نزالة بني عمار تعيد الاعتبار للحمار.. الذي لا يحب التكرار

أعادت نزالة بني عمار ضمن مهرجانها السنوي، الذي يخصص "نشاطا" كبيرا، ضمن فقراته، لتكريم السيد الحمار، والتذكير بماله من أفضال على أهل النزالة والنزالات المجاورة.

أعادت هذه التظاهرة الفريدة في العالم العربي، إلى الأذهان أول جمعية تأسست بمصر المحروسة، في سنة 1930، على يد الفنان الراحل زكي طليمات، وكان دستورها المؤسس يؤكد ضرورة رعاية حقوق هذا الحيوان المسمى الحمار.

وجاء تأسيس هذه الجمعية كرد فعل ضد إغلاق سلطات الانتداب البريطاني لمعهد الفنون المسرحية، وانضم إلى عضويتها عدد من مشاهير الفكر والأدب في مصر، من بينهم الكاتب الكبير توفيق الحكيم، والصحافية اللامعة وسيدة المجتمع روز اليوسف، وأعيد تأسيس الجمعية سنة 2004 كجمعية خيرية بهدف رعاية نحو نصف مليون حمار مصري.

وبعيدا عن تمثلات الحمار في الثقافة العربية وفي الإرث الشفاهي المغربي، وهو إرث غني ومعبر، فإن الانضمام إلى جمعية الحمير يخول لصاحبها التدرج في الرتب، من جحش إلى حمار صغير، ثم إلى حمار كبير، وحمار صاحب حدوة، وحمار صاحب بردعة، وهي رتب دونها والقتاد، لا يصل إليها إلا العضو "الحركي".

لكن الأغرب طبعا، هو مطالب "جمعية الحمير العالمية"، التي تكاد توازي مطالب أي جمعية "حقوقية" جادة، ومن مطالبها الأساسية: توفير السكن المريح، مع خدم من الدرجة الأولى، وتوفير الشعير الممتاز، وغسل وتشحيم الحمار كل يوم صباحا ومساء، والعمل على إنشاء قناة فضائية خاصة بالحمير.

غير أن جمعية نزالة بني عمار لا تمنح نياشين لأشخاص، ولا تقبل عضويات، بل تمنح جوائز مادية وعينية لأجمل حمار وأسرع حمار، وأجمل عينين في سلالة الحمير أجمعين. فقفة الشعير أفضل من كل التوقير. في الصورة الأولى، يظهر نبيل ملك جمال الحمير، وفي الثانية الحمار اشطيبة، الذي فاز بسباق السرعة.
المغربية