رسالة الى ابنتي
صفحة 1 من اصل 1
19022010
رسالة الى ابنتي
الى الذين سألوا عني
قبل حاولي أربعين سنة كان تطلعي يبحث عن لون له على بساط الآفاق. كنت مسكونا بجنون الرحيل لأني كنت أرى حولي ان الجميل هو من يتملك القدرة على الرحيل.
أحتاج إلى معجزة تنتزعني من غيابك، و لأني لا استطيع ان اكون رسولا مني إلى نفسي، وما دام الأمر بهذا القدر من الاستحالة، فلأمنح طاقة كل المردة الذين شيدوا عمران الأساطير من اجل تمكيني من ولادة جديدة، و إلا فلتلغ ذاكرتي لأتمكن من أن اتيه عن نفس ما عادت قادرة على اجتثاث غيابها من هذا الحضور المطلق الذي تمارسه أطيافك.
كثيرا ما نصحتك من ان لا تكتبي عن تجربة ما و انت لا زلت محاصرة داخلها. و نبهتك أيضا للفداحة التي يمكن ان تنجم عن تسليط مجهرك على ذاتك في لحظات مليئة بالحساسية. لكني ألقي الآن بكل ذلك جانبا و أفعل العكس.
لا تتصوريني بئيسا رغم كم الحزن الذي يغلف قلبي. لانه بتواز تام مع ذلك، تمتد على جوانب جزر الكآبة شطآن هائلة من الفرح و الرضى.
أنا حزين لأني لا أستطيع تكسير قانون الحتمية وتغيير طبيعة الأشياء. و في منتهى الفرح و الانتشاء لأاني نجحت رغم كل عوامل الإحباط في ان اهدي الحياة ومضة نور في زمن ينحو بشدة نحو الكسوف التام.
غاليتي
أنت تعيشين الآن الحكاية نفسها مع فارق في التفاصيل.
قبل حاولي أربعين سنة كان تطلعي يبحث عن لون له على بساط الآفاق. كنت مسكونا بجنون الرحيل لأني كنت أرى حولي ان الجميل هو من يتملك القدرة على الرحيل.
كل الذين تنفسوا برئة ضخمة كانوا يعودون من البعيد. كل الذين استطاعوا دفع الناس للاعتقاد بان عقولهم محدودة كانوا ياتون من البعيد. و كان لا بد من الاعتقاد أن القزم هو من لا يقوى على الرحيل، ولذلك كنت في كل صباح جديد أتطلع إلى جناحي لأتأكد ما إن كانت قد تقوت ليصبح في مستطاعها حمل جسد أنهكه حلم الرحيل.
كل صباح كنت احضر إلى محطة القرية لممارسة الاحتفاء بالحافلة المغرقة في محاورة البعيد لحد انه لو كان لها ذاكرة، لأصبح بإمكانها ان تتبينني من بين ملايين البشر.
كنت انظر للقادمين و احاول رصد ذلك الشئ العجائبي الذي سيمضون سنوات و شهور وهم ينتشون بالحديث عنه. و احاول استباق الوقائع و انا اتفحص ملامح وجوه الراحلين لرصد عدد المواعيد الدافئة التي في الانتظار، و حجم المتع التي سيحيونها و تجعلهم في النهاية يعودون و قد صاروا أكثر طولا وجبروتا.
ما كان ممكنا يا عزيزتي أن انظر شرقا، لأني كنت أقصى جهة الشرق التي تصل إليها ناقلة الاحلام. و لان الأبجدية هي أضعف من ان تكون لغة العشق، فقد كان قدري أن أغرق في محاورة الأطياف المترسبة في ذاكرة كانت تستعير دفء الآخرين لايقاد حرارة قد تغري الحياة يوما بمد اوصالها في شراييني.
أستعيد مقاطع الحوارات الدافئة التي كنت أسترقها من عابرين كانوا على مشارف الرحيل. أستعرض الوجوه و ترتيب المقاعد. طريقة استعراضها للمشاهد التي تتراءى لها من نافذة المكوك العابر للاحلام. غير اني كنت أضيف إليها الاهم حين كنت أضع رأسي على الوسادة، و الغي كل السلط ليستقيم الكون تحت ظل سلطتي وحدها بشكل أكد لي أن اعتى آيات الاستبداد لا يمكن ان تؤسسها سوى عاطفة جياشة مجنونة.
حل يوم رحيلي يا فدوى. لكني لم اجد نفسي في حاجة إلى تشغيل محركاتي، لأنها كانت في اوج تأهبها من زمان. لكني لم اجمع كل أشيائي كما فعلت انت و كأن البحر سيغرق كل المساحات التي ستتركينها خلفك بما في ذلك وجودنا. وهو شعور وجدته في منتهى القسوة و الألم لم استطع استيعابه رغم تفهمي لكل احاسيسك، وهو ما لا اجد بصدده سوى هذه الدمعة الساخنة العنيدة التي تشق مسار نزولها على مهل …
رسالة الى ابنتي :: تعاليق
رد: رسالة الى ابنتي
طوبى لك فدوى..حنان وحب ابيك اتقدا في بعدك..ليت حنانك وحبك له يتقدا في بعده عنك..جميل ان تشعر ان من تحبه وتضحي من اجله يبادلك نفس الحب او اكثر ويضحي بدوره من اجل جعل تضحياتك من اجله تزهر ثم تثمر..ليست هناك سعادة اكبر من سعادة الوالدين بنجاح ابنهما او ابنتهما وقد بلغ (ت) ما كانا يأملانه له (ها) وما كان (ت) هو (هي) يرغب (ترغب) فيه..هنيئا لكما معا .
الســـــــــــــــلام عليكــــــم ورحمة الله تعـــــالــى وبــركــــــــاته
أين غبت يا أستاذنا الفاضل سي عبد الله البقالي لقد اشتقنا لك ولكتاباتك الأكثر من رائعة، لم هذا الطلاق يا غالي ؟؟؟ أرجو أن يكون المانع خيراً إن شاء الله. لا تنس يا غالي إننا في انتظارك... على أحر من الجمر. تحيــــــــــــــاتي.
أين غبت يا أستاذنا الفاضل سي عبد الله البقالي لقد اشتقنا لك ولكتاباتك الأكثر من رائعة، لم هذا الطلاق يا غالي ؟؟؟ أرجو أن يكون المانع خيراً إن شاء الله. لا تنس يا غالي إننا في انتظارك... على أحر من الجمر. تحيــــــــــــــاتي.
شكرا ابن الاطلس لتفضلك بالسؤال عني.
لفتتة طيبة منك. انا بخير. انشغلت قليلا. و لم اداوم الحضور مع الأسف.
شكرا لك مرة اخرى.
لفتتة طيبة منك. انا بخير. انشغلت قليلا. و لم اداوم الحضور مع الأسف.
شكرا لك مرة اخرى.
مواضيع مماثلة
» قالت لي ابنتي
» رسالة من شاب إلى حبيبته
» رسالة من عمر بنجلون إلى المحجوب بن الصديق
» رسالة من الحدود / شعر: سميرة فرجي
» صدق او لا تصدق
» رسالة من شاب إلى حبيبته
» رسالة من عمر بنجلون إلى المحجوب بن الصديق
» رسالة من الحدود / شعر: سميرة فرجي
» صدق او لا تصدق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى