فضل كلمة التوحيد وثمارها

يقول الله - عز وجل -:

"شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم"

وقال - صلي الله عليه وسلم -: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله".

وقد ورد أن كليم الله "موسي بن عمران" سأل ربه أن يخصه بشيء يذكره به
ويدعوه به. فقال الله: يا موسي قل: لا إله إلا الله. فقال: يا رب كل الناس
يقول ذلك.

فقال الله: وعزتي وجلالي يا موسي لو أن السماوات السبع والأراضين
السبع وضعت في كفة ولا إله إلا الله في كفة لرجحت كفة لا إله إلا الله".

و"لا إله إلا الله" هي كلمة الولاء والبراء. إذ يتبرأ قائلها من
عبودية من سوي الله - عز وجل - ويعلن كامل الولاء لله الذي خلقه فسواه
فعدله في أي صورة ما شاء ركبه.

وهي القول الثابت الذي يفتح الله به أبواب النجاة أمام العبد المؤمن
في دنياه وأخراه. قال - جل في علاه - "يثبت الله الذين آمنوا بالقول
الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة..."

وهي الكلمة الطيبة التي ضرب الله بها المثل للناس لعلهم يتذكرون وعن
ضلالهم وغيهم يرجعون وإلي ربهم بالحسني والعمل الصالح يفرون فقال - عز وجل
-: "ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في
السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم
يتذكرون".

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلي الله عليه
وسلم: "جددوا إيمانكم" قيل: يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟!! قال:
"أكثروا من قول لا إله إلا الله".

وثمرات "لا إله إلا الله" لا مقطوعة ولا ممنوعة. فقد بلغت من الكثرة
حداً لا يحد وعدا لا يعد. نسوق منها علي سبيل التذكر والاعتبار وقربي لله
العزيز الغفار ما يلي:

* من قالها مخلصا بها قلبه طمست سيئاته وبدلت حسنات.

فقد أخرج الطبراني عن أبي جابر أنه سمع مكحولا يحدث قال: جاء شيخ كبير
هرم قد سقط حاجباه علي عينيه فقال: يا رسول الله رجل غدر وفجر ولم يدع
حاجة ولا داجة إلا اقتطفها بيمينه لو قسمت خطيئته علي أهل الأرض لأوبقتهم
فهل له من توبة؟

فقال النبي - صلي الله عليه وسلم -: "أأسلمت؟" قال: أما أنا فأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله. فقال النبي -
صلي الله عليه وسلم -: "فإن الله غافر لك ما كنت كذلك ومبدل سيئاتك حسنات"
فقال: يا رسول الله وغدراتي وفجراتي؟

فقال: "وغدراتك وفجراتك" فولي الرجل يكبر ويهلل.

* تجلب لصاحبها شفاعة سيد الأولين والآخرين يوم القيامة. عن أبي هريرة
- رضي الله عنه - قال: قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم
القيامة؟ فقال: "أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله
خالصاً من قلبه أو نفسه".

* تذهب عمن قالها الحزن يوم الفزع الأكبر.

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلي الله عليه
وسلم -: "ليس علي أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا منشرهم وكأني
أنظر إلي أهل لا إله إلا الله وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون: الحمد
لله الذي أذهب عنا الحزن".

بقلم الشيخ : محمد جابر كامل السيد