الحيلة عند الحيوان كفيلة بتوفير غذائه وحماية نفسه

من طرف بديعة الأحد 26 يوليو 2009 - 6:41

لم تكن الحيلة مقتصرة على الانسان فقط، وانما ايضا تشمل الحيوان الذي
يمارس انواعا مختلفة من الحيل، اما لتوفير فرصة للحصول على غذائه او
لحماية نفسه من اي هجوم معاد، او كمحاولة منه للتخلص من اي خطر لافتراسه.
وفنون
الحيلة تتنوع حسب طبيعة الحيوان ذاته، فلكل حيلة غرض معين، ولكن ابرز
انواع الحيل الحيوانية تنتمي الى عامل البحث عن الطعام او الصيد او عامل
الحماية الذاتية.

حيلة التخفي تحت أوراق الأشجار
اذا كنت تريد
الذهاب الى جنوب اميركا، فعليك التحوط والانتباه جيدا الى اوراق الاشجار
المتساقطة الخضراء او اليابسة التي تغطي شقوق الصخور المائية او التي تطفو
فوق الماء او على اليابسة، فانها ربما تكون عبارة عن قناع تختفي وراءه
انواع مفترسة من الحيوانات.
فبالنسبة للاوراق التي تطفو فوق الماء، فان
من المحتمل جدا ان تتخفى تحتها انواع من الاسماك التي تهاجم بقوة وعنف،
وخاصة ذلك النوع المعروف بالاسماك «وحيدة اللحية»، التي يكثر وجودها في
انهار ومستنقعات «الامازون» او «ريونيكرو».
ومن حيل الحيوانات الاخرى
مثلا، حيلة اصطياد اليرقات والحشرات التي تستخدمها الخفافيش ذات اللون
الاحمر، والتي يبلغ طولها نحو 12 سنتيمترا.

تزييف المظهر
بعض
الحيوانات تستطيع وبصورة غريزية أو فطرية تغيير شكلها أو ملامحها لحماية
نفسها، فهي من أجل ذلك تتعامل مع متغيرات الطبيعة حسب الضرورات الحياتية.
والمثال على ذلك، الدب الأبيض الذي يدعى بـ «دب الجليد». فجلده في واقع الحال أسود اللون، لكن الشعر الذي يغطيه يتكون من وبر مجوف.
التجويف
الداخلي هو الذي يعكس أشعة الضوء، فيبدو لونه وكأنه أبيض أو حليبي اللون،
وهناك حيوانات أخرى تتميز أيضاً بهذه الظاهرة، أي ظاهرة تزييف المظهر.

الحمام الخداع
بعض
الحيوانات تغير لون ريشها أو وبرها حسب فصلي الشتاء والصيف، ففي الشتاء
عادة ما يكون لونها أبيض وفي الصيف يصبح لونها بنيا، وهذا ما ينطبق على
حمام المزارع الذي يغير لونها الأبيض المكتسب في فترة الشتاء إلى اللون
البني في فترة الصيف.
والسبب طبعاً يكمن في التغطية والتظليل اللذين
يجيدهما هذا النوع من الحمام بسبب كثرة إقامته في المزارع وتنقله فيما
بينها، ولكي يتناسب لون ريشه مع لون الطبيعة التي يعيش فيها.
البروفيسور
ستانيسلاف كومارك من كلية العلوم الطبيعية في براغ، يقول: إن هذه الظاهرة
من شأنها أن تحمي الحيوان من مخاطر البيئة وتجعله قادراً على توفير
مستلزمات طعامه أيضاً، وان تغير لونه يدعى باللغة العلمية Kryptos وهي
مصطلح لاتيني يعني «التخفي».

السرعوف آكل اللحوم
بعض الحيوانات تتخفى بلون النباتات الأخضر أو بلون الأزهار حسب طبيعة الحيوان.
وبالنسبة للحيوانات التي تتخفى بلون النباتات يطلق عليها مصطلح حيوانات الـ Fyton أي الحيوانات التي تتطفل على النباتات.
كما
ان أصنافاً أخرى من هذه الحيوانات النباتية توجد متخفية في المزارع وبين
الأشجار في الغابات، ولا تظهر إلا في فترات البحث عن الطعام.
ومن بينها واحد من الحيوانات الأكثر خبرة في التخفي وهو السرعون الذي يعرف أيضاً بأسماء أخرى مثل «جمل اليهود» أو «فرس النبي».
ويحصي
العلماء نحو 1800 نوع من حيوان «السرعوف» الصيفي الذي يتخفى بأشكال مختلفة
بما في ذلك شكل الصخور الملونة. و«السرعوف» المعروف بـ «جمل اليهود» او
«فرس النبي» يتخفى بين الاشجار والنباتات الخضراء ويكتسب لون الاشجار
الخضراء، كما لو انه يبدو جزءاً من اغصانها الخضراء الفتية، وبهذه الطريقة
يصطاد الحشرات التي قد تحط عليه او تحاول السير بمحاذاته، فيقوم بالامساك
بها بكماشتيه الاماميتين اللتين يبدوان وكأنهما رافعتان قويتان مسننتا
الحافتين، تشبهان المنشار.

التعري موضة تقليدية
ربما تكون حيوانات «الزوبرا» الوحيدة بين الحيوانات التي تملك جلداً مخططاً بلونين هما الابيض والاسود.
وقد فتح هذا الامر نقاشاً طويلاً بين العلماء الذين لم يتوصلوا لحد الآن الى العبرة التي تقف وراء ذلك.

الصيد في المياه ليس نزهة
لعبة
الاختفاء تشمل التماسيح ايضاً، فهذا الحيوان يحاول اصطياد ضحيته بواسطة
الخدعة، فهو من اجل ذلك يذهب للانزواء عند احد سواحل المستنقع او النهر
بمحاذات الصخور المائية، ثم يتوقف عن الحركة كلياً بعد ان يغمس فكه الاسفل
تحت الماء وفكه الاعلى بمحاذات السطح وينتظر طويلاً، حتى تقترب الطيور او
الاسماك او الحيوانات الاخرى منه، وهي تتصور انه جزء من هذه الصخور
المحاطة بالاغصان الساقطة في الماء، وفي لحظة مفاجئة ينقض عليها بفكيه
القويين لاصطيادها وابتلاعها.

الذبابة المضيئة
الذبابة المضيئة
أو «الذبابة الفانوسية»، هي نوع من أنواع الحشرات الاستوائية التي تملك
قابلية الاضاءة أثناء الليل، وهذه الخاصية تجعلها قادرة على اصطياد
الحشرات الصغيرة التي تبحث عن الضوء، فتتوهم بضوء هذه الحشرة فتقع بين
مخالبها.