تثبيت عقيدة التوحيد
صفحة 1 من اصل 1
تثبيت عقيدة التوحيد
قد لا يكون الأمر في حاجة إلي عقد مؤتمرات لتثبيت عقيدة التوحيد لكن اللغطالذي أثير خلال الأسبوع الماضي حول الآية القرآنية الكريمة "لقد كفر الذينقالوا إن الله هو المسيح ابن مريم" كشف حاجة البعض ممن كنا نظنهم مثقفيندينياً إلي بعض المعلومات الأساسية ليستقر في ضمائرهم أن جوهر رسالةالإسلام هو التوحيد الخالص للخالق جل شأنه.. وتنزيهه سبحانه عن الشبيهوالشريك والولد والصاحبة.
لقد تساءل البعض في مؤتمر تثبيت العقيدة الأورثوذكسية بالفيوم: هلهذه الآية نزلت بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم.. وهل عثمان بن عفانرضي الله عنه هو الذي وضعها في القرآن الكريم ليحدث بها تناقضاً عقائدياًبين الإسلام والمسيحية؟!
والسؤال بهذا الشكل فيه تلميح وتشكيك.. وفيه خوض غير مقبول في قضاياعقائدية لا تحتمل المناقشة والجدل.. بل ولا تحتمل الحوار إلا إذا كان بهدفالعلم.. وقد ركزنا مراراً وتكراراً علي أن الحوار يكون حول القضاياالأخلاقية والمعيشية والقيم المشتركة التي تساعد علي التعايش ولم الشملبين أبناء الوطن الواحد.. وبين الاخوة في الإنسانية.. أما قضايا العقيدةفالاقتراب منها خطر.. وضرره أكثر من نفعه.
وعلي كل حال فإن الإجابة عن سؤال مؤتمر الفيوم لا تحتمل غير وجهواحد.. صريح وحاسم ومحدد.. لا يصلح فيه التأويل أو ابتداع تفسير مستحدثلرفع التناقض وتقريب وجهات النظر.
المعلوم من الإسلام بالضرورة لكل من له أدني معرفة ان القرآن الكريمهو كلام الله جل شأنه.. ليس فيه نقطة ولا شكلة ولا حرف ولا كلمة ولا آيةإلا ما نزل علي قلب النبي صلي الله عليه وسلم من وحي السماء.. لم يضف إليهشيء من خارج الوحي الإلهي.. لا من اجتهاد محمد نفسه ولا من اجتهادأصحابه.. ولم يكن لمحمد شريك في تلقي الوحي أو مساعد أو وزير.
وقد حفظ الصحابة القرآن الكريم في صدورهم كما أنزل.. وكما يحفظهالمسلمون اليوم دون زيادة أو نقصان.. وعندما جمعه سيدنا عثمان ليكتب فيمصحف واحد أخذه من الصحابة جميعاً.. وعلي سبيل التوقيف.
ومن هنا كانت شهادة الله عز وجل لكتابه العزيز بأنه "لا يأتيه الباطلمن بين يديه ولا من خلفه".. وهي شهادة قائمة ومستمرة إلي يوم الدين.. يؤمنبها كل من يؤمن بالإسلام ديناً وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبياً ورسولا.
والآية التي بين أيدينا.. والتي طرحت في مؤتمر الفيوم.. لا تتناقض معجوهر الديانة المسيحية علي اطلاقها.. فهناك مذاهب وطوائف مسيحية تؤمن بأنالسيد المسيح عليه السلام نبي ورسول وليس هو الله.. وليس ابن الله.. وهذهالمذاهب تتفق تماماً مع ما جاء به القرآن الكريم.. وفي كل الأحوال فإنحرية الاعتقاد مكفولة للجميع.. وعلي أتباع المذاهب والأديان المختلفة أنيتعايشوا معاً في أمان واحترام متبادل.. ولو شاء الله لجعل الناس أمةواحدة وعقيدة واحدة.. لكنه أراد سبحانه أن يختلفوا ويتمايزوا.. فالعقيدةاليهودية تختلف عن المسيحية.. والمسيحية تختلف عن الإسلام.. والإسلاميختلف عن العقيدتين.
والآية الكريمة "لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم"تمثل أحد الوجوه الأساسية للتمايز والاختلاف بين الإسلام وكل من الديانتيناليهودية والمسيحية.. فقد قال أتباع اليهودية عزير ابن الله وقال أتباعالمسيحية المسيح ابن الله.. أما الإسلام فقد أكد في مواضع كثيرة بالقرآنالكريم وحدانية الله.. وتنزهه سبحانه عن ان يكون له شريك في ملكه.. أب أوأم أو ابن أو زوجة.
ثم ان هذه الآية الكريمة "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابنمريم" ليست مقحمة علي السياق القرآني.. وليست متفردة في نفي ألوهية السيدالمسيح.. وإثبات وحدانية الخالق جل في علاه.. ولو كانت كذلك لجاز أن يظنالظانون بها ظن السوء.. لكنها واحدة من الركائز الأساسية في القرآن الكريمالتي تتناول مسألة التوحيد بأسلوب توكيدي قاطع وحاسم لا يحتمل التأويل..وقد جاء قبلها وبعدها آيات كثيرة تنسجم معها.. وتصب في نفس الهدف.. ومنهذه الآيات ما يلي:
يقول تعالي: "قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد".
ويقول: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد".
ويقول: "ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقةكانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أني يؤفكون".
ويقول: "وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة".
ويقول: "إذ قال الله يا عيسي إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا".
ويقول: "وإذ قال الله يا عيسي ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأميإلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ان كنتقلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علامالغيوب".
وهكذا فإن رسالة التوحيد واضحة جلية في القرآن الكريم.. بل هي جوهرالإسلام وذروة سنامه.. والآية الكريمة التي أثيرت في مؤتمر الفيوم وردت فيالقرآن الكريم مرتين بنفس التركيبة.. الأولي في الآية رقم 17 بسورةالمائدة والثانية في الآية رقم 72 بسورة المائدة أيضاً.. ومن ثم فإن الزعمبأنها اضيفت إلي القرآن الكريم بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم يعدزعماً مضحكاً ولا يبتغي غير التضليل عن الحق.
ثم ان لفظ الكفر هنا ليس سباً ولا يحمل إساءة لأي طرف.. لكنه دلالةعلي نقيض الايمان.. والكفر ليس مذموماً في كل الحالات والإيمان ليسممدوحاً في كل الحالات.. والقرآن الكريم ذم الذين يؤمنون بالجبت والطاغوتفي سورة النساء وامتدح أصحاب إبراهيم عليه السلام الذين قالوا لقومهم "إنابرءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوةوالبغضاء أبدا" في سورة الممتحنة.
فلينظر كل منا بماذا يؤمن وبماذا يكفر.. تلك هي القضية.. وليتركللآخرين حرية الاعتقاد التي أقرتها الشرائع جميعاً.. فمن شاء فليؤمن ومنشاء فليكفر.. و"لا إكراه في الدين".
بقلم: مؤمن الهباء
لقد تساءل البعض في مؤتمر تثبيت العقيدة الأورثوذكسية بالفيوم: هلهذه الآية نزلت بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم.. وهل عثمان بن عفانرضي الله عنه هو الذي وضعها في القرآن الكريم ليحدث بها تناقضاً عقائدياًبين الإسلام والمسيحية؟!
والسؤال بهذا الشكل فيه تلميح وتشكيك.. وفيه خوض غير مقبول في قضاياعقائدية لا تحتمل المناقشة والجدل.. بل ولا تحتمل الحوار إلا إذا كان بهدفالعلم.. وقد ركزنا مراراً وتكراراً علي أن الحوار يكون حول القضاياالأخلاقية والمعيشية والقيم المشتركة التي تساعد علي التعايش ولم الشملبين أبناء الوطن الواحد.. وبين الاخوة في الإنسانية.. أما قضايا العقيدةفالاقتراب منها خطر.. وضرره أكثر من نفعه.
وعلي كل حال فإن الإجابة عن سؤال مؤتمر الفيوم لا تحتمل غير وجهواحد.. صريح وحاسم ومحدد.. لا يصلح فيه التأويل أو ابتداع تفسير مستحدثلرفع التناقض وتقريب وجهات النظر.
المعلوم من الإسلام بالضرورة لكل من له أدني معرفة ان القرآن الكريمهو كلام الله جل شأنه.. ليس فيه نقطة ولا شكلة ولا حرف ولا كلمة ولا آيةإلا ما نزل علي قلب النبي صلي الله عليه وسلم من وحي السماء.. لم يضف إليهشيء من خارج الوحي الإلهي.. لا من اجتهاد محمد نفسه ولا من اجتهادأصحابه.. ولم يكن لمحمد شريك في تلقي الوحي أو مساعد أو وزير.
وقد حفظ الصحابة القرآن الكريم في صدورهم كما أنزل.. وكما يحفظهالمسلمون اليوم دون زيادة أو نقصان.. وعندما جمعه سيدنا عثمان ليكتب فيمصحف واحد أخذه من الصحابة جميعاً.. وعلي سبيل التوقيف.
ومن هنا كانت شهادة الله عز وجل لكتابه العزيز بأنه "لا يأتيه الباطلمن بين يديه ولا من خلفه".. وهي شهادة قائمة ومستمرة إلي يوم الدين.. يؤمنبها كل من يؤمن بالإسلام ديناً وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبياً ورسولا.
والآية التي بين أيدينا.. والتي طرحت في مؤتمر الفيوم.. لا تتناقض معجوهر الديانة المسيحية علي اطلاقها.. فهناك مذاهب وطوائف مسيحية تؤمن بأنالسيد المسيح عليه السلام نبي ورسول وليس هو الله.. وليس ابن الله.. وهذهالمذاهب تتفق تماماً مع ما جاء به القرآن الكريم.. وفي كل الأحوال فإنحرية الاعتقاد مكفولة للجميع.. وعلي أتباع المذاهب والأديان المختلفة أنيتعايشوا معاً في أمان واحترام متبادل.. ولو شاء الله لجعل الناس أمةواحدة وعقيدة واحدة.. لكنه أراد سبحانه أن يختلفوا ويتمايزوا.. فالعقيدةاليهودية تختلف عن المسيحية.. والمسيحية تختلف عن الإسلام.. والإسلاميختلف عن العقيدتين.
والآية الكريمة "لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم"تمثل أحد الوجوه الأساسية للتمايز والاختلاف بين الإسلام وكل من الديانتيناليهودية والمسيحية.. فقد قال أتباع اليهودية عزير ابن الله وقال أتباعالمسيحية المسيح ابن الله.. أما الإسلام فقد أكد في مواضع كثيرة بالقرآنالكريم وحدانية الله.. وتنزهه سبحانه عن ان يكون له شريك في ملكه.. أب أوأم أو ابن أو زوجة.
ثم ان هذه الآية الكريمة "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابنمريم" ليست مقحمة علي السياق القرآني.. وليست متفردة في نفي ألوهية السيدالمسيح.. وإثبات وحدانية الخالق جل في علاه.. ولو كانت كذلك لجاز أن يظنالظانون بها ظن السوء.. لكنها واحدة من الركائز الأساسية في القرآن الكريمالتي تتناول مسألة التوحيد بأسلوب توكيدي قاطع وحاسم لا يحتمل التأويل..وقد جاء قبلها وبعدها آيات كثيرة تنسجم معها.. وتصب في نفس الهدف.. ومنهذه الآيات ما يلي:
يقول تعالي: "قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد".
ويقول: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد".
ويقول: "ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقةكانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أني يؤفكون".
ويقول: "وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة".
ويقول: "إذ قال الله يا عيسي إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا".
ويقول: "وإذ قال الله يا عيسي ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأميإلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ان كنتقلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علامالغيوب".
وهكذا فإن رسالة التوحيد واضحة جلية في القرآن الكريم.. بل هي جوهرالإسلام وذروة سنامه.. والآية الكريمة التي أثيرت في مؤتمر الفيوم وردت فيالقرآن الكريم مرتين بنفس التركيبة.. الأولي في الآية رقم 17 بسورةالمائدة والثانية في الآية رقم 72 بسورة المائدة أيضاً.. ومن ثم فإن الزعمبأنها اضيفت إلي القرآن الكريم بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم يعدزعماً مضحكاً ولا يبتغي غير التضليل عن الحق.
ثم ان لفظ الكفر هنا ليس سباً ولا يحمل إساءة لأي طرف.. لكنه دلالةعلي نقيض الايمان.. والكفر ليس مذموماً في كل الحالات والإيمان ليسممدوحاً في كل الحالات.. والقرآن الكريم ذم الذين يؤمنون بالجبت والطاغوتفي سورة النساء وامتدح أصحاب إبراهيم عليه السلام الذين قالوا لقومهم "إنابرءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوةوالبغضاء أبدا" في سورة الممتحنة.
فلينظر كل منا بماذا يؤمن وبماذا يكفر.. تلك هي القضية.. وليتركللآخرين حرية الاعتقاد التي أقرتها الشرائع جميعاً.. فمن شاء فليؤمن ومنشاء فليكفر.. و"لا إكراه في الدين".
بقلم: مؤمن الهباء
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» صور شاهدة
» التوحيد
» فضل كلمة التوحيد وثمارها
» ماذا بعد قرار الأمم المتحدة رفع وضع السلطة الفلسطينية ؟ الفلسطينيون أمام معركة تثبيت حل الدولتين
» حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب/سعد الدين العثماني
» التوحيد
» فضل كلمة التوحيد وثمارها
» ماذا بعد قرار الأمم المتحدة رفع وضع السلطة الفلسطينية ؟ الفلسطينيون أمام معركة تثبيت حل الدولتين
» حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب/سعد الدين العثماني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى