخلف غدرا، كضحايا لهؤلاء الأشخاص ذوي الشعر الأصهب. ومن المؤكد أن نشر تلك الصور كان الهدف منه إيجاد تبرير للتأخر في غزو المناطق الريفية، وإيجاد نوع من العذر للجنود الذين منوا بخسائر كبيرة في الأرواح، خاصة في معركتي أنوال وجبل عروي.


abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty المغرب قدم دائما باعتباره مقبرة واسعة للجنود الإسبان

مُساهمة من طرف abdelhamid الثلاثاء 21 يوليو 2009 - 21:58

هزيمة الإسبان في أنوال خلفت شعورا عاما بضرورة الانتقام
خلال المواجهات بين الجنود الإسبان والمقاتلين الريفيين في معركتي أنوال وجبل عروي، كان هناك تركيز شديد من قبل الفنانين والكتاب والصحافيين الإسبان على صعوبة مراس المغاربة وقوة شكيمتهم في القتال، وقد تم رسم المغاربة في صورة شرسة، بحيث لا يمكن إيجاد شراسة شبيهة لها طيلة تاريخ المواجهات المسيحية ـ الإسلامية أو الإسبانية ـ المغربية خلال قرون، إذ كانت الرسومات التي ظهرت في تلك الفترة تعكس شدة المواجهة من خلال تصوير حفلة الدم والنار التي كانت تنتظر الجنود الإسبان. وفي بعض الحالات كان يتم تحديد هوية العدو بإسقاط الوضع الداخلي في إسبانيا عليه، بتشبيهه بالشيوعيين أو أتباع الحركة العمالية، كما يظهر من صورة المغربي الواقف وهو يرفع قبضته المتوعدة في الهواء. لقد دفعت الشراسة التي كان المغاربة يقاتلون بها الفنانين والرسامين الإسبان إلى نفض الغبار عن التمثلات القديمة التي عاشها أجدادهم مع نفس العدو قبل مئات السنين، كما دفعتهم أيضا إلى استعادة الأغاني التي وضعت على إثر حرب إفريقيا عام 1860، كما يظهر لنا من خلال المسرحية القصصية الموجهة للأطفال «القرصان الأسود»، التي تقدم قرصانا شرسا يشهر سيفه الصغير بشكل رهيب في وجه إسبان مسالمين. ويمكن أن نضع في نفس المنحى صورة قرصان شرس وعديم الرحمة يتأهب لقتل جندي إسباني يجلس في هيئة متضرعة.
من الناحية التاريخية كان المغاربة، سواء قدموا على أنهم طيبون أو أشرار، وراء العديد من المجازر التي خلفت الكثير من القتلى في صفوف الجيش الإسباني، ومن هنا ترسخت صورة المغرب باعتباره مقبرة واسعة للجنود الإسبان، وهي الصورة التي ظلت لصيقة بالمتخيل الإسباني إلى حين تحقيق الانتصار المتأخر عام 1927 باستسلام محمد بن عبد الكريم الخطابي. وقد ترسخت تلك الصورة بشكل واضح بعد معركة «وهدة الذئب» عام 1909 التي مني فيها الإسبان بهزيمة قاسية، إلى عام 1921 تاريخ معركة أنوال، وهزيمة «قيادة مليلية» في يوليوز من نفس العام. إن العديد من الأغاني والكتابات والرسوم، رغم كونها كانت تتطرق إلى الحرب الإسبانية في المغرب بنوع من الشعور بالتفوق، لم تستطع إخفاء العدد الكبير من القتلى الذين سقطوا في المعارك مع المغاربة، وقد وجد اليسار الإسباني في ذلك فرصة لكي يقول إن الحكومة الإسبانية لم تحصد من مغامرتها في المغرب سوى الموت، ذلك أن صورة المغرب في تلك الفترة ارتبطت بمقتل الجنود الإسبان.
إن أخطر نتيجة حصلت من معركة أنوال، التي جعلت العديد من الإسبان يطالبون بوقف حرب المغرب، هو أنها أشاعت في صفوف الإسبان، بشتى شرائحم، شعورا بضرورة الانتقام، وهو الشعور الذي كان موجودا في السابق بين فئات قليلة فقط. في إحدى القصص مثلا نقرأ أن أحد الجنود الإسبان تمكن من جرح اثنين من المقاتلين المغاربة، فكافأه قائده بمنحه مكافأة مالية، لكنه رد عليه «خذ المكافأة ودعني أقتلهما، لقد كان أخي في جبل عروي».
لكن أكبر الحقد والشعور بالانتقام وسط الإسبان كان موجها بالأخص إلى محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي نجح في قهرهم عام 1921 وأعلن الجمهورية الريفية، وقد ظهرت العديد من الرسوم الكاريكاتورية التي تسخر منه، كما ظهرت أشعار منها القطعة التالية:
عبد الكريم، أيها الخائن القاسي
سوف تدفع ثمن خيانتك
أيها المورو الحقير،
أقسم بشرفي أنك ستسقط، ستسقط.
وبسبب شراسة الحرب الريفية ـ الإسبانية وما لقي فيها الجنود الإسبان لم تستطع السلطات الإسبانية حتى منع المعاملة القاسية والوحشية التي كان الجنود الإسبان يعاملون بها المغاربة الريفيين. على سبيل المثال تلقت رئيسة مجموعة من الممرضات الإسبانيات المتطوعات في ساحة القتال ذات يوم هدية من الجنود كانت عبارة عن «قفة مليئة بالورود وفي وسطها رأسان لريفيين قتلا ذبحا».
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty جنود إسبان وضعوا رؤوس قتلى مغاربة على حمار في هيئة بطيخ لبيعها في مليلية

مُساهمة من طرف abdelhamid الأربعاء 22 يوليو 2009 - 6:56

انتصار إسبانيا في الريف قلل من الصور السلبية للمغاربة لصالح نزعة مسالمة

لقد كانت هناك العديد من الممارسات التي كانت السلطات الإسبانية في المغرب
تسكت عنها، والتي كان الجنود الإسبان يقومون بها في حق المغاربة كنوع من
الانتقام بعد هزيمة أنوال وجبل عروي. وتكشف لنا الصور المنتشرة في تلك
الفترة جزءا من تلك الممارسات التي صارت شائعة خلال تلك المرحلة في حق
الريفيين، مثل قطع الرؤوس وبتر الآذان. وفي تلك المرحلة كانت تستعمل
الحربة أو السكين الصغير في رأس البندقية بشكل كبير، وكان الجنود الإسبان
المتمرسون يصوبون ناحية العنق أو الصدر لكي يمكنهم بعد ذلك استخراج السكين
من جديد من جسم الضحية، بينما كان آخرون يصوبون مباشرة ناحية البطن من أجل
الوصول إلى الضربة القاتلة، ثم يمسحون الدم العالق بالسكين على جلباب
القتيل، كما تصور بعض الكتابات التي أرخت لتلك المرحلة. وتقول إحدى
الحكايات إن بعض الجنود الإسبان قتلوا بعض المغاربة وقطعوا رؤوسهم ووضعوها
في مزادة حمار وأخذوها لبيعها في مليلية كأنها بطيخ، وإن جنديا آخر دخل
حانة وهو يحمل جمجمة مغربي لكي يشرب كأسا من الخمرة.

لقد تم تصوير هزيمة المغاربة أمام الإسبان بطريقة تم فيها التركيز
على عملية الاستسلام وتسليم الأسلحة إلى الإسبان، ففي أحد الرسومات تظهر
جماعة من المسلحين المغاربة وهم يسلمون أسلحتهم إلى الإسبان بنوع من
الخضوع والإذلال، وفي رسم آخر يظهر جندي إسباني وهو يسوق مغربيا أمامه
بحبل على هيئة دابة، بينما يظهر في صورة ثالثة جندي إسباني على ظهر جواد
وهو يجر بجانبه مغربيا مطوقا عنقه بحبل.

أما الذين استمروا في المقاومة ولم يستسلموا فقد أعد لهم منهج خاص
للتعامل معهم أكثر قسوة، فقد كانوا يعذبون من قبل الجنود الإسبان ثم
يودعون داخل السجن، وبعضهم كان يتم قتلهم بإطلاق النار عليهم بكل بساطة.
لقد كانت أعمال الإذلال والمهانة التي يتعرض لها المغاربة، سواء كانت
مادية أو رمزية، كثيرة متعددة بحيث يمكن أن تملأ دليلا كاملا، ومن بين تلك
الأعمال ذات البعد الرمزي نقل رسم يمثل شخصية ماطاموروس، أي قاتل
المغاربة، راكبا على جواد وهو يرفس مغربيا تحت قوائمه الأربع، وهو رسم كان
عبارة عن هدية من الملكة ماريا كريستينا (1808-1878)،
وضــــــــــــــــــع في كنيسة الناضور بعد احتلالها عام 1922.

غير أنه بعدما تحقق النصر للإسبان على المغاربة لم تعد صورة المغربي
سلبية دائما، ففي الفترة ما بين 1927 و1936، التي يطلق عليها مرحلة
السلام، سادت صورة المغربي المتسامح، وإن ظلت الصورة ممزوجة بنوع من
السخرية والهزء. فبعدما تعرضوا للهزيمة لم يعد المغاربة يشكلون تهديدا
لإسبانيا، وعادت من جديد صورتهم كمتوحشين بحاجة إلى إسبانيا من أجل
إدخالهم إلى الحضارة وتلقينهم أساليب التعامل المتحضر. وهناك عوامل أخرى
ساهمت في التخفيف من الصور السلبية للمغربي، منها أولا أنه بعد الانتهاء
من التهديد الذي يشكله المغاربة على المشروع الاستعماري، لم تعد هناك أية
عقبة تقف أمام المهمة التحضيرية أو التمدينية التي على الحماية الإسبانية
أن تقوم بها في المغرب، وهي المهمة التي أنيطت بها من قبل المجمع الدولي
في مؤتمر الجزيرة في 7 أبريل عام 1906، فبعد مرحلة مواجهة التقاليد
المغربية وتسفيهها جاءت مرحلة بناء بلد جديد. وثانيا كان لا بد لإسبانيا
من أن تعترف بالمساعدات التي قدمها المجندون المغاربة في صفوف الجيش
الإسباني، والمخازنية والمحلات السلطانية والقبائل الحليفة، لذا لم يكن من
الممكن الاستمرار في ترويج نفس الصور السلبية السابقة ولم يعد باب السخرية
مفتوحا على مصراعيه.


الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا 723323444

رسم يظهر جزارا لديه مذبحة سرية يستقبل تاجرا يحمل رؤوس مغاربة مقطوعة
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية دفعت الإسبان إلى تذكر ماضي إسبانيا الإسلامي

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 26 يوليو 2009 - 0:10



الجمهوريون نظروا إلى مغاربة فرانكو كمرتزقة

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا DTBaZ1e0wQ

خلال الحرب الأهلية الإسبانية ما بين 1936 و1939 تمت مقارنة المغاربة،
الذين جندوا فيها إلى جانب فرانكو، بأسلافهم الذين خرجوا من إسبانيا بعدما
عاشوا بها حوالي ثمانية قرون. كان يقال إنهم أبناء هؤلاء الذين قضى معهم
الإسبان قرونا من حروب الاسترداد. وفي نفس الوقت كان البعض يسجل مفارقة أن
المدافعين عن المسيحية الكاثوليكية يضمون في صفوفهم مسلمين تحولوا إلى
منافحين عن القيم المسيحية. وقد أصبح الجمهوريون يرون أن التحالف بين
المسلمين والكنيسة الكاثوليكية هو الذي أنتج تلك الوحشية التي كان يتصف
بها معسكر فرانكو.
ومن أجل تشويه صورتهم أكثر بدأ التركيز على تقديم المغاربة كأشخاص
سود البشرة، ووضع البياض الذي وصف به الشيوعيون «الحمر» مقابل السواد الذي
أطلق على «الوطنيين»، بسبب وجود المغاربة بينهم، وقد شدد الجمهوريون من
معاركهم الإعلامية والنفسية، مبررين قتالهم بكون المغاربة والألمان
والإيطاليين هم الزعماء الفعليون الذين يقودون المتمردين الإسبان. وروجت
الدعاية الجمهورية أن الفارق بينهم وبين المغاربة هو أنهم، أي الجمهوريين،
يقاتلون من أجل انتصار الديمقراطية والحرية واستقلال البلاد، بينما يقاتل
المغاربة فقط كمرتزقة للحصول على تعويضات مالية وعلى الغنائم التي يحصلون
عليها من وراء نهب البلدات والقرى الإسبانية. وفي هذا الإطار كان يتم
التركيز على حالة الفقر التي يعيشها المغاربة في بلادهم، كما تظهر لنا ذلك
صورة تمثل اثنين من الريفيين حفاة الأقدام وجائعين. ولكي ينفث الجمهوريون
في حماس المغاربة بدؤوا يروجون بأنهم ضحايا خداع فرانكو الذي سيدفع لهم
تعويضاتهم المالية من الماركو الألماني منخفض القيمة ويعدهم بمنحهم أراضي
في قرطبة وغرناطة وإشبيلية وفالنسيا، وهو ما توضحه قصيدة للشاعر خوصي
بيرغامين (1895ـ 1983) بعنوان «مولا»، نسبة إلى أميليو مولا بيدال الذي
كان قائدا عسكريا ووقف خلف انقلاب 1936 الذي قاد فشله إلى إشعال فتيل
الحرب الأهلية، يقول فيها:

توجهوا إلى مولا على ظهور البغال

مطالبين بتعويضاتهم بصوت جهوري

فأمطرهم مولا بحفنات من الماركو

فاقد القيمة في ألمانيا.

أيها المورو المتوحش، لقد خدعوك

سيخدعونك، لقد خدعوك.

وقد نشر الجمهوريون أيضا إشاعات تقول إن العسكريين المتمردين يشجعون
المجندين المغاربة على سرقة ونهب التجمعات السكنية التي يصلون إليها
ويفرضون عليها الاستسلام، والاستيلاء على جميع ممتلكاتها. كما روجوا
أساطير وحكايات لا زال بعضها موجودا حتى اليوم عن أن المغاربة حصلوا على
عدة أطنان من الذهب بعد قتل أو جرح المواطنين الإسبان في المعسكر الآخر،
واستولوا على العديد من آلات الحياكة.
كما لجأ الجمهوريون إلى توظيف موضوع الجواري والحوريات، كواحد من
العوامل التي تفسر تطوع المغاربة للقتال إلى جانب جيش فرانكو، حيث روجوا
في صحفهم بأن المغاربة يشاركون في الحرب من أجل التمتع بالنساء في الجنة
التي وعدهم بها فرانكو. وفي أحد الرسوم نشاهد مغربيا في مدخل الفردوس وإلى
جانبه حورية، وفي رسم آخر نشاهد حوريتين تنتظران من يموت في ساحة المعركة
لاستقباله، وفي رسم ثالث نلاحظ أن النظرة الاستشراقية للمسلمين ما زالت
قائمة، حيث نرى في معسكر حربي حورية تستثير بحركاتها المتغنجة غرائز
مجندين مغاربة وقسيسا كاثوليكيا.
وقد أثار الجمهوريون في صحفهم الدعائية أيضا قضية تستر الوطنيين على
مشاركة المغاربة في صفوفهم، إذ نرى في بعض الرسومات مثلا أعضاء لجنة
للتفتيش تسأل مغربيا يتجول في منطقة خاضعة للمتمردين» هل أنت مورو يا
سيدي؟»، بينما يجيبهم هو «أنا؟ لا». وقد قدمت تلك الحملة الدعائية
المجندين المغاربة على أنهم أناس متوحشون ودمويون يقترفون جميع الأنواع
البشعة من الجرائم والتعذيب والاغتصاب ضد الجمهوريين الذين يسقطون بين
أيديهم.

abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty تيار فرانكو كان يشجع المغاربة على اقتراف أعمال وضيعة ثم يستنكرها

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 26 يوليو 2009 - 8:24

الجمهوريون والقوميون استخدموا المغاربة في حروبهم النفسية

عند اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936 بدأ المعسكر القومي يستثير
التيار الجمهوري، وخاصة النساء منهم، بتخويفهم من المغاربة واستخدامهم
كسلاح سيكولوجي فعال في تلك الحرب. غير أن القوميين كانوا يتجنبون الحديث
أمام الملأ عما يقوم به المجندون المغاربة من أعمال وممارسات لكي لا يسيء
ذلك إلى صورتهم لدى الرأي العام، خصوصا الرأي العام الخارجي. كان كل شيء
يشير إلى أن قواد وحدات المجندين والجيش الثالث(تيرسيو) يشجعون تلك
الممارسات لكن دون السماح لها بأن تخرج خارج إسبانيا. وقد عكس مراسل جريدة
«البرافدا» الروسية، ميخائيل كولتسوف، هذا الدور المزدوج الذي كان يقوم به
جنود التيار القومي عندما كانوا يشجعون المجندين المغاربة سرا على
الاستمرار في تلك الممارسات مع انتقادها علنا، حيث كتب «عندما يتم الحديث
عن المذابح والقتل بإطلاق الرصاص والاغتصاب وذبح الأطفال كان قواد
الفاشيين يردون على ذلك بأن هذه الأعمال يقوم بها المورو، وأنهم أناس
متوحشون ولا نستطيع إيقافهم عند حدهم وأنهم أفارقة شرسون».

أما التيار الجمهوري من جانبه فقد كان يوظف الاعتداءات الجنسية التي
كان يقوم بها المغاربة كسلاح سيكولوجي لتخويف أتباع التيار المعادي، وكان
بذلك يعيد العزف على الاستيهامات الاستشراقية بشأن الشرقيين والمغاربة. في
البداية كان الجمهوريون يتحدثون عن فقدان الرجولة لدى أتباع الجنرال
فرانكو، خاصة بين القواد العسكريين وعلى رأسهم فرانكو نفسه. كانوا يصفونهم
بأنهم «خنثاوات» أو شاذون، وكانت تروج بعض الرسومات التي تقدمهم على شكل
خنثاوات أو نساء، ومن هنا جاء ذلك الربط بينهم وبين المغاربة الذين صوروا
على أنهم شواذ يميلون إلى الغلمان والذكور. وفي أحد الرسوم الكاريكاتورية
يظهر الجنرال فرانكو على شكل امرأة وهو يطل من نافذة بيته ويحاول إنهاء
نزاع نشب في الشارع بين مغربي وإيطالي. وما أن بدأت الحرب الأهلية حتى
ظهرت المئات من الرسوم الكاريكاتورية والصور في مختلف الصحف والمنابر
التابعة للجمهوريين تتحدث عن الطاقة الجنسية الفوارة للمغاربة وتفريغها في
النساء المحسوبات على التيار القومي الفاشي، وفي أحيان كثيرة كان يقال إن
تيار فرانكو يقدم نساءه هدايا إلى المغاربة المقاتلين في صفوفه مقابلا
لتجنيدهم في صفوفه، وفي أحد الرسوم نلاحظ رجل أعمال ورجل دين إسبانيين
يباركان امرأة من تيار فرانكو قدمت هدية إلى مغربي، وهي تتزين بألوان
التيار القومي.

وقد صور الجمهوريون أيضا نتيجة هذه العلاقات الغرامية بين نساء تيار
فرانكو والمغاربة المقاتلين في صفه، من خلال رسومات تمثل أطفالا من منتوج
تلك الزيجات المختلطة: بشرة سوداء، فم واسع وشفتان غليظتان. وفي رسم آخر
نرى طفلا خلاسيا، نصفه أبيض ونصفه أسود، بينما والدته حائرة لا تعرف هل هو
مغربي أم مسيحي إسباني.

لقد تكررت خلال الحرب الأهلية الشكاوى من عمليات الاغتصاب التي كان
يقوم بها المغاربة في حق النساء اليساريات والجمهوريات، وكانت كل تلك
الحالات تتم بتواطؤ وإيعاز من تيار الجنرال فرانكو، كما أن حالات الاغتصاب
تلك في غالبيتها كانت مصحوبة بعمليات قتل أو اغتيال. صحيح أن تلك الأعمال
كان يقوم بها أيضا جنود إسبان تابعون لجيش فرانكو، إلا أن الدعاية المضادة
كانت تركز بشكل خاص على المغاربة دون غيرهم، بدعوى أن تلك الأعمال المشينة
لا يمكن أن يقوم بها سوى المغاربة بسبب التوحش المعروفين به. وقد انطلقت
الشكاوى من تلك الأعمال مباشرة بعد مشاركة المغاربة المجندين في سحق ثورة
أستورياس عام 1934، قبل عامين من اندلاع الحرب الأهلية، وقد بقيت تلك
الجرائم والممارسات لصيقة بذاكرة اليسار الإسباني لدى اشتعال الحرب
الأهلية.

abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty أنشئت جمعية الصداقة الإسبانية المغربية لدفع المغاربة إلى التخلي عن فرانكو

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 26 يوليو 2009 - 21:12

مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية زادت من كراهيتهم
الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا PPMzoZDaC7
عكست العديد من الصور والرسومات خلال الحرب الأهلية الإسبانية مدى الخوف من الممارسات التي يقترفها المجندون المغاربة في جيش الجنرال فرانكو. بعض هذه الرسومات يمثل أطفالا ونساء تعرضوا للقتل بالسيوف والخناجر على يد مغاربة، للتذكير بالأفعال الشنيعة التي كان هؤلاء يقدمون عليها.
وقد نقل الشعراء الإسبان جانبا من تلك الممارسات في قصائدهم، مثال ذلك قصيدة لدومينغو ديل بينو يقول فيها:
لقد وسخ المورو
منزل الفلاح المتواضع
بينما تغطت الحقول
بتنورات العرائس
الصدور والبطون مفتوحة
تنظر إلى السماء في غضب.
شعراء آخرون أمثال ميغيل ماريا فيكتوريرو، وخوان خيل ألبيرت، شبهوا في قصائدهم مدريد وإسبانيا بنساء سقطن ضحايا خداع الجنرالات الفاشيين وتعرضوا للاغتصاب على أيدي أشخاص منحدرين من شمال إفريقيا:
مدريد، يا قلب شعب
لم يعرف أبدا كيف يكون عبدا
تتربص بجسمك، مدريد
زمجرة عميقة للضباع
جسمك حيث يبحث الإفريقي النذل
والـ«راين» البربري
عن ملذات الشباب لكي يعيش.
أشياء كثيرة حصلت
أشياء قبيحة وأخرى سيئة
لأنهم منحوك للمورو
مثل امرأة بلا أخلاق.
لقد صادف الاستخدام المفرط للمغاربة كسلاح سيكولوجي للتخويف مخاوف كامنة في لا شعور الشعب الإسباني تعود إلى الماضي البعيد. إن المثال الأوضح في هذا السياق هي باولينا أودينا غارسيا، المعروفة باسم لينا أودينا(1911 ـ 1936)، المناضلة الشيوعية والكاتبة العامة للجنة الوطنية للنساء المعارضات للفاشية التي انتحرت بإطلاق الرصاص على نفسها في نهاية تراجيدية في بداية الحرب الأهلية عندما ذهبت إلى غرناطة لزيارة إحدى جبهات القتال وكادت تسقط بين أيدي المغاربة المجندين.
ليس هناك أدنى شك في المخاوف التي استثارها هؤلاء المغاربة في أوساط المجتمع الإسباني، ولكن الكراهية التي ولدتها مشاركتهم في الحرب الداخلية كانت أكبر بكثير من تلك المخاوف. ومن هنا الدعوات المتكررة للصحافيين والكتاب والفنانين الإسبان لجميع الجمهوريين من أجل القضاء عليهم ومقاتلتهم بالرغم من شدتهم في القتال ومعرفتهم بطرق استعمال الأسلحة، وكان هؤلاء يحاولون إقناع الجمهوريين بأن المغاربة ليسوا بالقوة التي يتم تصويرهم بها وأنهم جبناء. وقد ظهرت في هذا السياق العديد من الرسومات التي تصور الجمهوريين وهم يجهزون على المغاربة ويضطرونهم للفرار أو يقتلونهم بأسلحتهم أو يأسرونهم. وكانت بعض الأغاني الشعبية الإسبانية تردد نفس المعزوفة بنغمة من التحدي، مثال هذه القطعة:
المغاربة الذين جلبهم فرانكو
يحاولون دخول مدريد
لكنهم لن يستطيعوا
طالما هناك مقاتل واحد.
وفي الوقت الذي كان يتم فيه ترويج تلك الصور والكليشيهات عن المغاربة كان يتم رسم استراتيجية جديدة تقوم على دفع المغاربة المجندين إلى مغادرة صفوف جيش فرانكو والانتقال إلى معسكر الجمهوريين، فأنشئت لهذا الغرض جمعية الصداقة الإسبانية ـ المغربية التي لم ينخرط فيها سوى عدد قليل جدا من العرب المقيمين في إسبانيا بينما لم يكن فيها أي مغربي. وقد سعت تلك الجمعية إلى وضع مشاريع، لم تسفر عن شيء، بهدف حث القبائل الريفية المغربية على الانتفاض ضد قوات المتمردين، فتم طبع العديد من المنشورات باللغة العربية واللهجات الدارجة، على الرغم من أن غالبية المجندين المغاربة كانت تتحدث اللهجات الأمازيغية، كما تم تعميم خطابات سياسية موجهة إلى جميع المغاربة بالصوت في الأسواق والتجمعات العامة. وقد نجحت تلك الاستراتيجية في دفع عدد من المغاربة إلى مغادرة صفوف جيش فرانكو، إلا أن ذلك العدد كان قليلا جدا، كما فشلت الخطة التي كانت ترمي إلى تجميع جميع المقاتلين المغاربة في جبهة واحدة.

abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty استفاد المغاربة من انتصار فرانكو فتحملوا مسؤوليات داخل إسبانيا

مُساهمة من طرف abdelhamid الإثنين 27 يوليو 2009 - 22:03

تراجع صورة «الصديق المغربي» وظهور المواطن «الصحراوي»
بعد انتهاء الحرب الأهلية الإسبانية عام 1939 بانتصار الجناح المحسوب على الجنرال فرانسيسكو فرانكو أخذت تظهر صورة جديدة للمغربي في المتخيل الإسباني. صورة الإنسان المتسامح والمطبوع بالتفوق والمسؤول، وهي نفس الصور التي نشرها المعسكر المنتصر في الحرب قبيل اندلاع المواجهات، كنوع من التبرير لإشراك المغاربة في الحرب الأهلية. وقد كانت تلك الصور منطقية، لأن مجندي شمال إفريقيا الذين شاركوا في القتال كان لابد أن يستفيدوا من ثمار النصر بعد أن وضعت الحرب أوزارها، وهو الأمر الذي صرح به الجنرال فرانكو شخصيا عندما قال إن المغاربة هم أحسن وردة في حديقة زهور الحرب.
لقد بدأت هذه الإرادة في أن يكون المغاربة المجندون من المستفيدين من ثمار الحرب تتشكل في بداية التمرد الذي قاد إلى الاقتتال الأهلي بين الإسبان، وتطورت مع استتباب السلم بعد سكوت صوت البنادق، وتمثلت هذه الإرادة في مجموعة من المكاسب التي حصل عليها المغاربة، مثل تنظيم رحلات جماعية لهم إلى الحج، وحرية التحرك بالنسبة لهم، وبناء المساجد، وتنظيم رحلات ترفيهية لهم، وتوفير عدد آخر من الخدمات الاجتماعية... إلخ، حتى وإن كان ذلك قد توقف بعد ذلك ولم يعد بنفس الشاكلة.
لكن الأهم في هذا المضمار هو أن القارة الإفريقية، التي كانت من قبل رمزا للتخلف والفقر والموت في عيون المواطنين الإسبان، أصبحت بعد انتهاء الحرب الأهلية رمزا للرفاه، على الأقل بالنسبة للمسؤولين والجانب الرسمي في إسبانيا. وقد شكل»الحرس المغاربي»، الذي تم إنشاؤه في معمعان الحرب الأهلية، نموذجا حيا لتلك الصورة الجديدة لإفريقيا. كما شكل المغاربة والأفارقة جزءا مهما من حراس الدولة الجديدة بعد الحرب الأهلية حيث تحملوا مسؤوليات بارزة، أما بالنسبة للإسبان الذين كانوا يقيمون في المغرب خلال تلك الفترة فقد لاحظوا أن شروط حياتهم أخذت تتحسن بشكل ملموس نسبيا، إذ كانت المعيشة في المغرب، بشكل عام، مريحة أكثر من المعيشة في إسبانيا.
وفوق جميع هذه المسائل وجه الجنرال فرانكو، الذي كان معزولا على المستوى الدولي، جانبا كبيرا من سياسته الخارجية ناحية العالم العربي والمغرب بخاصة، فكل من إسبانيا والعالم العربي، الذي كان تحت نير الاستعمار أو في أفضل الحالات حديث عهد بالاستقلال، كان لديهما ما يكفي من الأسباب والحوافز في تلك الفترة لإنجاز التحالف فيما بينهما في مواجهة عالم غربي يهمشهما أو يفرض عليهما سلطته الاستعمارية. وبالموازاة مع ذلك كان نظام الجنرال فرانكو يريد أن يقدم نفسه كقائد للمعسكر المعادي للمعسكر الشيوعي داخل إسبانيا، الذي بدأ ينجذب نحو النموذج «الاشتراكي» الإسرائيلي في فلسطين ولا يهتم كثيرا بالمواطنين العرب الذين كان يرى أنهم عاجزون عن القضاء على السلطة الغاشمة في بلدانهم.لقد كانت تلك المرحلة مرحلة ذهبية في عمر الصداقة الإسبانية ـ العربية.
في ظل كل هذه التحولات والظروف الجديدة استفادت صورة المغاربة في المتخيل الإسباني بشكل إيجابي، حيث بدأت تظهر صورة إيجابية ومرحبة بل مثالية للمغاربة على خلفية مشاركتهم الباسلة في مراحل الحرب الأهلية. وبشكل عام فإن الظروف المعيشية للمغاربة في إسبانيا، وطريقة تعامل الإسبان معهم في المغرب أثناء الاحتلال الإسباني للشمال المغربي، كانت مختلفة كثيرا إلى حدود نهاية الحماية الإسبانية، بسبب ذلك الدعم الذي قدموه لمعسكر فرانكو، بالرغم من أنهم ظلوا دائما في الدرجة الثانية بعد طبقة المستعمرين، حتى وإن كان ذلك قد تراجع كثيرا خلال الأعوام الأخيرة. وقد عملت هذه المعطيات على تغيير صورة المغاربة جذريا، في الذاكرة الجمعية للإسبان، من خلال الصحافة والدعاية السياسية والرسومات، فانتشرت صور ورسومات غير معادية لهم ترسم تفاصيل حياتهم اليومية، بشكل مختلف تماما عن السابق.
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty الدعاية الإسبانية روجت أن المغاربة ما زالوا في القرون الوسطى لتبرير الاحتلال

مُساهمة من طرف abdelhamid الأربعاء 29 يوليو 2009 - 9:54

نظام فرانكو يسعى إلى تحسين صورة المغاربة في إسبانيا والخارج

قام المغاربة، بالرغم من أنهم كانوا تحت الحماية الإسبانية، بضمان السلم
والاستقرار في منطقة الحماية بشكل مباشر، بينما قام الحرس المغربي في جيش
فرانكو، الذي كان رمزا لوفاء المغاربة للجنرال وللنظام الجديد، بنفس الدور
لكن على المستوى الرمزي. وقد عكست العديد من الرسومات والصور هذا الوجه
المزدوج للمغاربة، كما أظهرت هذه الرسومات، والحكايات التي كان يتم
تناقلها في إسبانيا، الوجه الإيجابي للخليفة، ممثل السلطان المغربي في
المنطقة الخاضعة للحماية الإسبانية والمخزنية والمحلات التابعة له، بحيث
كان يتم تقديمهم بنوع من التكريم والاحترام. هذا الوفاء والتفاهم انتقلا
إلى العلاقة بين الإدارة الاستعمارية الإسبانية، التي كانت تمثل السلطة
العسكرية تقريبا، وبين المواطنين المغاربة، بحيث تحقق نوع من السلم
والهدوء، ومن هنا جاءت تلك الدعايات أو الإشادة بالأمن المطلق في المعسكر
المغربي، بحيث كان الإسباني يتجول في جميع أنحاء البلاد في أمن تام ويفعل
ذلك مع مرافق أكثر مما يفعله مع حارس شخصي، مثلما يظهر ذلك في رسومات
ماريانو بيرتوتشي وإميليو بلانكو إيزارا. وقد ظهر هذا الأمر من خلال طابع
البريد الذي يمثل تطوان، العاصمة البيضاء، وهي تطير في الهواء في طائرة
مدنية، التي هي اليوم رمز للسلم والتقدم، مقابل الطائرات التابعة
للجمهوريين التي قصفت المدينة في يوليوز من عام 1936.

لكن أحسن تعايش وتفاهم بين الجانبين، المستعمرين والمستعمَرين، برز
بالخصوص في الجانب الديني، حيث كان يتم التركيز بشكل دائم على التعايش بين
الإسلام والمسيحية. وانعكس هذا الأمر، بالنتيجة، على الطريقة التي تعامل
بها الفنانون والصحافيون والكتاب الإسبان مع الحياة اليومية للمواطنين
المغاربة في بلادهم، بحيث لم يظهر خلال تلك الفترة، فترة ما بعد الحرب
الأهلية مباشرة، أي رسم يحمل نعتا سلبيا تجاه المغاربة.

في نفس الوقت صارت آلة الدعاية الإعلامية الإسبانية تلح على إبراز
طاقة المغاربة على تحمل الأعباء الشاقة والأعمال الصعبة، من خلال إبراز ما
يقومون به من عمل في الفلاحة أو الصناعة التقليدية، وأخذت تلك الدعاية
تتحدث عن دور إسبانيا في تطوير المغرب وتحديثه عبر إنشاء المعامل التي
تشغل العمال المغاربة، وبناء الطرق والقناطر والمباني الحديثة، وإدخال
المناهج الحديثة في التعليم والصحة والنقل، لكن كان هناك، في الحقيقة، بون
شاسع بين الدعاية وبين ما أنجز فعلا على أرض الواقع، وهو أمر طبيعي، لأن
ما تم إنجازه كان، بشكل عام، متواضعا، وهناك أمثلة عدة تظهر محدودية ذلك.

وقد اتهم نظام الجنرال فرانسيسكو فرانكو بعد الحرب الأهلية بتحسين
صورة المغاربة، سواء على الصعيد الداخلي في إسبانيا أو على الصعيد الدولي.
فقد كانت إدارة الحماية الإسبانية بالمغرب تتوفر دائما على جناح خاص بها
في المعارض الدولية تعرض فيها مختلف الإنتاجات الصناعية الإسبانية التي تم
تصنيعها في المغرب، وفي مناسبات متعددة كان يتم إشراك السلطة الخليفية في
الشمال المغربي في تلك المعارض.

غير أنه لا يجب أن ننسى بأن إسبانيا كانت تحاول أن تقدم السكان
المغاربة الموجودين في منطقة الحماية التابعة لها، سواء في الشمال كمناطق
الريف واجبالة واغمارة، أو في الجنوب مثل طرفاية، أو في إفني والصحراء
الغربية وغينيا، كمواطنين ما زالوا قابعين في العصور الوسطى، من أجل إضفاء
نوع من المشروعية وإيجاد المبررات لما كان يروجه الخطاب الرسمي الإسباني
من أن إسبانيا موجودة في تلك البلدان من أجل تحديثها وإدخالها في الحضارة
المعاصرة والتقدم والنهضة.
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty عدم حصول مواجهات مع الإسبان سبب الصورة الإيجابية عن الصحراويين

مُساهمة من طرف abdelhamid الخميس 30 يوليو 2009 - 6:54

بعد استقلال المغرب أصبح هذا الأخير حليف إسبانيا

ابتداء من عام 1956 سوف يحصل التحول في صورة المغاربة لدى الإسبان، بحيث
ستندرج الصورة الجديدة ضمن مناخ مرحلة ما بعد استقلال المغرب، إذ أصبح هذا
الأخير بمثابة الحليف لإسبانيا وحلت صورة «البلد الصديق» محل مشاعر
العداء. لكن حصل هذا على صعيد الخطاب الرسمي للنظام الجديد في إسبانيا،
وذلك على الرغم من أن الخلافات التي نشبت بين الدولتين في تلك المرحلة
ألقت بثقلها على الكيفية التي ينظر بها البلدان إلى بعضهما البعض نتج عنها
نوع من التباعد بينهما وبعثت من جديد الصور النمطية التي كانت موجودة في
المخيلة الإسبانية عن سكان شمال إفريقيا.

وفي الوقت الذي أخذت فيه صورة «المورو الصديق» تتراجع تدريجيا في
الثقافة الجديدة على خلفية البرود الذي بدأ يطبع العلاقات بين البلدين،
أخذت تبرز، وعلى نحو تدريجي، أهمية الصحراويين. لقد كان مفهوم الصحراء
الإسبانية مرتبطا بنوع من الهشاشة في نمط العيش منذ بداية الاحتلال
الإسباني للصحراء من عام 1884 إلى انتهاء الحرب الأهلية الإسبانية. فعلى
مدى أكثر من قرن من الزمن ظل الوجود الإسباني في الصحراء متمركزا ببعض
المناطق شبه المحصنة، مثل الداخلة، التي كانت تسمى سابقا فيلا سيسنيروس،
عام 1885، وكابو جوبي عام 1916، والكويرة عام 1920، حيث كان يعيش مجموعة
من الجنود الإسبان في ظروف صعبة وكذا بعض الصيادين، الذين كانت علاقاتهم
مع جيرانهم الصحراويين الرحل تترواح بين العداء والتعايش الحذر، وذلك لأن
الموقف الذي كان سائدا من السكان الأصليين في تلك المناطق، وهو موقف سلبي،
لم يكن مشجعا على نسج علاقات جيدة معهم، بسبب عدم المعرفة الدقيقة بهم
وبعوائدهم. إن ما كان يهم إسبانيا في تلك المناطق الصحراوية، بشكل أساسي،
هو ضمان نوع من الأمن للصيادين المنحدرين من جزر الكناري والموظفين
والعاملين في المناطق الواقعة تحت النفوذ الإسباني، الذين كانوا كثيرا ما
يتحركون في اتجاه المناطق الساحلية، فكانت السلطات الاستعمارية الإسبانية
تخشى عليهم من الوقوع في الأسر بين أيدي الصحراويين أبناء القبائل
المتاخمة.
ورغم أن حصول إسبانيا على المراكز التي سيطرت عليها في الصحراء تم
بموجب الاتفاق بينها وبين شيوخ القبائل الصحراوية، فإن الذهنية الإسبانية
ظلت ترى في الإنسان الصحراوي ذلك المتوحش البدائي والعنيف الفظ، وقد بقيت
تلك الصورة عالقة بالذاكرة الإسبانية إلى بداية الحرب الأهلية. لكن مع
الوقت وبشكل تدريجي بدأ يحصل التواصل بين المقيمين الإسبان وجيرانهم
الصحراويين، الذين كانوا يرون في وجودهم أمرا أخف من وجود المستعمرين
الفرنسيين، وهذا ما يفسر عدم حدوث أي مواجهات مسلحة بين الجانبين، وهي
مواجهات كان من شأنها، لو أنها حصلت بالفعل، أن تؤثر سلبا على الصورة التي
تحتفظ بها المخيلة الإسبانية عن الإنسان الصحراوي.
لقد تكرست النظرة إلى الصحراويين باعتبارهم حلفاء لإسبانيا مع
اندلاع الحرب الأهلية في إسبانيا، بالرغم من أنهم لم يشاركوا بشكل واضح
فيها وكان عدد الذين شاركوا ضئيلا جدا، ولعله من هنا مبعث الصورة
الإيجابية للصحراويين لدى الإسبان، والانطباع غير السيء عن بدايات
الاستعمار الإسباني للمنطقة، كما تظهر حالة إفني عام 1934، التي كانت مبعث
تنديد واسع من قبل دوائر اليسار الإسباني، وكذا الكيفية التي تم بها
الترويج لذلك، وهو ما يمثله كارلوس سايس دي طيخادا، الذي يمكن اعتباره
واحدا من الرموز الهامة للنظرة الرسمية الإسبانية إلى سكان الصحراء.
بعد انتهاء الحرب الأهلية شرع النظام الإسباني في البحث عن الثروات
الجوفية في الصحراء بما يجعله يؤمن حياة المعمرين الإسبان في تلك المناطق
ويكرس بشكل كبير وجوده فيها، ولهذا الهدف، ولكي تربح إسبانيا الرأي العام
الإسباني إلى جانبها، بدأت في تسويق صورة إيجابية عن الصحراويين والشعب
الصحراوي، صورة مطبوعة بنوع من التكريم، بالرغم من كونها كانت ممزوجة
بالشعور بنوع من الأبوية اتجاههم، تماما كما حصل مع المغاربة.
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسبان حاولوا دائما محو الماضي العربي لكنهم لم يستطيعوا Empty فرانكو كان يعتقد أن استغلال ثروات الصحراء سيسمح لإسبانيا بالبقاء إلى الأبد

مُساهمة من طرف abdelhamid الجمعة 31 يوليو 2009 - 6:59

القلق الذي سبب استقلال المغرب ساهم في انتاج ثنائية الصحراوي الطيب والآخر الشرير

مع بداية الخمسينيات من القرن الماضي بدأ يظهر الاهتمام بالصحراء من قبل
الحكومة الإسبانية، وخصوصا بعد الاكتشافات الأولى للفوسفاط، التي أعطت
مؤشرا على إمكانية استقلالية الصحراء، حتى وإن كان ذلك تحت وصاية إسبانيا.
وقد شكلت زيارة الجنرال فرانكو لتلك المناطق عام 1950 بداية التحول العميق
في تلك المستعمرة وفي ظروف عيش سكانها، حيث شُرع في مسلسل استعماري فعلي
مرتكز على إنشاء مدن جديدة وإقامة بنيات تحتية: مرافئ ومطارات جديدة، طرق
معبدة، ومنشآت استشفائية، إلخ، وبدا كأن إسبانيا بدأت من الصفر، لأنها في
السابق لم تقم بأي شيء ذي بال. وقد ساهمت تلك السياسة التنموية التي
نهجتها إسبانيا، وتمثلت في خلق مناصب شغل وجلب الساكنة المحلية عبر توفير
المساعدات المادية، في انتقال هادئ وتدريجي للساكنة من حياة الترحال إلى
حياة الاستقرار، وساعد على ذلك أن الحدود كانت هشة مما جعل الاستمرار في
الحياة التقليدية القائمة على الترحال صعبا.

قاد هذا الاهتمام بالصحراء باحثا أنثروبولوجيا إسبانيا هو خوليو كارو
باروخا، الذي مولت الإدارة الاستعمارية أبحاثه العلمية، إلى وضع بحثه
المعنون «دراسات صحراوية»، وهي أهم دراسة أنثروبولوجية تعد نموذجا من عدة
أوجه حول السكان الخاضعين للاستعمار الإسباني طيلة القرن العشرين، لم يكتف
فيها بوصف الحياة التقليدية للصحراويين، بل تعداها إلى الشرح والتفسير
بشكل أكثر عمقا.

لقد كان لاستقرار إسبانيا في الصحراء واكتشاف واستخراج ثرواتها مفعول
مزدوج، فمن ناحية زاد ذلك من قناعة نظام فرانكو على ضمان بقائه في المنطقة
إلى الأبد، معتقدا بنوع من الغباء أن تحديث المناطق الصحراوية بإمكانه أن
يدفع منظمة الأمم المتحدة إلى التخفيف من مطالبها بضرورة منح الصحراء
استقلالها، ومن ناحية ثانية أجبر ذلك السلطات الاستعمارية الإسبانية،
المطمئنة إلى وضعها، على وضع مخطط يرمي إلى استيعاب ومساعدة ساكنة
المنطقة، بوصفها مسألة ضرورية وذات أهمية قصوى لضمان استمرار إسبانيا وصية
على أبناء المنطقة، ومن هنا تلك الرسومات التي كانت تظهر الإنسان الصحراوي
كداعم للاستقرار في المنطقة تحت مظلة إسبانيا.

إن ظهور الخيالة والمقاتلين في الرسومات الإسبانية خلال تلك الفترة
له علاقة وطيدة بالصعوبات التي عاشتها إسبانيا في الفترة ما بين 1957و1958
بسبب ما سمي بحرب إفني والصحراء. فالقلق الذي سببه استقلال المغرب
لإسبانيا، والمطالب المتزايدة للدولة الجديدة المستقلة باستعادة إفني
والصحراء، إضافة إلى الدعم الذي كانت توفره الدولة المغربية لجيش التحرير
الوطني، الذي كانت إسبانيا تعتبر أنه مكون من المغاربة وليس من
الصحراويين، كلها عملت على إنتاج ثنائية الصحراوي الطيب والوفي، والمغربي
الشرير والخائن. وفي الواقع كانت نتائج النزاع لصالح الاستعمار الإسباني
جزئية، ذلك أن قبول المغرب لحل جيش التحرير الوطني وعملية التطهير التي
نتجت عن إدماجه داخل المؤسسة العسكرية الرسمية كانت تعني قطيعة المغرب مع
جزء مهم من القيادات الصحراوية التي بدأت منذ ذلك الوقت تواجه خيار إنشاء
دولة صحراوية مستقلة. لقد كان من الطبيعي، في البداية، أن تكون إسبانيا هي
العدو الذي يجب مجابهته بالنسبة للصحراويين، غير أنه في النهاية كان يتوجب
مواجهة المغرب الذي لم يكن مستعدا للتخلي عن الصحراء، ولذا انتشر بين
الجنود الإسبان والمقاتلين الصحراويين شعار»عدو عدوي صديقي»، ونتج عن ذلك
أن التعاطف الأكبر للقيادات العسكرية الإسبانية اتجه ناحية الصحراويين
المنضوين في جبهة البوليساريو فيما بعد، الذين أصبح لهم نوع من التقدير في
أعينهم.
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى