النقاش للنص وليس لصاحبه .. في حـوار الأميــر - عبد الصمد بلكبير
صفحة 1 من اصل 1
النقاش للنص وليس لصاحبه .. في حـوار الأميــر - عبد الصمد بلكبير
في نقاش الأمير هشام حرج ناتج عن التباسات:
-1 الوضع الاجتماعي-السياسي، والمواقف المتميزة، ولعلها موروثة، والتي قدتبدو وكأنها عائلية، وأحيانا حتى شخصية، للأمير. فهو يقدم كما لو كانمظلوما ومستهدفا، ولعله أيضا موتور، فتتداخل لذلك شروط الشخص بموضوعاتالكتابة وأهدافها (؟!)
-2 تقصد البعض، أن يؤطر كتاباته ويوظفها خارج مضمونها، فأثر لذلك صبغهبـ»الأحمر»، على قراءة نصوصه، والحال أنه لم يكتسب بعد، وحتى اليوم، لونابالذات.
-3 إن الأمير فاجأ انتظارات الناس منه، وذلك من حيث عدم انسجام وسائله معغاياته المعلنة، فـ»منطق» سياسة المصلحة الوطنية، كان يقتضي في العرفالسائد استثمار موقعه بطريقة مختلفة، أكثر جدوى وأقل خسارة، وإلا فهو يكررخطأ السابقين إلى الدرب الذي اختاره، والذين سهلوا بسلوكهم، استمرارالإدارة الاستعمارية واستمرار حكم حلفائها والاتباع.
-4 إن بعض الأشخاص الذين ربطوا أسماءهم بشخص الأمير ومواقفه، (وربماتمويلاته أيضا) عن صدق أو انتهاز أو تخذيل... ربما أساؤوا إلى صورتهوبالتالي نصوصه..
-5 يجب علي التصريح، أنني كغيري أتعاطف مع المواقف والنوايا المعلنةللأمير، غير أن وعيها وتصريفها السياسيين وخلفياتها الفكرية. أمر آخر، هوما سيحاول هذا الحوار، الوقوف عند بعضه بمناسبة مقالته «المثقفون العرببين الأصوليات والدول»
-6 درءا لاحتمال تحول الحوار إلى جدال، أربأ بنفسي وبالأمير عن الانزلاقإليه، أفضل أن تكون صيغته فكرية لا سياسية وإيجابية لا سجالية.
مرجعي هو النص المنشور للمقالة باللغة العربية. ولا أدري فيما إذا كانالكاتب يتحمل مسؤوليتها كاملة. النقاش إذن هو للنص أكثر منه لصاحبه، خاصةوثمة أكثر من قرينة على أن الترجمة غير موثقة.
1 - على نمط أغلب كتابات الاستشراق التي ينتقدها هو نفسه، لا نستطيع فكالارتباط في المقالة بين ما هو وصف أو إخبار أو تحليل ومواقف الكاتب، وهوأمر يربك النقاش ويعكر وضوحه المطلوب (المسألة اللغوية مثلا)
2 - عدم ضبط حدود المكان وحدود الزمن موضوع أطروحته، فهو بالرغم من حديثهعن «القرنين الأخيرين» إلا أن بعض استشهاداته تعود إلى عصر «علم الكلام»مثلا.
3 - إذ كانت المفاهيم هي مفاتيح كل فكر، وكانت المصطلحات هي عناوينها.. فثمة تشوش كبير على هذا المستوى، التعميم، ومن ذلك مثلا:
أ- مصطلح «الإسلام» فسواء أكان إسلام الواقع أو إسلام التاريخ أو إسلامالنص.. فليس هنالك انسجام أو تطابق.. بل على العكس، ثمة ما لا حصر لعددهمن التأويلات ومن الممارسات ومن المفهومات... فعـن أي إسـلام يتصـلالموضوع...(؟!)
ب-«العرب» بأي معنى: «عرقي» وهو أمر لا قيمة له علميا وتاريخيا وواقعا (مصطلح استعماري-عنصري في جذوره).
«من يتكلم العربية» وهو التعريف النبوي للمصطلح.
أم هم المستوطنون في جغرافيا (طبيعية، اقتصادية، بشرية...) محددة، وهذايشمل الكثيرين... وذلك تماما كما نقول عن الهنود أو الصينيين أنهم كذلك معأنهم شعوب وأديان ولغات... أو عن الألزاس...إنها فرنسية، رغم اختلافلغتهم...
ت-«البورجوازية» (العربية): وهذه حالات وتناقضات، أهمها اليوم:
ت/1 - تلك المرتبطة منها بإدارات دولها، من تم بالسوق والمصالح المعولمةلاستراتيجية الرأسمالية الأمبريالية، وهي اليوم السائدة والحاكمة،وأوصافها لاحصر لها (وسيطة، طفيلية، تابعة...)
ت/2 - من تتناقض مصالحها مع هيمنة و/أو سيطرة رأسمال الأجنبي (=الاستعمار)وحليفه أو تابعه في الداخل (=الاستبداد) وهذه عموما من تستحق نعتهابالوطنية (قومية و/أو إسلامية) وهي من انهزم كإدارة (مصر، العراقوالجزائر) غير أنها تنبعث مجددا في المجتمع بقميص إسلامي غالبا، وهي فيصعود وانتشار، وتنجح حيثما وكيفما توسلت سياسيا (بالانتخابات، بالانتفاضة،بالانقلاب وبالمقاومة الوطنية...)
4 - ثمة تشوش مصطلحي، وذلك مثلا عند إيراد مصطلحات متعددة لمفهوم واحد، مثلا: الإسلاميون / الأصوليون / السلفية / المتطرفون(؟!)
وأخرى يقع الخلط بين مفهومين أو مرحلتين، في تاريخ ذات المصطلح من ذلك «السلفية» فهذه اليوم غيرها في القرنين السابقين:
أ-لم تكن سلفية العصر العربي الحديث سوى إيديولوجيا الحداثة معربة أومسوغة تراثيا (علي لفولتير /ابن مسكويه وأخوان الصفا... لداروين / ابنخلدون لكونت...إلخ) وهي من أسس للمجتمع المدني العربي (الأحزاب ، النقابات، الصحافة ، المدارس الحرة- الأدب والإصلاح اللغوي...) ولم تكن في ذلك سوى«مقلدة» للحاضر الغربي، لا لماضيها بالأحرى. صنيع أمها أو شقيقتهاالأوربية، والتي عمدت هي قبلها، ومن أجل المستقبل إلى العودة نحو الماضياليوناني (المادية، العقلانية...) والروماني (القانون بديلا للشريعة)واليهودي... سبيلا للنهوض ثم للتنوير ثم للثورة (في فرنسا كانت ذروتها) مايسمى بالتاريخ المستعار أو الاستعاري...
ب- أما السلفية المعاصرة، وهي بعد في طور «مفاجئاتها»، فهي محاولة إنقاذلفشل السابقة عليها في المقاومة، كما في المصالحة مع الرأسماليةالاستعمارية (الغرب شجعها ثم خذلها) ، ولذلك تعود القهقرى نحو ماض أعرقللدين وللتراث، نحو الفطرة، نحو الجسد، نحو العفوية، نحو الشفوية، ونحوالتضحية (=القربان).
في الحالتين، فلم تكن السلفية ولا هي اليوم، أرتوذوكسية إلا صوريا ومن أجل التسويغ واكتساب الشرعية ليس غير.
وتكون الرجعة أعرق، كلما كانت إرادة القفز أبعد (؟!).
5 - مسألة الثقافة، ومن ثم المثقفين، تطرح مسألة التداخل.
ثمة تداخل لمستويات حقل ومفهوم الثقافة في المقال، فهذا المصطلح لمفهوم أديولوجي ملتبس جدا، ويحتاج إلى تدقيق في كل حين وكل حالة.
يمكن، وربما يجب، التمييز بين مستويات ثلاثة له على الأقل:
1 - الثقافة بإطلاق أو بإضافة صفة «العالمة» وهذه ظاهرة: تاريخية /واعية/نخبوية/كتابية / تراكمية/ ذات بعد إنساني وعالمي /مكتسبة / هادفة...إلخ.
2 - الثقافة الشعبية بمعنى الفلكلور وهي: موروثة /لا تاريخية / طبيعية(=جغرافية) (ثقافة الجبل غيرها في السهل والساحل والصحراء والغابةوالجليد...) معاشية/سلوكية / عفوية / شفوية / شكلية...إلخ.
3 - الثقافة الجماهيرية: وتكمن خصوصيتها في وسائلها (=رسائلها): إذاعة ، تلفزة ، سينما ، كاسيت ، مهرجان...إلخ.
لاشك أن بين هذه المستويات علاقة بل علاقات، ولكن العلاقة لا تتم إلا بينمنفصلين، الأمر الذي يعني تميزها عن بعض.. وهو ما لا نلمس أثرا له فيالمقالة.
6 - ينعكس ذلك على مستوى مفهوم «المثقف» والذي هو ظاهرة مرتبطة تاريخيابالقرن 17 الأوربي (التاريخ العربي لم يدرس بعد..) وذلك عندما تمكنالمجتمع (=البورجوازية) من توفير الاستقلال المادي، لحامل سلاح المعرفة،عن إدارة الدولة. وأضحت المعرفة لذلك، ولأول مرة، في خدمة المجتمع ولمصلحةأهدافه في تغيير إدارة الدولة.. وذلك بعد أن كانت في خدمة الدولة حصرا،تكرس ولا تغير، تزكى ولا تنتقد، تسوغ ولا تكشف...
منذ محمد بن ع. الوهاب والأفغاني والكواكبي... مرورا بطه حسين وعلالالفاسي وجبران ومحفوظ والمجاطي ودرويش...إلخ كل ذلك التاريخ من صراع الفكروالصحافة والرواية والمسرح والقصة والسينما...إلخ هو تاريخ ثقافة ومثقفيالمجتمع بقيادة طبقته الوسطى المواطنة والمناضلة... انتهى اليوم إلىالإخفاق الاقتصادي-الاجتماعي، الثقافي-السياسي... قبل العسكري.
ليست المسألة سيكولوجية إذن (جبن، انتهاز...) بل اجتماعية-تاريخية بالأحرى، انهزام طبقة لا نخبة، ونهاية مرحلة لا نهاية التاريخ.
ملاحظة: ينبعث اليوم «مثقف» عضوي جديد: فطري-شفوي-شعبوي-أقل عقلانية، أكثرحركية ،ذاكرته متخففة من التراث، وتأويلاته له، تخضع لمطالبه منه (=خياله)باختصار فهو أمي، نسبة إلى البعد الأنثوي في الأم لا الذكوري في ثقافةآبائنا جميعهم... هذا النموذج المعاصر، هو اليوم العدو الألذ للاستعمار،كما للاستبداد...
7 - بعض أزمات مناهج المعرفة والعلم، تقتضي اليوم تداخلها واستفادة بعضهامن بعض ومن الثخوم المشتركة فيما بينها، يتم ذلك عند اقتضاء الحاجة لاالمزاج كما في المقالة، من ذلك:
أ-استعارة المقالة لمفهوم ازدواج الشخصية من حقله المخصوص والمرضي، لوصف حالة اجتماعية تفسيرها متيسر وأفيد وإيجابي بغير ذلك.
- فالصراع قانون عام يحكم شروط قرارات وسلوكات الأفراد، فضلا عن المجتمعات والدول... وهو لذلك ليس مرضا.
- نحن مجتمعات في طور انتقال، وهو ما يعني ضرورة استمرار تساكن قديم يتشبثبالاستمرار ولا يجد من يكنسه، أو حتى جثة لا تجد من يقبرها، ووليد يتخلقلا يجد قابلة تخفف آلام المخاض وتسرع بالوضع، هذه حالنا وهي ليستشيزوفرينيا.
- ومن مظاهر الوضع التبعي لطبقتنا الوسطى، هذه الازدواجية الثقافية، والتيتفرض عليها الجمع بين نقيضين تسميهما: الأصالة والمعاصرة، فتستعمل الأولىلضبط الجماهير والثانية لترسيخ التبعية. وهو تمزق قاتل، ما زلنا نعاينعواقبه الكارثية في الجارة الشقيقة.
ب-أما عن مسألة النزعة الفردانية، فهي في شروطنا (عكس الغرب) ليست أنانيةفي العمق، بل ردا وتجاوزا، متطرفا ربما، لجماعية مجتمع، لم يكن يشجع علىبروزها (عائلي ، عشائري ، قبلي ، طائفي...إلخ). وربما كان الخطأ فيالترجمة، فالفردانية حالة ثقافية-سيكولوجية، في حين تعتبر الأنانية خلةأخلاقية.
8 - افتراض الانسجام في ما يحتوي التناقض أو العكس، ومن ذلك اعتبارالمقالة للتحالف وكأنه يلغي التناقض، والحال أن المختلف هو من يمكن عقدالتحالف بين أطرافه، أما المؤتلف فهو لا يحتاج إلى ذلك، ما يعني أنه إذاانعقد فهو بالضرورة مؤقت، ديناميي جدلي... بمعنى أن طرفيه أو أطرافه،تنتهي كل منها، إلى غير الشروط التي انطلقت منها، تمسى غير ذاتها«الأصلية».
9 - ثم نأتي إلى قضية القضايا: المسألة اللغوية، وهي اليوم من أعقدها،ويتداخل في موضوعها: الأجنبي والجاهل والمغرض... بالمختص.. ويبدو الأميرفيها مستعرضا ومضمنا موقفه خلال ذلك عرضا، ويجب بالمناسبة توضيح التالي:
1 - إن «الفصاحة» في اللغة، تعني المستوى الوسيط لها، والرسمي لذلك، والتيلا تستطيع الجماعات اللغوية الوطنية، التفاهم في ما بينها دون المرور منه،وهذا قانون يشمل جميع لغات الدول.
2 - اللغة العربية الفصحى (أو الكلاسية أو الوسيطة..) لم تكن وليست هياليوم لغة القرآن الكريم (مع أنه مرجعها الأهم) ففصاحة العصر العباسي ليستفصاحة العصر الوسيط المجهضة وليست بالأحرى العربية المعاصرة (لغة أدب طهحسين ومحفوظ ونزار... وخاصة الصحافة).
3 - عندما دخل الإسلام المغرب، اختلف اختيارهم اللغوي عن الشعوب الأخرىالمماثلة (مصر-فارس-تركيا) حيث تبنوا الفصحى للمدرسة والإدارة والأمازيغيةللحياة الأسرية، والحرف العربي لكتابتها، والمغربية للتواصل المجتمعيالوطني وللتعبير أيضا.
4 - أكثر من اللغة المقطعية (الصينية مثلا) تسمح العربية الفصحى اليومبالاتصال المباشر، ودون وسيط، وللمراهق حتى، بذاكرة تعود إلى أكثر من 1400عام. وهو غنى للذاكرة واستقلالية للشخصية... لا تتوفر في عالم اليوم لأيمن شعوبه المعاصرة (بما في ذلك العبرية).
5 - إن أكثر الدارجات العربية المعاصرة، ليست كما يعتقد الكثيرون خطأ،تطورا أو حتى «فسادا» لفصحى أصلية، إنها بالأحرى لغات قديمة، بل هي أعرقمن الفصحى نفسها والتي لم تكن سوى منتوج مركب ومصطنع منها.
6 - وهو ما يعني أن دعوة البعض اليوم، لاستخراج فصحى من الدارجة، هو الأمربالضبط الذي قام به الأقدمون ثم الأوسطون ثم المعاصرون العرب، مع ملاحظة:أنهم ادخلوا في اعتبارهم لهجات متعددة وأيضا لغات شعوب أخرى.
7 - إذا كان مقصود البعض هو الإصلاح اللغوي، فإنهم يخطئون التعبير عنمقاصدهم حينما يعتبرون الدعوة إلى الدارجة سبيلهم إلى ذلك، إنهم يشوشونعلى المعركة، ويخلطون بين أطراف الصراع فيها، ويضيعون عليهم الأهدافويضاعفون الأعداء.
8 - دعاة الدارجة المغرضون، ومنذ تأسيس الدعوة من قبل آبائهم في الاستشراق الاستعماري، يتقصدون فصلين وعزلين للشعوب العربية:
أ- عن ذاكرتها الثقافية والحضارية والدينية... ما يفقر خيالها ويحبططموحاتها ويسمح بتشويه وتتفيه شخصيتها واستتباعها والتقرير الخارجيلمصائرها (=العدمية التاريخية).
ب- عن امتدادها الجغرافي (الطبيعي-الاقتصادي-البشري...) العربي، والذيبدونه لا نستطيع مواجهة تحديات ما يسمونه العولمة. واسمه الحقيقي هو:الاستعمار والامبريالية (=الانعزالية القطرية).
9 - إذا كانت قضيتنا الوطنية والقومية اليوم هي إنجاح الانتقال نحوالديمقراطية (=الحداثة الحق) فإن الإصلاح الديني يعتبر شرطها (تجريد إدارةالدولة من سلطة الدين وتمكينها للمجتمع) وهذا يتعذر دون إصلاح لغوي.
10 - في التاريخ المعاين، فإن الإصلاحات اللغوية الكبرى، كانت دائما منتوجالشعوب بقيادة نخبها، ثم إقرار إدارات دولها لها تلقائيا أو تحت الضغط أوهما معا... وهو أمر حاصل اليوم جزئيا على مستوى الممارسات اللغوية العربية.
11 - ما نحن بحاجة إليه إذن في هذا الباب، كما في أبواب التنمية والتحرروالديمقراطية... هو افتقاد القرار العربي الواحد والموحد... فالتأخر عنإقرار إصلاحات لغوية قطرية، هو أهون من تكريس القطرية وتأخر الوحدة،ومضاعفة أعبائها، إنه بالأحرى امتياز عربي قل نظيره في العالم المعاصر،وهو بعض مما يفسر تقدم أمريكا وتعثر أوربا التي يصرف اتحادها ثلث ميزانيتهعلى ترجمة وثائقه إلى لغات شعوبه التي كانت في وقت ما موحدة (=اللاتينية).
12 - يتأكد اليوم أن الشرط الأنسب، بل والإطار الضروري لجميع أنواعالإصلاحات (سياسية-دينية-لغوية وثقافية...)، هو بناء الولايات المتحدةالعربية (لا العروبية)
10-بقيت مسألة المهرجانات، وهي تدخل ضمن ما يصطلح عليه بالثقافة الجماهيرية، أقول لا دفاعا بل توضيحا،
أ-إنها ظاهرة عالمية، وهي في أكثرها استجابة من قبل إدارتي المجتمع المدني(البلديات) والدولة، لحق الناس في لقاء بعضهم البعض وتواصلهم الحميمي وفيالمتعة الجسدية (الرقص والسماع) وهي تكاد تكون الصيغة الحداثية لنمطالمواسيم الدينية-التجارية-الاجتماعية (=الزواج) في القديم والوسيط.
ب-إعادة إنتاج وتوظيف عصري للتراث. الصوفي مثلا في حالة فاس والافريقي فيحالة الصويرة...الخ ومن حيث المبدأ فهذا سعي محمود خاصة بالنسبة للمكونالزنجي والبعد الإفريقي للمغرب وللمغاربة.
ت-هي استثمار سياحي بمضمون ثقافي، وهذا نمط مما تجب الدعوة إليه في كل سياحة تتغيى تواصل وحوار الجهات الوطنية والثقافات العالمية.
أما حول نوعية المنشطين والشروط المرافقة للاحتفالات... فهذه مما ينعقد الإجماع الوطني المواطن، على التحفظ من أحوالها الراهنة.
11 - أما مسألة الإفطار العلني لرمضان... فلعلها تكشف عن شرود الأمير زمناومكانا. وإلا فإن النقاش الصحفي الذي أثير حول الموضوع أوضح أن القانون،«الحداثي» الموروث عن الاحتلال الفرنسي لا الشريعة، هو الذي طبقتمقتضياته، وهو تشريع من قبل عقلاء فرنسا لحماية سفهائها، ممن قد لاينتبهون، أو قد يتقصدون استفزاز «الأهالي» أثناء صيامهم، وما قد يجره ذلكعليهم من ردود فعل لا تحمد عقباها، لقد كان المعمرون أرحم بالمغاربةوبأنفسهم، من بعض «مواطنينا» غير البارين بآبائهم وبالوطن، وإلا فإنالإسلام هو أكبر من أن يعبأ بسارق لقمة أو جرعة في مسكنه الحرام على غيره.
خلاصة:
-1 في جدل أو ازدواج البعدين: الديني «السلفي» والحداثي لإدارة الدولة.فإن الأخير هو من يوظف الأول لمصلحته، لا العكس. ما تشيعه الدول وتمارسههو الأيديولوجيا والسياسة لا الدين، الذي هو محض مشحب أو قناع بالنسبةلها، والمعضلة هنا تكمن في سؤال، أية حداثة: للتحرير والديمقراطية ؟ أمللاستبداد والتبعية ؟
-2 في محاولتهم باسم المجتمع لانتزاع المشروعية الدينية من إدارة الدولة،يشتغل السلفيون موضوعيا من أجل تحريرها (الدولة) من استعماله (=الدين)،ومن تم يدفعون بها إلى البحث عن مصدر آخر للمشروعية، والتي ليست هي اليومسوى الديمقراطية أي الحكم باسم الشعب لا باسم الله.
ولطالما تولد الجديد من صراع قديمين.
الاتحاد الاشتراكي
16-10-2010
-1 الوضع الاجتماعي-السياسي، والمواقف المتميزة، ولعلها موروثة، والتي قدتبدو وكأنها عائلية، وأحيانا حتى شخصية، للأمير. فهو يقدم كما لو كانمظلوما ومستهدفا، ولعله أيضا موتور، فتتداخل لذلك شروط الشخص بموضوعاتالكتابة وأهدافها (؟!)
-2 تقصد البعض، أن يؤطر كتاباته ويوظفها خارج مضمونها، فأثر لذلك صبغهبـ»الأحمر»، على قراءة نصوصه، والحال أنه لم يكتسب بعد، وحتى اليوم، لونابالذات.
-3 إن الأمير فاجأ انتظارات الناس منه، وذلك من حيث عدم انسجام وسائله معغاياته المعلنة، فـ»منطق» سياسة المصلحة الوطنية، كان يقتضي في العرفالسائد استثمار موقعه بطريقة مختلفة، أكثر جدوى وأقل خسارة، وإلا فهو يكررخطأ السابقين إلى الدرب الذي اختاره، والذين سهلوا بسلوكهم، استمرارالإدارة الاستعمارية واستمرار حكم حلفائها والاتباع.
-4 إن بعض الأشخاص الذين ربطوا أسماءهم بشخص الأمير ومواقفه، (وربماتمويلاته أيضا) عن صدق أو انتهاز أو تخذيل... ربما أساؤوا إلى صورتهوبالتالي نصوصه..
-5 يجب علي التصريح، أنني كغيري أتعاطف مع المواقف والنوايا المعلنةللأمير، غير أن وعيها وتصريفها السياسيين وخلفياتها الفكرية. أمر آخر، هوما سيحاول هذا الحوار، الوقوف عند بعضه بمناسبة مقالته «المثقفون العرببين الأصوليات والدول»
-6 درءا لاحتمال تحول الحوار إلى جدال، أربأ بنفسي وبالأمير عن الانزلاقإليه، أفضل أن تكون صيغته فكرية لا سياسية وإيجابية لا سجالية.
مرجعي هو النص المنشور للمقالة باللغة العربية. ولا أدري فيما إذا كانالكاتب يتحمل مسؤوليتها كاملة. النقاش إذن هو للنص أكثر منه لصاحبه، خاصةوثمة أكثر من قرينة على أن الترجمة غير موثقة.
1 - على نمط أغلب كتابات الاستشراق التي ينتقدها هو نفسه، لا نستطيع فكالارتباط في المقالة بين ما هو وصف أو إخبار أو تحليل ومواقف الكاتب، وهوأمر يربك النقاش ويعكر وضوحه المطلوب (المسألة اللغوية مثلا)
2 - عدم ضبط حدود المكان وحدود الزمن موضوع أطروحته، فهو بالرغم من حديثهعن «القرنين الأخيرين» إلا أن بعض استشهاداته تعود إلى عصر «علم الكلام»مثلا.
3 - إذ كانت المفاهيم هي مفاتيح كل فكر، وكانت المصطلحات هي عناوينها.. فثمة تشوش كبير على هذا المستوى، التعميم، ومن ذلك مثلا:
أ- مصطلح «الإسلام» فسواء أكان إسلام الواقع أو إسلام التاريخ أو إسلامالنص.. فليس هنالك انسجام أو تطابق.. بل على العكس، ثمة ما لا حصر لعددهمن التأويلات ومن الممارسات ومن المفهومات... فعـن أي إسـلام يتصـلالموضوع...(؟!)
ب-«العرب» بأي معنى: «عرقي» وهو أمر لا قيمة له علميا وتاريخيا وواقعا (مصطلح استعماري-عنصري في جذوره).
«من يتكلم العربية» وهو التعريف النبوي للمصطلح.
أم هم المستوطنون في جغرافيا (طبيعية، اقتصادية، بشرية...) محددة، وهذايشمل الكثيرين... وذلك تماما كما نقول عن الهنود أو الصينيين أنهم كذلك معأنهم شعوب وأديان ولغات... أو عن الألزاس...إنها فرنسية، رغم اختلافلغتهم...
ت-«البورجوازية» (العربية): وهذه حالات وتناقضات، أهمها اليوم:
ت/1 - تلك المرتبطة منها بإدارات دولها، من تم بالسوق والمصالح المعولمةلاستراتيجية الرأسمالية الأمبريالية، وهي اليوم السائدة والحاكمة،وأوصافها لاحصر لها (وسيطة، طفيلية، تابعة...)
ت/2 - من تتناقض مصالحها مع هيمنة و/أو سيطرة رأسمال الأجنبي (=الاستعمار)وحليفه أو تابعه في الداخل (=الاستبداد) وهذه عموما من تستحق نعتهابالوطنية (قومية و/أو إسلامية) وهي من انهزم كإدارة (مصر، العراقوالجزائر) غير أنها تنبعث مجددا في المجتمع بقميص إسلامي غالبا، وهي فيصعود وانتشار، وتنجح حيثما وكيفما توسلت سياسيا (بالانتخابات، بالانتفاضة،بالانقلاب وبالمقاومة الوطنية...)
4 - ثمة تشوش مصطلحي، وذلك مثلا عند إيراد مصطلحات متعددة لمفهوم واحد، مثلا: الإسلاميون / الأصوليون / السلفية / المتطرفون(؟!)
وأخرى يقع الخلط بين مفهومين أو مرحلتين، في تاريخ ذات المصطلح من ذلك «السلفية» فهذه اليوم غيرها في القرنين السابقين:
أ-لم تكن سلفية العصر العربي الحديث سوى إيديولوجيا الحداثة معربة أومسوغة تراثيا (علي لفولتير /ابن مسكويه وأخوان الصفا... لداروين / ابنخلدون لكونت...إلخ) وهي من أسس للمجتمع المدني العربي (الأحزاب ، النقابات، الصحافة ، المدارس الحرة- الأدب والإصلاح اللغوي...) ولم تكن في ذلك سوى«مقلدة» للحاضر الغربي، لا لماضيها بالأحرى. صنيع أمها أو شقيقتهاالأوربية، والتي عمدت هي قبلها، ومن أجل المستقبل إلى العودة نحو الماضياليوناني (المادية، العقلانية...) والروماني (القانون بديلا للشريعة)واليهودي... سبيلا للنهوض ثم للتنوير ثم للثورة (في فرنسا كانت ذروتها) مايسمى بالتاريخ المستعار أو الاستعاري...
ب- أما السلفية المعاصرة، وهي بعد في طور «مفاجئاتها»، فهي محاولة إنقاذلفشل السابقة عليها في المقاومة، كما في المصالحة مع الرأسماليةالاستعمارية (الغرب شجعها ثم خذلها) ، ولذلك تعود القهقرى نحو ماض أعرقللدين وللتراث، نحو الفطرة، نحو الجسد، نحو العفوية، نحو الشفوية، ونحوالتضحية (=القربان).
في الحالتين، فلم تكن السلفية ولا هي اليوم، أرتوذوكسية إلا صوريا ومن أجل التسويغ واكتساب الشرعية ليس غير.
وتكون الرجعة أعرق، كلما كانت إرادة القفز أبعد (؟!).
5 - مسألة الثقافة، ومن ثم المثقفين، تطرح مسألة التداخل.
ثمة تداخل لمستويات حقل ومفهوم الثقافة في المقال، فهذا المصطلح لمفهوم أديولوجي ملتبس جدا، ويحتاج إلى تدقيق في كل حين وكل حالة.
يمكن، وربما يجب، التمييز بين مستويات ثلاثة له على الأقل:
1 - الثقافة بإطلاق أو بإضافة صفة «العالمة» وهذه ظاهرة: تاريخية /واعية/نخبوية/كتابية / تراكمية/ ذات بعد إنساني وعالمي /مكتسبة / هادفة...إلخ.
2 - الثقافة الشعبية بمعنى الفلكلور وهي: موروثة /لا تاريخية / طبيعية(=جغرافية) (ثقافة الجبل غيرها في السهل والساحل والصحراء والغابةوالجليد...) معاشية/سلوكية / عفوية / شفوية / شكلية...إلخ.
3 - الثقافة الجماهيرية: وتكمن خصوصيتها في وسائلها (=رسائلها): إذاعة ، تلفزة ، سينما ، كاسيت ، مهرجان...إلخ.
لاشك أن بين هذه المستويات علاقة بل علاقات، ولكن العلاقة لا تتم إلا بينمنفصلين، الأمر الذي يعني تميزها عن بعض.. وهو ما لا نلمس أثرا له فيالمقالة.
6 - ينعكس ذلك على مستوى مفهوم «المثقف» والذي هو ظاهرة مرتبطة تاريخيابالقرن 17 الأوربي (التاريخ العربي لم يدرس بعد..) وذلك عندما تمكنالمجتمع (=البورجوازية) من توفير الاستقلال المادي، لحامل سلاح المعرفة،عن إدارة الدولة. وأضحت المعرفة لذلك، ولأول مرة، في خدمة المجتمع ولمصلحةأهدافه في تغيير إدارة الدولة.. وذلك بعد أن كانت في خدمة الدولة حصرا،تكرس ولا تغير، تزكى ولا تنتقد، تسوغ ولا تكشف...
منذ محمد بن ع. الوهاب والأفغاني والكواكبي... مرورا بطه حسين وعلالالفاسي وجبران ومحفوظ والمجاطي ودرويش...إلخ كل ذلك التاريخ من صراع الفكروالصحافة والرواية والمسرح والقصة والسينما...إلخ هو تاريخ ثقافة ومثقفيالمجتمع بقيادة طبقته الوسطى المواطنة والمناضلة... انتهى اليوم إلىالإخفاق الاقتصادي-الاجتماعي، الثقافي-السياسي... قبل العسكري.
ليست المسألة سيكولوجية إذن (جبن، انتهاز...) بل اجتماعية-تاريخية بالأحرى، انهزام طبقة لا نخبة، ونهاية مرحلة لا نهاية التاريخ.
ملاحظة: ينبعث اليوم «مثقف» عضوي جديد: فطري-شفوي-شعبوي-أقل عقلانية، أكثرحركية ،ذاكرته متخففة من التراث، وتأويلاته له، تخضع لمطالبه منه (=خياله)باختصار فهو أمي، نسبة إلى البعد الأنثوي في الأم لا الذكوري في ثقافةآبائنا جميعهم... هذا النموذج المعاصر، هو اليوم العدو الألذ للاستعمار،كما للاستبداد...
7 - بعض أزمات مناهج المعرفة والعلم، تقتضي اليوم تداخلها واستفادة بعضهامن بعض ومن الثخوم المشتركة فيما بينها، يتم ذلك عند اقتضاء الحاجة لاالمزاج كما في المقالة، من ذلك:
أ-استعارة المقالة لمفهوم ازدواج الشخصية من حقله المخصوص والمرضي، لوصف حالة اجتماعية تفسيرها متيسر وأفيد وإيجابي بغير ذلك.
- فالصراع قانون عام يحكم شروط قرارات وسلوكات الأفراد، فضلا عن المجتمعات والدول... وهو لذلك ليس مرضا.
- نحن مجتمعات في طور انتقال، وهو ما يعني ضرورة استمرار تساكن قديم يتشبثبالاستمرار ولا يجد من يكنسه، أو حتى جثة لا تجد من يقبرها، ووليد يتخلقلا يجد قابلة تخفف آلام المخاض وتسرع بالوضع، هذه حالنا وهي ليستشيزوفرينيا.
- ومن مظاهر الوضع التبعي لطبقتنا الوسطى، هذه الازدواجية الثقافية، والتيتفرض عليها الجمع بين نقيضين تسميهما: الأصالة والمعاصرة، فتستعمل الأولىلضبط الجماهير والثانية لترسيخ التبعية. وهو تمزق قاتل، ما زلنا نعاينعواقبه الكارثية في الجارة الشقيقة.
ب-أما عن مسألة النزعة الفردانية، فهي في شروطنا (عكس الغرب) ليست أنانيةفي العمق، بل ردا وتجاوزا، متطرفا ربما، لجماعية مجتمع، لم يكن يشجع علىبروزها (عائلي ، عشائري ، قبلي ، طائفي...إلخ). وربما كان الخطأ فيالترجمة، فالفردانية حالة ثقافية-سيكولوجية، في حين تعتبر الأنانية خلةأخلاقية.
8 - افتراض الانسجام في ما يحتوي التناقض أو العكس، ومن ذلك اعتبارالمقالة للتحالف وكأنه يلغي التناقض، والحال أن المختلف هو من يمكن عقدالتحالف بين أطرافه، أما المؤتلف فهو لا يحتاج إلى ذلك، ما يعني أنه إذاانعقد فهو بالضرورة مؤقت، ديناميي جدلي... بمعنى أن طرفيه أو أطرافه،تنتهي كل منها، إلى غير الشروط التي انطلقت منها، تمسى غير ذاتها«الأصلية».
9 - ثم نأتي إلى قضية القضايا: المسألة اللغوية، وهي اليوم من أعقدها،ويتداخل في موضوعها: الأجنبي والجاهل والمغرض... بالمختص.. ويبدو الأميرفيها مستعرضا ومضمنا موقفه خلال ذلك عرضا، ويجب بالمناسبة توضيح التالي:
1 - إن «الفصاحة» في اللغة، تعني المستوى الوسيط لها، والرسمي لذلك، والتيلا تستطيع الجماعات اللغوية الوطنية، التفاهم في ما بينها دون المرور منه،وهذا قانون يشمل جميع لغات الدول.
2 - اللغة العربية الفصحى (أو الكلاسية أو الوسيطة..) لم تكن وليست هياليوم لغة القرآن الكريم (مع أنه مرجعها الأهم) ففصاحة العصر العباسي ليستفصاحة العصر الوسيط المجهضة وليست بالأحرى العربية المعاصرة (لغة أدب طهحسين ومحفوظ ونزار... وخاصة الصحافة).
3 - عندما دخل الإسلام المغرب، اختلف اختيارهم اللغوي عن الشعوب الأخرىالمماثلة (مصر-فارس-تركيا) حيث تبنوا الفصحى للمدرسة والإدارة والأمازيغيةللحياة الأسرية، والحرف العربي لكتابتها، والمغربية للتواصل المجتمعيالوطني وللتعبير أيضا.
4 - أكثر من اللغة المقطعية (الصينية مثلا) تسمح العربية الفصحى اليومبالاتصال المباشر، ودون وسيط، وللمراهق حتى، بذاكرة تعود إلى أكثر من 1400عام. وهو غنى للذاكرة واستقلالية للشخصية... لا تتوفر في عالم اليوم لأيمن شعوبه المعاصرة (بما في ذلك العبرية).
5 - إن أكثر الدارجات العربية المعاصرة، ليست كما يعتقد الكثيرون خطأ،تطورا أو حتى «فسادا» لفصحى أصلية، إنها بالأحرى لغات قديمة، بل هي أعرقمن الفصحى نفسها والتي لم تكن سوى منتوج مركب ومصطنع منها.
6 - وهو ما يعني أن دعوة البعض اليوم، لاستخراج فصحى من الدارجة، هو الأمربالضبط الذي قام به الأقدمون ثم الأوسطون ثم المعاصرون العرب، مع ملاحظة:أنهم ادخلوا في اعتبارهم لهجات متعددة وأيضا لغات شعوب أخرى.
7 - إذا كان مقصود البعض هو الإصلاح اللغوي، فإنهم يخطئون التعبير عنمقاصدهم حينما يعتبرون الدعوة إلى الدارجة سبيلهم إلى ذلك، إنهم يشوشونعلى المعركة، ويخلطون بين أطراف الصراع فيها، ويضيعون عليهم الأهدافويضاعفون الأعداء.
8 - دعاة الدارجة المغرضون، ومنذ تأسيس الدعوة من قبل آبائهم في الاستشراق الاستعماري، يتقصدون فصلين وعزلين للشعوب العربية:
أ- عن ذاكرتها الثقافية والحضارية والدينية... ما يفقر خيالها ويحبططموحاتها ويسمح بتشويه وتتفيه شخصيتها واستتباعها والتقرير الخارجيلمصائرها (=العدمية التاريخية).
ب- عن امتدادها الجغرافي (الطبيعي-الاقتصادي-البشري...) العربي، والذيبدونه لا نستطيع مواجهة تحديات ما يسمونه العولمة. واسمه الحقيقي هو:الاستعمار والامبريالية (=الانعزالية القطرية).
9 - إذا كانت قضيتنا الوطنية والقومية اليوم هي إنجاح الانتقال نحوالديمقراطية (=الحداثة الحق) فإن الإصلاح الديني يعتبر شرطها (تجريد إدارةالدولة من سلطة الدين وتمكينها للمجتمع) وهذا يتعذر دون إصلاح لغوي.
10 - في التاريخ المعاين، فإن الإصلاحات اللغوية الكبرى، كانت دائما منتوجالشعوب بقيادة نخبها، ثم إقرار إدارات دولها لها تلقائيا أو تحت الضغط أوهما معا... وهو أمر حاصل اليوم جزئيا على مستوى الممارسات اللغوية العربية.
11 - ما نحن بحاجة إليه إذن في هذا الباب، كما في أبواب التنمية والتحرروالديمقراطية... هو افتقاد القرار العربي الواحد والموحد... فالتأخر عنإقرار إصلاحات لغوية قطرية، هو أهون من تكريس القطرية وتأخر الوحدة،ومضاعفة أعبائها، إنه بالأحرى امتياز عربي قل نظيره في العالم المعاصر،وهو بعض مما يفسر تقدم أمريكا وتعثر أوربا التي يصرف اتحادها ثلث ميزانيتهعلى ترجمة وثائقه إلى لغات شعوبه التي كانت في وقت ما موحدة (=اللاتينية).
12 - يتأكد اليوم أن الشرط الأنسب، بل والإطار الضروري لجميع أنواعالإصلاحات (سياسية-دينية-لغوية وثقافية...)، هو بناء الولايات المتحدةالعربية (لا العروبية)
10-بقيت مسألة المهرجانات، وهي تدخل ضمن ما يصطلح عليه بالثقافة الجماهيرية، أقول لا دفاعا بل توضيحا،
أ-إنها ظاهرة عالمية، وهي في أكثرها استجابة من قبل إدارتي المجتمع المدني(البلديات) والدولة، لحق الناس في لقاء بعضهم البعض وتواصلهم الحميمي وفيالمتعة الجسدية (الرقص والسماع) وهي تكاد تكون الصيغة الحداثية لنمطالمواسيم الدينية-التجارية-الاجتماعية (=الزواج) في القديم والوسيط.
ب-إعادة إنتاج وتوظيف عصري للتراث. الصوفي مثلا في حالة فاس والافريقي فيحالة الصويرة...الخ ومن حيث المبدأ فهذا سعي محمود خاصة بالنسبة للمكونالزنجي والبعد الإفريقي للمغرب وللمغاربة.
ت-هي استثمار سياحي بمضمون ثقافي، وهذا نمط مما تجب الدعوة إليه في كل سياحة تتغيى تواصل وحوار الجهات الوطنية والثقافات العالمية.
أما حول نوعية المنشطين والشروط المرافقة للاحتفالات... فهذه مما ينعقد الإجماع الوطني المواطن، على التحفظ من أحوالها الراهنة.
11 - أما مسألة الإفطار العلني لرمضان... فلعلها تكشف عن شرود الأمير زمناومكانا. وإلا فإن النقاش الصحفي الذي أثير حول الموضوع أوضح أن القانون،«الحداثي» الموروث عن الاحتلال الفرنسي لا الشريعة، هو الذي طبقتمقتضياته، وهو تشريع من قبل عقلاء فرنسا لحماية سفهائها، ممن قد لاينتبهون، أو قد يتقصدون استفزاز «الأهالي» أثناء صيامهم، وما قد يجره ذلكعليهم من ردود فعل لا تحمد عقباها، لقد كان المعمرون أرحم بالمغاربةوبأنفسهم، من بعض «مواطنينا» غير البارين بآبائهم وبالوطن، وإلا فإنالإسلام هو أكبر من أن يعبأ بسارق لقمة أو جرعة في مسكنه الحرام على غيره.
خلاصة:
-1 في جدل أو ازدواج البعدين: الديني «السلفي» والحداثي لإدارة الدولة.فإن الأخير هو من يوظف الأول لمصلحته، لا العكس. ما تشيعه الدول وتمارسههو الأيديولوجيا والسياسة لا الدين، الذي هو محض مشحب أو قناع بالنسبةلها، والمعضلة هنا تكمن في سؤال، أية حداثة: للتحرير والديمقراطية ؟ أمللاستبداد والتبعية ؟
-2 في محاولتهم باسم المجتمع لانتزاع المشروعية الدينية من إدارة الدولة،يشتغل السلفيون موضوعيا من أجل تحريرها (الدولة) من استعماله (=الدين)،ومن تم يدفعون بها إلى البحث عن مصدر آخر للمشروعية، والتي ليست هي اليومسوى الديمقراطية أي الحكم باسم الشعب لا باسم الله.
ولطالما تولد الجديد من صراع قديمين.
الاتحاد الاشتراكي
16-10-2010
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» معارك ضارية حول القرآن
» «الرحلة الأخروية العلائية».. انتقام النص لصاحبه
» فتاوى واراء..
» «تحرير الكلام في تجربة الإسلام»لصاحبه عز الدين العلام
» الشاعر محمد السرغيني /الملحق الثقافي-الاتحاد الاشتراكي
» «الرحلة الأخروية العلائية».. انتقام النص لصاحبه
» فتاوى واراء..
» «تحرير الكلام في تجربة الإسلام»لصاحبه عز الدين العلام
» الشاعر محمد السرغيني /الملحق الثقافي-الاتحاد الاشتراكي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى